الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٩

هل أنت مستعد أن تضحي مثل يسوع؟‏

هل أنت مستعد أن تضحي مثل يسوع؟‏

‏«السَّعادَةُ في العَطاءِ أكثَرُ مِنها في الأخذ».‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٥‏.‏

التَّرنيمَة ١٧ «أُريد»‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ ماذا أنبَأَ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن شَعبِ يَهْوَه،‏ وكَيفَ تتِمُّ هذِهِ النُّبُوَّة؟‏

أنبَأَ الكِتابُ المُقَدَّسُ مُنذُ فَترَةٍ طَويلَة أنَّ شَعبَ يَهْوَه ‹سيَتَطَوَّعونَ› لِيَخدُموهُ تَحتَ تَوجيهِ ابْنِه.‏ (‏مز ١١٠:‏٣‏)‏ ونَحنُ نرى هذِهِ النُّبُوَّةَ تتِمُّ في أيَّامِنا بِكُلِّ وُضوح.‏ فكُلَّ سَنَة،‏ يصرِفُ خُدَّامُ يَهْوَه مِئاتِ مَلايينِ السَّاعاتِ لِيُبَشِّروا بِحَماسَة.‏ وهُم يفعَلونَ ذلِك طَوعًا ودونَ مُقابِل.‏ كما أنَّهُم يُخَصِّصونَ الوَقتَ لِيَدعَموا إخوَتَهُم جَسَدِيًّا وعاطِفِيًّا وروحِيًّا.‏ أيضًا،‏ يصرِفُ الشُّيوخُ والخُدَّامُ المُساعِدونَ ساعاتٍ لا تُعَدُّ لِيُحضِّروا لِلاجتِماعاتِ ويَرعَوُا الجَماعَة.‏ فماذا يدفَعُهُم أن يقوموا بِكُلِّ هذا العَمَل؟‏ إنَّها المَحَبَّة،‏ المَحَبَّةُ لِيَهْوَه والمَحَبَّةُ لِلقَريب.‏ —‏ مت ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏.‏

٢ أيُّ مِثالٍ رسَمَهُ يَسُوع حَسَبَ رُومَا ١٥:‏١-‏٣‏؟‏

٢ رسَمَ يَسُوع مِثالًا رائِعًا لنا لِأنَّهُ وضَعَ مَصلَحَةَ غَيرِهِ قَبلَ مَصلَحَتِه.‏ ونَحنُ نبذُلُ كُلَّ جُهدِنا لِنتبَعَ خُطُواتِه،‏ أي نتَمَثَّلَ به.‏ ‏(‏إقرأ روما ١٥:‏١-‏٣‏.‏)‏ وعِندَما نفعَلُ ذلِك،‏ ننالُ بَرَكاتٍ كَثيرَة.‏ قالَ يَسُوع:‏ «السَّعادَةُ في العَطاءِ أكثَرُ مِنها في الأخذ».‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٥‏.‏

٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ بَعضَ التَّضحِياتِ الَّتي قامَ بها يَسُوع لِيَخدُمَ الآخَرين،‏ وسَنرى كَيفَ نتَمَثَّلُ به.‏ وسَنُناقِشُ أيضًا ماذا يُساعِدُنا لِنَكونَ مُستَعِدِّينَ أكثَرَ أن نخدُمَ الآخَرين.‏

تمَثَّلْ بِيَسُوع

مع أن يسوع كان متعبًا،‏ كيف كانت ردة فعله عندما أتى إليه جمع كبير؟‏ (‏أُنظر الفقرة ٤.‏)‏

٤ كَيفَ فكَّرَ يَسُوع في غَيرِهِ حتَّى عِندَما كانَ مُتعَبًا؟‏

٤فكَّرَ يَسُوع في غَيرِهِ حتَّى عِندَما كانَ مُتعَبًا.‏ تأمَّلْ في رَدَّةِ فِعلِ يَسُوع حينَ لاقاهُ جَمعٌ كَبيرٌ عِندَ أسفَلِ جَبَلٍ يقَعُ على الأرجَحِ قُربَ كَفَرْنَاحُوم.‏ فيَسُوع كانَ قد أمضى اللَّيلَ كُلَّهُ وهو يُصَلِّي.‏ لِذلِك كانَ مُتعَبًا جِدًّا دونَ شَكّ.‏ ولكنْ عِندَما رأى هذا العَدَدَ الكَبيرَ مِنَ النَّاس،‏ أشفَقَ على الفُقَراءِ والمَرضى بَينَهُم.‏ وهو لم يشفِهِم فَقَط،‏ بل قدَّمَ لهُم أيضًا أحَدَ أروَعِ الخِطاباتِ في التَّاريخ:‏ المَوعِظَةَ على الجَبَل.‏ —‏ لو ٦:‏١٢-‏٢٠‏.‏

