مقالة الدرس ٢٧
«أُرجُ يهوه»
«أُرجُ يَهْوَه. تشَجَّعْ ولْيتَشَدَّدْ قَلبُك». — مز ٢٧:١٤.
التَّرنيمَة ١٢٨ لِنَثبُتْ في احتِمالِنا
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ (أ) أيُّ رَجاءٍ أعطاهُ يَهْوَه لنا؟ (ب) ماذا يعني أن ‹نرجُوَ يَهْوَه›؟ (أُنظُرْ «شَرحَ المُفرَداتِ وَالتَّعابير».)
أعطى يَهْوَه رَجاءً رائِعًا لِكُلِّ الَّذينَ يُحِبُّونَه. فقَريبًا، سيُنهي المَرَضَ والحُزنَ والمَوت. (رؤ ٢١:٣، ٤) وسَيُساعِدُ الوُدَعاءَ ‹الَّذينَ يرجونَهُ› أن يُحَوِّلوا الأرضَ إلى فِردَوس. (مز ٣٧:٩-١١) كما سيُتيحُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا أن يتَمَتَّعَ بِعَلاقَةٍ قَوِيَّة معه، حتَّى أقوى مِن عَلاقَتِنا معهُ الآن. ألَيسَ هذا رَجاءً رائِعًا؟! ولكنْ ماذا يُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه سيُحَقِّقُ تِلكَ الوُعود؟ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لا يُخلِفُ أبَدًا بِوُعودِه. لِذلِك لَدَينا سَبَبٌ وَجيهٌ ‹لِنرجُوَ يَهْوَه›. * (مز ٢٧:١٤) ونَحنُ نُظهِرُ ذلِك عِندَما ننتَظِرُهُ بِصَبرٍ وفَرَحٍ حتَّى يُحَقِّقَ وُعودَه. — إش ٥٥:١٠، ١١.
٢ أيَّةُ وُعودٍ يُتَمِّمُها يَهْوَه الآن؟
٢ لقدْ برهَنَ يَهْوَه أنَّهُ يفي بِوُعودِه. مَثَلًا في سِفرِ الرُّؤْيَا، وعَدَ يَهْوَه أنَّهُ سيَجمَعُ في أيَّامِنا أشخاصًا مِن كُلِّ الأُمَمِ والقَبائِلِ واللُّغات، وسَيُوَحِّدُهُم في العِبادَةِ النَّقِيَّة. ونَحنُ نرى هذا الوَعدَ يتِمُّ اليَوم. فهؤُلاءِ الأشخاصُ يُؤَلِّفونَ فَريقًا مُمَيَّزًا يُسَمَّى ‹الجَمعَ الكَثير›. (رؤ ٧:٩، ١٠) ومع أنَّهُم رِجالٌ ونِساءٌ وأولادٌ مِن جِنسِيَّاتٍ ولُغاتٍ وخَلفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَة، يعيشونَ بِسَلامٍ كعائِلَةٍ واحِدَة حَولَ العالَم. (مز ١٣٣:١؛ يو ١٠:١٦) كما أنَّ الجَمعَ الكَثيرَ يُبَشِّرونَ بِحَماسَة. فهُم مُستَعِدُّونَ دائِمًا لِيُخبِروا الآخَرينَ عن رَجائِهِم بِمُستَقبَلٍ أفضَل. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ رؤ ١٤:٦، ٧؛ ٢٢:١٧) وإذا كُنتَ مِنَ الجَمعِ الكَثير، فلا شَكَّ أنَّ هذا الرَّجاءَ غالٍ جِدًّا على قَلبِك.
