الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٦

التَّرنيمَة ١٠ سبِّحوا إلهَنا يَهْوَه!‏

‏«سبِّحوا اسم يهوه»‏

‏«سبِّحوا اسم يهوه»‏

‏«سَبِّحوا يَاه!‏ سَبِّحوهُ يا خُدَّامَ يَهْوَه،‏ سَبِّحوا اسْمَ يَهْوَه».‏ —‏ مز ١١٣:‏١‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

تُبرِزُ هذِهِ المَقالَةُ الأسبابَ الَّتي تدفَعُنا أن نُسَبِّحَ الاسْمَ القُدُّوسَ يَهْوَه في كُلِّ فُرصَة.‏

١-‏٢ ماذا يُساعِدُنا أن نفهَمَ كَيفَ يشعُرُ يَهْوَه تِجاهَ تَشويهِ اسْمِه؟‏

 تخَيَّلْ هذا السِّيناريو:‏ يقولُ شَخصٌ تُحِبُّهُ أُمورًا بَشِعَة عنك.‏ أنتَ تعرِفُ أنَّهُ يكذِب،‏ لكنَّ البَعضَ يُصَدِّقونَه.‏ والأسوَأُ أنَّهُم ينشُرونَ أكاذيبَه.‏ فيُصَدِّقُها المَزيدُ مِنَ النَّاس.‏ كَيفَ تشعُرُ في مَوقِفٍ كَهذا؟‏ إذا كُنتَ شَخصًا يهُمُّهُ صيتُهُ وعَلاقَتُهُ معَ الآخَرين،‏ أفَلَنْ تحزَنَ كَثيرًا بِسَبَبِ هذا الافتِراء؟‏ —‏ أم ٢٢:‏١‏.‏

٢ يُساعِدُنا هذا السِّيناريو أن نفهَمَ كَيفَ شعَرَ يَهْوَه حينَ تشَوَّهَ اسْمُه،‏ أو صيتُه.‏ فأحَدُ أبنائِهِ المَلائِكَةِ قالَ عنهُ أكاذيبَ لِلمَرأةِ الأُولى،‏ حَوَّاء.‏ ولِلأسَف،‏ صدَّقَت هي أكاذيبَه.‏ وهذِهِ الأكاذيبُ دفَعَت أبَوَينا الأوَّلَينِ أن يتَمَرَّدَا على يَهْوَه.‏ وهكَذا،‏ دخَلَتِ الخَطِيَّةُ والمَوتُ إلى العائِلَةِ البَشَرِيَّة.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٦؛‏ رو ٥:‏١٢‏)‏ وكُلُّ المَشاكِلِ الَّتي نراها في العالَمِ اليَوم،‏ مِن مَوتٍ وحُروبٍ وعَذاب،‏ تحصُلُ نَتيجَةَ الأكاذيبِ الَّتي بدَأَ الشَّيْطَان ينشُرُها في جَنَّةِ عَدَن.‏ فهل يتَألَّمُ يَهْوَه بِسَبَبِ هذا الافتِراءِ ونَتائِجِه؟‏ أكيد.‏ مع ذلِك،‏ يَهْوَه لَيسَ حاقِدًا.‏ فهو ما زالَ «الإلهَ السَّعيد».‏ —‏ ١ تي ١:‏١١‏.‏

٣ أيُّ امتِيازٍ كَبيرٍ لَدَينا؟‏

٣ لَدَينا امتِيازٌ كَبيرٌ أن نُساهِمَ في تَبرِئَةِ اسْمِ يَهْوَه.‏ كَيف؟‏ بِإطاعَةِ هذِهِ الوَصِيَّةِ البَسيطَة:‏ «سَبِّحوا اسْمَ يَهْوَه».‏ (‏مز ١١٣:‏١‏)‏ ونَحنُ نفعَلُ ذلِك حينَ نُخبِرُ النَّاسَ الحَقيقَةَ عن صاحِبِ هذا الاسْمِ القُدُّوس.‏ فهل تُريدُ أن تُسَبِّحَ اسْمَ يَهْوَه؟‏ لِنُراجِعْ ثَلاثَةَ أسبابٍ مُهِمَّة تدفَعُنا أن نُسَبِّحَ اسْمَهُ مِن كُلِّ قَلبِنا.‏

