الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١

التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!‏

اتكِل على يهوه واغلب الخوف

اتكِل على يهوه واغلب الخوف

آيَتُنا السَّنَوِيَّة ٢٠٢٤:‏ ‏«عِندَما أكونُ خائِفًا،‏ أتَّكِلُ علَيك».‏ —‏ مز ٥٦:‏٣‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

إعرِفْ كَيفَ تُقَوِّي ثِقَتَكَ بِيَهْوَه وتتَّكِلُ علَيهِ كَي تغلِبَ خَوفَك.‏

١ لِماذا نشعُرُ بِالخَوفِ أحيانًا؟‏

 كُلُّنا نشعُرُ بِالخَوفِ مِن وَقتٍ إلى آخَر.‏ طَبعًا،‏ دَرسُنا لِلكِتابِ المُقَدَّسِ حرَّرَنا مِنَ الخَوفِ مِنَ المَوتى،‏ الخَوفِ مِنَ الأرواحِ الشِّرِّيرَة،‏ والخوفِ مِنَ المُستَقبَل.‏ لكنَّنا ما زِلنا نعيشُ في زَمَنٍ مَلِيءٍ ‹بِالمَناظِرِ المُخيفَة›،‏ مِثلِ الحُروبِ والجَرائِمِ والأمراض.‏ (‏لو ٢١:‏١١‏)‏ وقدْ نخافُ أيضًا مِنَ البَشَر،‏ مِثلِ الحُكوماتِ الَّتي تضطَهِدُنا أو حتَّى أفرادِ عائِلَتِنا الَّذينَ يُقاوِمونَ عِبادَتَنا لِيَهْوَه.‏ والبَعضُ يخافونَ أن لا يقدِروا أن يتَحَمَّلوا ظَرفًا صَعبًا يعيشونَهُ الآنَ أو قد يُواجِهونَهُ في المُستَقبَل.‏

٢ كَيفَ كانَت حالَةُ دَاوُد في جَتّ؟‏

٢ دَاوُد أيضًا شعَرَ بِالخَوف.‏ مَثَلًا،‏ حينَ كانَ المَلِكُ شَاوُل يُلاحِقُهُ لِيَقتُلَه،‏ قرَّرَ دَاوُد أن يهرُبَ إلى مَدينَةِ جَتّ الفِلِسْطِيَّة.‏ لكنَّ أخِيش مَلِكَ جَتّ اكتَشَفَ أنَّ دَاوُد هوَ المُحارِبُ الجَبَّارُ الَّذي غنَّت لهُ النِّساءُ لِأنَّهُ ‹ضَرَبَ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ› مِنَ الفِلِسْطِيِّين.‏ ‹فَخَافَ دَاوُد جِدًّا› مِمَّا يُمكِنُ أن يفعَلَهُ بهِ أخِيش.‏ (‏١ صم ٢١:‏١٠-‏١٢‏)‏ ولكنْ كَيفَ تغَلَّبَ على خَوفِه؟‏

٣ حَسَبَ المَزْمُور ٥٦:‏١-‏٣،‏ ١١‏،‏ كَيفَ تغَلَّبَ دَاوُد على خَوفِه؟‏

٣ في المَزْمُور ٥٦‏،‏ يُخبِرُ دَاوُد كَيفَ شعَرَ حينَ كانَ في جَتّ.‏ فهذا المَزْمُور يحكي بِصَراحَةٍ عن خَوفِ دَاوُد،‏ ويَذكُرُ أيضًا كَيفَ تغَلَّبَ على هذِهِ المَشاعِر.‏ فعِندَما كانَ خائِفًا،‏ وثِقَ بِيَهْوَه واتَّكَلَ علَيه.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٥٦:‏١-‏٣،‏ ١١‏.‏)‏ وثِقَتُهُ كانَت في مَحَلِّها.‏ فبِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ خَطَرَتْ على بالِ دَاوُد طَريقَةٌ غَيرُ عادِيَّة لِيُخَلِّصَ نَفْسَه.‏ لقدْ تظاهَرَ بِالجُنون!‏ والآنَ لم يعُدْ أخِيش يعتَبِرُهُ تَهديدًا،‏ بل شَخصًا مُزعِجًا يُريدُ التَّخَلُّصَ مِنه.‏ وهكَذا استَطاعَ دَاوُد أن ينجُوَ بِحَياتِه.‏ —‏ ١ صم ٢١:‏١٣–‏٢٢:‏١‏.‏

