الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٠

تقدر أن ‹تخلع الشخصية القديمة›‏

تقدر أن ‹تخلع الشخصية القديمة›‏

‏«إخلَعوا الشَّخصِيَّةَ القَديمَة مع مُمارَساتِها».‏ —‏ كو ٣:‏٩‏.‏

التَّرنيمَة ٢٩ شَرَفٌ لنا أن نُدعى بِاسْمِك

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ كَيفَ كانَت حَياتُكَ قَبلَ أن تبدَأَ بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس؟‏

 كَيفَ كانَت حَياتُكَ قَبلَ أن تبدَأَ بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ مع شُهودِ يَهْوَه؟‏ كَثيرونَ مِنَّا لا يُحِبُّونَ أن يتَذَكَّروا تِلكَ المَرحَلَة.‏ فعلى الأرجَح،‏ كانَت أفكارُنا وشَخصِيَّتُنا مُتَأثِّرَةً بِمَقاييسِ العالَمِ لِلصَّحِّ والخَطَإ.‏ وبِالتَّالي،‏ كُنَّا بِلا «رَجاءٍ .‏ .‏ .‏ ومِن دونِ اللّٰهِ في العالَم».‏ (‏أف ٢:‏١٢‏)‏ لكنَّ دَرسَ الكِتابِ المُقَدَّسِ غيَّرَ حَياتَنا ١٨٠ دَرَجَة.‏

٢ ماذا عرَفتَ بَعدَما بدَأتَ تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس؟‏

٢ عِندَما بدَأتَ تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس،‏ عرَفتَ أنَّ لَدَيكَ أبًا في السَّماءِ يُحِبُّكَ كَثيرًا.‏ وعرَفتَ أيضًا أنَّكَ كَي تُرضِيَ يَهْوَه وتصيرَ جُزءًا مِن عائِلَةِ عُبَّادِه،‏ علَيكَ أن تعيشَ حَسَبَ مَقاييسِهِ العالِيَة.‏ لِذلِك،‏ قُمتَ بِتَغييراتٍ كَبيرَة في طَريقَةِ حَياتِكَ وتَفكيرِك.‏ —‏ أف ٥:‏٣-‏٥‏.‏

٣ حَسَبَ كُولُوسِّي ٣:‏٩،‏ ١٠‏،‏ ماذا يطلُبُ مِنَّا يَهْوَه،‏ وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ بِما أنَّ يَهْوَه هو خالِقُنا وأبونا السَّماوِيّ،‏ يحِقُّ لهُ أن يُحَدِّدَ لنا كَيفَ يجِبُ أن نتَصَرَّفَ كأفرادٍ في عائِلَتِه.‏ مَثَلًا،‏ يطلُبُ مِنَّا أن نجتَهِدَ قَبلَ المَعمودِيَّةِ كَي ‹نخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة مع مُمارَساتِها›.‏ * ‏(‏إقرأ كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠‏.‏)‏ لِذلِك سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ ثَلاثَةَ أسئِلَة:‏ (‏١)‏ ما هيَ «الشَّخصِيَّةُ القَديمَة»؟‏ (‏٢)‏ لِماذا يطلُبُ مِنَّا يَهْوَه أن ‹نخلَعَها›؟‏ و (‏٣)‏ كَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ وهذِهِ المَقالَةُ ستُفيدُ خُصوصًا الَّذينَ يُفَكِّرونَ في المَعمودِيَّة.‏ ولكنْ حتَّى لَو كُنَّا مُعتَمِدين،‏ فسَتُساعِدُنا جَميعًا أن نمنَعَ طِباعَنا القَديمَة مِنَ الظُّهورِ مُجَدَّدًا.‏

