الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٤

أيها الشيوخ،‏ تمثلوا ببولس دائمًا

أيها الشيوخ،‏ تمثلوا ببولس دائمًا

‏«كونوا مُقتَدينَ بي».‏ —‏ ١ كو ١١:‏١‏.‏

التَّرنيمَة ٩٩ رِبواتٌ مِنَ الإخوان

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ ماذا يتَعَلَّمُ الشُّيوخُ اليَومَ مِن مِثالِ بُولُس؟‏

 أحَبَّ الرَّسولُ بُولُس إخوَتَهُ كَثيرًا،‏ وعَمِلَ مِن أجْلِهِم لَيلًا ونَهارًا.‏ (‏أع ٢٠:‏٣١‏)‏ لِذلِك،‏ أحَبَّهُ الإخوَةُ كَثيرًا هُم أيضًا.‏ فذاتَ مَرَّة،‏ عرَفَ شُيوخُ أفَسُس أنَّهُم لن يرَوهُ مُجَدَّدًا.‏ فبكَوا ‹بُكاءً كَثيرًا›.‏ (‏أع ٢٠:‏٣٧‏)‏ واليَوم،‏ يتَمَثَّلُ شُيوخُنا الأولِياءُ بِبُولُس.‏ فهُم يُحِبُّونَ إخوَتَهُم كَثيرًا،‏ ويَبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيُساعِدوهُم.‏ (‏في ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ لكنَّهُم أحيانًا يُواجِهونَ بَعضَ التَّحَدِّيات.‏ فماذا يُساعِدُهُم أن يتَخَطَّوها؟‏

٢ يتَعَلَّمُ شُيوخُنا المُجتَهِدونَ الكَثيرَ مِن مِثالِ بُولُس.‏ (‏١ كو ١١:‏١‏)‏ طَبعًا،‏ لم يكُنْ لَدى بُولُس قُدُراتٌ خارِقَة.‏ فهو كانَ إنسانًا ناقِصًا.‏ وفي أحيانٍ كَثيرَة،‏ جاهَدَ لِيَفعَلَ الصَّحّ.‏ (‏رو ٧:‏١٨-‏٢٠‏)‏ كما أنَّهُ مرَّ بِصُعوباتٍ كَثيرَة.‏ لكنَّ بُولُس لم يستَسلِمْ أو يخسَرْ فَرَحَه.‏ ومِثالُهُ يُعَلِّمُ الشُّيوخَ كَيفَ يتَخَطَّونَ التَّحَدِّياتِ ويَستَمِرُّونَ في خِدمَةِ يَهْوَه بِفَرَح.‏ لِنرَ كَيف.‏

٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ أربَعَةَ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها الشُّيوخُ عادَةً:‏ (‏١)‏ أن يُوازِنوا بَينَ عَمَلِ التَّبشيرِ ومَسؤولِيَّاتِهِمِ الأُخرى،‏ (‏٢)‏ أن يكونوا رُعاةً مُحِبِّين،‏ (‏٣)‏ أن ينظُروا بِطَريقَةٍ صَحيحَة إلى ضَعَفاتِهِم،‏ و (‏٤)‏ أن يتَحَمَّلوا ضَعَفاتِ الآخَرين.‏ وفيما نُناقِشُ كُلَّ واحِدٍ مِن هذِهِ التَّحَدِّيات،‏ سنرى كَيفَ واجَهَهُ بُولُس وكَيفَ يتَمَثَّلُ بهِ الشُّيوخ.‏

