الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥

التَّرنيمَة ٢٧ الكَشفُ عن أبناءِ اللّٰه

‏«لن أتخلَّى عنك»‏

‏«لن أتخلَّى عنك»‏

‏«قالَ [‏اللّٰه‏]:‏ ‏‹لن أترُكَكَ ولن أتَخَلَّى عنك›».‏ —‏ عب ١٣:‏٥ب‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

تُطَمِّنُنا هذِهِ المَقالَةُ أنَّ يَهْوَه لن يتَخَلَّى عن خُدَّامِهِ على الأرضِ حينَ يُؤخَذُ كُلُّ المُختارينَ إلى السَّماء.‏

١ متى سيَصيرُ كُلُّ المُختارينَ في السَّماء؟‏

 مُنذُ سِنين،‏ تساءَلَ شَعبُ يَهْوَه:‏ ‹متى سيُؤخَذُ آخِرُ المَسيحِيِّينَ المُختارينَ إلى السَّماء؟‏›.‏ في السَّابِق،‏ كُنَّا نظُنُّ أنَّ بَعضَ المُختارينَ قد يبقَونَ على الأرضِ بَعدَ حَربِ هَرْمَجَدُّون،‏ ويَعيشونَ في الفِردَوسِ لِفَترَةٍ مِنَ الوَقت.‏ ولكنْ في عَدَد ١٥ تَمُّوز (‏يُولْيُو)‏ ٢٠١٣ مِن بُرجِ المُراقَبَة،‏ تعَلَّمنا أنَّ كُلَّ المُختارينَ الباقينَ على الأرضِ سيَذهَبونَ إلى السَّماءِ قَبلَ أن تبدَأَ هَرْمَجَدُّون.‏ —‏ مت ٢٤:‏٣١‏.‏

٢ أيُّ سُؤالٍ قد ينشَأ،‏ وماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢ لِذلِك،‏ قد ينشَأُ سُؤال:‏ خِلالَ ‹الضِّيقِ العَظيم›،‏ ماذا سيَحصُلُ ‹لِلخِرافِ الآخَرينَ› الَّذينَ يتبَعونَ المَسِيح ويَخدُمونَ يَهْوَه بِأمانَةٍ على الأرض؟‏ (‏يو ١٠:‏١٦؛‏ مت ٢٤:‏٢١‏)‏ قد يخافُ بَعضُ هؤُلاءِ الخِرافِ أن يصيروا مَتروكينَ أو يشعُروا بِالضَّياعِ بَعدَ أنْ يُؤخَذَ إخوَتُهُمُ وأخَواتُهُمُ المُختارونَ الأحِبَّاءُ إلى السَّماء.‏ لِنَتَأمَّلِ الآنَ في قِصَّتَينِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ رُبَّما تدفَعانِهِم أن يُفَكِّروا بِهذِهِ الطَّريقَة.‏ ثُمَّ سنُناقِشُ أسبابًا تُؤَكِّدُ لنا أن لا داعِيَ أن نقلَق.‏

ماذا لن يحصُل؟‏

٣-‏٤ مِمَّ قد يخافُ البَعض،‏ ولِماذا؟‏

٣ هل سيَبتَعِدُ الخِرافُ الآخَرونَ عَنِ الحَقِّ حينَ لا يعودُ الإخوَةُ المُختارونَ في الهَيئَةِ الحاكِمَة مَوجودينَ لِيُرشِدوهُم؟‏ قد يخافُ البَعضُ مِن ذلِك،‏ خُصوصًا حينَ يُفَكِّرونَ في قِصَصٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ حصَلَت فيها حَوادِثُ كَهذِه.‏ فلْنرَ الآنَ اثنَتَينِ مِن هذِهِ القِصَص.‏ الأُولى هي عن رَئيسِ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع.‏ فهو كانَ خادِمًا أمينًا جِدًّا لِلّٰه.‏ وقدْ حمى هو وزَوجَتُهُ يَهُوشَبْعَة صَبِيًّا صَغيرًا اسْمُهُ يَهُوآش،‏ وساعَداهُ أن يصيرَ مَلِكًا صالِحًا ويَخدُمَ يَهْوَه بِأمانَة.‏ وطَوالَ حَياةِ يَهُويَادَاع المُسِنّ،‏ استَمَرَّ يَهُوآش يفعَلُ الصَّوابَ.‏ ولكنْ بَعدَ مَوتِ يَهُويَادَاع،‏ صارَ يَهُوآش شِرِّيرًا.‏ فهو سمِعَ لِلرُّؤَساءِ الأشرارِ وترَكَ يَهْوَه.‏ —‏ ٢ أخ ٢٤:‏٢،‏ ١٥-‏١٩‏.‏

