مقالة الدرس ١
كُن مقتنعًا أن ‹كلام اللّٰه هو الحق›
آيَتُنا السَّنَوِيَّة ٢٠٢٣: «أساسُ كَلامِكَ هوَ الحَقّ». — مز ١١٩:١٦٠.
التَّرنيمَة ٩٦ كِتابُ اللّٰهِ كَنز
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ لِماذا يُشَكِّكُ كَثيرونَ في الكِتابِ المُقَدَّس؟
يمُرُّ العالَمُ اليَومَ بِأزمَةِ ثِقَة. فكَثيرونَ لا يعرِفونَ بِمَن يثِقون. فهُم لا يثِقونَ أنَّ الرِّجالَ الَّذينَ يحتَرِمونَهُم، كالسِّياسِيِّينَ والعُلَماءِ ورِجالِ الأعمال، يُريدونَ مَصلَحَتَهُم فِعلًا. وهُم أيضًا لا يثِقونَ بِالقادَةِ الدِّينِيِّينَ في العالَمِ المَسيحِيّ. لِذلِك لَيسَ غَريبًا أن يُشَكِّكوا في الكِتابِ المُقَدَّس، الَّذي يقولُ هؤُلاءِ القادَةُ إنَّهُم يُمَثِّلونَه.
٢ حَسَبَ المَزْمُور ١١٩:١٦٠، بِمَ نَحنُ مُقتَنِعون؟
٢ ولكنْ، كخُدَّامٍ لِيَهْوَه، نَحنُ مُقتَنِعونَ أنَّ يَهْوَه هو «إلهُ الحَقّ» ويُريدُ مَصلَحَتَنا دائِمًا. (مز ٣١:٥؛ إش ٤٨:١٧) كما نعرِفُ أنَّنا نقدِرُ أن نثِقَ بالكِتابِ المُقَدَّسِ لِأنَّ «أساسَ كَلامِ [اللّٰهِ] هوَ الحَقّ». b (إقرإ المزمور ١١٩:١٦٠.) ونَحنُ نُوافِقُ على ما قالَهُ أحَدُ عُلَماءِ الكِتابِ المُقَدَّس: «لا يُمكِنُ أن يُخطِئَ اللّٰهُ في ما يقولُهُ أو أن لا يتَحَقَّقَ ما قالَه. فشَعبُ اللّٰهِ يثِقونَ بِما يقولُهُ لِأنَّهُم يثِقونَ بِالإلهِ الَّذي يتَكَلَّم».
٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ ولكنْ كَيفَ نُساعِدُ الآخَرينَ أن يثِقوا مِثلَنا بِكَلِمَةِ اللّٰه؟ سنُناقِشُ الآنَ ثَلاثَةَ أسبابٍ لِنثِقَ بِالكِتابِ المُقَدَّس. فسَنتَحَدَّثُ عن دِقَّةِ نَصِّه، إتمامِ نُبُوَّاتِه، وقُدرَتِهِ على تَغييرِ حَياةِ النَّاس.
رِسالَةُ الكِتابِ المُقَدَّسِ لم تتَغَيَّر
٤ لِماذا يشُكُّ البَعضُ في دِقَّةِ الكِتابِ المُقَدَّس؟
٤ إستَخدَمَ يَهْوَه نَحوَ ٤٠ رَجُلًا أمينًا لِيَكتُبوا الكِتابَ المُقَدَّس. لكنَّ المَخطوطاتِ الأصلِيَّة الَّتي كتَبوها لم تبقَ إلى أيَّامِنا. c فكُلُّ ما لَدَينا هو نُسَخٌ عنِ النُّسَخ. لِذلِك، يتَساءَلُ البَعضُ إذا كانَ الكِتابُ المُقَدَّسُ الَّذي بَينَ يَدَينا يُطابِقُ النَّصَّ الأصلِيّ. فهل تساءَلتَ كَيفَ نتَأكَّدُ مِن ذلِك؟
نُسَّاخ الأسفار العبرانية الماهرون اجتهدوا لينسخوا كلمة اللّٰه بدقة (أُنظر الفقرة ٥.)
