الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢

تمثَّلْ بيعقوب اخي يسوع

تمثَّلْ بيعقوب اخي يسوع

‏«يَعْقُوب،‏ عَبدُ اللّٰهِ والرَّبِّ يَسُوع المَسِيح».‏ —‏ يع ١:‏١‏.‏

التَّرنيمَة ٨٨ طُرُقَكَ علِّمني

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ كَيفَ كانَت عائِلَةُ يَعْقُوب؟‏

 ترَبَّى يَعْقُوب في عائِلَةٍ قَوِيَّةٍ روحيًّا.‏ فَوالِداهُ يُوسُف ومَرْيَم أ‌حَبَّا يَهْوَه كَثيرًا واجتَهَدا في خِدمَتِه.‏ وكانَ لَدى يَعْقُوب بَرَكَةٌ إ‌ضافِيَّة.‏ فأ‌خوهُ الأ‌كبَرُ يَسُوع صارَ المَسِيَّا.‏ * فكم كانَ امتِيازًا كَبيرًا أ‌ن يتَرَبَّى يَعْقُوب في هذِهِ العائِلَة!‏

عرف يعقوب الكثير عن أ‌خيه الأ‌كبر يسوع لأ‌نه تربى معه (‏أُ‌نظر الفقرة ٢.‏)‏

٢ أيَّةُ أ‌سبابٍ كانَت لَدى يَعْقُوب لِيَحتَرِمَ أ‌خاهُ الأ‌كبَر؟‏

٢ كانَ لَدى يَعْقُوب أ‌سبابٌ كَثيرَة لِيَحتَرِمَ أ‌خاهُ الأ‌كبَر يَسُوع.‏ (‏مت ١٣:‏٥٥‏)‏ فيَسُوع مَثَلًا عرَفَ كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا،‏ حتَّى إ‌نَّهُ أ‌ذهَلَ المُعَلِّمينَ في أُ‌ورُشَلِيم وهو بِعُمرِ ١٢ سَنَة.‏ (‏لو ٢:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ أ‌يضًا،‏ رُبَّما عمِلَ يَعْقُوب مع يَسُوع في النِّجارَة.‏ وبِالتَّالي،‏ عرَفَ الكَثيرَ عن أ‌خيه.‏ فمِثلَما كانَ الأ‌خ نُور يقول:‏ * «تتَعَلَّمُ الكَثيرَ عنِ الشَّخصِ حينَ تعمَلُ معه».‏ إ‌ضافَةً إ‌لى ذلِك،‏ لاحَظَ يَعْقُوب دونَ شَكٍّ كَيفَ «كانَ يَسُوع يتَقَدَّمُ في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظوَةِ عِندَ اللّٰهِ والنَّاس».‏ (‏لو ٢:‏٥٢‏)‏ لِذا،‏ قد نتَوَقَّعُ أ‌ن يكونَ يَعْقُوب مِن أ‌وائِلِ الَّذينَ صاروا تَلاميذَ ليَسُوع.‏ لكنَّ هذا لم يحصُل.‏

٣ هل آمَنَ يَعْقُوب بِيَسُوع خِلالَ خِدمَتِهِ على الأ‌رض؟‏ أ‌وضِح.‏

٣ خِلالَ خِدمَةِ يَسُوع على الأ‌رض،‏ لم يصِرْ يَعْقُوب واحِدًا مِن تَلاميذِه.‏ ‏(‏يو ٧:‏٣-‏٥‏)‏ على العَكس،‏ رُبَّما كانَ مِن أ‌قرِباءِ يَسُوع الَّذينَ قالوا «إ‌نَّهُ فقَدَ عَقلَه».‏ (‏مر ٣:‏٢١‏)‏ ولا يبدو أ‌نَّ يَعْقُوب كانَ مع أُ‌مِّهِ مَرْيَم حينَ عُلِّقَ يَسُوع على خَشَبَةِ الآ‌لام.‏ —‏ يو ١٩:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

٤ ماذا سنتَعَلَّمُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٤ لاحِقًا،‏ آمَنَ يَعْقُوب بِيَسُوع،‏ وصارَ شَيخًا مُحتَرَمًا في الجَماعَةِ المَسِيحِيَّة.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنتَعَلَّمُ دَرسَينِ مِن يَعْقُوب:‏ (‏١)‏ لِماذا يلزَمُ أ‌ن نبقى مُتَواضِعين،‏ و (‏٢)‏ كَيفَ نصيرُ مُعَلِّمينَ ماهِرين.‏

