الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٨

كيف تضع أهدافًا روحية وتصل إليها؟‏

كيف تضع أهدافًا روحية وتصل إليها؟‏

‏«تمَعَّنْ في هذِهِ الأُمورِ وانهَمِكْ فيها،‏ لِيَكونَ تَقَدُّمُكَ ظاهِرًا لِلجَميع».‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٥‏.‏

التَّرنيمَة ٨٤ الخِدمَةُ حَيثُ الحاجَة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ أيُّ أهدافٍ روحِيَّة نقدِرُ أن نضَعَها؟‏

 كمَسيحِيِّينَ حَقيقِيِّين،‏ نَحنُ نُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا.‏ لِذلِك،‏ نُريدُ أن نُعطِيَهُ أفضَلَ ما لَدَينا.‏ ولكنْ كَي نخدُمَ يَهْوَه إلى أقصى حَدّ،‏ يجِبُ أن نضَعَ أهدافًا روحِيَّة.‏ وتشمُلُ هذِهِ الأهدافُ أن نُحَسِّنَ صِفاتِنا المَسيحِيَّة،‏ نتَعَلَّمَ مَهاراتٍ جَديدَة،‏ ونبحَثَ عن طُرُقٍ لِنخدُمَ الآخَرينَ أكثَر.‏ *

٢ لِماذا مُهِمٌّ أن نتَقَدَّمَ روحِيًّا؟‏

٢ ولِماذا مُهِمٌّ أن نتَقَدَّمَ روحِيًّا؟‏ السَّبَبُ الأساسِيُّ هو كَي نُرضِيَ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبّ.‏ فيَهْوَه يفرَحُ كَثيرًا عِندَما يرانا نستَعمِلُ قُدُراتِنا ومَواهِبَنا إلى أقصى حَدٍّ في خِدمَتِه.‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ مُهِمٌّ أن نتَقَدَّمَ روحِيًّا كَي نُساعِدَ إخوَتَنا أكثَر.‏ (‏١ تس ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وكُلُّنا نقدِرُ أن نستَمِرَّ في التَّقَدُّمِ روحِيًّا،‏ حتَّى لَو كُنَّا في الحَقِّ مِن سِنين.‏ لِنرَ معًا ماذا يُساعِدُنا على ذلِك.‏

٣ حَسَبَ ١ تِيمُوثَاوُس ٤:‏١٢-‏١٦‏،‏ ماذا شجَّعَ الرَّسولُ بُولُس تِيمُوثَاوُس أن يفعَل؟‏

٣ عِندَما كتَبَ الرَّسولُ بُولُس أوَّلَ رِسالَةٍ لِتِيمُوثَاوُس،‏ كانَ هذا الشَّابُّ المُمَيَّزُ شَيخًا مِن مُدَّةٍ ولَدَيهِ خِبرَة.‏ مع ذلِك،‏ شجَّعَهُ بُولُس أن يستَمِرَّ في التَّقَدُّمِ روحِيًّا.‏ ‏(‏إقرأ ١ تيموثاوس ٤:‏١٢-‏١٦‏.‏)‏ وعِندَما تقرَأُ كَلِماتِ بُولُس،‏ ستُلاحِظُ أنَّهُ شجَّعَ تِيمُوثَاوُس أن يتَقَدَّمَ في مَجالَين:‏ أوَّلًا،‏ أن يُنَمِّيَ صِفاتٍ مَسيحِيَّة مِثلَ ‹المَحَبَّة،‏ والإيمان،‏ والعِفَّة›.‏ وثانِيًا،‏ أن يُحَسِّنَ مَهاراتٍ مِثلَ «القِراءَةِ العَلَنِيَّة،‏ والوَعظ،‏ والتَّعليم».‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنتَعَلَّمُ مِن مِثالِ تِيمُوثَاوُس كَيفَ نضَعُ أهدافًا واقِعِيَّة تُساعِدُنا أن نتَقَدَّمَ روحِيًّا.‏ وسَنرى أيضًا بَعضَ الطُّرُقِ لِنزيدَ خِدمَتَنا.‏

