مقالة الدرس ١٨
كيف تضع أهدافًا روحية وتصل إليها؟
«تمَعَّنْ في هذِهِ الأُمورِ وانهَمِكْ فيها، لِيَكونَ تَقَدُّمُكَ ظاهِرًا لِلجَميع». — ١ تي ٤:١٥.
التَّرنيمَة ٨٤ الخِدمَةُ حَيثُ الحاجَة
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ أيُّ أهدافٍ روحِيَّة نقدِرُ أن نضَعَها؟
كمَسيحِيِّينَ حَقيقِيِّين، نَحنُ نُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا. لِذلِك، نُريدُ أن نُعطِيَهُ أفضَلَ ما لَدَينا. ولكنْ كَي نخدُمَ يَهْوَه إلى أقصى حَدّ، يجِبُ أن نضَعَ أهدافًا روحِيَّة. وتشمُلُ هذِهِ الأهدافُ أن نُحَسِّنَ صِفاتِنا المَسيحِيَّة، نتَعَلَّمَ مَهاراتٍ جَديدَة، ونبحَثَ عن طُرُقٍ لِنخدُمَ الآخَرينَ أكثَر. *
٢ لِماذا مُهِمٌّ أن نتَقَدَّمَ روحِيًّا؟
٢ ولِماذا مُهِمٌّ أن نتَقَدَّمَ روحِيًّا؟ السَّبَبُ الأساسِيُّ هو كَي نُرضِيَ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبّ. فيَهْوَه يفرَحُ كَثيرًا عِندَما يرانا نستَعمِلُ قُدُراتِنا ومَواهِبَنا إلى أقصى حَدٍّ في خِدمَتِه. إضافَةً إلى ذلِك، مُهِمٌّ أن نتَقَدَّمَ روحِيًّا كَي نُساعِدَ إخوَتَنا أكثَر. (١ تس ٤:٩، ١٠) وكُلُّنا نقدِرُ أن نستَمِرَّ في التَّقَدُّمِ روحِيًّا، حتَّى لَو كُنَّا في الحَقِّ مِن سِنين. لِنرَ معًا ماذا يُساعِدُنا على ذلِك.
٣ حَسَبَ ١ تِيمُوثَاوُس ٤:١٢-١٦، ماذا شجَّعَ الرَّسولُ بُولُس تِيمُوثَاوُس أن يفعَل؟
٣ عِندَما كتَبَ الرَّسولُ بُولُس أوَّلَ رِسالَةٍ لِتِيمُوثَاوُس، كانَ هذا الشَّابُّ المُمَيَّزُ شَيخًا مِن مُدَّةٍ ولَدَيهِ خِبرَة. مع ذلِك، شجَّعَهُ بُولُس أن يستَمِرَّ في التَّقَدُّمِ روحِيًّا. (إقرأ ١ تيموثاوس ٤:١٢-١٦.) وعِندَما تقرَأُ كَلِماتِ بُولُس، ستُلاحِظُ أنَّهُ شجَّعَ تِيمُوثَاوُس أن يتَقَدَّمَ في مَجالَين: أوَّلًا، أن يُنَمِّيَ صِفاتٍ مَسيحِيَّة مِثلَ ‹المَحَبَّة، والإيمان، والعِفَّة›. وثانِيًا، أن يُحَسِّنَ مَهاراتٍ مِثلَ «القِراءَةِ العَلَنِيَّة، والوَعظ، والتَّعليم». في هذِهِ المَقالَة، سنتَعَلَّمُ مِن مِثالِ تِيمُوثَاوُس كَيفَ نضَعُ أهدافًا واقِعِيَّة تُساعِدُنا أن نتَقَدَّمَ روحِيًّا. وسَنرى أيضًا بَعضَ الطُّرُقِ لِنزيدَ خِدمَتَنا.
