الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٢

هل ترى ما رآه زكريا؟‏

هل ترى ما رآه زكريا؟‏

‏«‹بِروحي›،‏ يَقولُ يَهْوَه إلهُ الجُنود».‏ —‏ زك ٤:‏٦‏.‏

التَّرنيمَة ٧٣ هبنا الجُرأة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ لِماذا كانَ اليَهُودُ مُتَحَمِّسين؟‏

 كانَ اليَهُودُ مُتَحَمِّسينَ جِدًّا.‏ فبَعدَما أمضَوا عَشَراتِ السِّنينَ أسْرى في بَابِل،‏ «دَفَعَ يَهْوَه كُورُش مَلِكَ فَارِس» أن يُحَرِّرَهُم.‏ فهذا المَلِكُ نادى بِإعلانٍ أن يعودَ اليَهُودُ إلى بِلادِهِم ويَبنوا «مِن جَديدٍ بَيتَ يَهْوَه إلهِ إسْرَائِيل».‏ (‏عز ١:‏١،‏ ٣‏)‏ تخَيَّلْ كم كانَ هذا الإعلانُ مُفرِحًا.‏ فهو عنى أنَّ اليَهُودَ سيَرُدُّونَ عِبادَةَ الإلهِ الحَقيقِيِّ إلى الأرضِ الَّتي أعطاهُم إيَّاها.‏

٢ ما هو أوَّلُ إنجازٍ حقَّقَهُ اليَهُودُ العائِدون؟‏

٢ سَنَةَ ٥٣٧ ق‌م،‏ وصَلَت أوَّلُ مَجموعَةٍ مِنَ اليَهُودِ الأسْرى إلى أُورُشَلِيم الَّتي كانَت عاصِمَةَ مَملَكَةِ يَهُوذَا الجَنوبِيَّة.‏ وبَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة،‏ بدَأ هؤُلاءِ اليَهُودُ بِإعادَةِ بِناءِ الهَيكَل.‏ وسَنَةَ ٥٣٦ ق‌م،‏ كانوا قد أنهَوا وَضعَ أساساتِه.‏

٣ أيُّ مُقاوَمَةٍ واجَهَها اليَهُود؟‏

٣ ولكنْ لم يمُرَّ وَقتٌ طَويلٌ حتَّى واجَهَ هؤُلاءِ اليَهُودُ مُقاوَمَةً شَرِسَة.‏ فقدْ «ظَلَّ سُكَّانُ الأراضي المُحيطَة يُضعِفونَ مَعْنَوِيَّاتِ شَعبِ يَهُوذَا ويُخيفونَهُم كَي يَتَوَقَّفوا عنِ البِناء».‏ (‏عز ٤:‏٤‏)‏ وما زادَ الطِّينَ بَلَّةً هو وُصولُ مَلِكٍ جَديدٍ إلى الحُكمِ في فَارِس سَنَةَ ٥٢٢ ق‌م،‏ وهوَ المَلِكُ أَرْتَحْشَسْتَا.‏ * فاستَغَلَّ المُقاوِمونَ هذا التَّغييرَ كَي ‹يختَلِقوا المَتاعِبَ بِمَرسومٍ› ويُوقِفوا نِهائِيًّا أعمالَ البِناء.‏ (‏مز ٩٤:‏٢٠‏)‏ فأخبَروا المَلِكَ أرْتَحْشَسْتَا تُهَمًا كاذِبَة عنِ اليَهُود،‏ ومِن بَينِها أنَّهُم يُخَطِّطونَ لِثَورَة.‏ (‏عز ٤:‏١١-‏١٦‏)‏ ولِلأسَف،‏ صدَّقَ المَلِكُ أكاذيبَهُم وأمَرَ اليَهُودَ أن يتَوَقَّفوا عن بِناءِ الهَيكَل.‏ (‏عز ٤:‏١٧-‏٢٣‏)‏ تخَيَّلْ كمِ اختَلَفَ وَضعُ اليَهُودِ بِسَبَبِ هذا الحَظر.‏ فقدِ انقَلَبَ فَرَحُهُم وحَماسَتُهُم إلى حُزنٍ وخَيبَة.‏ —‏ عز ٤:‏٢٤‏.‏