٤ كَيفَ نُقَوِّي ثِقَتَنا بِيَهْوَه؟‏ أوضِح.‏

٤ نَحنُ أيضًا نقدِرُ أن نغلِبَ الخَوفَ حينَ نثِقُ بِيَهْوَه ونتَّكِلُ علَيه.‏ ولكنْ كَيفَ نُقَوِّي ثِقَتَنا بِيَهْوَه،‏ خُصوصًا حينَ نكونُ خائِفين؟‏ فكِّرْ في هذا المَثَل.‏ إذا عرَفتَ أنَّكَ مُصابٌ بِمَرَض،‏ فقدْ تشعُرُ بِالخَوفِ في البِدايَة.‏ لكنَّكَ ترتاحُ وتطمَئِنُّ إذا كُنتَ تثِقُ بِطَبيبِك.‏ فرُبَّما عالَجَ مِن قَبلُ حالاتٍ مُشابِهَة ونجَحَ في مُساعَدَتِهِم.‏ وهو يسمَعُ لكَ بِانتِباهٍ ويُحَسِّسُكَ أنَّهُ يتَفَهَّمُ مَخاوِفَك.‏ وقدْ يقتَرِحُ عِلاجًا استَفادَ مِنهُ كَثيرون.‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ تقوى ثِقَتُنا بِيَهْوَه حينَ نُفَكِّرُ في ما فعَلَهُ مِن قَبل،‏ ما يفعَلُهُ الآن،‏ وما سيَفعَلُهُ مِن أجْلِنا في المُستَقبَل.‏ وهذا ما حصَلَ مع دَاوُد.‏ وفيما نُناقِشُ بَعضَ كَلِماتِهِ الموحى بها في المَزْمُور ٥٦‏،‏ فكِّرْ كَيفَ تُقَوِّي أنتَ أيضًا ثِقَتَكَ بِيَهْوَه وتغلِبُ خَوفَك.‏

ماذا فعَلَ يَهْوَه مِن قَبل؟‏

٥ بِماذا فكَّرَ دَاوُد كَي يتَغَلَّبَ على خَوفِه؟‏ (‏مزمور ٥٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏

٥ حينَ كانَت حَياةُ دَاوُد في خَطَر،‏ ركَّزَ على ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن قَبل.‏ (‏إقرإ المزمور ٥٦:‏١٢،‏ ١٣‏.‏)‏ وهذِهِ الطَّريقَةُ في التَّفكيرِ رافَقَتهُ طَوالَ حَياتِه.‏ فهو تأمَّلَ أحيانًا في خَليقَةِ يَهْوَه.‏ وهذا ذكَّرَهُ بِقُوَّةِ يَهْوَه العَظيمَة واهتِمامِهِ الكَبيرِ بِالبَشَر.‏ (‏مز ٦٥:‏٦-‏٩‏)‏ أيضًا،‏ تأمَّلَ دَاوُد في ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن أجْلِ الآخَرين.‏ (‏مز ٣١:‏١٩؛‏ ٣٧:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وبِشَكلٍ خاصّ،‏ فكَّرَ دَاوُد في ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن أجْلِهِ شَخصِيًّا.‏ فيَهْوَه دعَمَهُ وحماهُ مُنذُ طُفولَتِه.‏ (‏مز ٢٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ هذِهِ الأفكارَ قوَّت ثِقَةَ دَاوُد بِيَهْوَه.‏

قوَّى داود ثقته بيهوه حين تأمل في ما فعله يهوه من قبل،‏ كان يفعله آنذاك،‏ وسيفعله في المستقبل (‏أُنظر الفقرات ٥،‏ ٨،‏ ١٢.‏)‏ d


