الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٨

مملكة اللّٰه تحكم الآن

مملكة اللّٰه تحكم الآن

‏«صارَت مَملَكَةُ العالَمِ لِرَبِّنا ولِمَسِيحِه».‏ —‏ رؤ ١١:‏١٥‏.‏

التَّرنيمَة ٢٢ المَلَكوتُ يحكُم،‏ فصلُّوا أن يأتي

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ مِمَّ نَحنُ أكيدون،‏ ولِماذا؟‏

 عِندَما ترى المَشاكِلَ في العالَم،‏ هل تستَصعِبُ أن تُصَدِّقَ أنَّ الأحوالَ ستتَحَسَّنُ قَريبًا؟‏ فالرَّوابِطُ العائِلِيَّة تتَفَكَّك.‏ والنَّاسُ يزدادونَ عُنفًا وأنانِيَّةً ووَحشِيَّة.‏ كما يفقِدُ كَثيرونَ ثِقَتَهُم بِأصحابِ السُّلطَة.‏ ولكنْ في الواقِع،‏ تُؤَكِّدُ هذِهِ المَشاكِلُ أنَّ الأحوالَ ستتَحَسَّنُ قَريبًا.‏ فالنَّاسُ يتَصَرَّفونَ تَمامًا مِثلَما أنبَأت نُبُوَّةٌ لافِتَة عنِ «الأيَّامِ الأخيرَة».‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٥‏)‏ وأيُّ شَخصٍ صادِقٍ لن يُنكِرَ أنَّ هذِهِ النُّبُوَّةَ تتِمُّ الآن.‏ وهي تُثبِتُ بِالتَّالي أنَّ يَسُوع المَسِيح بدَأَ يحكُمُ على مَملَكَةِ اللّٰه.‏ لكنَّها نُبُوَّةٌ واحِدَة مِن نُبُوَّاتٍ كَثيرَة عن مَملَكَةِ اللّٰه.‏ فلْنُراجِعْ بَعضَ هذِهِ النُّبُوَّات،‏ ونرَ كَيفَ تتِمُّ في أيَّامِنا.‏ وهكَذا نُقَوِّي إيمانَنا وثِقَتَنا بِيَهْوَه.‏

مثلما تشكِّل قطع «البازل» (‏puzzle)‏ صورة كاملة حين تُجمع معًا،‏ فإن النبوات في سفري دانيال والرؤيا تشكِّل معًا صورة كاملة تُظهِر لنا ماذا سيحصل قريبًا حسبما حدَّد يهوه (‏أُنظر الفقرة ٢.‏)‏

٢ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة،‏ ولِماذا؟‏ (‏علِّقْ على صورَةِ الغِلاف.‏)‏

٢ سنرى في هذِهِ المَقالَة (‏١)‏ نُبُوَّةً تُظهِرُ متى تأسَّسَت مَملَكَةُ اللّٰه،‏ (‏٢)‏ نُبُوَّاتٍ تُؤَكِّدُ أنَّ يَسُوع يحكُمُ علَيها الآن،‏ و (‏٣)‏ نُبُوَّاتٍ تكشِفُ كَيفَ سيَزولُ أعداؤُها.‏ فحينَ نجمَعُ هذِهِ النُّبُوَّاتِ معًا كقِطَعِ «البَازِل» (‏puzzle)‏،‏ نحصُلُ على صورَةٍ كامِلَة تُظهِرُ لنا ماذا سيَحصُلُ قَريبًا مِثلَما حدَّدَ يَهْوَه.‏

كَيفَ نعرِفُ متى تأسَّسَت مَملَكَةُ اللّٰه؟‏

٣ ماذا تُؤَكِّدُ لنا النُّبُوَّةُ في دَانْيَال ٧:‏١٣،‏ ١٤‏؟‏

٣ تُؤَكِّدُ لنا النُّبُوَّةُ في دَانْيَال ٧:‏١٣،‏ ١٤ أنَّ يَسُوع المَسِيح هوَ الحاكِمُ المِثالِيُّ لِمَملَكَةِ اللّٰه.‏ وتُخبِرُنا أنَّ النَّاسَ مِن كُلِّ الشُّعوبِ ‹سيَخدُمُونَهُ› بِفَرَح،‏ ولن يحِلَّ مَحَلَّهُ حاكِمٌ آخَر.‏ وتُنبِئُ نُبُوَّةٌ أُخرى في سِفرِ دَانْيَال أنَّ يَسُوع سيَبدَأُ حُكمَهُ عِندَ نِهايَةِ فَترَةِ «سَبعِ سِنين».‏ فكَيفَ نعرِفُ متى حصَلَ هذا الحَدَثُ المُفرِح؟‏