يجِبُ أن يُوازِنوا بَينَ التَّبشيرِ ومَسؤولِيَّاتِهِمِ الأُخرى

٤ لِماذا لَيسَ دائِمًا سَهلًا على الشُّيوخِ أن يأخُذوا القِيادَةَ في التَّبشير؟‏

٤ لِماذا هو تَحَدٍّ؟‏ لَدى الشُّيوخِ مَسؤولِيَّاتٌ كَثيرَة.‏ لِذلِك لَيسَ سَهلًا دائِمًا أن يأخُذوا القِيادَةَ في عَمَلِ التَّبشير.‏ مَثَلًا،‏ يقومُ كَثيرونَ مِنهُم بدَورِ العَريفِ في اجتِماعِ وَسَطِ الأُسبوع،‏ أو يُديرونَ دَرسَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الجَماعِيّ.‏ كما أنَّهُم يُقَدِّمونَ أجزاءً أُخرى في الاجتِماعات.‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ يجتَهِدُ الشُّيوخُ في تَدريبِ الخُدَّامِ المُساعِدين،‏ ويُقَدِّمونَ دائِمًا التَّشجيعَ لِإخوَتِهِم.‏ (‏١ بط ٥:‏٢‏)‏ أيضًا،‏ يُشارِكُ بَعضُ الشُّيوخِ في بِناءِ وصِيانَةِ قاعاتِ المَلَكوتِ ومَبانٍ ثِيوقراطِيَّة أُخرى.‏ فِعلًا،‏ لَدى الشُّيوخِ مَسؤولِيَّاتٌ كَثيرَة.‏ ولكنْ قَبلَ كُلِّ شَيء،‏ يجِبُ أن يكونوا مُبَشِّرينَ بِالأخبارِ الحُلوَة،‏ مِثلَ باقي الإخوَةِ في الجَماعَة.‏ —‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

٥ كَيفَ رسَمَ بُولُس مِثالًا جَيِّدًا كمُبَشِّر؟‏

٥ مِثالُ بُولُس.‏ أخبَرَنا بُولُس عن سِرِّ نَجاحِهِ في فِيلِبِّي ١:‏١٠‏.‏ فهو نصَحَنا ‹أن نعرِفَ دائِمًا ما هيَ الأُمورُ الأهَمّ›.‏ وبُولُس نَفْسُهُ طبَّقَ هذِهِ النَّصيحَة.‏ فهو عُيِّنَ لِلخِدمَة،‏ وطَوالَ عَشَراتِ السِّنينَ اعتَبَرَ هذا التَّعيينَ مِنَ «الأُمورِ الأهَمّ».‏ فبشَّرَ «عَلانِيَةً ومِن بَيتٍ إلى بَيت».‏ (‏أع ٢٠:‏٢٠‏)‏ وهو لم يحصُرْ خِدمَتَهُ في وَقتٍ مُعَيَّنٍ مِنَ النَّهار،‏ أو في يَومٍ واحِدٍ مِنَ الأُسبوع.‏ بلِ استَغَلَّ كُلَّ فُرصَةٍ لِيُبَشِّر.‏ (‏أع ١٧:‏١٦،‏ ١٧،‏ ٣٤‏)‏ مَثَلًا،‏ فيما كانَ ينتَظِرُ رَفيقَيهِ في أثِينَا،‏ بشَّرَ مَجموعَةً مِنَ الأشخاصِ المُهِمِّين.‏ وبَعضُهُم قَبِلوا الحَقّ.‏ وحتَّى عِندَما كانَ بُولُس ‹مَسجونًا›،‏ استَمَرَّ يُبَشِّرُ الَّذينَ كانوا حَولَه.‏ —‏ في ١:‏١٣،‏ ١٤؛‏ أع ٢٨:‏١٦-‏٢٤‏.‏

٦ علامَ درَّبَ بُولُس الآخَرين؟‏

٦ إستَعمَلَ بُولُس وَقتَهُ بِأفضَلِ طَريقَة.‏ ففي أكثَرِيَّةِ الأحيان،‏ كانَ يدعو أشخاصًا آخَرينَ لِيَخدُموا معه،‏ ويَستَغِلُّ هذِهِ الفُرصَةَ لِيُدَرِّبَهُم.‏ مَثَلًا،‏ في أوَّلِ رِحلَةِ تَبشيرٍ له،‏ أخَذَ معهُ يُوحَنَّا مُرْقُس.‏ وفي الثَّانِيَة،‏ أخَذَ تِيمُوثَاوُس.‏ (‏أع ١٢:‏٢٥؛‏ ١٦:‏١-‏٤‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ بُولُس بذَلَ كُلَّ جُهدِهِ لِيُدَرِّبَ هذَينِ الشَّابَّينِ أن يُنَظِّما الجَماعات،‏ يقوما بِعَمَلِ الرِّعايَة،‏ ويُعَلِّما بِمَهارَة.‏ —‏ ١ كو ٤:‏١٧‏.‏

تمثَّلْ ببولس وكُن مستعدا دائمًا أن تبشِّر (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏ *

٧ كَيفَ يُطَبِّقُ الشُّيوخُ نَصيحَةَ بُولُس في أفَسُس ٦:‏١٤،‏ ١٥‏؟‏

٧ الدَّرس.‏ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِبُولُس عِندَما لا يكتَفونَ بِالخِدمَةِ مِن بَيتٍ إلى بَيت،‏ بل يكونونَ أيضًا مُستَعِدِّينَ أن يُبَشِّروا في أيِّ مُناسَبَة.‏ ‏(‏إقرأ أفسس ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏)‏ فهُم مَثَلًا يقدِرونَ أن يُبَشِّروا خِلالَ العَمَلِ أو التَّسَوُّق.‏ وإذا كانوا يُشارِكونَ في مَشروعِ بِناءٍ ثِيوقراطِيّ،‏ يستَغِلُّونَ الفُرصَةَ لِيُبَشِّروا الجيرانَ والبائِعين.‏ ومِثلَ بُولُس،‏ يستَفيدُ الشُّيوخُ مِن وَقتِ الخِدمَةِ لِيُدَرِّبوا الآخَرين،‏ بِمَن فيهِمِ الخُدَّامُ المُساعِدون.‏

٨ ماذا يُضطَرُّ الشُّيوخُ أن يفعَلوا أحيانًا؟‏

٨ لا يجِبُ أبَدًا أن ينشَغِلَ الشُّيوخُ بِتَعييناتِهِم في الجَماعَةِ أوِ الدَّائِرَةِ ويُهمِلوا عَمَلَ التَّبشير.‏ وكَي يُوازِنوا بَينَ مَسؤولِيَّاتِهِم،‏ قد يُضطَرُّونَ أحيانًا أن يرفُضوا بَعضَ التَّعيينات.‏ فقَبلَ أن يقبَلوا تَعيينًا إضافِيًّا،‏ يُصَلُّونَ ويُفَكِّرونَ في ظُروفِهِم.‏ وعِندَئِذٍ قد يجِدونَ أنَّهُم إذا قبِلوا هذا التَّعيين،‏ فسَيُقَصِّرونَ في «الأُمورِ الأهَمّ».‏ وهذِهِ الأُمورُ تشمُلُ إدارَةَ العِبادَةِ العائِلِيَّة كُلَّ أُسبوع،‏ المُشارَكَةَ في الخِدمَةِ كما يجِب،‏ وتَدريبَ أولادِهِم على التَّبشير.‏ ولكنْ هل تستَصعِبُ أن ترفُضَ مَسؤولِيَّةً إضافِيَّة؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ تأكَّدْ أنَّ يَهْوَه يتَفَهَّمُك.‏ فهو يعرِفُ أنَّكَ ترفُضُ هذِهِ المَسؤولِيَّةَ كَي لا تُهمِلَ مَسؤولِيَّاتِكَ الأُخرى.‏

يجِبُ أن يكونوا رُعاةً مُحِبِّين

٩ ماذا قد يستَصعِبُ الشُّيوخُ أن يفعَلوا بِسَبَبِ انشِغالاتِهِم؟‏

٩ لِماذا هو تَحَدٍّ؟‏ في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة،‏ يُواجِهُ شَعبُ يَهْوَه صُعوباتٍ كَثيرَة.‏ لِذلِك يحتاجونَ إلى التَّشجيعِ والدَّعمِ والتَّعزِيَة.‏ وأحيانًا،‏ يحتاجُ بَعضُ الإخوَةِ إلى المُساعَدَةِ كَي لا يقَعوا في الخَطَإ.‏ (‏١ تس ٥:‏١٤‏)‏ طَبعًا،‏ لا يقدِرُ الشُّيوخُ أن يُزيلوا كُلَّ الصُّعوباتِ الَّتي يُواجِهُها إخوَتُهُم.‏ لكنَّ يَهْوَه يطلُبُ مِنهُم أن يبذُلوا كُلَّ جُهدِهِم لِيُشَجِّعوا خِرافَهُ ويَحموهُم.‏ فكَيفَ يفعَلونَ ذلِك مع أنَّهُم مَشغولونَ جِدًّا؟‏