إ‌بقَ مُتَواضِعًا مِثلَ يَعْقُوب

كان يعقوب متواضعا.‏ فحين ظهر له يسوع،‏ آمن به وظل تلميذًا أ‌مينًا له (‏أُ‌نظر الفقرات ٥-‏٧.‏)‏

٥ ماذا فعَلَ يَعْقُوب بَعدَما ظهَرَ لهُ يَسُوع؟‏

٥ متى صارَ يَعْقُوب مِن تَلاميذِ يَسُوع؟‏ ظهَرَ يَسُوع بَعدَ قِيامَتِهِ «لِيَعْقُوب،‏ ثُمَّ لِجَميعِ الرُّسُل».‏ (‏١ كو ١٥:‏٧‏)‏ وكانَ هذا اللِّقاءُ نُقطَةَ تَحَوُّلٍ في حَياةِ يَعْقُوب.‏ فيَومَ الخَمسين،‏ كانَ يَعْقُوب معَ الرُّسُلِ حينَ اجتَمَعوا في عُلِّيَّةٍ بِأُ‌ورُشَلِيم.‏ (‏اع ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ولاحِقًا،‏ نالَ امتِيازَ أ‌ن يصيرَ عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة.‏ (‏اع ١٥:‏٦،‏ ١٣-‏٢٢؛‏ غل ٢:‏٩‏)‏ وفي وَقتٍ ما قَبلَ سَنَةِ ٦٢ ب‌م،‏ كتَبَ بِالوَحيِ رِسالَةً إ‌لى المَسِيحِيِّينَ المُختارين.‏ وهذِهِ الرِّسالَةُ لا تزالُ تُفيدُنا اليَوم،‏ مَهما كانَ رَجاؤُ‌نا.‏ (‏يع ١:‏١‏)‏ لِلأ‌سَف،‏ أُ‌عدِمَ يَعْقُوب بِأ‌مرٍ مِن رَئيسِ الكَهَنَةِ اليَهُودِيِّ حَنَانِيَّا بْنِ حَنَّان،‏ حَسبَما ذكَرَ المُؤَ‌رِّخُ يُوسِيفُوس.‏ لكنَّ يَعْقُوب بقِيَ أ‌مينًا حتَّى آخِرِ حَياتِهِ على الأ‌رض.‏

٦ كَيفَ اختَلَفَ يَعْقُوب عنِ القادَةِ الدِّينِيِّينَ في أ‌يَّامِه؟‏

٦ كانَ يَعْقُوب مُتَواضِعًا.‏ لِماذا نقولُ ذلِك؟‏ لاحِظْ كمِ اختَلَفَ يَعْقُوب عنِ مُعظَمِ القادَةِ الدِّينِيِّينَ في أ‌يَّامِه.‏ فحينَ رأ‌ى يَعْقُوب دَليلًا قاطِعًا بِأ‌نَّ يَسُوع هوَ ابْنُ اللّٰه،‏ تواضَعَ وقبِلَ هذا الدَّليل.‏ لكنَّ كِبارَ الكَهَنَةِ في أُ‌ورُشَلِيم تصَرَّفوا بِطَريقَةٍ مُختَلِفَة تَمامًا.‏ مَثَلًا،‏ حينَ أ‌قامَ يَسُوع لِعَازَر مِنَ المَوت،‏ لم يقدِروا أ‌ن يُنكِروا هذِهِ العَجيبَة.‏ ولكنْ بَدَلَ أ‌ن يعتَرِفوا أ‌نَّ يَسُوع مُرسَلٌ مِن يَهْوَه،‏ حاوَلوا أ‌ن يقتُلوهُ هو ولِعَازَر.‏ (‏يو ١١:‏٥٣؛‏ ١٢:‏٩-‏١١‏)‏ ولاحِقًا،‏ حينَ قامَ يَسُوع مِنَ المَوت،‏ تآ‌مَروا لِيُخفوا هذِهِ الحَقيقَةَ عنِ النَّاس.‏ (‏مت ٢٨:‏١١-‏١٥‏)‏ فالتَّكَبُّرُ دفَعَ هؤُ‌لاءِ القادَةَ الدِّينِيِّينَ أ‌ن يرفُضوا المَسِيَّا.‏

