الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٢

تعلَّمْ عن يهوه من مخلوقاته

تعلَّمْ عن يهوه من مخلوقاته

‏«صِفاتُ [اللّٰهِ] غَيرُ المَنظورَة،‏ أي قُدرَتُهُ السَّرمَدِيَّة وأُلوهَتُه،‏ تُرى بِوُضوحٍ مُنذُ خَلقِ العالَم،‏ لِأنَّها تُدرَكُ بِالمَصنوعات».‏ —‏ رو ١:‏٢٠‏.‏

التَّرنيمَة ٦ السَّمواتُ تُخبِرُ بِمَجدِ اللّٰه

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ كَيفَ تعَلَّمَ أيُّوب أكثَرَ عن يَهْوَه؟‏

 أجرى أيُّوب مُحادَثاتٍ كَثيرَة خِلالَ حَياتِه.‏ ولكنْ هُناك مُحادَثَةٌ أثَّرَت فيهِ أكثَرَ مِن غَيرِها:‏ المُحادَثَةُ الَّتي أجراها مع يَهْوَه.‏ فيَهْوَه أرادَ أن يُظهِرَ لهُ كم هو حَكيمٌ ويَهتَمُّ بِخُدَّامِه.‏ لِذا،‏ لفَتَ نَظَرَهُ إلى بَعضِ مَخلوقاتِهِ الرَّائِعَة.‏ مَثَلًا،‏ كَي يُؤَكِّدَ لهُ أنَّهُ سيُؤَمِّنُ حاجاتِه،‏ أراهُ كَيفَ يُؤَمِّنُ حاجاتِ الحَيَوانات.‏ (‏أي ٣٨:‏٣٩-‏٤١؛‏ ٣٩:‏١،‏ ٥،‏ ١٣-‏١٦‏)‏ وهكَذا،‏ حينَ تأمَّلَ أيُّوب في مَخلوقاتِ يَهْوَه،‏ تعَلَّمَ الكَثيرَ عن صِفاتِه.‏

٢ ماذا يُصَعِّبُ علَينا أن نتَأمَّلَ في مَخلوقاتِ يَهْوَه؟‏

٢ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ نتَأمَّلُ في مَخلوقاتِ يَهْوَه،‏ نتَعَلَّمُ الكَثيرَ عنه.‏ ولكنْ هُناك عَوامِلُ تُصَعِّبُ علَينا ذلِك.‏ فإذا كُنَّا نعيشُ في المَدينَة،‏ فلَيسَ سَهلًا علَينا أن نتَأمَّلَ في الطَّبيعَة.‏ وحتَّى لَو كُنَّا نعيشُ في الرِّيف،‏ فقدْ لا يكونُ لَدَينا وَقتٌ كافٍ لِنتَأمَّلَ في الطَّبيعَة.‏ لِذا،‏ سنُناقِشُ الآنَ ثَلاثَةَ أسئِلَة:‏ لِمَ يجِبُ أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِنتَأمَّلَ في المَخلوقات؟‏ كَيفَ يُعَلِّمُنا يَهْوَه ويَسُوع دُروسًا مُهِمَّة مِن خِلالِ المَخلوقات؟‏ وماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِنتَعَلَّمَ مِنها؟‏

لِمَ يجِبُ أن نتَأمَّلَ في المَخلوقات؟‏

أراد يهوه أن يتمتع آدم بمخلوقاته،‏ وطلب منه أن يسمِّي الحيوانات (‏أُنظر الفقرة ٣.‏)‏

٣ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه أرادَ أن يتَمَتَّعَ آدَم بِمَخلوقاتِه؟‏