نُفَرِّحُ يَهْوَه حينَ نُسَبِّحُ اسْمَه

٤ لِماذا يفرَحُ يَهْوَه حينَ نُسَبِّحُه؟‏ أوضِح.‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٤ نَحنُ نُفَرِّحُ أبانا السَّماوِيَّ حينَ نُسَبِّحُ اسْمَه.‏ (‏مز ١١٩:‏١٠٨‏)‏ ولكنْ هل يعني ذلِك أنَّ اللّٰهَ القادِرَ على كُلِّ شَيءٍ هو مِثلُ أشخاصٍ ناقِصينَ يعيشونَ على المَدحِ،‏ لِأنَّهُم لا يثِقونَ بِأنفُسِهِم أو ينقُصُهُم دَعمٌ عاطِفِيّ؟‏ طَبعًا لا.‏ تخَيَّلْ هذا المَشهَد.‏ تقتَرِبُ بِنتٌ صَغيرَة مِن أبيها وتُعانِقُهُ بِحَنان،‏ ثُمَّ تقولُ له:‏ «أنتَ أفضَلُ أبٍ في العالَم!‏».‏ فيَفرَحُ أبوها كَثيرًا ويَتَأثَّرُ بِتَصَرُّفِها العَفْوِيّ.‏ ولكنْ لِماذا؟‏ هل لِأنَّهُ رَجُلٌ لا يثِقُ بِنَفْسِهِ ولا يقدِرُ أن يعيشَ دونَ أن تمدَحَهُ بِنتُه؟‏ لا.‏ فمِنَ المُتَوَقَّعِ أن يكونَ الأبُ واثِقًا بِنَفْسِه،‏ لكنَّهُ يفرَحُ حينَ تُعَبِّرُ لهُ بِنتُهُ عن مَحَبَّتِها وتَقديرِها.‏ وهو يعرِفُ أنَّ صِفاتٍ كَهذِهِ ستُفيدُها وتُساهِمُ في سَعادَتِها فيما تكبَر.‏ لِأسبابٍ مُشابِهَة،‏ يفرَحُ أبونا العَظيمُ يَهْوَه حينَ نُسَبِّحُه.‏

مثلما يفرح الأب حين يعبِّر له ولده عن محبته وتقديره،‏ يفرح يهوه حين نسبِّح اسمه (‏أُنظر الفقرة ٤.‏)‏


٥ حينَ نُسَبِّحُ اسْمَ اللّٰه،‏ أيُّ كِذبَةٍ نُساهِمُ في فَضحِها؟‏

٥ وحينَ نُسَبِّحُ أبانا السَّماوِيّ،‏ نُساهِمُ في فَضحِ كِذبَةٍ تَطَالُنا نَحنُ شَخصِيًّا.‏ فالشَّيْطَان يدَّعي أن لا أحَدَ مِنَ البَشَرِ سيُدافِعُ بِوَلاءٍ عنِ اسْمِ اللّٰه.‏ ففي نَظَرِه،‏ لا يوجَدُ إنسانٌ مُستَقيم.‏ وهو يقولُ إنَّنا جَميعًا سنصيرُ ضِدَّ اللّٰهِ إذا شعَرْنا أنَّ هذا لِمَصلَحَتِنا.‏ (‏أي ١:‏٩-‏١١؛‏ ٢:‏٤‏)‏ لكنَّ أيُّوب الأمينَ برهَنَ أنَّ الشَّيْطَان كَذَّاب.‏ فهل تُريدُ أن تفعَلَ مِثلَه؟‏ لَدى كُلِّ واحِدٍ مِنَّا الامتِيازُ أن يُدافِعَ بِوَلاءٍ عنِ اسْمِ أبينا،‏ وأن يخدُمَهُ بِاستِقامَةٍ لِيُفَرِّحَ قَلبَه.‏ (‏أم ٢٧:‏١١‏)‏ هذا فِعلًا شَرَفٌ كَبيرٌ لنا.‏