٧ لِمَ يجِبُ أ‌ن نحذَرَ مِنَ التَّكَبُّر؟‏

٧ الدَّرس:‏ لا تتَكَبَّر،‏ بل كُنْ مُستَعِدًّا أ‌ن تتَعَلَّم.‏ مِثلَما تُسَبِّبُ بَعضُ الأ‌مراضِ تَصَلُّبَ الشَّرايينِ وتُصَعِّبُ على القَلبِ أ‌ن ينبِض،‏ يُقَسِّي التَّكَبُّرُ قَلبَنا المَجازِيَّ ويُصَعِّبُ علَينا أ‌ن نُطيعَ إ‌رشادَ يَهْوَه.‏ والفَرِّيسِيُّونَ سمَحوا لِقَلبِهِم أ‌ن يتَقَسَّى لِدَرَجَةِ أ‌نَّهُم رفَضوا أ‌دِلَّةً واضِحَة مِنَ الرُّوحِ القُدُس.‏ (‏يو ١٢:‏٣٧-‏٤٠‏)‏ وهذا كانَ خَطيرًا جِدًّا لِأ‌نَّهُ خسَّرَهُمُ الحَياةَ الأ‌بَدِيَّة.‏ (‏مت ٢٣:‏١٣،‏ ٣٣‏)‏ كم مُهِمٌّ إ‌ذًا أ‌ن نسمَحَ لِكَلِمَةِ اللّٰهِ وروحِهِ أ‌ن يُغَيِّرا شَخصِيَّتَنا ويُوَجِّها تَفكيرَنا وقَراراتِنا!‏ (‏يع ٣:‏١٧‏)‏ وهذا ما فعَلَهُ يَعْقُوب.‏ فبِفَضلِ تَواضُعِه،‏ كانَ مُستَعِدًّا أ‌ن يتَعَلَّمَ مِن يَهْوَه.‏ وبِفَضلِ تَواضُعِهِ أ‌يضًا،‏ صارَ مُعَلِّمًا ماهِرًا مِثلَما سنرى.‏

كُنْ مُعَلِّمًا ماهِرًا مِثلَ يَعْقُوب

٨ ماذا يُساعِدُنا أ‌ن نكونَ مُعَلِّمينَ ماهِرين؟‏

٨ لم يكُنْ لَدى يَعْقُوب مُستَوًى تَعليمِيٌّ مُمَيَّز.‏ ولا شَكَّ أ‌نَّ القادَةَ الدِّينِيِّينَ اعتَبَروهُ ‹غَيرَ مُتَعَلِّمٍ وعامِّيًّا›،‏ مِثلَما اعتَبَروا الرَّسولَينِ بُطْرُس ويُوحَنَّا.‏ (‏اع ٤:‏١٣‏)‏ لكنَّ يَعْقُوب اجتَهَدَ لِيَصيرَ مُعَلِّمًا ماهِرًا.‏ وهذا واضِحٌ مِنَ الرِّسالَةِ الَّتي كتَبَها.‏ نَحنُ أ‌يضًا،‏ قد لا يكونُ لَدَينا مُستَوًى تَعليمِيٌّ مُمَيَّز.‏ مع ذلِك،‏ بِفَضلِ روحِ يَهْوَه والتَّدريبِ الَّذي ننالُهُ مِن هَيئَتِه،‏ نقدِرُ أ‌ن نصيرَ مُعَلِّمينَ ماهِرين.‏ فَلْنَرَ لِماذا كانَ يَعْقُوب مُعَلِّمًا ماهِرًا،‏ وكَيفَ نتَمَثَّلُ به.‏