٣ أرادَ يَهْوَه أن يتَمَتَّعَ الإنسانُ الأوَّلُ بِمَخلوقاتِه.‏ فعِندَما خلَقَ آدَم،‏ وضَعَهُ في فِردَوسٍ رائِعٍ لِيَستَكشِفَه،‏ يهتَمَّ به،‏ ويُوَسِّعَه.‏ (‏تك ٢:‏٨،‏ ٩،‏ ١٥‏)‏ فقدْ كانَ لَدى آدَم شَرَفٌ كَبيرٌ أن يعتَنِيَ بِجَنَّةِ عَدَن.‏ تخَيَّلْ كم تحَمَّسَ وهو يرى البُذورَ تنبُتُ والأزهارَ تتَفَتَّح.‏ أيضًا،‏ طلَبَ يَهْوَه مِنهُ أن يُسَمِّيَ الحَيَوانات.‏ (‏تك ٢:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ طَبعًا،‏ كانَ يَهْوَه يقدِرُ أن يقومَ بهذا العَمَلِ هو بِنَفْسِه،‏ لكنَّهُ أعطاهُ لِآدَم.‏ وكَي يختارَ آدَم أسماءً مُناسِبَة لِلحَيَوانات،‏ لا بُدَّ أنَّهُ راقَبَ جَيِّدًا مُمَيِّزاتِها وتَصَرُّفاتِها.‏ ولا شَكَّ أنَّ هذا العَمَلَ فرَّحَه،‏ وزادَ تَقديرَهُ لِحِكمَةِ أبيهِ وفَنِّهِ وإبداعِه.‏

٤ (‏أ)‏ ما هو أحَدُ الأسبابِ لِنتَأمَّلَ في المَخلوقات؟‏ (‏ب)‏ ما هو أكثَرُ مَخلوقٍ يُعجِبُك؟‏

٤ لِمَ يجِبُ أن نتَأمَّلَ في مَخلوقاتِ يَهْوَه؟‏ أحَدُ الأسبابِ لِأنَّهُ طلَبَ مِنَّا ذلِك.‏ فهو يقولُ لنا:‏ «إرفَعوا عُيونَكُم إلى العَلاءِ وانظُروا».‏ ثُمَّ يسألُنا:‏ «مَن خلَقَ هذِه؟‏».‏ وطَبعًا،‏ الجَوابُ واضِح.‏ (‏إش ٤٠:‏٢٦‏)‏ ويَهْوَه لم يَملَإِ السَّماءَ فَقَط،‏ بل أيضًا الأرضَ والبَحر،‏ بِمَخلوقاتٍ رائِعَة تُعَلِّمُنا الكَثيرَ عنه.‏ (‏مز ١٠٤:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وهو خلَقَنا بِمُمَيِّزاتٍ تُساعِدُنا أن نُقَدِّرَ جَمالَ مَخلوقاتِهِ العَديدَة.‏ وكي نتَمَتَّعَ بِمَخلوقاتِه،‏ أعطانا الحَواسَّ الخَمس:‏ النَّظَر،‏ السَّمع،‏ اللَّمس،‏ التَّذَوُّق،‏ والشَّمّ.‏

٥ حَسَبَ رُومَا ١:‏٢٠‏،‏ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نتَأمَّلُ في مَخلوقاتِ يَهْوَه؟‏

٥ يذكُرُ لنا الكِتابُ المُقَدَّسُ سَبَبًا آخَرَ لِنتَأمَّلَ في المَخلوقات:‏ كَي نتَعَلَّمَ مِنها صِفاتِ يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرأ روما ١:‏٢٠‏.‏)‏ مَثَلًا،‏ حينَ نرى كَيفَ صمَّمَ يَهْوَه مَخلوقاتِهِ بِطَريقَةٍ مُدهِشَة،‏ نتَعَلَّمُ كم هو حَكيم.‏ أيضًا،‏ حينَ نرى كَيفَ أعطانا تَنَوُّعًا مِنَ الأطعِمَةِ اللَّذيذَة،‏ نتَعَلَّمُ كم يُحِبُّنا.‏ فكُلَّما تأمَّلنا في مَخلوقاتِ يَهْوَه،‏ تعَلَّمنا أكثَرَ عن صِفاتِه.‏ وهكَذا،‏ نتَعَرَّفُ علَيهِ ونقتَرِبُ إلَيهِ أكثَر.‏ والآن،‏ لِنرَ كَيفَ يُعَلِّمُنا يَهْوَه دُروسًا مُهِمَّة مِن خِلالِ مَخلوقاتِه.‏