كيف نضحي مثل يسوع؟‏ (‏أُنظر الفقرة ٥.‏)‏

٥ كَيفَ يتَمَثَّلُ رَأسُ العائِلَةِ بِمَحَبَّةِ يَسُوع عِندَما يكونُ مُتعَبًا؟‏

٥كَيفَ يتَمَثَّلُ رَأسُ العائِلَةِ بِيَسُوع؟‏ تخَيَّلْ هذا السِّيناريو:‏ بَعدَ يَومٍ طَويلٍ في العَمَل،‏ يعودُ رَأسُ العائِلَةِ إلى البَيتِ مُرهَقًا.‏ فيُفَكِّرُ أن يُلغِيَ العِبادَةَ العائِلِيَّة لِتِلكَ الأُمسِيَة.‏ لكنَّهُ يتَرَجَّى يَهْوَه لِيُقَوِّيَه.‏ فيَستَجيبُ يَهْوَه صَلاتَه،‏ ويُساعِدُهُ لِيُديرَ العِبادَة.‏ وهكَذا في تِلكَ اللَّيلَة،‏ يتَعَلَّمُ الأولادُ دَرسًا مُهِمًّا جِدًّا:‏ الرُّوحِيَّاتُ بِالنِّسبَةِ إلى والِدَيهِم أهَمُّ مِن أيِّ شَيءٍ آخَر.‏

٦ أُذكُرْ حادِثَةً ضحَّى فيها يَسُوع بِوَقتِ راحَتِهِ لِيُساعِدَ النَّاس.‏

٦ضحَّى يَسُوع بِوَقتِ راحَتِه.‏ هل تتَخَيَّلُ كَيفَ شعَرَ يَسُوع عِندَما عرَفَ أنَّ صَديقَهُ يُوحَنَّا المَعْمَدان قُطِعَ رَأسُه؟‏ لا شَكَّ أنَّهُ شعَرَ بِحُزنٍ شَديد.‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس:‏ «لمَّا سَمِعَ يَسُوع الخَبَر،‏ ذَهَبَ مِن هُناك في مَركَبٍ واتَّجَهَ إلى مَكانٍ مُنعَزِلٍ لِيَكونَ وَحْدَه».‏ (‏مت ١٤:‏١٠-‏١٣‏)‏ وهذا لَيسَ غَريبًا.‏ فكَثيرونَ يُفَضِّلونَ أن يكونوا وَحدَهُم عِندَما يموتُ شَخصٌ يُحِبُّونَه.‏ لكنَّ يَسُوع لم ينَلْ هذِهِ الفُرصَة.‏ فعَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاسِ وصَلوا قَبلَهُ إلى ذلِكَ ‹المَكانِ المُنعَزِل›.‏ فماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ يَسُوع؟‏ لقدْ فكَّرَ في حاجاتِ هؤُلاءِ النَّاسِ و «أشفَقَ علَيهِم».‏ فهو لاحَظَ أنَّهُم بِحاجَةٍ كَبيرَة أن يُساعِدَهُم روحِيًّا ويُشَجِّعَهُم.‏ وهذا ما بدَأَ يفعَلُهُ فَورًا.‏ حتَّى إنَّهُ لم يكتَفِ بِتَعليمِهِم بَعضَ الأُمورِ فَقَط،‏ بلِ «ابتَدَأَ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كَثيرَة».‏ —‏ مر ٦:‏٣١-‏٣٤؛‏ لو ٩:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٧-‏٨ أعطِ مَثَلًا يُظهِرُ كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ المُحِبُّونَ بِيَسُوع عِندَما يحتاجُ الإخوَةُ إلى المُساعَدَة.‏