نمِّ صِفاتٍ مَسيحِيَّة

٤ حَسَبَ فِيلِبِّي ٢:‏١٩-‏٢٢‏،‏ ماذا جعَلَ تِيمُوثَاوُس خادِمًا يُحِبُّهُ يَهْوَه ومُفيدًا لِلجَماعَة؟‏

٤ ماذا جعَلَ تِيمُوثَاوُس خادِمًا يُحِبُّهُ يَهْوَه ومُفيدًا لِلجَماعَة؟‏ صِفاتُهُ المَسيحِيَّة الرَّائِعَة.‏ ‏(‏إقرأ فيلبي ٢:‏١٩-‏٢٢‏.‏)‏ فواضِحٌ مِن وَصفِ بُولُس لهُ أنَّهُ كانَ مُتَواضِعًا،‏ وَلِيًّا،‏ مُجتَهِدًا،‏ ويُتَّكَلُ علَيه.‏ كما كانَ تِيمُوثَاوُس يُحِبُّ الإخوَةَ ويَهتَمُّ بهِمِ اهتِمامًا صادِقًا.‏ لِذلِك أحَبَّهُ بُولُس ولم يتَرَدَّدْ أبَدًا أن يُعطِيَهُ تَعييناتٍ صَعبَة.‏ (‏١ كو ٤:‏١٧‏)‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ عِندَما نُنَمِّي صِفاتٍ تُرضي يَهْوَه،‏ ستزدادُ مَحَبَّتُهُ لنا وسَنصيرُ مُفيدينَ أكثَرَ لِلجَماعَة.‏ —‏ مز ٢٥:‏٩؛‏ ١٣٨:‏٦‏.‏

حدِّد أي صفة مسيحية تريد أن تنميها أكثر (‏أُنظر الفقرتين ٥-‏٦.‏)‏

٥ (‏أ)‏ كَيفَ تُحَدِّدُ أيُّ صِفَةٍ يجِبُ أن تعمَلَ علَيها؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ الصُّورَة،‏ ماذا تفعَلُ هذِهِ الأُختُ لِتصِلَ إلى هَدَفِها وتصيرَ مُتَعاطِفَةً أكثَر؟‏

٥ ضعْ هَدَفًا مُحَدَّدًا.‏ أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ لِتعرِفَ أيُّ صِفاتٍ يجِبُ أن تُحَسِّنَها في شَخصِيَّتِك.‏ بَعدَ ذلِك،‏ اختَرْ صِفَةً واحِدَة لِتعمَلَ علَيها.‏ مَثَلًا،‏ هل يلزَمُ أن تكونَ مُتَعاطِفًا أو خَدومًا أكثَر؟‏ هل يلزَمُ أن تبذُلَ جُهدَكَ لِتصيرَ مُسالِمًا أكثَرَ أو لِتُسامِحَ أكثَر؟‏ يُمكِنُكَ أيضًا أن تسألَ صَديقًا تثِقُ بهِ في أيِّ مَجالاتٍ علَيكَ أن تتَحَسَّن.‏ —‏ أم ٢٧:‏٦‏.‏