٤ القِصَّةُ الثَّانِيَة هي عنِ المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الثَّاني بَعدَ الميلاد.‏ فالرَّسولُ يُوحَنَّا،‏ آخِرُ الرُّسُلِ الأحياء،‏ أثَّرَ تَأثيرًا جَيِّدًا على مَسيحِيِّينَ كَثيرينَ وساعَدَهُم أن يستَمِرُّوا في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ (‏٣ يو ٤‏)‏ ومِثلَ باقي رُسُلِ يَسُوع الأُمَناء،‏ ظلَّ يُوحَنَّا على مَرِّ الوَقتِ يُحارِبُ بِقُوَّةٍ الارتِدادَ الَّذي كانَ ينتَشِر.‏ (‏١ يو ٢:‏١٨‏؛‏ أُنظُرِ المُلاحَظَتَينِ الدِّراسِيَّتَينِ على ٢ تس ٢:‏٧ [بِالإنْكِلِيزِيَّة]‏‏.‏)‏ ولكنْ بَعدَ مَوتِه،‏ انتَشَرَ الارتِدادُ بِسُرعَةٍ مِثلَما تنتَشِرُ نارُ الحَريق.‏ ولِلأسَف،‏ خِلالَ السَّنَواتِ التَّالِيَة،‏ تفَشَّى الفَسادُ في الجَماعَةِ المَسيحِيَّة.‏

٥ ماذا لا يجِبُ أن نستَنتِجَ مِن هاتَينِ القِصَّتَين؟‏

٥ هل نستَنتِجُ مِن هاتَينِ القِصَّتَينِ أنَّ أمرًا مُشابِهًا سيَحصُلُ لِلخِرافِ الآخَرينَ بَعدَ أنْ يُؤخَذَ المُختارونَ إلى السَّماء؟‏ آنَذاك،‏ هل سيَحيدُ المَسيحِيُّونَ الأُمَناءُ عنِ التَّدريبَ الَّذي نالوه،‏ مِثلَما فعَلَ يَهُوآش؟‏ أو هل سيَصيرونَ مُرتَدِّين،‏ مِثلَما صارَ مَسيحِيُّونَ كَثيرونَ في القَرنِ الثَّاني؟‏ الجَوابُ هو طَبعًا لا.‏ فبِإمكانِنا أن نثِقَ أنَّهُ بَعدَ ذَهابِ كُلِّ المُختارينَ إلى السَّماء،‏ سيَستَمِرُّ الخِرافُ الآخَرونَ في الازدِهارِ روحِيًّا،‏ وسَيَظَلُّ يَهْوَه يهتَمُّ بِهِم.‏ ولكنْ لِماذا نَحنُ واثِقونَ بِذلِك؟‏

