مقالة الدرس ١٥
هل أنت ‹مثال في الكلام›؟
«كُنْ مِثالًا لِلأُمَناءِ في الكَلام». — ١ تي ٤:١٢.
التَّرنيمَة ٩٠ تبادَلوا التَّشجيع
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ مَن أعطانا القُدرَةَ على الكَلام؟
إنَّ قُدرَتَنا على الكَلامِ هي هَدِيَّةٌ مِن أبينا السَّماوِيِّ المُحِبّ. فما إن خلَقَ يَهْوَه الإنسانَ الأوَّلَ آدَم، حتَّى استَطاعَ هذا الإنسانُ أن يتَواصَلَ معهُ بِالكَلام. واستَطاعَ آدَم أيضًا أن يختَرِعَ كَلِماتٍ جَديدَة لِيَزيدَ مُفرَداتِه. كما استَعمَلَ هذِهِ القُدرَةَ لِيُتَمِّمَ تَعيينَهُ أن يُسَمِّيَ كُلَّ الحَيَوانات. (تك ٢:١٩) وتخَيَّلْ كم كانَ سَعيدًا عِندَما تكَلَّمَ لِأوَّلِ مَرَّةٍ مع إنسانٍ آخَر: زَوجَتِهِ الجَميلَة حَوَّاء. — تك ٢:٢٢، ٢٣.
٢ كَيفَ استَعمَلَ البَعضُ هَدِيَّةَ الكَلامِ بِطَريقَةٍ خاطِئَة في الماضي، وماذا عن أيَّامِنا؟
٢ ولكنْ بَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة، استَعمَلَ البَعضُ هَدِيَّةَ الكَلامِ بِطَريقَةٍ خاطِئَة. فالشَّيطانُ إبْلِيس كذَبَ على حَوَّاء. وهذِهِ الكِذبَةُ أوصَلَتِ البَشَرَ إلى الخَطِيَّةِ والنَّقص. (تك ٣:١-٤) أيضًا، استَعمَلَ آدَم لِسانَهُ بِطَريقَةٍ خاطِئَة عِندَما لامَ حَوَّاء على خَطِيَّتِه، وحتَّى لامَ يَهْوَه. (تك ٣:١٢) وقَايِين كذَبَ على يَهْوَه بَعدَما قتَلَ أخاهُ هَابِيل. (تك ٤:٩) لاحِقًا، ألَّفَ شَخصٌ مِن نَسلِ قَايِين اسْمُهُ لَامِك قَصيدَةً لِيُبَرِّرَ قَتلَ شَخصٍ آخَر. وهذِهِ القَصيدَةُ أظهَرَت بِوُضوحٍ كم كانَ النَّاسُ عَنيفينَ آنَذاك. (تك ٤:٢٣، ٢٤) وماذا عن أيَّامِنا؟ لِلأسَف، تنتَشِرُ اللُّغَةُ البَذيئَة في العالَمِ حَولَنا. فبَعضُ السِّياسِيِّينَ يستَعمِلونَها دونَ أيِّ خَجَل. كما يسمَعُها الرَّاشِدونَ في عَمَلِهِم، وحتَّى الأولادُ في المَدرَسَة. وصَعبٌ جِدًّا أن نجِدَ فيلمًا خالِيًا مِنها. وهذا كُلُّهُ يُظهِرُ بِوُضوحٍ كم تراجَعَت مَقاييسُ العالَمِ وأخلاقُه.