٥ كَيفَ نُسِخَتِ الأسفارُ العِبْرَانِيَّة؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
٥ كَي يحمِيَ يَهْوَه الرِّسالَةَ الَّتي أوحى بها، رتَّبَ أن تُنسَخ. فهو أوصى مُلوكَ إسْرَائِيل أن ينسَخوا لِأنفُسِهِم نُسخَةً مِنَ الشَّريعَةِ المَكتوبَة، وعيَّنَ اللَّاوِيِّينَ لِيُعَلِّموا الشَّعبَ هذِهِ الشَّريعَة. (تث ١٧:١٨؛ ٣١:٢٤-٢٦؛ نح ٨:٧) وبَعدَما تحَرَّرَ اليَهُودُ مِنَ الأسرِ في بَابِل، بدَأَ فَريقٌ مِنَ النُّسَّاخِ المُحتَرِفينَ بِصُنعِ نُسَخٍ عَديدَة مِنَ الأسفارِ العِبْرَانِيَّة. (عز ٧:٦، الحواشي) وهؤُلاءِ الرِّجالُ كانوا دَقيقينَ في عَمَلِهِم. فبَعدَ فَترَة، لم يكتَفوا بِعَدِّ الكَلِمات، بل صاروا يعُدُّونَ الحُروفَ أيضًا لِيَتَأكَّدوا أنَّهُم ينسَخونَ كُلَّ شَيءٍ بِدِقَّة. مع ذلِك، بِسَبَبِ الخَطَإ البَشَرِيّ، دخَلَت أخطاءٌ صَغيرَة إلى نَصِّ الكِتابِ المُقَدَّس. ولكن بِفَضلِ وُجودِ نُسَخٍ عَديدَة مِن نَفْسِ النَّصّ، تمَّ تَحديدُ هذِهِ الأخطاء. كَيفَ ذلِك؟
٦ كَيفَ يجِدُ العُلَماءُ الأخطاءَ في نُسَخِ الكِتابِ المُقَدَّس؟
٦ يستَعمِلُ العُلَماءُ اليَومَ طَريقَةً فَعَّالَة لِيَجِدوا الأخطاءَ الَّتي ارتَكَبَها نُسَّاخُ الكِتابِ المُقَدَّس. تخَيَّلْ مَثَلًا أنَّهُ طُلِبَ مِن ١٠٠ رَجُلٍ أن ينسَخوا نَفْسَ الصَّفحَة. لكنَّ أَحَدَهُم يرتَكِبُ خَطَأً بَسيطًا في نُسخَتِه. إحدى الطُّرُقِ لِنجِدَ هذا الخَطَأَ هي أن نُقارِنَ نُسخَتَهُ بِباقي النُّسَخ. بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، عِندَما يُقارِنُ العُلَماءُ عَدَدًا مِن مَخطوطاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ بَعضَها بِبَعض، يجِدونَ الخَطَأَ الَّذي رُبَّما ارتَكَبَهُ أحَدُ النُّسَّاخِ أوِ الحُروفَ الَّتي حذَفَها.
٧ أعطِ دَليلًا يُظهِرُ كم كانَ نُسَّاخُ الكِتابِ المُقَدَّسِ دَقيقين.
٧ إلَيكَ دَليلًا يُظهِرُ كم كان نُسَّاخُ الكِتابِ المُقَدَّسِ دَقيقين. إنَّ أقدَمَ مَخطوطَةٍ كامِلَة لِلأسفارِ العِبْرَانِيَّة تعودُ لِسَنَةِ ١٠٠٨ أو ١٠٠٩ بم، وهي تُدعى مُجَلَّدَ لِينِينْغْرَاد. ولكنْ في السَّنَواتِ الأخيرَة، اكتُشِفَت مَخطوطاتٌ لِلكِتابِ المُقَدَّسِ وأجزاءٌ مِنها أقدَمُ بِألفِ سَنَةٍ تَقريبًا مِن مُجَلَّدِ لِينِينْغْرَاد. وهُنا قد يظُنُّ أحَدٌ أنَّ المَخطوطاتِ القَديمَة تغَيَّرَت كَثيرًا بَعدَما نُسِخَت مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ طَوالَ ٠٠٠,١ سَنَة. وبِالتَّالي، سيَكونُ الفَرقُ كَبيرًا جِدًّا بَينَ هذِهِ المَخطوطاتِ القَديمَة والنَّصِّ في مُجَلَّدِ لِينِينْغْرَاد. لكنَّ هذا لَيسَ صَحيحًا. فالعُلَماءُ قارَنوا المَخطوطاتِ القَديمَة بِالمَخطوطاتِ الأحدَث. صَحيحٌ أنَّهُم وجَدوا اختِلافاتٍ بَسيطَة في بَعضِ الكَلِمات، لكنَّ رِسالَةَ الكِتابِ المُقَدَّسِ كانَت مَحفوظَةً بِدِقَّة.