٤ كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه اليَهُودَ كَي يُكمِلوا العَمَلَ رَغمَ المُقاوَمَة؟‏ (‏إشعيا ٥٥:‏١١‏)‏

٤ كما رأينا،‏ كانَ سُكَّانُ الأرضِ الَّذينَ لا يعبُدونَ يَهْوَه وبَعضُ المَسؤُولينَ في فَارِس مُصَمِّمينَ أن يوقِفوا بِناءَ الهَيكَل.‏ لكنَّ يَهْوَه أيضًا كانَ مُصَمِّمًا أن يُنهِيَ اليَهُودُ هذا العَمَل؛‏ ويَهْوَه يُحَقِّقُ قَصدَهُ دائِمًا.‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٥٥:‏١١‏.‏)‏ لِذلِكَ اختارَ يَهْوَه زَكَرِيَّا الشُّجاعَ لِيَكونَ نَبِيًّا،‏ وأعطاهُ سِلسِلَةً مِن ثَماني رُؤًى رائِعَة.‏ وكانَ على زَكَرِيَّا أن يُخبِرَ اليَهُودَ بِما رآهُ لِيُشَجِّعَهُم.‏ فهذِهِ الرُّؤَى طمَّنَتهُم وأوضَحَت لهُم أن لا داعِيَ أن يخافوا مِن مُقاوِميهِم.‏ كما شجَّعَتهُم أن يُكمِلوا عَمَلَ يَهْوَه.‏ وإحدى هذِهِ الرُّؤَى هي الرُّؤيا الخامِسَة عن مَنارَةٍ وشَجَرَتَيِ الزَّيتون.‏

٥ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٥ نَحنُ أيضًا،‏ قد تضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا أحيانًا.‏ لِذلِك سنرى كَيفَ شجَّعَ يَهْوَه الإسْرَائِيلِيِّينَ بِواسِطَةِ الرُّؤيا الخامِسَة لِزَكَرِيَّا.‏ وسنرى أيضًا كَيفَ تُساعِدُنا هذِهِ الرُّؤيا أن نستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه بِوَلاءٍ عِندَما نُواجِهُ المُقاوَمَة،‏ عِندَما تتَغَيَّرُ ظُروفُنا،‏ وعِندَما ننالُ تَوجيهًا لا نفهَمُه.‏

عِندَما نُواجِهُ المُقاوَمَة

رأى زكريا رؤيا عن شجرتي زيتون تغذيان بالزيت منارة لها سبعة أنوار (‏أُنظر الفقرة ٦.‏)‏

٦ ماذا تعَلَّمَ البَنَّاؤونَ مِنَ الرُّؤيا في زَكَرِيَّا ٤:‏١-‏٣‏؟‏ أوضِح.‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