٦ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِالمَلِكِ دَاوُد وبِاللَّاوِيِّين؟‏ (‏نحميا ٩:‏٥‏)‏

٦ إنَّ المَحَبَّةَ لِلّٰهِ تدفَعُ الأشخاصَ الأُمَناءَ أن يُسَبِّحوا اسْمَهُ مِن كُلِّ القَلب.‏ كتَبَ المَلِكُ دَاوُد:‏ «سَبِّحي يَهْوَه يا نَفْسي؛‏ لِيُسَبِّحْ كُلُّ ما فِيَّ اسْمَهُ القُدُّوس».‏ (‏مز ١٠٣:‏١‏)‏ فقدْ فهِمَ دَاوُد أنَّ تَسبيحَ اسْمِ يَهْوَه يعني تَسبيحَ يَهْوَه نَفْسِه.‏ فاسْمُ يَهْوَه مُرتَبِطٌ بِصيتِه.‏ لِذلِك حينَ نسمَعُ اسْمَه،‏ تخطُرُ على بالِنا كُلُّ صِفاتِهِ الحُلوَة وأعمالِهِ المُذهِلَة.‏ ودَاوُد أرادَ أن يُقَدِّسَ اسْمَ أبيهِ ويُسَبِّحَ هذا الاسْم،‏ وأرادَ أن يفعَلَ ذلِك ‹بِكُلِّ ما فيه›،‏ أي مِن كُلِّ قَلبِه.‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ أخَذَ اللَّاوِيُّونَ القِيادَةَ في تَسبيحِ يَهْوَه.‏ وقدِ اعتَرَفوا بِتَواضُعٍ أنَّ كَلِماتِهِم لا يُمكِنُ أبَدًا أن تُوفِيَ اسْمَ اللّٰهِ القُدُّوسَ ما يستَحِقُّهُ مِن تَسبيح.‏ ‏(‏إقرأ نحميا ٩:‏٥‏.‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ تَسبيحَهُم يَهْوَه بِتَواضُعٍ ومِن كُلِّ القَلبِ فرَّحَهُ كَثيرًا.‏

٧ كَيفَ نُسَبِّحُ يَهْوَه في خِدمَتِنا وفي حَياتِنا اليَومِيَّة؟‏

٧ اليَومَ أيضًا،‏ نُفَرِّحُ يَهْوَه حينَ نتَكَلَّمُ عنهُ بِطَريقَةٍ تُظهِرُ كم نُحِبُّهُ ونُقَدِّرُه.‏ فحينَ نكونُ في الخِدمَة،‏ يكونُ هَدَفُنا الرَّئيسِيُّ أن نُقَرِّبَ النَّاسَ إلى يَهْوَه،‏ وأن نُساعِدَهُم أن يرَوا أبانا المُحِبَّ مِثلَما نراهُ نَحن.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ لِذلكَ نفرَحُ أن نُخبِرَهُم كَيفَ يصِفُهُ الكِتابُ المُقَدَّس،‏ وكَيفَ يكشِفُ عن مَحَبَّتِه،‏ عَدلِه،‏ حِكمَتِه،‏ قُدرَتِه،‏ وغَيرِها مِنَ الصِّفاتِ الحُلوَة.‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ نَحنُ نُسَبِّحُ يَهْوَه ونُفَرِّحُهُ حينَ نبذُلُ جُهدَنا لِنتَمَثَّلَ به.‏ (‏أف ٥:‏١‏)‏ وهذا يجعَلُنا مُمَيَّزينَ في هذا العالَمِ الشِّرِّير.‏ فالنَّاسُ قد يُلاحِظونَ أنَّنا مُختَلِفونَ ويَتَساءَلونَ عنِ السَّبَب.‏ (‏مت ٥:‏١٤-‏١٦‏)‏ وفيما نحتَكُّ بهِم في حَياتِنا اليَومِيَّة،‏ يُمكِنُنا أن نُوضِحَ لهُم سَبَبَ ذلِك.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ ينجَذِبُ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة إلى إلهِنا.‏ تخَيَّلْ كم نُفَرِّحُ قَلبَ يَهْوَه حينَ نُسَبِّحُهُ في خِدمَتِنا وفي حَياتِنا اليَومِيَّة!‏ —‏ ١ تي ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