٣ أيُّ خَطَرٍ يجِبُ أن ننتَبِهَ مِنه، وماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٣ إذا لم ننتَبِه، فقدْ نتَعَوَّدُ على سَماعِ اللُّغَةِ البَذيئَة ونبدَأُ نَحنُ بِاستِعمالِها. ولكنْ طَبعًا كَمَسيحِيِّين، نَحنُ نُريدُ أن نُرضِيَ يَهْوَه. لِذلِك لا يكفي أن نتَجَنَّبَ الكَلامَ البَذيء. بل علَينا أيضًا أن نستَعمِلَ هَدِيَّةَ الكَلامِ الرَّائِعَة بِطَريقَةٍ صَحيحَة: كَي نُسَبِّحَ إلهَنا. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ نفعَلُ ذلِك (١) في الخِدمَة، (٢) في اجتِماعاتِ الجَماعَة، و (٣) في أحاديثِنا اليَومِيَّة. ولكنْ في البِدايَة، سنرى لِماذا كَلامُنا مُهِمٌّ بِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه.
كَلامُنا مُهِمٌّ بِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه
ماذا يكشف كلامك عن ما في قلبك؟ (أُنظر الفقرتين ٤-٥.) *
٤ حَسَبَ مَلَاخِي ٣:١٦، لِماذا يهتَمُّ يَهْوَه بِكَلامِنا؟
٤ إقرأ ملاخي ٣:١٦ والحاشية. يكتُبُ يَهْوَه في ‹كِتابِهِ التَّذكارِيِّ› أسماءَ الَّذينَ يُظهِرونَ بِكَلامِهِم أنَّهُم يخافونَهُ ويَتَأمَّلونَ في اسْمِه. ولكنْ بِرَأْيِك، لِماذا يهتَمُّ يَهْوَه بِكَلامِنا؟ لِأنَّ كَلامَنا يكشِفُ ما في قَلبِنا. قالَ يَسُوع: «الفَمُ يَتَكَلَّمُ بِالأُمورِ الَّتي تَملَأُ القَلب». (مت ١٢:٣٤) فما نقولُهُ يُظهِرُ كم نُحِبُّ يَهْوَه. ويَهْوَه يُريدُ أن يُكافِئَ الَّذينَ يُحِبُّونَهُ بِحَياةٍ أبَدِيَّة في العالَمِ الجَديد.
٥ (أ) كَيفَ تُؤَثِّرُ طَريقَةُ كَلامِنا على عِبادَتِنا؟ (ب) حَسَبَ الصُّورَة، إلامَ يجِبُ أن ننتَبِهَ عِندَما نتَكَلَّم؟
٥ إنَّ طَريقَةَ كَلامِنا تُحَدِّدُ هل سيَقبَلُ يَهْوَه عِبادَتَنا أو لا. (يع ١:٢٦) فبَعضُ الَّذينَ لا يُحِبُّونَ اللّٰهَ يتَكَلَّمونَ بِقَساوَةٍ وعَصَبِيَّةٍ وتَكَبُّر. (٢ تي ٣:١-٥) طَبعًا، نَحنُ لا نُحِبُّ أن نكونَ مِثلَهُم. بل نُريدُ مِن كُلِّ قَلبِنا أن نُرضِيَ يَهْوَه بِكَلامِنا. ولكنْ هل سيَرضى يَهْوَه عنَّا إذا تكَلَّمنا بِلُطفٍ في الاجتِماعاتِ والخِدمَة، ولكنْ تكَلَّمنا بِقَساوَةٍ وغَضَبٍ مع أفرادِ عائِلَتِنا داخِلَ بُيوتِنا؟ — ١ بط ٣:٧.