٦ إقرأ زكريا ٤:‏١-‏٣‏.‏ إنَّ الرُّؤيا عنِ المَنارَةِ وشَجَرَتَيِ الزَّيتونِ شجَّعَتِ اليَهُودَ كَي لا يخافوا مِنَ المُقاوَمَة.‏ كَيفَ ذلِك؟‏ هل لاحَظتَ أنَّ المَنارَةَ لَدَيها مَصدَرٌ يُغَذِّيها دائِمًا بِالزَّيت؟‏ فالزَّيتُ كانَ يُسكَبُ مِن شَجَرَتَي زَيتونٍ في وِعاء.‏ والوِعاءُ بِدَورِهِ يُزَوِّدُ الزَّيتَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَ الأنوارِ السَّبعَة في المَنارَة.‏ وبِفَضلِ هذا الزَّيت،‏ كانَتِ الأنوارُ تبقى مُضاءَةً ولا تنطَفِئُ أبَدًا.‏ عِندَما رأى زَكَرِيَّا ذلِك،‏ سألَ المَلاك:‏ «ماذا تُمَثِّلُ هذِه يا سَيِّدي؟‏».‏ فنقَلَ إلَيهِ المَلاكُ هذِهِ الرِّسالَةَ مِن يَهْوَه:‏ «‹لا بِجَيشٍ ولا بِقُوَّةِ إنسان،‏ بل بِروحي›،‏ يَقولُ يَهْوَه إلهُ الجُنود».‏ (‏زك ٤:‏٤،‏ ٦‏)‏ فالزَّيتُ مِنَ الشَّجَرَتَينِ مثَّلَ الرُّوحَ القُدُس،‏ قُوَّةَ يَهْوَه العَظيمَة الَّتي لا تنتَهي.‏ وكُلُّ القُوَّةِ العَسكَرِيَّة في إمبَراطورِيَّةِ فَارِس لم تكُنْ شَيئًا أمامَ قُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس.‏ فماذا تعَلَّمَ البَنَّاؤونَ اليَهُود مِن هذِهِ الرُّؤيا؟‏ عِندَما يكونُ يَهْوَه إلى جانِبِهِم،‏ يقدِرونَ أن يُواجِهوا أيَّ مُقاوَمَةٍ ويُنهوا عَمَلَهُم.‏ وهذِهِ الرِّسالَةُ كانَت مُشَجِّعَةً جِدًّا.‏ فكُلُّ ما لزِمَ أن يفعَلَهُ اليَهُودُ هو أن يتَّكِلوا على يَهْوَه ويَبدَأوا بِالعَمَلِ مِن جَديد.‏ وهذا بِالضَّبطِ ما فعَلوه،‏ مع أنَّ الحَظرَ كانَ لا يزالُ مَوجودًا.‏

٧ أيُّ تَغييرٍ حصَلَ كانَ مِن مَصلَحَةِ اليَهُود؟‏

٧ إضافَةً إلى ذلِك،‏ حصَلَ تَغييرٌ كانَ لِمَصلَحَةِ البَنَّائينَ اليَهُود.‏ عن أيِّ تَغييرٍ نتَكَلَّم؟‏ بدَأ مَلِكٌ جَديدٌ اسْمُهُ دَارْيُوس الأوَّل يحكُمُ على فَارِس.‏ وفي السَّنَةِ الثَّانِيَة مِن حُكمِهِ (‏سَنَةَ ٥٢٠ ق‌م)‏،‏ اكتَشَفَ أنَّ الحَظرَ على بِناءِ الهَيكَلِ كانَ غَيرَ قانونِيّ.‏ فأصدَرَ دَارْيُوس أمرًا مَلَكِيًّا بِإكمالِ العَمَل.‏ (‏عز ٦:‏١-‏٣‏)‏ تخَيَّلْ كم تفاجَأ الجَميعُ مِن هذا الإعلان.‏ لكنَّ المُفاجَأةَ لم تنتَهِ هُنا.‏ فقدْ أمَرَ المَلِكُ سُكَّانَ الأراضي المُحيطَة ألَّا يُعَرقِلوا عَمَلَ البِناء،‏ وأن يُؤَمِّنوا لِليَهُودِ المالَ والمَوادَّ الَّتي يحتاجونَ إلَيها.‏ (‏عز ٦:‏٧-‏١٢‏)‏ وهكَذا أنهى اليَهُودُ بِناءَ الهَيكَلِ سَنَةَ ٥١٥ ق‌م،‏ أي بَعدَ أكثَرَ بِقَليلٍ مِن أربَعِ سَنَوات.‏ —‏ عز ٦:‏١٥‏.‏

إتكِل على قوة يهوه حين تواجه المقاومة (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏

٨ ماذا يُساعِدُكَ أن لا تستَسلِمَ في وَجهِ المُقاوَمَة؟‏

٨ اليَومَ أيضًا،‏ يُواجِهُ كَثيرونَ مِن شَعبِ يَهْوَه المُقاوَمَة.‏ مَثَلًا،‏ يعيشُ بَعضُهُم في بُلدانٍ تفرِضُ قُيودًا على عَمَلِنا.‏ وفي بُلدانٍ كهذِه،‏ قد يُقبَضُ على الإخوَةِ و ‹يَقِفونَ أمامَ حُكَّامٍ ومُلوكٍ لِيَشهَدوا لهُم›.‏ (‏مت ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ولكنْ أحيانًا،‏ يحصُلُ تَغييرٌ في الحُكم،‏ ويَكونُ ذلِك لِمَصلَحَةِ شَعبِ يَهْوَه.‏ أو قد يتَّخِذُ قاضٍ عادِلٌ قَرارًا لِخَيرِ عَمَلِنا.‏ أمَّا إخوَةٌ آخَرون،‏ فيُواجِهونَ مُقاوَمَةً مِن نَوعٍ مُختَلِف.‏ فمع أنَّهُم يقدِرونَ أن يعبُدوا يَهْوَه بِحُرِّيَّةٍ في البَلَدِ الَّذي يعيشونَ فيه،‏ يُواجِهونَ المُقاوَمَةَ مِن أفرادِ عائِلَتِهِمِ المُصَمِّمينَ أن يوقِفوهُم عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ (‏مت ١٠:‏٣٢-‏٣٦‏)‏ ولكنْ في حالاتٍ كَثيرَة،‏ يرى المُقاوِمونَ أنَّهُم مَهما فعَلوا،‏ فلن يقدِروا أن يوقِفوا أقرِباءَهُمُ الشُّهودَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ لِذلِك يتَوَقَّفونَ عن مُقاوَمَتِهِم.‏ حتَّى إنَّ بَعضَ المُقاوِمينَ الشَّرِسينَ تغَيَّروا وصاروا شُهودًا غَيورين.‏ لِذلِك عِندَما تُواجِهُ المُقاوَمَة،‏ لا تستَسلِم.‏ كُنْ شُجاعًا.‏ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه وروحَهُ القُدُسَ العَظيمَ إلى جانِبِك؛‏ فلا داعِيَ أن تخافَ مِن أيِّ شَيء.‏

عِندَما تتَغَيَّرُ ظُروفُنا

٩ لِماذا بكى بَعضُ اليَهُودِ عِندَما وُضِعَت أساساتُ الهَيكَلِ الجَديد؟‏

٩ عِندَما وُضِعَت أساساتُ الهَيكَلِ الجَديد،‏ بكى بَعضُ اليَهُودِ الكِبارِ في السِّنّ.‏ (‏عز ٣:‏١٢‏)‏ فهُم كانوا قد رأَوا عَظَمَةَ الهَيكَلِ الَّذي بناهُ سُلَيْمَان.‏ لِذلِك عِندَما رأَوا الهَيكَلَ الجَديد،‏ شعَروا «كأنَّهُ لا شَيء» بِالمُقارَنَةِ مع هَيكَلِ سُلَيْمَان.‏ (‏حج ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ فالفَرقُ بَينَ الهَيكَلِ القَديمِ والهَيكَلِ الجَديدِ كانَ أكبَرَ مِن أن يتَحَمَّلوه.‏ لكنَّ رُؤيا زَكَرِيَّا كانَت ستُساعِدُهُم أن يتَخَطَّوا خَيبَةَ أمَلِهِم.‏ كَيف؟‏

١٠ كَيفَ رفَعَت كَلِماتُ المَلاكِ في زَكَرِيَّا ٤:‏٨-‏١٠ مَعنَوِيَّاتِ اليَهُود؟‏

