الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥١

‏‹إسمع له› دائمًا

‏‹إسمع له› دائمًا

‏«هذا هوَ ابْني الحَبيبُ الَّذي أنا راضٍ عنه.‏ إسمَعوا له».‏ —‏ مت ١٧:‏٥‏.‏

التَّرنيمَة ٥٤ «هذِهِ هيَ الطَّريق»‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ ‏(‏أ)‏ ماذا أوصى يَهْوَه ثَلاثَةَ رُسُل،‏ وماذا فعَلوا؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

بَعدَ الفِصحِ سَنَةَ ٣٢ ب‌م،‏ شاهَدَ الرُّسُلُ بُطْرُس ويَعْقُوب ويُوحَنَّا رُؤْيا مُذهِلَة.‏ فعلى جَبَلٍ عالٍ،‏ رُبَّما جَبَلِ حَرْمُون،‏ تغَيَّرَ مَظهَرُ يَسُوع أمامَهُم.‏ «فأضاءَ وَجهُهُ كالشَّمسِ وصارَت ثِيابُهُ تَلمَعُ كالنُّور».‏ (‏مت ١٧:‏١-‏٤‏)‏ وفي أواخِرِ هذِهِ الرُّؤْيا،‏ سمِعوا صَوتَ اللّٰهِ يقول:‏ «هذا هوَ ابْني الحَبيبُ الَّذي أنا راضٍ عنه.‏ إسمَعوا له».‏ (‏مت ١٧:‏٥‏)‏ وهؤُلاءِ الرُّسُلُ الثَّلاثَة برهَنوا بِطَريقَةِ حَياتِهِم أنَّهُم يسمَعونَ فِعلًا لِيَسُوع.‏ ونَحنُ نُريدُ أن نتَمَثَّلَ بهِم.‏

٢ في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ تعَلَّمنا أنَّنا نسمَعُ صَوتَ يَسُوع حينَ لا نفعَلُ بَعضَ الأُمور.‏ أمَّا في هذِهِ المَقالَة،‏ فسَنتَعَلَّمُ عن أمرَينِ علَّمَنا يَسُوع أن نفعَلَهُما.‏

‏«أُدخُلوا مِنَ البَوَّابَةِ الضَّيِّقَة»‏

٣ حَسَبَ مَتَّى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏،‏ ماذا يجِبُ أن نفعَل؟‏

٣ إقرأ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏ لاحِظْ أنَّ يَسُوع تحَدَّثَ عن بَوَّابَتَينِ مُختَلِفَتَينِ تُؤَدِّيانِ إلى طَريقَينِ مُختَلِفَين،‏ واحِدٌ «سَهلٌ» والآخَرُ «صَعب».‏ ولا يوجَدُ طَريقٌ ثالِث.‏ إذًا،‏ علَينا أن نختارَ واحِدًا مِن هذَينِ الطَّريقَين.‏ وهذا أهَمُّ قَرارٍ نأخُذُهُ لِأنَّ حَياتَنا الأبَدِيَّة تتَوَقَّفُ علَيه.‏

٤ كَيفَ هوَ الطَّريقُ ‹السَّهل›؟‏

٤ يلزَمُ أن نُبقِيَ في بالِنا الفَرقَ بَينَ الطَّريقَين.‏ فالطَّريقُ ‹السَّهلُ› مُغرٍ لِأنَّ المَشيَ فيهِ لَيسَ صَعبًا.‏ ولِلأسَف،‏ يظَلُّ كَثيرونَ يمشونَ فيهِ ويَتبَعونَ الأغلَبِيَّة.‏ لكنَّهُم لا يرَونَ أنَّ الشَّيطانَ إبْلِيس هوَ الَّذي يُشَجِّعُهُم أن يمشوا فيه،‏ وأنَّ هذا الطَّريقَ يُؤَدِّي إلى المَوت.‏ —‏ ١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١ يو ٥:‏١٩‏.‏