٦ أيُّ نَتيجَةٍ نالَتها كِيمْبِرْلِي بِفَضلِ كَلامِها الجَيِّد؟
٦ عِندَما نستَعمِلُ هَدِيَّةَ الكَلامِ بِطَريقَةٍ جَيِّدَة، نجذِبُ الآخَرينَ إلى الحَقّ. فهُم سيرَونَ بِوُضوحٍ الفَرقَ «بَينَ مَن يَعبُدُ اللّٰهَ ومَن لا يَعبُدُه». (مل ٣:١٨) وهذا ما حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها كِيمْبِرْلِي. * ففي الثَّانَوِيَّة، طُلِبَ مِنها أن تعمَلَ على مَشروعٍ مع زَميلَتِها في الصَّفّ. وبَعدَما أنهَتا العَمَل، لاحَظَتِ الفَتاةُ أنَّ كِيمْبِرْلِي مُختَلِفَةٌ عن باقي التَّلاميذ. فهي لا تستَعمِلُ لُغَةً بَذيئَة أو تتَكَلَّمُ على الآخَرينَ وَراءَ ظَهرِهِم. بل تتَكَلَّمُ بِلُطفٍ وتَهذيب. وهذا لفَتَ نَظَرَ زَميلَتِها، حتَّى إنَّها وافَقَت أن تدرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ معها. تخَيَّلْ كم يفرَحُ يَهْوَه عِندَما نتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ تجذِبُ الآخَرينَ إلى الحَقّ.
٧ ماذا نُريدُ كُلُّنا؟
٧ كُلُّنا نُريدُ أن نتَكَلَّمَ بِطَريقَةٍ تُمَجِّدُ يَهْوَه وتُقَرِّبُنا مِن إخوَتِنا. لِذلِك سنُناقِشُ الآنَ نَصائِحَ تُساعِدُنا أن نبقى ‹مِثالًا في الكَلام›.
كُنْ مِثالًا في الخِدمَة
عندما نتكلم بلطف مع الناس في الخدمة، نرضي يهوه (أُنظر الفقرتين ٨-٩.)
٨ أيُّ مِثالٍ رسَمَهُ لنا يَسُوع في الخِدمَة؟
٨ تكَلَّمْ بِلُطفٍ واحتِرامٍ عِندَما تُستَفَزّ. إتُّهِمَ يَسُوع ظُلمًا خِلالَ خِدمَتِهِ بِأنَّهُ شَرِه، سِكِّير، يتَعامَلُ معَ الشَّيطان، لا يلتَزِمُ بِشَريعَةِ السَّبت، وحتَّى يُجَدِّفُ على اللّٰه. (مت ١١:١٩؛ ٢٦:٦٥؛ لو ١١:١٥؛ يو ٩:١٦) مع ذلِك، لم يرُدَّ يَسُوع أبَدًا بِعَصَبِيَّة. وتَمَثُّلًا به، لا يجِبُ أبَدًا أن نرُدَّ بِطَريقَةٍ سَيِّئَة، حتَّى لَو كلَّمَنا صاحِبُ البَيتِ بِقَسوَة. (١ بط ٢:٢١-٢٣) ولكنْ طَبعًا، هذا يتَطَلَّبُ الكَثيرَ مِن ضَبطِ النَّفس. (يع ٣:٢) فماذا يُساعِدُنا؟
٩ ماذا يُساعِدُنا أن نضبُطَ كَلامَنا في الخِدمَة؟
٩ حاوِلْ أن تنظُرَ إلى أبعَدَ مِن رَدَّةِ فِعلِ صاحِبِ البَيتِ السَّلبِيَّة. يقولُ أخٌ اسْمُهُ سَام: «أُذَكِّرُ نَفْسي أنَّ صاحِبَ البَيتِ يحتاجُ كَثيرًا أن يسمَعَ الحَقّ، وأنَّهُ يقدِرُ أن يتَغَيَّر». وأحيانًا، يغضَبُ صاحِبُ البَيتِ فَقَط لِأنَّنا جِئنا في وَقتٍ غَيرِ مُناسِب. على أيِّ حال، عِندَما نلتَقي بِشَخصٍ غاضِبٍ في الخِدمَة، جَيِّدٌ أن نتَمَثَّلَ بِالأُخت لُوسِيَّا. فهي تُصَلِّي صَلاةً قَصيرَة، وتطلُبُ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَها كَي تبقى هادِئَةً ولا تتَكَلَّمَ بِعَصَبِيَّةٍ أو قِلَّةِ احتِرام.