١٠ إقرأ زكريا ٤:‏٨-‏١٠‏.‏ ماذا قصَدَ المَلاكُ حينَ قالَ إنَّ اليَهودَ «سيَفرَحونَ حينَ يَرَوْنَ خَيطَ البَنَّاءِ في يَدِ ‏[الحاكِمِ اليَهُودِيِّ] زَرُبَابِل»؟‏ إنَّ خَيطَ البَنَّاء،‏ أوِ الشَّاقول،‏ هو أداةٌ تُستَخدَمُ لِلتَّأكُّدِ أنَّ الحيطانَ مُستَقيمَةٌ تَمامًا.‏ وهكَذا أكَّدَ المَلاكُ لِشَعبِ اللّٰهِ أنَّهُ مَهما بدا الهَيكَلُ مُتَواضِعًا بِالنِّسبَةِ إلى بَعضِهِم،‏ فسَيَكتَمِلُ بِناؤُهُ وسَيَكونُ تَمامًا مِثلَما أرادَهُ يَهْوَه.‏ وما دامَ يَهْوَه راضِيًا عن هذا الهَيكَل،‏ فلِماذا لا يقبَلونَ بهِ هُم؟‏ فبِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه،‏ المُهِمُّ هو أن تكونَ العِبادَةُ في الهَيكَلِ الجَديدِ مُنسَجِمَةً مع مَطالِبِه.‏ واليَهُودُ بِدَورِهِم،‏ إذا بذَلوا جُهدَهُم كَي يُرضوا يَهْوَه ويعبُدوهُ مِثلَما يُريد،‏ فسَيَفرَحونَ مِن جَديد.‏

إبقَ إيجابيًّا حين تتغيَّر ظروفك (‏أُنظر الفقرتين ١١-‏١٢.‏)‏ *

١١ أيُّ تَغييراتٍ قد تحصُلُ اليَومَ مع بَعضِ الشُّهود،‏ وكَيفَ تُؤَثِّرُ علَيهِم؟‏

١١ اليَومَ أيضًا،‏ يستَصعِبُ كَثيرونَ مِنَّا التَّغيير.‏ فالبَعضُ خدَموا طَويلًا في أحَدِ أنواعِ الخِدمَةِ الخُصوصِيَّة كامِلَ الوَقت،‏ لكنَّ تَعيينَهُم تغَيَّرَ الآن.‏ أمَّا آخَرون،‏ فقدْ كبِروا في العُمر،‏ لِذلِكَ اضطُرُّوا أن يتَخَلَّوا عن تَعيينٍ يُحِبُّونَه.‏ إذا حصَلَ معنا تَغييرٌ كهذا،‏ فطَبيعِيٌّ أن نشعُرَ بِخَيبَةِ أمَل.‏ وفي البِدايَة،‏ قد لا نفهَمُ كامِلًا أسبابَ هذا القَرارِ أو لا نُوافِقُ علَيه.‏ ورُبَّما نشتاقُ إلى حَياتِنا السَّابِقَة.‏ فتضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا ونشعُرُ أنَّنا لم نعُدْ مُفيدينَ في خِدمَةِ يَهْوَه كالسَّابِق.‏ (‏أم ٢٤:‏١٠‏)‏ لكنَّ رُؤيا زَكَرِيَّا تُساعِدُنا أن نستَمِرَّ في إعطاءِ إلهِنا أفضَلَ ما لَدَينا.‏ لِنرَ كَيف.‏

١٢ كَيفَ تُساعِدُنا رُؤيا زَكَرِيَّا أن نتَأقلَمَ معَ التَّغيير؟‏

١٢ كَي نتَأقلَمَ معَ التَّغيير،‏ علَينا أن ننظُرَ إلَيهِ مِثلَما ينظُرُ إلَيهِ يَهْوَه.‏ وماذا يُساعِدُنا على ذلِك؟‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يُحَقِّقُ اليَومَ إنجازاتٍ كَثيرَة،‏ ونَحنُ لَدَينا امتِيازٌ رائِعٌ أن نعمَلَ معه.‏ (‏١ كو ٣:‏٩‏)‏ ومع أنَّ مَسؤولِيَّاتِنا قد تتَغَيَّر،‏ فلْنتَذَكَّرْ أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لنا لن تتَغَيَّرَ أبَدًا.‏ لِذلِك إذا تغَيَّرَ تَعيينُك،‏ فانتَبِهْ كَي لا تغرَقَ في دَوَّامَةٍ مِنَ الأسئِلَةِ والتَّحليلات.‏ حاوِلْ أن لا تتَحَسَّرَ على «الأيَّامِ الأُولى»،‏ بلِ اطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ كَي ترى إيجابِيَّاتِ التَّغيير.‏ (‏جا ٧:‏١٠‏)‏ وبَدَلَ أن تُفَكِّرَ في الأُمورِ الَّتي لم تعُدْ قادِرًا أن تقومَ بها،‏ فكِّرْ في كُلِّ الأُمورِ الَّتي تستَطيعُ أن تعمَلَها.‏ فرُؤيا زَكَرِيَّا تُعَلِّمُنا كم مُهِمٌّ أن نبقى إيجابِيِّين.‏ وهذا سيُساعِدُنا أن نظَلَّ فَرِحينَ وأُمَناء،‏ حتَّى لَو تغَيَّرَت ظُروفُنا.‏