نمِّ صِفاتٍ مَسيحِيَّة
٤ حَسَبَ فِيلِبِّي ٢:١٩-٢٢، ماذا جعَلَ تِيمُوثَاوُس خادِمًا يُحِبُّهُ يَهْوَه ومُفيدًا لِلجَماعَة؟
٤ ماذا جعَلَ تِيمُوثَاوُس خادِمًا يُحِبُّهُ يَهْوَه ومُفيدًا لِلجَماعَة؟ صِفاتُهُ المَسيحِيَّة الرَّائِعَة. (إقرأ فيلبي ٢:١٩-٢٢.) فواضِحٌ مِن وَصفِ بُولُس لهُ أنَّهُ كانَ مُتَواضِعًا، وَلِيًّا، مُجتَهِدًا، ويُتَّكَلُ علَيه. كما كانَ تِيمُوثَاوُس يُحِبُّ الإخوَةَ ويَهتَمُّ بهِمِ اهتِمامًا صادِقًا. لِذلِك أحَبَّهُ بُولُس ولم يتَرَدَّدْ أبَدًا أن يُعطِيَهُ تَعييناتٍ صَعبَة. (١ كو ٤:١٧) بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، عِندَما نُنَمِّي صِفاتٍ تُرضي يَهْوَه، ستزدادُ مَحَبَّتُهُ لنا وسَنصيرُ مُفيدينَ أكثَرَ لِلجَماعَة. — مز ٢٥:٩؛ ١٣٨:٦.
حدِّد أي صفة مسيحية تريد أن تنميها أكثر (أُنظر الفقرتين ٥-٦.)
٥ (أ) كَيفَ تُحَدِّدُ أيُّ صِفَةٍ يجِبُ أن تعمَلَ علَيها؟ (ب) حَسَبَ الصُّورَة، ماذا تفعَلُ هذِهِ الأُختُ لِتصِلَ إلى هَدَفِها وتصيرَ مُتَعاطِفَةً أكثَر؟
٥ ضعْ هَدَفًا مُحَدَّدًا. أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ لِتعرِفَ أيُّ صِفاتٍ يجِبُ أن تُحَسِّنَها في شَخصِيَّتِك. بَعدَ ذلِك، اختَرْ صِفَةً واحِدَة لِتعمَلَ علَيها. مَثَلًا، هل يلزَمُ أن تكونَ مُتَعاطِفًا أو خَدومًا أكثَر؟ هل يلزَمُ أن تبذُلَ جُهدَكَ لِتصيرَ مُسالِمًا أكثَرَ أو لِتُسامِحَ أكثَر؟ يُمكِنُكَ أيضًا أن تسألَ صَديقًا تثِقُ بهِ في أيِّ مَجالاتٍ علَيكَ أن تتَحَسَّن. — أم ٢٧:٦.
٦ كَيفَ تصِلُ إلى هَدَفِكَ أن تُنَمِّيَ صِفَةً مُحَدَّدَة؟
٦ إجتَهِدْ لِتصِلَ إلى هَدَفِك. إحدى الطُّرُقِ لِتفعَلَ ذلِك هي أن تدرُسَ جَيِّدًا عنِ الصِّفَةِ الَّتي تُريدُ أن تُحَسِّنَها. لِنفتَرِضْ مَثَلًا أنَّكَ تُريدُ أن تُسامِحَ الآخَرينَ أكثَر. في هذِهِ الحالَة، يُمكِنُكَ أن تقرَأَ عن أشخاصٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ سامَحوا غَيرَهُم وعن أشخاصٍ فشِلوا في ذلِك، ثُمَّ تتَأمَّلَ في مِثالِهِم. فكِّرْ مَثَلًا في يَسُوع. فهو كانَ مُستَعِدًّا دائِمًا أن يُسامِحَ الآخَرين. (لو ٧:٤٧، ٤٨) كما نظَرَ إلى أبعَدَ مِن أخطائِهِم ورأى مَقدِراتِهِم. أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ في أيَّامِه، فكانوا «يعتَبِرونَ الباقينَ كلا شَيء». (لو ١٨:٩) فتأمَّلْ في هذَينِ المِثالَين، ثُمَّ اسألْ نَفْسَك: ‹ماذا أرى في غَيري؟ أيُّ صِفاتٍ فيهِم أُرَكِّزُ علَيها؟›. وإذا كُنتَ تستَصعِبُ أن تُسامِحَ شَخصًا ما، فحاوِلْ أن تكتُبَ كُلَّ صِفاتِهِ الحُلوَة الَّتي تخطُرُ على بالِك. بَعدَ ذلِك، اسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ ينظُرُ يَسُوع إلى هذا الشَّخص؟ هل كانَ سيُسامِحُه؟›. إنَّ الدَّرسَ بِهذِهِ الطَّريقَةِ يُساعِدُنا أن نُعَدِّلَ تَفكيرَنا. ففي البِدايَة، قد نُضطَرُّ أن نبذُلَ جُهدًا كَبيرًا لِنُسامِحَ شَخصًا جرَحَنا. ولكنْ إذا بقينا نعمَلُ على هذا الهَدَف، فمعَ الوَقتِ سيَصيرُ أسهَلَ علَينا أن نُسامِحَ غَيرَنا.