٦ ماذا يُساعِدُنا أن نثِقَ بِيَهْوَه حينَ نخاف؟‏

٦ حينَ تشعُرُ بِالخَوف،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹ماذا فعَلَ يَهْوَه مِن قَبل؟‏›.‏ فكِّرْ في خَليقَتِه.‏ مَثَلًا،‏ عِندَما ‹نتَأمَّلُ› كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بِالطُّيورِ والأزهار،‏ الَّتي لم تُخلَقْ على صورَتِهِ ولا تقدِرُ أن تعبُدَه،‏ تزيدُ ثِقَتُنا بِأنَّهُ سيَهتَمُّ بِنا نَحنُ كذلِك.‏ (‏مت ٦:‏٢٥-‏٣٢‏)‏ فكِّرْ أيضًا في ما فعَلَهُ مِن أجْلِ خُدَّامِه.‏ تقدِرُ مَثَلًا أن تدرُسَ عن شَخصِيَّةٍ في الكِتابِ المُقَدَّس كانَ إيمانُها لافِتًا،‏ أو تقرَأَ اختِبارًا عن أحَدِ الإخوَة.‏ a بِالإضافَةِ إلى ذلِك،‏ تأمَّلْ:‏ كَيفَ اهتَمَّ يَهْوَه بِكَ أنتَ مِن قَبل؟‏ كَيفَ جذَبَكَ إلى الحَقّ؟‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ كَيفَ استَجابَ صَلَواتِك؟‏ (‏١ يو ٥:‏١٤‏)‏ وكَيفَ تستَفيدُ كُلَّ يَومٍ مِن تَضحِيَةِ ابْنِهِ الحَبيب؟‏ —‏ أف ١:‏٧؛‏ عب ٤:‏١٤-‏١٦‏.‏

نقوِّي ثقتنا بيهوه حين نتأمل في ما فعله من قبل،‏ يفعله الآن،‏ وسيفعله في المستقبل (‏أُنظر الفقرات ٦،‏ ٩-‏١٠،‏ ١٣-‏١٤.‏)‏ e


٧ كَيفَ ساعَدَت قِصَّةُ دَانْيَال فَانِيسَّا أن تتَغَلَّبَ على خَوفِها؟‏

٧ واجَهَت أُختٌ في هَايِتِي اسْمُها فَانِيسَّا b ظَرفًا أخافَها كَثيرًا.‏ فقدْ كانَ رَجُلٌ في مِنطَقَتِها يتَّصِلُ بِها كُلَّ يَومٍ ويُرسِلُ إلَيها رَسائِلَ كَي يضغَطَ علَيها لِتُقيمَ عَلاقَةً معه.‏ لكنَّها رفَضَت بِحَزم.‏ وهذا جعَلَهُ يصيرُ عِدائِيًّا أكثَر،‏ حتَّى إنَّهُ هدَّدَها.‏ تقول:‏ «خِفتُ كَثيرًا».‏ وماذا ساعَدَ فَانِيسَّا كَي تتَغَلَّبَ على خَوفِها؟‏ أخَذَت خُطُواتٍ عَمَلِيَّة لِتحمِيَ نَفْسَها.‏ فقدْ طلَبَت مُساعَدَةَ شَيخٍ كَي تتَّصِلَ بِالشُّرطَة.‏ أيضًا،‏ تأمَّلَت فَانِيسَّا كَيفَ حمى يَهْوَه خُدَّامَهُ في الماضي.‏ تُخبِر:‏ «أوَّلُ شَخصٍ خطَرَ على بالي هوَ النَّبِيُّ دَانْيَال.‏ فقدْ رماهُ أعداؤُهُ في حُفرَةٍ مَليئَة بِأُسودٍ جائِعَة مع أنَّهُ كانَ بَريئًا.‏ لكنَّ يَهْوَه اهتَمَّ به.‏ فصلَّيتُ إلى يَهْوَه وقُلتُ له:‏ ‹يا يَهْوَه،‏ سَأضَعُ المَسألَةَ بَينَ يَدَيك.‏ أنتَ تصَرَّف›.‏ بَعدَ ذلِك،‏ لم أعُدْ خائِفَة».‏ —‏ دا ٦:‏١٢-‏٢٢‏.‏