٦ كَيفَ تصِلُ إلى هَدَفِكَ أن تُنَمِّيَ صِفَةً مُحَدَّدَة؟‏

٦ إجتَهِدْ لِتصِلَ إلى هَدَفِك.‏ إحدى الطُّرُقِ لِتفعَلَ ذلِك هي أن تدرُسَ جَيِّدًا عنِ الصِّفَةِ الَّتي تُريدُ أن تُحَسِّنَها.‏ لِنفتَرِضْ مَثَلًا أنَّكَ تُريدُ أن تُسامِحَ الآخَرينَ أكثَر.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ يُمكِنُكَ أن تقرَأَ عن أشخاصٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ سامَحوا غَيرَهُم وعن أشخاصٍ فشِلوا في ذلِك،‏ ثُمَّ تتَأمَّلَ في مِثالِهِم.‏ فكِّرْ مَثَلًا في يَسُوع.‏ فهو كانَ مُستَعِدًّا دائِمًا أن يُسامِحَ الآخَرين.‏ (‏لو ٧:‏٤٧،‏ ٤٨‏)‏ كما نظَرَ إلى أبعَدَ مِن أخطائِهِم ورأى مَقدِراتِهِم.‏ أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ في أيَّامِه،‏ فكانوا «يعتَبِرونَ الباقينَ كلا شَيء».‏ (‏لو ١٨:‏٩‏)‏ فتأمَّلْ في هذَينِ المِثالَين،‏ ثُمَّ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹ماذا أرى في غَيري؟‏ أيُّ صِفاتٍ فيهِم أُرَكِّزُ علَيها؟‏›.‏ وإذا كُنتَ تستَصعِبُ أن تُسامِحَ شَخصًا ما،‏ فحاوِلْ أن تكتُبَ كُلَّ صِفاتِهِ الحُلوَة الَّتي تخطُرُ على بالِك.‏ بَعدَ ذلِك،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹كَيفَ ينظُرُ يَسُوع إلى هذا الشَّخص؟‏ هل كانَ سيُسامِحُه؟‏›.‏ إنَّ الدَّرسَ بِهذِهِ الطَّريقَةِ يُساعِدُنا أن نُعَدِّلَ تَفكيرَنا.‏ ففي البِدايَة،‏ قد نُضطَرُّ أن نبذُلَ جُهدًا كَبيرًا لِنُسامِحَ شَخصًا جرَحَنا.‏ ولكنْ إذا بقينا نعمَلُ على هذا الهَدَف،‏ فمعَ الوَقتِ سيَصيرُ أسهَلَ علَينا أن نُسامِحَ غَيرَنا.‏

تعَلَّمْ مَهاراتٍ جَديدَة

أطلب أن تتدرب على أعمال الصيانة في قاعة الملكوت (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏ *

٧ كَيفَ يستَعمِلُ يَهْوَه عُمَّالًا ماهِرينَ اليَوم؟‏ (‏أمثال ٢٢:‏٢٩‏)‏

٧ هُناك هَدَفٌ آخَرُ تقدِرُ أن تضَعَه،‏ وهو أن تتَعَلَّمَ مَهارَةً جَديدَة.‏ فكِّرْ مَثَلًا كم نحتاجُ إلى مُتَطَوِّعينَ لِبِناءِ بُيوت إيل،‏ قاعاتِ المَلَكوت،‏ وقاعاتِ الاجتِماعات.‏ وكَثيرونَ مِن هؤُلاءِ المُتَطَوِّعينَ يعمَلونَ في البِدايَةِ مع إخوَةٍ لَدَيهِم خِبرَة.‏ فيَكتَسِبونَ هُم أيضًا خِبرَةً في البِناء.‏ ومِثلَما تُظهِرُ الصُّورَة،‏ يقدِرُ الإخوَةُ والأخَواتُ أيضًا أن يتَعَلَّموا المَهاراتِ الضَّرورِيَّة لِيُساعِدوا في صِيانَةِ قاعاتِ المَلَكوتِ وقاعاتِ الاجتِماعات.‏ وفي هذِهِ المَجالاتِ وغَيرِها،‏ يقومُ يَهْوَه «مَلِكُ الأبَدِيَّةِ» ويَسُوع المَسِيح ‹مَلِكُ المُلوكِ› بِإنجازاتٍ رائِعَة بِواسِطَةِ هؤُلاءِ العُمَّالِ الماهِرين.‏ (‏١ تي ١:‏١٧؛‏ ٦:‏١٥‏؛‏ إقرإ الأمثال ٢٢:‏٢٩‏.‏)‏ ونَحنُ جَميعًا نُريدُ أن نبذُلَ جُهدَنا ونستَعمِلَ مَهاراتِنا لِنُمَجِّدَ يَهْوَه،‏ لا لِنُبرِزَ نَفْسَنا.‏ —‏ يو ٨:‏٥٤‏.‏