تعَلَّمْ مَهاراتٍ جَديدَة
أطلب أن تتدرب على أعمال الصيانة في قاعة الملكوت (أُنظر الفقرة ٧.) *
٧ كَيفَ يستَعمِلُ يَهْوَه عُمَّالًا ماهِرينَ اليَوم؟ (أمثال ٢٢:٢٩)
٧ هُناك هَدَفٌ آخَرُ تقدِرُ أن تضَعَه، وهو أن تتَعَلَّمَ مَهارَةً جَديدَة. فكِّرْ مَثَلًا كم نحتاجُ إلى مُتَطَوِّعينَ لِبِناءِ بُيوت إيل، قاعاتِ المَلَكوت، وقاعاتِ الاجتِماعات. وكَثيرونَ مِن هؤُلاءِ المُتَطَوِّعينَ يعمَلونَ في البِدايَةِ مع إخوَةٍ لَدَيهِم خِبرَة. فيَكتَسِبونَ هُم أيضًا خِبرَةً في البِناء. ومِثلَما تُظهِرُ الصُّورَة، يقدِرُ الإخوَةُ والأخَواتُ أيضًا أن يتَعَلَّموا المَهاراتِ الضَّرورِيَّة لِيُساعِدوا في صِيانَةِ قاعاتِ المَلَكوتِ وقاعاتِ الاجتِماعات. وفي هذِهِ المَجالاتِ وغَيرِها، يقومُ يَهْوَه «مَلِكُ الأبَدِيَّةِ» ويَسُوع المَسِيح ‹مَلِكُ المُلوكِ› بِإنجازاتٍ رائِعَة بِواسِطَةِ هؤُلاءِ العُمَّالِ الماهِرين. (١ تي ١:١٧؛ ٦:١٥؛ إقرإ الأمثال ٢٢:٢٩.) ونَحنُ جَميعًا نُريدُ أن نبذُلَ جُهدَنا ونستَعمِلَ مَهاراتِنا لِنُمَجِّدَ يَهْوَه، لا لِنُبرِزَ نَفْسَنا. — يو ٨:٥٤.
٨ كَيفَ تُحَدِّدُ أيُّ مَهارَةٍ يجِبُ أن تعمَلَ علَيها؟
٨ ضعْ هَدَفًا مُحَدَّدًا. كَيفَ تُحَدِّدُ أيُّ مَهارَةٍ يجِبُ أن تعمَلَ علَيها؟ إسألْ شُيوخَ جَماعَتِك، ورُبَّما ناظِرَ دائِرَتِكَ أيضًا. وإذا اقتَرَحوا علَيكَ مَثَلًا أن تُحَسِّنَ مَهاراتِكَ في التَّعليمِ وإلقاءِ الخِطابات، فاطلُبْ مِنهُم أن يذكُروا لكَ نُقطَةً مُحَدَّدَة لِتعمَلَ علَيها. بَعدَ ذلِك، قُمْ بِالخُطُواتِ اللَّازِمَة لِتتَحَسَّن. لِنرَ معًا كَيف.