ماذا يفعَلُ يَهْوَه الآن؟‏

٨ مِمَّ كانَ دَاوُد مُتَأكِّدًا؟‏ (‏مزمور ٥٦:‏٨‏)‏

٨ مع أنَّ حَياةَ دَاوُد كانَت في خَطَرٍ وهو في جَتّ،‏ رفَضَ أن يستَسلِمَ لِلخَوف.‏ بَدَلًا مِن ذلِك،‏ قرَّرَ أن يُفَكِّرَ في ما كانَ يَهْوَه يفعَلُهُ مِن أجْلِهِ في ذلِكَ الوَقت.‏ فقدْ كانَ دَاوُد يُحِسُّ أنَّ يَهْوَه يدعَمُهُ ويَحميهِ ويَتَفَهَّمُ مَشاعِرَه.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٥٦:‏٨‏.‏)‏ أيضًا،‏ كانَ لَدى دَاوُد أصدِقاءُ أولِياءُ يُشَجِّعونَهُ ويُساعِدونَهُ بِطُرُقٍ عَمَلِيَّة،‏ مِثلُ يُونَاثَان ورَئيسِ الكَهَنَةِ أخِيمَالِك.‏ (‏١ صم ٢٠:‏٤١،‏ ٤٢؛‏ ٢١:‏٦،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ ورَغمَ أنَّ المَلِكَ شَاوُل كانَ لا يزالُ ينوي أن يقتُلَه،‏ استَطاعَ دَاوُد أن يبقى على قَيدِ الحَياة.‏ وكانَ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه يعرِفُ جَيِّدًا الظَّرفَ الصَّعبَ الَّذي يمُرُّ بهِ وكم كانَ يُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِه.‏

٩ ماذا يُلاحِظُ يَهْوَه بِخُصوصِ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا؟‏

٩ عِندَما تُواجِهُ ظَرفًا صَعبًا يُخيفُك،‏ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يرى ما تمُرُّ بهِ وكَيفَ يُؤَثِّرُ على مَشاعِرِك.‏ مَثَلًا،‏ انتَبَهَ يَهْوَه إلى المُعامَلَةِ السَّيِّئَة الَّتي تعَرَّضَ لها الإسْرَائِيلِيُّونَ في مِصْر.‏ وأكثَرُ مِن ذلِك،‏ عرَفَ جَيِّدًا «العَذابَ الَّذي يُعانونَه».‏ (‏خر ٣:‏٧‏)‏ وقدْ رنَّمَ دَاوُد أنَّ يَهْوَه رأى ‹مُعاناتَهُ› وعرَفَ ‹كم هو مُتَضايِق›.‏ (‏مز ٣١:‏٧‏)‏ وعِندَما تألَّمَ شَعبُ اللّٰه،‏ ولَو بِسَبَبِ قَراراتِهِمِ الغَبِيَّة،‏ «تَضَايَقَ» كَثيرًا.‏ (‏إش ٦٣:‏٩‏)‏ لِذلِك عِندَما تكونُ خائِفًا،‏ يفهَمُ يَهْوَه مَشاعِرَكَ ويُريدُ فِعلًا أن يُساعِدَكَ كَي تغلِبَ خَوفَك.‏

١٠ لِماذا أنتَ مُقتَنِعٌ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بكَ وسَيُساعِدُكَ أن تتَحَمَّلَ أيَّ مُشكِلَةٍ تُواجِهُها؟‏

