الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٥

هل أنت ‹مثال في الكلام›؟‏

هل أنت ‹مثال في الكلام›؟‏

‏«كُنْ مِثالًا لِلأُمَناءِ في الكَلام».‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٢‏.‏

التَّرنيمَة ٩٠ تبادَلوا التَّشجيع

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ مَن أعطانا القُدرَةَ على الكَلام؟‏

 إنَّ قُدرَتَنا على الكَلامِ هي هَدِيَّةٌ مِن أبينا السَّماوِيِّ المُحِبّ.‏ فما إن خلَقَ يَهْوَه الإنسانَ الأوَّلَ آدَم،‏ حتَّى استَطاعَ هذا الإنسانُ أن يتَواصَلَ معهُ بِالكَلام.‏ واستَطاعَ آدَم أيضًا أن يختَرِعَ كَلِماتٍ جَديدَة لِيَزيدَ مُفرَداتِه.‏ كما استَعمَلَ هذِهِ القُدرَةَ لِيُتَمِّمَ تَعيينَهُ أن يُسَمِّيَ كُلَّ الحَيَوانات.‏ (‏تك ٢:‏١٩‏)‏ وتخَيَّلْ كم كانَ سَعيدًا عِندَما تكَلَّمَ لِأوَّلِ مَرَّةٍ مع إنسانٍ آخَر:‏ زَوجَتِهِ الجَميلَة حَوَّاء.‏ —‏ تك ٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

٢ كَيفَ استَعمَلَ البَعضُ هَدِيَّةَ الكَلامِ بِطَريقَةٍ خاطِئَة في الماضي،‏ وماذا عن أيَّامِنا؟‏

٢ ولكنْ بَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة،‏ استَعمَلَ البَعضُ هَدِيَّةَ الكَلامِ بِطَريقَةٍ خاطِئَة.‏ فالشَّيطانُ إبْلِيس كذَبَ على حَوَّاء.‏ وهذِهِ الكِذبَةُ أوصَلَتِ البَشَرَ إلى الخَطِيَّةِ والنَّقص.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٤‏)‏ أيضًا،‏ استَعمَلَ آدَم لِسانَهُ بِطَريقَةٍ خاطِئَة عِندَما لامَ حَوَّاء على خَطِيَّتِه،‏ وحتَّى لامَ يَهْوَه.‏ (‏تك ٣:‏١٢‏)‏ وقَايِين كذَبَ على يَهْوَه بَعدَما قتَلَ أخاهُ هَابِيل.‏ (‏تك ٤:‏٩‏)‏ لاحِقًا،‏ ألَّفَ شَخصٌ مِن نَسلِ قَايِين اسْمُهُ لَامِك قَصيدَةً لِيُبَرِّرَ قَتلَ شَخصٍ آخَر.‏ وهذِهِ القَصيدَةُ أظهَرَت بِوُضوحٍ كم كانَ النَّاسُ عَنيفينَ آنَذاك.‏ (‏تك ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وماذا عن أيَّامِنا؟‏ لِلأسَف،‏ تنتَشِرُ اللُّغَةُ البَذيئَة في العالَمِ حَولَنا.‏ فبَعضُ السِّياسِيِّينَ يستَعمِلونَها دونَ أيِّ خَجَل.‏ كما يسمَعُها الرَّاشِدونَ في عَمَلِهِم،‏ وحتَّى الأولادُ في المَدرَسَة.‏ وصَعبٌ جِدًّا أن نجِدَ فيلمًا خالِيًا مِنها.‏ وهذا كُلُّهُ يُظهِرُ بِوُضوحٍ كم تراجَعَت مَقاييسُ العالَمِ وأخلاقُه.‏