٩ كَيفَ تصِلُ إلى هَدَفِكَ أن تتَعَلَّمَ مَهارَةً جَديدَة؟
٩ إجتَهِدْ لِتصِلَ إلى هَدَفِك. لِنفتَرِضْ أنَّكَ تُريدُ أن تُحَسِّنَ مَهارَتَكَ في التَّعليم. في هذِهِ الحالَة، يُمكِنُكَ أن تدرُسَ جَيِّدًا كُرَّاسَة تحَسَّنْ في القِراءَةِ والتَّعليم. وعِندَما يُعَيَّنُ لكَ جُزءٌ في اجتِماعِ وَسَطِ الأُسبوع، تمَرَّنْ علَيهِ جَيِّدًا. وقَبلَ أن تُقَدِّمَه، اطلُبْ مِن أخٍ ماهِرٍ أن يسمَعَكَ ويُعطِيَكَ بَعضَ الاقتِراحاتِ لِتتَحَسَّن. أُبذُلْ جُهدَكَ كَي لا تكونَ ماهِرًا فَقَط، بل لِتكونَ أيضًا مَعروفًا بِأنَّكَ مُجتَهِدٌ ويُتَّكَلُ علَيك. — أم ٢١:٥؛ ٢ كو ٨:٢٢.
١٠ ماذا نفعَلُ إذا كانَتِ المَهارَةُ الَّتي نُريدُ أن نُنَمِّيَها صَعبَةً جِدًّا علَينا؟ أعطِ مِثالًا.
١٠ ولكنْ ماذا لَو كانَتِ المَهارَةُ الَّتي تُريدُ أن تُنَمِّيَها صَعبَةً جِدًّا علَيك؟ لا تستَسلِم. إلَيكَ مِثالَ أخٍ اسْمُهُ غَارِي كانَ يُعاني مِن صُعوبَةٍ كَبيرَة في القِراءَة. يتَذَكَّرُ غَارِي كم كانَ يشعُرُ بِالإحراجِ عِندَما يُحاوِلُ أن يقرَأَ في اجتِماعاتِ الجَماعَة. مع ذلِك، ظلَّ يبذُلُ جُهدَهُ لِيَتَحَسَّن. وبِفَضلِ التَّدريبِ الَّذي نالَه، صارَ قادِرًا أن يُقَدِّمَ خِطاباتٍ في قاعاتِ المَلَكوتِ وفي الاجتِماعاتِ الدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة!
١١ ماذا يُساعِدُنا أن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِننالَ مَسؤولِيَّاتٍ إضافِيَّة مِثلَ تِيمُوثَاوُس؟
١١ هل صارَ تِيمُوثَاوُس خَطيبًا مُمَيَّزًا أو مُعَلِّمًا بارِعًا جِدًّا؟ لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن ذلِك. ولكنْ لا شَكَّ أنَّ تِيمُوثَاوُس سمِعَ نَصيحَةَ بُولُس، وتحَسَّنَ أكثَرَ فأكثَرَ في إتمامِ مَسؤولِيَّاتِه. (٢ تي ٣:١٠) نَحنُ أيضًا إذا طوَّرنا مَهاراتِنا، فسَنكونُ مُستَعِدِّينَ أن ننالَ مَسؤولِيَّاتٍ إضافِيَّة.
إبحَثْ عن طُرُقٍ لِتخدُمَ الإخوَةَ أكثَر
١٢ أُذكُرْ كَيفَ قدَّمَ لكَ الإخوَةُ مُساعَدَةً كُنتَ بِأمَسِّ الحاجَةِ إلَيها.