لن يدخُلَ الفَسادُ إلى العِبادَةِ النَّقِيَّة

٦ أيُّ ثَلاثِ فَتَراتٍ زَمَنِيَّة سنُراجِعُها بِاختِصار؟‏

٦ لِماذا نَحنُ واثِقونَ أنَّ الفَسادَ لن يدخُلَ إلى العِبادَةِ النَّقِيَّة،‏ حتَّى خِلالَ الأوقاتِ الصَّعبَة الَّتي تنتَظِرُنا؟‏ لِأنَّنا نعرِفُ ماذا يُعَلِّمُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ الفَترَةِ الزَّمَنِيَّة الَّتي نعيشُ فيها.‏ فهذِهِ الفَترَةُ تختَلِفُ كَثيرًا عنِ الفَترَةِ الَّتي عاشَ فيها الإسْرَائِيلِيُّونَ قَديمًا،‏ وعنِ الفَترَةِ الَّتي عاشَ فيها المَسيحِيُّونَ بَعدَ مَوتِ الرُّسُل.‏ سَنُراجِعُ الآن هذِهِ الفَتَراتِ الزَّمَنِيَّة الثَّلاث:‏ (‏١)‏ أيَّامَ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا،‏ (‏٢)‏ الفَترَةَ بَعدَ مَوتِ الرُّسُل،‏ و (‏٣)‏ «فَترَةَ رَدِّ كُلِّ الأشياء»،‏ أيِ الفَترَةَ الَّتي نعيشُ فيها.‏ —‏ أع ٣:‏٢١‏.‏

٧ في إسْرَائِيل قَديمًا،‏ لِماذا لم تضعُفْ مَعنَوِيَّاتُ الأشخاصِ الأُمَناءِ حينَ رأَوُا الأُمَّةَ ومُلوكَها يعمَلونَ الشَّرّ؟‏

٧ أيَّامَ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا.‏ قَبلَ أن يموتَ مُوسَى بِوَقتٍ قَصير،‏ قالَ لِلإسْرَائِيلِيِّين:‏ «أنا أعرِفُ جَيِّدًا أنَّكُم بَعدَ مَوتي ستَعمَلونَ الشَّرَّ وتَبتَعِدونَ عنِ الطَّريقِ الَّذي أوْصَيتُكُم به».‏ (‏تث ٣١:‏٢٩‏)‏ كما حذَّرَهُم أنَّهُم إذا تمَرَّدوا على يَهْوَه،‏ فسَيُؤخَذونَ إلى الأسْر.‏ (‏تث ٢٨:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ فهل تحَقَّقَت هذِهِ الكَلِمات؟‏ نَعَم.‏ فطَوالَ مِئاتِ السِّنين،‏ فعَلَ مُلوكٌ كَثيرونَ الشَّرَّ في عَينَي يَهْوَه،‏ وجرُّوا وَراءَهُمُ الشَّعبَ لِيَعبُدوا آلِهَةً أُخرى.‏ لِذا،‏ عاقَبَ يَهْوَه شَعبَهُ الشِّرِّير،‏ ولم يسمَحْ بَعدَ ذلِك لِأيِّ مَلِكٍ إِسْرَائِيلِيٍّ بِأن يحكُم.‏ (‏حز ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ لكنَّ الإسْرَائِيلِيِّينَ الأُمَناءَ تشَجَّعوا حينَ رأَوا أنَّ كَلِمَةَ اللّٰهِ تحَقَّقَت.‏ —‏ إش ٥٥:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٨ هل يُفاجِئُنا انتِشارُ الارتِدادِ في الجَماعَةِ المَسيحِيَّة بِالقَرنِ الثَّاني؟‏ أوضِح.‏

٨ الفَترَةُ بَعدَ مَوتِ الرُّسُل.‏ هل يُفاجِئُنا انتِشارُ الارتِدادِ في الجَماعَةِ المَسيحِيَّة بِالقَرنِ الثَّاني بَعدَ الميلاد؟‏ بِالتَّأكيدِ لا.‏ فيَسُوع أنبَأَ أنَّ ارتِدادًا عَظيمًا سيَحصُل.‏ (‏مت ٧:‏٢١-‏٢٣؛‏ ١٣:‏٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ والرُّسُلُ بُولُس وبُطْرُس ويُوحَنَّا أكَّدوا كُلُّهُم أنَّ نُبُوَّةَ يَسُوع بدَأَت تتَحَقَّقُ في القَرنِ الأوَّل.‏ (‏٢ تس ٢:‏٣،‏ ٧؛‏ ٢ بط ٢:‏١؛‏ ١ يو ٢:‏١٨‏)‏ وفي القَرنِ الثَّاني،‏ انتَشَرَ الفَسادُ في الجَماعَةِ المَسيحِيَّة.‏ نَتيجَةً لِذلِك،‏ نشَأتِ المَسيحِيَّةُ المُرتَدَّة،‏ وأصبَحَت جُزءًا رَئيسِيًّا مِن بَابِل العَظيمَة،‏ أي كُلِّ الأديانِ الَّتي لا تُرضي اللّٰه.‏ وهكَذا،‏ تحَقَّقَت نُبُوَّةٌ أُخرى موحًى بها.‏