٧كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِيَسُوع؟‏ نَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا التَّضحِياتِ الَّتي يقومُ بها الشُّيوخُ لأجلِنا.‏ وجُزءٌ كَبيرٌ مِن عَمَلِهِم لا تعرِفُ بهِ كُلُّ الجَماعَة.‏ مَثَلًا،‏ عِندَما يدخُلُ أحَدُ الإخوَةِ فَجأَةً إلى المُستَشفى،‏ يُسرِعُ إلى مُساعَدَتِهِ الشُّيوخُ في لَجنَةِ الاتِّصالِ بِالمُستَشفَيات.‏ وغالِبًا ما تحدُثُ هذِهِ الحالاتُ في مُنتَصَفِ اللَّيل.‏ لكنَّ الحَنانَ يدفَعُ هؤُلاءِ الشُّيوخَ وعائِلاتِهِم أن يُضَحُّوا لأجلِ الأخِ المَريض.‏ وهكَذا يُظهِرونَ أنَّهُم يضَعونَ مَصلَحَتَهُ قَبلَ مَصلَحَتِهِم.‏

٨ يُشارِكُ الشُّيوخُ أيضًا في أعمالِ الإغاثَةِ وفي بِناءِ قاعاتِ المَلَكوتِ ومَبانٍ ثِيوقراطِيَّة أُخرى.‏ ولا ننسَ أبَدًا السَّاعاتِ الطَّويلَة الَّتي يصرِفُها الشُّيوخُ في جَماعاتِهِم لِيُعَلِّموا الإخوَةَ ويُشَجِّعوهُم ويَدعَموهُم.‏ ألا يستَحِقُّ هؤُلاءِ الإخوَةُ وعائِلاتُهُم مَدحَنا؟‏ لِيُبارِكْ يَهْوَه الرُّوحَ الحُلوَة الَّتي يُظهِرونَها.‏ ولكنْ طَبعًا،‏ يجِبُ أن يكونَ الشُّيوخُ مُتَّزِنين،‏ مَثَلُهُم مَثَلُ أيِّ شَخصٍ آخَر.‏ فيَجِبُ أن ينتَبِهوا كَي لا يُمضوا وَقتًا طَويلًا في النَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة ويُهمِلوا عائِلاتِهِم.‏

ماذا يُساعِدُكَ أن تُضَحِّيَ لأجْلِ الآخَرين؟‏

٩ حَسَبَ فِيلِبِّي ٢:‏٤،‏ ٥‏،‏ كَيفَ يتَمَثَّلُ كُلُّ الإخوَةِ بِيَسُوع؟‏

٩ إقرأ فيلبي ٢:‏٤،‏ ٥‏.‏ الشُّيوخُ لَيسوا الوَحيدينَ الَّذينَ يستَفيدونَ مِن مِثالِ يَسُوع.‏ فكُلُّنا نقدِرُ أن نتَعَلَّمَ أن نُضَحِّيَ مِثلَه.‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ يَسُوع «قَبِلَ أن يَكونَ مِثلَ عَبد».‏ (‏في ٢:‏٧‏)‏ فماذا تعني هذِهِ العِبارَة؟‏ العَبد،‏ أوِ الخادِم،‏ المَحبوبُ يبحَثُ عن فُرَصٍ لِيُرضِيَ سَيِّدَه.‏ وبِما أنَّنا عَبيدٌ لِيَهْوَه ونخدُمُ إخوَتَنا،‏ فنَحنُ نبحَثُ دائِمًا عن فُرَصٍ لِنفعَلَ المَزيدَ لِيَهْوَه ولِإخوَتِنا.‏ والاقتِراحاتُ التَّالِيَة ستُساعِدُنا على ذلِك.‏