١٠ حَسَبَ ١ تِيمُوثَاوُس ٤:١٣، أيُّ هَدَفٍ يجِبُ أن يكونَ لَدَينا؟
١٠ حسِّنْ مَهاراتِكَ في التَّعليم. كانَ تِيمُوثَاوُس مُبَشِّرًا ماهِرًا. مع ذلِك، لزِمَ أن يُحَسِّنَ بِاستِمرارٍ مَهاراتِهِ في التَّعليم. (إقرأ ١ تيموثاوس ٤:١٣.) وماذا يُساعِدُنا نَحنُ أيضًا أن نُحَسِّنَ مَهاراتِنا في التَّعليم؟ علَينا أن نُحَضِّرَ جَيِّدًا. ونَحنُ نشكُرُ يَهْوَه لِأنَّ لَدَينا أدَواتٍ كَثيرَة تُساعِدُنا في هذا المَجال. مَثَلًا، لَدَينا كُرَّاسَة تحَسَّنْ في القِراءَةِ والتَّعليم، وأيضًا الاقتِراحاتُ في دَليلِ اجتِماعِ الخِدمَةِ والحَياةِ المَسيحِيَّة تَحتَ قِسم «إستَعِدَّ جَيِّدًا لِخِدمَةِ الحَقل». فهل تستَفيدُ مِن هذِهِ الأدَوات؟ تذَكَّرْ أنَّكَ عِندَما تُحَضِّرُ جَيِّدًا، يخِفُّ تَوَتُّرُكَ وتتَكَلَّمُ بِثِقَةٍ أكبَر.
١١ ماذا ساعَدَ البَعضَ أن يتَحَسَّنوا في التَّعليم؟
١١ أيضًا، كَي نُحَسِّنَ مَهاراتِنا في التَّعليم، جَيِّدٌ أن نُراقِبَ أُسلوبَ الإخوَةِ في الجَماعَةِ ونتَعَلَّمَ مِنهُم. وهذا ما يفعَلُهُ سَام المَذكورُ سابِقًا. فهو يسألُ نَفْسَهُ لِماذا بَعضُ الإخوَةِ ماهِرونَ في التَّعليم. فيَنتَبِهُ إلى أساليبِهِم ويُحاوِلُ أن يتَمَثَّلَ بهِم. وهُناك أُختٌ اسْمُها تَالِيَّا تُصغي بِانتِباهٍ إلى طَريقَةِ التَّحليلِ الَّتي يستَعمِلُها الخُطَباءُ الماهِرون. وهذا علَّمَها كَيفَ تُناقِشُ في الخِدمَةِ المَواضيعَ الَّتي يسألُ عنها النَّاس.
كُنْ مِثالًا في الاجتِماعات
عندما نرنِّم من كل قلبنا في الاجتماعات، نُسبِّح يهوه (أُنظر الفقرتين ١٢-١٣.)
١٢ مِمَّ يخافُ بَعضُ الإخوَة؟
١٢ كُلُّنا نُساهِمُ في نَجاحِ الاجتِماعاتِ عِندَما نُشارِكُ في التَّرانيمِ ونُقَدِّمُ أجوِبَةً مُحَضَّرَة جَيِّدًا. (مز ٢٢:٢٢) لكنَّ بَعضَ الإخوَةِ يخافونَ أن يُرَنِّموا أو يُجاوِبوا في الاجتِماعات. فهل هذا ما تشعُرُ بهِ أنتَ أيضًا؟ لاحِظْ إذًا كَيفَ تغَلَّبَ بَعضُ الإخوَةِ على مَخاوِفِهِم.