٨ ماذا وجَدَ أحَدُ العُلَماءِ عِندَما قارَنَ المَخطوطاتِ الباقِيَة مِنَ الأسفارِ اليُونَانِيَّة بِأعمالٍ أُخرى مِن نَفْسِ الفَترَة؟
٨ ومِثلَ نُسَّاخِ الأسفارِ العِبْرَانِيَّة، اتَّبَعَ المَسِيحِيُّونَ الأوائِلُ نَفْسَ التَّقليد. فهُم نسَخوا بِدِقَّةٍ الأسفارَ اليُونَانِيَّة الـ ٢٧ واستَعمَلوا هذِهِ النُّسَخَ في اجتِماعاتِهِم وعَمَلِ التَّبشير. وإلى أيِّ حَدٍّ هذِهِ النُّسَخُ دَقيقة؟ قارَنَ أحَدُ العُلَماءِ مَخطوطاتِ الأسفارِ اليُونَانِيَّة الباقِيَة حتَّى أيَّامِنا بِأعمالٍ أُخرى تعودُ إلى الفَترَةِ نَفْسِها. واستَنتَج: «بِشَكلٍ عامّ، عَدَدُ [نُسَخِ الأسفارِ اليُونَانِيَّة] أكبَرُ مِن غَيرِه، وهي كامِلَةٌ أكثَرُ مِن غَيرِها». ويَقولُ كِتابُ تَشريحِ العَهدِ الجَديد (بِالإنْكِلِيزِيَّة): «نقدِرُ أن نثِقَ أنَّ ما نقرَأُهُ في تَرجَمَةٍ عَصرِيَّة مُحتَرَمَة [لِلأسفارِ اليُونَانِيَّة] ينقُلُ الرِّسالَةَ نَفْسَها الَّتي كتَبَها الكُتَّابُ الأصلِيُّون».
٩ كَيفَ تمَّت إشَعْيَا ٤٠:٨؟
٩ إذًا اجتَهَدَ نُسَّاخٌ كَثيرونَ طَوالَ مِئاتِ السِّنينَ لِيَنسَخوا الكِتابَ المُقَدَّسَ بِدِقَّة. وهذا ساهَمَ في حُصولِنا على كِتابٍ مُقَدَّسٍ دَقيقٍ كَي نقرَأَهُ وندرُسَهُ. d ولكنْ طَبعًا، يَهْوَه هوَ الَّذي حرِصَ أن تبقى رِسالَتُهُ مَحفوظَةً لِيقرَأَها كُلُّ البَشَر. (إقرأ إشعيا ٤٠:٨.) مع ذلِك، يقولُ بَعضُ النَّاسِ إنَّ صُمودَ الكِتابِ المُقَدَّسِ لا يعني أنَّهُ كِتابٌ مِنَ اللّٰه. لِذلِك سنُناقِشُ الآنَ أدِلَّةً تُبَرهِنُ أنَّ يَهْوَه هوَ مُؤَلِّفُ الكِتابِ المُقَدَّس.
نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ صادِقَة
Getty Images/DeAgostini/Sappa .C :Shutterstock; right/Image © Homo Cosmicos :Left
تمَّت نبوات الكتاب المقدس في الماضي، وهي تتم اليوم أيضًا (أُنظر الفقرتين ١٠-١١.) f
١٠ أُذكُرْ نُبُوَّةً تُؤَكِّدُ ما نقرَأُهُ في ٢ بُطْرُس ١:٢١. (أُنظُرِ الصُّورَتَين.)