يُعَلِّمُنا يَهْوَه عن صِفاتِهِ مِن خِلالِ المَخلوقات

٦ ماذا نتَعَلَّمُ حينَ نرى الطُّيورَ المُهاجِرَة؟‏

٦ يلتَزِمُ بِمَواعيدِه.‏ كُلَّ سَنَةٍ بَينَ أواخِرِ شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ومُنتَصَفِ أيَّار (‏مَايُو)‏،‏ اعتادَ الإسْرَائِيلِيُّونَ أن يرَوا طُيورَ اللَّقلَقِ تُحَلِّقُ فَوقَهُم أثناءَ هِجرَتِها شَمالًا.‏ لِذا،‏ قالَ لهُم يَهْوَه:‏ «اللَّقلَقُ في السَّماءِ يعرِفُ مَواقيتَه».‏ (‏إر ٨:‏٧‏)‏ ومِثلَما حدَّدَ يَهْوَه الوَقتَ الَّذي تُهاجِرُ فيهِ طُيورُ اللَّقلَق،‏ حدَّدَ الوَقتَ الَّذي سيُنَفِّذُ فيهِ أحكامَه.‏ إذًا،‏ حينَ نرى الطُّيورَ وهي تُهاجِر،‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه سيَجلُبُ نِهايَةَ هذا العالَمِ الشِّرِّيرِ «في وَقتِها المُعَيَّن».‏ —‏ حب ٢:‏٣‏.‏

٧ ماذا نتَذَكَّرُ حينَ نرى الطُّيورَ تُحَلِّق؟‏ (‏إشعيا ٤٠:‏٣١‏)‏

٧ يُقَوِّي خُدَّامَه.‏ وعَدَ يَهْوَه شَعبَهُ أنَّهُ سيُقَوِّيهِم حينَ يشعُرونَ بِالتَّعَبِ أوِ اليَأس.‏ وهكَذا،‏ «يرتَفِعونَ بِأجنِحَةٍ كالعِقبان».‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٤٠:‏٣١‏.‏)‏ إعتادَ الإسْرَائِيلِيُّونَ أن يرَوُا العِقبانَ تُحَلِّق،‏ حتَّى دونَ أن تبذُلَ جُهدًا كَبيرًا،‏ لأنَّها تستَفيدُ مِن تَيَّاراتِ الهَواء.‏ ويَهْوَه أكَّدَ لهُم أنَّهُ سيُقَوِّيهِم،‏ تَمامًا مِثلَما يُقَوِّي هذِهِ الطُّيور.‏ إذًا،‏ حينَ ترى الطُّيورَ تُحَلِّقُ عالِيًا،‏ حتَّى دونَ أن تُرَفرِفَ بِأجنِحَتِها،‏ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه سيُقَوِّيكَ كَي تتَخَطَّى مَشاكِلَك.‏

٨ مِثلَ أيُّوب،‏ ماذا نتَعَلَّمُ حينَ نتَأمَّلُ في مَخلوقاتِ اللّٰه؟‏

٨ يستَحِقُّ ثِقَتَنا.‏ ساعَدَ يَهْوَه أيُّوب أن يزيدَ ثِقَتَهُ به.‏ (‏أي ٣٢:‏٢؛‏ ٤٠:‏٦-‏٨‏)‏ فحينَ تحَدَّثَ معه،‏ شجَّعَهُ أن يتَأمَّلَ في الأشياءِ الَّتي عمِلَها مِثلِ النُّجوم،‏ السَّحاب،‏ والبَرق.‏ وأخبَرَهُ أيضًا عن حَيَواناتٍ مِثلِ الثَّورِ الوَحشِيِّ والحِصان.‏ (‏أي ٣٨:‏٣٢-‏٣٥؛‏ ٣٩:‏٩،‏ ١٩،‏ ٢٠‏)‏ وهكَذا،‏ مِن خِلالِ هذِهِ المَخلوقات،‏ أظهَرَ يَهْوَه لِأيُّوب أنَّ لَدَيهِ قُوَّةً هائِلَة،‏ حِكمَةً عَظيمَة،‏ ومَحَبَّةً فائِقَة.‏ وهكَذا،‏ ساعَدَهُ أن يزيدَ ثِقَتَهُ به.‏ (‏أي ٤٢:‏١-‏٦‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ نتَأمَّلُ في مَخلوقاتِ يَهْوَه،‏ نرى كم هو أقوى وأحكَمُ مِنَّا،‏ ونتَأكَّدُ بِالتَّالي أنَّهُ سيُنهي مَشاكِلَنا.‏ وهكَذا،‏ نُقَوِّي ثِقَتَنا به.‏