١٣ ماذا يُساعِدُكَ أن تُرَنِّمَ مِن كُلِّ قَلبِكَ في الاجتِماعات؟
١٣ رنِّمْ مِن كُلِّ قَلبِك. عِندَما نُرَنِّم، يكونُ هَدَفُنا الأساسِيُّ أن نُسَبِّحَ يَهْوَه. مَثَلًا، تشعُرُ أُختٌ اسْمُها سَارَة أنَّ صَوتَها لَيسَ جَميلًا. لكنَّها تُريدُ أن تُسَبِّحَ يَهْوَه. لِذلِك لا تتَرَدَّدُ أن تُرَنِّمَ في الاجتِماعات. وماذا يُساعِدُها؟ إنَّها تُحَضِّرُ التَّرانيمَ في البَيت، مِثلَما تُحَضِّرُ باقِيَ أجزاءِ الاجتِماع. فتتَمَرَّنُ علَيها، وترى كَيفَ ترتَبِطُ كَلِماتُها بِالمَواضيعِ الَّتي تُناقَشُ في الاجتِماع. تقول: «يُساعِدُني ذلِك أن أُرَكِّزَ على كَلِماتِ التَّرانيمِ بَدَلَ أن أُرَكِّزَ على صَوتي».
١٤ إذا كُنتَ خَجولًا، فماذا يجِبُ أن تُبقِيَ في بالِكَ بِخُصوصِ الأجوِبَة؟
١٤ جاوِبْ دائِمًا. يُشَكِّلُ ذلِك تَحَدِّيًا كَبيرًا لِبَعضِ الإخوَة. تقولُ تَالِيَّا المَذكورَة سابِقًا: «أستَصعِبُ كَثيرًا أن أُجاوِبَ في الاجتِماع. فأنا أشعُرُ بِتَوَتُّرٍ شَديدٍ عِندَما أتَكَلَّمُ أمامَ الآخَرين. لكنَّهُم لا يُلاحِظونَ ذلِك لِأنَّ صَوتي هادِئٌ عادَةً». مع ذلِك، لا تتَوَقَّفُ تَالِيَّا عنِ المُشارَكَةِ في الاجتِماعات. فعِندَما تُحَضِّرُ لِلاجتِماع، تُبقي في بالِها أنَّ أوَّلَ جَوابٍ يجِبُ أن يكونَ مُباشِرًا ومُختَصَرًا. تقول: «لا مُشكِلَةَ أن يكونَ جَوابي قَصيرًا وبَسيطًا ومُباشِرًا. أساسًا، مُديرُ الدَّرسِ ينتَظِرُ هذا النَّوعَ مِنَ الأجوِبَة».
١٥ كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى أجوِبَتِنا؟
١٥ ولكنْ حتَّى الإخوَةُ الَّذينَ لا يشعُرونَ بِالخَجَلِ يتَرَدَّدونَ أحيانًا أن يُجاوِبوا. لِماذا؟ تقولُ أُختٌ اسْمُها جُولْيِيت: «أحيانًا، أتَرَدَّدُ أن أُجاوِبَ لِأنِّي أخافُ أن يكونَ جَوابي بَسيطًا جِدًّا أو لَيسَ جَيِّدًا كِفايَة». ولكنْ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يفرَحُ حينَ نُقَدِّمُ لهُ أفضَلَ ما لَدَينا. * وهو يُقَدِّرُ كَثيرًا الجُهودَ الَّتي نبذُلُها كَي نتَغَلَّبَ على مَخاوِفِنا ونُسَبِّحَهُ في الاجتِماعات.