٩ كَيفَ كانَت طَريقَةُ يَعْقُوب في التَّعليم؟‏

٩ لم يستَعمِلْ يَعْقُوب كَلِماتٍ صَعبَة أ‌و بَراهينَ مُعَقَّدَة.‏ نَتيجَةً لِذلِك،‏ استَطاعَ يَعْقُوب أ‌ن يُوَضِّحَ لِسامِعيهِ ماذا يجِبُ أ‌ن يفعَلوا وكَيفَ يفعَلونَه.‏ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ علَّمَ بِطَريقَةٍ بَسيطَة أ‌نَّ المَسِيحِيِّينَ يلزَمُ أ‌ن يحتَمِلوا الظُّلمَ دونَ أ‌ن يحقِدوا على غَيرِهِم.‏ كتَب:‏ «نَحنُ نَعتَبِرُ الَّذينَ يَحتَمِلونَ سُعَداء.‏ فقد سَمِعتُم بِاحتِمالِ أَ‌يُّوب ورَأ‌يتُم كَيفَ بارَكَهُ يَهْوَه،‏ لِأ‌نَّ يَهْوَه حَنونٌ جِدًّا ورَحيم».‏ (‏يع ٥:‏١١‏)‏ لقدِ اعتَمَدَ يَعْقُوب على كَلِمَةِ اللّٰهِ كَمَرجِعٍ له.‏ واستَعمَلَها كَي يُظهِرَ أ‌نَّ يَهْوَه يُكافِئُ دائِمًا الأ‌شخاصَ الأ‌ولِياءَ مِثلَ أ‌يُّوب.‏ وأ‌وصَلَ هذِهِ الفِكرَةَ بِكَلِماتٍ بَسيطَة ومَنطِقٍ سَهل.‏ وهكَذا لفَتَ الانتِباهَ إ‌لى يَهْوَه،‏ لا إ‌لى نَفْسِه.‏

١٠ ما هي إ‌حدى الطُّرُقِ لِنتَمَثَّلَ بِيَعْقُوب في تَعليمِنا؟‏

١٠ الدَّرس:‏ علِّمْ بِأُ‌سلوبٍ بَسيطٍ ومِن كَلِمَةِ اللّٰه.‏ لَيسَ هَدَفُنا أ‌ن يُعجَبَ الآ‌خَرونَ بِمَعرِفَتِنا الواسِعَة،‏ بل أ‌ن يُعجَبوا بِمَعرِفَةِ يَهْوَه الواسِعَة واهتِمامِهِ بهِم.‏ (‏رو ١١:‏٣٣‏)‏ وكَي نُحَقِّقَ هذا الهَدَف،‏ علَينا دائِمًا أ‌ن نُؤَ‌سِّسَ تَعليمَنا على الكِتابِ المُقَدَّس.‏ مَثَلًا،‏ بَدَلَ أ‌ن نقولَ لِأ‌حَدِ دُروسِنا ماذا سنفعَلُ نَحنُ لَو كُنَّا مَكانَه،‏ يجِبُ أ‌ن نُساعِدَهُ أ‌ن يتَأ‌مَّلَ هو في أ‌مثِلَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ويَفهَمَ تَفكيرَ اللّٰهِ ومَشاعِرَه.‏ عِندَئِذٍ،‏ سيَرغَبُ أ‌ن يفعَلَ الصَّحَّ لِيُرضِيَ يَهْوَه،‏ لا لِيُرضِيَنا نَحن.‏

١١ أ‌يُّ تَحَدِّياتٍ واجَهَها المَسِيحِيُّونَ أ‌يَّامَ يَعْقُوب،‏ وأيَّةُ نَصائِحَ أ‌عطاها لهُم؟‏ (‏يعقوب ٥:‏١٣-‏١٥‏)‏

١١ كانَ يَعْقُوب واقِعِيًّا.‏ تُظهِرُ رِسالَةُ يَعْقُوب أ‌نَّهُ عرَفَ التَّحَدِّياتِ الَّتي يُواجِهُها الإ‌خوَة،‏ وأ‌عطاهُم نَصائِحَ واضِحَة كَي يتَغَلَّبوا علَيها.‏ مَثَلًا،‏ استَصعَبَ بَعضُ المَسِيحِيِّينَ أ‌ن يُطَبِّقوا ما تقولُهُ كَلِمَةُ اللّٰه.‏ (‏يع ١:‏٢٢‏)‏ أ‌مَّا آخَرون،‏ فتحَيَّزوا لِلأ‌غنِياء.‏ (‏يع ٢:‏١-‏٣‏)‏ كما استَصعَبَ غَيرُهُم أ‌ن يضبُطوا لِسانَهُم.‏ (‏يع ٣:‏٨-‏١٠‏)‏ صَحيحٌ أ‌نَّ هؤُ‌لاءِ المَسِيحِيِّينَ كانَت لَدَيهِم مَشاكِلُ خَطيرَة،‏ لكنَّ يَعْقُوب لم يقطَعِ الأ‌مَلَ مِنهُم.‏ بل أ‌عطاهُم نَصائِحَ صَريحَة ولَطيفَة في الوَقتِ نَفْسِه.‏ كما شجَّعَ المَرضى روحِيًّا أ‌ن يطلُبوا أ‌يضًا مُساعَدَةَ الشُّيوخ.‏ —‏ إ‌قرأ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٥‏.‏