١٠ لكنَّك قد تتَساءَلُ كَيفَ يدعَمُكَ يَهْوَه فيما تُواجِهُ مُشكِلَةً تُخيفُك.‏ لِذا اطلُبْ مِنهُ أن يُساعِدَكَ كَي ترى يَدَهُ في حَياتِك.‏ (‏٢ مل ٦:‏١٥-‏١٧‏)‏ ثُمَّ فكِّر:‏ هل شجَّعَكَ خِطابٌ أو تَعليقٌ في أحَدِ الاجتِماعات؟‏ هل قوَّتكَ مَطبوعَة،‏ أو فيديو،‏ أو أُغنِيَةٌ مِن مَوقِعِنا؟‏ هل قالَ لكَ أحَدٌ فِكرَةً أو آيَةً طَمأنَتْك؟‏ سَهلٌ أن لا نعودَ نُقَدِّرُ قيمَةَ المَحَبَّةِ الَّتي يُظهِرُها لنا إخوَتُنا والطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي نحصُلُ علَيه.‏ لكنَّ هذِهِ الأُمورَ هَدايا مُمَيَّزَة مِن أبينا يَهْوَه.‏ (‏إش ٦٥:‏١٣؛‏ مر ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وهي تُؤَكِّدُ كم يهتَمُّ بك.‏ (‏إش ٤٩:‏١٤-‏١٦‏)‏ وتُظهِرُ أيضًا أنَّهُ يستَحِقُّ أن تثِقَ بهِ وتتَّكِلَ علَيه.‏

١١ ماذا ساعَدَ آيْدَا أن تغلِبَ خَوفَها؟‏

١١ لاحَظَت آيْدَا الَّتي تعيشُ في السِّنِغَال كَيفَ دعَمَها يَهْوَه عِندَما واجَهَت مُشكِلَةً صَعبَة.‏ فهيَ البِنتُ الكَبيرَة في البَيت،‏ ووالِداها توَقَّعا مِنها أن تعمَلَ لِتُعيلَهُما.‏ لكنَّها بسَّطَت حَياتَها كَي تصيرَ فاتِحَة.‏ لِذا صارَت إمكانِيَّاتُها مَحدودَة.‏ فغضِبَ أهلُها مِنها وبدَأُوا ينتَقِدونَها.‏ تُخبِر:‏ «خِفتُ أن لا أقدِرَ أن أُساعِدَ والِدَيَّ وأن ينبِذَني الجَميع.‏ حتَّى إنَّني لُمتُ يَهْوَه لِأنَّهُ سمَحَ أن يتَأزَّمَ الوَضعُ إلى هذِهِ الدَّرَجَة».‏ بَعدَ ذلِك،‏ سمِعَت آيْدَا خِطابًا في الاجتِماع.‏ تُكمِل:‏ «ذكَّرَنا الخَطيبُ أنَّ يَهْوَه يعرِفُ جَيِّدًا كُلَّ جُرحٍ في قَلبِنا.‏ وشَيئًا فشَيئًا،‏ وبِمُساعَدَةِ الشُّيوخِ والإخوَة،‏ اطمَأنَّ قَلبي وتأكَّدتُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّني.‏ بدَأتُ أُصَلِّي إلى يَهْوَه بِثِقَةٍ أكبَر،‏ وشعَرتُ بِالرَّاحَةِ والسَّلامِ حينَ رأيْتُ أنَّهُ يستَجيبُ صَلَواتي».‏ ومعَ الوَقت،‏ وجَدَت آيْدَا وَظيفَةً سمَحَت لها أن تظَلَّ فاتِحَةً وتدعَمَ والِدَيها مادِّيًّا.‏ تقول:‏ «تعَلَّمْتُ أن أتَّكِلَ كامِلًا على يَهْوَه.‏ والآنَ بَعدَ أن أُصَلِّي،‏ لا أعودُ خائِفَةً أبَدًا».‏