نُفَرِّحُ يَسُوع حينَ نُسَبِّحُ اسْمَ يَهْوَه

٨ كَيفَ رسَمَ يَسُوع أفضَلَ مِثالٍ في تَسبيحِ اسْمِ يَهْوَه؟‏

٨ مِن بَينِ كُلِّ المَخلوقاتِ العاقِلَة في السَّماءِ وعلى الأرض،‏ لا أحَدَ يعرِفُ الآبَ مِثلَما يعرِفُهُ الابْن.‏ (‏مت ١١:‏٢٧‏)‏ ويَسُوع يُحِبُّ أباهُ ويَرسُمُ أفضَلَ مِثالٍ في تَسبيحِ اسْمِ يَهْوَه.‏ (‏يو ١٤:‏٣١‏)‏ فحينَ صلَّى إلى أبيهِ في آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ مَوتِه،‏ لخَّصَ كامِلَ خِدمَتِهِ على الأرضِ بِهذِهِ الكَلِمات:‏ «أنا عَرَّفتُهُمُ اسْمَك».‏ (‏يو ١٧:‏٢٦‏)‏ فماذا قصَد؟‏

٩ أيُّ مَثَلٍ استَعمَلَهُ يَسُوع ‹لِيَكشِفَ عن› أبيهِ بِأوضَحِ طَريقَةٍ مُمكِنَة؟‏

٩ لم يكتَفِ يَسُوع بِإخبارِ النَّاسِ أنَّ اسْمَ اللّٰهِ هو يَهْوَه.‏ فاليَهُودُ الَّذينَ علَّمَهُم كانوا يعرِفونَ أساسًا اسْمَ اللّٰه.‏ لكنَّهُ رسَمَ أفضَلَ مِثالٍ في ‹الكَشفِ عنه›.‏ (‏يو ١:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ مَثَلًا،‏ تكشِفُ الأسفارُ العِبْرَانِيَّة أنَّ يَهْوَه رَحيمٌ وحَنون.‏ (‏خر ٣٤:‏٥-‏٧‏)‏ ويَسُوع أوضَحَ هذِهِ الحَقيقَةَ أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ آخَر حينَ أعطى مَثَلَ الابْنِ الضَّالِّ وأبيه.‏ ففي هذا المَثَل،‏ نقرَأُ أنَّ الأبَ رأى ابْنَهُ التَّائِبَ «فيما كانَ لا يَزالُ بَعيدًا»،‏ وأنَّهُ ركَضَ لِيَستَقبِلَهُ وعانَقَهُ وسامَحَهُ مِن كُلِّ قَلبِه.‏ وحينَ نتَخَيَّلُ هذا المَشهَد،‏ نرى صورَةً واضِحَة جِدًّا عن رَحمَةِ يَهْوَه وحَنانِه.‏ (‏لو ١٥:‏١١-‏٣٢‏)‏ فقدْ كشَفَ يَسُوع كَيفَ هي فِعلًا شَخصِيَّةُ أبيه.‏

١٠ (‏أ)‏ كَيفَ نعرِفُ أنَّ يَسُوع استَعمَلَ اسْمَ أبيه وأرادَ أن يستَعمِلَهُ الآخَرون؟‏ (‏مرقس ٥:‏١٩‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏ (‏ب)‏ ماذا يُريدُ يَسُوع أن نفعَلَ اليَوم؟‏

