الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٧

أيتها الأمهات،‏ تعلَّمن من مثال أفنيكي

أيتها الأمهات،‏ تعلَّمن من مثال أفنيكي

‏«لا تتَخَلَّ عن شَريعَةِ أُمِّك.‏ [فهي] إكليلٌ يُزَيِّنُ رَأسَكَ وقِلادَةٌ تُجَمِّلُ عُنُقَك».‏ —‏ أم ١:‏٨،‏ ٩‏.‏

التَّرنيمَة ١٣٧ نِساءٌ فاضِلات في الماضي والحاضِر

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

أفنيكي،‏ أم تيموثاوس،‏ وجدته لوئيس تنظران إليه بفخر حين يعتمد (‏أُنظر الفقرة ١.‏)‏

١-‏٢ (‏أ)‏ مَن كانَت أفْنِيكِي،‏ وماذا صعَّبَ علَيها أن تُعَلِّمَ ابْنَها عن يَهْوَه ويَسُوع؟‏ (‏ب)‏ علِّقْ على صورَةِ الغِلاف.‏

 لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ شَيئًا عن مَعمودِيَّةِ تِيمُوثَاوُس.‏ ولكنْ لَيسَ صَعبًا علَينا أن نتَخَيَّلَ كم فرِحَت أُمُّهُ أفْنِيكِي في ذلِكَ اليَوم.‏ (‏أم ٢٣:‏٢٥‏)‏ تخَيَّلْها تنظُرُ بِفَخرٍ إلى تِيمُوثَاوُس،‏ الَّذي يغمُرُهُ الماءُ حتَّى خَصرِه،‏ وعَيناها تلمَعانِ مِنَ الفَرَح.‏ ثُمَّ تبتَسِمُ فيما تحضُنُها لُوئِيس،‏ جَدَّةُ تِيمُوثَاوُس،‏ الواقِفَة بِقُربِها.‏ وعِندَما ينزِلُ تِيمُوثَاوُس تَحتَ الماء،‏ تشهَقُ أفْنِيكِي وتحبِسُ أنفاسَها.‏ ولكنْ ما هي إلَّا لَحَظاتٌ حتَّى يخرُجُ تِيمُوثَاوُس مِنَ الماءِ مُبتَسِمًا ابتِسامَةً عَريضَة.‏ فلا تعودُ أفْنِيكِي قادِرَةً أن تحبِسَ دُموعَها مِنَ الفَرَح.‏ فقدْ نجَحَت في تَعليمِ وَلَدِها أن يُحِبَّ يَهْوَه وابْنَهُ يَسُوع المَسيح.‏ ولكنْ أيُّ تَحَدِّياتٍ لزِمَ أن تتَغَلَّبَ علَيها لِتصِلَ إلى هَدَفِها؟‏

٢ ترَبَّى تِيمُوثَاوُس في عائِلَةٍ فيها الأبُ والأُمُّ مِن دينَينِ مُختَلِفَين.‏ فوَالِدُهُ كانَ يُونَانِيًّا.‏ أمَّا أُمُّهُ وجَدَّتُه،‏ فكانَتا يَهُودِيَّتَين.‏ (‏أع ١٦:‏١‏)‏ وعلى الأرجَح،‏ كانَ تِيمُوثَاوُس مُراهِقًا عِندَما صارَت لُوئِيس وأفْنِيكِي مَسيحِيَّتَين.‏ مع ذلِك،‏ بقِيَ دينُ والِدِهِ مُختَلِفًا عن دينِ أُمِّه.‏ فأيُّ دينٍ سيَختارُ تِيمُوثَاوُس؟‏ آنَذاك،‏ كانَ تِيمُوثَاوُس على الأرجَحِ كَبيرًا كِفايَةً لِيَأخُذَ قَراراتِهِ هو بِنَفْسِه.‏ فهل سيَختارُ دينَ أبيه؟‏ هل سيَبقى مُتَعَلِّقًا بِالتَّقاليدِ اليَهُودِيَّة الَّتي ترَبَّى علَيها؟‏ أم هل سيَختارُ أن يصيرَ مِن أتباعِ يَسُوع المَسيح؟‏