إمدح الآخرين وشجِّعهم (‏أُنظر الفقرتين ١٠،‏ ١٢.‏)‏ *

١٠ حَسَبَ ١ تَسَالُونِيكِي ٢:‏٧‏،‏ كَيفَ اهتَمَّ بُولُس بِالإخوَة؟‏

١٠ مِثالُ بُولُس.‏ كانَ بُولُس مُستَعِدًّا دائِمًا أن يمدَحَ إخوَتَهُ ويُشَجِّعَهُم.‏ وجَيِّدٌ أن يتَمَثَّلَ بهِ الشُّيوخُ ويُعامِلوا شَعبَ يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ وحَنان.‏ ‏(‏إقرأ ١ تسالونيكي ٢:‏٧‏.‏)‏ فبُولُس أكَّدَ لِلإخوَةِ أنَّهُ يُحِبُّهُم وأنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُم أيضًا.‏ (‏٢ كو ٢:‏٤؛‏ أف ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ كما أمضى الوَقتَ معَ الإخوَةِ في الجَماعَةِ لِأنَّهُ اعتَبَرَهُم أصدِقاءَه.‏ أيضًا،‏ أظهَرَ لهُم أنَّهُ يثِقُ بهِم عِندَما أخبَرَهُم بِصَراحَةٍ عن مَخاوِفِهِ وضَعَفاتِه.‏ (‏٢ كو ٧:‏٥؛‏ ١ تي ١:‏١٥‏)‏ لكنَّ هذا لا يعني أنَّ بُولُس ركَّزَ على مَشاكِلِه.‏ على العَكس،‏ ركَّزَ على مُساعَدَةِ إخوَتِه.‏

١١ لِماذا كانَ بُولُس يُقَدِّمُ النَّصيحَةَ لِلإخوَة؟‏

١١ أحيانًا،‏ كانَ ضَرورِيًّا أن يُعطِيَ بُولُس نَصيحَةً لِإخوَتِه.‏ لكنَّهُ لم يُقَدِّمْها ولا مَرَّةً لِأنَّهُ مَزعوجٌ مِنهُم،‏ بل لِأنَّهُ يُحِبُّهُم ويُريدُ أن يحمِيَهُم مِنَ المَخاطِر.‏ لِذلِك حاوَلَ بُولُس أن تكونَ نَصيحَتُهُ واضِحَةً ومُحَدَّدَة،‏ ولكنْ في الوَقتِ نَفسِهِ لَطيفَةً كَي يقبَلَها الآخَرونَ بِسُهولَة.‏ مَثَلًا،‏ أعطى بُولُس أهلَ كُورِنْثُوس نَصيحَةً قَوِيَّة في الرِّسالَةِ الَّتي كتَبَها إلَيهِم.‏ ولكنْ بَعدَ ذلِك،‏ أرسَلَ إلَيهِم تِيطُس.‏ وما السَّبَب؟‏ كانَ بُولُس قَلِقًا وأرادَ أن يعرِفَ رَدَّةَ فِعلِهِم.‏ وكم فرِحَ عِندَما عرَفَ أنَّهُم قبِلوا نَصيحَتَهُ وطبَّقوها!‏ —‏ ٢ كو ٧:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٢ كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِبُولُس في تَشجيعِ الإخوَة؟‏

١٢ الدَّرس.‏ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِبُولُس عِندَما يقضونَ الوَقتَ معَ الإخوَة.‏ فبِإمكانِهِم مَثَلًا أن يصِلوا باكِرًا إلى الاجتِماعاتِ كَي يتَكَلَّموا معَ الإخوَةِ ويُشَجِّعوهُم.‏ وعادَةً،‏ لا يحتاجُ الشَّيخُ سِوى بِضعِ دَقائِقَ لِيُخبِرَ الإخوَةَ بِمَحَبَّةٍ كَلِماتٍ ترفَعُ مَعنَوِيَّاتِهِم.‏ (‏رو ١:‏١٢؛‏ أف ٥:‏١٦‏)‏ أيضًا،‏ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِبُولُس حينَ يستَعمِلونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِيُقَوُّوا إخوَتَهُم ولِيُؤَكِّدوا لهُم أنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُم.‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ مُهِمٌّ أن يُظهِرَ الشَّيخُ مَحَبَّتَهُ لِلإخوَة.‏ وهو يفعَلُ ذلِك حينَ يبقى على تَواصُلٍ معهُم ويَستَغِلُّ أيَّ فُرصَةٍ لِيَمدَحَهُم.‏ وعِندَما يكونُ ضَرورِيًّا أن يُعطِيَ الشَّيخُ نَصيحَة،‏ يجِبُ أن تكونَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ ويجِبُ أيضًا أن تكونَ واضِحَةً ومُحَدَّدَة،‏ ولكنْ في الوَقتِ نفسِهِ لَطيفَةً كَي يقبَلَها الإخوَةُ بِسُهولَة.‏ —‏ غل ٦:‏١‏.‏