١٠ نجِدُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ عَدَدًا كَبيرًا مِنَ النُّبُوَّاتِ الَّتي تمَّت. وبَعضُها تمَّ بَعدَ مِئاتِ السِّنينَ مِن كِتابَتِها. والتَّاريخُ يُؤَكِّدُ أنَّ هذِهِ النُّبُوَّاتِ تمَّت فِعلًا. وهذا لا يُفاجِئُنا لِأنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه هو مَصدَرُ هذِهِ النُّبُوَّات. (إقرأ ٢ بطرس ١:٢١.) فكِّرْ مَثَلًا في ما قالَهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن سُقوطِ مَدينَةِ بَابِل القَديمَة. ففي القَرنِ الثَّامِنِ قَبلَ الميلاد، تنَبَّأَ إشَعْيَا بِوَحيٍ من اللّٰه أنَّ مَدينَةَ بَابِل القَوِيَّة ستقَعُ بَينَ يَدَي أعدائِها. حتَّى إنَّهُ ذكَرَ أنَّ القائِدَ الَّذي سيَستَولي علَيها سيَكونُ اسْمُهُ كُورُش وذكَرَ بِالتَّحديدِ الطَّريقَةَ الَّتي سيَستَعمِلُها لِيُسقِطَ المَدينَة. (إش ) أيضًا، تنَبَّأَ إشَعْيَا أنَّ بَابِل ستُدَمَّرُ في النِّهايَة وسَتصيرُ مَهجورَةً تَمامًا. ( ٤٤:٢٧–٤٥:٢إش ١٣:١٩، ٢٠) وهذا ما حصَلَ بِالضَّبط. فقدْ سقَطَت بَابِل سَنَةَ ٥٣٩ قم على أيدي المَادِيِّينَ والفُرْس. وهذِهِ المَدينَةُ الَّتي كانَت عَظيمَةً في إحدى المَراحِلِ لم تعُدِ الآنَ إلَّا كَومَةَ أنقاض. — أُحضُرِ الفيديو تنَبَّأَ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن سُقوطِ بَابِل في النُّسخَةِ الإلِكتُرونِيَّة مِن كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآن وإلى الأبَد، الدَّرس ٣، النُّقطَة ٥.
١١ كَيفَ تتِمُّ دَانْيَال ٢:٤١-٤٣ في أيَّامِنا؟
١١ لم تتِمَّ نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ في الماضي فَقَط، فهناك نُبُوَّاتٌ تتِمُّ اليَومَ أيضًا. فكِّرْ مَثَلًا كَيفَ تتِمُّ نُبُوَّةُ دَانْيَال عنِ الدَّولَةِ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة. (إقرأ دانيال ٢:٤١-٤٣.) فهذِهِ النُّبُوَّةُ وصَفَت بِدِقَّةٍ أنَّ هذِهِ الدَّولَةَ ستكونُ «قَوِيَّةً مِن ناحِيَة» مِثلَ الحَديد، و «ضَعيفَةً مِن ناحِيَةٍ أُخْرى» مِثلَ الفَخَّار. وهذا ما يحصُلُ فِعلًا. فبَرِيطَانِيَا وأمِيرْكَا أظهَرَتا قُوَّةً حَديدِيَّة عِندَما لعِبَتا دَورًا أساسِيًّا في الحَربَينِ العالَمِيَّتَين. ولا تزالانِ حتَّى اليَومِ تملِكانِ قُوَّةً عَسكَرِيَّة ضَخمَة. لكنَّ المُواطِنينَ في هاتَينِ الدَّولَتَينِ يُضعِفونَ هذِهِ القُوَّةَ الحَديدِيَّة. فهُم يثورونَ لِيُطالِبوا بِحُقوقِهِم مِن خِلالِ نِقاباتِ العُمَّال، حَمَلاتِ الحُقوقِ المَدَنِيَّة، والحَرَكاتِ الاستِقلالِيَّة. وقدْ ذكَرَ مُؤَخَّرًا خَبيرٌ في الشُّؤونِ السِّياسِيَّة العالَمِيَّة: «بَينَ البُلدانِ الدِّيموقْراطِيَّة المُتَقَدِّمَة، لا يوجَدُ بَلَدٌ مُقَسَّمٌ أو مُعَطَّلٌ سِياسِيًّا في العالَمِ أكثَرَ مِنَ الوِلايَاتِ المُتَّحِدَة اليَوم». أمَّا بَرِيطَانِيَا، الجُزءُ الثَّاني مِن هذِهِ الدَّولَةِ العالَمِيَّة، فقدْ صارَت مُقَسَّمَةً أكثَرَ في السَّنَواتِ الأخيرَة بِسَبَبِ تَضارُبِ الآراءِ حَولَ عَلاقَتِها معَ البُلدانِ في الاتِّحَادِ الأُورُوبِّيّ. وهذِهِ الانقِساماتُ تُصَعِّبُ كَثيرًا على الدَّولَةِ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة أن تحكُمَ بِيَدٍ مِن حَديد.