٣ حَسَبَ الأمْثَال ١:‏٨،‏ ٩‏،‏ كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى الجُهدِ الَّذي تبذُلُهُ الأُمَّهاتُ لِيُعَرِّفنَ أولادَهُنَّ علَيه؟‏

٣ اليَومَ أيضًا،‏ تُحِبُّ الأُمَّهاتُ المَسيحِيَّات عائِلاتِهِنّ.‏ وأكثَرَ مِن أيِّ شَيء،‏ يُرِدنَ أن يُساعِدنَ أولادَهُنَّ لِيَبنوا عَلاقَةً قَوِيَّة بِيَهْوَه.‏ ويَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا جُهودَهُنّ.‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ١:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ وعلى مَرِّ السِّنين،‏ ساعَدَ يَهْوَه أُمَّهاتٍ كَثيرات أن يُعَلِّمنَ أولادَهُنَّ أن يُحِبُّوهُ ويَخدُموه.‏

٤ أيُّ تَحَدِّياتٍ تُواجِهُها الأُمَّهاتُ اليَوم؟‏

٤ يضغَطُ عالَمُ الشَّيْطَان كَثيرًا على الأولادِ اليَوم.‏ (‏١ بط ٥:‏٨‏)‏ وهذا يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا كَبيرًا لِلأُمَّهات.‏ وطَبيعِيٌّ أن يتَساءَلنَ إذا كانَ أولادُهُنَّ سيُقَرِّرونَ مِثلَ تِيمُوثَاوُس أن يخدُموا يَهْوَه.‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ تُواجِهُ أُمَّهاتٌ كَثيرات تَحَدِّيًا آخَر.‏ فهُنَّ يُرَبِّينَ أولادَهُنَّ دونَ زَوج،‏ أو مع زَوجٍ لا يخدُمُ يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ تقولُ أُختٌ اسْمُها كْرِيسْتِين:‏ * «كانَ زَوجي أبًا صالِحًا ورَبَّ عائِلَةٍ جَيِّدًا.‏ لكنَّهُ لم يسمَحْ لي أبَدًا أن أُرَبِّيَ أولادي في الحَقّ.‏ بكَيتُ كَثيرًا على مَرِّ السِّنين.‏ وكُنتُ دائِمًا أتَساءَل:‏ ‹هل هُناك أمَلٌ أن يعبُدَ أولادي يَهْوَه؟‏›».‏

٥ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٥ إذا كُنتِ أُمًّا مَسيحِيَّة،‏ فأنتِ تقدِرينَ أن تنجَحي مِثلَما نجَحَت أفْنِيكِي.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى كَيفَ تتَمَثَّلينَ بها وتُعَلِّمينَ أولادَكِ بِالكَلامِ و المِثال.‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ سيُساعِدُكِ يَهْوَه.‏

علِّمي أولادَكِ بِالكَلام

٦ حَسَبَ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏،‏ كَيفَ صارَ تِيمُوثَاوُس مَسيحِيًّا؟‏

٦ عِندَما كانَ تِيمُوثَاوُس صَغيرًا،‏ بذَلَت أُمُّهُ كُلَّ جُهدِها لِتُعَلِّمَهُ «الكِتاباتِ المُقَدَّسَة» مِثلَما كانَ اليَهُودُ يفهَمونَها.‏ طَبعًا،‏ كانَت مَعلوماتُها مَحدودَةً لِأنَّها لم تعرِفْ أيَّ شَيءٍ عن يَسُوع المَسيح.‏ مع ذلِك،‏ ما علَّمَتهُ لِتِيمُوثَاوُس مهَّدَ لهُ الطَّريقَ كَي يقبَلَ المَسيحِيَّة.‏ إلَّا أنَّ السُّؤالَ هو:‏ هل سيَقبَلُ تِيمُوثَاوُس أن يصيرَ مَسيحِيًّا؟‏ كانَ تِيمُوثَاوُس شابًّا،‏ وبِالتَّالي يحِقُّ لهُ أن يُقَرِّرَ هو بِنَفْسِه.‏ ولكنْ لا شَكَّ أنَّ أفْنِيكِي كانَ لها دَورٌ كَبيرٌ في ‹إقناعِهِ› بِالحَقِّ عن يَسُوع.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ ‹آمَنَ به›.‏ ‏(‏إقرأ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏.‏)‏ تخَيَّلْ كم فرِحَت أفْنِيكِي عِندَما قرَّرَ ابْنُها أن يصيرَ مَسيحِيًّا.‏ فِعلًا،‏ كانَت أفْنِيكِي اسْمًا على مُسَمًّى.‏ فاسْمُها يأتي مِن كَلِمَةٍ تعني «غلَب»،‏ وهيَ استَطاعَت أن تتَغَلَّبَ على كُلِّ التَّحَدِّياتِ كَي تُعَلِّمَ ابْنَها عن يَهْوَه ويَسُوع.‏

