مقالة الدرس ١٤
أيها الشيوخ، تمثلوا ببولس دائمًا
«كونوا مُقتَدينَ بي». — ١ كو ١١:١.
التَّرنيمَة ٩٩ رِبواتٌ مِنَ الإخوان
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ ماذا يتَعَلَّمُ الشُّيوخُ اليَومَ مِن مِثالِ بُولُس؟
أحَبَّ الرَّسولُ بُولُس إخوَتَهُ كَثيرًا، وعَمِلَ مِن أجْلِهِم لَيلًا ونَهارًا. (أع ٢٠:٣١) لِذلِك، أحَبَّهُ الإخوَةُ كَثيرًا هُم أيضًا. فذاتَ مَرَّة، عرَفَ شُيوخُ أفَسُس أنَّهُم لن يرَوهُ مُجَدَّدًا. فبكَوا ‹بُكاءً كَثيرًا›. (أع ٢٠:٣٧) واليَوم، يتَمَثَّلُ شُيوخُنا الأولِياءُ بِبُولُس. فهُم يُحِبُّونَ إخوَتَهُم كَثيرًا، ويَبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيُساعِدوهُم. (في ٢:١٦، ١٧) لكنَّهُم أحيانًا يُواجِهونَ بَعضَ التَّحَدِّيات. فماذا يُساعِدُهُم أن يتَخَطَّوها؟
٢ يتَعَلَّمُ شُيوخُنا المُجتَهِدونَ الكَثيرَ مِن مِثالِ بُولُس. (١ كو ١١:١) طَبعًا، لم يكُنْ لَدى بُولُس قُدُراتٌ خارِقَة. فهو كانَ إنسانًا ناقِصًا. وفي أحيانٍ كَثيرَة، جاهَدَ لِيَفعَلَ الصَّحّ. (رو ٧:١٨-٢٠) كما أنَّهُ مرَّ بِصُعوباتٍ كَثيرَة. لكنَّ بُولُس لم يستَسلِمْ أو يخسَرْ فَرَحَه. ومِثالُهُ يُعَلِّمُ الشُّيوخَ كَيفَ يتَخَطَّونَ التَّحَدِّياتِ ويَستَمِرُّونَ في خِدمَةِ يَهْوَه بِفَرَح. لِنرَ كَيف.
٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ أربَعَةَ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها الشُّيوخُ عادَةً: (١) أن يُوازِنوا بَينَ عَمَلِ التَّبشيرِ ومَسؤولِيَّاتِهِمِ الأُخرى، (٢) أن يكونوا رُعاةً مُحِبِّين، (٣) أن ينظُروا بِطَريقَةٍ صَحيحَة إلى ضَعَفاتِهِم، و (٤) أن يتَحَمَّلوا ضَعَفاتِ الآخَرين. وفيما نُناقِشُ كُلَّ واحِدٍ مِن هذِهِ التَّحَدِّيات، سنرى كَيفَ واجَهَهُ بُولُس وكَيفَ يتَمَثَّلُ بهِ الشُّيوخ.
يجِبُ أن يُوازِنوا بَينَ التَّبشيرِ ومَسؤولِيَّاتِهِمِ الأُخرى
٤ لِماذا لَيسَ دائِمًا سَهلًا على الشُّيوخِ أن يأخُذوا القِيادَةَ في التَّبشير؟
٤ لِماذا هو تَحَدٍّ؟ لَدى الشُّيوخِ مَسؤولِيَّاتٌ كَثيرَة. لِذلِك لَيسَ سَهلًا دائِمًا أن يأخُذوا القِيادَةَ في عَمَلِ التَّبشير. مَثَلًا، يقومُ كَثيرونَ مِنهُم بدَورِ العَريفِ في اجتِماعِ وَسَطِ الأُسبوع، أو يُديرونَ دَرسَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الجَماعِيّ. كما أنَّهُم يُقَدِّمونَ أجزاءً أُخرى في الاجتِماعات. إضافَةً إلى ذلِك، يجتَهِدُ الشُّيوخُ في تَدريبِ الخُدَّامِ المُساعِدين، ويُقَدِّمونَ دائِمًا التَّشجيعَ لِإخوَتِهِم. (١ بط ٥:٢) أيضًا، يُشارِكُ بَعضُ الشُّيوخِ في بِناءِ وصِيانَةِ قاعاتِ المَلَكوتِ ومَبانٍ ثِيوقراطِيَّة أُخرى. فِعلًا، لَدى الشُّيوخِ مَسؤولِيَّاتٌ كَثيرَة. ولكنْ قَبلَ كُلِّ شَيء، يجِبُ أن يكونوا مُبَشِّرينَ بِالأخبارِ الحُلوَة، مِثلَ باقي الإخوَةِ في الجَماعَة. — مت ٢٨:١٩، ٢٠.