٣ ماذا يُحاوِلُ الشَّيْطَان أن يفعَل؟
٣ يُريدُ الشَّيْطَان أن يُخَسِّرَنا رَجاءَنا. فهو يُحاوِلُ أن يُشَكِّكَنا بِأنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بنا وسَيُتَمِّمُ ما وعَدَنا به. وإذا نجَحَ الشَّيْطَان في ذلِك، فسَتضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا ونتَوَقَّفُ عن خِدمَةِ يَهْوَه. وكما سنرى، هذا بِالضَّبطِ ما حاوَلَ الشَّيْطَان أن يفعَلَهُ مع أيُّوب.
٤ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟ (أيوب ١:٩-١٢)
٤ في هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ حاوَلَ الشَّيْطَان أن يكسِرَ استِقامَةَ أيُّوب. (إقرأ أيوب ١:٩-١٢.) وسَنرى أيضًا ماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِ أيُّوب، ولِماذا مُهِمٌّ أن نتَذَكَّرَ أنَّ اللّٰهَ يُحِبُّنا وسَيَفي بِوُعودِهِ لنا.
كَيفَ حاوَلَ الشَّيْطَان أن يُخَسِّرَ أيُّوب رَجاءَه؟
٥-٦ ماذا حصَلَ لِأيُّوب بَينَ نَهارٍ ولَيلَة؟
٥ كانَ كُلُّ شَيءٍ يسيرُ على أحسَنِ حالٍ مع أيُّوب. فقدْ تمَتَّعَ بِعَلاقَةٍ قَوِيَّة مع يَهْوَه، وبِعائِلَةٍ كَبيرَة وسَعيدَة. كما كانَ مُرتاحًا مادِّيًّا. (أي ١:١-٥) لكنَّهُ خسِرَ كُلَّ شَيءٍ بَينَ نَهارٍ ولَيلَة. أوَّلًا، خسِرَ ثَروَتَه. (أي ١:١٣-١٧) ثُمَّ خسِرَ كُلَّ أولادِهِ الغالينَ على قَلبِه. هل تتَخَيَّلُ كم كانَت هذِهِ المُصيبَةُ صَعبَةً علَيه؟ فحينَ يموتُ وَلَدٌ واحِد، ينكَسِرُ قَلبُ والِدَيه. تخَيَّلْ إذًا كم كانَتِ الصَّدمَةُ كَبيرَةً على أيُّوب وزَوجَتِه، وكم شعَرا بِالحُزنِ واليَأسِ عِندَما سحَقَتِ الأنقاضُ أولادَهُما العَشَرَةَ وماتوا كُلُّهُم دَفعَةً واحِدَة. لِذلِك لا نستَغرِبُ أنَّ أيُّوب مزَّقَ ثِيابَهُ وانهارَ على الأرض. — أي ١:١٨-٢٠.
٦ بَعدَ ذلِك، استَهدَفَ الشَّيْطَان صِحَّةَ أيُّوب. فأصابَهُ بِمَرَضٍ خسَّرَهُ كَرامَتَه. (أي ٢:٦-٨؛ ٧:٥) فقَبلًا، كانَ أيُّوب رَجُلًا مُحتَرَمًا في مُجتَمَعِه، رَجُلًا يأتي إلَيهِ النَّاسُ كَي يستَشيروه. (أي ٣١:١٨) لكنَّهُ أصبَحَ مَنبوذًا مِنَ الجَميع، حتَّى مِن إخوَتِهِ وأصدِقائِهِ والخُدَّامِ في بَيتِه. — أي ١٩:١٣، ١٤، ١٦.