ماذا سيَفعَلُ يَهْوَه في المُستَقبَل؟‏

١٢ حَسَبَ المَزْمُور ٥٦:‏٩‏،‏ مِمَّ كانَ دَاوُد مُتَأكِّدًا؟‏

١٢ إقرإ المزمور ٥٦:‏٩‏.‏ تُظهِرُ هذِهِ الآيَةُ طَريقَةً أُخرى ساعَدَت دَاوُد أن يتَغَلَّبَ على خَوفِه.‏ فمع أنَّ حَياةَ دَاوُد كانَت لا تزالُ في خَطَر،‏ تأمَّلَ في ما سيَفعَلُهُ يَهْوَه مِن أجْلِهِ في المُستَقبَل.‏ لقدْ عرَفَ أنَّ يَهْوَه سيُنقِذُهُ في الوَقتِ المُناسِب.‏ فيَهْوَه كانَ قد أعلَنَ أنَّ دَاوُد سيَصيرُ مَلِكَ إسْرَائِيل بَعدَ شَاوُل.‏ (‏١ صم ١٦:‏١،‏ ١٣‏)‏ وفي نَظَرِ دَاوُد،‏ أيُّ وَعدٍ مِن يَهْوَه كأنَّهُ تمَّ فِعلًا.‏

١٣ مِمَّ نَحنُ مُتَأكِّدون؟‏

١٣ ماذا وعَدَ يَهْوَه أن يفعَلَ مِن أجْلِك؟‏ طَبعًا،‏ نَحنُ لا نتَوَقَّعُ مِنهُ أن يحمِيَنا مِن كُلِّ المَشاكِل.‏ c لكنَّنا مُتَأكِّدونَ أنَّهُ مَهما واجَهْنا مِن صُعوباتٍ في هذا العالَم،‏ فسَيُريحُنا يَهْوَه مِنها في العالَمِ الجَديد.‏ (‏إش ٢٥:‏٧-‏٩‏)‏ فلا شَكَّ أنَّ خالِقَنا قَوِيٌّ كِفايَةً لِيُقيمَ المَوتى،‏ يَشفيَنا مِن أمراضِنا،‏ ويُزيلَ كُلَّ المُقاوِمين.‏ —‏ ١ يو ٤:‏٤‏.‏

١٤ في ماذا يُمكِنُ أن نتَأمَّل؟‏

١٤ عِندَما تشعُرُ بِالخَوف،‏ تأمَّلْ في ما سيَفعَلُهُ يَهْوَه في المُستَقبَل.‏ فكِّرْ كَيفَ سيَكونُ شُعورُكَ عِندَما يزولُ الشَّيْطَان،‏ عِندَما يكونُ كُلُّ النَّاسِ حَولَكَ صالِحين،‏ وعِندَما ترى آثارَ النَّقصِ تختَفي يَومًا بَعدَ يَوم.‏ في الاجتِماعِ السَّنَوِيِّ ٢٠١٤،‏ كانَ هُناك تَمثيلِيَّةٌ أظهَرَت كَيفَ يُمكِنُ أن نتَخَيَّلَ أمَلَنا لِلمُستَقبَل.‏ فقدْ ناقَشَ أبٌ مع عائِلَتِهِ كَيفَ ستكونُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:‏١-‏٥ مَكتوبَةً إذا كانَت تتَنَبَّأُ عنِ الحَياةِ في الفِردَوس.‏ وقرَأَها قائِلًا:‏ «في العالَمِ الجَديد،‏ ستأتي أحلى الأوقات.‏ فإنَّ النَّاسَ يكونونَ مُحِبِّينَ لِغَيرِهِم،‏ مُحِبِّينَ لِلكُنوزِ الرُّوحِيَّة،‏ يعرِفونَ حُدودَهُم،‏ مُتَواضِعين،‏ يُسبِّحونَ اللّٰه،‏ يُطيعونَ والِديهِم،‏ شاكِرين،‏ أولِياء،‏ لَدَيهِم حَنانٌ كَبيرٌ تِجاهَ عائِلاتِهِم،‏ مُستَعِدِّينَ لِقُبولِ أيِّ اتِّفاق،‏ يقولونَ دائِمًا كَلامًا إيجابِيًّا عن غَيرِهِم،‏ يضبُطونَ أنفُسَهُم،‏ وُدَعاء،‏ يُحِبُّونَ الصَّلاح،‏ يستَحِقُّونَ الثِّقَة،‏ مُذعِنين،‏ يُفَكِّرونَ أنَّ الآخَرينَ أفضَلُ مِنهُم،‏ يُحِبُّونَ اللّٰهَ بَدَلَ المَلَذَّات،‏ دافِعُهُمُ التَّعَبُّدُ الحَقيقِيُّ لِلّٰه.‏ فابقَ قَريبًا مِن هؤُلاء».‏ ما رأيُكَ أن تتَحَدَّثَ مع عائِلَتِكَ أو معَ الإخوَةِ كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في العالَمِ الجَديد؟‏