٥ كَيفَ رسَمَ بُولُس مِثالًا جَيِّدًا كمُبَشِّر؟
٥ مِثالُ بُولُس. أخبَرَنا بُولُس عن سِرِّ نَجاحِهِ في فِيلِبِّي ١:١٠. فهو نصَحَنا ‹أن نعرِفَ دائِمًا ما هيَ الأُمورُ الأهَمّ›. وبُولُس نَفْسُهُ طبَّقَ هذِهِ النَّصيحَة. فهو عُيِّنَ لِلخِدمَة، وطَوالَ عَشَراتِ السِّنينَ اعتَبَرَ هذا التَّعيينَ مِنَ «الأُمورِ الأهَمّ». فبشَّرَ «عَلانِيَةً ومِن بَيتٍ إلى بَيت». (أع ٢٠:٢٠) وهو لم يحصُرْ خِدمَتَهُ في وَقتٍ مُعَيَّنٍ مِنَ النَّهار، أو في يَومٍ واحِدٍ مِنَ الأُسبوع. بلِ استَغَلَّ كُلَّ فُرصَةٍ لِيُبَشِّر. (أع ١٧:١٦، ١٧، ٣٤) مَثَلًا، فيما كانَ ينتَظِرُ رَفيقَيهِ في أثِينَا، بشَّرَ مَجموعَةً مِنَ الأشخاصِ المُهِمِّين. وبَعضُهُم قَبِلوا الحَقّ. وحتَّى عِندَما كانَ بُولُس ‹مَسجونًا›، استَمَرَّ يُبَشِّرُ الَّذينَ كانوا حَولَه. — في ١:١٣، ١٤؛ أع ٢٨:١٦-٢٤.
٦ علامَ درَّبَ بُولُس الآخَرين؟
٦ إستَعمَلَ بُولُس وَقتَهُ بِأفضَلِ طَريقَة. ففي أكثَرِيَّةِ الأحيان، كانَ يدعو أشخاصًا آخَرينَ لِيَخدُموا معه، ويَستَغِلُّ هذِهِ الفُرصَةَ لِيُدَرِّبَهُم. مَثَلًا، في أوَّلِ رِحلَةِ تَبشيرٍ له، أخَذَ معهُ يُوحَنَّا مُرْقُس. وفي الثَّانِيَة، أخَذَ تِيمُوثَاوُس. (أع ١٢:٢٥؛ ١٦:١-٤) ولا شَكَّ أنَّ بُولُس بذَلَ كُلَّ جُهدِهِ لِيُدَرِّبَ هذَينِ الشَّابَّينِ أن يُنَظِّما الجَماعات، يقوما بِعَمَلِ الرِّعايَة، ويُعَلِّما بِمَهارَة. — ١ كو ٤:١٧.