٧ كَيفَ كانَت أفْنِيكِي تقدِرُ أن تُساعِدَ ابْنَها بَعدَ مَعمودِيَّتِه؟‏

٧ إعتَمَدَ تِيمُوثَاوُس،‏ وكانَت مَعمودِيَّتُهُ خُطوَةً مُهِمَّة في حَياتِه.‏ مع ذلِك،‏ لم تنتَهِ مَخاوِفُ أفْنِيكِي.‏ فماذا سيَفعَلُ ابْنُها في حَياتِه؟‏ هل سيَختارُ أصدِقاءَ سَيِّئين؟‏ هل سيَذهَبُ إلى المَدارِسِ في أثِينَا ويَقبَلُ تَعاليمَ الفَلاسِفَةِ الَّذينَ لا يعبُدونَ يَهْوَه؟‏ هل سيَصيرُ عَبدًا لِلمالِ ويُضَيِّعُ وَقتَهُ وطاقَتَهُ وشَبابَه؟‏ صَحيحٌ أنَّ أفْنِيكِي لم تكُنْ تقدِرُ أن تُقَرِّرَ عن تِيمُوثَاوُس،‏ لكنَّها كانَت تقدِرُ أن تُساعِدَه.‏ كَيف؟‏ حينَ تظَلُّ تجتَهِدُ كَي تغرِسَ فيهِ مَحَبَّةً كَبيرَة لِيَهْوَه وتَقديرًا عَميقًا لِابْنِه.‏ طَبعًا،‏ يُشَكِّلُ ذلِك تَحَدِّيًا كَبيرًا لِلَّذينَ لَدَيهِم رَفيقُ زَواجٍ لَيسَ في الحَقّ.‏ ولكنْ حتَّى عِندَما يكونُ الوالِدانِ كِلاهُما في الحَقّ،‏ لَيسَ سَهلًا أن يبلُغا قُلوبَ أولادِهِما ويَدفَعاهُم أن يصيروا خُدَّامًا أُمَناءَ لِيَهْوَه.‏ فماذا يتَعَلَّمُ الوالِدونَ مِن مِثالِ أفْنِيكِي؟‏

٨ كَيفَ تُساعِدُ الأُمُّ زَوجَها المُؤْمِنَ في الاهتِمامِ بِحاجاتِ الأولادِ الرُّوحِيَّة؟‏

٨ أُدرُسي الكِتابَ المُقَدَّسَ مع أولادِك.‏ إذا كانَ زَوجُكِ في الحَقّ،‏ فيَهْوَه يُريدُ أن تُساعِديهِ في الاهتِمامِ بِحاجاتِ الأولادِ الرُّوحِيَّة.‏ وإحدى الطُّرُقِ لِتفعَلي ذلِك هي أن تدعَمي بِاستِمرارٍ تَرتيبَ العِبادَةِ العائِلِيَّة.‏ فتكَلَّمي بِإيجابِيَّةٍ عن هذا التَّرتيب،‏ وفكِّري كَيفَ تقدِرينَ أن تخلُقي فيهِ جَوًّا مُريحًا ومُسَلِّيًا.‏ أيضًا،‏ يُمكِنُكِ أن تُخَطِّطي مع زَوجِكِ لِتقوما معَ الأولادِ بِنَشاطٍ أو مَشروعٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ وإذا كانَ أولادُكِ بِعُمرٍ يسمَحُ لهُم أن يدرُسوا كِتاب عيشوا بِفَرَح الآنَ وإلى الأبَد‏،‏ فتعاوَني مع زَوجِكِ كَي يدرُسوهُ بِانتِظام.‏

