الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تعامل النساء مثلما يعاملهنَّ يهوه؟‏

هل تعامل النساء مثلما يعاملهنَّ يهوه؟‏

لَدَينا الامتِيازُ أن نخدُمَ يَهْوَه إلى جانِبِ عَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ النِّساءِ الأمينات.‏ ونَحنُ نُحِبُّ ونُقَدِّرُ كَثيرًا كُلَّ واحِدَةٍ مِن أخَواتِنا الوَلِيَّاتِ والمُجتَهِدات.‏ a لِذا أيُّها الإخوَة،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أن تُعامِلوا الأخَواتِ بِلُطفٍ وعَدلٍ واحتِرام.‏ لكنْ بِما أنَّنا ناقِصون،‏ فقدْ نستَصعِبُ ذلِك أحيانًا.‏ وبَعضُ الإخوَةِ يُواجِهونَ تَحَدِّيًا إضافِيًّا.‏

تربَّى البَعضُ في بيئَةٍ حَيثُ كَثيرونَ مِنَ الرِّجالِ يعتَبِرونَ النِّساءَ أقَلُّ قيمَةً مِنهُم ولا يُعامِلونَهُنَّ بِاحتِرام.‏ مَثَلًا،‏ يقولُ ناظِرُ دائِرَةٍ في بُولِيفْيَا اسْمُهُ هَانْز:‏ «كبِرَ بَعضُ الرِّجالِ في مُجتَمَعٍ ذُكورِيٍّ جِدًّا.‏ لِذا تأصَّلَ في داخِلِهِم شُعورٌ بِأنَّ الرَّجُلَ أهَمُّ مِنَ المَرأة».‏ ويَقولُ شَيخٌ مِن تَايْوَان اسْمُهُ شَنْغْشْيَان:‏ «في مِنطَقَتي،‏ يشعُرُ الكَثيرُ مِنَ الرِّجالِ أنَّ النِّساءَ لا يجِبُ أبَدًا أن يتَدَخَّلنَ في شُؤونِهِم.‏ وإذا اسْتَنَدَ أحَدُ الرِّجالِ إلى رَأيِ امرَأة،‏ فقدْ يخسَرُ احتِرامَ رِفاقِه».‏ لكنَّ هذا التَّحَيُّزَ ضِدَّ النِّساءِ قد يظهَرُ أيضًا في تَفاصيلَ أصغَر،‏ مِثلِ النِّكاتِ الَّتي تُهينُ النِّساءَ وتُقَلِّلُ مِنِ احتِرامِهِنَّ.‏

لكنَّ الجَيِّدَ أن لا أحَدَ مِنَ الرِّجالِ «عَبدٌ» لِلبيئَةِ الَّتي ترَبَّى فيها.‏ فكُلُّنا نقدِرُ أن نتَغَلَّبَ على الشُّعورِ بِأنَّ الرِّجالَ أهَمُّ مِنَ النِّساء.‏ (‏أف ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ ومِثالُ يَهْوَه يُساعِدُنا كَثيرًا.‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى كَيفَ يُعامِلُ يَهْوَه النِّساء،‏ وكَيفَ يُمكِنُ لِلإخوَةِ أن يُعامِلوهُنَّ مِثلَما يفعَلُ يَهْوَه.‏ أيضًا،‏ سنرى كَيفَ يأخُذُ الشُّيوخُ القِيادَةَ في إظهارِ الاحتِرامِ لِلأخَوات.‏

كَيفَ يُعامِلُ يَهْوَه النِّساء؟‏

يرسُمُ يَهْوَه أفضَلَ مِثالٍ في التَّعامُلِ معَ النِّساء.‏ فهو أبٌ مُتَعاطِفٌ يُحِبُّ عائِلَتَهُ كَثيرًا.‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ والأخَواتُ في الجَماعَةِ هُنَّ مِثلُ بَناتِهِ الغالِيات.‏ إلَيكَ بَعضَ الطُّرُقِ الَّتي يُكرِمُ يَهْوَه فيها النِّساء.‏