كُنْ مِثالًا في أحاديثِكَ اليَومِيَّة
١٦ أيُّ كَلامٍ يجِبُ أن نتَجَنَّبَه؟
١٦ تجَنَّبْ كُلَّ أنواعِ ‹كَلامِ الإهانَة›. (أف ٤:٣١) مِثلَما ذكَرنا سابِقًا، لا يجِبُ أبَدًا أن نستَعمِلَ كمَسيحِيِّينَ لُغَةً بَذيئَة. ولكنْ هُناك أنواعٌ أُخرى مِن كَلامِ الإهانَةِ قد نقَعُ فيها دونَ أن ننتَبِه، ويجِبُ أن نبتَعِدَ عنها هي أيضًا. مَثَلًا، لا يجِبُ أن نتَكَلَّمَ بِطَريقَةٍ سَلبِيَّة عن أشخاصٍ مِن حَضارَةٍ أو جِنسِيَّةٍ مُعَيَّنَة. أيضًا، لا يجِبُ أن نقولَ مُلاحَظاتٍ قاسِيَة تُؤذي مَشاعِرَ الآخَرين. يعتَرِفُ أحَدُ الإخوَة: «أحيانًا، كُنتُ أقولُ أشياءَ أعتَبِرُها مُضحِكَةً وبَريئَة، لكنَّها في الحَقيقَةِ قاسِيَةٌ وتجرَحُ مَشاعِرَ الآخَرين. لكنَّ زَوجَتي ساعَدَتني كَثيرًا على مَرِّ السَّنَوات. فكانَت تلفِتُ نَظَري على انفِرادٍ كُلَّما قُلتُ شَيئًا قاسِيًا يجرَحُ مَشاعِرَها ومَشاعِرَ الآخَرين».
١٧ حَسَبَ أفَسُس ٤:٢٩، كَيفَ نُشَجِّعُ الآخَرينَ بِكَلامِنا؟
١٧ تكَلَّمْ بِطَريقَةٍ مُشَجِّعَة. كُنْ سَريعًا في مَدحِ الآخَرين، بَدَلَ أن تنتَقِدَهُم أو تتَشَكَّى مِنهُم. (إقرأ أفسس ٤:٢٩.) قَديمًا، كانَ لَدى الإسْرَائِيلِيِّينَ أُمورٌ كَثيرَة لِيَشكُروا يَهْوَه علَيها. مع ذلِك، ظلُّوا يتَشَكَّونَ دائِمًا. والتَّشَكِّي هو أمرٌ مُعدٍ. فهل تذكُرُ مَثَلًا ماذا كانَتِ النَّتيجَةُ عِندَما أعطى عَشَرَةُ جَواسيسَ تَقريرًا سَلبِيًّا؟ «تَشَكَّى جَميعُ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن مُوسَى». (عد ١٣:٣١–١٤:٤) بِالمُقابِل، يُفَرِّحُ المَدحُ الآخَرينَ ويُشَجِّعُهُم أن يتَقَدَّموا. فكِّرْ مَثَلًا في بِنتِ يَفْتَاح. فكانَت صَديقاتُها يزُرنَها ويَمدَحنَها كُلَّ سَنَة. ولا شَكَّ أنَّ هذا المَدحَ شجَّعَها كَثيرًا وساعَدَها أن تستَمِرَّ في تَعيينِها. (قض ١١:٤٠) تقولُ سَارَة المَذكورَة سابِقًا: «عِندَما نمدَحُ الآخَرين، نُحَسِّسُهُم أنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُم وأنَّ دَورَهُم مُهِمٌّ في هَيئَتِه». إذًا، ابحَثْ دائِمًا عن فُرَصٍ لِتمدَحَ الآخَرينَ مَدحًا صادِقًا.
١٨ حَسَبَ المَزْمُور ١٥:١، ٢، لِماذا يجِبُ أن نتَكَلَّمَ بِالحَقّ، وماذا يشمُلُ ذلِك؟
١٨ تكَلَّمْ بِالحَقّ. لن يرضى عنَّا يَهْوَه إذا لم نتَكَلَّمْ بِالحَقّ. فهو يكرَهُ كُلَّ أنواعِ الكَذِب. (أم ٦:١٦، ١٧) صَحيحٌ أنَّ كَثيرينَ اليَومَ يعتَبِرونَ الكَذِبَ جُزءًا طَبيعِيًّا مِنَ الكَلام، لكنَّنا ننظُرُ إلَيهِ مِثلَما ينظُرُ إلَيهِ يَهْوَه. (إقرإ المزمور ١٥:١، ٢.) لِذلِك لا نتَجَنَّبُ فَقَطِ الكَذِبَ المُباشِر، بل نتَجَنَّبُ أيضًا أن نوحِيَ لِلآخَرينَ بِمَعلوماتٍ خاطِئَة.