٨ كَيفَ تُحَدِّدُ أيُّ مَهارَةٍ يجِبُ أن تعمَلَ علَيها؟‏

٨ ضعْ هَدَفًا مُحَدَّدًا.‏ كَيفَ تُحَدِّدُ أيُّ مَهارَةٍ يجِبُ أن تعمَلَ علَيها؟‏ إسألْ شُيوخَ جَماعَتِك،‏ ورُبَّما ناظِرَ دائِرَتِكَ أيضًا.‏ وإذا اقتَرَحوا علَيكَ مَثَلًا أن تُحَسِّنَ مَهاراتِكَ في التَّعليمِ وإلقاءِ الخِطابات،‏ فاطلُبْ مِنهُم أن يذكُروا لكَ نُقطَةً مُحَدَّدَة لِتعمَلَ علَيها.‏ بَعدَ ذلِك،‏ قُمْ بِالخُطُواتِ اللَّازِمَة لِتتَحَسَّن.‏ لِنرَ معًا كَيف.‏

٩ كَيفَ تصِلُ إلى هَدَفِكَ أن تتَعَلَّمَ مَهارَةً جَديدَة؟‏

٩ إجتَهِدْ لِتصِلَ إلى هَدَفِك.‏ لِنفتَرِضْ أنَّكَ تُريدُ أن تُحَسِّنَ مَهارَتَكَ في التَّعليم.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ يُمكِنُكَ أن تدرُسَ جَيِّدًا كُرَّاسَة تحَسَّنْ في القِراءَةِ والتَّعليم‏.‏ وعِندَما يُعَيَّنُ لكَ جُزءٌ في اجتِماعِ وَسَطِ الأُسبوع،‏ تمَرَّنْ علَيهِ جَيِّدًا.‏ وقَبلَ أن تُقَدِّمَه،‏ اطلُبْ مِن أخٍ ماهِرٍ أن يسمَعَكَ ويُعطِيَكَ بَعضَ الاقتِراحاتِ لِتتَحَسَّن.‏ أُبذُلْ جُهدَكَ كَي لا تكونَ ماهِرًا فَقَط،‏ بل لِتكونَ أيضًا مَعروفًا بِأنَّكَ مُجتَهِدٌ ويُتَّكَلُ علَيك.‏ —‏ أم ٢١:‏٥؛‏ ٢ كو ٨:‏٢٢‏.‏

١٠ ماذا نفعَلُ إذا كانَتِ المَهارَةُ الَّتي نُريدُ أن نُنَمِّيَها صَعبَةً جِدًّا علَينا؟‏ أعطِ مِثالًا.‏

١٠ ولكنْ ماذا لَو كانَتِ المَهارَةُ الَّتي تُريدُ أن تُنَمِّيَها صَعبَةً جِدًّا علَيك؟‏ لا تستَسلِم.‏ إلَيكَ مِثالَ أخٍ اسْمُهُ غَارِي كانَ يُعاني مِن صُعوبَةٍ كَبيرَة في القِراءَة.‏ يتَذَكَّرُ غَارِي كم كانَ يشعُرُ بِالإحراجِ عِندَما يُحاوِلُ أن يقرَأَ في اجتِماعاتِ الجَماعَة.‏ مع ذلِك،‏ ظلَّ يبذُلُ جُهدَهُ لِيَتَحَسَّن.‏ وبِفَضلِ التَّدريبِ الَّذي نالَه،‏ صارَ قادِرًا أن يُقَدِّمَ خِطاباتٍ في قاعاتِ المَلَكوتِ وفي الاجتِماعاتِ الدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة!‏