لا يُعامِلُهُنَّ بِتَحَيُّز.‏ خلَقَ يَهْوَه الرِّجالَ والنِّساءَ على شَبَهِه.‏ (‏تك ١:‏٢٧‏)‏ وهو لم يُعطِ الرِّجالَ ذَكاءً أو مَواهِبَ أكثَرَ مِنَ النِّساء،‏ ولا يُفَضِّلُ الرِّجالَ علَيهِنَّ.‏ (‏٢ أخ ١٩:‏٧‏)‏ أيضًا،‏ أعطى يَهْوَه الرِّجالَ والنِّساءَ القُدرَةَ التَّفكيرِيَّة نَفْسَها لِيَفهَموا حَقائِقَ الكِتابِ المُقَدَّسِ ويَعكِسوا صِفاتِهِ الحُلوَة.‏ كما أنَّهُ ينظُرُ إلى إيمانِ الرِّجالِ والنِّساءِ بِنَفْسِ الطَّريقَة،‏ سَواءٌ كانَ أمَلُهُم أن يعيشوا إلى الأبَدِ على الأرض،‏ أو أن يصيروا مُلوكًا وكَهَنَةً في السَّماء.‏ (‏٢ بط ١:‏١‏،‏ الحاشية)‏ واضِحٌ إذًا أنَّ يَهْوَه لا يُعامِلُ أبَدًا النِّساءَ بِتَحَيُّز.‏

يسمَعُ لهُنَّ.‏ يَهْوَه يهتَمُّ بِمَشاعِرِ النِّساءِ وهُمومِهِنَّ.‏ فهو سمِعَ مَثَلًا صَلَواتِ رَاحِيل وحَنَّة واستَجابَ لهُما.‏ (‏تك ٣٠:‏٢٢؛‏ ١ صم ١:‏١٠،‏ ١١،‏ ١٩،‏ ٢٠‏)‏ أيضًا،‏ أوحى يَهْوَه إلى كَتَبَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أن يذكُروا قِصَصًا عن رِجالٍ سمِعوا لِنِساء.‏ مَثَلًا،‏ أطاعَ إبْرَاهِيم يَهْوَه حينَ طلَبَ مِنهُ أن يسمَعَ لِزَوجَتِهِ سَارَة.‏ (‏تك ٢١:‏١٢-‏١٤‏)‏ والمَلِكُ دَاوُد أيضًا سمِعَ لِأبِيجَايِل،‏ حتَّى إنَّهُ اعتَبَرَ أنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي أرسَلَها لِتتَكَلَّمَ معه.‏ (‏١ صم ٢٥:‏٣٢-‏٣٥‏)‏ ويَسُوع،‏ الَّذي عكَسَ كامِلًا صِفاتِ أبيه،‏ سمِعَ لِأُمِّهِ مَرْيَم.‏ (‏يو ٢:‏٣-‏١٠‏)‏ هذِهِ الأمثِلَةُ تُظهِرُ أنَّ واحِدَةً مِنَ الطُّرُقِ الَّتي يُعَبِّرُ بها يَهْوَه عنِ احتِرامِهِ لِلنِّساءِ هيَ الاستِماعُ إلَيهِنَّ.‏

يثِقُ بهِنَّ.‏ مَثَلًا،‏ أظهَرَ يَهْوَه أنَّهُ يثِقُ بِحَوَّاء حينَ طلَبَ مِنها هي وزَوجِها آدَم أن يعتَنِيا بِكُلِّ الأرض.‏ (‏تك ١:‏٢٨‏)‏ وهذا يُؤَكِّدُ أنَّهُ لم يعتَبِرْها أدنى مِن آدَم بل مُساعِدًا يُكَمِّلُه.‏ أيضًا،‏ وثِقَ يَهْوَه بِالنَّبِيَّتَينِ دَبُّورَة وخَلْدَة وطلَبَ مِنهُما أن تُعطِيا نَصائِحَ لِشَعبِه،‏ ومِن بَينِهِم مَلِكٌ وكاهِن.‏ (‏قض ٤:‏٤-‏٩؛‏ ٢ مل ٢٢:‏١٤-‏٢٠‏)‏ اليَومَ أيضًا،‏ أعطى يَهْوَه دَورًا مُهِمًّا لِلنِّساءِ كَي يُتَمِّمنَ عَمَلَه.‏ فهُنَّ يخدُمنَ كناشِراتٍ وفاتِحاتٍ ومُرسَلات.‏ ويُساعِدنَ في تَصميمِ وبِناءِ وصِيانَةِ قاعاتِ المَلَكوتِ ومَباني الفُروع.‏ كما تخدُمُ بَعضُهُنَّ في بُيوتِ إيل أو مَكاتِبِ التَّرجَمَةِ عن بُعد.‏ وهؤُلاءِ الأخَواتُ هُنَّ مِثلُ جَيشٍ كَبيرٍ نظَّمَهُ يَهْوَه لِيُتَمِّمَ ما يُريدُه.‏ (‏مز ٦٨:‏١١‏)‏ واضِحٌ إذًا أنَّ يَهْوَه لا يعتَبِرُ النِّساءَ ضَعيفاتٍ أو عاجِزات.‏