٩ ماذا يُساعِدُ الأمَّ عِندَما لا يكونُ زَوجُها في الحَقّ؟‏

٩ ولكنْ تُضطَرُّ بَعضُ الأُمَّهاتِ أن يأخُذنَ القِيادَةَ في دَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ مع أولادِهِنّ.‏ وذلِك لِأنَّهُنَّ بِلا زَوجٍ أو لِأنَّ زَوجَهُنَّ لَيسَ في الحَقّ.‏ إذا كانَت هذِه حالَتَكِ،‏ فلا تقلَقي كَثيرًا لأنَّ يَهْوَه سيُساعِدُك.‏ إستَعمِلي أدَواتِ التَّعليمِ الفَعَّالَة الَّتي يُعطيها لنا بِواسِطَةِ هَيئَتِهِ لِتدرُسي مع أولادِك.‏ ولِمَ لا تسألينَ والِدينَ لَدَيهِم خِبرَةٌ كَيفَ يستَعمِلونَ هذِهِ الأدَواتِ في عِبادَتِهِمِ العائِلِيَّة؟‏ * (‏أم ١١:‏١٤‏)‏ تذَكَّري أيضًا أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُكِ في التَّواصُلِ مع أولادِكِ.‏ فاطلُبي مِنهُ أن يُساعِدَكِ لِتعرِفي كَيفَ تسألينَهُم عن أفكارِهِم ومَشاعِرِهِم.‏ (‏أم ٢٠:‏٥‏)‏ فسُؤالٌ بَسيطٌ مِثل:‏ ‹ما أصعَبُ شَيءٍ تُواجِهُهُ في المَدرَسَة؟‏› قد يُؤَدِّي إلى مُحادَثَةٍ تكشِفُ لكِ الكَثير.‏

١٠ ماذا تقدِرينَ أن تفعَلي أيضًا لِتُعَلِّمي أولادَكِ عن يَهْوَه؟‏

١٠ أُخلُقي فُرَصًا لِتُعَلِّمي أولادَكِ عن يَهْوَه.‏ تكَلَّمي عن يَهْوَه وكُلِّ الأُمورِ الحُلوَة الَّتي فعَلَها مِن أجْلِك.‏ (‏تث ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ إش ٦٣:‏٧‏)‏ وهذا مُهِمٌّ خُصوصًا إذا كُنتِ لا تستَطيعينَ أن تدرُسي بِانتِظامٍ مع أولادِكِ في البَيت.‏ تقولُ كْرِيسْتِين المَذكورَة سابِقًا:‏ «كانَ شِبهَ مُستَحيلٍ أن أتَكَلَّمَ معَ الأولادِ في البَيتِ عن أُمورٍ روحِيَّة.‏ لِذلِك،‏ كُنتُ أستَغِلُّ كُلَّ فُرصَةٍ لِأُعَلِّمَهُم عن يَهْوَه.‏ فكُنتُ أذهَبُ معهُم في نُزهات،‏ أو أركَبُ معهُم في زَورَقٍ ونبتَعِدُ عنِ الشَّاطِئ،‏ لِأُكَلِّمَهُم عن خَليقَةِ يَهْوَه الرَّائِعَة وأُمورٍ روحِيَّة كَثيرَة.‏ وعِندَما صارَ أولادي كَبيرينَ كِفايَةً،‏ شجَّعتُهُم أن يدرُسوا الكِتابَ المُقَدَّسَ وَحدَهُم».‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ تحَدَّثي بِإيجابِيَّةٍ عن هَيئَةِ يَهْوَه وعنِ الإخوَة.‏ لا تنتَقِدي الشُّيوخ.‏ فما تقولينَهُ عنهُم قد يُشَجِّعُ أولادَكِ أن يَطلُبوا مُساعَدَتَهُم وَقتَ الحاجَة أوِ العَكس.‏