١١ ماذا يُساعِدُنا أن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِننالَ مَسؤولِيَّاتٍ إضافِيَّة مِثلَ تِيمُوثَاوُس؟‏

١١ هل صارَ تِيمُوثَاوُس خَطيبًا مُمَيَّزًا أو مُعَلِّمًا بارِعًا جِدًّا؟‏ لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن ذلِك.‏ ولكنْ لا شَكَّ أنَّ تِيمُوثَاوُس سمِعَ نَصيحَةَ بُولُس،‏ وتحَسَّنَ أكثَرَ فأكثَرَ في إتمامِ مَسؤولِيَّاتِه.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٠‏)‏ نَحنُ أيضًا إذا طوَّرنا مَهاراتِنا،‏ فسَنكونُ مُستَعِدِّينَ أن ننالَ مَسؤولِيَّاتٍ إضافِيَّة.‏

إبحَثْ عن طُرُقٍ لِتخدُمَ الإخوَةَ أكثَر

١٢ أُذكُرْ كَيفَ قدَّمَ لكَ الإخوَةُ مُساعَدَةً كُنتَ بِأمَسِّ الحاجَةِ إلَيها.‏

١٢ كُلُّنا نذكُرُ وَقتًا قدَّمَ لنا فيهِ الآخَرونَ مُساعَدَةً كُنَّا بِأمَسِّ الحاجَةِ إلَيها.‏ مَثَلًا عِندَما نكونُ في المُستَشفى،‏ نُقَدِّرُ كَثيرًا زِيارَةَ الشُّيوخِ مِن لِجانِ الاتِّصالِ بِالمُستَشفَياتِ أو مِن فِرَقِ زِيارَةِ المَرضى.‏ وعِندَما نمُرُّ بِظَرفٍ صَعب،‏ نُقَدِّرُ كَثيرًا الشُّيوخَ المُحِبِّينَ الَّذينَ يُخَصِّصونَ الوَقتَ لِيَسمَعونا ويُشَجِّعونا.‏ وعِندَما نحتاجُ إلى المُساعَدَةِ في إدارَةِ الدُّروس،‏ نُقَدِّرُ كَثيرًا حينَ يُرافِقُنا فاتِحٌ لَدَيهِ خِبرَةٌ لِيُعطِيَنا بَعضَ النَّصائِح.‏ كُلُّ هؤُلاءِ الإخوَةِ يفرَحونَ بِأن يُساعِدونا.‏ ولكنْ كَي نشعُرَ نَحنُ بِهذا الفَرَح،‏ يجِبُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ بِدَورِنا أن نخدُمَ إخوَتَنا.‏ قالَ يَسُوع:‏ «السَّعادَةُ في العَطاءِ أكثَرُ مِنها في الأخذ».‏ (‏أع ٢٠:‏٣٥‏)‏ فهل تُريدُ أن تزيدَ خِدمَتَكَ بِهذِهِ الطُّرُقِ أو غَيرِها؟‏ ماذا يُساعِدُكَ أن تصِلَ إلى هذا الهَدَف؟‏

١٣ ماذا يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا عِندَما نضَعُ هَدَفًا؟‏

١٣ عِندَما تضَعُ هَدَفًا،‏ انتَبِهْ كَي لا يكونَ عامًّا جِدًّا.‏ مَثَلًا،‏ قد تقول:‏ ‹أُريدُ أن أتَقَدَّمَ في الجَماعَة›.‏ ولكنْ صَعبٌ أن تُخَطِّطَ لِتصِلَ إلى هَدَفٍ كهذا،‏ وسَيَكونُ مُستَحيلًا أن تعرِفَ أساسًا أنَّكَ وصَلتَ إلَيه.‏ لِذلِك،‏ اختَرْ هَدَفًا مُحَدَّدًا وواضِحًا.‏ وما رأيُكَ أن تكتُبَ ما هو هَدَفُكَ وكَيفَ تُخَطِّطُ أن تصِلَ إلَيه؟‏