٣ أيُّ خَطَرٍ يجِبُ أن ننتَبِهَ مِنه،‏ وماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ إذا لم ننتَبِه،‏ فقدْ نتَعَوَّدُ على سَماعِ اللُّغَةِ البَذيئَة ونبدَأُ نَحنُ بِاستِعمالِها.‏ ولكنْ طَبعًا كَمَسيحِيِّين،‏ نَحنُ نُريدُ أن نُرضِيَ يَهْوَه.‏ لِذلِك لا يكفي أن نتَجَنَّبَ الكَلامَ البَذيء.‏ بل علَينا أيضًا أن نستَعمِلَ هَدِيَّةَ الكَلامِ الرَّائِعَة بِطَريقَةٍ صَحيحَة:‏ كَي نُسَبِّحَ إلهَنا.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى كَيفَ نفعَلُ ذلِك (‏١)‏ في الخِدمَة،‏ (‏٢)‏ في اجتِماعاتِ الجَماعَة،‏ و (‏٣)‏ في أحاديثِنا اليَومِيَّة.‏ ولكنْ في البِدايَة،‏ سنرى لِماذا كَلامُنا مُهِمٌّ بِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه.‏

كَلامُنا مُهِمٌّ بِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه

ماذا يكشف كلامك عن ما في قلبك؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ٤-‏٥.‏)‏ *

٤ حَسَبَ مَلَاخِي ٣:‏١٦‏،‏ لِماذا يهتَمُّ يَهْوَه بِكَلامِنا؟‏

٤ إقرأ ملاخي ٣:‏١٦ والحاشية.‏ يكتُبُ يَهْوَه في ‹كِتابِهِ التَّذكارِيِّ› أسماءَ الَّذينَ يُظهِرونَ بِكَلامِهِم أنَّهُم يخافونَهُ ويَتَأمَّلونَ في اسْمِه.‏ ولكنْ بِرَأْيِك،‏ لِماذا يهتَمُّ يَهْوَه بِكَلامِنا؟‏ لِأنَّ كَلامَنا يكشِفُ ما في قَلبِنا.‏ قالَ يَسُوع:‏ «الفَمُ يَتَكَلَّمُ بِالأُمورِ الَّتي تَملَأُ القَلب».‏ (‏مت ١٢:‏٣٤‏)‏ فما نقولُهُ يُظهِرُ كم نُحِبُّ يَهْوَه.‏ ويَهْوَه يُريدُ أن يُكافِئَ الَّذينَ يُحِبُّونَهُ بِحَياةٍ أبَدِيَّة في العالَمِ الجَديد.‏

٥ (‏أ)‏ كَيفَ تُؤَثِّرُ طَريقَةُ كَلامِنا على عِبادَتِنا؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ الصُّورَة،‏ إلامَ يجِبُ أن ننتَبِهَ عِندَما نتَكَلَّم؟‏

٥ إنَّ طَريقَةَ كَلامِنا تُحَدِّدُ هل سيَقبَلُ يَهْوَه عِبادَتَنا أو لا.‏ (‏يع ١:‏٢٦‏)‏ فبَعضُ الَّذينَ لا يُحِبُّونَ اللّٰهَ يتَكَلَّمونَ بِقَساوَةٍ وعَصَبِيَّةٍ وتَكَبُّر.‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٥‏)‏ طَبعًا،‏ نَحنُ لا نُحِبُّ أن نكونَ مِثلَهُم.‏ بل نُريدُ مِن كُلِّ قَلبِنا أن نُرضِيَ يَهْوَه بِكَلامِنا.‏ ولكنْ هل سيَرضى يَهْوَه عنَّا إذا تكَلَّمنا بِلُطفٍ في الاجتِماعاتِ والخِدمَة،‏ ولكنْ تكَلَّمنا بِقَساوَةٍ وغَضَبٍ مع أفرادِ عائِلَتِنا داخِلَ بُيوتِنا؟‏ —‏ ١ بط ٣:‏٧‏.‏