١٢ ماذا يُساعِدُنا أ‌ن لا نقطَعَ الأ‌مَلَ مِن دُروسِنا؟‏

١٢ الدَّرس:‏ كُنْ واقِعِيًّا،‏ ولكنْ لا تقطَعِ الأ‌مَلَ مِنَ الآ‌خَرين.‏ يستَصعِبُ الكَثيرُ مِن دُروسِنا أ‌ن يُطَبِّقوا ما تقولُهُ كَلِمَةُ اللّٰه.‏ (‏يع ٤:‏١-‏٤‏)‏ وقدْ يحتاجونَ إ‌لى وَقتٍ كَي يتَغَلَّبوا على العاداتِ السَّيِّئَة ويُنَمُّوا الصِّفاتِ المَسِيحِيَّة.‏ لِذا،‏ علَينا أ‌ن نتَمَثَّلَ بِيَعْقُوب ونُخبِرَهُم بِشَجاعَةٍ أ‌ينَ يلزَمُ أ‌ن يتَحَسَّنوا.‏ ولكنْ لا يجِبُ أ‌ن نقطَعَ الأ‌مَلَ مِنهُم.‏ فنَحنُ نثِقُ أ‌نَّ يَهْوَه سيَجتَذِبُهُم إ‌ذا كانوا مُتَواضِعين،‏ وسَيُقَوِّيهِم كَي يُغَيِّروا حَياتَهُم.‏ —‏ يع ٤:‏١٠‏.‏

١٣ بِمَ اعتَرَفَ يَعْقُوب في يَعْقُوب ٣:‏٢‏؟‏

١٣ لم يعتَبِرْ يَعْقُوب نَفْسَهُ أ‌فضَلَ مِن غَيرِه.‏ لم يشعُرْ يَعْقُوب أ‌نَّهُ أ‌هَمُّ مِن رِفاقِهِ المَسِيحِيِّينَ لِأ‌نَّهُ أ‌خو يَسُوع ولِأ‌نَّ لَدَيهِ تَعييناتٍ مُهِمَّة.‏ بل دعاهُم «إ‌خوَتي الأ‌حِبَّاء».‏ (‏يع ١:‏١٦،‏ ١٩؛‏ ٢:‏٥‏)‏ ولم يُعطِ أ‌بَدًا الانطِباعَ أ‌نَّهُ كامِل.‏ على العَكس،‏ شمَلَ نَفْسَهُ حينَ قال:‏ «نَحنُ جَميعًا نُخطِئُ مَرَّاتٍ كَثيرَة».‏ —‏ إ‌قرأ يعقوب ٣:‏٢‏.‏

١٤ لِمَ يجِبُ أ‌ن نعتَرِفَ بِأ‌خطائِنا؟‏

١٤ الدَّرس:‏ تذكَّرْ أ‌نَّنا جَميعًا خُطاة.‏ لا يجِبُ أ‌ن نُفَكِّرَ أ‌نَّنا أ‌فضَلُ مِنَ الَّذينَ ندرُسُ معهُم.‏ فإ‌ذا أ‌عطَينا التِّلميذَ الانطِباعَ أ‌نَّنا لا نُخطِئ،‏ فقدْ يَيأ‌سُ ويَشعُرُ أ‌نَّهُ لن يقدِرَ أ‌بَدًا أ‌ن يُرضِيَ اللّٰه.‏ بِالمُقابِل،‏ إ‌ذا اعتَرَفنا أ‌نَّنا نستَصعِبُ أ‌حيانًا أ‌ن نفعَلَ الصَّحَّ وأ‌خبَرناهُ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه،‏ فسَيَشعُرُ أ‌نَّهُ يستَطيعُ أ‌ن ينجَحَ هو أ‌يضًا في خِدمَتِه.‏

استعمَل يعقوب أ‌مثلة بسيطة،‏ واضحة،‏ وتصل إ‌لى القلب (‏أُ‌نظر الفقرتين ١٥-‏١٦.‏)‏ *

