الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٣

عبادة يهوه تزيد فرحك

عبادة يهوه تزيد فرحك

‏«أنتَ تَستَحِقّ،‏ يا يَهْوَه إلهَنا،‏ أن تَنالَ المَجدَ والكَرامَةَ والقُدرَة».‏ —‏ رؤ ٤:‏١١‏.‏

التَّرنيمَة ٣١ مع يَهْوَه نمشي

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِيَقبَلَ يَهْوَه عِبادَتَنا؟‏

 ماذا يخطُرُ على بالِكَ حينَ تسمَعُ كَلِمَةَ «عِبادَة»؟‏ رُبَّما تتَخَيَّلُ أخًا مُتَواضِعًا راكِعًا قُربَ سَريرِهِ ويُصَلِّي إلى يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه.‏ أو رُبَّما تُفَكِّرُ في عائِلَةٍ سَعيدَة غارِقَة في دَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أثناءَ عِبادَتِهِمِ العائِلِيَّة.‏

٢ إنَّ هذا الأخَ وتِلكَ العائِلَةَ يقومونَ بِأعمالٍ هي جُزءٌ مِن عِبادَتِهِم.‏ فهل سيَقبَلُها يَهْوَه؟‏ نَعَم،‏ شَرطَ أن يعبُدوهُ بِطَريقَةٍ تُرضيهِ وبِمَحَبَّةٍ واحتِرام.‏ وهذا ما نُريدُ أن نفعَلَهُ جَميعًا.‏ فنَحنُ نُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا،‏ ونعرِفُ أنَّهُ يستَحِقُّ أن نعبُدَه.‏ لِذلِك نُريدُ أن نُقَدِّمَ لهُ أفضَلَ عِبادَة.‏

٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى أيَّ نَوعٍ مِنَ العِبادَةِ قبِلَهُ يَهْوَه في الماضي.‏ وسَنرى أيضًا ثَمانِيَةَ مَجالاتٍ مِنَ العِبادَةِ الَّتي يقبَلُها اليَوم،‏ وسَنُناقِشُ لِماذا نفرَحُ بِعِبادَتِه.‏ وخِلالَ هذِهِ المُناقَشَة،‏ جَيِّدٌ أن يُفَكِّرَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا كَيفَ يُحَسِّنُ نَوعِيَّةَ عِبادَتِه.‏

العِبادَةُ الَّتي قبِلَها اللّٰهُ قَديمًا

٤ كَيفَ أظهَرَ خُدَّامُ يَهْوَه قَديمًا أنَّهُم يحتَرِمونَهُ ويُحِبُّونَه؟‏

٤ قَديمًا،‏ برهَنَ رِجالٌ أُمَناءُ مِثلُ هَابِيل،‏ أخْنُوخ،‏ إبْرَاهِيم،‏ وأيُّوب أنَّهُم يحتَرِمونَ يَهْوَه ويُحِبُّونَه.‏ كَيف؟‏ مِن خِلالِ طاعَتِهِم،‏ إيمانِهِم،‏ وتَضحِياتِهِم.‏ صَحيحٌ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ لا يُخبِرُنا كُلَّ التَّفاصيلِ عن طَريقَةِ عِبادَتِهِم،‏ ولكنْ واضِحٌ أنَّهُم بذَلوا كُلَّ جُهدِهِم لِيُكرِموا يَهْوَه.‏ لِذلِك قبِلَ يَهْوَه عِبادَتَهُم.‏ لاحِقًا،‏ أعطى يَهْوَه الشَّريعَةَ المُوسَوِيَّة لِلإسْرَائِيلِيِّين.‏ وفي هذِهِ المَجموعَةِ المُفَصَّلَة مِنَ الشَّرائِع،‏ أعطاهُم يَهْوَه إرشاداتٍ مُحَدَّدَة لِيُعَلِّمَهُم كَيفَ يجِبُ أن يعبُدوه.‏