٦ أيُّ نَتيجَةٍ نالَتها كِيمْبِرْلِي بِفَضلِ كَلامِها الجَيِّد؟‏

٦ عِندَما نستَعمِلُ هَدِيَّةَ الكَلامِ بِطَريقَةٍ جَيِّدَة،‏ نجذِبُ الآخَرينَ إلى الحَقّ.‏ فهُم سيرَونَ بِوُضوحٍ الفَرقَ «بَينَ مَن يَعبُدُ اللّٰهَ ومَن لا يَعبُدُه».‏ (‏مل ٣:‏١٨‏)‏ وهذا ما حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها كِيمْبِرْلِي.‏ * ففي الثَّانَوِيَّة،‏ طُلِبَ مِنها أن تعمَلَ على مَشروعٍ مع زَميلَتِها في الصَّفّ.‏ وبَعدَما أنهَتا العَمَل،‏ لاحَظَتِ الفَتاةُ أنَّ كِيمْبِرْلِي مُختَلِفَةٌ عن باقي التَّلاميذ.‏ فهي لا تستَعمِلُ لُغَةً بَذيئَة أو تتَكَلَّمُ على الآخَرينَ وَراءَ ظَهرِهِم.‏ بل تتَكَلَّمُ بِلُطفٍ وتَهذيب.‏ وهذا لفَتَ نَظَرَ زَميلَتِها،‏ حتَّى إنَّها وافَقَت أن تدرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ معها.‏ تخَيَّلْ كم يفرَحُ يَهْوَه عِندَما نتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ تجذِبُ الآخَرينَ إلى الحَقّ.‏

٧ ماذا نُريدُ كُلُّنا؟‏

٧ كُلُّنا نُريدُ أن نتَكَلَّمَ بِطَريقَةٍ تُمَجِّدُ يَهْوَه وتُقَرِّبُنا مِن إخوَتِنا.‏ لِذلِك سنُناقِشُ الآنَ نَصائِحَ تُساعِدُنا أن نبقى ‹مِثالًا في الكَلام›.‏

كُنْ مِثالًا في الخِدمَة

عندما نتكلم بلطف مع الناس في الخدمة،‏ نرضي يهوه (‏أُنظر الفقرتين ٨-‏٩.‏)‏

٨ أيُّ مِثالٍ رسَمَهُ لنا يَسُوع في الخِدمَة؟‏

٨ تكَلَّمْ بِلُطفٍ واحتِرامٍ عِندَما تُستَفَزّ.‏ إتُّهِمَ يَسُوع ظُلمًا خِلالَ خِدمَتِهِ بِأنَّهُ شَرِه،‏ سِكِّير،‏ يتَعامَلُ معَ الشَّيطان،‏ لا يلتَزِمُ بِشَريعَةِ السَّبت،‏ وحتَّى يُجَدِّفُ على اللّٰه.‏ (‏مت ١١:‏١٩؛‏ ٢٦:‏٦٥؛‏ لو ١١:‏١٥؛‏ يو ٩:‏١٦‏)‏ مع ذلِك،‏ لم يرُدَّ يَسُوع أبَدًا بِعَصَبِيَّة.‏ وتَمَثُّلًا به،‏ لا يجِبُ أبَدًا أن نرُدَّ بِطَريقَةٍ سَيِّئَة،‏ حتَّى لَو كلَّمَنا صاحِبُ البَيتِ بِقَسوَة.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ ولكنْ طَبعًا،‏ هذا يتَطَلَّبُ الكَثيرَ مِن ضَبطِ النَّفس.‏ (‏يع ٣:‏٢‏)‏ فماذا يُساعِدُنا؟‏

٩ ماذا يُساعِدُنا أن نضبُطَ كَلامَنا في الخِدمَة؟‏

٩ حاوِلْ أن تنظُرَ إلى أبعَدَ مِن رَدَّةِ فِعلِ صاحِبِ البَيتِ السَّلبِيَّة.‏ يقولُ أخٌ اسْمُهُ سَام:‏ «أُذَكِّرُ نَفْسي أنَّ صاحِبَ البَيتِ يحتاجُ كَثيرًا أن يسمَعَ الحَقّ،‏ وأنَّهُ يقدِرُ أن يتَغَيَّر».‏ وأحيانًا،‏ يغضَبُ صاحِبُ البَيتِ فَقَط لِأنَّنا جِئنا في وَقتٍ غَيرِ مُناسِب.‏ على أيِّ حال،‏ عِندَما نلتَقي بِشَخصٍ غاضِبٍ في الخِدمَة،‏ جَيِّدٌ أن نتَمَثَّلَ بِالأُخت لُوسِيَّا.‏ فهي تُصَلِّي صَلاةً قَصيرَة،‏ وتطلُبُ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَها كَي تبقى هادِئَةً ولا تتَكَلَّمَ بِعَصَبِيَّةٍ أو قِلَّةِ احتِرام.‏