كَيفَ يتَعَلَّمُ الإخوَةُ أن يُعامِلوا النِّساءَ مِثلَما يُعامِلُهُنَّ يَهْوَه؟‏

كَي نعرِفَ إذا كُنَّا نُعامِلُ الأخَواتِ في الجَماعَةِ مِثلَما يُعامِلُهُنَّ يَهْوَه،‏ يجِبُ أن نفحَصَ بِصِدقٍ أفكارَنا وأعمالَنا.‏ وكَي نفعَلَ ذلِك،‏ نحتاجُ إلى المُساعَدَة.‏ فمِثلَما تكشِفُ صورَةُ الأشِعَّة المَشاكِلَ في قَلبِنا الحَرفِيّ،‏ سيُساعِدُنا أصدِقاؤُنا الحَقيقِيُّونَ وكَلِمَةُ اللّٰهِ أن نعرِفَ إذا كانَ في داخِلِنا أفكارٌ أو مَشاعِرُ سَلبِيَّة تِجاهَ النِّساء.‏ فكَيفَ نحصُلُ على هذِهِ المُساعَدَة؟‏

إسألْ صَديقًا ناضِجًا أو صَديقَةً ناضِجَة.‏ (‏أم ١٨:‏١٧‏)‏ جَيِّدٌ أن نستَشيرَ صَديقًا لَطيفًا ومُتَّزِنًا نثِقُ به،‏ ونسألَهُ مَثَلًا:‏ «ما رَأيُكَ في الطَّريقَةِ الَّتي أُعامِلُ بها الأخَوات؟‏ هل تظُنُّ أنَّهُنَّ يشعُرنَ أنِّي أحتَرِمُهُنَّ؟‏ هل أقدِرُ أن أُحَسِّنَ تَعامُلاتي معهُنَّ؟‏».‏ إذا أخبَرَكَ صَديقُكَ عن بَعضِ المَجالاتِ لِلتَّحسين،‏ فلا تشعُرْ بِالإهانَةِ وتُبَرِّرْ نَفْسَك.‏ بِالعَكس،‏ اعمَلْ جُهدَكَ كَي تُطَبِّقَ اقتِراحاتِه.‏

أُدرُسْ كَلِمَةَ اللّٰه.‏ أفضَلُ طَريقَةٍ لِنعرِفَ إذا كُنَّا نُعامِلُ أخَواتِنا بِشَكلٍ جَيِّدٍ هي أن نفحَصَ أعمالَنا وأفكارَنا على ضَوءِ كَلِمَةِ اللّٰه.‏ (‏عب ٤:‏١٢‏)‏ فحينَ ندرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس،‏ نجِدُ أمثِلَةً جَيِّدَة وسَيِّئَة عن تَعامُلاتِ الرِّجالِ معَ النِّساء.‏ ونقدِرُ أن نُقارِنَ أعمالَنا بِأعمالِهِم لِنفحَصَ كَيفَ هي تَعامُلاتُنا معَ الأخَوات.‏ أيضًا،‏ مُهِمٌّ أن لا نُخرِجَ عن غَيرِ قَصدٍ آيَةً مِن سِياقِها،‏ ثُمَّ نُطَبِّقَها بِطَريقَةٍ غَيرِ صَحيحَة كَي نُبَرِّرَ نَظرَتَنا الخاطِئَة إلى النِّساء.‏ بل يجِبُ أن نُقارِنَ الآياتِ بَعضَها بِبَعضٍ لِنفهَمَ نَظرَةَ يَهْوَه الحَقيقِيَّة إلَيهِنَّ.‏ مَثَلًا،‏ تقولُ ١ بُطْرُس ٣:‏٧ إنَّ المَرأةَ يجِبُ أن تُعطى كَرامَةً «كإناءٍ أضعَف».‏ b ولكنْ هل يعني هذا أنَّها أدنى مِنَ الرَّجُل وأقَلُّ ذَكاءً ومَهارَةً مِنه؟‏ طَبعًا لا!‏ قارِنْ كَلِماتِ بُطْرُس بِما تقولُهُ غَلَاطْيَة ٣:‏٢٦-‏٢٩‏،‏ الَّتي تُخبِرُنا أنَّ يَهْوَه اختارَ رِجالًا ونِساءً على السَّواءِ لِيَحكُموا معَ المَسِيحِ في السَّماء.‏ إذًا،‏ حينَ ندرُسُ كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا ونسألُ صَديقًا ناضِجًا عن طَريقَةِ تَعامُلِنا معَ النِّساء،‏ سنتَعَلَّمُ كَيفَ نُعطي الأخَواتِ الاحتِرامَ الَّذي يستاهِلنَه.‏