تمثَّلْ ببولس وكُن مستعدا دائمًا أن تبشِّر (أُنظر الفقرة ٧.) *
٧ كَيفَ يُطَبِّقُ الشُّيوخُ نَصيحَةَ بُولُس في أفَسُس ٦:١٤، ١٥؟
٧ الدَّرس. يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِبُولُس عِندَما لا يكتَفونَ بِالخِدمَةِ مِن بَيتٍ إلى بَيت، بل يكونونَ أيضًا مُستَعِدِّينَ أن يُبَشِّروا في أيِّ مُناسَبَة. (إقرأ أفسس ٦:١٤، ١٥.) فهُم مَثَلًا يقدِرونَ أن يُبَشِّروا خِلالَ العَمَلِ أو التَّسَوُّق. وإذا كانوا يُشارِكونَ في مَشروعِ بِناءٍ ثِيوقراطِيّ، يستَغِلُّونَ الفُرصَةَ لِيُبَشِّروا الجيرانَ والبائِعين. ومِثلَ بُولُس، يستَفيدُ الشُّيوخُ مِن وَقتِ الخِدمَةِ لِيُدَرِّبوا الآخَرين، بِمَن فيهِمِ الخُدَّامُ المُساعِدون.
٨ ماذا يُضطَرُّ الشُّيوخُ أن يفعَلوا أحيانًا؟
٨ لا يجِبُ أبَدًا أن ينشَغِلَ الشُّيوخُ بِتَعييناتِهِم في الجَماعَةِ أوِ الدَّائِرَةِ ويُهمِلوا عَمَلَ التَّبشير. وكَي يُوازِنوا بَينَ مَسؤولِيَّاتِهِم، قد يُضطَرُّونَ أحيانًا أن يرفُضوا بَعضَ التَّعيينات. فقَبلَ أن يقبَلوا تَعيينًا إضافِيًّا، يُصَلُّونَ ويُفَكِّرونَ في ظُروفِهِم. وعِندَئِذٍ قد يجِدونَ أنَّهُم إذا قبِلوا هذا التَّعيين، فسَيُقَصِّرونَ في «الأُمورِ الأهَمّ». وهذِهِ الأُمورُ تشمُلُ إدارَةَ العِبادَةِ العائِلِيَّة كُلَّ أُسبوع، المُشارَكَةَ في الخِدمَةِ كما يجِب، وتَدريبَ أولادِهِم على التَّبشير. ولكنْ هل تستَصعِبُ أن ترفُضَ مَسؤولِيَّةً إضافِيَّة؟ في هذِهِ الحالَة، تأكَّدْ أنَّ يَهْوَه يتَفَهَّمُك. فهو يعرِفُ أنَّكَ ترفُضُ هذِهِ المَسؤولِيَّةَ كَي لا تُهمِلَ مَسؤولِيَّاتِكَ الأُخرى.
يجِبُ أن يكونوا رُعاةً مُحِبِّين
٩ ماذا قد يستَصعِبُ الشُّيوخُ أن يفعَلوا بِسَبَبِ انشِغالاتِهِم؟
٩ لِماذا هو تَحَدٍّ؟ في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة، يُواجِهُ شَعبُ يَهْوَه صُعوباتٍ كَثيرَة. لِذلِك يحتاجونَ إلى التَّشجيعِ والدَّعمِ والتَّعزِيَة. وأحيانًا، يحتاجُ بَعضُ الإخوَةِ إلى المُساعَدَةِ كَي لا يقَعوا في الخَطَإ. (١ تس ٥:١٤) طَبعًا، لا يقدِرُ الشُّيوخُ أن يُزيلوا كُلَّ الصُّعوباتِ الَّتي يُواجِهُها إخوَتُهُم. لكنَّ يَهْوَه يطلُبُ مِنهُم أن يبذُلوا كُلَّ جُهدِهِم لِيُشَجِّعوا خِرافَهُ ويَحموهُم. فكَيفَ يفعَلونَ ذلِك مع أنَّهُم مَشغولونَ جِدًّا؟
إمدح الآخرين وشجِّعهم (أُنظر الفقرتين ١٠، ١٢.) *
١٠ حَسَبَ ١ تَسَالُونِيكِي ٢:٧، كَيفَ اهتَمَّ بُولُس بِالإخوَة؟
١٠ مِثالُ بُولُس. كانَ بُولُس مُستَعِدًّا دائِمًا أن يمدَحَ إخوَتَهُ ويُشَجِّعَهُم. وجَيِّدٌ أن يتَمَثَّلَ بهِ الشُّيوخُ ويُعامِلوا شَعبَ يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ وحَنان. (إقرأ ١ تسالونيكي ٢:٧.) فبُولُس أكَّدَ لِلإخوَةِ أنَّهُ يُحِبُّهُم وأنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُم أيضًا. (٢ كو ٢:٤؛ أف ٢:٤، ٥) كما أمضى الوَقتَ معَ الإخوَةِ في الجَماعَةِ لِأنَّهُ اعتَبَرَهُم أصدِقاءَه. أيضًا، أظهَرَ لهُم أنَّهُ يثِقُ بهِم عِندَما أخبَرَهُم بِصَراحَةٍ عن مَخاوِفِهِ وضَعَفاتِه. (٢ كو ٧:٥؛ ١ تي ١:١٥) لكنَّ هذا لا يعني أنَّ بُولُس ركَّزَ على مَشاكِلِه. على العَكس، ركَّزَ على مُساعَدَةِ إخوَتِه.