يُعَلِّمُنا يَسُوع عن أبيهِ مِن خِلالِ المَخلوقات

٩-‏١٠ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الشَّمسِ والمَطَرِ عن يَهْوَه؟‏

٩ عرَفَ يَسُوع جَيِّدًا كُلَّ المَخلوقات.‏ فهو كانَ «عامِلًا ماهِرًا» عِندَ أبيهِ حينَ خلَقَ الكَون.‏ (‏أم ٨:‏٣٠‏)‏ لِذا حينَ جاءَ يَسُوع إلى الأرض،‏ علَّمَ تَلاميذَهُ عن أبيهِ مِن خِلالِ المَخلوقات.‏ إلَيكَ بَعضَ الأمثِلَة.‏

١٠ يَهْوَه يُظهِرُ المَحَبَّةَ لِكُلِّ النَّاس.‏ في المَوعِظَةِ على الجَبَل،‏ لفَتَ يَسُوع نَظَرَ تَلاميذِهِ إلى شَيئَينِ قَلَّما يُفَكِّرُ فيهِما أحَد:‏ الشَّمسِ والمَطَر.‏ فهُما ضَرورِيَّانِ لِلحَياة،‏ ويَهْوَه يقدِرُ أن يمنَعَهُما عنِ الَّذينَ لا يخدُمونَه.‏ لكنَّهُ بِدافِعِ المَحَبَّة،‏ يُعطي الشَّمسَ والمَطَرَ لِكُلِّ النَّاس.‏ (‏مت ٥:‏٤٣-‏٤٥‏)‏ وهكَذا،‏ علَّمَ يَسُوع تَلاميذَهُ أنَّ يَهْوَه يُريدُ مِنهُم أن يُظهِروا المَحَبَّةَ لِلجَميع.‏ إذًا،‏ حينَ تتَأمَّلُ في الغُروبِ الجَميلِ أوِ المَطَرِ المُنعِش،‏ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّ الجَميعَ دونَ تَحَيُّز.‏ فهكَذا،‏ ستندَفِعُ أن تُظهِرَ المَحَبَّةَ مِثلَهُ وتُبَشِّرَ كُلَّ النَّاس.‏

١١ كَيفَ نتَشَجَّعُ حينَ نتَأمَّلُ في الطُّيور؟‏

١١ يَهْوَه يُؤَمِّنُ لنا ضَروراتِ الحَياة.‏ في نَفْسِ المَوعِظَة،‏ قالَ يَسُوع لِسامِعيه:‏ «تَأمَّلوا طُيورَ السَّماء.‏ إنَّها لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولا تَجمَعُ في مَخازِن،‏ لكنَّ أباكُمُ السَّماوِيَّ يُطعِمُها».‏ ثُمَّ سألَهُم:‏ «ألَستُم أنتُم أغْلى مِنها؟‏».‏ (‏مت ٦:‏٢٦‏)‏ في ذلِكَ الوَقت،‏ رُبَّما كانَ سامِعوهُ يرَونَ الطُّيورَ تُحَلِّقُ فَوقَهُم.‏ وهكَذا،‏ علَّمَهُم يَسُوع بِطَريقَةٍ رائِعَة أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِحاجاتِ خُدَّامِه.‏ (‏مت ٦:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ وهذا الدَّرسُ لا يزالُ يُشَجِّعُ خُدَّامَ يَهْوَه حتَّى اليَوم.‏ مَثَلًا،‏ كانَت فاتِحَةٌ في إسْبَانِيَا مُتَضايِقَةً لِأنَّها لم تستَطِعْ أن تجِدَ سَكَنًا مُناسِبًا.‏ لكنَّها تشَجَّعَت حينَ رأتِ الطُّيورَ تأكُلُ البُذورَ والثِّمار.‏ تُخبِر:‏ «حينَ رأيْتُ كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بِالطُّيور،‏ تأكَّدتُ أنَّهُ سيَهتَمُّ بي أنا أيضًا».‏ ولم يمضِ وَقتٌ طَويلٌ حتَّى وجَدَت هذِهِ الفاتِحَةُ سَكَنًا مُناسِبًا.‏