٤ أوضِحْ كَيفَ تُظهِرُ دَانْيَال ٤:‏١٠-‏١٧ متى بدَأَ المَسِيح يحكُم.‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.‏)‏

٤ إقرأ دانيال ٤:‏١٠-‏١٧‏.‏ ‹السَّبعُ سِنينَ› هي فَترَةٌ مِن ٥٢٠‏,٢ سَنَة.‏ وهي بدَأت سَنَةَ ٦٠٧ ق‌م عِندَما عزَلَ البَابِلِيُّونَ آخِرَ مَلِكٍ حكَمَ على عَرشِ يَهْوَه في أُورُشَلِيم.‏ وانتَهَت سَنَةَ ١٩١٤ ب‌م عِندَما عيَّنَ يَهْوَه ابْنَهُ يَسُوع «الَّذي لهُ الحَقُّ الشَّرعِيُّ» مَلِكًا على مَملَكَتِه.‏ * —‏ حز ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

٥ ماذا تُؤَكِّدُ لنا نُبُوَّةُ ‹السَّبعِ سِنين›؟‏

٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّة؟‏ تُؤَكِّدُ لنا نُبُوَّةُ ‹السَّبعِ سِنينَ› أنَّ يَهْوَه لا يتَأخَّرُ أبَدًا عن إتمامِ وُعودِه.‏ فمِثلَما تأسَّسَت مَملَكَتُهُ في الوَقتِ الَّذي حدَّدَهُ بِالضَّبط،‏ ستتَحَقَّقُ باقي نُبُوَّاتِهِ في وَقتِهِ المُحَدَّد.‏ فيَومُ يَهْوَه ‹لن يتَأخَّر!‏›.‏ —‏ حب ٢:‏٣‏.‏

ماذا يُؤَكِّدُ أنَّ المَسِيح يحكُمُ الآنَ على مَملَكَةِ اللّٰه؟‏

٦ (‏أ)‏ أيُّ أحداثٍ تدُلُّ أنَّ المَسِيح يحكُمُ في السَّماء؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ تُؤَكِّدُ النُّبُوَّةُ في الرُّؤْيَا ٦:‏٢-‏٨ ذلِك؟‏

٦ في أواخِرِ خِدمَةِ يَسُوع على الأرض،‏ أنبَأَ عن أحداثٍ عالَمِيَّة ستُشَكِّلُ «عَلامَةً» تدُلُّ على حُضورِه،‏ أي ستُظهِرُ لِأتباعِهِ أنَّهُ بدَأَ يحكُمُ في السَّماء.‏ فذكَرَ مَثَلًا أنَّه ستحصُلُ حُروبٌ ومَجاعاتٌ وزَلازِل.‏ وذكَرَ أيضًا أنَّه ستحصُلُ أوبِئَة،‏ أو أمراض،‏ «في مَكانٍ بَعدَ آخَر».‏ ووَبَأُ كُوفِيد-‏١٩ الأخيرُ هو مِثالٌ على ذلِك.‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ٧؛‏ لو ٢١:‏٧،‏ ١٠،‏ ١١‏)‏ وبَعدَ أكثَرَ مِن ٦٠ سَنَةً على مَوتِ يَسُوع وقِيامَتِه،‏ أعطى لِلرَّسولِ يُوحَنَّا تَأكيدًا إضافِيًّا أنَّ هذِهِ الأحداثَ ستحصُل.‏ ‏(‏إقرإ الرؤيا ٦:‏٢-‏٨‏.‏)‏ وفِعلًا،‏ بدَأت هذِهِ الأحداثُ تحصُلُ مُنذُ أن أصبَحَ يَسُوع مَلِكًا على مَملَكَةِ اللّٰهِ سَنَةَ ١٩١٤.‏