١١ لِماذا كانَ بُولُس يُقَدِّمُ النَّصيحَةَ لِلإخوَة؟
١١ أحيانًا، كانَ ضَرورِيًّا أن يُعطِيَ بُولُس نَصيحَةً لِإخوَتِه. لكنَّهُ لم يُقَدِّمْها ولا مَرَّةً لِأنَّهُ مَزعوجٌ مِنهُم، بل لِأنَّهُ يُحِبُّهُم ويُريدُ أن يحمِيَهُم مِنَ المَخاطِر. لِذلِك حاوَلَ بُولُس أن تكونَ نَصيحَتُهُ واضِحَةً ومُحَدَّدَة، ولكنْ في الوَقتِ نَفسِهِ لَطيفَةً كَي يقبَلَها الآخَرونَ بِسُهولَة. مَثَلًا، أعطى بُولُس أهلَ كُورِنْثُوس نَصيحَةً قَوِيَّة في الرِّسالَةِ الَّتي كتَبَها إلَيهِم. ولكنْ بَعدَ ذلِك، أرسَلَ إلَيهِم تِيطُس. وما السَّبَب؟ كانَ بُولُس قَلِقًا وأرادَ أن يعرِفَ رَدَّةَ فِعلِهِم. وكم فرِحَ عِندَما عرَفَ أنَّهُم قبِلوا نَصيحَتَهُ وطبَّقوها! — ٢ كو ٧:٦، ٧.
١٢ كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِبُولُس في تَشجيعِ الإخوَة؟
١٢ الدَّرس. يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِبُولُس عِندَما يقضونَ الوَقتَ معَ الإخوَة. فبِإمكانِهِم مَثَلًا أن يصِلوا باكِرًا إلى الاجتِماعاتِ كَي يتَكَلَّموا معَ الإخوَةِ ويُشَجِّعوهُم. وعادَةً، لا يحتاجُ الشَّيخُ سِوى بِضعِ دَقائِقَ لِيُخبِرَ الإخوَةَ بِمَحَبَّةٍ كَلِماتٍ ترفَعُ مَعنَوِيَّاتِهِم. (رو ١:١٢؛ أف ٥:١٦) أيضًا، يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِبُولُس حينَ يستَعمِلونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِيُقَوُّوا إخوَتَهُم ولِيُؤَكِّدوا لهُم أنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُم. إضافَةً إلى ذلِك، مُهِمٌّ أن يُظهِرَ الشَّيخُ مَحَبَّتَهُ لِلإخوَة. وهو يفعَلُ ذلِك حينَ يبقى على تَواصُلٍ معهُم ويَستَغِلُّ أيَّ فُرصَةٍ لِيَمدَحَهُم. وعِندَما يكونُ ضَرورِيًّا أن يُعطِيَ الشَّيخُ نَصيحَة، يجِبُ أن تكونَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. ويجِبُ أيضًا أن تكونَ واضِحَةً ومُحَدَّدَة، ولكنْ في الوَقتِ نفسِهِ لَطيفَةً كَي يقبَلَها الإخوَةُ بِسُهولَة. — غل ٦:١.