١١ حَسَبَ يَعْقُوب ٣:‏١٨‏،‏ لِماذا مُهِمٌّ أن تخلُقي جَوًّا مِنَ السَّلامِ في البَيت؟‏

١١ أُخلُقي جَوًّا مِنَ السَّلامِ في البَيت.‏ عبِّري دائِمًا عن مَحَبَّتِكِ لِزَوجِكِ وأولادِك.‏ تكَلَّمي عن زَوجِكِ بِاحتِرامٍ ولُطف،‏ ودرِّبي أولادَكِ أن يفعَلوا الأمرَ نَفْسَه.‏ فهكَذا،‏ تخلُقينَ جَوًّا مِنَ السَّلامِ في البَيت.‏ وهذا يُسَهِّلُ على الأولادِ أن يتَعَلَّموا عن يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرأ يعقوب ٣:‏١٨‏.‏)‏ إلَيكِ ما حصَلَ مع فاتِحٍ خُصوصِيٍّ في رُومَانِيَا اسْمُهُ جُوزِيف.‏ ففيما كانَ يكبَر،‏ تعَرَّضَ هو وأُمُّهُ وإخوَتُهُ لِمُقاوَمَةٍ شَديدَة مِن والِدِه.‏ يُخبِرُ جُوزِيف:‏ «بذَلَت أُمِّي كُلَّ جُهدِها لِيَظَلَّ هُناك سَلامٌ في البَيت.‏ فكُلَّما ازدادَ أبي قَساوَةً معها،‏ ازدادَت هي لُطفًا معه.‏ وعِندَما كانَت تُلاحِظُ أنَّنا نستَصعِبُ أن نُطيعَ أبانا ونَحتَرِمَه،‏ كانَت تُناقِشُ معنا أفَسُس ٦:‏١-‏٣‏.‏ بَعدَ ذلِك،‏ تُكَلِّمُنا عن صِفاتِ أبينا الحُلوَة،‏ وتُساعِدُنا أن نفهَمَ لِماذا علَينا أن نحتَرِمَه.‏ وهكَذا،‏ خفَّفَت كَثيرًا التَّوَتُّرَ في البَيت».‏

علِّمي أولادَكِ بِالمِثال

١٢ حَسَبَ ٢ تِيمُوثَاوُس ١:‏٥‏،‏ كَيفَ أثَّرَ مِثالُ أفْنِيكِي على تِيمُوثَاوُس؟‏

١٢ إقرأ ٢ تيموثاوس ١:‏٥‏.‏ رسَمَت أفْنِيكِي مِثالًا جَيِّدًا لِتِيمُوثَاوُس.‏ فلا شَكَّ أنَّهُ تعَلَّمَ مِن مِثالِها أنَّ الإيمانَ الحَقيقِيَّ يظهَرُ بِالأعمال.‏ (‏يع ٢:‏٢٦‏)‏ كما رأى أنَّ كُلَّ ما تقومُ بهِ أُمُّهُ هو لِأنَّها تُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا.‏ ورأى أيضًا كم هي سَعيدَةٌ لِأنَّها تخدُمُ يَهْوَه.‏ وكَيفَ أثَّرَ مِثالُ أفْنِيكِي على تِيمُوثَاوُس؟‏ ذكَرَ الرَّسولُ بُولُس أنَّ إيمانَ تِيمُوثَاوُس صارَ قَوِيًّا مِثلَ إيمانِ أُمِّه.‏ وهذا لم يأتِ بِالصُّدفَة.‏ فتِيمُوثَاوُس راقَبَ أُمَّهُ وأرادَ أن يتَمَثَّلَ بها.‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ استَطاعَت أُمَّهاتٌ كَثيرات في أيَّامِنا أن يُؤَثِّرنَ على عائِلاتِهِنَّ «بِدونِ كَلام».‏ (‏١ بط ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وأنتِ أيضًا،‏ تقدِرينَ أن تفعَلي الأمرَ نَفْسَه.‏ كَيف؟‏