١٠ حَسَبَ ١ تِيمُوثَاوُس ٤:‏١٣‏،‏ أيُّ هَدَفٍ يجِبُ أن يكونَ لَدَينا؟‏

١٠ حسِّنْ مَهاراتِكَ في التَّعليم.‏ كانَ تِيمُوثَاوُس مُبَشِّرًا ماهِرًا.‏ مع ذلِك،‏ لزِمَ أن يُحَسِّنَ بِاستِمرارٍ مَهاراتِهِ في التَّعليم.‏ ‏(‏إقرأ ١ تيموثاوس ٤:‏١٣‏.‏)‏ وماذا يُساعِدُنا نَحنُ أيضًا أن نُحَسِّنَ مَهاراتِنا في التَّعليم؟‏ علَينا أن نُحَضِّرَ جَيِّدًا.‏ ونَحنُ نشكُرُ يَهْوَه لِأنَّ لَدَينا أدَواتٍ كَثيرَة تُساعِدُنا في هذا المَجال.‏ مَثَلًا،‏ لَدَينا كُرَّاسَة تحَسَّنْ في القِراءَةِ والتَّعليم‏،‏ وأيضًا الاقتِراحاتُ في دَليلِ اجتِماعِ الخِدمَةِ والحَياةِ المَسيحِيَّة تَحتَ قِسم «إستَعِدَّ جَيِّدًا لِخِدمَةِ الحَقل».‏ فهل تستَفيدُ مِن هذِهِ الأدَوات؟‏ تذَكَّرْ أنَّكَ عِندَما تُحَضِّرُ جَيِّدًا،‏ يخِفُّ تَوَتُّرُكَ وتتَكَلَّمُ بِثِقَةٍ أكبَر.‏

١١ ماذا ساعَدَ البَعضَ أن يتَحَسَّنوا في التَّعليم؟‏

١١ أيضًا،‏ كَي نُحَسِّنَ مَهاراتِنا في التَّعليم،‏ جَيِّدٌ أن نُراقِبَ أُسلوبَ الإخوَةِ في الجَماعَةِ ونتَعَلَّمَ مِنهُم.‏ وهذا ما يفعَلُهُ سَام المَذكورُ سابِقًا.‏ فهو يسألُ نَفْسَهُ لِماذا بَعضُ الإخوَةِ ماهِرونَ في التَّعليم.‏ فيَنتَبِهُ إلى أساليبِهِم ويُحاوِلُ أن يتَمَثَّلَ بهِم.‏ وهُناك أُختٌ اسْمُها تَالِيَّا تُصغي بِانتِباهٍ إلى طَريقَةِ التَّحليلِ الَّتي يستَعمِلُها الخُطَباءُ الماهِرون.‏ وهذا علَّمَها كَيفَ تُناقِشُ في الخِدمَةِ المَواضيعَ الَّتي يسألُ عنها النَّاس.‏

كُنْ مِثالًا في الاجتِماعات

عندما نرنِّم من كل قلبنا في الاجتماعات،‏ نُسبِّح يهوه (‏أُنظر الفقرتين ١٢-‏١٣.‏)‏

١٢ مِمَّ يخافُ بَعضُ الإخوَة؟‏

١٢ كُلُّنا نُساهِمُ في نَجاحِ الاجتِماعاتِ عِندَما نُشارِكُ في التَّرانيمِ ونُقَدِّمُ أجوِبَةً مُحَضَّرَة جَيِّدًا.‏ (‏مز ٢٢:‏٢٢‏)‏ لكنَّ بَعضَ الإخوَةِ يخافونَ أن يُرَنِّموا أو يُجاوِبوا في الاجتِماعات.‏ فهل هذا ما تشعُرُ بهِ أنتَ أيضًا؟‏ لاحِظْ إذًا كَيفَ تغَلَّبَ بَعضُ الإخوَةِ على مَخاوِفِهِم.‏