يجِبُ أن ينظُروا بِطَريقَةٍ صَحيحَة إلى ضَعَفاتِهِم
١٣ كَيفَ يُمكِنُ أن يتَأثَّرَ الشُّيوخُ بِضَعَفاتِهِم؟
١٣ لِماذا هو تَحَدٍّ؟ الشُّيوخُ لَيسوا كامِلين. فهُم يرتَكِبونَ الأخطاء، مَثَلُهُم مَثَلُ الجَميع. (رو ٣:٢٣) لكنَّ التَّحَدِّيَ هو أن ينظُروا بِمَوضوعِيَّةٍ إلى هذِهِ الضَّعَفات. فبَعضُ الشُّيوخِ يُرَكِّزونَ كَثيرًا على ضَعَفاتِهِم لِدَرَجَةِ أنَّهُم يفقِدونَ الأمَلَ مِن نَفْسِهِم. أمَّا آخَرون، فيُبَرِّرونَ نَفْسَهُم ويَستَخِفُّونَ بِأخطائِهِم. لِذلِك، لا يقومونَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.
١٤ حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:١٣، كَيفَ ساعَدَ التَّواضُعُ بُولُس أن ينظُرَ نَظرَةً صَحيحَة إلى ضَعَفاتِه؟
١٤ مِثالُ بُولُس. كانَ بُولُس مُتَواضِعًا. لِذلِك عرَفَ أنَّهُ لن يقدِرَ أن يتَغَلَّبَ على ضَعَفاتِهِ لِوَحدِه، بل يحتاجُ إلى المُساعَدَةِ من يَهْوَه. ففي السَّابِق، كانَ بُولُس مُتَعَصِّبًا ويَضطَهِدُ المَسيحِيِّينَ بِشَراسَة. ولكنْ لاحِقًا، عرَفَ أنَّ ما يقومُ بهِ خَطَأ. وكانَ مُستَعِدًّا أن يُغَيِّرَ مَوقِفَهُ وشَخصِيَّتَه. (١ تي ١:١٢-١٦) وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه، صارَ بُولُس راعِيًا مُحِبًّا ومُتَعاطِفًا ومُتَواضِعًا. طَبعًا، عرَفَ بُولُس نَقائِصَهُ وتضايَقَ مِنها. ولكنْ بَدَلَ أن يظَلَّ يُفَكِّرُ فيها، كانَ واثِقًا أنَّ يَهْوَه سيُسامِحُه. (رو ٧:٢١-٢٥) وهو لم يتَوَقَّعْ أن لا يُخطِئَ أبَدًا، بل بذَلَ جُهدَهُ لِيُحَسِّنَ صِفاتِهِ المَسيحِيَّة. وبِكُلِّ تَواضُع، اتَّكَلَ على يَهْوَه لِيُتَمِّمَ خِدمَتَه. — ١ كو ٩:٢٧؛ إقرأ فيلبي ٤:١٣.
أُبذل جهدك لتتغلب على ضعفاتك (أُنظر الفقرتين ١٤-١٥.) *
١٥ بِأيِّ طَريقَةٍ يجِبُ أن ينظُرَ الشُّيوخُ إلى ضَعَفاتِهِم؟
١٥ الدَّرس. لا يتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَ الشُّيوخِ أن يكونوا كامِلين. لكنَّهُ يطلُبُ مِنهُم أن يعتَرِفوا بِأخطائِهِم ويُحَسِّنوا شَخصِيَّتَهُمُ المَسيحِيَّة. (أف ٤:٢٣، ٢٤) لِذلِك، يجِبُ أن يفحَصَ الشَّيخُ نَفْسَهُ على أساسِ كَلِمَةِ اللّٰه، ويَقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة. عِندَئِذٍ، سيُساعِدُهُ يَهْوَه أن يُتَمِّمَ تَعيينَهُ ويكونَ سَعيدًا. — يع ١:٢٥.