٥ كَيفَ تغَيَّرَت طَريقَةُ العِبادَةِ بَعدَ مَوتِ يَسُوع وقِيامَتِه؟‏

٥ بَعدَ مَوتِ يَسُوع وقِيامَتِه،‏ لم يعُدْ يَهْوَه يطلُبُ مِن شَعبِهِ أن يُطيعوا الشَّريعَةَ المُوسَوِيَّة.‏ (‏رو ١٠:‏٤‏)‏ بل طلَبَ مِنَ المَسيحِيِّينَ أن يُطيعوا شَريعَةً جَديدَة:‏ «شَريعَةَ المَسِيح».‏ (‏غل ٦:‏٢‏)‏ لكنَّ هذا لَم يتَطَلَّبْ مِنهُم أن يحفَظوها غَيبًا ويَلتَزِموا بِلائِحَةٍ طَويلَة بِالمَمنوعِ والمَسموح،‏ بل أن يتَمَثَّلوا بِيَسُوع ويَتبَعوا تَعاليمَه.‏ واليَومَ أيضًا،‏ يبذُلُ المَسيحِيُّونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيَتَمَثَّلوا بِالمَسيح.‏ وهكَذا يُرضونَ يَهْوَه و ‹يشعُرونَ بِالرَّاحَة›.‏ —‏ مت ١١:‏٢٩‏.‏

٦ كَيفَ سنستَفيدُ مِن هذِهِ المَقالَة؟‏

٦ فيما نُناقِشُ بَعضَ المَجالاتِ من عِبادَتِنا،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹أيُّ تَقَدُّمٍ حقَّقتُهُ في هذا المَجال؟‏ هل أقدِرُ أن أُحَسِّنَ نَوعِيَّةَ عِبادَتي؟‏›.‏ طَبعًا،‏ يجِبُ أن تفرَحَ بِالتَّقَدُّمِ الَّذي حقَّقتَه.‏ ولكنْ علَيكَ أيضًا أن تطلُبَ مُساعَدَةَ يَهْوَه لِترى أينَ تقدِرُ أن تتَحَسَّن.‏

ماذا تشمُلُ عِبادَتُنا؟‏

٧ كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى الصَّلَواتِ الَّتي نُقَدِّمُها مِن كُلِّ القَلب؟‏

٧ الصَّلاة.‏ يُشَبِّهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ صَلَواتِنا بِالبَخورِ المُحَضَّرِ جَيِّدًا الَّذي كانَ يُقَدِّمُهُ الكَهَنَةُ في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة ولاحِقًا في الهَيكَل.‏ (‏مز ١٤١:‏٢‏)‏ وهذا البَخورُ كانَت تتَصاعَدُ مِنهُ رائِحَةٌ تُفَرِّحُ يَهْوَه.‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ يفرَحُ يَهْوَه اليَومَ بِالصَّلَواتِ الَّتي نُقَدِّمُها لهُ مِن كُلِّ قَلبِنا،‏ حتَّى لوِ استَعمَلنا فيها كَلِماتٍ بَسيطَة جِدًّا.‏ (‏تث ٣٣:‏١٠؛‏ أم ١٥:‏٨‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّ أن يسمَعَنا نُعَبِّرُ لهُ عن مَحَبَّتِنا وشُكرِنا.‏ فهو يُريدُ أن نُخبِرَهُ عن هُمومِنا وآمالِنا ورَغَباتِنا.‏ فما رَأيُكَ أن تُفَكِّرَ جَيِّدًا قَبلَ أن تُصَلِّيَ في ما ستقولُهُ في صَلاتِك؟‏ فهكَذا ستُقَدِّمُ لِأبيكَ السَّماوِيِّ أفضَلَ «بَخور».‏