١٢ حَسَبَ مَتَّى ١٠:‏٢٩-‏٣١‏،‏ ماذا تُعَلِّمُنا العَصافيرُ عن يَهْوَه؟‏

١٢ يَهْوَه يهتَمُّ بِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا.‏ قَبلَ أن يُرسِلَ يَسُوع تَلاميذَهُ لِيُبَشِّروا،‏ أوضَحَ لهُم أنَّهُم لا يجِبُ أن يخافوا مِنَ المُقاوِمين.‏ ‏(‏إقرأ متى ١٠:‏٢٩-‏٣١‏.‏)‏ فأخبَرَهُم عن أحَدِ الطُّيورِ الشَّائِعَة في مِنطَقَتِهِم:‏ العُصفورِ الدُّورِيّ.‏ فهذا العُصفورُ كانَت قيمَتُهُ قَليلَةً جِدًّا.‏ لكِنَّ يَسُوع قالَ لِتَلاميذِه:‏ «ألَا يُباعُ عُصفورانِ دُورِيَّانِ بِقِرش؟‏ مع ذلِك،‏ لا يَسقُطُ واحِدٌ مِنهُما على الأرضِ دونَ أن يَعرِفَ أبوكُم».‏ ثُمَّ أكَّدَ لهُم:‏ «أنتُم أغْلى بِكَثيرٍ مِنَ العَصافيرِ الدُّورِيَّة».‏ وهكَذا،‏ أوضَحَ لهُم أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِكُلِّ واحِدٍ مِنهُم.‏ وبِالتَّالي،‏ كُلَّما رأَوا عُصفورًا دورِيًّا وهُم يُبَشِّرونَ في المُدُنِ والقُرى،‏ كانوا سيَتَذَكَّرونَ كَلِماتِ يَسُوع ويَتَشَجَّعون.‏ إذًا،‏ حينَ ترى عُصفورًا صَغيرًا،‏ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِك كفَرد.‏ فأنتَ «أغْلى بِكَثيرٍ مِنَ العَصافيرِ الدُّورِيَّة».‏ وبِما أنَّ يَهْوَه معك،‏ فلا داعِيَ أن تخافَ مِنَ المُقاوِمين.‏ —‏ مز ١١٨:‏٦‏.‏

ماذا علَينا أن نفعَل؟‏

١٣ كَيفَ نتَعَلَّمُ دُروسًا مِنَ المَخلوقات؟‏

١٣ مِن خِلالِ المَخلوقات،‏ نقدِرُ أن نتَعَلَّمَ دُروسًا كَثيرَة عن يَهْوَه.‏ ولكنْ ماذا علَينا أن نفعَل؟‏ يجِبُ أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِنتَأمَّلَ في مَخلوقاتِ يَهْوَه،‏ ثُمَّ نُفَكِّرَ ماذا تُعَلِّمُنا عنه.‏ لكنَّنا قد نستَصعِبُ ذلِك.‏ تقولُ أُختٌ مِنَ الكَامِيرُون اسْمُها جِيرَالْدِين:‏ «ترَبَّيتُ في المَدينَة.‏ لِذا،‏ كانَ علَيَّ أن أبذُلَ جُهدًا أكبَرَ كَي أتَأمَّلَ في الطَّبيعَة».‏ ويُخبِرُ أخٌ اسْمُهُ ألْفُونْسُو:‏ «تعَلَّمتُ أن أُخَصِّصَ وَقتًا أكونُ فيهِ وَحدي.‏ وهكَذا،‏ أتَأمَّلُ بِهُدوءٍ في مَخلوقاتِ يَهْوَه،‏ وأُفَكِّرُ ماذا تُعَلِّمُني عنه».‏

تأمَّل داود في المخلوقات حوله،‏ وفكَّر ماذا تعلِّمه عن يهوه (‏أُنظر الفقرة ١٤.‏)‏