٥ كَيفَ اجتَهَدَ البَعضُ لِيَجِدوا الطَّريقَ ‹الصَّعبَ› ويَمشوا فيه؟‏

٥ بِعَكسِ الطَّريقِ ‹السَّهل›،‏ قالَ يَسُوع إنَّ الطَّريقَ الآخَرَ «صَعب»،‏ وإنَّ قَليلينَ يجِدونَه.‏ وما السَّبَب؟‏ مِنَ اللَّافِتِ أنَّ يَسُوع حذَّرَ في الآيَةِ التَّالِيَة مِنَ الأنبِياءِ الكَذَّابين.‏ (‏مت ٧:‏١٥‏)‏ فاليَوم،‏ هُناكَ آلافُ الأديان،‏ ومُعظَمُها يقولُ إنَّهُ يُعَلِّمُ الحَقّ.‏ وهذا التَّشْويشُ الدِّينِيُّ يُعمي المَلايينَ أو يجعَلُهُم يائِسين،‏ فلا يعودونَ يبحَثونَ عنِ الطَّريقِ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياة.‏ ولكنْ لَيسَ مُستَحيلًا أن يجِدوه.‏ فيَسُوع قال:‏ «إن ثبَتُّم في كَلِمَتي،‏ تكونونَ حَقًّا تَلاميذي،‏ وتعرِفونَ الحَقّ،‏ والحَقُّ يُحَرِّرُكُم».‏ (‏يو ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ وأنتَ تستَحِقُّ المَدحَ لِأنَّكَ لم تتبَعِ الأغلَبِيَّة،‏ بل فتَّشتَ عنِ الحَقّ.‏ كما درَستَ جَيِّدًا كَلِمَةَ اللّٰهِ لِتعرِفَ ماذا يطلُبُ مِنك،‏ وسمِعتَ تَعاليمَ يَسُوع.‏ فتعَلَّمتَ مَثَلًا أنَّ يَهْوَه يُريدُ مِنكَ أن ترفُضَ المُعتَقَداتِ والأعيادَ الَّتي ترتَبِطُ بِالأديانِ المُزَيَّفَة.‏ أيضًا،‏ عرَفتَ أنَّكَ ستُواجِهُ تَحَدِّياتٍ إذا أرَدتَ أن تعمَلَ ما يطلُبُهُ يَهْوَه وتتَوَقَّفَ عنِ المُمارَساتِ الَّتي لا تُرضيه.‏ (‏مت ١٠:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ طَبعًا،‏ لم يكُنْ سَهلًا علَيكَ أن تقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏ مع ذلِك،‏ صمَّمتَ أن تقومَ بها لِأنَّكَ تُحِبُّ أباكَ السَّماوِيَّ وتُريدُ أن تُرضِيَه.‏ وكم هو فَخورٌ بك!‏ —‏ ام ٢٧:‏١١‏.‏

كَيفَ تبقى في الطَّريقِ ‹الصَّعب›؟‏

نصائح يهوه ومقاييسه تساعدنا أن نبقى في الطريق ‹الصعب› (‏أُنظر الفقرات ٦-‏٨.‏)‏ *

٦ حَسَبَ المَزْمُور ١١٩:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٣٣‏،‏ ماذا يُساعِدُنا أن نبقى في الطَّريقِ ‹الصَّعب›؟‏

٦ بَعدَما بدَأنا نمشي في الطَّريقِ الصَّعب،‏ ماذا يُساعِدُنا أن نبقى فيه؟‏ إلَيكَ هذا الإيضاح.‏ على طَرَفِ الطُّرُقاتِ الجَبَلِيَّة الضَّيِّقَة،‏ يكونُ هُناكَ سِياجٌ يحمي السَّائِقينَ وسَيَّاراتِهِم.‏ فهو يُساعِدُهُم أن لا يقتَرِبوا زِيادَةً عنِ اللُّزومِ مِنَ الحافَّةِ أو يسقُطوا عنها.‏ طَبعًا،‏ لن يحتَجَّ السَّائِقونَ على وُجودِ هذا السِّياج،‏ أو يشعُروا أنَّهُ يُقَيِّدُهُم.‏ ومَقاييسُ يَهْوَه المَوجودَة في الكِتابِ المُقَدَّسِ تُشبِهُ هذا السِّياج.‏ فهي تُساعِدُنا أن نبقى في الطَّريقِ ‹الصَّعب›.‏ —‏ إقرإ المزمور ١١٩:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٣٣‏.‏