عِندَما ننالُ تَوجيهًا لا نفهَمُه

١٣ لِماذا رُبَّما شعَرَ بَعضُ اليَهُود أنَّ قَرارَ يَشُوع وزَرُبَابِل غَيرُ حَكيم؟‏

١٣ كما رأينا،‏ كانَ عَمَلُ بِناءِ الهَيكَلِ قد حُظِر.‏ لكنَّ الرَجُلَينِ المُعَيَّنَينِ لِيَأخُذا القِيادَة،‏ رَئيسَ الكَهَنَةِ يَشُوع والحاكِمَ زَرُبَابِل،‏ تابَعا «بِناءَ بَيتِ اللّٰه».‏ (‏عز ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ رُبَّما شعَرَ بَعضُ اليَهُودِ أنَّ هذا القَرارَ غَيرُ حَكيم.‏ فلا يُمكِنُ إخفاءُ عَمَلِ البِناءِ عن عُيونِ الأعداء،‏ الَّذينَ سيَستَغِلُّونَ أيَّ فُرصَةٍ لِيَخلُقوا المَشاكِل.‏ لِذلِكَ احتاجَ الرَّجُلانِ المَسؤولان،‏ يَشُوع وزَرُبَابِل،‏ أن يتَأكَّدا أنَّ يَهْوَه يدعَمُهُما.‏ وهذا ما أكَّدَتهُ لهُما الرُّؤيا الخامِسَة لِزَكَرِيَّا.‏ كَيف؟‏

١٤ حَسَبَ زَكَرِيَّا ٤:‏١٢،‏ ١٤‏،‏ ماذا أكَّدَ يَهْوَه لِيَشُوع وزَرُبَابِل؟‏

١٤ إقرأ زكريا ٤:‏١٢،‏ ١٤‏.‏ في هذا الجُزءِ مِنَ الرُّؤيا،‏ كشَفَ المَلاكُ لِلنَّبِيِّ الأمينِ زَكَرِيَّا ماذا تُمَثِّلُ الشَّجَرَتان.‏ قالَ له:‏ «إنَّهُما تُمَثِّلانِ المُختارَيْن»،‏ أي يَشُوع وزَرُبَابِل.‏ وبِطَريقَةٍ مَجازِيَّة،‏ كانَ هذانِ الرَّجُلانِ «واقِفَيْنِ بِجانِبِ رَبِّ الأرضِ كُلِّها»،‏ يَهْوَه.‏ تخَيَّلْ ما أعظَمَ هذا الشَّرَف.‏ واضِحٌ إذًا أنَّ يَهْوَه كانَ يثِقُ بهِما.‏ وبِالتَّالي،‏ لزِمَ أن يثِقَ الإسْرَائِيلِيُّونَ بِقَراراتِهِما مَهما كانَت.‏ فيَهْوَه كانَ يستَخدِمُ هذَينِ الرَّجُلَينِ لِيَقودا الإسْرَائِيلِيِّين.‏

١٥ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نحتَرِمُ التَّوجيهاتِ الَّتي ننالُها مِن كَلِمَةِ اللّٰه؟‏