كَيفَ يُظهِرُ الشُّيوخُ احتِرامَهُم لِلأخَوات؟‏

بِالإضافَةِ إلى ذلِك،‏ يتَعَلَّمُ الإخوَةُ في الجَماعَةِ كَيفَ يُعامِلونَ الأخَواتِ بِاحتِرامٍ مِن خِلالِ مِثالِ الشُّيوخِ المُحِبِّين.‏ وكَيفَ يأخُذُ الشُّيوخُ القِيادَةَ في إظهارِ الاحتِرامِ لِلأخَوات؟‏ إلَيكَ بعضَ الطُّرُقَ.‏

يمدَحونَ الأخَوات.‏ رسَمَ الرَّسولُ بُولُس مِثالًا جَيِّدًا لِلشُّيوخ.‏ فهو مدَحَ عِدَّةَ أخَواتٍ في رِسالَتِهِ إلى الجَماعَةِ في رُومَا.‏ (‏رو ١٦:‏١٢‏)‏ تخَيَّلْ كَيفَ شعَرَت هؤُلاءِ الأخَواتُ فيما كانَت رِسالَةُ بُولُس تُقرَأُ أمامَ الكُلِّ في الجَماعَة.‏ اليَومَ أيضًا يمدَحُ الشُّيوخُ الأخَواتِ دائِمًا على صِفاتِهِنَّ الحُلوَة والجُهدِ الَّذي يبذُلنَهُ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ وهكَذا يشعُرنَ كم يحتَرِمُهُنَّ الشُّيوخ ويُقَدِّرونَهُنَّ.‏ وقدْ تكونُ كَلِماتُ الشُّيوخِ هي بِالضَّبطِ ما تحتاجُ إلَيهِ هؤُلاءِ الأخَواتُ كَي يُكمِلنَ خِدمَتَهُنَّ بِأمانَة.‏ —‏ أم ١٥:‏٢٣‏.‏

امدح

ومِنَ المُهِمِّ أن يكونَ مَدحُ الشُّيوخِ لِلأخَواتِ صادِقًا ومُحَدَّدًا.‏ لِماذا؟‏ تقولُ أُختٌ اسْمُها جِيسِّيكَا:‏ «طَبعًا،‏ كُلُّ واحِدَةٍ مِنَّا تفرَحُ حينَ يقولُ لها أحَدُ الإخوَةِ:‏ ‹أحسَنتِ›.‏ لكنَّنا نفرَحُ أكثَرَ حينَ يمدَحُنَا على شَيءٍ مُحَدَّد،‏ مِثلِ الجُهدِ الَّذي نبذُلُهُ لِنُعَلِّمَ أولادَنا أن يجلِسوا بِهُدوءٍ في الاجتِماعات،‏ أوِ التَّضحِياتِ الَّتي نقومُ بها لِنجلُبَ الَّذينَ نَدرُس معهُم إلى الاجتِماع».‏ فمَدحُ الشُّيوخِ الصَّادِقُ والمُحَدَّدُ يُحَسِّسُ الأخَواتِ أنَّهُنَّ غالِياتٌ ودَورَهُنَّ مُهِمٌّ في الجَماعَة.‏