١٣ ماذا يُساعِدُكَ أن تُرَنِّمَ مِن كُلِّ قَلبِكَ في الاجتِماعات؟‏

١٣ رنِّمْ مِن كُلِّ قَلبِك.‏ عِندَما نُرَنِّم،‏ يكونُ هَدَفُنا الأساسِيُّ أن نُسَبِّحَ يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ تشعُرُ أُختٌ اسْمُها سَارَة أنَّ صَوتَها لَيسَ جَميلًا.‏ لكنَّها تُريدُ أن تُسَبِّحَ يَهْوَه.‏ لِذلِك لا تتَرَدَّدُ أن تُرَنِّمَ في الاجتِماعات.‏ وماذا يُساعِدُها؟‏ إنَّها تُحَضِّرُ التَّرانيمَ في البَيت،‏ مِثلَما تُحَضِّرُ باقِيَ أجزاءِ الاجتِماع.‏ فتتَمَرَّنُ علَيها،‏ وترى كَيفَ ترتَبِطُ كَلِماتُها بِالمَواضيعِ الَّتي تُناقَشُ في الاجتِماع.‏ تقول:‏ «يُساعِدُني ذلِك أن أُرَكِّزَ على كَلِماتِ التَّرانيمِ بَدَلَ أن أُرَكِّزَ على صَوتي».‏

١٤ إذا كُنتَ خَجولًا،‏ فماذا يجِبُ أن تُبقِيَ في بالِكَ بِخُصوصِ الأجوِبَة؟‏

١٤ جاوِبْ دائِمًا.‏ يُشَكِّلُ ذلِك تَحَدِّيًا كَبيرًا لِبَعضِ الإخوَة.‏ تقولُ تَالِيَّا المَذكورَة سابِقًا:‏ «أستَصعِبُ كَثيرًا أن أُجاوِبَ في الاجتِماع.‏ فأنا أشعُرُ بِتَوَتُّرٍ شَديدٍ عِندَما أتَكَلَّمُ أمامَ الآخَرين.‏ لكنَّهُم لا يُلاحِظونَ ذلِك لِأنَّ صَوتي هادِئٌ عادَةً».‏ مع ذلِك،‏ لا تتَوَقَّفُ تَالِيَّا عنِ المُشارَكَةِ في الاجتِماعات.‏ فعِندَما تُحَضِّرُ لِلاجتِماع،‏ تُبقي في بالِها أنَّ أوَّلَ جَوابٍ يجِبُ أن يكونَ مُباشِرًا ومُختَصَرًا.‏ تقول:‏ «لا مُشكِلَةَ أن يكونَ جَوابي قَصيرًا وبَسيطًا ومُباشِرًا.‏ أساسًا،‏ مُديرُ الدَّرسِ ينتَظِرُ هذا النَّوعَ مِنَ الأجوِبَة».‏

١٥ كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى أجوِبَتِنا؟‏

١٥ ولكنْ حتَّى الإخوَةُ الَّذينَ لا يشعُرونَ بِالخَجَلِ يتَرَدَّدونَ أحيانًا أن يُجاوِبوا.‏ لِماذا؟‏ تقولُ أُختٌ اسْمُها جُولْيِيت:‏ «أحيانًا،‏ أتَرَدَّدُ أن أُجاوِبَ لِأنِّي أخافُ أن يكونَ جَوابي بَسيطًا جِدًّا أو لَيسَ جَيِّدًا كِفايَة».‏ ولكنْ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يفرَحُ حينَ نُقَدِّمُ لهُ أفضَلَ ما لَدَينا.‏ * وهو يُقَدِّرُ كَثيرًا الجُهودَ الَّتي نبذُلُها كَي نتَغَلَّبَ على مَخاوِفِنا ونُسَبِّحَهُ في الاجتِماعات.‏