يجِبُ أن يتَحَمَّلوا ضَعَفاتِ الإخوَة
١٦ ماذا قد يحصُلُ إذا ركَّزَ الشُّيوخُ على ضَعَفاتِ إخوَتِهِم؟
١٦ لِماذا هو تَحَدٍّ؟ يُمضي الشُّيوخُ وَقتًا طَويلًا معَ الإخوَةِ في الجَماعَة، وبِالتَّالي يُلاحِظونَ ضَعَفاتِهِم بِسُهولَة. لِذلِك إذا لم ينتَبِهِ الشُّيوخ، فقدْ ينزَعِجونَ مِن إخوَتِهِم، يُعامِلونَهُم بِقَسوَة، أو يتَسَرَّعونَ في الحُكمِ علَيهِم. لكنَّ بُولُس حذَّرَ المَسيحِيِّينَ أنَّ هذا بِالضَّبطِ ما يُريدُهُ الشَّيطان. — ٢ كو ٢:١٠، ١١.
١٧ كَيفَ نظَرَ بُولُس إلى الإخوَة؟
١٧ مِثالُ بُولُس. كانَ بُولُس يعرِفُ جَيِّدًا أخطاءَ إخوَتِه، حتَّى إنَّ بَعضَ أخطائِهِم أثَّرَ علَيه. مع ذلِك، بقِيَ ينظُرُ إلَيهِم بِإيجابِيَّة. فماذا ساعَدَه؟ عرَفَ بُولُس أنَّ الشَّخصَ إذا أخطَأ، فهذا لا يعني أنَّهُ شِرِّير. كما أحَبَّ بُولُس إخوَتَهُ وركَّزَ على صِفاتِهِمِ الحُلوَة. وهو لم يشُكَّ أبَدًا في نَواياهُم. بلِ اعتَبَرَ أنَّهُم يُجاهِدونَ لِيَفعَلوا الصَّحّ، لكنَّهُم يحتاجونَ فَقَط إلى المُساعَدَة.
١٨ ماذا تتَعَلَّمُ مِنَ الطَّريقَةِ الَّتي تصَرَّفَ بها بُولُس مع أفُودِيَّة وسَنْتِيخِي؟ (فيلبي ٤:١-٣)
١٨ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ تصَرَّفَ بُولُس مع أُختَينِ في جَماعَةِ فِيلِبِّي اسْمُهُما أفُودِيَّة وسَنْتِيخِي. (إقرأ فيلبي ٤:١-٣.) فكما يبدو، سمَحَت هاتانِ الأُختانِ لِخِلافاتِهِما أن تكبُرَ وتُفَرِّقَهُما. فكَيفَ تصَرَّفَ بُولُس؟ لم يُعامِلْهُما بِقَسوَةٍ أو يُغَيِّرْ رَأْيَهُ فيهِما، بل ركَّزَ على صِفاتِهِما الحُلوَة. فهو عرَفَ أنَّ هاتَينِ الأُختَينِ خدَمَتا يَهْوَه بِوَلاءٍ سَنَواتٍ طَويلَة، وأنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُما. وهذِهِ النَّظرَةُ الإيجابِيَّة دفَعَت بُولُس أن يُشَجِّعَهُما على حَلِّ الخِلاف. كما ساعَدَتهُ أن يُحافِظَ هو على فَرَحِهِ وعلى صَداقاتِهِ القَوِيَّة في تِلكَ الجَماعَة.