يجِبُ أن ينظُروا بِطَريقَةٍ صَحيحَة إلى ضَعَفاتِهِم

١٣ كَيفَ يُمكِنُ أن يتَأثَّرَ الشُّيوخُ بِضَعَفاتِهِم؟‏

١٣ لِماذا هو تَحَدٍّ؟‏ الشُّيوخُ لَيسوا كامِلين.‏ فهُم يرتَكِبونَ الأخطاء،‏ مَثَلُهُم مَثَلُ الجَميع.‏ (‏رو ٣:‏٢٣‏)‏ لكنَّ التَّحَدِّيَ هو أن ينظُروا بِمَوضوعِيَّةٍ إلى هذِهِ الضَّعَفات.‏ فبَعضُ الشُّيوخِ يُرَكِّزونَ كَثيرًا على ضَعَفاتِهِم لِدَرَجَةِ أنَّهُم يفقِدونَ الأمَلَ مِن نَفْسِهِم.‏ أمَّا آخَرون،‏ فيُبَرِّرونَ نَفْسَهُم ويَستَخِفُّونَ بِأخطائِهِم.‏ لِذلِك،‏ لا يقومونَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏

١٤ حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:‏١٣‏،‏ كَيفَ ساعَدَ التَّواضُعُ بُولُس أن ينظُرَ نَظرَةً صَحيحَة إلى ضَعَفاتِه؟‏

١٤ مِثالُ بُولُس.‏ كانَ بُولُس مُتَواضِعًا.‏ لِذلِك عرَفَ أنَّهُ لن يقدِرَ أن يتَغَلَّبَ على ضَعَفاتِهِ لِوَحدِه،‏ بل يحتاجُ إلى المُساعَدَةِ من يَهْوَه.‏ ففي السَّابِق،‏ كانَ بُولُس مُتَعَصِّبًا ويَضطَهِدُ المَسيحِيِّينَ بِشَراسَة.‏ ولكنْ لاحِقًا،‏ عرَفَ أنَّ ما يقومُ بهِ خَطَأ.‏ وكانَ مُستَعِدًّا أن يُغَيِّرَ مَوقِفَهُ وشَخصِيَّتَه.‏ (‏١ تي ١:‏١٢-‏١٦‏)‏ وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ صارَ بُولُس راعِيًا مُحِبًّا ومُتَعاطِفًا ومُتَواضِعًا.‏ طَبعًا،‏ عرَفَ بُولُس نَقائِصَهُ وتضايَقَ مِنها.‏ ولكنْ بَدَلَ أن يظَلَّ يُفَكِّرُ فيها،‏ كانَ واثِقًا أنَّ يَهْوَه سيُسامِحُه.‏ (‏رو ٧:‏٢١-‏٢٥‏)‏ وهو لم يتَوَقَّعْ أن لا يُخطِئَ أبَدًا،‏ بل بذَلَ جُهدَهُ لِيُحَسِّنَ صِفاتِهِ المَسيحِيَّة.‏ وبِكُلِّ تَواضُع،‏ اتَّكَلَ على يَهْوَه لِيُتَمِّمَ خِدمَتَه.‏ —‏ ١ كو ٩:‏٢٧‏؛‏ إقرأ فيلبي ٤:‏١٣‏.‏

أُبذل جهدك لتتغلب على ضعفاتك (‏أُنظر الفقرتين ١٤-‏١٥.‏)‏ *

١٥ بِأيِّ طَريقَةٍ يجِبُ أن ينظُرَ الشُّيوخُ إلى ضَعَفاتِهِم؟‏

١٥ الدَّرس.‏ لا يتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَ الشُّيوخِ أن يكونوا كامِلين.‏ لكنَّهُ يطلُبُ مِنهُم أن يعتَرِفوا بِأخطائِهِم ويُحَسِّنوا شَخصِيَّتَهُمُ المَسيحِيَّة.‏ (‏أف ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ لِذلِك،‏ يجِبُ أن يفحَصَ الشَّيخُ نَفْسَهُ على أساسِ كَلِمَةِ اللّٰه،‏ ويَقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏ عِندَئِذٍ،‏ سيُساعِدُهُ يَهْوَه أن يُتَمِّمَ تَعيينَهُ ويكونَ سَعيدًا.‏ —‏ يع ١:‏٢٥‏.‏