٧ كَيفَ يجِبُ أن ينظُرَ الشَّبابُ إلى الطَّريقِ ‹الصَّعب›؟‏

٧ يا أعِزَّاءَنا الشَّباب،‏ هل تشعُرونَ أحيانًا أنَّ مَقاييسَ يَهْوَه تُقَيِّدُكُم؟‏ الشَّيطانُ يُريدُ أن تشعُروا هكَذا.‏ فهو يُحِبُّ أن تُرَكِّزوا على الأشياءِ الَّتي يفعَلُها الَّذينَ يمشونَ في الطَّريقِ ‹السَّهل›،‏ لِأنَّهُم يبدونَ سُعَداءَ بِحَياتِهِم.‏ فهو يُريدُ أن يُحَسِّسَكُم أنَّكُم مَحرومونَ بِالمُقارَنَةِ مع زُمَلائِكُم في المَدرَسَةِ أوِ الأشخاصِ الَّذينَ ترَونَهُم على الإنتِرنِت.‏ وهكَذا تشعُرونَ أنَّ مَقاييسَ يَهْوَه لا تسمَحُ لكُم أن تتَمَتَّعوا بِحَياتِكُم.‏ * ولكنْ لا تنسَوا:‏ الشَّيطانُ يُخفي عنِ الَّذينَ يمشونَ في طَريقِهِ ماذا ينتَظِرُهُم في النِّهايَة.‏ بِالمُقابِل،‏ يُعطينا يَهْوَه صورَةً واضِحَة عنِ البَرَكاتِ الَّتي تنتَظِرُنا إذا بقينا في طَريقِ الحَياة.‏ —‏ مز ٣٧:‏٢٩؛‏ اش ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏.‏

٨ ماذا يتَعَلَّمُ الشَّبابُ مِن أُولَاف؟‏

٨ إلَيكُم ما حصَلَ مع أخٍ شابٍّ اسْمُهُ أُولَاف.‏ * فرِفاقُ صَفِّهِ ضغَطوا علَيهِ كَي يُمارِسَ الجِنس.‏ وحينَ أوضَحَ لهُم أنَّ شُهودَ يَهْوَه يعيشونَ بِحَسَبِ مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ وضَعَت بَعضُ البَناتِ هَدَفًا أن يُغرينَهُ كَي يعمَلَ عَلاقَةً معهُنّ.‏ لكنَّهُ لم يستَسلِمْ لِلضَّغط.‏ وهذا لَيسَ التَّحَدِّيَ الوَحيدَ الَّذي واجَهَه.‏ يُخبِرُ أُولَاف:‏ «حاوَلَ أساتِذَتي أن يُقنِعوني أن أدخُلَ الجامِعَة.‏ فقالوا لي إنَّ هذا ضَرورِيٌّ لِيَحتَرِمَني المُجتَمَعُ وأنجَحَ في حَياتي».‏ فماذا ساعَدَهُ أن لا يستَسلِمَ لِلضَّغط؟‏ يقول:‏ «قوَّيتُ عَلاقَتي بالإخوَةِ في جَماعَتي.‏ فصاروا مِثلَ عائِلَةٍ لي.‏ كما زِدتُ دَرسي لِلكِتابِ المُقَدَّس.‏ وكُلَّما درَستُ أكثَر،‏ زادَ اقتِناعي أنَّ هذا هوَ الحَقّ.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ قرَّرتُ أن أعتَمِد».‏

٩ كَيفَ نبقى في الطَّريقِ ‹الصَّعب›؟‏

٩ إذًا،‏ يُريدُ الشَّيطانُ أن نترُكَ الطَّريقَ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياة،‏ ونلحَقَ أغلَبِيَّةَ النَّاسِ في الطَّريقِ السَّهلِ الَّذي «يُؤَدِّي إلى الهَلاك».‏ (‏مت ٧:‏١٣‏)‏ فماذا يُساعِدُنا أن نبقى في الطَّريقِ ‹الصَّعب›؟‏ علَينا أن نسمَعَ دائِمًا لِيَسُوع،‏ ونعتَبِرَ هذا الطَّريقَ حِمايَةً لنا.‏ والآن،‏ لِننتَقِلْ إلى أمرٍ آخَرَ أوصانا يَسُوع أن نفعَلَه.‏

‏«صالِحْ أخاك»‏

١٠ حَسَبَ مَتَّى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏،‏ ماذا قالَ يَسُوع إنَّنا يجِبُ أن نفعَل؟‏