٩ كَيفَ تختَلِفُ الفَترَةُ الَّتي نعيشُ فيها عن أيَّامِ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا وعنِ الفَترَةِ بَعدَ مَوتِ الرُّسُل؟‏

٩ ‏«فَترَةُ رَدِّ كُلِّ الأشياء».‏ تختَلِفُ الفَترَةُ الَّتي نعيشُ فيها عن أيَّامِ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا،‏ وعنِ الفَترَةِ الَّتي انتَشَرَ فيها الارتِدادُ العَظيمُ في القَرنِ الثَّاني بَعدَ الميلاد.‏ فماذا تُسَمَّى الفَترَةُ الَّتي نعيشُ فيها؟‏ قد يخطُرُ مُباشَرَةً على بالِنا أنَّها تُسَمَّى «الأيَّامَ الأخيرَة» لِهذا العالَمِ الشِّرِّير.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ ولكنْ بِحَسَبِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ في نَفْسِ الوَقتِ الَّذي بدَأتْ فيهِ الأيَّامُ الأخيرَة،‏ بدَأتْ أيضًا فَترَةٌ أُخرى أهَمُّ وأطوَل.‏ فهي سَتستَمِرُّ إلى أن تَرُدَّ مَملَكَةُ المَسيح البَشَرَ إلى الكَمالِ وتُحَوِّلَ الأرضَ إلى فِردَوس.‏ وهذِهِ الفَترَةُ تُسَمَّى «فَترَةَ رَدِّ كُلِّ الأشياء».‏ (‏أع ٣:‏٢١‏)‏ لقدْ بدَأتْ هذِهِ الفَترَةُ سَنَةَ ١٩١٤.‏ وما الَّذي تمَّ رَدُّهُ آنَذاك؟‏ سَنَةَ ١٩١٤،‏ عيَّنَ يَهْوَه ابْنَهُ يَسُوع مَلِكًا في السَّماء.‏ وهكَذا،‏ صارَ لَدى يَهْوَه مُجَدَّدًا مَلِكٌ يُمَثِّلُه،‏ وَريثٌ لِعَرشِ المَلِكِ الأمينِ دَاوُد.‏ لكنَّ هذا لَيسَ الشَّيءَ الوَحيدَ الَّذي ردَّهُ يَهْوَه.‏ فبَعدَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن تَعيينِ يَسُوع،‏ بدَأَ أخيرًا رَدُّ العِبادَةِ النَّقِيَّة.‏ (‏إش ٢:‏٢-‏٤؛‏ حز ١١:‏١٧-‏٢٠‏)‏ ولكنْ هَلْ يُمكِنُ أن يدخُلَ إلَيها الفَسادُ مَرَّةً أُخرى؟‏

١٠ (‏أ)‏ ماذا أنبَأَ الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ العِبادَةِ النَّقِيَّة في أيَّامِنا؟‏ (‏إشعيا ٥٤:‏١٧‏)‏ (‏ب)‏ لِماذا تُشَجِّعُنا نُبُوَّاتٌ كهذِه؟‏