عندما نغيِّر الحديث بدل أن نشارك في الثرثرة، نُفرِّح يهوه (أُنظر الفقرة ١٩.)
١٩ ماذا يجِبُ أن نتَجَنَّبَ أيضًا؟
١٩ تجَنَّبِ الثَّرثَرَةَ على الآخَرين. (أم ٢٥:٢٣؛ ٢ تس ٣:١١) تشرَحُ جُولْيِيت المَذكورَة سابِقًا كَيفَ تُؤَثِّرُ علَيها الثَّرثَرَة. تقول: «عِندَما أسمَعُ شَخصًا يُثَرثِرُ على أحَد، أتَضايَقُ كَثيرًا ولا أعودُ أثِقُ بِذلِكَ الشَّخص. فمَن يعلَمُ ماذا يقولُ عنِّي في غِيابي؟!». إذًا، في حالِ شعَرتَ أنَّ الحَديثَ بدَأ يصيرُ ثَرثَرَةً مُؤذِيَة، حاوِلْ أن تُغَيِّرَهُ وتتَكَلَّمَ عن شَيءٍ إيجابِيّ. — كو ٤:٦.
٢٠ عَلامَ أنتَ مُصَمِّم؟
٢٠ بِما أنَّنا نعيشُ في عالَمٍ ينتَشِرُ فيهِ الكَلامُ السَّيِّئ، فعلَينا أن نبذُلَ جُهدَنا لِنتَكَلَّمَ بِطَريقَةٍ تُرضي يَهْوَه. لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه أعطانا هَدِيَّةَ الكَلام ويُريدُ أن نستَعمِلَها بِطَريقَةٍ جَيِّدَة. وهو سيُبارِكُنا عِندَما نبذُلُ جُهدَنا لِنتَكَلَّمَ بِطَريقَةٍ تُرضيهِ في الخِدمَة، في الاجتِماعات، وفي أحاديثِنا اليَومِيَّة. قَريبًا، سيَزولُ تَأثيرُ هذا العالَمِ الشِّرِّير، وسَيَصيرُ أسهَلَ علَينا بِكَثيرٍ أن نُسَبِّحَ يَهْوَه بِكَلامِنا. (يه ١٥) ولكنْ حتَّى ذلِكَ الوَقت، لِنكُنْ مُصَمِّمينَ أن نُرضِيَ يَهْوَه ‹بِأقوالِ فَمِنا›. — مز ١٩:١٤.
التَّرنيمَة ١٢١ أَهَمِّيَّةُ ضَبطِ النَّفْس
^ لقدْ أعطانا يَهْوَه هَدِيَّةً رائِعَة: الكَلام. ولكنْ لِلأسَف، أكثَرِيَّةُ النَّاسِ لا يستَعمِلونَ هذِهِ الهَدِيَّةَ بِطَريقَةٍ تُرضي يَهْوَه. فماذا يُساعِدُنا أن نُبقِيَ كَلامَنا نَظيفًا ومُشَجِّعًا في هذا العالَمِ الَّذي تتَراجَعُ مَقاييسُه؟ كَيفَ نُرضي يَهْوَه بِكَلامِنا عِندَما نُشارِكُ في الخِدمَة، نحضُرُ الاجتِماعات، ونتَحَدَّثُ معَ الآخَرين؟ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة.
^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
^ لِتعرِفَ أكثَرَ عن تَقديمِ الأجوِبَة، انظُرْ مَقالَة «سبِّحْ يَهْوَه في الجَماعَة» في عَدَدِ كَانُون الثَّاني (يَنَايِر) ٢٠١٩ مِن بُرجِ المُراقَبَة.
^ وصف الصورة: أخ يرد بقساوة على صاحب بيت غاضب؛ أخ يتردد أن يرنم في الاجتماع؛ أخت تشارك في ثرثرة مؤذية.