يمر أخوة كثيرون في أيامنا بمشاكل مثل أيوب (أُنظر الفقرة ٧.) *
٧ (أ) ماذا ظنَّ أيُّوب، ولكنْ ماذا رفَضَ أن يفعَل؟ (ب) كَيفَ يُمكِنُ أن يمُرَّ المَسيحِيُّ بِظَرفٍ كالمَوصوفِ في الصُّورَة؟
٧ أيضًا، حاوَلَ الشَّيْطَان أن يُوهِمَ أيُّوب بِأنَّهُ يُعاني هذِهِ المَشاكِلَ لِأنَّ يَهْوَه غاضِبٌ مِنه. مَثَلًا، جلَبَ الشَّيْطَان ريحًا قَوِيَّة دمَّرَتِ البَيتَ الَّذي اجتَمَعَ فيه أولادُ أيُّوب لِيَأكُلوا الطَّعام. (أي ١:١٨، ١٩) كما أنزَلَ نارًا مِنَ السَّماء، نارًا لم تُحرِقْ فَقَط مَواشِيَ أيُّوب، بل أيضًا خُدَّامَهُ الَّذينَ كانوا يرعَونَها. (أي ١:١٦) كانَ واضِحًا أنَّ الرِّيحَ والنَّارَ مِن مَصدَرٍ فَوقَ الطَّبيعَة. لِذا ظنَّ أيُّوب أنَّ يَهْوَه سبَّبَهُما لِأنَّهُ غاضِبٌ مِنه. رَغمَ كُلِّ ذلِك، رفَضَ أيُّوب أن يلعَنَ أباهُ السَّماوِيّ. كما تذَكَّرَ البَرَكاتِ الكَثيرَة الَّتي أعطاها لهُ على مَرِّ السِّنين. وفكَّرَ أنَّهُ مِثلَما قبِلَ الأشياءَ الصَّالِحَة مِن يَهْوَه، يجِبُ أن يقبَلَ أيضًا الأشياءَ السَّيِّئَة. لِذلِك قال: «لِيَكُنِ اسْمُ يَهْوَه مُبارَكًا». (أي ١:٢٠، ٢١؛ ٢:١٠) فمع أنَّ أيُّوب خسِرَ ثَروَتَهُ وأولادَهُ وصِحَّتَه، تحَمَّلَ وَجَعَهُ وبقِيَ أمينًا لِيَهْوَه. لكنَّ الشَّيْطَان لم يترُكْهُ في حالِه.
٨ أيُّ تَكتيكٍ آخَرَ استَعمَلَهُ الشَّيْطَان؟
٨ إستَعمَلَ الشَّيْطَان تَكتيكًا آخَرَ ضِدَّ أيُّوب. فقدْ دفَعَ ثَلاثَةَ أصدِقاءَ مُزَيَّفينَ أن يُحَسِّسوا أيُّوب أنَّهُ بِلا قيمَة. فادَّعى هؤُلاءِ الرِّجالُ أنَّ أيُّوب يُعاني بِسَبَبِ أخطاءٍ ارتَكَبَها. (أي ٢٢:٥-٩) كما حاوَلوا أن يُقنِعوهُ أنَّهُ حتَّى لَو لم يكُنْ مُخطِئًا، فإنَّ أيَّ جُهدٍ يبذُلُهُ لِيُرضِيَ يَهْوَه هو بِلا فائِدَة. (أي ٤:١٨؛ ٢٢:٢، ٣؛ ٢٥:٤) بِكَلِماتٍ أُخرى، حاوَلوا أن يُشَكِّكوا أيُّوب بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُ ويَهتَمُّ بهِ ويُقَدِّرُ خِدمَتَه، ويُحَسِّسوهُ بِالتَّالي أنَّ وَضعَهُ مَيؤوسٌ مِنه.