١٠ إقرأ إشعيا ٥٤:‏١٧‏.‏ فكِّرْ في هذِهِ النُّبُوَّة:‏ ‏«كُلُّ سِلاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لا ينجَح».‏ وهذِهِ النُّبُوَّةُ تتِمُّ في أيَّامِنا.‏ إلَيكَ أيضًا نُبُوَّةً مُشَجِّعَة أُخرى تتِمُّ في أيَّامِنا:‏ «يكونُ كُلُّ بَنيكِ مُتَعَلِّمينَ مِن يَهْوَه،‏ وسَلامُ بَنيكِ كَثيرًا.‏ تُثَبَّتينَ في البِرّ .‏ .‏ .‏ لا تخافين،‏ و [تبتَعِدينَ] عنِ الارتِياع،‏ لِأنَّهُ لا يقتَرِبُ مِنك».‏ (‏إش ٥٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فحتَّى الشَّيْطَان نَفْسُه،‏ «إلهُ نِظامِ الأشياءِ هذا»،‏ يعجَزُ عن إيقافِ عَمَلِ التَّعليمِ الَّذي يقومُ بهِ شَعبُ يَهْوَه.‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏)‏ فقدْ تمَّ رَدُّ العِبادَةِ النَّقِيَّة،‏ ولن يدخُلَ إلَيها الفَسادُ مُجَدَّدًا بل ستبقى نَقِيَّةً إلى الأبَد.‏ لن ينجَحَ أيُّ سِلاحٍ يُستَخدَمُ ضِدَّنا.‏

ماذا سيَحصُل؟‏

١١ ماذا يُؤَكِّدُ لنا أنَّ الجَمعَ الكَثيرَ لن يصيروا مَتروكينَ حينَ يُؤخَذُ المُختارونَ إلى السَّماء؟‏

١١ ماذا سيَحصُلُ حينَ يُؤخَذُ المُختارونَ إلى السَّماء؟‏ تذَكَّرْ أنَّ يَسُوع هو راعينا ورَأسُ الجَماعَةِ المَسيحِيَّة.‏ وقدْ قالَ لنا بِوُضوح:‏ ‹لَدَيكُم قائِدٌ واحِدٌ وهوَ المَسِيح›.‏ (‏مت ٢٣:‏١٠‏)‏ ومَلِكُنا،‏ الَّذي يحكُمُ الآنَ في السَّماء،‏ لن يفشَلَ أبَدًا في إتمامِ مُهِمَّتِه.‏ فما دامَ هوَ الَّذي يقودُنا،‏ لا داعِيَ أبَدًا أن يخافَ أتباعُهُ على الأرضِ مِن أيِّ شَيء.‏ طَبعًا،‏ نَحنُ لا نعرِفُ بِالضَّبطِ كَيفَ سيَقودُ يَسُوع شَعبَهُ في ذلِكَ الوَقت.‏ لِذلِك سنتَأمَّلُ في مَثَلَينِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس يُطَمِّنانِنا.‏

١٢ كَيفَ اهتَمَّ يَهْوَه بِشَعبِه (‏أ)‏ بَعدَما ماتَ مُوسَى؟‏ (‏ب)‏ بَعدَما نالَ إيلِيَّا تَعيينًا آخَر؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٢ قَبلَ أن يدخُلَ الإسْرَائِيلِيُّونَ إلى أرضِ المَوعِد،‏ ماتَ مُوسَى.‏ فماذا حصَلَ لِشَعبِ اللّٰه؟‏ هل صاروا مَتروكينَ وضائِعين مِن دونِ هذا الرَّجُلِ الأمين؟‏ كلَّا،‏ بل ظلَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِهِم ما داموا أُمَناءَ له.‏ فقَبلَ أن يموتَ مُوسَى،‏ طلَبَ مِنهُ يَهْوَه أن يُعَيِّنَ يَشُوع لِيَقودَ الشَّعب.‏ ومُوسَى كانَ يُدَرِّبُ يَشُوع مُنذُ عَشَراتِ السِّنين.‏ (‏خر ٣٣:‏١١؛‏ تث ٣٤:‏٩‏)‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ كانَ يُوجَدُ الكَثيرُ مِنَ الرِّجالِ المُؤَهَّلينَ الآخَرينَ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَة:‏ رُؤَساءُ على أُلوفٍ ومِئاتٍ وخَمسيناتٍ وحتَّى عَشَرات.‏ (‏تث ١:‏١٥‏)‏ إذًا،‏ واضِحٌ أنَّ يَهْوَه اهتَمَّ جَيِّدًا بِشَعبِه.‏ وهُناكَ مِثالٌ آخَرُ هو مِثالُ إيلِيَّا.‏ فلِعَشَراتِ السِّنين،‏ أخَذَ هذا النَّبِيُّ القِيادَةَ بَينَ الإسْرَائِيلِيِّينَ في العِبادَةِ النَّقِيَّة.‏ ولكنْ في وَقتٍ مِنَ الأوقات،‏ نقَلَهُ يَهْوَه إلى تَعيينٍ جَديدٍ في مَملَكَةِ يَهُوذَا الجَنوبِيَّة.‏ (‏٢ مل ٢:‏١؛‏ ٢ أخ ٢١:‏١٢‏)‏ فهل صارَ الأشخاصُ الأُمَناءُ في مَملَكَةِ العَشَرَةِ أسباطٍ الشَّمالِيَّة مَتروكين؟‏ كلَّا.‏ فإيلِيَّا كانَ يُدَرِّبُ ألِيشَع طَوالَ سَنَوات.‏ وكانَ هُناك أيضًا ‹بَنو الأنبِياء›،‏ الَّذينَ كانوا كما يبدو مُنَظَّمينَ في نَوعٍ مِنَ المَدارِس.‏ (‏٢ مل ٢:‏٧‏)‏ إذًا،‏ كانَ هُناكَ الكَثيرُ مِنَ الرِّجالِ الأُمَناءِ لِيَأخُذوا القِيادَةَ بَينَ شَعبِ اللّٰه.‏ وهكَذا،‏ استَمَرَّ يَهْوَه يُحَقِّقُ قَصدَهُ واعتَنى بِخُدَّامِهِ الأولِياء.‏