١٢ كَيفَ تُفيدُنا نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّس؟
١٢ عِندَما نرى النُّبُوَّاتِ الكَثيرَة الَّتي تمَّت في الكِتابِ المُقَدَّس، تزدادُ ثِقَتُنا بِأنَّ وُعودَ اللّٰهِ ستتَحَقَّقُ في المُستَقبَل. فنشعُرُ مِثلَ صاحِبِ المَزْمُور الَّذي صلَّى إلى يَهْوَه: «أتَشَوَّقُ إلى خَلاصِك، لِأنِّي أضَعُ أمَلي في كَلِمَتِك». (مز ١١٩:٨١) ومِن خِلالِ الكِتابِ المُقَدَّس، أعطانا يَهْوَه إلهُنا المُحِبُّ «مُستَقبَلًا ورَجاء». (إر ٢٩:١١) فرَجاؤُنا لا يعتَمِدُ على جُهودِ البَشَر، بل على وُعودِ يَهْوَه. فلْنستَمِرَّ في زِيادَةِ ثِقَتِنا بِكَلِمَةِ اللّٰهِ مِن خِلالِ دَرسِ النُبُوَّاتِ بِاجتِهاد.
نَصائِحُ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُفيدُ مَلايينَ النَّاس
١٣ حَسَبَ المَزْمُور ١١٩:٦٦، ١٣٨، أيُّ سَبَبٍ آخَرَ يدفَعُنا أن نثِقَ بِالكِتابِ المُقَدَّس؟
١٣ الدَّليلُ الثَّالِثُ الَّذي يُؤَكِّدُ أنَّنا نقدِرُ أن نثِقَ بِالكِتابِ المُقَدَّسِ هوَ النَّتائِجُ الجَيِّدَة الَّتي ينالُها الذينَ يُطَبِّقونَ نَصائِحَه. (إقرإ المزمور ١١٩:٦٦، ١٣٨.) فهو قادِرٌ مَثَلًا أن يُحَوِّلَ زَواجًا على وَشكِ الانهِيارِ إلى زَواجٍ ناجِحٍ وسَعيد. فيَكبَرُ الأولادُ في جَوٍّ مَليءٍ بِالمَحَبَّةِ بَينَ والِدَينِ مَسيحِيَّينِ يُحَسِّسانِهِم بِالأمانِ والحَنان. — أف ٥:٢٢-٢٩.
١٤ إروِ اختِبارًا يُظهِرُ كَيفَ يتَغَيَّرُ النَّاسُ لِلأفضَلِ عِندَما يُطَبِّقونَ نَصائِحَ الكِتابِ المُقَدَّس.