٨ أيُّ فُرصَةٍ مُمَيَّزَة لَدَينا لِنُسَبِّحَ يَهْوَه؟‏

٨ تَسبيحُ يَهْوَه.‏ (‏مز ٣٤:‏١‏)‏ نَحنُ نُسَبِّحُ يَهْوَه حينَ نتَكَلَّمُ بِتَقديرٍ عن صِفاتِهِ وأعمالِهِ الرَّائِعَة.‏ لكنَّ التَّسبيحَ يخرُجُ مِن قَلبٍ مَليءٍ بِالشُّكر.‏ لِذلِك علَينا أن نأخُذَ وَقتَنا لِنتَأمَّلَ في صَلاحِ يَهْوَه والأُمورِ الَّتي فعَلَها مِن أجْلِنا.‏ وهكَذا،‏ سيَكونُ لَدَينا دائِمًا أسبابٌ كَثيرَة لِنُسَبِّحَه.‏ وعَمَلُ التَّبشيرِ يُعطينا فُرصَةً مُمَيَّزَة كَي نُقَدِّمَ «ذَبيحَةَ تَسبيحٍ لِلّٰه،‏ أي ثَمَرَ شِفاه».‏ (‏عب ١٣:‏١٥‏)‏ ومِثلَما نُفَكِّرُ جَيِّدًا ماذا سنقولُ في صَلاتِنا،‏ مُهِمٌّ أن نُفَكِّرَ جَيِّدًا ماذا سنقولُ لِلَّذينَ نُبَشِّرُهُم.‏ فنَحنُ نُريدُ أن نُقَدِّمَ لِيَهْوَه أفضَلَ «ذَبيحَةِ تَسبيح».‏ لِذلِك نتَكَلَّمُ مِن كُلِّ قَلبِنا عِندَما نُبَشِّرُ النَّاس.‏

٩ أيُّ بَرَكاتٍ ننالُها حينَ نحضُرُ الاجتِماعاتِ اليَوم،‏ وكَيفَ لمَستَ ذلِك شَخصِيًّا؟‏

٩ حُضورُ الاجتِماعات.‏ طلَبَ يَهْوَه مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا:‏ «ثَلاثَ مَرَّاتٍ في السَّنَةِ يَأتي كُلُّ رِجالِكُم أمامَ يَهْوَه إلهِكُم إلى المَكانِ الَّذي يَختارُه».‏ (‏تث ١٦:‏١٦‏)‏ وهذا تطَلَّبَ مِنهُم أن يترُكوا بُيوتَهُم وأراضِيَهُم بِلا حِراسَة.‏ لكنَّ يَهْوَه وعَدَهُم:‏ «لن يَشتَهِيَ أحَدٌ بِلادَكُم حينَ تَأتونَ أمامَ يَهْوَه إلهِكُم».‏ (‏خر ٣٤:‏٢٤‏)‏ والإسْرَائِيلِيُّونَ الأُمَناءُ وثِقوا بِهذا الوَعدِ وحضَروا كُلَّ الأعيادِ السَّنَوِيَّة.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ نالوا بَرَكاتٍ كَثيرَة.‏ فقدْ فهِموا أكثَرَ شَريعَةَ اللّٰه،‏ تأمَّلوا في صَلاحِه،‏ وتشَجَّعوا بِعِشرَةِ باقي الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه.‏ (‏تث ١٦:‏١٥‏)‏ واليَومَ أيضًا،‏ ننالُ بَرَكاتٍ مُماثِلَة عِندَما نُضَحِّي لِنحضُرَ الاجتِماعاتِ المَسيحِيَّة.‏ وفكِّرْ كم يفرَحُ يَهْوَه حينَ نُشارِكُ فيها ونُقَدِّمُ أجوِبَةً مُختَصَرَة ومُحَضَّرَة جَيِّدًا.‏