١٤ لِماذا يجِبُ أن نكونَ مَرِنينَ عِندَما نضَعُ أهدافًا؟‏

١٤ مِن جِهَةٍ ثانِيَة،‏ يجِبُ أن نكونَ مَرِنينَ عِندَما نضَعُ أهدافًا.‏ لِماذا؟‏ لِأنَّنا لا نقدِرُ أن نتَحَكَّمَ كامِلًا في ظُروفِنا.‏ وهذا ما حصَلَ معَ الرَّسولِ بُولُس.‏ فهو ساهَمَ في تَأسيسِ جَماعَةٍ جَديدَة في مَدينَةِ تَسَالُونِيكِي.‏ ولا شَكَّ أنَّ هَدَفَهُ كانَ أن يبقى هُناك لِيُساعِدَ هؤُلاءِ المَسيحِيِّينَ الجُدُد.‏ لكنَّ المُقاوِمينَ أجبَروهُ أن يترُكَ المَدينَة.‏ (‏أع ١٧:‏١-‏٥،‏ ١٠‏)‏ فلَو لم يكُنْ بُولُس مَرِنًا وأصَرَّ أن يبقى هُناك،‏ لَعرَّضَ حَياةَ إخوَتِهِ لِلخَطَر.‏ لكنَّ هذا لا يعني أنَّهُ استَسلَم.‏ فهو عرَفَ كَيفَ يتَعامَلُ مع ظُروفِهِ الجَديدَة.‏ فلاحِقًا،‏ أرسَلَ تِيمُوثَاوُس لِيُقَوِّيَ إيمانَ المَسيحِيِّينَ الجُدُدِ في تَسَالُونِيكِي.‏ (‏١ تس ٣:‏١-‏٣‏)‏ تخَيَّلْ كم فرِحَ الإخوَةُ هُناك لِأنَّ تِيمُوثَاوُس كانَ مُستَعِدًّا أن يخدُمَ حَيثُ هُناك حاجَة.‏

١٥ كَيفَ تُؤَثِّرُ الظُّروفُ الخارِجَة عن سَيطَرَتِنا على أهدافِنا؟‏ أعطِ مِثالًا.‏

١٥ نتَعَلَّمُ الكَثيرَ مِمَّا حصَلَ مع بُولُس في تَسَالُونِيكِي.‏ فرُبَّما نضَعُ هَدَفًا أن ننالَ تَعيينًا مُعَيَّنًا،‏ ثُمَّ تحصُلُ ظُروفٌ خارِجَة عن سَيطَرَتِنا تمنَعُنا مِن ذلِك.‏ (‏جا ٩:‏١١‏)‏ إذا كانَت هذِهِ حالَتَك،‏ فلِمَ لا تُفَكِّرُ في هَدَفٍ آخَرَ يُناسِبُك؟‏ هذا ما فعَلَهُ زَوجانِ اسْمُهُما تِيد وهَايْدِي.‏ فهُما اضطُرَّا أن يترُكا بَيت إيل بِسَبَبِ مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة.‏ لكنَّ مَحَبَّتَهُما لِيَهْوَه دفَعَتهُما أن يبحَثا عن طُرُقٍ أُخرى لِيَزيدا خِدمَتَهُما.‏ فبدَآ بِالفَتحِ العادِيّ.‏ وبَعدَ فَترَة،‏ تعَيَّنا فاتِحَينِ خُصوصِيَّين،‏ وتدَرَّبَ تِيد لِيَكونَ ناظِرَ دائِرَةٍ بَديلًا.‏ لكنَّ مُتَطَلَّباتِ العُمرِ لِناظِرِ الدَّائِرَةِ تغَيَّرَت.‏ فلم يعُدْ بِإمكانِ تِيد وهَايْدِي أن يستَمِرَّا في هذا التَّعيين.‏ صَحيحٌ أنَّهُما حزِنا في البِدايَة،‏ لكنَّهُما عرَفا أنَّهُما يقدِرانِ أن يخدُما يَهْوَه بِطُرُقٍ أُخرى.‏ يقولُ تِيد:‏ «تعَلَّمنا أن لا نُرَكِّزَ فَقَط على نَوعٍ واحِدٍ مِنَ الخِدمَة».‏