٧ لِماذا حصَلَ وَيلٌ على الأرضِ عِندَما أصبَحَ يَسُوع مَلِكًا؟‏

٧ ولكنْ لِماذا ساءَت أحوالُ العالَمِ عِندَما أصبَحَ يَسُوع مَلِكًا؟‏ تُخبِرُنا الرُّؤْيَا ٦:‏٢ تَفصيلًا عن أوَّلِ مُهِمَّةٍ قامَ بها يَسُوع كمَلِك.‏ فهو شنَّ حَربًا ضِدَّ الشَّيْطَان وأبالِسَتِه.‏ ويُخبِرُنا الرُّؤْيَا ١٢ أنَّ الشَّيْطَان خسِرَ هذِهِ الحَرب،‏ وأُلْقِيَ إلى الأرضِ هو وأبالِسَتُه.‏ فغضِبَ الشَّيْطَان كَثيرًا،‏ وبدَأَ يصُبُّ غَضَبَهُ على البَشَر،‏ ما سبَّبَ ‹وَيْلًا لِلأرض›.‏ —‏ رؤ ١٢:‏٧-‏١٢‏.‏

صحيح أن الأخبار السيئة لا تفرحنا،‏ لكنها تتمم نبوة الكتاب المقدس،‏ وبالتالي تؤكد لنا أن مملكة اللّٰه تحكم الآن (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏

٨ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نرى النُّبُوَّاتِ عن مَملَكَةِ اللّٰهِ تتِمّ؟‏

٨ ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّات؟‏ تدُلُّ الأحداثُ العالَمِيَّة والتَّغييرُ الواضِحُ في سُلوكِ النَّاسِ أنَّ يَسُوع أصبَحَ مَلِكًا.‏ لِذلِك بَدَلَ أن ننزَعِجَ مِن تَصَرُّفاتِ النَّاسِ الأنانِيَّة والوَحشِيَّة،‏ نتَذَكَّرُ أنَّها تُتَمِّمُ نُبُوَّةَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ وبِالتَّالي،‏ نتَأكَّدُ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ تحكُمُ الآن.‏ (‏مز ٣٧:‏١‏)‏ وفيما نقتَرِبُ مِن هَرْمَجَدُّون،‏ نتَوَقَّعُ أن يتَقَدَّمَ العالَمُ مِن سَيِّئٍ إلى أسوَأ.‏ (‏مر ١٣:‏٨؛‏ ٢ تي ٣:‏١٣‏)‏ لكنَّنا نشكُرُ كَثيرًا أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ لِأنَّهُ كشَفَ لنا سَبَبَ الأحوالِ السَّيِّئَة في العالَم.‏

كَيفَ سيَزولُ أعداءُ مَملَكَةِ اللّٰه؟‏

٩ كَيفَ تصِفُ دَانْيَال ٢:‏٢٨،‏ ٣١-‏٣٥ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأخيرَة،‏ ومتى ظهَرَت هذِهِ الدَّولَة؟‏

٩ إقرأ دانيال ٢:‏٢٨،‏ ٣١-‏٣٥‏.‏ نَحنُ نرى هذِهِ النُّبُوَّةَ تتِمُّ اليَوم.‏ فقدْ أظهَرَ حُلْمُ نَبُوخَذْنَصَّر عنِ التِّمثالِ ماذا سيَحصُلُ في «آخِرِ الأيَّامِ»،‏ أي بَعدَ بِدايَةِ حُكمِ المَسِيح.‏ فقَدَما التِّمثالِ اللَّتانِ «مِن حَديدٍ وفَخَّارٍ» تُمَثِّلانِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأخيرَة الَّتي ستكونُ بَينَ أعداءِ يَسُوع على الأرض.‏ وقدْ ظهَرَت هذِهِ الدَّولَةُ العالَمِيَّة خِلالَ الحَربِ العالَمِيَّة الأُولى حينَ شكَّلَت بَرِيطَانِيَا والوِلَايَاتُ المُتَّحِدَة تَحالُفًا فَريدًا،‏ التَّحالُفَ الأنْكِلُو-‏أمِيرْكِيّ.‏ وفي حُلْمِ نَبُوخَذْنَصَّر النَّبَوِيِّ عنِ التِّمثال،‏ نجِدُ أمرَينِ يُمَيِّزانِ هذِهِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة عنِ المَمالِكِ الَّتي سبَقَتها.‏

١٠ (‏أ)‏ كَيفَ تصِفُ نُبُوَّةُ دَانْيَال بِدِقَّةٍ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-‏أمِيرْكِيَّة؟‏ (‏ب)‏ مِمَّ يجِبُ أن ننتَبِه؟‏ (‏أُنظُرِ الإطار «‏ إنتَبِهْ مِنَ الفَخَّار‏».‏)‏