١٤ ماذا تعَلَّمَ دَاوُد حينَ تأمَّلَ في مَخلوقاتِ اللّٰه؟‏

١٤ تأمَّلَ دَاوُد في مَخلوقاتِ يَهْوَه.‏ قالَ له:‏ «عِندَما أرى سَمواتِك،‏ عَمَلَ يَدَيْك،‏ القَمَرَ والنُّجومَ الَّتي صَنَعتَها،‏ أُفَكِّر:‏ ‹مَن هوَ الإنسانُ حتَّى تُفَكِّرَ فيه›».‏ (‏مز ٨:‏٣،‏ ٤‏)‏ فعِندَما رأى دَاوُد السَّماءَ في اللَّيل،‏ لم يُلاحِظْ فَقَط كمِ الكَونُ واسِع.‏ بل فكَّرَ أيضًا ماذا تُعَلِّمُهُ عن صِفاتِ يَهْوَه:‏ عن حِكمَتِهِ العَظيمَة وقُوَّتِهِ الهائِلَة.‏ وفي أوقاتٍ أُخرى،‏ تأمَّلَ دَاوُد كَيفَ تكَوَّنَ جِسمُهُ داخِلَ رَحِمِ أُمِّه.‏ وهكَذا،‏ صارَ يُقَدِّرُ أكثَرَ حِكمَةَ يَهْوَه.‏ —‏ مز ١٣٩:‏١٤-‏١٧‏.‏

١٥ أُذكُرْ كَيفَ تعَلَّمتَ عن صِفاتِ يَهْوَه مِن مَخلوقاتِه.‏ (‏مزمور ١٤٨:‏٧-‏١٠‏)‏

١٥ مِثلَما فعَلَ دَاوُد،‏ تقدِرُ أن تتَأمَّلَ في المَخلوقاتِ المَوجودَة حَولَك،‏ وتتَعَلَّمَ مِنها الكَثيرَ عن صِفاتِ يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ حينَ تشعُرُ بِحَرارَةِ الشَّمسِ على جِلدِك،‏ فكِّرْ ماذا يُعَلِّمُكَ ذلِك عن قُوَّةِ يَهْوَه.‏ (‏إر ٣١:‏٣٥‏)‏ وحينَ تُلاحِظُ طائِرًا يبني عُشَّه،‏ فكِّرْ ماذا يُعَلِّمُكَ ذلِك عن حِكمَةِ يَهْوَه.‏ وحينَ ترى كَلبًا صَغيرًا يُلاحِقُ ذَيلَه،‏ فكِّرْ كم يُحِبُّ يَهْوَه المَرَحَ والفُكاهَة.‏ وحينَ ترى أُمًّا تُلاعِبُ طِفلَها،‏ اشكُرْ يَهْوَه على مَحَبَّتِه.‏ إذًا،‏ لَدَيكَ فُرَصٌ كَثيرَة لِتتَعَلَّمَ عن يَهْوَه مِن خِلالِ مَخلوقاتِه.‏ فكُلُّ المَخلوقات،‏ الصَّغيرَة والكَبيرَة،‏ القَريبَة والبَعيدَة،‏ تُسَبِّحُ يَهْوَه.‏ —‏ إقرإ المزمور ١٤٨:‏٧-‏١٠‏.‏

١٦ عَلامَ نَحنُ مُصَمِّمون؟‏

١٦ حينَ نتَأمَّلُ في الطَّبيعَة،‏ نُلاحِظُ صِفاتِ إلهِنا الرَّائِعَة:‏ ذَكاءَه،‏ اهتِمامَه،‏ إبداعَه،‏ قُوَّتَه،‏ والكَثيرَ غَيرَها.‏ فلْنُخَصِّصْ بِانتِظامٍ وَقتًا لِنتَأمَّلَ في مَخلوقاتِ يَهْوَه،‏ ونُفَكِّرَ ماذا تُعَلِّمُنا عنه.‏ وهكَذا،‏ نقتَرِبُ أكثَرَ إلى خالِقِنا.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ وفي المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ سنرى كَيفَ نُعَلِّمُ أولادَنا عن يَهْوَه مِن خِلالِ مَخلوقاتِه.‏

التَّرنيمَة ٥ عَجيبَةٌ أعمالُكَ يا إلهي

a حينَ نرى مَخلوقاتِ يَهْوَه الرَّائِعَة،‏ مِنَ الشَّمسِ بِقُوَّتِها الهائلَة إلى الأزهارِ بِأوراقِها الرَّقيقَة،‏ نتَعَجَّبُ كَثيرًا.‏ كما نتَعَلَّمُ الكَثيرَ عن صِفاتِه.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى لِمَ مُهِمٌّ أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِنتَأمَّلَ في مَخلوقاتِه،‏ وكَيفَ يُقَرِّبُنا ذلِك إلَيه.‏