٩ كَيفَ ظلَّ أيُّوب قَوِيًّا ومَعنَوِيَّاتُهُ عالِيَة؟
٩ تخَيَّلْ هذا المَشهَد. أيُّوب جالِسٌ في وَسَطِ الرَّمادِ يُعاني مِن وَجَعٍ مُستَمِرّ. (أي ٢:٨) أصدِقاؤُهُ لا يتَوَقَّفونَ عنِ اتِّهامِهِ وتَشويهِ سُمعَتِه. مَشاكِلُهُ هي مِثلُ حِملٍ ثَقيلٍ علَيه. وقَلبُهُ لا يزالُ مَجروحًا بِسَبَبِ مَوتِ أولادِه. في البِدايَة، ظلَّ أيُّوب ساكِتًا. (أي ٢:١٣–٣:١) فكَيفَ فسَّرَ أصدِقاؤُهُ سُكوتَه؟ هلِ اعتَبَروهُ دَليلًا أنَّهُ سيَتَخَلَّى عن خالِقِه؟ إذا ظنُّوا ذلِك، فهُم مُخطِئونَ جِدًّا. ففي إحدى اللَّحَظات، رُبَّما رفَعَ أيُّوب رَأسَهُ ونظَرَ إلَيهِم وَجهًا لِوَجه، ثُمَّ قالَ كَلِماتِهِ الشَّهيرَة: «حتَّى ألفِظَ آخِرَ أنفاسي لا أنزِعُ استِقامَتي عنِّي». (أي ٢٧:٥) فكَيفَ ظلَّ أيُّوب قَوِيًّا ومَعنَوِيَّاتُهُ عالِيَة، رَغمَ كُلِّ ما مرَّ به؟ حتَّى في أصعَبِ الظُّروف، لم يخسَرْ أيُّوب رَجاءَهُ بِأنَّ إلهَهُ المُحِبَّ سيُنهي مَشاكِلَه. وكانَ واثِقًا أنَّهُ حتَّى لَو مات، فإنَّ يَهْوَه سيُقيمُه. — أي ١٤:١٣-١٥.
كَيفَ تتَمَثَّلُ بِأيُّوب؟
١٠ ماذا نتَعَلَّمُ مِن قِصَّةِ أيُّوب؟
١٠ نتَعَلَّمُ مِن قِصَّةِ أيُّوب أنَّ الشَّيْطَان لا يستَطيعُ أن يُجبِرَنا أن نترُكَ يَهْوَه، وأنَّ يَهْوَه يعرِفُ كُلَّ ما نمُرُّ به. كما نتَعَلَّمُ دُروسًا مُهِمَّة أُخرى مِن هذِهِ القِصَّة. فلْنرَ بَعضًا مِنها.
١١ ماذا نقدِرُ أن نفعَلَ إذا وثِقنا بِيَهْوَه؟ (يعقوب ٤:٧)
١١ نتَعَلَّمُ مِن مِثالِ أيُّوب أنَّنا إذا وثِقنا بِيَهْوَه، نقدِرُ أن نتَحَمَّلَ أيَّ مُشكِلَةٍ ونُقاوِمَ الشَّيْطَان. وهكَذا سيَهرُبُ الشَّيْطَان مِنَّا، مِثلَما يُؤَكِّدُ الكِتابُ المُقَدَّس. — إقرأ يعقوب ٤:٧.
١٢ كَيفَ قوَّى رَجاءُ القِيامَةِ أيُّوب؟
١٢ نتَعَلَّمُ أيضًا كم مُهِمٌّ أن نُبقِيَ رَجاءَنا بِالقِيامَةِ قَوِيًّا. فكما رأَينا في المَقالَةِ السَّابِقَة، يُحاوِلُ الشَّيْطَان أن يستَغِلَّ الخَوفَ مِنَ المَوتِ لِيَجعَلَنا نترُكُ يَهْوَه. وهوَ ادَّعى أنَّ أيُّوب سيَفعَلُ أيَّ شَيء، حتَّى سيَترُكُ يَهْوَه، كَي يُنقِذَ حَياتَه. لكنَّ ما قالَهُ الشَّيْطَان غَيرُ صَحيح. فأيُّوب بقِيَ أمينًا لِيَهْوَه، حتَّى حينَ مرَّ بِأصعَبِ الظُّروفِ واقتَرَبَ مِنَ المَوت. فماذا ساعَدَه؟ لقدْ نالَ القُوَّةَ مِن رَجائه. فقدْ وثِقَ أنَّ يَهْوَه صالِحٌ وسَيُنهي مَشاكِلَه. وكانَ واثِقًا أيضًا أنَّهُ حتَّى لَو لم يفعَلْ يَهْوَه ذلِك أثناءَ حَياتِه، فسَيُقيمُهُ في المُستَقبَل. فرَجاءُ القِيامَةِ كانَ حَقيقِيًّا جِدًّا بِالنِّسبَةِ إلَيه. لِنتَمَثَّلْ إذًا بِأيُّوب ونُبقِ رَجاءَنا بِالقِيامَةِ قَوِيًّا. وهكَذا لن يجعَلَنا الخَوفُ مِنَ المَوتِ نكسِرُ استِقامَتَنا.