١٠ لِماذا التَّرانيمُ هي جُزءٌ مُهِمٌّ مِن عِبادَتِنا؟‏

١٠ التَّرانيم.‏ (‏مز ٢٨:‏٧‏)‏ كانَتِ التَّرانيمُ جُزءًا مُهِمًّا مِن عِبادَةِ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا.‏ فالمَلِكُ دَاوُد عيَّنَ ٢٨٨ لَاوِيًّا لِيُرَنِّموا في الهَيكَل.‏ (‏١ أخ ٢٥:‏١،‏ ٦-‏٨‏)‏ واليَوم،‏ لا تزالُ التَّرانيمُ جُزءًا مُهِمًّا مِن عِبادَتِنا.‏ فمِن خِلالِها،‏ نُعَبِّرُ عن مَحَبَّتِنا لِيَهْوَه ونُسَبِّحُه.‏ ولكنْ ماذا لَو لم يكُنْ صَوتُنا جَميلًا؟‏ لا يجِبُ أن يُقلِقَنا ذلِك.‏ فكِّرْ في هذا:‏ عِندَما نتَكَلَّم،‏ «نَحنُ جَميعًا نُخطِئُ مَرَّاتٍ كَثيرَة».‏ (‏يع ٣:‏٢‏)‏ لكنَّ ذلِك لا يمنَعُنا مِنَ الكَلامِ في الجَماعَةِ والخِدمَة.‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ لا يجِبُ أن نتَوَقَّفَ عنِ التَّرنيمِ وتَسبيحِ يَهْوَه لِأنَّ صَوتَنا لَيسَ جَميلًا.‏

١١ حَسَبَ المَزْمُور ٤٨:‏١٣‏،‏ لِماذا يجِبُ أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِندرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ كعائِلَة؟‏

١١ دَرسُ كَلِمَةِ اللّٰهِ وتَعليمُ أولادِنا عنه.‏ كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ يَومَ السَّبت يرتاحونَ مِن أعمالِهِمِ اليَومِيَّة ويُرَكِّزونَ على عَلاقَتِهِم بِيَهْوَه.‏ (‏خر ٣١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ أيضًا،‏ علَّم الإسْرَائِيلِيُّونَ الأُمَناءُ أولادَهُم عن يَهْوَه وصَلاحِه.‏ وماذا عنَّا اليَوم؟‏ يجِبُ أن نُخَصِّصَ الوَقتَ لِنقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ وندرُسَها.‏ فهذا جُزءٌ مِن عِبادَتِنا لِيَهْوَه ويُساعِدُنا أن نقتَرِبَ إلَيه.‏ (‏مز ٧٣:‏٢٨‏)‏ أيضًا،‏ يجِبُ أن ندرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ معًا كعائِلَة.‏ وهكَذا نُساعِدُ جيلًا جَديدًا،‏ أولادَنا،‏ لِيَصيرَ لَدَيهِم عَلاقَةٌ قَوِيَّة بِأبينا السَّماوِيِّ المُحِبّ.‏ —‏ إقرإ المزمور ٤٨:‏١٣‏.‏

١٢ كَيفَ نظَرَ يَهْوَه إلى عَمَلِ بِناءِ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة،‏ وماذا نتَعَلَّمُ مِن ذلِك؟‏