١٥ مع أنَّ تَانْيَا شعَرَت بِالخَوف،‏ ماذا ساعَدَها أن تتَغَلَّبَ علَيه؟‏

١٥ لاحِظْ ما حصَلَ مع أُختٍ في مَقْدُونْيَة الشَّمَالِيَّة اسْمُها تَانْيَا.‏ فهي تغَلَّبَت على خَوفِها حينَ تأمَّلَت في بَرَكاتِ العالَمِ الجَديد.‏ كانَ والِداها يُقاوِمانِها كَثيرًا لِأنَّها تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس.‏ تُخبِر:‏ «بَعضُ الأشياءِ الَّتي خِفتُ أن تحصُل،‏ حصَلَت فِعلًا.‏ أُمِّي كانَت تضرِبُني بَعدَ كُلِّ اجتِماع.‏ وهي وأبي هدَّداني بِالقَتلِ إذا صِرتُ مِن شُهودِ يَهْوَه».‏ وفي النِّهايَة،‏ طرَدَها والِداها مِنَ البَيت.‏ فماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِها؟‏ تقول:‏ «ركَّزتُ على الفَرَحِ الَّذي سأشعُرُ بهِ كُلَّ الأبَدِيَّةِ لِأنِّي قرَّرتُ أن أُحافِظَ على استِقامَتي.‏ فكَّرتُ أيضًا كَيفَ سيُعَوِّضُ لي يَهْوَه عن أيِّ شَيءٍ قد أخسَرُهُ الآن،‏ وكَيفَ سيُنَسِّيني كُلَّ الأشياءِ البَشِعَة في هذا العالَم».‏ وبِالفِعل،‏ حافَظَت تَانْيَا على استِقامَتِها.‏ وبِدَعمِ يَهْوَه،‏ وجَدَت مَكانًا تعيشُ فيه.‏ واليَومَ هي مُتَزَوِّجَةٌ مِن أخٍ يُحِبُّ يَهْوَه،‏ وهُما يخدُمانِ معًا كامِلَ الوَقت.‏

قوِّ ثِقَتَكَ بِيَهْوَه اليَوم

١٦ ماذا سيُساعِدُنا أن نبقى شُجعانًا حينَ نرى إتمامَ لُوقَا ٢١:‏٢٦-‏٢٨‏؟‏

١٦ خِلالَ الضِّيقِ العَظيم،‏ النَّاسُ عُمومًا ‹سيُغْمى علَيهِم مِنَ الخَوف›.‏ لكنَّ شَعبَ اللّٰهِ سيَقِفونَ ثابِتينَ ويَبقَونَ شُجعانًا.‏ ‏(‏إقرأ لوقا ٢١:‏٢٦-‏٢٨‏.‏)‏ ولِماذا لن نستَسلِمَ لِلخَوف؟‏ لِأنَّنا نتَعَلَّمُ مُنذُ الآنَ أن نثِقَ بِيَهْوَه ونتَّكِلَ علَيه.‏ تقولُ تَانْيَا إنَّ ما حصَلَ معها مِن قَبلُ يُساعِدُها الآنَ أن تُواجِهَ ظُروفًا صَعبَة أُخرى.‏ تُخبِر:‏ «تعَلَّمتُ أنَّهُ ما مِن ظَرفٍ لا يقدِرُ يَهْوَه أن يُحَوِّلَهُ لِخَيرِنا.‏ أحيانًا،‏ يبدو أنَّ الآخَرينَ يتَحَكَّمونَ بِالأُمور،‏ لكنَّ الحَقيقَةَ هي أنَّهُم لا يتَحَكَّمونَ بِها أكثَرَ مِمَّا يسمَحُ لهُم يَهْوَه.‏ ومع أنَّ الضِّيقاتِ قد تكونُ صَعبَة،‏ لكنْ سيَأتي يَومٌ وتنتَهي».‏