ما هي «الشَّخصِيَّةُ القَديمَة»؟‏

٤ كَيفَ يكونُ الشَّخصُ الَّذي تُسَيطِرُ علَيهِ «الشَّخصِيَّةُ القَديمَة»؟‏

٤ الشَّخصُ الَّذي تُسَيطِرُ علَيهِ «الشَّخصِيَّةُ القَديمَة» يُفَكِّرُ ويَتَصَرَّفُ عادَةً حَسَبَ رَغَباتِ جَسَدِهِ الخاطِئ.‏ فقدْ يكونُ أنانِيًّا،‏ عَصَبِيًّا،‏ مُتَكَبِّرًا،‏ وغَيرَ شاكِر.‏ ورُبَّما يتَسَلَّى بِمُشاهَدَةِ مَوادَّ إباحِيَّة أو أفلامٍ عَنيفَة وفاسِدَة.‏ طَبعًا،‏ قد يكونُ عِندَ شَخصٍ كهذا صِفاتٌ حُلوَة.‏ ورُبَّما يشعُرُ بِالذَّنبِ بِسَبَبِ الأُمورِ السَّيِّئَة الَّتي يقولُها أو يفعَلُها.‏ ولكنْ ما ينقُصُهُ هو الدَّافِعُ لِيُغَيِّرَ تَفكيرَهُ وتَصَرُّفاتِه.‏ —‏ غل ٥:‏١٩-‏٢١؛‏ ٢ تي ٣:‏٢-‏٥‏.‏

عندما نخلع «الشخصية القديمة»،‏ نتحرر من الأفكار والتصرفات السيئة (‏أُنظر الفقرة ٥.‏)‏ *

٥ هل نقدِرُ أن نُزيلَ كُلِّيًّا الأفكارَ والرَّغَباتِ الخاطِئَة؟‏ أوضِح.‏ (‏أعمال ٣:‏١٩‏)‏

٥ ولكنْ بِما أنَّنا ناقِصون،‏ فلا أحَدَ مِنَّا يقدِرُ أن يُزيلَ كُلِّيًّا الأفكارَ والرَّغَباتِ الخاطِئَة مِن قَلبِهِ وعَقلِه.‏ فأحيانًا،‏ نتَكَلَّمُ أو نتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ نندَمُ علَيها لاحِقًا.‏ (‏إر ١٧:‏٩؛‏ يع ٣:‏٢‏)‏ ولكنْ عِندَما نخلَعُ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة،‏ نتَحَرَّرُ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة.‏ فهي لا تعودُ جُزءًا مِن شَخصِيَّتِنا.‏ —‏ إش ٥٥:‏٧‏؛‏ إقرإ الأعمال ٣:‏١٩‏.‏

٦ لِماذا يطلُبُ مِنَّا يَهْوَه أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة؟‏

٦ ولِماذا يطلُبُ مِنَّا يَهْوَه أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة؟‏ لِأنَّهُ يُحِبُّنا كَثيرًا ويُريدُ أن نكونَ سُعَداء.‏ (‏إش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فهو يعرِفُ أنَّ الَّذينَ يستَسلِمونَ لِرَغَباتِهِمِ الخاطِئَة يُؤذونَ نَفْسَهُم والَّذينَ حَولَهُم.‏ ويَهْوَه يحزَنُ كَثيرًا عِندَما يرانا نُؤْذي نَفْسَنا والآخَرين.‏

٧ حَسَبَ رُومَا ١٢:‏١،‏ ٢‏،‏ أيُّ خِيارَينِ لَدَينا؟‏

٧ ولكنْ عِندَما نُحاوِلُ أن نُغَيِّرَ طِباعَنا القَديمَة،‏ قد يسخَرُ مِنَّا بَعضُ أصدِقائِنا وأفرادِ عائِلَتِنا.‏ (‏١ بط ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ وقدْ يقولونَ لنا إنَّنا أحرارٌ ولا يحِقُّ لِأحَدٍ أن يُخبِرَنا ماذا يجِبُ أن نفعَل.‏ ولكنْ فكِّرْ قَليلًا.‏ هلِ الَّذينَ يرفُضونَ مَقاييسَ يَهْوَه هُم أحرارٌ فِعلًا؟‏ في الحَقيقَةِ لا.‏ فهُم يسمَحونَ لِعالَمِ الشَّيطانِ أن يتَحَكَّمَ بهِم.‏ ‏(‏إقرأ روما ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ لِذلِك،‏ نقِفُ جَميعًا أمامَ خِيارَين:‏ إمَّا أن نُحافِظَ على شَخصِيَّتِنا القَديمَة الَّتي تُؤَثِّرُ علَيها الخَطِيَّةُ وعالَمُ الشَّيطان،‏ وإمَّا أن نسمَحَ لِيَهْوَه أن يُغَيِّرَنا ويُلبِسَنا أفضَلَ شَخصِيَّةٍ مُمكِنَة الآن.‏ —‏ إش ٦٤:‏٨‏.‏