١٠ وهل أرادَ يَسُوع أيضًا أن يستَعمِلَ الآخَرونَ اسْمَ أبيه؟‏ بِكُلِّ تَأكيد.‏ ففي أيَّامِه،‏ رُبَّما اعتَبَرَ بَعضُ القادَةِ الدِّينيِّينَ المُتَشَدِّدينَ أنَّ اسْمَ اللّٰهِ أقدَسُ مِن أن يُلفَظ.‏ لكنَّ يَسُوع لم يسمَحْ أبَدًا لِهذا التَّقليدِ غَيرِ المُؤَسَّسِ على كَلِمَةِ اللّٰهِ أن يمنَعَهُ مِن إكرامِ اسْمِ أبيه.‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ حينَ شفى في مِنطَقَةِ الجِرَاسِيِّينَ رَجُلًا كانَ تَحتَ سَيطَرَةِ الشَّيَاطِين.‏ فالنَّاسُ خافوا وترَجَّوا يَسُوع أن يُغادِرَ مِنطَقَتَهُم.‏ وهذا ما فعَلَه.‏ (‏مر ٥:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ لكنَّهُ أرادَ أن يصيرَ اسْمُ يَهْوَه مَعروفًا في تِلكَ المِنطَقَة.‏ لِذا،‏ أوصى الرَّجُلَ الَّذي شفاهُ أن يُخبِرَ النَّاس،‏ لَيسَ بِما عمِلَهُ هو،‏ بل بِما عمِلَهُ يَهْوَه.‏ (‏إقرأ مرقس ٥:‏١٩‏.‏)‏ a وهو اليَومَ يُريدُ أن نفعَلَ الأمرَ نَفْسَه:‏ أن نجعَلَ اسْمَ أبيهِ مَعروفًا في كُلِّ العالَم.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وحينَ نقومُ بِدَورِنا،‏ نُفَرِّحُ مَلِكَنا يَسُوع.‏

أوصى يسوع الرجل الذي كان تحت سيطرة الشياطين أن يخبر الناس كيف ساعده يهوه (‏أُنظر الفقرة ١٠.‏)‏


١١ ماذا علَّمَ يَسُوع أتباعَهُ أن يُصَلُّوا،‏ ولِماذا هذا مُهِمٌّ حَسَبَ حَزْقِيَال ٣٦:‏٢٣‏؟‏

١١ عرَفَ يَسُوع أنَّ قَصدَ يَهْوَه هو أن يُقَدِّسَ اسْمَه،‏ أي أن يُبَرِّئَهُ مِن كُلِّ التُّهَمِ الكاذِبَة.‏ لِهذا السَّبَب،‏ علَّمَ سَيِّدُنا يَسُوع أتباعَهُ أن يُصَلُّوا:‏ «أبانا الَّذي في السَّموات،‏ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُك».‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ فهو عرَفَ أنَّ تَقديسَ اسْمِ يَهْوَه هو أهَمُّ قَضِيَّةٍ تُواجِهُ كُلَّ المَخلوقاتِ العاقِلَة.‏ ‏(‏إقرأ حزقيال ٣٦:‏٢٣‏.‏)‏ ولا يوجَدُ مَخلوقٌ في الكَونِ بذَلَ جُهدًا أكثَرَ مِن يَسُوع لِيُقَدِّسَ اسْمَ يَهْوَه.‏ مع ذلِك،‏ بِماذا اتَّهَمَهُ أعداؤُهُ بَعدَ القَبضِ علَيه؟‏ بِالتَّجديف!‏ وبِلا شَكّ،‏ شعَرَ يَسُوع أنَّ الإساءَةَ إلى اسْمِ أبيهِ القُدُّوس،‏ أوِ الافتِراءَ علَيه،‏ هو أفظَعُ خَطِيَّةٍ على الإطلاق.‏ لِذا،‏ تضايَقَ كَثيرًا لِأنَّهُ كانَ سيُتَّهَمُ بِهذِهِ الجَريمَةِ ويُدانُ على أساسِها.‏ ورُبَّما هذا هوَ السَّبَبُ الرَّئيسِيُّ الَّذي جعَلَهُ «يَشعُرُ بِألَمٍ عاطِفِيٍّ شَديدٍ» في السَّاعاتِ الأخيرَة قَبلَ اعتِقالِه.‏ —‏ لو ٢٢:‏٤١-‏٤٤‏.‏