١٣ لِماذا مُهِمٌّ أن ننتَبِهَ إلى التَّكتيكاتِ الَّتي استَعمَلَها الشَّيْطَان ضِدَّ أيُّوب؟
١٣ مُهِمٌّ أن ننتَبِهَ إلى التَّكتيكاتِ الَّتي استَعمَلَها الشَّيْطَان ضِدَّ أيُّوب. فهو يستَعمِلُ التَّكتيكاتِ نَفْسَها ضِدَّنا اليَوم. لاحِظْ مَثَلًا أنَّهُ لم يتَّهِمْ أيُّوب فَقَط، بلِ اتَّهَمَ البَشَرَ عامَّةً حينَ قال: «كُلُّ ما لِلإنسانِ يُعطيهِ لِأجْلِ نَفْسِه». (أي ٢:٤، ٥) بِكَلِماتٍ أُخرى، يدَّعي الشَّيْطَان أنَّنا لا نُحِبُّ يَهْوَه، وأنَّنا مُستَعِدُّونَ أن نترُكَهُ كَي نُنقِذَ حَياتَنا. كما يدَّعي أنَّ اللّٰهَ لا يُحِبُّنا ولا يُقَدِّرُ خِدمَتَنا. لكنَّنا لا ننخَدِعُ بِتَكتيكاتِ الشَّيْطَان، فيَهْوَه سبَقَ وحذَّرَنا مِنها.
١٤ ماذا تكشِفُ لنا المَشاكِلُ الَّتي نمُرُّ بها؟ أُذكُرْ مَثَلًا.
١٤ تُساعِدُنا المَشاكِلُ الَّتي نمُرُّ بها أن نُحَدِّدَ نِقاطَ ضُعفِنا ونتَغَلَّبَ علَيها. وهذا ما فعَلَهُ أيُّوب. فهو تعَلَّمَ مَثَلًا أن يكونَ مُتَواضِعًا أكثَر. (أي ٤٢:٣) ونَحنُ أيضًا نتَعَلَّمُ مِنَ المَشاكِلِ الَّتي نمُرُّ بها. يقولُ أخٌ اسْمُهُ نِيكُولَاي سُجِنَ رَغمَ أنَّهُ يُعاني مِن مَشاكِلَ صِحِّيَّة خَطيرَة: * «السِّجنُ هو مِثلُ صُوَرِ الأشِعَّة. فهو يكشِفُ لنا الصِّفاتِ الَّتي يجِبُ أن نُحَسِّنَها». وبَعدَما نُحَدِّدُ ما هي نِقاطُ ضُعفِنا، يجِبُ أن نسعى لِنتَغَلَّبَ علَيها.