١٠ أوَّلًا،‏ الدَّولَةُ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-‏أمِيرْكِيَّة يُمَثِّلُها خَليطٌ ضَعيفٌ مِنَ الحَديدِ والفَخَّار،‏ بِعَكسِ الدُّوَلِ العالَمِيَّة السَّابِقَة الَّتي يُمَثِّلُها مَعدِنٌ قَوِيٌّ مِثلُ الذَّهَبِ أوِ الفِضَّة.‏ والفَخَّارُ يُمَثِّلُ «نَسلَ البَشَر»،‏ أي عامَّةَ الشَّعب.‏ (‏دا ٢:‏٤٣‏،‏ الحاشية)‏ فمِن خِلالِ الانتِخابات،‏ حَمَلاتِ الحُقوقِ المَدَنِيَّة،‏ الاحتِجاجاتِ الكَبيرَة،‏ ونِقاباتِ العُمَّال،‏ يُضعِفُ عامَّةُ الشَّعبِ قُدرَةَ هذِهِ الدَّولَةِ العالَمِيَّة على تَنفيذِ سِياساتِها.‏ ونَحنُ نرى ذلِك بِوُضوحٍ اليَوم.‏

١١ أيُّ تَفصيلٍ إضافِيٍّ مُشَجِّعٍ تذكُرُهُ نُبُوَّةُ دَانْيَال؟‏

١١ ثانِيًا،‏ أنْكِلُو-‏أمِيرْكَا هيَ الدَّولَةُ العالَمِيَّة الأخيرَة الَّتي يُنبِئُ عنها الكِتابُ المُقَدَّس.‏ فلن تأتِيَ بَعدَها دَولَةٌ عالَمِيَّة أُخرى.‏ بل ستزولُ مع باقي حُكوماتِ البَشَرِ حينَ تسحَقُها مَملَكَةُ اللّٰهِ في هَرْمَجَدُّون.‏ * —‏ رؤ ١٦:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٦؛‏ ١٩:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

١٢ كَيفَ نستَفيدُ مِن نُبُوَّةِ دَانْيَال عنِ التِّمثالِ الضَّخم؟‏

١٢ ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّة؟‏ تُؤَكِّدُ لنا نُبُوَّةُ دَانْيَال أنَّنا نعيشُ في وَقتِ النِّهايَة.‏ فقَبلَ أكثَرَ مِن ٥٠٠‏,٢ سَنَة،‏ أنبَأَ دَانْيَال عن أربَعَةِ دُوَلٍ عالَمِيَّة ستأتي بَعدَ بَابِل وتُؤَثِّرُ على شَعبِ اللّٰهِ تَأثيرًا كَبيرًا.‏ كما كشَفَ أنَّ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-‏أمِيرْكِيَّة ستكونُ آخِرَ هذِهِ الدُّوَل.‏ وهذا يُشَجِّعُنا ويُؤَكِّدُ لنا أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستُزيلُ قَريبًا كُلَّ حُكوماتِ البَشَر،‏ وسَتحكُمُ على كُلِّ الأرض.‏ —‏ دا ٢:‏٤٤‏.‏

١٣ إلى ماذا يرمُزُ ‹المَلِكُ الثَّامِنُ› و ‹المُلوكُ العَشَرَة› في الرُّؤْيَا ١٧:‏٩-‏١٢‏،‏ وكَيفَ تتِمُّ هذِهِ النُّبُوَّة؟‏

١٣ إقرإ الرؤيا ١٧:‏٩-‏١٢‏.‏ الدَّمارُ الَّذي سبَّبَتهُ الحَربُ العالَمِيَّة الأُولى أدَّى إلى إتمامِ نُبُوَّةٍ أُخرى عنِ الأيَّامِ الأخيرَة.‏ فقدْ أرادَ قادَةُ العالَمِ أن يدومَ السَّلامُ العالَمِيّ.‏ لِذلِك أسَّسوا عُصبَةَ الأُمَمِ في كَانُون الثَّاني (‏يَنَايِر)‏ ١٩٢٠،‏ وقدْ حلَّت مَحَلَّها الأُمَمُ المُتَّحِدَة في تِشْرِين الأوَّل (‏أُكْتُوبَر)‏ ١٩٤٥.‏ والكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ إنَّ هذِهِ المُنَظَّمَةَ هي «مَلِكٌ ثامِن».‏ لكنَّها لَيسَت دَولَةً عالَمِيَّة.‏ فهي تستَمِدُّ قُوَّتَها ونُفوذَها مِنَ الحُكوماتِ السِّياسِيَّة الَّتي تدعَمُها.‏ وهذِهِ الحُكوماتُ يُشيرُ إلَيها الكِتابُ المُقَدَّسُ بِأنَّها «عَشَرَةُ مُلوك».‏