يسمَعونَ لِلأخَوات.‏ يعرِفُ الشُّيوخُ المُتَواضِعونَ أنَّ الأفكارَ الجَيِّدَة لَيسَت حُكرًا علَيهِم.‏ لِذا يُشَجِّعونَ الأخَواتِ أن يُقَدِّمنَ اقتِراحاتٍ ويَسمَعونَ لهُنَّ بِانتِباهٍ حينَ يتَكَلَّمنَ.‏ وهذا لا يُشَجِّعُ الأخَواتِ فَقَط بل يُفيدُ الشُّيوخَ أيضًا.‏ كَيف؟‏ يقولُ شَيخٌ يخدُمُ في بَيْت إيل اسْمُهُ جِيرَارْدُو:‏ «تعَلَّمتُ أن أطلُبَ اقتِراحاتٍ مِنَ الأخَوات.‏ فهذا يُساعِدُني أن أقومَ بِعَمَلي بِطَريقَةٍ أفضَل.‏ وفي أغلَبِ الأوقات،‏ تكونُ خِبرَةُ الأخَواتِ أطوَلَ مِن خِبرَةِ مُعظَمِ الإخوَة».‏ أيضًا يخدُمُ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ الأخَواتِ كفاتِحاتٍ في الجَماعَة،‏ لِذا يعرِفنَ الكَثيرَ عنِ النَّاسِ في المُقاطَعَة.‏ يقولُ شَيخٌ اسْمُهُ بْرَايِن:‏ «أخَواتُنا لَدَيهِنَّ الكَثيرُ مِنَ الصِّفاتِ الحُلوَة والمَهاراتِ الَّتي تُفيدُ الهَيئَة.‏ فكم مُهِمٌّ أن نستَفيدَ مِن خِبرَتِهِنَّ!‏».‏

اسمع

والشُّيوخُ الحُكَماءُ لا يرفُضونَ بِسُرعَةٍ اقتِراحاتِ الأخَوات.‏ لِماذا؟‏ يُخبِرُ شَيخٌ اسْمُهُ إدْوَارْد:‏ «إنَّ رَأيَ الأُختِ وخِبرَتَها يُساعِدانِ الأخَ أن يرى الصُّورَةَ الكامِلَة ويَصيرَ مُتَعاطِفًا أكثَر».‏ (‏أم ١:‏٥‏)‏ وحتَّى لَو لم يقدِرِ الشَّيخُ أن يُطَبِّقَ اقتِراحَ الأُخت،‏ جَيِّدٌ أن يشكُرَها على رَأيِها ويُظهِرَ لها أنَّهُ يأخُذُ كَلامَها بِعَينِ الاعتِبار.‏

يُدَرِّبونَ الأخَوات.‏ الشُّيوخُ الَّذينَ لَدَيهِم تَمييزٌ يبحَثونَ عن فُرَصٍ لِيُدَرِّبوا الأخَوات.‏ مَثَلًا،‏ يُعَلِّمونَهُنَّ كَيفَ يُدِرنَ اجتِماعاتِ خِدمَةِ الحَقلِ في حالِ لم يَكُنْ هُناك أخٌ مُعتَمِد.‏ ويُدَرِّبونَهُنَّ أن يُشَغِّلنَ مُعَدَّاتٍ أو آلاتٍ كَي يُساعِدنَ في مَشاريعِ الصِّيانَةِ والبِناءِ الثِّيوقراطِيَّة.‏ وفي بَيْت إيل،‏ يُدَرِّبُ النُّظَّارُ الأخَواتِ لِيَقُمنَ بِتَعييناتٍ عَديدَة،‏ بِما فيها الصِّيانَة،‏ المُشتَرَيات،‏ المُحاسَبَة،‏ بَرمَجَةُ الكُمْبيوتر،‏ وغَيرُ ذلِك.‏ وحينَ يُدَرِّبُ الشُّيوخُ الأخَوات،‏ يُظهِرونَ أنَّهُم يعتَبِرونَهُنَّ كُفُؤاتٍ وأهلًا لِلثِّقَة.‏

درِّب

تستَعمِلُ أخَواتٌ كَثيراتٌ التَّدريبَ الَّذي أخَذنَهُ مِنَ الشُّيوخِ كَي يُفِدنَ غَيرَهُنَّ.‏ مَثَلًا،‏ بَعضُ الأخَواتِ اللَّواتي تدَرَّبنَ على مَشاريعِ البِناءِ يُساعِدنَ الآخَرينَ أن يبنوا بُيوتَهُم بَعدَ كارِثَةٍ طَبيعِيَّة.‏ والبَعضُ الآخَرُ يستَعمِلنَ مَهارَتَهُنَّ في الخِدمَةِ العَلَنِيَّة كَي يُدَرِّبنَ المَزيدَ مِنَ الأخَواتِ على هذا النَّوعِ مِنَ الخِدمَة.‏ وكَيفَ تشعُرُ الأخَواتُ تِجاهَ الشُّيوخِ الَّذينَ درَّبوهُنَّ؟‏ تقولُ أُختٌ اسْمُها جِنِيفِر:‏ «حينَ عمِلتُ في مَشروعِ بِناءِ قاعَةِ مَلَكوت،‏ خصَّصَ أحَدُ النُّظَّارِ الوَقتَ لِيُدَرِّبَني.‏ وقدْ لاحَظَ عَمَلي ومدَحَني علَيه.‏ أحبَبتُ كَثيرًا العَمَلَ معهُ لِأنِّي شعَرتُ أنَّ لي قيمَةً وأستَحِقُّ الثِّقَة».‏