١٢ بِناءُ وصِيانَةُ أماكِنِ العِبادَة.‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ عَمَلَ بِناءِ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة وكُلِّ تَجهيزاتِها كانَ ‹عَمَلًا مُقَدَّسًا›.‏ (‏خر ٣٦:‏١،‏ ٤‏)‏ واليَومَ أيضًا،‏ يعتَبِرُ يَهْوَه بِناءَ قاعاتِ المَلَكوتِ والمَباني الثِّيوقراطِيَّة الأُخرى خِدمَةً مُقَدَّسَة.‏ وبَعضُ الإخوَةِ يُخَصِّصونَ وَقتًا كَبيرًا لِيُشارِكوا في هذا النَّوعِ مِنَ الخِدمَة.‏ ونَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا دَعمَهُمُ الكَبيرَ لِعَمَلِ مَملَكَةِ اللّٰه.‏ طَبعًا،‏ يُشارِكُ هؤُلاءِ الإخوَةُ أيضًا في عَمَلِ التَّبشير.‏ حتَّى إنَّ بَعضَهُم يُحِبُّونَ أن يصيروا فاتِحين.‏ لِذلِك عِندَما يُقَدِّمونَ طَلَبًا لِلفَتحِ العادِيّ،‏ لا يجِبُ أن يتَرَدَّدَ الشُّيوخُ في تَعيينِ هؤُلاءِ الإخوَةِ المُجتَهِدين.‏ وهكَذا يُظهِرُ الشُّيوخُ أنَّهُم يدعَمونَ أعمالَ البِناءِ المُقَدَّسَة.‏ ولْنتَذَكَّرْ أنَّنا سَواءٌ كُنَّا ماهِرينَ في عَمَلِ البِناءِ أو لا،‏ نقدِرُ جَميعًا أن نُشارِكَ في تَنظيفِ المَباني الثِّيوقراطِيَّة وإبقائِها في حالَةٍ جَيِّدَة.‏

١٣ ماذا تُظهِرُ تَبَرُّعاتُنا؟‏

١٣ التَّبَرُّعاتُ لِدَعمِ عَمَلِ مَملَكَةِ اللّٰه.‏ طلَبَ يَهْوَه مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ أن لا يأتوا أمامَهُ خِلالَ الأعيادِ السَّنَوِيَّة وأيدِيهِم فارِغَة.‏ (‏تث ١٦:‏١٦‏)‏ فكانَ علَيهِم أن يُحضِروا هَدِيَّةً حَسَبَ قُدرَتِهِم.‏ وهكَذا،‏ يُظهِرونَ أنَّهُم يُقَدِّرونَ التَّرتيباتِ الَّتي عمِلَها يَهْوَه لِيُقَوِّيَهُم روحِيًّا.‏ ونَحنُ أيضًا نُريدُ أن نُعَبِّرَ لِيَهْوَه عن مَحَبَّتِنا وتَقديرِنا لِلطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي ننالُه.‏ فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ إحدى الطُّرُقِ هي حينَ نتَبَرَّعُ حَسَبَ قُدرَتِنا لِندعَمَ جَماعَتَنا والعَمَلَ العالَمِيّ.‏ كتَبَ الرَّسولُ بُولُس:‏ «الاستِعداد،‏ إذا وُجِدَ أوَّلًا،‏ يكونُ مَقبولًا خُصوصًا على حَسَبِ ما لِلشَّخص،‏ لا على حَسَبِ ما لَيسَ له».‏ (‏٢ كو ٨:‏٤،‏ ١٢‏)‏ فيَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا أيَّ تَبَرُّعٍ نُقَدِّمُهُ مِن كُلِّ قَلبِنا،‏ مَهما كانَ صَغيرًا.‏ —‏ مر ١٢:‏٤٢-‏٤٤؛‏ ٢ كو ٩:‏٧‏.‏

١٤ حَسَبَ الأمْثَال ١٩:‏١٧‏،‏ كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى المُساعَدَةِ الَّتي نُقَدِّمُها لِإخوَتِنا؟‏