١٦ أيُّ دَرسٍ نتَعَلَّمُهُ مِن غَلَاطْيَة ٦:‏٤‏؟‏

١٦ لِنتَذَكَّرْ أنَّنا لا نقدِرُ أن نتَحَكَّمَ بِكُلِّ ما يحدُثُ في حَياتِنا.‏ لِذلِك مُهِمٌّ جِدًّا أن لا نقيسَ قيمَتَنا على أساسِ تَعييناتِنا،‏ وأن لا نُقارِنَ تَعييناتِنا بِتَعييناتِ الآخَرين.‏ تشرَحُ هَايْدِي:‏ «سيَختَفي السَّلامُ مِن حَياتِكَ إذا قارَنتَها بِحَياةِ الآخَرين».‏ ‏(‏إقرأ غلاطية ٦:‏٤‏.‏)‏ إذًا،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أن نبحَثَ دائِمًا عن طُرُقٍ جَديدَة لِنُساعِدَ إخوَتَنا ونخدُمَ يَهْوَه.‏ *

١٧ ماذا يجِبُ أن تفعَلَ لِتخدُمَ في تَعييناتٍ إضافِيَّة؟‏

١٧ مُهِمٌّ جِدًّا أن تُبقِيَ حَياتَكَ بَسيطَة،‏ ولا توقِعَ نَفْسَكَ في دُيونٍ غَيرِ ضَرورِيَّة.‏ وهكَذا،‏ تبقى جاهِزًا لِتخدُمَ في تَعييناتٍ إضافِيَّة في المُستَقبَل.‏ أيضًا،‏ ضعْ أهدافًا صَغيرَة تُساعِدُكَ أن تصِلَ إلى أهدافِكَ الأساسِيَّة.‏ مَثَلًا،‏ إذا كانَ هَدَفُكَ الأساسِيُّ أن تصيرَ فاتِحًا عادِيًّا،‏ فلِمَ لا تخدُمُ الآنَ كفاتِحٍ إضافِيٍّ مُستَمِرّ؟‏ أو إذا كانَ هَدَفُكَ أن تصيرَ خادِمًا مُساعِدًا،‏ فلِمَ لا تزيدُ خِدمَتَكَ وتزورُ الإخوَةَ الكِبارَ في العُمرِ والمَرضى في جَماعَتِك؟‏ تذَكَّرْ أنَّ الخِبرَةَ الَّتي تكتَسِبُها الآنَ تفتَحُ لكَ بابًا لِتخدُمَ في تَعييناتٍ أُخرى في المُستَقبَل.‏ لِذلِك،‏ صمِّمْ أن تُعطِيَ أفضَلَ ما لَدَيكَ في أيِّ تَعيينٍ تنالُه.‏ —‏ رو ١٢:‏١١‏.‏