١٧ كَيفَ ستُساعِدُنا آيَتُنا السَّنَوِيَّة ٢٠٢٤؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١٧ طَبيعِيٌّ أن نشعُرَ بِالخَوفِ اليَوم.‏ ولكنْ مِثلَ دَاوُد،‏ نقدِرُ أن لا نسمَحَ لِلخَوفِ أن يشُلَّنا.‏ آيَتُنا السَّنَوِيَّة ٢٠٢٤ هي صَلاةُ دَاوُد إلى يَهْوَه:‏ «عِندَما أكونُ خائِفًا،‏ أتَّكِلُ علَيك».‏ (‏مز ٥٦:‏٣‏)‏ وكما علَّقَ أحَدُ المَراجِعِ على هذِهِ الآيَة،‏ دَاوُد «لم يُغَذِّ خَوفَهُ ولا استَرسَلَ في التَّفكيرِ في مَشاكِلِه،‏ بل تطَلَّعَ إلى الإلهِ الَّذي سيُخَلِّصُه».‏ فكِّرْ في آيَتِنا السَّنَوِيَّة خِلالَ الأشهُرِ القادِمَة،‏ وخُصوصًا حينَ تُواجِهُ ظُروفًا تُخيفُك.‏ خصِّصْ وَقتًا لِتتَأمَّلَ في أعمالِ يَهْوَه في الماضي،‏ الآن،‏ وفي المُستَقبَل.‏ وعِندَئِذٍ تقدِرُ أن تقولَ مِثلَ دَاوُد:‏ «أتَّكِلُ على اللّٰه،‏ فلا أخاف».‏ —‏ مز ٥٦:‏٤‏.‏

أخت تتأمل في الآية السنوية بعد أن مرَّت بكارثة (‏أُنظر الفقرة ١٧.‏)‏

كَيفَ تغلِبُ خَوفَكَ حينَ تُفَكِّرُ في ‏.‏ .‏ .‏

  • ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن قَبل؟‏

  • ما يفعَلُهُ يَهْوَه الآن؟‏

  • ما سيَفعَلُهُ يَهْوَه في المُستَقبَل؟‏

التَّرنيمَة ٣٣ أَلقِ عِبئَكَ على يَهْوَه

a تجِدُ مَعلوماتٍ تُقَوِّي الإيمانَ على jw.‎org.‏ أُكتُبْ في خانَةِ البَحث «إقتَدِ بِإيمانِهِم» أو «إختِبارات» أو «تَجارِبُ شَخصِيَّة».‏ وفي تَطبيقِ مَكتَبَةِ شُهودِ يَهْوَه (‏®JW Library‏)‏،‏ انظُرْ تَحتَ أبوابٍ مُتَنَوِّعَة سِلسِلَة «‏إقتَدِ بِإيمانِهِم‏» أو «‏قِصَصُ حَياةِ شُهودِ يَهْوَه‏».‏

b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

d وصف الصور فكَّر داود كيف قوَّاه يهوه ليقتل دبًّا،‏ كيف قدَّم له مساعدة عملية بواسطة أخيمالك،‏ وكيف سيجعله ملكًا.‏

e وصف الصور أخ مسجون بسبب إيمانه يفكِّر كيف ساعده يهوه أن يتوقف عن التدخين،‏ كيف يشجِّعه بواسطة رسائل من أحبائه،‏ وكيف سيعطيه الحياة الأبدية في الفردوس.‏