لا تتسرع في الحكم على الآخرين (أُنظر الفقرة ١٩.) *
١٩ (أ) ماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ أن ينظُروا بِإيجابِيَّةٍ إلى الإخوَة؟ (ب) ماذا تتَعَلَّمُ مِن صورَةِ الشَّيخِ الَّذي يُشارِكُ في تَنظيفِ القاعَة؟
١٩ الدَّرس. أيُّها الشُّيوخ، ركِّزوا على صِفاتِ إخوَتِكُمُ الحُلوَة. فلا أحَدَ كامِل، ولكنْ كُلُّ واحِدٍ لَدَيهِ صِفاتٌ رائِعَة. (في ٢:٣) طَبعًا، يلزَمُ أحيانًا أن تُساعِدوا أحَدَ الإخوَةِ لِيُعَدِّلَ تَفكيرَه. ولكنْ مِثلَ بُولُس، حاوِلوا أن لا تُرَكِّزوا على تَصَرُّفاتِ هذا الأخِ أو كَلِماتِهِ المُزعِجَة. بل فكِّروا كم يُحِبُّ الأخُ يَهْوَه، كَيفَ يخدُمُهُ بِوَلاءٍ مُنذُ سِنين، وكم يقدِرُ أن يتَحَسَّن. وعِندَما تنظُرونَ بِإيجابِيَّةٍ إلى إخوَتِكُم، تخلُقونَ جَوًّا مِنَ المَحَبَّةِ والسَّلامِ في الجَماعَة.
إستَمِرُّوا في التَّمَثُّلِ بِبُولُس
٢٠ كَيفَ يستَفيدُ الشُّيوخُ أكثَرَ مِن مِثالِ بُولُس؟
٢٠ ستستَفيدونَ كَثيرًا أيُّها الشُّيوخُ إذا درَستُم أكثَرَ عن مِثالِ بُولُس. فابحَثوا مَثَلًا في فِهرِسِ مَطبوعاتِ بُرجِ المَراقَبَة تَحتَ العُنوانِ الرَّئيسِيّ «بُولُس (شَاوُل)» ثُمَّ العُنوانِ الفَرعِيّ «مِثالٌ لِلشُّيوخ». وفيما تقرَأُونَ هذِهِ المَوادّ، اسألوا نَفْسَكُم: ‹كَيفَ يُساعِدُني مِثالُ بُولُس أن أُتَمِّمَ تَعييني كشَيخٍ بِفَرَح؟›.
٢١ مِمَّ يجِبُ أن يكونَ الشُّيوخُ أكيدين؟
٢١ تذَكَّروا أيُّها الشُّيوخُ أنَّ يَهْوَه لا يطلُبُ مِنكُم أن تكونوا كامِلين، بل أن تكونوا أُمَناء. (١ كو ٤:٢) ومِثلَما قدَّرَ يَهْوَه اجتِهادَ بُولُس وأمانَتَه، كونوا أكيدينَ أنَّهُ يُقَدِّرُ كُلَّ ما تفعَلونَهُ في خِدمَتِه. وهو لن «ينسى عَمَلَكُم والمَحَبَّةَ الَّتي أظهَرتُموها نَحوَ اسْمِهِ في أنَّكُم خدَمتُمُ القِدِّيسينَ ولا تزالونَ تخدُمونَهُم». — عب ٦:١٠.
التَّرنيمَة ٨٧ تعالَوا وانتَعِشوا!
^ الفقرة 5 نَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا الجُهدَ الَّذي يبذُلُهُ شُيوخُنا المُحِبُّون لِيَهتَمُّوا بنا. وفي هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ أربَعَةَ تَحَدِّياتٍ يُواجِهونَها عادَةً. وسَنرى أيضًا كَيفَ يُساعِدُهُم مِثالُ الرَّسولِ بُولُس أن يتَخَطَّوا هذِهِ التَّحَدِّيات. صَحيحٌ أنَّ هذِهِ المَقالَةَ مُوَجَّهَةٌ خُصوصًا إلى الشُّيوخ، لكنَّها تدفَعُنا جَميعًا أن نتَعاطَفَ معهُم ونُظهِرَ لهُم مَحَبَّتَنا ودَعمَنا.
^ الفقرة 61 وصف الصورة: أخ يبشِّر زميله فيما يغادران العمل.
^ الفقرة 63 وصف الصورة: شيخ يشجِّع بمحبة أخًا يجلس وحده في قاعة الملكوت.
^ الفقرة 65 وصف الصورة: شيخ يعطي نصيحة لأخ متضايق.
^ الفقرة 67 وصف الصورة: شيخ لا يتسرع في الحكم على أخ يلتهي أثناء تنظيف القاعة.