١٢ كُلُّنا نذكُرُ وَقتًا قدَّمَ لنا فيهِ الآخَرونَ مُساعَدَةً كُنَّا بِأمَسِّ الحاجَةِ إلَيها. مَثَلًا عِندَما نكونُ في المُستَشفى، نُقَدِّرُ كَثيرًا زِيارَةَ الشُّيوخِ مِن لِجانِ الاتِّصالِ بِالمُستَشفَياتِ أو مِن فِرَقِ زِيارَةِ المَرضى. وعِندَما نمُرُّ بِظَرفٍ صَعب، نُقَدِّرُ كَثيرًا الشُّيوخَ المُحِبِّينَ الَّذينَ يُخَصِّصونَ الوَقتَ لِيَسمَعونا ويُشَجِّعونا. وعِندَما نحتاجُ إلى المُساعَدَةِ في إدارَةِ الدُّروس، نُقَدِّرُ كَثيرًا حينَ يُرافِقُنا فاتِحٌ لَدَيهِ خِبرَةٌ لِيُعطِيَنا بَعضَ النَّصائِح. كُلُّ هؤُلاءِ الإخوَةِ يفرَحونَ بِأن يُساعِدونا. ولكنْ كَي نشعُرَ نَحنُ بِهذا الفَرَح، يجِبُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ بِدَورِنا أن نخدُمَ إخوَتَنا. قالَ يَسُوع: «السَّعادَةُ في العَطاءِ أكثَرُ مِنها في الأخذ». (أع ٢٠:٣٥) فهل تُريدُ أن تزيدَ خِدمَتَكَ بِهذِهِ الطُّرُقِ أو غَيرِها؟ ماذا يُساعِدُكَ أن تصِلَ إلى هذا الهَدَف؟
١٣ ماذا يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا عِندَما نضَعُ هَدَفًا؟
١٣ عِندَما تضَعُ هَدَفًا، انتَبِهْ كَي لا يكونَ عامًّا جِدًّا. مَثَلًا، قد تقول: ‹أُريدُ أن أتَقَدَّمَ في الجَماعَة›. ولكنْ صَعبٌ أن تُخَطِّطَ لِتصِلَ إلى هَدَفٍ كهذا، وسَيَكونُ مُستَحيلًا أن تعرِفَ أساسًا أنَّكَ وصَلتَ إلَيه. لِذلِك، اختَرْ هَدَفًا مُحَدَّدًا وواضِحًا. وما رأيُكَ أن تكتُبَ ما هو هَدَفُكَ وكَيفَ تُخَطِّطُ أن تصِلَ إلَيه؟
١٤ لِماذا يجِبُ أن نكونَ مَرِنينَ عِندَما نضَعُ أهدافًا؟
١٤ مِن جِهَةٍ ثانِيَة، يجِبُ أن نكونَ مَرِنينَ عِندَما نضَعُ أهدافًا. لِماذا؟ لِأنَّنا لا نقدِرُ أن نتَحَكَّمَ كامِلًا في ظُروفِنا. وهذا ما حصَلَ معَ الرَّسولِ بُولُس. فهو ساهَمَ في تَأسيسِ جَماعَةٍ جَديدَة في مَدينَةِ تَسَالُونِيكِي. ولا شَكَّ أنَّ هَدَفَهُ كانَ أن يبقى هُناك لِيُساعِدَ هؤُلاءِ المَسيحِيِّينَ الجُدُد. لكنَّ المُقاوِمينَ أجبَروهُ أن يترُكَ المَدينَة. (أع ١٧:١-٥، ١٠) فلَو لم يكُنْ بُولُس مَرِنًا وأصَرَّ أن يبقى هُناك، لَعرَّضَ حَياةَ إخوَتِهِ لِلخَطَر. لكنَّ هذا لا يعني أنَّهُ استَسلَم. فهو عرَفَ كَيفَ يتَعامَلُ مع ظُروفِهِ الجَديدَة. فلاحِقًا، أرسَلَ تِيمُوثَاوُس لِيُقَوِّيَ إيمانَ المَسيحِيِّينَ الجُدُدِ في تَسَالُونِيكِي. (١ تس ٣:١-٣) تخَيَّلْ كم فرِحَ الإخوَةُ هُناك لِأنَّ تِيمُوثَاوُس كانَ مُستَعِدًّا أن يخدُمَ حَيثُ هُناك حاجَة.
١٥ كَيفَ تُؤَثِّرُ الظُّروفُ الخارِجَة عن سَيطَرَتِنا على أهدافِنا؟ أعطِ مِثالًا.