١٥ وكَيفَ يُعطي يَهْوَه التَّوجيهاتِ لِشَعبِهِ اليَوم؟‏ إحدى الطُّرُقِ هي مِن خِلالِ كَلِمَتِه،‏ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ فيَهْوَه يُخبِرُنا فيهِ كَيفَ نعبُدُهُ بِطَريقَةٍ تُرضيه.‏ ولكنْ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نحتَرِمُ التَّوجيهاتِ الَّتي ننالُها مِن كَلِمَةِ اللّٰه؟‏ عِندَما نأخُذُ وَقتَنا لِنقرَأَها ونفهَمَها.‏ فاسْألْ نَفْسَك:‏ ‹عِندَما أقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّسَ أو إحدى مَطبوعاتِنا،‏ هل أتَوَقَّفُ قَليلًا وأتَأمَّلُ في ما أقرَأُه؟‏ هل أقومُ بِبَحثٍ عن حَقائِقِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي «يصعُبُ فَهمُها»،‏ أم أمُرُّ علَيها مُرورَ الكِرام؟‏›.‏ (‏٢ بط ٣:‏١٦‏)‏ إذا أخَذنا وَقتَنا لِنتَأمَّلَ في ما يُعَلِّمُنا إيَّاهُ يَهْوَه،‏ فسَنقدِرُ أن نتبَعَ تَوجيهَهُ ونُتَمِّمَ خِدمَتَنا.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

ثِق بتوجيهات «العبد الأمين الحكيم» (‏أُنظر الفقرة ١٦.‏)‏ *

١٦ ماذا يُساعِدُنا أن نُطيعَ تَوجيهاتِ «العَبدِ الأمينِ الحَكيم»،‏ حتَّى لَو شعَرنا أنَّها غَيرُ عَمَلِيَّة؟‏

١٦ يستَعمِلُ يَهْوَه طَريقَةً أُخرى لِيُعطِيَنا التَّوجيهات،‏ وهي بِواسِطَةِ «العَبدِ الأمينِ الحَكيم».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ ولكنْ أحيانًا،‏ يُعطينا العَبدُ الأمينُ تَوجيهاتٍ لا نفهَمُ أسبابَها كامِلًا.‏ مَثَلًا،‏ قد يُعطينا تَوجيهاتٍ مُحَدَّدَة كَي نستَعِدَّ لِلكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة،‏ لكنَّنا قد نستَبعِدُ أن تحدُثَ كارِثَةٌ كهذِه في مِنطَقَتِنا.‏ أو قد نُحِسُّ أنَّهُ يُبالِغُ في الإرشاداتِ الَّتي يُعطيها خِلالَ انتِشارِ أحَدِ الأوبِئَة.‏ فماذا نفعَلُ إذا شعَرنا أنَّ التَّوجيهاتِ الَّتي ننالُها غَيرُ عَمَلِيَّة؟‏ يُمكِنُنا أن نُفَكِّرَ كَيفَ استَفادَ الإسْرَائِيلِيُّونَ حينَ أطاعوا تَوجيهَ يَشُوع وزَرُبَابِل.‏ وهُناك رِواياتٌ أُخرى في الكِتابِ المُقَدَّسِ تُفيدُنا في هذا المَجال.‏ فأحيانًا،‏ نالَ شَعبُ اللّٰهِ تَوجيهاتٍ بدَت غَيرَ عَمَلِيَّة مِن وِجهَةِ نَظَرِ البَشَر،‏ لكنَّها أنقَذَت حَياتَهُم.‏ —‏ قض ٧:‏٧؛‏ ٨:‏١٠‏.‏