١٣ لِماذا يجِبُ أن تضَعَ الأُمُّ عَلاقَتَها بِيَهْوَه أوَّلًا في حَياتِها؟‏

١٣ ضعي عَلاقَتَكِ بِيَهْوَه أوَّلًا في حَياتِك.‏ (‏تث ٦:‏٥،‏ ٦‏)‏ عادَةً،‏ تُضَحِّي الأُمُّ كَثيرًا مِن أجْلِ عائِلَتِها.‏ فلا شَكَّ أنَّكِ تُضَحِّينَ بِوَقتِكِ،‏ مالِكِ،‏ ساعاتِ نَومِكِ،‏ وغَيرِها لِتهتَمِّي بِحاجاتِ أولادِكِ الجَسَدِيَّة.‏ ولكنْ لا يجِبُ أبَدًا أن تنشَغِلي كَثيرًا بِهذِهِ الأُمورِ على حِسابِ عَلاقَتِكِ بِيَهْوَه.‏ لِذلِك،‏ خصِّصي وَقتًا كَي تُصَلِّي وَحدَكِ،‏ تقومي بِالدَّرسِ الشَّخصِيّ،‏ وتحضُري الاجتِماعات.‏ وهكَذا،‏ تُقَوِّينَ نَفْسَكِ روحِيًّا وترسُمينَ مِثالًا جَيِّدًا لِعائِلَتِكِ ولِلآخَرينَ أيضًا.‏

١٤-‏١٥ ماذا تتَعَلَّمينَ مِن أمثِلَةِ لِيَان ومَارِيَّا وزُوَاوُو؟‏

١٤ لاحِظي مَثَلًا كَيفَ تعَلَّمَ بَعضُ الشَّبابِ مِن مِثالِ أُمِّهِم أن يُحِبُّوا يَهْوَه ويَثِقوا به.‏ تقولُ لِيَان،‏ بِنتُ كْرِيسْتِين:‏ «لم نكُنْ نستَطيعُ أن ندرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ عِندَما يكونُ والِدُنا في البَيت.‏ لكنَّنا لاحَظنا أنَّ أُمِّي لم تكُنْ تغيبُ أبَدًا عن أيِّ اجتِماع.‏ ومِثالُها وتَصميمُها عوَّضا لنا عن أيِّ نَقصٍ في المَعرِفَة.‏ فقَبلَ أن نبدَأَ حُضورَ الاجتِماعاتِ بِوَقتٍ طَويل،‏ كُنَّا مُتَأكِّدينَ أنَّ هذا هوَ الحَقّ».‏

١٥ وتقولُ أُختٌ أُخرى اسْمُها مَارِيَّا كانَ والِدُها يُعاقِبُهُم أحيانًا حينَ يحضُرونَ الاجتِماعات:‏ «أُمِّي مِن أشجَعِ الأخَواتِ اللَّواتي أعرِفُهُنّ.‏ ففي صِغَري،‏ كُنتُ أرفُضُ أحيانًا أن أقومَ بِأُمورٍ مُعَيَّنَة لِأنِّي أخافُ مِنَ النَّاس.‏ ولكنْ عِندَما رأيتُ كم أُمِّي شُجاعَةٌ وكَيفَ تضَعُ يَهْوَه أوَّلًا في حَياتِها،‏ استَطَعتُ أن أتَغَلَّبَ على خَوفي مِنَ النَّاس».‏ ويَقولُ أخٌ اسْمُهُ زُوَاوُو كانَ والِدُهُ يمنَعُهُم مِنَ الحَديثِ عنِ الأُمورِ الرُّوحِيَّة في البَيت:‏ «أكثَرُ ما أثَّرَ فِيَّ هو أنَّ أُمِّي كانَت مُستَعِدَّةً أن تتَخَلَّى عن أيِّ شَيءٍ لِتُرضِيَ أبي،‏ إلَّا عن مَحَبَّتِها لِيَهْوَه».‏