١٢ كَيفَ قدَّسَ يَسُوع اسْمَ أبيهِ بِأفضَلِ طَريقَةٍ مُمكِنَة؟‏

١٢ وكَي يُقَدِّسَ يَسُوع اسْمَ أبيه،‏ احتَمَلَ كُلَّ التَّعذيبِ والإهاناتِ والافتِراءاتِ الَّتي انهالَت علَيه.‏ فهو عرَفَ أنَّهُ أطاعَ أباهُ في كُلِّ شَيء،‏ وأنَّهُ لَيسَ هُناك ما يَخجَلُ به.‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ كما عرَفَ أنَّ الشَّيْطَان كانَ يشُنُّ علَيهِ هُجومًا مُباشِرًا في تِلكَ السَّاعاتِ السَّوداء.‏ (‏لو ٢٢:‏٢-‏٤؛‏ ٢٣:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ طَبعًا،‏ تمَنَّى الشَّيْطَان أن يكسِرَ استِقامَةَ يَسُوع،‏ لكنَّهُ فشِلَ فَشَلًا ذَريعًا.‏ فقدْ أثبَتَ يَسُوع بِشَكلٍ قاطِعٍ أنَّ الشَّيْطَان كَذَّابٌ خَبيث،‏ وأنَّ يَهْوَه لَدَيهِ خُدَّامٌ أولِياءُ يُحافِظونَ على استِقامَتِهِم حتَّى تَحتَ أقْسى الامتِحانات.‏

١٣ كَيفَ تُفَرِّحُ مَلِكَنا الَّذي يحكُمُ الآن؟‏

١٣ هل تُريدُ أن تُفَرِّحَ يَسُوع،‏ مَلِكَنا الَّذي يحكُمُ الآنَ في السَّماء؟‏ إستَمِرَّ إذًا في تَسبيحِ اسْمِ يَهْوَه بِمُساعَدَةِ الآخَرينَ أن يعرِفوا كَيفَ هي فِعلًا شَخصِيَّتُه.‏ فبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ أنتَ تتبَعُ خُطُواتِ يَسُوع.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ ومِثلَ يَسُوع،‏ تُفَرِّحُ يَهْوَه وتُثبِتُ أنَّ عَدُوَّهُ الشَّيْطَان كَذَّابٌ مُنحَطّ.‏

نُساهِمُ في إنقاذِ النَّاسِ حينَ نُسَبِّحُ اسْمَ يَهْوَه

١٤-‏١٥ أيُّ أُمورٍ رائِعَة قد تحصُلُ حينَ نُعَلِّمُ النَّاسَ عن يَهْوَه؟‏

١٤ حينَ نُسَبِّحُ اسْمَ يَهْوَه،‏ نُساهِمُ في إنقاذِ النَّاس.‏ كَيفَ ذلِك؟‏ إنَّ الشَّيْطَان «أعمى أذهانَ غَيرِ المُؤْمِنين».‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏)‏ لِذلِك صاروا يُصَدِّقونَ أكاذيبَ شَيْطَانِيَّة مِثل:‏ اللّٰهُ لَيسَ مَوجودًا،‏ اللّٰهُ بَعيدٌ عنِ البَشَرِ ولا يهتَمُّ بهِم،‏ اللّٰهُ قاسٍ ويُعَذِّبُ الخُطاةَ إلى الأبَد.‏ وهَدَفُ أكاذيبَ كهذِهِ هو إخفاءُ أو تَشويهُ اسْمِ يَهْوَه وصيتِه،‏ كَي لا يَعودُ النَّاسُ يرغَبونَ أن يَقتَرِبوا إلَيه.‏ لكنَّ عَمَلَنا يُفَشِّلُ هَدَفَ الشَّيْطَان.‏ فنَحنُ نُعَلِّمُ النَّاسَ الحَقيقَةَ عن أبينا،‏ ونُسَبِّحُ بِالتَّالي اسْمَهُ القُدُّوس.‏ وما النَّتيجَة؟‏