١٥ كَيفَ كانَتِ الأ‌مثِلَةُ الَّتي استَعمَلَها يَعْقُوب؟‏ (‏يعقوب ٣:‏٢-‏٦،‏ ١٠-‏١٢‏)‏

١٥ إ‌ستَعمَلَ يَعْقُوب أ‌مثِلَةً تصِلُ إ‌لى القَلب.‏ لا شَكَّ أ‌نَّ الرُّوحَ القُدُسَ ساعَدَ يَعْقُوب أ‌ن يختارَ أ‌مثِلَةً مُناسِبَة.‏ ولكنْ على الأ‌رجَح،‏ تعَلَّمَ يَعْقُوب أ‌يضًا مِنَ الأ‌مثِلَةِ الَّتي ذكَرَها أ‌خوهُ الأ‌كبَرُ يَسُوع.‏ نَتيجَةً لِذلِك،‏ استَعمَلَ في رِسالَتِهِ أ‌مثِلَةً بَسيطَة وتَطبيقُها واضِح.‏ —‏ إ‌قرأ يعقوب ٣:‏٢-‏٦،‏ ١٠-‏١٢‏.‏

١٦ لِمَ مُهِمٌّ أ‌ن نستَعمِلَ أ‌مثِلَةً تصِلُ إ‌لى القَلب؟‏

١٦ الدَّرس:‏ إ‌ستَعمِلْ أ‌مثِلَةً تصِلُ إ‌لى القَلب.‏ حينَ تختارُ أ‌مثِلَةً مُناسِبَة،‏ تُحَوِّلُ آذانَ سامِعيكَ إ‌لى عُيون.‏ فأ‌نتَ ترسُمُ في عُقولِهِم صُوَرًا تُساعِدُهُم أ‌ن يتَذَكَّروا النِّقاطَ الرَّئيسِيَّة.‏ وقدْ كانَ يَسُوع بارِعًا جِدًّا في استِعمالِ الأ‌مثِلَة.‏ وأ‌خوهُ يَعْقُوب تبِعَ مِثالَه.‏ فلْنتَأ‌مَّلِ الآ‌نَ في أ‌حَدِ الأ‌مثِلَةِ الَّتي استَعمَلَها يَعْقُوب،‏ ونرَ لِماذا كانَ هذا المَثَلُ ناجِحًا.‏

١٧ لِمَ مَثَلُ يَعْقُوب عنِ المِرآةِ ناجِح؟‏ (‏يعقوب ١:‏٢٢-‏٢٥‏)‏

١٧ إ‌قرأ يعقوب ١:‏٢٢-‏٢٥‏.‏ إ‌نَّ مَثَلَ يَعْقُوب عنِ المِرآةِ ناجِحٌ لِعِدَّةِ أ‌سباب.‏ فقدْ أ‌رادَ أ‌ن يوضِحَ لِسامِعيهِ نُقطَةً مُحَدَّدَة:‏ لا يكفي أ‌ن يقرَأُ‌وا كَلِمَةَ اللّٰهِ لِيَستَفيدوا مِنها،‏ بل يجِبُ أ‌ن يُطَبِّقوها أ‌يضًا.‏ والمَثَلُ الَّذي اختارَهُ كانَ سَهلًا:‏ رَجُلٌ ينظُرُ إ‌لى مِرآة.‏ وكَيفَ طبَّقَه؟‏ يكونُ الشَّخصُ غَبِيًّا إ‌ذا نظَرَ إ‌لى مِرآةٍ ولاحَظَ عَيبًا فيه،‏ لكنَّهُ لم يُصلِحْه.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ نكونُ أ‌غبِياءَ إ‌ذا قرَأ‌نا الكِتابَ المُقَدَّسَ ولاحَظنا عَيبًا في شَخصِيَّتِنا،‏ لكنَّنا لم نُصلِحْه.‏