كُنْ مِثالًا في أحاديثِكَ اليَومِيَّة

١٦ أيُّ كَلامٍ يجِبُ أن نتَجَنَّبَه؟‏

١٦ تجَنَّبْ كُلَّ أنواعِ ‹كَلامِ الإهانَة›.‏ (‏أف ٤:‏٣١‏)‏ مِثلَما ذكَرنا سابِقًا،‏ لا يجِبُ أبَدًا أن نستَعمِلَ كمَسيحِيِّينَ لُغَةً بَذيئَة.‏ ولكنْ هُناك أنواعٌ أُخرى مِن كَلامِ الإهانَةِ قد نقَعُ فيها دونَ أن ننتَبِه،‏ ويجِبُ أن نبتَعِدَ عنها هي أيضًا.‏ مَثَلًا،‏ لا يجِبُ أن نتَكَلَّمَ بِطَريقَةٍ سَلبِيَّة عن أشخاصٍ مِن حَضارَةٍ أو جِنسِيَّةٍ مُعَيَّنَة.‏ أيضًا،‏ لا يجِبُ أن نقولَ مُلاحَظاتٍ قاسِيَة تُؤذي مَشاعِرَ الآخَرين.‏ يعتَرِفُ أحَدُ الإخوَة:‏ «أحيانًا،‏ كُنتُ أقولُ أشياءَ أعتَبِرُها مُضحِكَةً وبَريئَة،‏ لكنَّها في الحَقيقَةِ قاسِيَةٌ وتجرَحُ مَشاعِرَ الآخَرين.‏ لكنَّ زَوجَتي ساعَدَتني كَثيرًا على مَرِّ السَّنَوات.‏ فكانَت تلفِتُ نَظَري على انفِرادٍ كُلَّما قُلتُ شَيئًا قاسِيًا يجرَحُ مَشاعِرَها ومَشاعِرَ الآخَرين».‏

١٧ حَسَبَ أفَسُس ٤:‏٢٩‏،‏ كَيفَ نُشَجِّعُ الآخَرينَ بِكَلامِنا؟‏

١٧ تكَلَّمْ بِطَريقَةٍ مُشَجِّعَة.‏ كُنْ سَريعًا في مَدحِ الآخَرين،‏ بَدَلَ أن تنتَقِدَهُم أو تتَشَكَّى مِنهُم.‏ ‏(‏إقرأ أفسس ٤:‏٢٩‏.‏)‏ قَديمًا،‏ كانَ لَدى الإسْرَائِيلِيِّينَ أُمورٌ كَثيرَة لِيَشكُروا يَهْوَه علَيها.‏ مع ذلِك،‏ ظلُّوا يتَشَكَّونَ دائِمًا.‏ والتَّشَكِّي هو أمرٌ مُعدٍ.‏ فهل تذكُرُ مَثَلًا ماذا كانَتِ النَّتيجَةُ عِندَما أعطى عَشَرَةُ جَواسيسَ تَقريرًا سَلبِيًّا؟‏ «تَشَكَّى جَميعُ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن مُوسَى».‏ (‏عد ١٣:‏٣١–‏١٤:‏٤‏)‏ بِالمُقابِل،‏ يُفَرِّحُ المَدحُ الآخَرينَ ويُشَجِّعُهُم أن يتَقَدَّموا.‏ فكِّرْ مَثَلًا في بِنتِ يَفْتَاح.‏ فكانَت صَديقاتُها يزُرنَها ويَمدَحنَها كُلَّ سَنَة.‏ ولا شَكَّ أنَّ هذا المَدحَ شجَّعَها كَثيرًا وساعَدَها أن تستَمِرَّ في تَعيينِها.‏ (‏قض ١١:‏٤٠‏)‏ تقولُ سَارَة المَذكورَة سابِقًا:‏ «عِندَما نمدَحُ الآخَرين،‏ نُحَسِّسُهُم أنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُم وأنَّ دَورَهُم مُهِمٌّ في هَيئَتِه».‏ إذًا،‏ ابحَثْ دائِمًا عن فُرَصٍ لِتمدَحَ الآخَرينَ مَدحًا صادِقًا.‏

١٨ حَسَبَ المَزْمُور ١٥:‏١،‏ ٢‏،‏ لِماذا يجِبُ أن نتَكَلَّمَ بِالحَقّ،‏ وماذا يشمُلُ ذلِك؟‏

١٨ تكَلَّمْ بِالحَقّ.‏ لن يرضى عنَّا يَهْوَه إذا لم نتَكَلَّمْ بِالحَقّ.‏ فهو يكرَهُ كُلَّ أنواعِ الكَذِب.‏ (‏أم ٦:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ صَحيحٌ أنَّ كَثيرينَ اليَومَ يعتَبِرونَ الكَذِبَ جُزءًا طَبيعِيًّا مِنَ الكَلام،‏ لكنَّنا ننظُرُ إلَيهِ مِثلَما ينظُرُ إلَيهِ يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ١٥:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ لِذلِك لا نتَجَنَّبُ فَقَطِ الكَذِبَ المُباشِر،‏ بل نتَجَنَّبُ أيضًا أن نوحِيَ لِلآخَرينَ بِمَعلوماتٍ خاطِئَة.‏