لِنرَ ما رآهُ زَكَرِيَّا

١٧ كَيفَ ساعَدَتِ الرُّؤيا الخامِسَة اليَهُود؟‏

١٧ صَحيحٌ أنَّ الرُّؤيا الخامِسَة الَّتي رآها زَكَرِيَّا كانَت قَصيرَة،‏ لكنَّها شجَّعَتِ اليَهُودَ أن يُواصِلوا بِغيرَةٍ عِبادَتَهُم وعَمَلَ البِناء.‏ وعِندَما تصَرَّفوا بِانسِجامٍ مع هذِهِ الرُّؤيا،‏ شعَروا أنَّ يَهْوَه يدعَمُهُم ويُوَجِّهُهُم بِمَحَبَّة.‏ فبِواسِطَةِ روحِهِ القُدُس،‏ قُوَّتِهِ العَظيمَة،‏ ساعَدَهُم يَهْوَه أن يُنهوا العَمَلَ ويَستَعيدوا فَرَحَهُم.‏ —‏ عز ٦:‏١٦‏.‏

١٨ كَيفَ ستُساعِدُكَ رُؤيا زَكَرِيَّا في حَياتِك؟‏

١٨ إنَّ رُؤيا زَكَرِيَّا عنِ المَنارَةِ وشَجَرَتَيِ الزَّيتونِ قد يكونُ لها تَأثيرٌ قَوِيٌّ على حَياتِكَ أنتَ أيضًا.‏ فمِثلَما رأينا،‏ تُساعِدُكَ هذِهِ الرُّؤيا أن تجِدَ القُوَّةَ لِتُواجِهَ المُقاوَمَة،‏ الفَرَحَ لِتتَأقلَمَ معَ التَّغييرات،‏ والثِّقَةَ لِتُطيعَ التَّوجيهاتِ حتَّى لَو لم تفهَمْ أسبابَها.‏ ولكنْ ماذا علَيكَ أنتَ أن تفعَلَ حينَ تُواجِهُ تَحَدِّيات؟‏ أوَّلًا،‏ حاوِلْ أن ترى ما رآهُ زَكَرِيَّا:‏ الدَّليلَ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِشَعبِه.‏ بَعدَ ذلِك،‏ تصَرَّفْ بِانسِجامٍ مع ما رأيتَه.‏ فاتَّكِلْ على يَهْوَه واستَمِرَّ في عِبادَتِهِ بِكُلِّ قَلبِك.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧‏)‏ عِندَئِذٍ،‏ سيُساعِدُكَ يَهْوَه أن تخدُمَهُ بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد.‏ —‏ كو ١:‏١٠،‏ ١١‏.‏

التَّرنيمَة ٧ يَهْوَه يا قُوَّتي

^ ‎الفقرة 5‏ أعطى يَهْوَه النَّبِيَّ زَكَرِيَّا سِلسِلَةً مِن رُؤًى رائِعَة.‏ وهذِهِ الرُّؤَى قوَّت زَكَرِيَّا وباقِيَ شَعبِ يَهْوَه لِيُواجِهوا التَّحَدِّياتِ فيما يُجاهِدونَ لِيَرُدُّوا العِبادَةَ النَّقِيَّة.‏ وما رآهُ زَكَرِيَّا يُساعِدُنا نَحنُ أيضًا أن نخدُمَ يَهْوَه بِوَلاءٍ رَغمَ التَّحَدِّيات.‏ لِذلِك سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ واحِدَةً مِن رُؤَى زَكَرِيَّا عن مَنارَةٍ وشَجَرَتَي زَيتون،‏ وسَنتَعَلَّمُ مِنها دُروسًا مُهِمَّة.‏

^ ‎الفقرة 3‏ بَعدَ عِدَّةِ سَنَوات،‏ في أيَّامِ الحاكِمِ نَحَمْيَا،‏ كانَ هُناك مَلِكٌ آخَرُ اسْمُهُ أرْتَحْشَسْتَا،‏ وقدْ عامَلَ اليَهُودَ بِلُطف.‏

^ ‎الفقرة 60‏ وصف الصورة:‏ أخ يرى كم مهم أن يتأقلم مع ظروفه التي تغيَّرت بسبب عمره وصحته الضعيفة.‏

^ ‎الفقرة 62‏ وصف الصورة:‏ أخت تتأمل كيف يدعم يهوه «العبد الأمين الحكيم» اليوم،‏ مثلما دعم يشوع وزربابل في الماضي.‏