موسى (‏الصورة إلى اليمين)‏ وإيليا (‏الصورة إلى الشمال)‏ يدرِّب كل واحد منهما شخصًا مؤهَّلًا ليأخذ القيادة من بعده (‏أُنظر الفقرة ١٢.‏)‏


١٣ ماذا تُؤَكِّدُ لنا العِبْرَانِيِّين ١٣:‏٥ب‏؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٣ بِناءً على هذَينِ المِثالَين،‏ ماذا سيَحصُلُ بِرَأيِكَ بَعدَ أنْ يُؤخَذَ آخِرُ المُختارينَ إلى السَّماء؟‏ لا داعِيَ أن نتَساءَل.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يكشِفُ لنا حَقيقَةً بَسيطَة ومُطَمئِنَة:‏ يَهْوَه لن يتَخَلَّى أبَدًا عن شَعبِهِ الَّذينَ على الأرض.‏ (‏إقرإ العبرانيين ١٣:‏٥ب‏.‏)‏ فمِثلَ مُوسَى وإيلِيَّا،‏ يعرِفُ الفَريقُ الصَّغيرُ مِنَ الإخوَةِ المُختارينَ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَةَ اليَومَ كم مُهِمٌّ أن يُدَرِّبوا الآخَرين.‏ فالإخوَةُ في الهَيئَةِ الحاكِمَة يُدَرِّبونَ مُنذُ عَشَراتِ السِّنينَ رِجالًا مِنَ الخِرافِ الآخَرينَ لِيَأخُذوا القِيادَة.‏ مَثَلًا،‏ هم يُنَظِّمونَ مَدارِسَ لِتَدريبِ الشُّيوخ،‏ نُظَّارِ الدَّوائِر،‏ أعضاءِ لِجانِ الفُروع،‏ النُّظَّارِ في بَيْت إيل،‏ المُرسَلين،‏ وغَيرِهِم.‏ كما يُدَرِّبونَ هُم بِأنفُسِهِم مُساعِدي لِجانِ الهَيئَةِ الحاكِمَة.‏ وهؤُلاءِ المُساعِدونَ يحمِلونَ مُنذُ الآنَ مَسؤولِيَّاتٍ ثَقيلَة،‏ ويَقومونَ بها بِكُلِّ أمانَة.‏ وهُم جاهِزونَ تَمامًا لِيُواصِلوا الاهتِمامَ بِخِرافِ المَسِيح.‏