كَيفَ ‹نخلَعُ› الشَّخصِيَّةَ القَديمَة؟‏

٨ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة؟‏

٨ يعرِفُ يَهْوَه أنَّنا بِحاجَةٍ إلى الوَقتِ والجُهدِ لِنتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وهو لا يترُكُنا نُجاهِدُ وَحدَنا.‏ بل يُعطينا الحِكمَةَ والقُوَّةَ والمُساعَدَةَ اللَّازِمَة بِواسِطَةِ كَلِمَتِهِ وروحِهِ وهَيئَتِه.‏ ولا شَكَّ أنَّكَ لمَستَ كَيفَ كانَ يَهْوَه معكَ وساعَدَك.‏ فلنُناقِشِ الآنَ خُطُواتٍ تُساعِدُكَ أن تنجَحَ أكثَرَ في خَلعِ الشَّخصِيَّةِ القَديمَة لِتَصيرَ مُؤَهَّلًا لِلمَعمودِيَّة.‏

٩ ماذا تُساعِدُكَ كَلِمَةُ اللّٰهِ أن تفعَل؟‏

٩ إستَعمِلِ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِتفحَصَ نَفْسَكَ جَيِّدًا.‏ تُشبِهُ كَلِمَةُ اللّٰهِ المِرآة.‏ فهي تُساعِدُكَ أن تُحَلِّلَ طَريقَةَ تَفكيرِكَ وكَلامِكَ وتَصَرُّفاتِك.‏ (‏يع ١:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ ويقدِرُ الشَّخصُ الَّذي يدرُسُ معكَ والمَسيحِيُّونَ النَّاضِجون في الجَماعَةِ أن يُظهِروا لكَ كَيفَ تفعَلُ ذلِك.‏ فهُم سيَستَعمِلونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِيُساعِدوكَ أن تُحَدِّدَ نِقاطَ قُوَّتِكَ ونِقاطَ ضُعفِك.‏ كما سيُظهِرونَ لكَ كَيفَ تقومُ بِبَحثٍ في مَطبوعاتِنا كَي تتَغَلَّبَ على عادَةٍ سَيِّئَة.‏ ولا تنسَ أيضًا أنَّ يَهْوَه مُستَعِدٌّ دائِمًا أن يقِفَ إلى جانِبِك.‏ وتَأكَّدْ أنَّهُ سيُساعِدُكَ بِأفضَلِ طَريقَةٍ لِأنَّهُ يعرِفُ ما في قَلبِك.‏ (‏أم ١٤:‏١٠؛‏ ١٥:‏١١‏)‏ لِذلِك تعَوَّدْ أن تُصَلِّيَ إلَيهِ وتدرُسَ كَلِمَتَهُ كُلَّ يَوم.‏

١٠ ماذا تتَعَلَّمُ مِمَّا حصَلَ مع إيلِي؟‏

١٠ كُنْ مُقتَنِعًا أنَّ مَقاييسَ يَهْوَه هيَ الأفضَل.‏ كُلُّ ما يطلُبُهُ مِنَّا يَهْوَه هو لِمَصلَحَتِنا.‏ والَّذينَ يعيشونَ حَسَبَ مَقاييسِهِ يُحافِظونَ على احتِرامِهِم لِنَفْسِهِم،‏ يكونونَ سُعَداءَ فِعلًا،‏ ويَكونُ لِحَياتِهِم مَعنًى.‏ (‏مز ١٩:‏٧-‏١١‏)‏ أمَّا الَّذينَ يتَجاهَلونَ مَقاييسَ يَهْوَه،‏ فيُعانونَ مِن عَواقِبِ أعمالِ الجَسَد.‏ هذا ما حصَلَ مع رَجُلٍ اسْمُهُ إيلِي رفَضَ مَقاييسَ يَهْوَه.‏ فهو ترَبَّى في عائِلَةٍ تُحِبُّ يَهْوَه.‏ ولكنْ في عُمرِ المُراهَقَة،‏ اختارَ أصدِقاءَ سَيِّئين.‏ فبدَأَ يتَعاطى المُخَدِّراتِ ويَسرِقُ ويَعيشُ حَياةً فاسِدَة.‏ فأصبَحَ عَنيفًا وعَصَبِيًّا أكثَرَ فأكثَر.‏ ويَعتَرِفُ أنَّهُ فعَلَ كُلَّ ما تعَلَّمَ أن لا يفعَلَهُ كمَسيحِيّ.‏ لكنَّ إيلِي لم ينسَ ما تعَلَّمَهُ في صِغَرِه.‏ فقَرَّرَ أن يدرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ مِن جَديد.‏ ثُمَّ بذَلَ جُهدَهُ لِيَتَخَلَّصَ مِن عاداتِهِ السَّيِّئَة،‏ واعتَمَدَ سَنَةَ ٢٠٠٠.‏ وكَيفَ استَفادَ إيلِي حينَ بدَأَ يعيشُ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه؟‏ يُخبِر:‏ «أنعَمُ الآنَ بِراحَةِ البالِ وبِضَميرٍ طاهِر».‏ * يُؤَكِّدُ ما حصَلَ مع إيلِي أنَّ الَّذينَ يرفُضونَ مَقاييسَ يَهْوَه يُؤْذونَ نَفْسَهُم.‏ ولكنْ حتَّى عِندَما يفعَلونَ ذلِك،‏ يَهْوَه مُستَعِدٌّ أن يُساعِدَهُم لِيَتَغَيَّروا.‏