١٦ كَيفَ يُمكِنُ أن يُؤَثِّرَ مِثالُ الأُمِّ على الآخَرين؟‏

١٦ تذَكَّري أنَّ مِثالَكِ لا يُؤَثِّرُ فَقَط على أولادِك،‏ بل على الآخَرينَ أيضًا.‏ كَيفَ ذلِك؟‏ فكِّري مَثَلًا كَيفَ أثَّرَ مِثالُ أفْنِيكِي على الرَّسولِ بُولُس.‏ فهو كتَبَ أنَّ إيمانَ تِيمُوثَاوُس العَديمَ الرِّياءِ «سكَنَ أوَّلًا في .‏ .‏ .‏ أفْنِيكِي».‏ (‏٢ تي ١:‏٥‏)‏ ولكنْ متى رأى بُولُس لِأوَّلِ مَرَّةٍ إيمانَ أفْنِيكِي؟‏ على الأرجَحِ خِلالَ أوَّلِ رِحلَةِ تَبشيرٍ له.‏ فآ‌نَذاك،‏ التَقى بِأفْنِيكِي ولُوئِيس في لِسْتَرَة وساعَدَهُما لِتصيرا مَسِيحِيَّتَين.‏ (‏أع ١٤:‏٤-‏١٨‏)‏ وبَعدَ حَوالَي ١٥ سَنَة،‏ عِندَما كتَبَ بُولُس إلى تِيمُوثَاوُس،‏ كانَ لا يزالُ يتَذَكَّرُ أعمالَ أفْنِيكِي الَّتي تدُلُّ على إيمانِها الكَبير.‏ كما ذكَرَها كمِثالٍ لِلمَسيحِيِّين.‏ واضِحٌ إذًا أنَّ أفْنِيكِي أثَّرَت كَثيرًا على الرَّسولِ بُولُس.‏ وعلى الأرجَح،‏ أثَّرَت أيضًا على مَسيحِيِّينَ كَثيرين في القَرنِ الأوَّل.‏ فإذا كُنتِ تُرَبِّينَ أولادَكِ وَحدَكِ،‏ أو إذا لم يكُنْ زَوجُكِ في الحَقّ،‏ فكوني أكيدَةً أنَّ مِثالَكِ يُقَوِّي الآخَرينَ ويُشَجِّعُهُم.‏

تذكَّري أن مساعدة الولد كي ينمو روحيا تأخذ وقتًا.‏ فلا تستسلمي!‏ (‏أُنظر الفقرة ١٧.‏)‏

١٧ ماذا يجِبُ أن تفعَلي إذا بدا أنَّ وَلَدَكِ لا يتَجاوَبُ مع جُهودِك؟‏

١٧ ولكنْ ماذا لَو بدا أنَّ وَلَدَكِ لا يتَجاوَبُ مع جُهودِك؟‏ تذَكَّري أنَّ تَدريبَ الوَلَدِ يأخُذُ وَقتًا.‏ ومِثلَما تُظهِرُ الصُّورَة،‏ عِندَما تزرَعينَ بِزرَة،‏ تتَساءَلينَ أحيانًا إذا كانَت ستنمو وتُعطيكِ ثَمَرًا.‏ صَحيحٌ أنَّكِ لا تقدِرينَ أن تتَحَكَّمي بِالنَّتيجَة،‏ ولكنْ إذا بقيتِ تسقينَها،‏ فسَتُعطينَها أفضَلَ فُرصَةٍ لِتنمو.‏ (‏مر ٤:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ قد تتَساءَلينَ إذا كانَت جُهودُكِ ستُساعِدُ أولادَكِ أن يُحِبُّوا يَهْوَه.‏ صَحيحٌ أنَّكِ لا تقدِرينَ أن تتَحَكَّمي بِالنَّتيجَة،‏ ولكنْ إذا بقيتِ تبذُلينَ كُلَّ جُهدِكِ لِتُدَرِّبيهِم،‏ فسَتُعطينَهُم أفضَلَ فُرصَةٍ لِيَنموا روحِيًّا.‏ —‏ أم ٢٢:‏٦‏.‏