تبذل الهيئة الحاكمة جهدًا كبيرًا لتدرِّب المساعدين وتنظِّم مدارس لتدريب الشيوخ،‏ نظار الدوائر،‏ أعضاء لجان الفروع،‏ النظار في بيت إيل،‏ والمرسلين حول العالم (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏


١٤ ما هيَ النُّقطَةُ الرَّئيسِيَّة في هذِهِ المُناقَشَة؟‏

١٤ إلَيكَ إذًا النُّقطَةَ الرَّئيسِيَّة في هذِهِ المُناقَشَة:‏ حينَ يُؤخَذُ آخِرُ المُختارينَ إلى السَّماءِ في أواخِرِ الضِّيقِ العَظيم،‏ ستستَمِرُّ العِبادَةُ النَّقِيَّة هُنا على الأرض.‏ فبِفَضلِ قِيادَةِ يَسُوع المَسِيح،‏ لن يتَوَقَّفَ شَعبُ اللّٰهِ عن عِبادَتِهِ ولا لَحظَة.‏ طَبعًا،‏ نحنُ سنتَعَرَّضُ آنَذاك لِهُجومٍ مِن جُوج المَاجُوجِيّ،‏ وهو تَحالُفٌ عُدوانِيٌّ لِكُلِّ حُكوماتِ الأرض.‏ (‏حز ٣٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ لكنَّ هذا الهُجومَ القَصيرَ سيَفشَل.‏ فهو لن يُوقِفَ شَعبَ يَهْوَه عن عِبادَتِه،‏ بل يَهْوَه سيُخَلِّصُهُم بِكُلِّ تَأكيد.‏ فالرَّسولُ يُوحَنَّا شاهَدَ في رُؤْيَا ‹الجَمعَ الكَثيرَ› مِن خِرافِ المَسِيح الآخَرين.‏ وقيلَ لهُ إنَّ هذا ‹الجَمعَ الكَثيرَ› يأتي «مِنَ الضِّيقِ العَظيم».‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ نَعَم،‏ يَهْوَه سيَحميهِم!‏

١٥-‏١٦ حَسَبَ الرُّؤْيَا ١٧:‏١٤‏،‏ ماذا سيَفعَلُ المُختارونَ خِلالَ حَربِ هَرْمَجَدُّون،‏ ولِماذا يُشَجِّعُنا ذلِك؟‏

١٥ ولكنْ قد يتَساءَلُ البَعضُ أيضًا:‏ ‹ماذا عنِ المُختارين؟‏ ماذا سيَفعَلونَ بَعدَ أنْ يُغادِروا الأرض؟‏›.‏ يُعطينا الكِتابُ المُقَدَّسُ جَوابًا مُباشِرًا عن هذا السُّؤال.‏ فهو يكشِفُ أنَّ القِوى السِّياسِيَّة في هذا العالَمِ ‹ستُحارِبُ الخَروف›.‏ لكنَّها طَبعًا ستخسَر.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ إنَّ ‹الخَروفَ سيَغلِبُها›.‏ ومَن سيُساعِدُه؟‏ تُجيبُ الآيَةُ بِأنَّهُمُ «المَدْعُوُّون»،‏ «المُختارون»،‏ و «الأُمَناء».‏ ‏(‏إقرإ الرؤيا ١٧:‏١٤‏.‏)‏ ومَن هُم هؤُلاء؟‏ إنَّهُمُ المُختارونَ المُقامون.‏ فحينَ يُؤخَذَ آخِرُ المُختارينَ إلى السَّماءِ في أواخِرِ الضِّيقِ العَظيم،‏ سيَكونُ مِن أوَّلِ تَعييناتِهِم أن يُحارِبوا.‏ ألَيسَ هذا التَّعيينُ مُلفِتًا؟‏ فبَعضُ المُختارينَ كانوا مُحارِبينَ قَبلَ أن يصيروا شُهودًا لِيَهْوَه.‏ حتَّى إنَّ البَعضَ كانوا جُنودًا في القُوَّاتِ المُسَلَّحَة لِهذا العالَم.‏ لكنَّهُم صاروا لاحِقًا مَسيحِيِّينَ حَقيقِيِّين،‏ وتعَلَّموا طَريقَ السَّلام.‏ (‏غل ٥:‏٢٢؛‏ ٢ تس ٣:‏١٦‏)‏ لقدِ ابتَعَدوا عن كُلِّ ما يرتَبِطُ بِحُروبِ الإنسان.‏ أمَّا بَعدَ ذَهابِهِم إلى السَّماء،‏ فسَيُحارِبونَ إلى جانِبِ المَسِيح ومَلائِكَتِهِ القُدُّوسين،‏ ويَشُنُّونَ الحَربَ النِّهائِيَّة ضِدَّ أعداءِ اللّٰه.‏