١٤ مُساعَدَةُ إخوَتِنا وَقتَ الحاجَة.‏ وعَدَ يَهْوَه الإسْرَائِيلِيِّينَ أن يُبارِكَهُم إذا ساعَدوا الفُقَراءَ بِكَرَم.‏ (‏تث ١٥:‏٧،‏ ١٠‏)‏ واليَومَ أيضًا،‏ عِندَما نُساعِدُ إخوَتَنا المُحتاجين،‏ يعتَبِرُ يَهْوَه ذلِك دَينًا علَيه.‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ١٩:‏١٧‏.‏)‏ وعِندَما أرسَلَ المَسيحِيُّونَ في فِيلِبِّي هَدِيَّةً إلى بُولُس وهو في السِّجن،‏ قالَ بُولُس إنَّها «ذَبيحَةٌ مَقبولَة تُرْضي اللّٰه».‏ (‏في ٤:‏١٨‏)‏ لِذلِك فكِّرْ في الإخوَةِ في جَماعَتِكَ واسألْ نَفْسَك:‏ ‹مَن يحتاجُ إلى المُساعَدَة؟‏›.‏ ويَهْوَه سيَفرَحُ كَثيرًا عِندَما يرانا نستَعمِلُ وَقتَنا،‏ طاقَتَنا،‏ مَهاراتِنا،‏ ومُمتَلَكاتِنا لِنُساعِدَ إخوَتَنا وَقتَ الحاجَة.‏ وهو يعتَبِرُ ذلِك جُزءًا مِن عِبادَتِنا له.‏ —‏ يع ١:‏٢٧‏.‏

عِبادَةُ يَهْوَه تُفَرِّحُنا

١٥ لِماذا عِبادَةُ يَهْوَه لَيسَت عِبئًا،‏ مع أنَّها تتَطَلَّبُ الوَقتَ والجُهد؟‏

١٥ صَحيحٌ أنَّ عِبادَةَ يَهْوَه تتَطَلَّبُ الوَقتَ والجُهد،‏ لكنَّها لَيسَت عِبئًا علَينا.‏ (‏١ يو ٥:‏٣‏)‏ لِماذا نقولُ ذلِك؟‏ نَحنُ نعبُدُ يَهْوَه لِأنَّنا نُحِبُّه.‏ تخَيَّلْ مَثَلًا وَلَدًا يُريدُ أن يُعطِيَ أباهُ شَيئًا.‏ فيُمضي الوَلَدُ ساعاتٍ وهو يرسُمُ رَسمَةً لِأبيه.‏ لكنَّهُ لا يندَمُ أبَدًا على هذا الوَقت.‏ فهو يُحِبُّ أباه،‏ ويَفرَحُ عِندَما يُعطيهِ هذِهِ الهَدِيَّة.‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ نَحنُ نُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا.‏ لِذلِك نفرَحُ حينَ نُضَحِّي بِوَقتِنا وجُهدِنا لِنعبُدَهُ مِثلَما يُريد.‏

١٦ حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ٦:‏١٠‏،‏ كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى الجُهدِ الَّذي يبذُلُهُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا؟‏

١٦ لا يتَوَقَّعُ الوالِدونَ المُحِبُّونَ نَفْسَ الهَدِيَّةِ مِن كُلِّ واحِدٍ مِن أولادِهِم.‏ فهُم يعرِفونَ أنَّ كُلَّ وَلَدٍ لَدَيهِ ظُروفُهُ وشَخصِيَّتُه.‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ يتَفَهَّمُ أبونا السَّماوِيُّ ظُروفَ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا.‏ فرُبَّما تقدِرُ أن تُقَدِّمَ لهُ أكثَرَ مِن أشخاصٍ كَثيرينَ تعرِفُهُم وتُحِبُّهُم.‏ أو رُبَّما تشعُرُ أنَّكَ لا تُقَدِّمُ لهُ الكَثيرَ بِسَبَبِ عُمرِكَ أو صِحَّتِكَ أو مَسؤولِيَّاتِكَ العائِلِيَّة.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ لا تَيأس.‏ (‏غل ٦:‏٤‏)‏ فيَهْوَه لن ينسى أبَدًا ما تُقَدِّمُهُ لهَ أنت.‏ (‏إقرإ العبرانيين ٦:‏١٠‏.‏)‏ بل سيَكونُ راضِيًا عنكَ ما دُمتَ تُقَدِّمُ لهُ أفضَلَ ما لَدَيكَ وبِدافِعٍ صَحيح.‏ وتذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يرى حتَّى نَواياك.‏ وهو يُريدُ أن تفرَحَ بِما تقدِرُ أن تُقَدِّمَه.‏