١٥ نتَعَلَّمُ الكَثيرَ مِمَّا حصَلَ مع بُولُس في تَسَالُونِيكِي. فرُبَّما نضَعُ هَدَفًا أن ننالَ تَعيينًا مُعَيَّنًا، ثُمَّ تحصُلُ ظُروفٌ خارِجَة عن سَيطَرَتِنا تمنَعُنا مِن ذلِك. (جا ٩:١١) إذا كانَت هذِهِ حالَتَك، فلِمَ لا تُفَكِّرُ في هَدَفٍ آخَرَ يُناسِبُك؟ هذا ما فعَلَهُ زَوجانِ اسْمُهُما تِيد وهَايْدِي. فهُما اضطُرَّا أن يترُكا بَيت إيل بِسَبَبِ مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة. لكنَّ مَحَبَّتَهُما لِيَهْوَه دفَعَتهُما أن يبحَثا عن طُرُقٍ أُخرى لِيَزيدا خِدمَتَهُما. فبدَآ بِالفَتحِ العادِيّ. وبَعدَ فَترَة، تعَيَّنا فاتِحَينِ خُصوصِيَّين، وتدَرَّبَ تِيد لِيَكونَ ناظِرَ دائِرَةٍ بَديلًا. لكنَّ مُتَطَلَّباتِ العُمرِ لِناظِرِ الدَّائِرَةِ تغَيَّرَت. فلم يعُدْ بِإمكانِ تِيد وهَايْدِي أن يستَمِرَّا في هذا التَّعيين. صَحيحٌ أنَّهُما حزِنا في البِدايَة، لكنَّهُما عرَفا أنَّهُما يقدِرانِ أن يخدُما يَهْوَه بِطُرُقٍ أُخرى. يقولُ تِيد: «تعَلَّمنا أن لا نُرَكِّزَ فَقَط على نَوعٍ واحِدٍ مِنَ الخِدمَة».
١٦ أيُّ دَرسٍ نتَعَلَّمُهُ مِن غَلَاطْيَة ٦:٤؟
١٦ لِنتَذَكَّرْ أنَّنا لا نقدِرُ أن نتَحَكَّمَ بِكُلِّ ما يحدُثُ في حَياتِنا. لِذلِك مُهِمٌّ جِدًّا أن لا نقيسَ قيمَتَنا على أساسِ تَعييناتِنا، وأن لا نُقارِنَ تَعييناتِنا بِتَعييناتِ الآخَرين. تشرَحُ هَايْدِي: «سيَختَفي السَّلامُ مِن حَياتِكَ إذا قارَنتَها بِحَياةِ الآخَرين». (إقرأ غلاطية ٦:٤.) إذًا، مُهِمٌّ جِدًّا أن نبحَثَ دائِمًا عن طُرُقٍ جَديدَة لِنُساعِدَ إخوَتَنا ونخدُمَ يَهْوَه. *
١٧ ماذا يجِبُ أن تفعَلَ لِتخدُمَ في تَعييناتٍ إضافِيَّة؟
١٧ مُهِمٌّ جِدًّا أن تُبقِيَ حَياتَكَ بَسيطَة، ولا توقِعَ نَفْسَكَ في دُيونٍ غَيرِ ضَرورِيَّة. وهكَذا، تبقى جاهِزًا لِتخدُمَ في تَعييناتٍ إضافِيَّة في المُستَقبَل. أيضًا، ضعْ أهدافًا صَغيرَة تُساعِدُكَ أن تصِلَ إلى أهدافِكَ الأساسِيَّة. مَثَلًا، إذا كانَ هَدَفُكَ الأساسِيُّ أن تصيرَ فاتِحًا عادِيًّا، فلِمَ لا تخدُمُ الآنَ كفاتِحٍ إضافِيٍّ مُستَمِرّ؟ أو إذا كانَ هَدَفُكَ أن تصيرَ خادِمًا مُساعِدًا، فلِمَ لا تزيدُ خِدمَتَكَ وتزورُ الإخوَةَ الكِبارَ في العُمرِ والمَرضى في جَماعَتِك؟ تذَكَّرْ أنَّ الخِبرَةَ الَّتي تكتَسِبُها الآنَ تفتَحُ لكَ بابًا لِتخدُمَ في تَعييناتٍ أُخرى في المُستَقبَل. لِذلِك، صمِّمْ أن تُعطِيَ أفضَلَ ما لَدَيكَ في أيِّ تَعيينٍ تنالُه. — رو ١٢:١١.