١١ ماذا يكرَهُ يَهْوَه؟‏

١١ تعَلَّمْ أن تكرَهَ ما يكرَهُهُ يَهْوَه.‏ (‏مز ٩٧:‏١٠‏)‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ يَهْوَه يكرَهُ ‹العُيونَ المُتَشامِخَة،‏ لِسانَ الزُّور،‏ والأيديَ السَّافِكَة دَمًا بَريئًا›.‏ (‏أم ٦:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وهو يكرَهُ أيضًا الشَّخصَ العَنيف و «الخَدَّاع».‏ (‏مز ٥:‏٦‏)‏ وإلى أيِّ دَرَجَةٍ يكرَهُ يَهْوَه هذِهِ المَواقِفَ والتَّصَرُّفات؟‏ في أيَّامِ نُوح،‏ قضى يَهْوَه على كُلِّ الأشرارِ لِأنَّهُم ملَأُوا الأرضَ بِالعُنف.‏ (‏تك ٦:‏١٣‏)‏ ومِن خِلالِ النَّبِيِّ مَلَاخِي،‏ قالَ يَهْوَه إنَّهُ يكرَهُ الَّذينَ يُخَطِّطونَ لِيَغدُروا بِرَفيقِ زَواجِهِم ويُطَلِّقوهُ بِلا سَبَب.‏ ويَهْوَه يرفُضُ عِبادَةَ أشخاصٍ كهؤُلاء،‏ وسَيُحاسِبُهُم على أعمالِهِم.‏ —‏ مل ٢:‏١٣-‏١٦؛‏ عب ١٣:‏٤‏.‏

يجب أن نشمئز من فعل شيء يكرهه يهوه،‏ مثلما نشمئز من أكل طعام معفن (‏أُنظر الفقرتين ١١-‏١٢.‏)‏

١٢ ما مَعنى «امقُتوا ما هو شَرّ»؟‏

١٢ يوصينا يَهْوَه:‏ «أُمقُتوا ما هو شَرّ».‏ (‏رو ١٢:‏٩‏)‏ والكَلِمَةُ «امقُتوا» تصِفُ رَدَّةَ فِعلٍ قَوِيَّة.‏ فهي تعني أن نكرَهَ شَيئًا بِشِدَّةٍ ونشمَئِزَّ مِنه.‏ تخَيَّلْ مَثَلًا كم ستكونُ رَدَّةُ فِعلِكَ قَوِيَّةً إذا طُلِبَ مِنكَ أن تأكُلَ طَعامًا مُعَفَّنًا.‏ فمُجَرَّدُ التَّفكيرِ في المَوضوعِ يُحَسِّسُكَ أنَّكَ ستتَقَيَّأ.‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ يجِبُ أن نشمَئِزَّ لِمُجَرَّدِ التَّفكيرِ في فِعلِ شَيءٍ يكرَهُهُ يَهْوَه.‏