١٠ أيُّ أسئِلَةٍ تُساعِدُنا أن نفحَصَ نَفْسَنا؟‏

١٠إفحَصْ نَفْسَك.‏ إسألْ نَفْسَكَ أسئِلَةً مِثل:‏ ‹إلى أيِّ دَرَجَةٍ أنا مُستَعِدٌّ أن أُضَحِّيَ لِأُساعِدَ غَيري؟‏ مَثَلًا،‏ كَيفَ تكونُ رَدَّةُ فِعلي إذا طُلِبَ مِنِّي أن أزورَ أخًا مُسِنًّا،‏ أو أن آخُذَ أُختًا مُسِنَّة إلى الاجتِماعات؟‏ هل أتَطَوَّعُ فَورًا لِأُشارِكَ في صِيانَةِ قاعَةِ المَلَكوت،‏ أو في تَنظيفِ مَوقِعِ الاجتِماعِ السَّنَوِيّ؟‏›.‏ حينَ نذَرنا نَفْسَنا لِيَهْوَه،‏ وعَدناهُ أن نفعَلَ كُلَّ ما يطلُبُهُ مِنَّا.‏ وأحَدُ الأُمورِ الَّتي يطلُبُها مِنَّا هي أن نستَعمِلَ وَقتَنا وطاقَتَنا ومُمتَلَكاتِنا لِنُساعِدَ غَيرَنا.‏ لِذلِك يفرَحُ كَثيرًا حينَ يرى أنَّنا نُفَكِّرُ في غَيرِنا ونُساعِدُهُم.‏ ولكنْ ما العَمَلُ إذا اكتَشَفنا أنَّنا بِحاجَةٍ أن نتَحَسَّنَ في هذا المَجال؟‏

١١ كَيفَ تُساعِدُنا الصَّلاةُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ أن نُضَحِّي؟‏

١١صلِّ إلى يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِك.‏ لِنَفتَرِضْ أنَّكَ بَعدَما فحَصتَ نَفْسَك،‏ وجَدتَ أنَّكَ بِحاجَةٍ أن تتَحَسَّن.‏ لكنَّكَ في الحَقيقَة،‏ لا ترغَبُ أن تقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏ فماذا يُساعِدُكَ في هذِهِ الحالَة؟‏ صلِّ إلى يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِكَ وكُنْ صادِقًا.‏ أخبِرْهُ كَيفَ تشعُر،‏ واطلُبْ مِنهُ أن ‹يُعطِيَكَ الرَّغبَةَ والقُدرَةَ لِتَعمَل ما يُرْضيه›.‏ (‏في ٢:‏١٣‏)‏ وكُنْ أكيدًا أنَّ يَهْوَه سيَستَجيبُ صَلاتَك.‏

١٢ أيُّ حاجَةٍ هُناك في جَماعاتِنا؟‏

١٢ هل أنتَ أخٌ شابّ؟‏ إذًا،‏ اطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ الرَّغبَةَ لِتخدُمَ أكثَرَ إخوَتَكَ في الجَماعَة.‏ فبِسَبَبِ الزِّياداتِ بَينَ شَعبِ يَهْوَه،‏ نحتاجُ أكثَرَ وأكثَرَ إلى شُبَّانٍ مُعتَمِدينَ لِيُساعِدوا الشُّيوخَ في الاهتِمامِ بِالإخوَة.‏ ولكنْ في بَعضِ البُلدان،‏ هُناكَ شُيوخٌ أكثَرُ مِنَ الخُدَّامِ المُساعِدين.‏ كما أنَّ العَديدَ مِنَ الخُدَّامِ المُساعِدينَ كِبارٌ في العُمر.‏ فضعْ هَدَفًا أن تقومَ بِأيِّ تَعيينٍ يُعطى لك،‏ وتأكَّدْ أنَّكَ لن تندَمَ أبَدًا.‏ لِماذا نقولُ ذلِك؟‏ لِأنَّكَ بِهذِهِ الطَّريقَةِ ستُرضي يَهْوَه،‏ ستكسِبُ صيتًا جَيِّدًا،‏ وسَتفرَحُ لِأنَّكَ تُساعِدُ غَيرَك.‏

هرب المسيحيون من اليهودية إلى مدينة بيلَّا في الجهة الأخرى من نهر الأردن.‏ والذين وصلوا أولًا يوزِّعون الطعام على الذين يصلون لاحقًا (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏

١٣-‏١٤ كَيفَ نُساعِدُ إخوَتَنا عَمَلِيًّا؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١٣إنتَبِهْ إلى حاجاتِ الآخَرين.‏ نصَحَ الرَّسولُ بُولُس المَسيحِيِّينَ في اليَهُودِيَّة:‏ «لا تنسَوا فِعلَ الصَّلاحِ ومُشارَكَةَ الآخَرين،‏ لِأنَّهُ بِذَبائِحَ مِثلِ هذِهِ يرضى اللّٰه».‏ (‏عب ١٣:‏١٦‏)‏ وهذِهِ النَّصيحَةُ كانَت في وَقتِها.‏ فبَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة مِن وُصولِ هذِهِ الرِّسالَةِ إلى المَسيحِيِّينَ في اليَهُودِيَّة،‏ اضطُرُّوا أن يترُكوا بُيوتَهُم وأشغالَهُم وأقرِباءَهُم غَيرَ المُؤمِنين،‏ وأن ‹يَهرُبوا إلى الجِبال›.‏ (‏مت ٢٤:‏١٦‏)‏ تخَيَّلْ كم كانَ ضَرورِيًّا في تِلكَ الفَترَةِ أن يُساعِدوا بَعضُهُم بَعضًا.‏ وإذا اعتادوا أن يُشارِكوا الآخَرينَ مِثلَما نصَحَهُم بُولُس،‏ كانَ ذلِك سيُسَهِّلُ علَيهِم أن يتَأقلَموا مع حَياتِهِمِ الجَديدَة.‏

١٤ ولكنْ لا يُخبِرُنا إخوَتُنا دائِمًا عن حاجاتِهِم.‏ لِنتَخَيَّلْ مَثَلًا أخًا حَزينًا ووَحيدًا لِأنَّ زَوجَتَهُ ماتَت.‏ فهل يحتاجُ أن نُساعِدَهُ في تَحضيرِ الطَّعامِ أو تَنظيفِ البَيت،‏ أو أن نوصِلَهُ إلى مَكانٍ ما؟‏ رُبَّما لن يطلُبَ مِنَّا هذا الأخُ أيَّ شَيءٍ لِأنَّهُ يخافُ أن يُتعِبَنا.‏ لكنَّهُ سيَفرَحُ كَثيرًا إذا أخَذنا نَحنُ أوَّلَ خُطوَةٍ وعرَضنا علَيهِ المُساعَدَة.‏ فبَدَلَ أن نفتَرِضَ أنَّ شَخصًا آخَرَ سيَهتَمُّ بِالمَوضوعِ أو أنَّ الأخَ سيُخبِرُنا دائِمًا بِحاجاتِه،‏ لِنسألْ نَفْسَنا:‏ ‹لَو كُنتُ مَكانَه،‏ فكَيفَ أُحِبُّ أن يُساعِدَني الإخوَة؟‏›.‏

١٥ كَيفَ نُحِبُّ أن نكون،‏ ولِماذا؟‏

١٥كُنْ خَدومًا.‏ عادَةً،‏ عِندَما يكونُ الشَّخصُ مَعروفًا بِأنَّهُ خَدوم،‏ يسهُلُ على الآخَرينَ أن يطلُبوا مِنهُ المُساعَدَة.‏ ولا شَكَّ أنَّنا نعرِفُ إخوَةً كَثيرينَ ينطَبِقُ علَيهِم هذا الوَصف.‏ فهُم لا يُحَسِّسونَنا أبَدًا أنَّنا نُتعِبُهُم،‏ بل إنَّنا نقدِرُ أن نتَّكِلَ علَيهِم كُلَّما احتَجنا إلى مُساعَدَة.‏ ونَحنُ نُحِبُّ أن نكونَ خَدومينَ مِثلَهُم.‏ فماذا يُساعِدُنا؟‏ تأمَّلَ شَيخٌ في أربَعيناتِهِ اسْمُهُ ألَان في مِثالِ يَسُوع.‏ قال:‏ «صَحيحٌ أنَّ يَسُوع كانَ مَشغولًا،‏ لكنَّ النَّاسَ مِن كُلِّ الأعمارِ ارتاحوا أن يقتَرِبوا إلَيهِ ويَطلُبوا مِنهُ المُساعَدَة.‏ فهُم أحَسُّوا أنَّهُ يهتَمُّ بهِم فِعلًا.‏ وأنا أُريدُ مِن كُلِّ قَلبي أن أتَمَثَّلَ به،‏ وأن أكونَ مَعروفًا بِأنِّي شَخصٌ خَدومٌ ومُحِبٌّ ويَهتَمُّ بِالآخَرين».‏