١٤-‏١٥ (‏أ)‏ ماذا تكشِفُ الرُّؤْيَا ١٧:‏٣-‏٥ عن «بَابِل العَظيمَة»؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ تتِمُّ الرُّؤْيَا ١٦:‏١٢ اليَوم؟‏

١٤ إقرإ الرؤيا ١٧:‏٣-‏٥‏.‏ رأى الرَّسولُ يُوحَنَّا بِالوَحْيِ رُؤْيا عن عاهِرَةٍ اسْمُها «بَابِل العَظيمَة»،‏ وهي ترمُزُ إلى كُلِّ الأديانِ المُزَيَّفَة.‏ فماذا تكشِفُ لنا هذِهِ الرُّؤْيا؟‏ مُنذُ وَقتٍ طَويل،‏ تتَعاوَنُ الأديانُ المُزَيَّفَة مع حُكوماتِ العالَمِ وتدعَمُها.‏ ولكنْ قَريبًا،‏ سيَضَعُ يَهْوَه في قُلوبِ الحُكوماتِ السِّياسِيَّة ‹أن تُنَفِّذَ فِكرَه›.‏ وماذا ستكونُ النَّتيجَة؟‏ هذِهِ الحُكوماتُ السِّياسِيَّة،‏ أيِ ‹المُلوكُ العَشَرَة›،‏ ستنقَلِبُ على الأديانِ المُزَيَّفَة وتُدَمِّرُها.‏ —‏ رؤ ١٧:‏١،‏ ٢،‏ ١٦،‏ ١٧‏.‏

١٥ وكَيفَ نعرِفُ أنَّ دَمارَ بَابِل العَظيمَة قَريب؟‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّ مَدينَةَ بَابِل القَديمَة كانَت تحميها إلى حَدٍّ ما مِياهُ نَهرِ الفُرَات.‏ وسِفرُ الرُّؤْيَا يُشَبِّهُ المَلايينَ الَّذينَ يُؤَيِّدونَ بَابِل العَظيمَة ‹بِمِياهٍ› تحميها.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٥‏)‏ لكنَّهُ يكشِفُ أيضًا أنَّ هذِهِ المِياهَ ‹ستنشَف›،‏ أي أنَّ الأديانَ المُزَيَّفَة ستفقِدُ الكَثيرَ مِن مُؤَيِّديها.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٢‏)‏ وبِالفِعل،‏ نَحنُ نرى هذِهِ النُّبُوَّةَ تتِمُّ اليَوم.‏ فعَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاسِ يترُكونَ الأديانَ المُزَيَّفَة،‏ ويَبحَثونَ في مَصادِرَ أُخرى عن حُلولٍ لِمَشاكِلِهِم.‏

١٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ النُّبُوَّاتِ عن تَأسيسِ الأُمَمِ المُتَّحِدَة ونِهايَةِ بَابِل العَظيمَة؟‏

١٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّات؟‏ إنَّها تُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نعيشُ في الأيَّامِ الأخيرَة.‏ فالأُمَمُ المُتَّحِدَة تأسَّسَت،‏ والأديانُ المُزَيَّفَة تخسَرُ شَعبِيَّتَها.‏ ولكنْ مع أنَّ المِياهَ المَجازِيَّة الَّتي تدعَمُ بَابِل العَظيمَة بدَأت تنشَف،‏ لن يكونَ هذا سَبَبَ دَمارِها.‏ فكما رأيْنا،‏ سيَضَعُ يَهْوَه في قُلوبِ ‹المُلوكِ العَشَرَة›،‏ أيِ الحُكوماتِ السِّياسِيَّة الَّتي تدعَمُ الأُمَمَ المُتَّحِدَة،‏ «أن يُنَفِّذوا فِكرَه».‏ فهذِهِ الحُكوماتُ ستُدَمِّرُ فَجأةً الأديانَ المُزَيَّفَة.‏ * (‏رؤ ١٨:‏٨-‏١٠‏)‏ صَحيحٌ أنَّ دَمارَ بَابِل العَظيمَة سيَهُزُّ العالَمَ ويُسَبِّبُ مَصاعِبَ كَثيرَة،‏ لكنَّهُ سيُفَرِّحُ شَعبَ اللّٰه.‏ وهذا لِسَبَبَينِ على الأقَلّ.‏ فالأديانُ المُزَيَّفَة،‏ الَّتي هي مِن أقدَمِ أعداءِ يَهْوَه،‏ ستزولُ إلى الأبَد.‏ كما أنَّ خَلاصَنا مِن هذا العالَمِ الشِّرِّيرِ سيَكونُ قَريبًا جِدًّا.‏ —‏ لو ٢١:‏٢٨‏.‏