١٣ لِماذا علَينا أن نطرُدَ الأفكارَ الخاطِئَة؟‏

١٣ أُطرُدِ الأفكارَ الخاطِئَة.‏ تُؤَثِّرُ أفكارُنا على تَصَرُّفاتِنا.‏ لِهذا السَّبَب،‏ علَّمَنا يَسُوع أن نطرُدَ الأفكارَ الخاطِئَة الَّتي تُؤَدِّي إلى ارتِكابِ خَطايا خَطيرَة.‏ (‏مت ٥:‏٢١،‏ ٢٢،‏ ٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ونَحنُ نُريدُ أن نُرضِيَ أبانا السَّماوِيّ.‏ لِذلِك مُهِمٌّ جِدًّا أن نطرُدَ فَورًا أيَّ فِكرَةٍ سَيِّئَة تخطُرُ على بالِنا.‏

١٤ ماذا يكشِفُ كَلامُنا،‏ وأيُّ أسئِلَةٍ جَيِّدٌ أن نُفَكِّرَ فيها؟‏

١٤ إنتَبِهْ إلى كَلامِك.‏ قالَ يَسُوع:‏ «ما يَخرُجُ مِنَ الفَمِ فهو يَخرُجُ مِنَ القَلب».‏ (‏مت ١٥:‏١٨‏)‏ فكَلامُنا يكشِفُ الكَثيرَ عمَّا في داخِلِنا.‏ لِذلِك اسألْ نَفْسَك:‏ ‹هل أرفُضُ أن أكذِب،‏ حتَّى لَو كانَ الكَذِبُ سيُخَلِّصُني مِن وَرطَة؟‏ إذا كُنتُ مُتَزَوِّجًا،‏ فهل أنتَبِهُ كَي لا أُغازِلَ شَخصًا مِنَ الجِنسِ الآخَر؟‏ هل أتَجَنَّبُ الكَلامَ الفاسِدَ مِثلَما أتَجَنَّبُ وَبَأً خَطيرًا؟‏ هل أرُدُّ بِهُدوءٍ عِندَما يُزعِجُني أحَد؟‏›.‏ ستُساعِدُكَ هذِهِ الأسئِلَةُ أن تعرِفَ ما في داخِلِك.‏ وتذَكَّرْ أنَّ كَلامَكَ يُشبِهُ أزرارَ القَميص.‏ فإذا فكَكتَ الأزرار،‏ يصيرُ أسهَلَ علَيكَ أن تخلَعَ القَميص.‏ بِنَفْسِ الطَّريقَة،‏ إذا بذَلتَ جُهدَكَ لِتُزيلَ الكَذِبَ والكَلامَ الفاسِدَ والمُهينَ مِن حَديثِك،‏ يصيرُ أسهَلَ علَيكَ أن تخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة.‏

١٥ ما مَعنى أن نُعَلِّقَ شَخصِيَّتَنا القَديمَة على «خَشَبَة»؟‏

١٥ كُنْ مُستَعِدًّا أن تأخُذَ إجراءً حازِمًا.‏ إستَعمَلَ الرَّسولُ بُولُس تَشبيهًا قَوِيًّا لِيُعَلِّمَنا كم مُهِمٌّ أن نكونَ حازِمينَ كَي نُغَيِّرَ طَريقَةَ حَياتِنا.‏ فهو نصَحَنا أن نُعَلِّقَ «شَخصِيَّتَنا القَديمَة» على «خَشَبَة».‏ (‏رو ٦:‏٦‏)‏ بِكَلِماتٍ أُخرى،‏ يجِبُ أن نتبَعَ مِثالَ المَسيح.‏ فهو كانَ مُستَعِدًّا أن يُعَلَّقَ على خَشَبَةٍ لِيُرضِيَ يَهْوَه.‏ وكَي نُرضِيَ يَهْوَه نَحنُ أيضًا،‏ يجِبُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ أن نتَخَلَّصَ مِن كُلِّ الأفكارِ والتَّصَرُّفاتِ الَّتي يكرَهُها.‏ وهذا ضَرورِيٌّ جِدًّا لِيَصيرَ لَدَينا ضَميرٌ طاهِرٌ ورَجاءُ الحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ (‏يو ١٧:‏٣؛‏ ١ بط ٣:‏٢١‏)‏ وتذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لن يُغَيِّرَ مَقاييسَهُ لِتُناسِبَنا،‏ بل يجِبُ أن نتَغَيَّرَ نَحنُ لِنصِلَ إلى مَقاييسِه.‏ —‏ إش ١:‏١٦-‏١٨؛‏ ٥٥:‏٩‏.‏