يجِبُ أن يتَحَمَّلوا ضَعَفاتِ الإخوَة

١٦ ماذا قد يحصُلُ إذا ركَّزَ الشُّيوخُ على ضَعَفاتِ إخوَتِهِم؟‏

١٦ لِماذا هو تَحَدٍّ؟‏ يُمضي الشُّيوخُ وَقتًا طَويلًا معَ الإخوَةِ في الجَماعَة،‏ وبِالتَّالي يُلاحِظونَ ضَعَفاتِهِم بِسُهولَة.‏ لِذلِك إذا لم ينتَبِهِ الشُّيوخ،‏ فقدْ ينزَعِجونَ مِن إخوَتِهِم،‏ يُعامِلونَهُم بِقَسوَة،‏ أو يتَسَرَّعونَ في الحُكمِ علَيهِم.‏ لكنَّ بُولُس حذَّرَ المَسيحِيِّينَ أنَّ هذا بِالضَّبطِ ما يُريدُهُ الشَّيطان.‏ —‏ ٢ كو ٢:‏١٠،‏ ١١‏.‏

١٧ كَيفَ نظَرَ بُولُس إلى الإخوَة؟‏

١٧ مِثالُ بُولُس.‏ كانَ بُولُس يعرِفُ جَيِّدًا أخطاءَ إخوَتِه،‏ حتَّى إنَّ بَعضَ أخطائِهِم أثَّرَ علَيه.‏ مع ذلِك،‏ بقِيَ ينظُرُ إلَيهِم بِإيجابِيَّة.‏ فماذا ساعَدَه؟‏ عرَفَ بُولُس أنَّ الشَّخصَ إذا أخطَأ،‏ فهذا لا يعني أنَّهُ شِرِّير.‏ كما أحَبَّ بُولُس إخوَتَهُ وركَّزَ على صِفاتِهِمِ الحُلوَة.‏ وهو لم يشُكَّ أبَدًا في نَواياهُم.‏ بلِ اعتَبَرَ أنَّهُم يُجاهِدونَ لِيَفعَلوا الصَّحّ،‏ لكنَّهُم يحتاجونَ فَقَط إلى المُساعَدَة.‏

١٨ ماذا تتَعَلَّمُ مِنَ الطَّريقَةِ الَّتي تصَرَّفَ بها بُولُس مع أفُودِيَّة وسَنْتِيخِي؟‏ (‏فيلبي ٤:‏١-‏٣‏)‏

١٨ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ تصَرَّفَ بُولُس مع أُختَينِ في جَماعَةِ فِيلِبِّي اسْمُهُما أفُودِيَّة وسَنْتِيخِي.‏ ‏(‏إقرأ فيلبي ٤:‏١-‏٣‏.‏)‏ فكما يبدو،‏ سمَحَت هاتانِ الأُختانِ لِخِلافاتِهِما أن تكبُرَ وتُفَرِّقَهُما.‏ فكَيفَ تصَرَّفَ بُولُس؟‏ لم يُعامِلْهُما بِقَسوَةٍ أو يُغَيِّرْ رَأْيَهُ فيهِما،‏ بل ركَّزَ على صِفاتِهِما الحُلوَة.‏ فهو عرَفَ أنَّ هاتَينِ الأُختَينِ خدَمَتا يَهْوَه بِوَلاءٍ سَنَواتٍ طَويلَة،‏ وأنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُما.‏ وهذِهِ النَّظرَةُ الإيجابِيَّة دفَعَت بُولُس أن يُشَجِّعَهُما على حَلِّ الخِلاف.‏ كما ساعَدَتهُ أن يُحافِظَ هو على فَرَحِهِ وعلى صَداقاتِهِ القَوِيَّة في تِلكَ الجَماعَة.‏

لا تتسرع في الحكم على الآخرين (‏أُنظر الفقرة ١٩.‏)‏ *

١٩ (‏أ)‏ ماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ أن ينظُروا بِإيجابِيَّةٍ إلى الإخوَة؟‏ (‏ب)‏ ماذا تتَعَلَّمُ مِن صورَةِ الشَّيخِ الَّذي يُشارِكُ في تَنظيفِ القاعَة؟‏