١٦ فكِّرْ في ذلِك:‏ بَعضُ المُختارينَ على الأرضِ هُمُ الآنَ كِبارٌ في العُمر،‏ وحتَّى صِحَّتُهُم ضَعيفَةٌ جِدًّا.‏ ولكنْ ما إن يُقامونَ إلى السَّماءِ،‏ حتَّى يصيروا مَخلوقاتٍ روحانِيَّة خالِدَة وقَوِيَّة.‏ وتَعيينُهُم هو أن يُحارِبوا إلى جانِبِ مَلِكِهِم المُحارِبِ يَسُوع المَسيح.‏ وبَعدَ انتِهاءِ حَربِ هَرْمَجَدُّون،‏ سيَشتَرِكونَ معهُ في إيصالِ البَشَرِ إلى الكَمال.‏ ولا شَكَّ أنَّهُم حينَ يصيرونَ في السَّماء،‏ سيُفيدونَ إخوَتَهُمُ الأحِبَّاءَ على الأرضِ أكثَرَ بِكَثيرٍ مِمَّا يُمكِنُهُم أن يفعَلوا كبَشَرٍ ناقِصين.‏

١٧ كَيفَ نعرِفُ أنَّ كُلَّ خُدَّامِ اللّٰهِ سيَكونونَ بِأمانٍ خِلالَ حَربِ هَرْمَجَدُّون؟‏

١٧ هل أنتَ مِنَ الخِرافِ الآخَرين؟‏ إذًا،‏ ماذا علَيكَ أنتَ أن تفعَلَ حينَ تبدَأُ حَربُ هَرْمَجَدُّون الحاسِمَة؟‏ الجَوابُ بِبَساطَة:‏ إتَّكِلْ على يَهْوَه،‏ واتبَعْ تَوجيهَه.‏ وماذا قد يشمُلُ ذلِك؟‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس فِكرَةً تُريحُنا:‏ «أُدخُلْ مَخادِعَك،‏ وأغلِقْ أبوابَكَ وَراءَك.‏ إختَبِئْ لَحظَةً إلى أن تعبُرَ الإدانَة».‏ (‏إش ٢٦:‏٢٠‏)‏ إذًا كُلُّ خُدَّامِ اللّٰهِ الأُمَناء،‏ في السَّماءِ وعلى الأرض،‏ سيَكونونَ بِأمانٍ خِلالَ ذلِكَ الوَقت.‏ ومِثلَ الرَّسولِ بُولُس،‏ نَحنُ مُقتَنِعونَ أنَّهُ ‹لا حُكوماتِ ولا أشياءَ مَوْجودَة الآنَ ولا أشياءَ آتِيَة تَقدِرُ أن تَفصِلَنا عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ لنا›.‏ (‏رو ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ لِذلِك،‏ تَذَكَّرْ دائِمًا هذِهِ الحَقيقَة:‏ يَهْوَه يُحِبُّك،‏ ولن يتَخَلَّى عنكَ أبَدًا.‏

حينَ يُؤخَذُ آخِرُ المَسيحِيِّينَ المُختارينَ إلى السَّماء،‏

  • ما الَّذي لن يحصُل؟‏

  • لِماذا لن نخافَ أن يدخُلَ الفَسادُ إلى العِبادَةِ النَّقِيَّة؟‏

  • لِماذا سنكونُ مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سيَهتَمُّ بِشَعبِه؟‏

التَّرنيمَة ٨ في يَهْوَه مُحتَمانا