١٦ لِماذا يجِبُ أن نستَمِرَّ في مُحارَبَةِ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟‏

١٦ إستَمِرَّ في مُحارَبَةِ الرَّغَباتِ الخاطِئَة.‏ حتَّى بَعدَ أن تعتَمِد،‏ قد تظهَرُ مُجَدَّدًا هذِهِ الرَّغَبات.‏ لِذلِك علَيكَ أن تستَمِرَّ في مُحارَبَتِها.‏ هذا ما حصَلَ مع رَجُلٍ اسْمُهُ مَارِيسْيُو.‏ ففي شَبابِه،‏ بدَأَ يعيشُ حَياةَ المِثلِيِّين.‏ لكنَّهُ التَقى بِشُهودِ يَهْوَه وبدَأَ يدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس معهُم.‏ فقامَ بِتَغييراتٍ كَبيرَة في حَياتِهِ ثُمَّ اعتَمَدَ سَنَةَ ٢٠٠٢.‏ ومع أنَّهُ يخدُمُ يَهْوَه مُنذُ سَنَواتٍ كَثيرَة،‏ يُخبِر:‏ «علَيَّ مُحارَبَةُ الرَّغَباتِ الفاسِدَة مِن حينٍ إلى آخَر».‏ لكنَّهُ لا يَيأَس،‏ بل يقول:‏ «أتَشَجَّعُ حينَ أُفَكِّرُ أنَّ يَهْوَه سيَرضى عنِّي إذا لم أستَسلِمْ لها».‏ *

١٧ ماذا شجَّعَكَ في اختِبارِ نَبِيهَة؟‏

١٧ أُطلُبْ مُساعَدَةَ يَهْوَه،‏ واتَّكِلْ على روحِهِ لا على قُوَّتِك.‏ (‏غل ٥:‏٢٢؛‏ في ٤:‏٦‏)‏ يجِبُ أن نبذُلَ كُلَّ جُهدِنا لِنخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة ولا نلبَسَها مُجَدَّدًا.‏ إلَيكَ ما حصَلَ معَ امرَأةٍ اسْمُها نَبِيهَة.‏ فوالِدُها ترَكَها وهي في السَّادِسَة.‏ تقول:‏ «عانَيتُ ألَمًا عاطِفِيًّا رَهيبًا».‏ وفيما كانَت تكبَر،‏ صارَت نَبِيهَة عَصَبِيَّةً وعَنيفَة أكثَرَ فأكثَر.‏ ثُمَّ توَرَّطَت في تَهريبِ المُخَدِّرات.‏ فقُبِضَ علَيها وسُجِنَت بِضعَ سَنَوات.‏ خِلالَ هذِهِ الفَترَة،‏ كانَ شُهودُ يَهْوَه يزورونَ السِّجن.‏ فبدَأَت تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ معهُم وقامَت بِتَغييراتٍ كَبيرَة في حَياتِها.‏ تقول:‏ «نجَحتُ بِسُهولَةٍ في التَّخَلُّصِ مِن بَعضِ عاداتي الرَّديئَة .‏ .‏ .‏ لكنَّ التَّوَقُّفَ عنِ التَّدخينِ كانَ أصعَبَ بِكَثير».‏ فاستَمَرَّت نَبِيهَة تُحارِبُ هذِهِ العادَةَ لِأكثَرَ مِن سَنَة،‏ واستَطاعَت أخيرًا أن تتَحَرَّرَ مِنها.‏ فكَيفَ نجَحَت؟‏ تُخبِرُ أنَّ الصَّلاةَ المُستَمِرَّة لِيَهْوَه هي أكثَرُ شَيءٍ ساعَدَها.‏ وتقولُ الآن:‏ «إذا استَطَعتُ أنا أن أتَغَيَّرَ لِكَي أُرضِيَ يَهْوَه فإنَّ كُلَّ شَخصٍ قادِرٌ أن يتَغَيَّر».‏ *