١٩ الدَّرس.‏ أيُّها الشُّيوخ،‏ ركِّزوا على صِفاتِ إخوَتِكُمُ الحُلوَة.‏ فلا أحَدَ كامِل،‏ ولكنْ كُلُّ واحِدٍ لَدَيهِ صِفاتٌ رائِعَة.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ طَبعًا،‏ يلزَمُ أحيانًا أن تُساعِدوا أحَدَ الإخوَةِ لِيُعَدِّلَ تَفكيرَه.‏ ولكنْ مِثلَ بُولُس،‏ حاوِلوا أن لا تُرَكِّزوا على تَصَرُّفاتِ هذا الأخِ أو كَلِماتِهِ المُزعِجَة.‏ بل فكِّروا كم يُحِبُّ الأخُ يَهْوَه،‏ كَيفَ يخدُمُهُ بِوَلاءٍ مُنذُ سِنين،‏ وكم يقدِرُ أن يتَحَسَّن.‏ وعِندَما تنظُرونَ بِإيجابِيَّةٍ إلى إخوَتِكُم،‏ تخلُقونَ جَوًّا مِنَ المَحَبَّةِ والسَّلامِ في الجَماعَة.‏

إستَمِرُّوا في التَّمَثُّلِ بِبُولُس

٢٠ كَيفَ يستَفيدُ الشُّيوخُ أكثَرَ مِن مِثالِ بُولُس؟‏

٢٠ ستستَفيدونَ كَثيرًا أيُّها الشُّيوخُ إذا درَستُم أكثَرَ عن مِثالِ بُولُس.‏ فابحَثوا مَثَلًا في فِهرِسِ مَطبوعاتِ بُرجِ المَراقَبَة تَحتَ العُنوانِ الرَّئيسِيّ «‏بُولُس (‏شَاوُل)‏‏» ثُمَّ العُنوانِ الفَرعِيّ «مِثالٌ لِلشُّيوخ».‏ وفيما تقرَأُونَ هذِهِ المَوادّ،‏ اسألوا نَفْسَكُم:‏ ‹كَيفَ يُساعِدُني مِثالُ بُولُس أن أُتَمِّمَ تَعييني كشَيخٍ بِفَرَح؟‏›.‏

٢١ مِمَّ يجِبُ أن يكونَ الشُّيوخُ أكيدين؟‏

٢١ تذَكَّروا أيُّها الشُّيوخُ أنَّ يَهْوَه لا يطلُبُ مِنكُم أن تكونوا كامِلين،‏ بل أن تكونوا أُمَناء.‏ (‏١ كو ٤:‏٢‏)‏ ومِثلَما قدَّرَ يَهْوَه اجتِهادَ بُولُس وأمانَتَه،‏ كونوا أكيدينَ أنَّهُ يُقَدِّرُ كُلَّ ما تفعَلونَهُ في خِدمَتِه.‏ وهو لن «ينسى عَمَلَكُم والمَحَبَّةَ الَّتي أظهَرتُموها نَحوَ اسْمِهِ في أنَّكُم خدَمتُمُ القِدِّيسينَ ولا تزالونَ تخدُمونَهُم».‏ —‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

التَّرنيمَة ٨٧ تعالَوا وانتَعِشوا!‏

^ ‎الفقرة 5‏ نَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا الجُهدَ الَّذي يبذُلُهُ شُيوخُنا المُحِبُّون لِيَهتَمُّوا بنا.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ أربَعَةَ تَحَدِّياتٍ يُواجِهونَها عادَةً.‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ يُساعِدُهُم مِثالُ الرَّسولِ بُولُس أن يتَخَطَّوا هذِهِ التَّحَدِّيات.‏ صَحيحٌ أنَّ هذِهِ المَقالَةَ مُوَجَّهَةٌ خُصوصًا إلى الشُّيوخ،‏ لكنَّها تدفَعُنا جَميعًا أن نتَعاطَفَ معهُم ونُظهِرَ لهُم مَحَبَّتَنا ودَعمَنا.‏

^ ‎الفقرة 61‏ وصف الصورة:‏ أخ يبشِّر زميله فيما يغادران العمل.‏

^ ‎الفقرة 63‏ وصف الصورة:‏ شيخ يشجِّع بمحبة أخًا يجلس وحده في قاعة الملكوت.‏

^ ‎الفقرة 65‏ وصف الصورة:‏ شيخ يعطي نصيحة لأخ متضايق.‏

^ ‎الفقرة 67‏ وصف الصورة:‏ شيخ لا يتسرع في الحكم على أخ يلتهي أثناء تنظيف القاعة.‏