١٥ لِمَن يجِبُ أن نسمَع، ولِماذا؟
١٥ يجِبُ أن نسمَعَ لِيَهْوَه، لا لِأعدائِنا. وهذا ما فعَلَهُ أيُّوب. فقدْ سمِعَ بِانتِباهٍ حينَ تكَلَّمَ يَهْوَه معه. وكَيفَ أوضَحَ لهُ اللّٰهُ أنَّهُ يهتَمُّ به؟ إستَعمَلَ التَّحليلَ التَّالي: ‹هل ترى القُوَّةَ الَّتي استَخدَمتُها في الخَلق؟ كما أنِّي أعرِفُ كُلَّ ما يحصُلُ معك. إذًا، ألا أقدِرُ أن أهتَمَّ بك؟›. وبِالنَّتيجَة، تَواضَعَ أيُّوب وقدَّرَ صَلاحَ يَهْوَه. قالَ له: «قد سمِعتُ عنكَ سَماعَ الأُذُن، أمَّا الآنَ فإنِّي أراكَ بِأُمِّ عَيني». (أي ٤٢:٥) عِندَما قالَ أيُّوب هذِهِ الكَلِمات، كانَ لا يزالُ على الأرجَحِ جالِسًا وَسَطَ الرَّماد، جِسمُهُ مُغَطًّى بِالحُبوبِ المُلتَهِبَة، وقَلبُهُ حَزينًا جِدًّا على أولادِه. لكنَّ يَهْوَه أكَّدَ لهُ أنَّهُ يُحِبُّهُ وراضٍ عنه. — أي ٤٢:٧، ٨.
١٦ حَسَبَ إشَعْيَا ٤٩:١٥، ١٦، ماذا يجِبُ أن نتَذَكَّرَ عِندَما نُواجِهُ الامتِحانات؟
١٦ أيضًا، قد يُهينُنا النَّاسُ اليَومَ ويَستَخِفُّونَ بنا. وقدْ يُحاوِلونَ أن يُشَوِّهوا سُمعَتَنا أو سُمعَةَ هَيئَةِ يَهْوَه. ‹فيَقولونَ عنَّا أكاذيبَ شِرِّيرَة كَثيرَة›. (مت ٥:١١) ولكنْ كما نتَعَلَّمُ مِن قِصَّةِ أيُّوب، يثِقُ يَهْوَه بِأنَّنا سنبقى أولِياءَ لهُ تَحتَ الامتِحانات. ويَهْوَه يُحِبُّنا، ولا يتَخَلَّى أبَدًا عنِ الَّذينَ ‹يرجونَه›. (إقرأ إشعيا ٤٩:١٥، ١٦.) فلا نسمَعْ أبَدًا لِلافتِراءاتِ الَّتي ينشُرُها أعداءُ اللّٰه. يقولُ أخٌ في تُرْكِيَا اسْمُهُ جَيْمْس مرَّت عائِلَتُهُ بِامتِحاناتٍ كَبيرَة: «عرَفنا أنَّنا إذا سمِعنا الأكاذيبَ عن شَعبِ اللّٰه، فسَتضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا. لِذلِك ركَّزنا على رَجائِنا، وبقينا نَشيطينَ في خِدمَةِ يَهْوَه. وهكَذا حافَظنا على فَرَحِنا». إذًا، لِنسمَعْ لِيَهْوَه مِثلَما فعَلَ أيُّوب، ولا نسمَحْ لِأكاذيبِ الأعداءِ أن تُخَسِّرَنا رَجاءَنا.