تقدِرُ أن تصيرَ مُؤَهَّلًا لِلمَعمودِيَّة

١٨ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ٦:‏٩-‏١١‏،‏ ماذا استَطاعَ كَثيرونَ مِن خُدَّامِ يَهْوَه أن يفعَلوا؟‏

١٨ في القَرنِ الأوَّل،‏ كانَ لَدى البَعضِ عاداتٌ سَيِّئَة قَبلَ أن يختارَهُم يَهْوَه لِيَحكُموا معَ المَسيح.‏ فكانوا مَثَلًا زُناةً ومِثلِيِّينَ وسارِقين.‏ ولكنْ بِمُساعَدَةِ الرُّوحِ القُدُس،‏ استَطاعوا أن يتَحَرَّروا مِن هذِهِ العاداتِ البَشِعَة.‏ ‏(‏إقرأ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏.‏)‏ واليَومَ أيضًا،‏ يُساعِدُ الكِتابُ المُقَدَّسُ مَلايينَ النَّاسِ أن يُغَيِّروا حَياتَهُم.‏ * فهُم يتَخَلَّصونَ مِن عاداتٍ سَيِّئَة كانَت جُزءًا مِن شَخصِيَّتِهِم.‏ ومِثالُهُم يُؤكِّدُ أنَّكَ أنتَ أيضًا تقدِرُ أن تتَغَيَّرَ وتتَغَلَّبَ على العاداتِ السَّيِّئَة لِتَصيرَ مُؤَهَّلًا لِلمَعمودِيَّة.‏

١٩ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٩ ولكنْ كَي تصيرَ مُؤَهَّلًا لِلمَعمودِيَّة،‏ لا يكفي أن تخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة.‏ فعلَيكَ أيضًا أن تلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة.‏ وفي المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ سنُناقِشُ كَيفَ نلبَسُ هذِهِ الشَّخصِيَّةَ وكَيفَ يُساعِدُنا الآخَرونَ على ذلِك.‏

التَّرنيمَة ٤١ إسمَعْ صَلاتي

^ ‎الفقرة 5‏ كَي نصيرَ مُؤَهَّلينَ لِلمَعمودِيَّة،‏ علَينا أن نكونَ مُستَعِدِّينَ أن نقومَ بِتَغييراتٍ في شَخصِيَّتِنا.‏ لِذلِك سنرى في هذِهِ المَقالَةِ ما هيَ الشَّخصِيَّةُ القَديمَة،‏ لِماذا يجِبُ أن نتَخَلَّصَ مِنها،‏ وكَيفَ نفعَلُ ذلِك.‏ أمَّا في المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ فسَنرى ماذا يُساعِدُنا أن نستَمِرَّ في لُبسِ الشَّخصِيَّةِ الجَديدَة حتَّى بَعدَما نعتَمِد.‏

^ ‎الفقرة 3‏ شَرحُ المُفرَداتِ وَالتَّعابير:‏ يعني ‏‹خَلعُ الشَّخصِيَّةِ القَديمَة›‏ أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والتَّصَرُّفاتِ والرَّغَباتِ الَّتي لا تُرضي يَهْوَه.‏ وهذا يبدَأُ قَبلَ المَعمودِيَّة.‏ —‏ أف ٤:‏٢٢‏.‏

^ ‎الفقرة 10‏ لِتعرِفَ المَزيد،‏ انظُرْ مَقالَة «‏الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس:‏ ‹أدرَكتُ أنَّ علَيَّ الرُّجوعَ إلى يَهْوَه›‏‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَدِ ١ نَيْسَان (‏أبْرِيل)‏ ٢٠١٢.‏

^ ‎الفقرة 16‏ لِتعرِفَ المَزيد،‏ انظُرْ مَقالَة «‏الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس:‏ ‹كانوا لُطَفاءَ جِدًّا معي›‏‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَدِ ١ أيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠١٢.‏

^ ‎الفقرة 17‏ لِتعرِفَ المَزيد،‏ انظُرْ مَقالَة «‏الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس:‏ ‹أصبَحتُ غَضوبَةً وعِدائِيَّة›‏‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَدِ ١ تِشْرِينَ الأوَّل (‏أُكْتُوبَر)‏ ٢٠١٢.‏

^ ‎الفقرة 64‏ وصف الصورة:‏ التخلص من الأفكار والتصرفات السيئة يشبه التخلص من الثياب القديمة.‏