١٦ كَيفَ يُساعِدُنا المَزْمُور ١١٩:‏٥٩،‏ ٦٠ أن نتبَعَ مِثالَ يَسُوع بِدِقَّة؟‏

١٦ طَبعًا،‏ لن نقدِرَ أن نتبَعَ مِثالَ يَسُوع كامِلًا.‏ مع ذلِك،‏ لا يجِبُ أن نَيأس.‏ (‏يع ٣:‏٢‏)‏ فالتِّلميذُ الَّذي يتَعَلَّمُ الرَّسمَ لا يقدِرُ مِنَ البِدايَةِ أن يرسُمَ تَمامًا مِثلَ مُعَلِّمِهِ المُحتَرِف.‏ ولكنْ إذا تعَلَّمَ مِن أغلاطِهِ واجتَهَدَ لِيُقَلِّدَ مُعَلِّمَهُ قَدرَ الإمكان،‏ فسَيَتَقَدَّمُ أكثَرَ وأكثَر.‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ إذا طبَّقنا ما نتَعَلَّمُهُ مِن دَرسِنا الشَّخصِيِّ وبذَلنا جُهدَنا لِنتَغَلَّبَ على ضَعَفاتِنا،‏ فسَنقدِرُ أن نتبَعَ مِثالَ يَسُوع.‏ —‏ إقرإ المزمور ١١٩:‏٥٩،‏ ٦٠‏.‏

أيُّ بَرَكاتٍ تنالُها حينَ تُضَحِّي مِثلَ يَسُوع؟‏

حين يضحي الشيوخ مثل يسوع،‏ يرسمون مثالًا جيدًا للشباب (‏أُنظر الفقرة ١٧.‏)‏ *

١٧-‏١٨ أيُّ بَرَكاتٍ ننالُها حينَ نُضَحِّي مِثلَ يَسُوع؟‏

١٧ إنَّ الرَّغبَةَ في التَّضحِيَةِ لأجلِ الآخَرينَ مُعدِيَة.‏ يقولُ شَيخٌ اسْمُهُ تِيم:‏ «تقَدَّمَ بَعضُ الإخوَةِ الشُّبَّانِ في جَماعَتِنا وصاروا خُدَّامًا مُساعِدين.‏ وكانَ بَعضُهُم في عُمرٍ صَغيرٍ جِدًّا.‏ وأحَدُ الأُمورِ الَّتي ساعَدَتهُم هو مِثالُ الإخوَةِ الَّذينَ يُضَحُّونَ لأجْلِ غَيرِهِم.‏ والآنَ هؤُلاءِ الخُدَّامُ المُساعِدون،‏ بِاجتِهادِهِم ومَحَبَّتِهِم،‏ يُساعِدونَ جَماعَتَنا ويَدعَمونَ الشُّيوخَ كَثيرًا».‏

١٨ العالَمُ اليَومَ مَليءٌ بِالأنانِيَّة.‏ لكنَّنا كشَعبٍ لِيَهْوَه مُختَلِفونَ تَمامًا.‏ فحينَ نقرَأُ عن تَضحِياتِ يَسُوع،‏ نتَأثَّرُ كَثيرًا بِمِثالِهِ ونُصَمِّمُ أن نتبَعَه.‏ صَحيحٌ أنَّنا لا نقدِرُ أن نتبَعَ خُطُواتِهِ كامِلًا،‏ لكنَّنا نقدِرُ أن ‹نتبَعَ خُطُواتِهِ بِدِقَّة›.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ وعِندَما نبذُلُ جُهدَنا لِنُضَحِّيَ مِثلَ يَسُوع،‏ نفرَحُ كَثيرًا لِأنَّنا نعرِفُ أنَّنا نُرضي يَهْوَه.‏

التَّرنيمَة ١٣ يَسُوع هو مِثالي

^ ‎الفقرة 5‏ وضَعَ يَسُوع دائِمًا مَصلَحَةَ غَيرِهِ قَبلَ مَصلَحَتِه.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى بَعضَ الطُّرُقِ لِنتَمَثَّلَ به.‏ وسَنرى أيضًا أنَّنا إذا ضحَّينا مِثلَهُ لأجْلِ الآخَرين،‏ ننالُ بَرَكاتٍ كَثيرَة.‏

^ ‎الفقرة 57‏ وصف الصورة:‏ أخ شاب اسمه دان يتأثر عندما يزور شيخان محبان والده في المستشفى.‏ فيصمم أن يتمثل بهما وينتبه إلى حاجات الإخوة في الجماعة.‏ بعد ذلك،‏ يلاحظ أخ شاب اسمه بِن اهتمام دان بالإخوة.‏ فيتشجع بدوره أن يشارك في تنظيف قاعة الملكوت.‏