١٠ إقرأ متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏ وصَفَ يَسُوع هُنا لَحظَةً مُمَيَّزَة بِالنِّسبَةِ إلى مُستَمِعيهِ اليَهُود:‏ اللَّحظَةَ الَّتي يكونُ فيها الإسْرَائِيلِيُّ في الهَيكَل،‏ جاهِزًا لِيُسَلِّمَ تَقدِمَتَهُ إلى الكاهِن.‏ ولكنْ لَو تذَكَّرَ الإسْرَائِيلِيُّ في هذِهِ اللَّحظَةِ أنَّ أخاهُ مُنزَعِجٌ مِنه،‏ لزِمَ أن يترُكَ تَقدِمَتَهُ و ‹يَذهَب›.‏ إلى أين؟‏!‏ هل هُناكَ أمرٌ أهَمُّ مِن أن يُقَدِّمَ ذَبيحَةً لِيَهْوَه؟‏ نَعَم.‏ قالَ يَسُوع:‏ «صالِحْ أخاكَ أوَّلًا».‏

هل ستتمثل بيعقوب الذي تواضع ليصالح أخاه؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ١١-‏١٢.‏)‏ *

١١ كَيفَ صالَحَ يَعْقُوب أخاهُ عِيسُو؟‏

١١ نتَعَلَّمُ دَرسًا مُهِمًّا عنِ المُصالَحَةِ مِن يَعْقُوب،‏ أخِ عِيسُو.‏ فيَهْوَه طلَبَ مِنهُ مِن خِلالِ مَلاكٍ أن يعودَ إلى الأرضِ الَّتي وُلِدَ فيها،‏ بَعدَ أن كانَ غائِبًا عنها حَوالَي ٢٠ سَنَة.‏ (‏تك ٣١:‏١١،‏ ١٣،‏ ٣٨‏)‏ ولكنْ كانَت هُناكَ مُشكِلَة.‏ ففي السَّابِق،‏ أرادَ أخوهُ الأكبَرُ عِيسُو أن يقتُلَه.‏ (‏تك ٢٧:‏٤١‏)‏ و «خافَ يَعْقُوب جِدًّا» أن يكونَ أخوهُ لا يزالُ حاقِدًا علَيه.‏ (‏تك ٣٢:‏٧‏)‏ فماذا فعَلَ كَي يُصالِحَ أخاه؟‏ أوَّلًا،‏ صلَّى إلى يَهْوَه بِخُصوصِ هذا المَوضوع.‏ ثُمَّ أرسَلَ هَدِيَّةً كَبيرَة إلى عِيسُو.‏ (‏تك ٣٢:‏٩-‏١٥‏)‏ وفي النِّهايَة،‏ حينَ التَقى عِيسُو وَجهًا لِوَجه،‏ أخَذَ المُبادَرَةَ وأظهَرَ لهُ الاحتِرام.‏ فسجَدَ أمامَه،‏ لا مَرَّةً ولا مَرَّتَين،‏ بل سَبعَ مَرَّات.‏ ولِأنَّهُ تصَرَّفَ بِتَواضُعٍ واحتِرام،‏ استَطاعَ أن يُصالِحَ أخاه.‏ —‏ تك ٣٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٢ ماذا نتَعَلَّمُ مِن يَعْقُوب؟‏

١٢ نتَعَلَّمُ الكَثيرَ مِمَّا فعَلَهُ يَعْقُوب قَبلَ أن يُقابِلَ عِيسُو،‏ وحينَ قابَلَه.‏ فهو صلِّى إلى يَهْوَه بِتَواضُعٍ كَي يُساعِدَه.‏ وانسِجامًا مع صَلاتِه،‏ أخَذَ خُطُواتٍ لِيُلَطِّفَ الجَوّ.‏ وحينَ قابَلَ عِيسُو،‏ لم يتَجادَلْ معهُ ليُظهِرَ على مَنِ الحَقّ،‏ بل كانَ هَدَفُهُ أن يُصالِحَه.‏ فكَيفَ نتَمَثَّلُ بِيَعْقُوب؟‏

كَيفَ نُصالِحُ أخانا؟‏

١٣-‏١٤ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ إذا أخطَأنا إلى أخينا؟‏