واجِهِ المُستَقبَلَ بِثِقَة

١٧-‏١٨ (‏أ)‏ كَيفَ نستَمِرُّ في تَقوِيَةِ إيمانِنا؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٧ أنبَأَ دَانْيَال أنَّ «المَعرِفَةَ الصَّحيحَة ستَزداد».‏ وهذا يتِمُّ بِالفِعل.‏ فنَحنُ نفهَمُ الآنَ النُّبُوَّاتِ الَّتي تتَحَدَّثُ عن أيَّامِنا.‏ (‏دا ١٢:‏٤،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏ وحينَ نرى كم هي دَقيقَة،‏ يزيدُ تَقديرُنا لِيَهْوَه وكَلِمَتِه.‏ (‏إش ٤٦:‏١٠؛‏ ٥٥:‏١١‏)‏ فاستَمِرَّ إذًا في تَقوِيَةِ إيمانِكَ بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ بِاجتِهادٍ ومُساعَدَةِ الآخَرينَ أن يقتَرِبوا إلى يَهْوَه.‏ وتأكَّدْ أنَّ يَهْوَه سيَحمي كُلَّ الَّذينَ يتَّكِلونَ كامِلًا علَيه،‏ وسَيُعطيهِم ‹سَلامًا دائِمًا›.‏ —‏ إش ٢٦:‏٣‏.‏

١٨ في المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ سنُرَكِّزُ على نُبُوَّاتٍ عنِ الجَماعَةِ المَسيحِيَّة في وَقتِ النِّهايَة.‏ وسَنرى كَيفَ تكونُ هذِهِ النُّبُوَّاتُ جُزءًا مِن قِطَعِ «البَازِل» الَّتي تُظهِرُ أنَّنا في الأيَّامِ الأخيرَة.‏ وسَنرى دَليلًا إضافِيًّا يُؤَكِّدُ أنَّ مَلِكَنا يَسُوع يقودُ أتباعَهُ الأولِياء.‏

التَّرنيمَة ٦١ إلى الأمامِ يا خُدَّامَ البِشارَة!‏

^ نعيشُ اليَومَ في وَقتٍ مُمَيَّزٍ جِدًّا مِنَ التَّاريخ.‏ فمَملَكَةُ اللّٰهِ تأسَّسَت،‏ مِثلَما أنبَأت نُبُوَّاتٌ كَثيرَة في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ بَعضَ تِلكَ النُّبُوَّات.‏ وهكَذا سنُقَوِّي إيمانَنا بِيَهْوَه،‏ ونُحافِظُ على هُدوئِنا وثِقَتِنا بهِ الآنَ وفي المُستَقبَل.‏

^ أُنظُرِ النُّقطَة ٤ في الدَّرس ٣٢ مِن كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآن وإلى الأبَد،‏ وشاهِدِ الفيديو مَملَكَةُ اللّٰهِ بدَأت تحكُمُ سَنَةَ ١٩١٤ على jw.‎org.‏

^ لِتعرِفَ المَزيدَ عن نُبُوَّةِ دَانْيَال،‏ انظُرْ بُرجَ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١٥ حَزِيرَان (‏يُونْيُو)‏ ٢٠١٢،‏ الصَّفَحات ١٤-‏١٩‏.‏

^ لِتعرِفَ أكثَرَ عمَّا سيَحصُلُ قَريبًا جِدًّا،‏ انظُرِ الفَصل ٢١ مِن كِتاب مَلَكوتُ اللّٰهِ يحكُمُ الآن!‏