ضع هدفًا محدَّدًا يناسبك (‏أُنظر الفقرة ١٨.‏)‏ *

١٨ ماذا تتَعَلَّمُ مِن مِثالِ بِيفِيرْلِي؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٨ مَهما كبِرنا في العُمر،‏ نقدِرُ أن نضَعَ أهدافًا روحِيَّة ونصِلَ إلَيها.‏ إلَيكَ ما حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها بِيفِيرْلِي عُمرُها ٧٥ سَنَة.‏ فهي كانَت تُعاني مِن مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة خَطيرَة صعَّبَت علَيها أن تمشي.‏ لكنَّها أرادَت مِن كُلِّ قَلبِها أن تُشارِكَ كامِلًا في حَملَةِ الذِّكرى.‏ فوَضَعَت أهدافًا مُحَدَّدَة.‏ وعِندَما وصَلَت إلَيها خِلالَ الحَملَة،‏ شعَرَت بِفَرَحٍ كَبير.‏ ومِثالُها شجَّعَ باقِيَ الإخوَةِ أن يبذُلوا هُم أيضًا جُهدًا أكبَرَ في الخِدمَة.‏ ويَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا عَمَلَ إخوَتِنا وأخَواتِنا الأكبَرِ سِنًّا،‏ حتَّى لَو كانَت ظُروفُهُم تحُدُّ مِن إمكانِيَّاتِهِم.‏ —‏ مز ٧١:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

١٩ ما هي بَعضُ الأهدافِ الرُّوحِيَّة الَّتي نقدِرُ أن نضَعَها؟‏

١٩ إذًا،‏ ضعْ أهدافًا تُناسِبُك.‏ مَثَلًا،‏ نمِّ صِفاتٍ تُحَبِّبُ يَهْوَه فيك،‏ تعَلَّمْ مَهاراتٍ جَديدَة تُفيدُ بها يَهْوَه وهَيئَتَه،‏ وابحَثْ عن طُرُقٍ لِتخدُمَ إخوَتَكَ أكثَر.‏ * وبِفَضلِ بَرَكَةِ يَهْوَه،‏ سيَكونُ «تَقَدُّمُكَ ظاهِرًا لِلجَميع»،‏ مِثلَما كانَ تَقَدُّمُ تِيمُوثَاوُس.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٥‏.‏

التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!‏

^ كانَ تِيمُوثَاوُس مُبَشِّرًا ماهِرًا.‏ مع ذلِك،‏ شجَّعَهُ الرَّسولُ بُولُس أن يستَمِرَّ في التَّقَدُّمِ روحِيًّا.‏ ونَصيحَةُ بُولُس كانَت ستُساعِدُ تِيمُوثَاوُس أن يخدُمَ يَهْوَه وإخوَتَهُ أكثَر.‏ فهل لَدَيكَ رَغبَةٌ شَديدَة مِثلَ تِيمُوثَاوُس أن تخدُمَ يَهْوَه وإخوَتَكَ أكثَر؟‏ لا شَكَّ في ذلِك.‏ ولكنْ أيُّ أهدافٍ ستُساعِدُك؟‏ وكَيفَ تضَعُ هَدَفًا وتصِلُ إلَيه؟‏

^ شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير:‏ تشمُلُ الأهدافُ الرُّوحِيَّة أيَّ أمرٍ نبذُلُ جُهدَنا لِنصِلَ إلَيهِ كَي نخدُمَ يَهْوَه أكثَرَ ونُفَرِّحَه.‏

^ أُنظُر «الخِدمَةُ حَيثُ الحاجَةُ كَبيرَة» في كِتاب شَعبٌ مُنَظَّمٌ لِفِعلِ مَشيئَةِ يَهْوَه،‏ الفَصل ١٠،‏ الفَقَرات ٦-‏٩‏.‏

^ أُنظُرِ الدَّرس ٦٠ «‏إستَمِرَّ في التَّقَدُّم!‏‏» في كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآن وإلى الأبَد.‏

^ وصف الصورة:‏ أخ يدرِّب أختين على أعمال الصيانة،‏ ثم تستعمل الأختان مهارتهما الجديدة في قاعة الملكوت.‏

^ وصف الصورة:‏ أخت لا تقدر أن تترك البيت،‏ لكنها تدعو الناس إلى الذكرى بالتلفون.‏