إتَّكِلي على مُساعَدَةِ يَهْوَه

١٨ كَيفَ يُساعِدُ يَهْوَه أولادَكِ أن ينموا روحِيًّا؟‏

١٨ مُنذُ أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ ساعَدَ يَهْوَه شَبابًا كَثيرين أن ينموا روحِيًّا ويَصيروا أصدِقاءَه.‏ (‏مز ٢٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وهو يقدِرُ أن يُساعِدَ أولادَكِ أيضًا،‏ إذا أرادوا ذلِك.‏ (‏١ كو ٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ وحتَّى لَوِ ابتَعَدوا قَليلًا عنِ الحَقّ،‏ فيَهْوَه سيَظَلُّ يُحِبُّهُم ويُبقي عَينَهُ علَيهِم.‏ (‏مز ١١:‏٤‏)‏ وعِندَما يُظهِرونَ أقَلَّ عَلامَةٍ تدُلُّ أنَّ «قُلوبَهُم مُهَيَّأة»،‏ سيَكونُ جاهِزًا لِيُساعِدَهُم.‏ (‏أع ١٣:‏٤٨؛‏ ٢ أخ ١٦:‏٩‏)‏ فرُبَّما يُوَجِّهُكِ أن تقولي لِأولادِكِ الشَّيءَ الَّذي يحتاجونَ أن يسمَعوهُ في الوَقتِ المُناسِبِ بِالضَّبط.‏ (‏أم ١٥:‏٢٣‏)‏ أو قد يدفَعُ أخًا أو أُختًا في الجَماعَةِ كَي يهتَمَّا بهِم.‏ وحتَّى بَعدَما يصيرُ أولادُكِ راشِدين،‏ فقدْ يُذَكِّرُهُم يَهْوَه بِشَيءٍ علَّمتيهِ لهُم في الماضي.‏ (‏يو ١٤:‏٢٦‏)‏ لِذلِك،‏ استَمِرِّي في تَدريبِهِم بِالكَلامِ والمِثال.‏ وهكَذا،‏ سيَجِدُ يَهْوَه أُمورًا كَثيرَة لِيُبارِكَكِ علَيها.‏

١٩ لِماذا تقدِرينَ أن تثِقي أنَّ يَهْوَه سيَكونُ راضِيًا عنكِ؟‏

١٩ لا تعتَمِدُ مَحَبَّةُ يَهْوَه لكِ على قَراراتِ أولادِك.‏ فهو يُحِبُّكِ لِأنَّكِ أنتِ تُحِبِّينَه.‏ وإذا كُنتِ تُرَبِّينَ أولادَكِ وَحدَكِ،‏ فيَهْوَه يعِدُكِ أن يكونَ أبًا لِأولادِكِ وقاضِيًا يُدافِعُ عنك.‏ (‏مز ٦٨:‏٥‏)‏ طَبعًا،‏ أنتِ لا تقدِرينَ أن تُجبِري أولادَكِ أن يعبُدوا يَهْوَه.‏ ولكنْ إذا بقيتِ تتَّكِلينَ على مُساعَدَتِهِ وتبذُلينَ كُلَّ جُهدِك،‏ فسَيَكونُ راضِيًا عنكِ ويُبارِكُ جُهودَكِ.‏

التَّرنيمَة ١٣٤ الأولادُ أمانَةٌ مِن عِندِ يَهْوَه

^ سنرى في هذِهِ المَقالَةِ ماذا تتَعَلَّمُ الأُمَّهاتُ المَسيحِيَّات مِن أفْنِيكِي أُمِّ تِيمُوثَاوُس،‏ وكَيفَ يُساعِدنَ أولادَهُنَّ أن يتَعَرَّفوا على يَهْوَه ويُحِبُّوه.‏

^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

^ مَثَلًا،‏ انظُري الدَّرس ٥٠ في كِتاب عيشوا بِفَرَح الآنَ وإلى الأبَد‏،‏ ومَقالَة «إقتِراحاتٌ لِلعِبادَةِ العائِلِيَّة والدَّرسِ الشَّخصِيّ» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١٥ آب (‏أُغُسْطُس)‏ ٢٠١١،‏ الصَّفحَتَين ٦-‏٧‏.‏