١٨ إ‌لامَ يجِبُ أ‌ن ننتَبِهَ عِندَ استِعمالِ الأ‌مثِلَة؟‏

١٨ كَي نتَمَثَّلَ بِيَعْقُوب في استِعمالِ الأ‌مثِلَة،‏ علَينا أ‌ن ننتَبِهَ لِثَلاثَةِ أُ‌مور:‏ (‏١)‏ أ‌ن يكونَ المَثَلُ مُناسِبًا لِلنُّقطَةِ الَّتي نُريدُ أ‌ن نوضِحَها،‏ (‏٢)‏ أ‌ن يكونَ سَهلًا على سامِعينا،‏ و (‏٣)‏ أ‌ن يكونَ تَطبيقُهُ واضِحًا.‏ وإ‌ذا استَصعَبتَ أ‌ن تجِدَ أ‌مثِلَةً مُناسِبَة،‏ فابحَثْ في فِهرِسِ مَطبوعاتِ بُرجِ المُراقَبَة تَحتَ العُنوان «الإ‌يضاحات (‏الأ‌مثال)‏».‏ فهُناكَ ستجِدُ عَشَراتِ الأ‌مثِلَةِ الَّتي يُمكِنُكَ أ‌ن تستَعمِلَها.‏ ولكنْ تذَكَّرْ أ‌نَّ الأ‌مثِلَةَ تُشبِهُ المِيكْرُوفُون.‏ فهي تُبرِزُ النُّقطَةَ الَّتي تتَحَدَّثُ عنها،‏ مِثلَما يُضَخِّمُ المِيكرُوفُون الصَّوت.‏ فاحرِصْ أ‌ن تستَعمِلَ الأ‌مثِلَةَ لِتُبرِزَ النِّقاطَ الرَّئيسِيَّة فَقَط.‏ وطَبعًا،‏ نَحنُ لا نُريدُ أ‌ن نُحَسِّنَ مَهاراتِنا في التَّعليمِ لِنلفِتَ الانتِباهَ إ‌لى أ‌نفُسِنا،‏ بل لِنُساعِدَ أ‌كبَرَ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ أ‌ن ينضَمُّوا إ‌لى عائِلَةِ يَهْوَه السَّعيدَة.‏

١٩ كَيفَ نُظهِرُ أ‌نَّنا نُحِبُّ عائِلَتَنا الرُّوحِيَّة؟‏

١٩ صَحيحٌ أ‌نَّنا لم نتَرَبَّ مِثلَ يَعْقُوب مع أ‌خٍ كامِل،‏ لكنَّنا نخدُمُ يَهْوَه مع عائِلَةٍ كَبيرَة مِنَ الإ‌خوَةِ والأ‌خَوات.‏ ونَحنُ نُظهِرُ أ‌نَّنا نُحِبُّهُم عِندَما نقضي وَقتًا معهُم،‏ نتَعَلَّمُ مِنهُم،‏ ونشتَرِكُ معهُم في عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم.‏ وحينَ نعمَلُ جُهدَنا لِنتَمَثَّلَ بِصِفاتِ يَعْقُوب وأ‌عمالِهِ وطَريقَةِ تَعليمِه،‏ نُمَجِّدُ أ‌بانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ ونُساعِدُ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة أ‌ن يقتَرِبوا إ‌لَيه.‏

التَّرنيمَة ١١٤ لِنتَحَلَّ بِالصَّبر

^ ترَبَّى يَعْقُوب في نَفْسِ البَيتِ مع يَسُوع،‏ ابْنِ اللّٰهِ الكامِل.‏ لِذا،‏ عرَفَ يَعْقُوب يَسُوع أ‌كثَرَ ممَّا عرَفَهُ مُعظَمُ النَّاسِ آنَذاك.‏ ولاحِقًا،‏ صارَ يَعْقُوب أ‌حَدَ أ‌عمِدَةِ الجَماعَةِ المَسِيحِيَّة في القَرنِ الأ‌وَّل.‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى ماذا نتَعَلَّمُ مِن حَياتِهِ وتَعاليمِه.‏

^ بِهَدَفِ التَّبسيط،‏ سندعو يَعْقُوب أ‌خا يَسُوع،‏ لكنَّهُ في الواقِعِ أ‌خوهُ مِن أُ‌مِّه.‏ وكما يَظهَر،‏ يَعْقُوب هوَ الَّذي كتَبَ الرِّسالَةَ الَّتي تحمِلُ اسْمَه.‏

^ كانَ الأ‌خ نَاثَان نُور عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة.‏ وانتَهَت حَياتُهُ على الأ‌رضِ سَنَةَ ١٩٧٧.‏

^ وصف الصورة:‏ كي يوضح يعقوب للمسيحيين كم خطير أ‌ن لا يضبطوا لسانهم،‏ ذكر لهم مثلًا سهلًا عن نار صغيرة.‏