١٥ إنَّ الحَقائِقَ في كَلِمَةِ اللّٰهِ لَدَيها تَأثيرٌ قَوِيّ.‏ فحينَ نُعَلِّمُ النَّاسَ عن يَهْوَه وكَيفَ هي فِعلًا شَخصِيَّتُه،‏ نرى أُمورًا رائِعَة تحصُل.‏ فأكاذيبُ الشَّيْطَان الَّتي تُعمي عُيونَهُم تنزاحُ تَدريجِيًّا،‏ ويَبدَأُونَ بِرُؤيَةِ أبينا المُحِبِّ مِثلَما نراهُ نَحن.‏ فيَمتَلِئونَ بِالرَّهبَةِ مِن قُدرَتِهِ العَظيمَة.‏ (‏إش ٤٠:‏٢٦‏)‏ ويَثِقونَ بهِ لِأنَّ عَدلَهُ كامِل.‏ (‏تث ٣٢:‏٤‏)‏ ويَتَعَلَّمونَ الكَثيرَ مِن حِكمَتِهِ الفائِقَة.‏ (‏إش ٥٥:‏٩؛‏ رو ١١:‏٣٣‏)‏ ويشعُرونَ بِالرَّاحَةِ حينَ يعرِفونَ أنَّ «اللّٰهَ مَحَبَّة».‏ ‏(‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ وفيما يقتَرِبونَ إلى يَهْوَه،‏ يقوى أمَلُهُم بِأن يعيشوا إلى الأبَدِ كَأولادٍ له.‏ فيا لهُ مِنِ امتِيازٍ كَبيرٍ أن نُساعِدَ النَّاسَ كَي يقتَرِبوا إلى أبيهِم!‏ وعِندَما نفعَلُ ذلِك،‏ يعتَبِرُنا يَهْوَه ‹عامِلينَ معه›.‏ —‏ ١ كو ٣:‏٥،‏ ٩‏.‏

١٦ كَيفَ يتَأثَّرُ البَعضُ حينَ يتَعَلَّمونَ اسْمَ اللّٰه؟‏ أُذكُرْ أمثِلَة.‏

١٦ عادَةً،‏ مِن أوَّلِ الحَقائِقِ الَّتي نُعَلِّمُها لِلنَّاسِ هي أنَّ اسْمَ اللّٰهِ هو يَهْوَه.‏ وهذا بِحَدِّ ذاتِهِ قد يُغَيِّرُ حَياةَ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة.‏ لاحِظْ مَثَلًا ما حصَلَ مع شابَّةٍ مِن خَلفِيَّةٍ غَيرِ مَسيحِيَّة اسْمُها عَلْيَا.‏ b فهي لم تكُنْ مُقتَنِعَةً بِدينِها وشعَرَت أنَّهُ لا يُقَرِّبُها مِنَ اللّٰه.‏ لكنَّ وَضعَها تغَيَّرَ بَعدَما بدَأَت تدرُسُ مع شُهودِ يَهْوَه.‏ فهي صارَت ترى اللّٰهَ كَصَديقٍ لها.‏ وتعَجَّبَت حينَ عرَفَت أنَّ تَرجَماتٍ كَثيرَة لِلكِتابِ المُقَدَّسِ أزالَتِ اسْمَهُ ووَضَعَت مَكانَهُ ألقابًا مِثلَ الرَّبّ.‏ وعِندَما تعَلَّمَت أنَّ اسْمَ اللّٰهِ هو يَهْوَه،‏ كانَ ذلِك نُقطَةَ تَحَوُّلٍ في حَياتِها.‏ قالَت بِفَرَح:‏ «أعَزُّ أصدِقائي لهُ اسْم!‏».‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ تُخبِر:‏ «أشعُرُ الآنَ أنَّ السَّلامَ يملَأُ قَلبي.‏ شَرَفٌ كَبيرٌ لي أن أعرِفَ اسْمَ اللّٰه».‏ لاحِظْ أيضًا ماذا حصَلَ مع رَجُلٍ اسْمُهُ سْتِيف،‏ وهو موسيقِيٌّ ترَبَّى في عائِلَةٍ يَهُودِيَّة مُحافِظَة.‏ فبَعدَما رأى الكَثيرَ مِنَ النِّفاقِ الدِّينِيّ،‏ قرَّرَ أن لا ينتَمِيَ إلى دينٍ مُنَظَّم.‏ ولكنْ حينَ مرَّ بِفَترَةِ حُزنٍ شَديد،‏ وافَقَ مَرَّةً أن يحضُرَ دَرسَ صَديقِهِ مع شُهودِ يَهْوَه.‏ فتأثَّرَ كَثيرًا حينَ عرَفَ اسْمَ اللّٰه.‏ يقول:‏ «لم أتَعَلَّمْ مِن قَبل أنَّ اللّٰهَ لهُ اسْم».‏ ويُضيف:‏ «أدرَكتُ لِأوَّلِ مَرَّة في حَياتي أنَّ اللّٰهَ حَقيقِيٌّ ولَدَيهِ صِفاتٌ ومَشاعِر.‏ فشعَرتُ آنَذاك أنِّي وجَدتُ صَديقًا».‏