١٤ ونَصائِحُ الكِتابِ المُقَدَّسِ الحَكيمَة تُساعِدُ حتَّى المُجرِمينَ الخَطيرينَ أن يُغَيِّروا حَياتَهُم. لاحِظْ كَيفَ ساعَدَت كَلِمَةُ اللّٰه سَجينًا اسْمُهُ جَاك. e فهو كانَ مُجرِمًا عَنيفًا، ومَعروفًا بِأنَّهُ مِن أخطَرِ السُّجَناءِ المَحكومِ علَيهِم بِالإعدام. ولكنْ ذاتَ مَرَّة، حضَرَ جَاك دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس. فتأثَّرَ كَثيرًا بِلُطفِ الإخوَةِ الَّذينَ يُديرونَ الدَّرس، وقرَّرَ أن يدرُسَ هو أيضًا. وعِندَما بدَأَ يُطَبِّقُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّسِ، تحَسَّنَ سُلوكُهُ وحتَّى شَخصِيَّتُه. ومعَ الوَقت، صارَ جَاك ناشِرًا غَيرَ مُعتَمِد، وبَعدَ ذلِكَ اعتَمَد. فبدَأَ يُخبِرُ السُّجَناءَ بِحَماسَةٍ عن مَملَكَةِ اللّٰه، وساعَدَ أربَعَةً مِنهُم على الأقَلِّ أن يتَعَلَّموا الحَقّ. وعِندَما وصَلَ يَومُ إعدامِه، كانَ جَاك قد صارَ رَجُلًا آخَر. تقولُ واحِدَةٌ مِن مُحاميه: «لم يعُدْ جَاك نَفْسَ الشَّخصِ الَّذي كُنتُ أعرِفُهُ مِن ٢٠ سَنَة. فتَعاليمُ شُهودِ يَهْوَه غيَّرَت حَياتَه». صَحيحٌ أنَّ حُكمَ الإعدامِ نُفِّذَ في جَاك، لكنَّ مِثالَهُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نقدِرُ أن نثِقَ بِكَلِمَةِ اللّٰه، وأنَّها قادِرَةٌ أن تُغَيِّرَ النَّاسَ لِلأفضَل. — إش ١١:٦-٩.
نصائح الكتاب المقدس حسَّنت حياة أشخاص كثيرين من خلفيات عديدة (أُنظر الفقرة ١٥.) g
١٥ كَيفَ يُساعِدُ الكِتابُ المُقَدَّسُ شَعبَ يَهْوَه أن يكونوا مُمَيَّزين؟ (أُنظُرِ الصُّورَة.)
١٥ ولِأنَّنا نُطَبِّقُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس، نَحنُ شَعبٌ مُوَحَّد. (يو ١٣:٣٥؛ ١ كو ١:١٠) وهذا السَّلامُ والوَحدَةُ بَينَنا يلفِتانِ النَّظَرَ وَسَطَ الانقِساماتِ السِّياسِيَّة والعِرقِيَّة والاجتِماعِيَّة في هذا العالَم. وقدْ أثَّرَتِ الوَحدَةُ بَينَ شَعبِ يَهْوَه في شابٍّ اسْمُهُ جَان كبِرَ في بَلَدٍ إفْرِيقِيّ. فهو انضَمَّ إلى الجَيشِ خِلالَ حَربٍ أهلِيَّة وهرَبَ لاحِقًا إلى بَلَدٍ قَريب. وهُناك التَقى بِشُهودِ يَهْوَه. يقولُ جَان: «تعَلَّمتُ أنَّ أتباعَ الدِّينِ الحَقيقِيِّ لا يُشارِكونَ في السِّياسَةِ ولَيسوا مُقَسَّمين، بل يُحِبُّونَ واحِدُهُمُ الآخَر». ويُكمِل: «في البِدايَة، نذَرتُ حَياتي لِأُدافِعَ عن بَلَدي. ولكن، عِندَما تعَلَّمتُ الحَقَّ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس، أرَدتُ أن أنذُرَ حَياتي لِيَهْوَه». لقدْ تغَيَّرَ جَان بِالكامِل. فبَدَلَ أن يُحارِبَ أشخاصًا مُختَلِفينَ عنه، صارَ الآنَ يُخبِرُ أيَّ شَخصٍ يلتَقي بهِ عن رِسالَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي تُوَحِّدُ النَّاس. واضِحٌ إذًا أنَّ نَصائِحَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُفيدُ النَّاسَ مَهما كانَت خَلفِيَّتُهُم. وهذا دَليلٌ قَوِيٌّ أنَّنا نقدِرُ أن نثِقَ بِكَلِمَةِ اللّٰه.