١٣ كَي نبقى في الطَّريقِ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياة،‏ يلزَمُ أن نُحافِظَ على السَّلامِ مع إخوَتِنا.‏ (‏رو ١٢:‏١٨‏)‏ فماذا نفعَلُ إذا عرَفنا أنَّ أحَدَ الإخوَةِ مُنزَعِجٌ مِنَّا؟‏ مِثلَ يَعْقُوب،‏ يجِبُ أن نُصَلِّيَ إلى يَهْوَه،‏ ونطلُبَ مِنهُ أن يُبارِكَ جُهودَنا كَي نربَحَ أخانا.‏

١٤ أيضًا،‏ جَيِّدٌ أن نُراجِعَ أنفُسَنا.‏ فيُمكِنُنا أن نُفَكِّرَ في أسئِلَةٍ مِثل:‏ ‹هل أنا مُستَعِدٌّ أن أدوسَ على كَرامَتي،‏ أعتَذِرَ بِتَواضُع،‏ وأُصالِحَ أخي؟‏ كَيفَ سيَشعُرُ يَهْوَه ويَسُوع حينَ آخُذُ المُبادَرَةَ لِأُصالِحَه؟‏›.‏ ستدفَعُنا أسئِلَةٌ كهذِهِ أن نسمَعَ لِيَسُوع ونتَكَلَّمَ مع أخينا بِتَواضُعٍ كَي نربَحَه.‏ ولا شَكَّ أنَّ مِثالَ يَعْقُوب يُساعِدُنا كَثيرًا في هذا المَجال.‏

١٥ كَيفَ يُساعِدُنا المَبدَأُ في أفَسُس ٤:‏٢،‏ ٣ أن نُصالِحَ أخانا؟‏

١٥ تخَيَّلْ ماذا كانَ سيَحصُلُ لَو تصَرَّفَ يَعْقُوب بِتَكَبُّرٍ وتجادَلَ مع عِيسُو.‏ لا شَكَّ أنَّ النَّتيجَةَ كانَت ستختَلِفُ ١٨٠ دَرَجَة.‏ لِذا،‏ مُهِمٌّ أن نتَصَرَّفَ بِتَواضُعٍ حينَ نذهَبُ لِنُصالِحَ أخانا.‏ ‏(‏إقرأ افسس ٤:‏٢،‏ ٣‏.‏)‏ تقولُ الأمْثَال ١٨:‏١٩‏:‏ «الأخُ المُساءُ إلَيهِ أمنَعُ مِن مَدينَةٍ حَصينَة،‏ ورُبَّ مُخاصَماتٍ كَمِزلاجِ قَصر».‏ ولكنْ إذا اعتَذَرنا بِتَواضُع،‏ نقدِرُ أن ندخُلَ إلى قَلبِ هذِهِ ‹المَدينَةِ الحَصينَة›.‏

١٦ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ أيضًا لِنُصالِحَ أخانا،‏ ولِماذا؟‏

١٦ أيضًا،‏ يجِبُ أن نُفَكِّرَ مُسبَقًا ماذا سنقولُ لِأخينا وكَيفَ سنقولُه.‏ وحينَ نصيرُ جاهِزين،‏ يلزَمُ أن نتَحَدَّثَ معهُ بِهَدَفِ أن نُصالِحَه.‏ في البِدايَة،‏ قد يقولُ أخونا أشياءَ تجرَحُنا.‏ ولكنْ ماذا لَو عصَّبْنا أو بدَأنا نُدافِعُ عن أنفُسِنا؟‏ هل سيَحُلُّ ذلِكَ المُشكِلَة؟‏ طَبعًا لا.‏ فَلْنتَذَكَّرْ إذًا أنَّ مُصالَحَةَ أخينا أهَمُّ مِن إثباتِ على مَنِ الحَقّ.‏ —‏ ١ كو ٦:‏٧‏.‏

١٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِن غِيلْبِرْت؟‏

١٧ لاحِظْ كَيفَ اجتَهَدَ أخٌ اسْمُهُ غِيلْبِرْت لِيُصالِحَ أحَدَ أفرادِ عائِلَتِه.‏ يُخبِر:‏ «حصَلَت مَشاكِلُ كَثيرَة بَينَنا.‏ وبقيتُ أكثَرَ مِن سَنَتَينِ أُحاوِلُ أن أتَكَلَّمَ معهُ بِصَراحَةٍ وهُدوءٍ كَي أُصالِحَه».‏ وماذا فعَلَ غِيلْبِرْت أيضًا؟‏ يذكُر:‏ «كُلَّ مَرَّة،‏ قَبلَ أن أتَحَدَّثَ معه،‏ كُنتُ أُصَلِّي وأُجَهِّزُ نَفْسي لِأيِّ كَلامٍ جارِحٍ يُمكِنُ أن يقولَه.‏ وكُنتُ مُستَعِدًّا أن أُسامِحَه.‏ كما تعَلَّمتُ أن لا أُصِرَّ على حُقوقي،‏ وأنَّ مِن واجِبي أن أُحافِظَ على السَّلام».‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ يقولُ غِيلْبِرْت:‏ «أنا اليَومَ مُرتاحٌ كَثيرًا لِأنَّ عَلاقَتي جَيِّدَةٌ مع كُلِّ أفرادِ عائِلَتي».‏

١٨-‏١٩ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ إذا أخطَأنا إلى أحَد،‏ ولِماذا؟‏

١٨ إذًا،‏ ماذا يجِبُ أن تفعَلَ إذا عرَفتَ أنَّكَ أخطَأتَ إلى أحَدِ الإخوَة؟‏ طبِّقْ وَصِيَّةَ يَسُوع أن تُصالِحَ أخاك.‏ فصلِّ إلى يَهْوَه،‏ واتَّكِلْ على روحِهِ القُدُسِ كَي يُساعِدَكَ أن تسعى وَراءَ السَّلام.‏ وعِندَئِذٍ،‏ ستكونُ سَعيدًا وتُثبِتُ أنَّكَ تسمَعُ فِعلًا لِيَسُوع.‏ —‏ مت ٥:‏٩‏.‏

١٩ نَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا أنَّ يَهْوَه يُوَجِّهُنا مِن خِلالِ «رَأسِ الجَماعَة»،‏ يَسُوع المَسيح.‏ (‏اف ٥:‏٢٣‏)‏ لِذا،‏ نَحنُ مُصَمِّمونَ أن ‹نسمَعَ› لِيَسُوع دائِمًا،‏ مِثلَما فعَلَ بُطْرُس ويَعْقُوب ويُوحَنَّا.‏ (‏مت ١٧:‏٥‏)‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ ناقَشنا طَريقَتَينِ لِنسمَعَ له:‏ أن نبقى في الطَّريقِ الصَّعبِ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياة،‏ وأن نُصالِحَ أخانا إذا أخطَأنا إلَيه.‏ وعِندَما نفعَلُ ذلِك،‏ سننالُ بَرَكاتٍ كَثيرَة الآن،‏ وحَياةً أبَدِيَّة في المُستَقبَل.‏

التَّرنيمَة ١٣٠ لِنُسامِحْ بَعضُنا بَعضًا

^ ‎الفقرة 5‏ يوصينا يَسُوع أن نمشِيَ في الطَّريقِ الصَّعبِ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياة.‏ ويوصينا أيضًا أن نُصالِحَ إخوَتَنا.‏ فأيَّةُ صُعوباتٍ تُواجِهُنا حينَ نُطَبِّقُ هاتَينِ الوَصِيَّتَين؟‏ وكَيفَ نتَغَلَّبُ علَيها؟‏

^ ‎الفقرة 7‏ أُنظُرْ كُرَّاسَة ١٠ أسئِلَةٍ تهُمُّ الشَّباب،‏ السُّؤال ٦:‏ «‏ماذا أفعَلُ إذا ضغَطَ علَيَّ رِفاقي؟‏‏».‏ وشاهِدْ فيديو اللَّوحَةِ البَيضاء لا تستَسلِمْ لِضَغطِ رِفاقِك!‏ على مَوقِعِنا www.‎jw.‎org.‏ (‏تَحت:‏ تَعاليمُ الكِتابِ المُقَدَّس >‏ الشَّباب)‏

^ ‎الفقرة 8‏ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

^ ‎الفقرة 56‏ وصف الصورة:‏ حين نبقى في الطريق ‹الصعب› ونستفيد من حماية السياج الذي وضعه يهوه،‏ نتجنب مخاطر مثل المواد الإباحية،‏ الإغراءات،‏ والضغط لدخول الجامعة.‏

^ ‎الفقرة 58‏ وصف الصورة:‏ كي يصالح يعقوب أخاه عيسو،‏ سجد أمامه عدة مرات.‏