١٧ لِمَ أنتَ مُصَمِّمٌ أن تستَمِرَّ في تَسبيحِ اسْمِ يَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٧ عندما تُبَشِّرُ النَّاسَ وتُعَلِّمُهُم،‏ هل تُخبِرُهم عنِ الاسْمِ القُدُّوس يَهْوَه؟‏ هل تُساعِدُهُم أن يرَوا مَن هو إلهُنا فِعلًا؟‏ بِفِعلِكَ ذلِك،‏ أنتَ تُسَبِّحُ اسْمَ اللّٰه.‏ فاستَمِرَّ في تَسبيحِ هذا الاسْمِ القُدُّوسِ بِإخبارِ النَّاسِ الحَقيقَةَ عن صاحِبِ هذا الاسْم.‏ وهكَذا،‏ ستُساهِمُ في إنقاذِ حَياتِهِم،‏ ستتبَعُ مِثالَ مَلِكِنا يَسُوع المَسيح،‏ والأهَمُّ ستُفَرِّحُ أباكَ المُحِبَّ يَهْوَه.‏ فصمِّمْ إذًا أن ‹تُسَبِّحَ اسْمَهُ إلى الأبَد›.‏ —‏ مز ١٤٥:‏٢‏.‏

نسبِّح اسم يهوه حين نعلِّمه للناس ونخبرهم الحقيقة عن صاحب هذا الاسم (‏أُنظر الفقرة ١٧.‏)‏

حينَ نُسَبِّحُ اسْمَ يَهْوَه .‏ .‏ .‏

  • كَيفَ نُفَرِّحُه؟‏

  • كَيفَ نُفَرِّحُ يَسُوع المَسيح؟‏

  • كَيفَ نُساهِمُ في إنقاذِ النَّاس؟‏

التَّرنيمَة ٢ «إسْمُكَ يَهْوَه»‏

a تُرَجِّحُ جِدًّا الأدِلَّةُ أنَّ مُرْقُس استَعمَلَ في الأصلِ الاسْمَ الإلهِيَّ حينَ كتَبَ كَلِماتِ يَسُوع هذِه.‏ لِذا،‏ ردَّت تَرجَمَةُ العالَمِ الجَديدِ الاسْمَ الإلهِيَّ إلى هذِهِ الآيَة.‏ أُنظُرِ المُلاحَظَةَ الدِّراسِيَّةَ على هذِهِ الآيَة (‏بِالإنْكِلِيزِيَّة)‏‏.‏

b تمَّ تَغييرُ الاسْمَين.‏