١٧ (‏أ)‏ ماذا نفعَلُ إذا كُنَّا نستَصعِبُ بَعضَ المَجالاتِ في عِبادَتِنا؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ استَفَدتَ حينَ اجتَهَدتَ في أحَدِ المَجالاتِ المَرسومَة في الإطار «‏ زِدْ فَرَحَك‏»؟‏

١٧ ولكنْ ماذا لَو كُنتَ تستَصعِبُ بَعضَ المَجالاتِ من عِبادَتِك،‏ كالدَّرسِ الشَّخصِيِّ أوِ الخِدمَةِ العَلَنِيَّة؟‏ على الأرجَح،‏ كُلَّما اشتَرَكتَ في هذِهِ المَجالات،‏ استَمتَعتَ بها واستَفَدتَ مِنها أكثَر.‏ لِنوضِحَ الفِكرَة،‏ سنُشَبِّهُ عِبادَتَنا بِبَعضِ النَّشاطات،‏ كالتَّمارينِ الرِّياضِيَّة أوِ العَزفِ على آلَةٍ موسيقِيَّة.‏ فإذا كُنَّا نادِرًا ما نتَمَرَّن،‏ فلن نتَقَدَّمَ كَثيرًا.‏ لكنَّ الوَضعَ يختَلِفُ إذا تمَرَّنَّا كُلَّ يَوم.‏ فرُبَّما نبدَأُ بِفَتَراتٍ قَصيرَة،‏ ثُمَّ نُطيلُها تَدريجِيًّا.‏ وعِندَما نرى كم تقَدَّمنا،‏ سنتَمَتَّعُ بِهذِهِ التَّمارينِ وننتَظِرُها بِشَوق.‏ فما رَأيُكُ أن تُطَبِّقَ الأمرَ نَفْسَهُ على المَجالاتِ الَّتي تستَصعِبُها في عِبادَتِك؟‏

١٨ كَيفَ نُحَقِّقُ الهَدَفَ مِن وُجودِنا،‏ وماذا تكونُ النَّتيجَة؟‏

١٨ عِندَما نعبُدُ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِنا،‏ نُحَقِّقُ الهَدَفَ مِن وُجودِنا.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ نعيشُ الآنَ حَياةً سَعيدَة ولها مَعنًى،‏ ويَكونُ لَدَينا رَجاءٌ أن نستَمِرَّ في عِبادَةِ يَهْوَه إلى الأبَد.‏ (‏أم ١٠:‏٢٢‏)‏ أيضًا،‏ نكونُ مُطمَئِنِّينَ لِأنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه لن يترُكَ الَّذينَ يعبُدونَهُ خِلالَ المَشاكِل.‏ (‏إش ٤١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ إذًا،‏ لَدَينا أسبابٌ كَثيرَة لِنستَمِرَّ في عِبادَةِ إلهِنا المُحِبِّ الَّذي يستَحِقُّ أن ينالَ «المَجدَ والكَرامَةَ والقُدرَةَ» مِن كُلِّ خَليقَتِه.‏ —‏ رؤ ٤:‏١١‏.‏

التَّرنيمَة ٢٤ هَيَّا نصعَدُ جَبَلَ بَيتِ يَهْوَه!‏

^ ‎الفقرة 5‏ يستَحِقُّ يَهْوَه أن نعبُدَهُ لِأنَّهُ خلَقَ كُلَّ الأشياء.‏ ولكنْ كَي يقبَلَ يَهْوَه الأعمالَ الَّتي نقومُ بها خِلالَ عِبادَتِه،‏ علَينا أن نُطيعَ شَرائِعَهُ ونعيشَ حَسَبَ مَبادِئِه.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ ثَمانِيَةَ مَجالاتٍ مِن عِبادَتِنا.‏ وسَنرى كَيفَ نتَحَسَّنُ في هذِهِ المَجالات،‏ ولِماذا يزيدُ ذلِك فَرَحَنا.‏