فَوائِدُ مُعامَلَةِ الأخَواتِ مِثلَ عائِلَتِنا

يَهْوَه يُحِبُّ الأخَواتِ الأمينات،‏ ونَحنُ نُحِبُّهُنَّ أيضًا.‏ لِذا نُعامِلُهُنَّ مِثلَما نُعامِلُ عائِلاتِنا.‏ (‏١ تي ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ ويُشَرِّفُنا أن نخدُمَ يَهْوَه معهُنَّ جَنبًا إلى جَنب.‏ ونَحنُ نفرَحُ كَثيرًا عِندَما يشعُرنَ بِمَحَبَّتِنا ودَعمِنا.‏ تقولُ أُختٌ اسْمُها فَانِيسَّا:‏ «أشكُرُ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبي لِأنِّي جُزءٌ مِن هَيئَتِه،‏ وأخدُمُهُ إلى جانِبِ الكَثيرِ مِنَ الإخوَةِ الَّذينَ يُنعِشونَني دائِمًا».‏ وتُعَبِّرُ أُختٌ مِن تَايْوَان:‏ «قَلبي مَليءٌ بِالتَّقديرِ لِأنَّ يَهْوَه وهَيئَتَهُ يُعطونَ قيمَةً كَبيرَة جِدًّا لِلنِّساءِ ومَشاعِرِهِنَّ.‏ وهذا يُقَوِّي إيماني ويَدفَعُني أن أتَمَسَّكَ أكثَرَ بِامتِيازي أن أكونَ جُزءًا مِن هَيئَةِ يَهْوَه».‏

لا شَكَّ أنَّ يَهْوَه يشعُرُ بِفَخرٍ كَبيرٍ حينَ يرى الرِّجالَ المَسِيحِيِّينَ الأُمَناءَ يعمَلونَ جُهدَهُم كَي ينظُروا إلى النِّساءِ ويُعامِلوهُنَّ كما يفعَلُ هو.‏ (‏أم ٢٧:‏١١‏)‏ يقولُ شَيخٌ في إسْكُتْلَنْدَا اسْمُهُ بِنْجَامِن:‏ «العالَمُ ينظُرُ إلى النِّساءِ نَظرَةَ احتِقار،‏ وهذا يُحَسِّسُهُنَّ بِعَدَمِ القيمَة.‏ لِذا حينَ تدخُلُ النِّساءُ إلى قاعَةِ المَلَكوت،‏ نُريدُ أن يشعُرنَ بِالفَرق».‏ لِنبذُلْ جَميعًا كُلَّ جُهدِنا كَي نتَمَثَّلَ بِيَهْوَه ونُعطِيَ أخَواتِنا العَزيزاتِ كُلَّ المَحَبَّةِ والاحتِرام.‏ فهُنَّ يستاهِلنَ هذِهِ المُعامَلَة!‏ —‏ رو ١٢:‏١٠‏.‏

a إنَّ كَلِمَةَ «أخَوات» في هذِهِ المَقالَةِ تُشيرُ إلى الأخَواتِ المَسِيحِيَّات،‏ لا إلى الأخَواتِ ضِمنَ العائِلَة.‏

b كَي تعرِفَ بِالتَّفصيلِ مَعنى عِبارَةِ «إناءٍ أضعَف»،‏ انظُرْ مَقالَة «‏قيمَةُ ‹الإناءِ الأضَعف›‏‏» في عَدَد ١٥ أيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠٠٦ مِن بُرجِ المُراقَبَة،‏ ومَقالَة «‏إرشاداتٌ حَكيمَة لِلزَّوجَين‏» في عَدَد ١ آذَار (‏مَارِس)‏ ٢٠٠٥ مِن بُرجِ المُراقَبَة.‏