ضع هدفًا محدَّدًا يناسبك (أُنظر الفقرة ١٨.) *
١٨ ماذا تتَعَلَّمُ مِن مِثالِ بِيفِيرْلِي؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٨ مَهما كبِرنا في العُمر، نقدِرُ أن نضَعَ أهدافًا روحِيَّة ونصِلَ إلَيها. إلَيكَ ما حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها بِيفِيرْلِي عُمرُها ٧٥ سَنَة. فهي كانَت تُعاني مِن مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة خَطيرَة صعَّبَت علَيها أن تمشي. لكنَّها أرادَت مِن كُلِّ قَلبِها أن تُشارِكَ كامِلًا في حَملَةِ الذِّكرى. فوَضَعَت أهدافًا مُحَدَّدَة. وعِندَما وصَلَت إلَيها خِلالَ الحَملَة، شعَرَت بِفَرَحٍ كَبير. ومِثالُها شجَّعَ باقِيَ الإخوَةِ أن يبذُلوا هُم أيضًا جُهدًا أكبَرَ في الخِدمَة. ويَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا عَمَلَ إخوَتِنا وأخَواتِنا الأكبَرِ سِنًّا، حتَّى لَو كانَت ظُروفُهُم تحُدُّ مِن إمكانِيَّاتِهِم. — مز ٧١:١٧، ١٨.
١٩ ما هي بَعضُ الأهدافِ الرُّوحِيَّة الَّتي نقدِرُ أن نضَعَها؟
١٩ إذًا، ضعْ أهدافًا تُناسِبُك. مَثَلًا، نمِّ صِفاتٍ تُحَبِّبُ يَهْوَه فيك، تعَلَّمْ مَهاراتٍ جَديدَة تُفيدُ بها يَهْوَه وهَيئَتَه، وابحَثْ عن طُرُقٍ لِتخدُمَ إخوَتَكَ أكثَر. * وبِفَضلِ بَرَكَةِ يَهْوَه، سيَكونُ «تَقَدُّمُكَ ظاهِرًا لِلجَميع»، مِثلَما كانَ تَقَدُّمُ تِيمُوثَاوُس. — ١ تي ٤:١٥.
التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!
^ كانَ تِيمُوثَاوُس مُبَشِّرًا ماهِرًا. مع ذلِك، شجَّعَهُ الرَّسولُ بُولُس أن يستَمِرَّ في التَّقَدُّمِ روحِيًّا. ونَصيحَةُ بُولُس كانَت ستُساعِدُ تِيمُوثَاوُس أن يخدُمَ يَهْوَه وإخوَتَهُ أكثَر. فهل لَدَيكَ رَغبَةٌ شَديدَة مِثلَ تِيمُوثَاوُس أن تخدُمَ يَهْوَه وإخوَتَكَ أكثَر؟ لا شَكَّ في ذلِك. ولكنْ أيُّ أهدافٍ ستُساعِدُك؟ وكَيفَ تضَعُ هَدَفًا وتصِلُ إلَيه؟
^ شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير: تشمُلُ الأهدافُ الرُّوحِيَّة أيَّ أمرٍ نبذُلُ جُهدَنا لِنصِلَ إلَيهِ كَي نخدُمَ يَهْوَه أكثَرَ ونُفَرِّحَه.
^ أُنظُر «الخِدمَةُ حَيثُ الحاجَةُ كَبيرَة» في كِتاب شَعبٌ مُنَظَّمٌ لِفِعلِ مَشيئَةِ يَهْوَه، الفَصل ١٠، الفَقَرات ٦-٩.
^ أُنظُرِ الدَّرس ٦٠ «إستَمِرَّ في التَّقَدُّم!» في كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآن وإلى الأبَد.