الرَّجاءُ سيُقَوِّيك
لأن أيوب بقي أمينًا، باركه يهوه. فعاش هو وزوجته حياة طويلة وسعيدة (أُنظر الفقرة ١٧.) *
١٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِن مِثالِ الأُمَناءِ في العِبْرَانِيِّين ١١؟
١٧ أيُّوب هو واحِدٌ فَقَط مِن خُدَّامٍ كَثيرينَ لِيَهْوَه مرُّوا بِمَشاكِلَ كَبيرَة، لكنَّهُم بقوا أقوِياءَ ومَعنَوِيَّاتُهُم عالِيَة. والرَّسولُ بُولُس تحَدَّثَ عن عَدَدٍ كَبيرٍ مِنهُم في رِسالَتِهِ إلى العِبْرَانِيِّين، وسمَّاهُم «سَحابَةً عَظيمَة جِدًّا مِنَ الشُّهود». (عب ١٢:١) فمع أنَّهُم مرُّوا كُلُّهُم بِتَجارِبَ قاسِيَة، احتَمَلوا واجتَهَدوا لِيَبقَوا أُمَناءَ لِيَهْوَه. (عب ١١:٣٦-٤٠) فهل ضاعَ كُلُّ تَعَبِهِم واحتِمالِهِم؟ طَبعًا لا. صَحيحٌ أنَّهُم لم يرَوا كُلَّ وُعودِ اللّٰهِ تتَحَقَّقُ خِلالَ حَياتِهِم، لكنَّهُمُ استَمَرُّوا يرجونَه. ولِأنَّهُم وثِقوا أنَّهُ راضٍ عنهُم، كانوا مُتَأكِّدينَ أنَّهُم سيَرَونَ وُعودَهُ تتَحَقَّق. (عب ١١:٤، ٥) ومِثالُهُم يُشَجِّعُنا أن نظَلَّ دائِمًا نرجو يَهْوَه.
١٨ عَلامَ أنتَ مُصَمِّم؟ (عبرانيين ١١:٦)
١٨ نَحنُ نعيشُ في عالَمٍ يتَقَدَّمُ مِن سَيِّئٍ إلى أسوَأ. (٢ تي ٣:١٣) وسَنظَلُّ نُواجِهُ تَجارِبَ مِنَ الشَّيْطَان. ولكنْ مَهما كانَتِ التَّحَدِّياتُ الَّتي نمُرُّ بها، فنَحنُ مُصَمِّمونَ أن نجتَهِدَ في خِدمَتِنا لِيَهْوَه، واثِقينَ أنَّنا «ألقَينا رَجاءَنا على اللّٰهِ الحَيّ». (١ تي ٤:١٠) فلْنتَذَكَّرْ إذًا كَيفَ بارَكَ يَهْوَه أيُّوب كَي نزيدَ ثِقَتَنا أنَّهُ «حَنونٌ جِدًّا ورَحيم». (يع ٥:١١) ولْنبقَ أولِياءَ لِيَهْوَه، ونثِقْ أنَّهُ «يُكافِئُ الَّذينَ يجِدُّونَ في طَلَبِه». — إقرإ العبرانيين ١١:٦.
التَّرنيمَة ١٥٠ أُطلُبوا خَلاصَ يَهْوَه
^ عِندَما نُفَكِّرُ في شَخصٍ تعَرَّضَ لِمَشاكِلَ هائلَة، غالِبًا ما يخطُرُ على بالِنا أيُّوب. فماذا نتَعَلَّمُ مِمَّا حصَلَ مع هذا الرَّجُلِ الأمين؟ نتَعَلَّمُ أنَّ الشَّيْطَان لا يستَطيعُ أن يُجبِرَنا أن نترُكَ يَهْوَه. ونتَعَلَّمُ أيضًا أنَّ يَهْوَه يعرِفُ كُلَّ ما نمُرُّ به. ومِثلَما أنهى يَهْوَه مَشاكِلَ أيُّوب، سيُنهي كُلَّ المَشاكِلِ الَّتي نُعاني مِنها الآن. مُهِمٌّ جِدًّا أن نثِقَ بِهذِهِ الحَقائِق، ونُظهِرَ ذلِك بِتَصَرُّفاتِنا. فهكَذا نكونُ فِعلًا بَينَ الَّذينَ ‹يرجونَ يَهْوَه›.
^ شَرحُ المُفرَداتِ وَالتَّعابير: تعني عِبارَةُ ‹نرجو يَهْوَه› أن ننتَظِرَهُ بِشَوقٍ حتَّى يُحَقِّقَ وُعودَه. وتعني أيضًا أن نثِقَ بهِ أو نتَّكِلَ علَيه. — مز ٢٥:٢، ٣؛ ٦٢:٥.
^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.