ثِقْ دائِمًا بِكَلِمَةِ اللّٰه
١٦ لِماذا مُهِمٌّ جِدًّا أن نُقَوِّيَ ثِقَتَنا بِكَلِمَةِ اللّٰه؟
١٦ فيما يصيرُ هذا العالَمُ أسوَأ، سنمُرُّ بِمَواقِفَ تكشِفُ إذا كُنَّا فِعلًا نثِقُ بِالكِتابِ المُقَدَّس. فقدْ يُحاوِلُ البَعضُ أن يزرَعوا الشُّكوكَ في عُقولِنا. مَثَلًا، قد يدفَعونَنا أن نُشَكِّكَ في ما يقولُهُ الكِتابُ المُقَدَّس، أو إذا عيَّنَ يَهْوَه فِعلًا قَناةً لِيُوَجِّهَ خُدَّامَهُ اليَوم. ولكن إذا كُنَّا مُقتَنِعينَ أنَّ كَلِمَةَ يَهْوَه هي دائِمًا صَحيحَة، نقدِرُ أن نُواجِهَ هَجَماتٍ كهذِه. فسَنكونُ ‹مُصَمِّمينَ أن نُطيعَ وَصايا [يَهْوَه] في كُلِّ الأوْقاتِ وحتَّى النِّهايَة›. (مز ١١٩:١١٢) و «لن نخجَلَ» أن نُخبِرَ الآخَرينَ عنِ الحَقِّ ونُشَجِّعَهُم أن يُطَبِّقوا نَصائِحَ الكِتابِ المُقَدَّسِ. (مز ١١٩:٤٦) أيضًا، سنقدِرُ أن نتَحَمَّلَ أصعَبَ الظُّروف، بما في ذلِكَ الاضطِهاد، بِصَبرٍ وفَرَح. — كو ١:١١؛ مز ١١٩:١٤٣، ١٥٧.
١٧ بِماذا تُذَكِّرُنا آيَتُنا السَّنَوِيَّة؟
١٧ نَحنُ نشكُرُ يَهْوَه على الحَقِّ الَّذي كشَفَهُ لنا. فهذا الحَقُّ يُثَبِّتُنا لِأنَّهُ يُعطي مَعنًى لِحَياتِنا، ويُعَلِّمُنا كَيفَ نعيشُ في هذا العالَمِ الَّذي يزدادُ فيهِ الضَّياعُ والفَوضى. وهذا الحَقَّ يُعطينا أمَلًا بِمُستَقبَلٍ أفضَلَ تَحتَ حُكمِ مَملَكَةِ اللّٰه. نتَمَنَّى أن تُذَكِّرَنا آيَتُنا السَّنَوِيَّة ٢٠٢٣ كم مُهِمٌّ أن نزيدَ اقتِناعَنا بِأنَّ أساسَ كَلامِ اللّٰهِ هوَ الحَقّ. — مز ١١٩:١٦٠.
التَّرنيمَة ٩٤ شُكرًا يا يَهْوَه على كَلِمَتِك
a إختارَتِ الهَيئَةُ الحاكِمَة آيَةً تُقَوِّي الإيمانَ لِتكونَ الآيَةَ السَّنَوِيَّة ٢٠٢٣: «أساسُ كَلامِكَ هوَ الحَقّ». (مز ١١٩:١٦٠) ولا شَكَّ أنَّكَ تُوافِقُ على هذِهِ الكَلِمات. لكنَّ كَثيرينَ لا يُؤمِنونَ بِالكِتابِ المُقَدَّسِ ولا بِأنَّ نَصائِحَهُ تُفيدُنا. لِذلِك سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ ثَلاثَةَ أدِلَّةٍ تُساعِدُنا أن نُقنِعَ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَةٌ أن يثِقوا بِالكِتابِ المُقَدَّسِ وبِنَصائِحِه.
b شَرحُ المُفرَداتِ وَالتَّعابير: الكَلِمَةُ العِبْرَانِيَّة المُتَرجَمَة إلى «أساسٍ» في هذِهِ الآيَةِ تعني حَرفِيًّا كامِلَ الشَّيءِ أو جَوهَرَه.
c المَخطوطَةُ هي نَصٌّ كُتِبَ بِخَطِّ اليَد.
d لِتعرِفَ أكثَرَ عن صُمودِ الكِتابِ المُقَدَّس، ادخُلْ إلى jw.org واكتُبْ في خانَةِ البَحث «التَّاريخُ والكِتابُ المُقَدَّس».
e تمَّ تَغييرُ الاسْمَين.