عندما نغيِّر الحديث بدل أن نشارك في الثرثرة،‏ نُفرِّح يهوه (‏أُنظر الفقرة ١٩.‏)‏

١٩ ماذا يجِبُ أن نتَجَنَّبَ أيضًا؟‏

١٩ تجَنَّبِ الثَّرثَرَةَ على الآخَرين.‏ (‏أم ٢٥:‏٢٣؛‏ ٢ تس ٣:‏١١‏)‏ تشرَحُ جُولْيِيت المَذكورَة سابِقًا كَيفَ تُؤَثِّرُ علَيها الثَّرثَرَة.‏ تقول:‏ «عِندَما أسمَعُ شَخصًا يُثَرثِرُ على أحَد،‏ أتَضايَقُ كَثيرًا ولا أعودُ أثِقُ بِذلِكَ الشَّخص.‏ فمَن يعلَمُ ماذا يقولُ عنِّي في غِيابي؟‏!‏».‏ إذًا،‏ في حالِ شعَرتَ أنَّ الحَديثَ بدَأ يصيرُ ثَرثَرَةً مُؤذِيَة،‏ حاوِلْ أن تُغَيِّرَهُ وتتَكَلَّمَ عن شَيءٍ إيجابِيّ.‏ —‏ كو ٤:‏٦‏.‏

٢٠ عَلامَ أنتَ مُصَمِّم؟‏

٢٠ بِما أنَّنا نعيشُ في عالَمٍ ينتَشِرُ فيهِ الكَلامُ السَّيِّئ،‏ فعلَينا أن نبذُلَ جُهدَنا لِنتَكَلَّمَ بِطَريقَةٍ تُرضي يَهْوَه.‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه أعطانا هَدِيَّةَ الكَلام ويُريدُ أن نستَعمِلَها بِطَريقَةٍ جَيِّدَة.‏ وهو سيُبارِكُنا عِندَما نبذُلُ جُهدَنا لِنتَكَلَّمَ بِطَريقَةٍ تُرضيهِ في الخِدمَة،‏ في الاجتِماعات،‏ وفي أحاديثِنا اليَومِيَّة.‏ قَريبًا،‏ سيَزولُ تَأثيرُ هذا العالَمِ الشِّرِّير،‏ وسَيَصيرُ أسهَلَ علَينا بِكَثيرٍ أن نُسَبِّحَ يَهْوَه بِكَلامِنا.‏ (‏يه ١٥‏)‏ ولكنْ حتَّى ذلِكَ الوَقت،‏ لِنكُنْ مُصَمِّمينَ أن نُرضِيَ يَهْوَه ‹بِأقوالِ فَمِنا›.‏ —‏ مز ١٩:‏١٤‏.‏

التَّرنيمَة ١٢١ أَهَمِّيَّةُ ضَبطِ النَّفْس

^ لقدْ أعطانا يَهْوَه هَدِيَّةً رائِعَة:‏ الكَلام.‏ ولكنْ لِلأسَف،‏ أكثَرِيَّةُ النَّاسِ لا يستَعمِلونَ هذِهِ الهَدِيَّةَ بِطَريقَةٍ تُرضي يَهْوَه.‏ فماذا يُساعِدُنا أن نُبقِيَ كَلامَنا نَظيفًا ومُشَجِّعًا في هذا العالَمِ الَّذي تتَراجَعُ مَقاييسُه؟‏ كَيفَ نُرضي يَهْوَه بِكَلامِنا عِندَما نُشارِكُ في الخِدمَة،‏ نحضُرُ الاجتِماعات،‏ ونتَحَدَّثُ معَ الآخَرين؟‏ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة.‏

^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

^ لِتعرِفَ أكثَرَ عن تَقديمِ الأجوِبَة،‏ انظُرْ مَقالَة «‏سبِّحْ يَهْوَه في الجَماعَة‏» في عَدَدِ كَانُون الثَّاني (‏يَنَايِر)‏ ٢٠١٩ مِن بُرجِ المُراقَبَة.‏

^ وصف الصورة:‏ أخ يرد بقساوة على صاحب بيت غاضب؛‏ أخ يتردد أن يرنم في الاجتماع؛‏ أخت تشارك في ثرثرة مؤذية.‏