مقالة الدرس ٧
التَّرنيمَة ٥١ لكَ انتَذَرتُ يا يَهْوَه
ماذا نتعلَّم من المنذورين؟
«إنَّهُ مُقَدَّسٌ لِيَهْوَه ما دامَ مَنذورًا». — عد ٦:٨.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
تُظهِرُ هذِهِ المَقالَةُ كَيفَ نتَعَلَّمُ مِنَ المَنذورينَ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِنُقَدِّمَ التَّضحِياتِ ونخدُمَ يَهْوَه بِشَجاعَة.
١ أيُّ مِثالٍ جَيِّدٍ رسَمَهُ خُدَّامُ يَهْوَه على مَرِّ التَّاريخ؟
هل تُقَدِّرُ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه؟ لا شَكَّ في ذلِك. وأنتَ لَستَ الوَحيد. فعلى مَرِّ التَّاريخ، شعَرَ مِثلَكَ عَدَدٌ لا يُحصى مِنَ الأشخاص. (مز ١٠٤:٣٣، ٣٤) وكَثيرونَ مِنهُم قاموا بِتَضحِياتٍ كَبيرَة لِيَعبُدوا يَهْوَه. وهذا ينطَبِقُ خُصوصًا على المَنذورينَ في إسْرَائِيل قَديمًا. فمَن كانَ هؤُلاءِ الأشخاص؟ وماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِهِم؟
٢ (أ) مَن كانَ المَنذورون؟ (عدد ٦:١، ٢) (ب) لِماذا اختارَ بَعضُ الإسْرَائِيلِيِّينَ أن يعيشوا كَمَنذورين؟
٢ في الكِتابِ المُقَدَّس، تأتي كَلِمَةُ «مَنذورٍ» مِن كَلِمَةٍ عِبْرَانِيَّة مَعناها «مَفروزٌ لِلّٰه»، «مُخَصَّصٌ لِلّٰه»، أو «مُكَرَّسٌ لِلّٰه». وهي إشارَةٌ مُلائِمَة إلى الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ كانَ لَدَيهِم رَغبَةٌ شَديدَة أن يُقَدِّموا تَضحِياتٍ مُعَيَّنَة لِيَخدُموا يَهْوَه بِطَريقَةٍ خُصوصِيَّة. فشَريعَةُ مُوسَى سمَحَت أن يعمَلَ رَجُلٌ أوِ امرَأةٌ نَذْرًا خُصوصِيًّا لِيَهْوَه: أن يختارَ أن يَعيشَ كشَخصٍ مَنذورٍ فَترَةً مِنَ الوَقت. a (إقرإ العدد ٦:١، ٢.) وهذا النَّذْر، أوِ الوَعدُ الجِدِّيّ، تطَلَّبَ مِنهُ أن يُطيعَ إرشاداتٍ لم تكُنْ مَطلوبَةً مِن باقي الإسْرَائِيلِيِّين. ولكنْ لِماذا كانَ الشَّخصُ الإسْرَائِيلِيُّ يختارُ أن يعيشَ كَمَنذور؟ على الأرجَح، كانَ دافِعُهُ المَحَبَّةَ العَميقَة لِيَهْوَه والتَّقديرَ الكَبيرَ لِبَرَكاتِهِ الكَثيرَة. — تث ٦:٥؛ ١٦:١٧.
٣ كَيفَ يُشبِهُ شَعبُ اللّٰهِ اليَومَ المَنذورينَ قَديمًا؟
٣ إنتَهى تَرتيبُ المَنذورينَ حينَ حلَّت «شَريعَةُ المَسِيحِ» مَحَلَّ شَريعَةِ مُوسَى. (غل ٦:٢؛ رو ١٠:٤) ولكنْ مِثلَ المَنذورينَ قَديمًا، لا يَزالُ شَعبُ يَهْوَه اليَومَ يُظهِرونَ رَغبَةً شَديدَة في أن يخدُموهُ بِكُلِّ قَلبِهِم ونَفْسِهِم وعَقلِهِم وقُوَّتِهِم. (مر ١٢:٣٠) ونَحنُ نعِدُ يَهْوَه طَوعًا بِأن نفعَلَ ذلِك حينَ ننذُرُ نَفْسَنا له. وكَي نوفِيَ بِهذا النَّذْر، يلزَمُ أن نخضَعَ لِمَشيئَتِهِ ونقومَ بِتَضحِياتٍ لِنخدُمَه. لِذلِك، سنتَأمَّلُ الآنَ كَيفَ وفى المَنذورونَ بِنَذْرِهِم، ونتَعَلَّمُ دُروسًا مُهِمَّة تُساعِدُنا أن نوفِيَ بِنَذْرِنا نَحنُ أيضًا. b (مت ١٦:٢٤) فلْنُناقِشْ بَعضَ هذِهِ الدُّروس.
كُنْ مُستَعِدًّا لِتُقَدِّمَ التَّضحِيات
٤ حَسَبَ العَدَد ٦:٣، ٤، أيُّ تَضحِيَةٍ قامَ بها المَنذورون؟
٤ إقرإ العدد ٦:٣، ٤. لزِمَ أن يمتَنِعَ المَنذورونَ عنِ كُلِّ المَشروباتِ الكُحولِيَّة، وعن أيِّ شَيءٍ تُنتِجُهُ الكَرمَةُ مِثلِ العِنَبِ والزَّبيب. أمَّا النَّاسُ حَولَهُم، فكانوا يتَمَتَّعونَ بِاستِمرارٍ بِهذِهِ المَأكولاتِ والمَشروبات. ولا خَطَأَ في ذلِك. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يصِفُ النَّبيذَ بِأنَّهُ عَطِيَّةٌ مِنَ اللّٰه، ويَقولُ إنَّهُ «يُفَرِّحُ قَلبَ الإنسان». (مز ١٠٤:١٤، ١٥) مع ذلِك، ضحَّى المَنذورونَ طَوعًا بِحَقِّهِم أن يتَمَتَّعوا بِهذِهِ المَأكولاتِ والمَشروبات. c
٥ أيُّ تَضحِياتٍ اختارَ مَادْيَان ومَارْسِيلَّا أن يقوما بها، ولِماذا؟
٥ مِثلَ المَنذورينَ قَديمًا، نَحنُ نقومُ بِتَضحِياتٍ لِنخدُمَ يَهْوَه أكثَر. إلَيكَ مِثالَ مَادْيَان ومَارْسِيلَّا. d فهذانِ الزَّوجانِ المَسيحِيَّانِ كانا يعيشانِ حَياةً مُريحَة. وبِفَضلِ راتِبِ مَادْيَان الجَيِّد، كانَت لَدَيهِما شِقَّةٌ جَميلَة. لكنَّهُما أرادا أن يخدُما يَهْوَه أكثَر. ولِيُحَقِّقا هذا الهَدَف، قرَّرا أن يقوما بِبَعضِ التَّعديلات. يقولان: «قرَّرنا أن نُخَفِّفَ مَصاريفَنا. فانتَقَلنا إلى شِقَّةٍ أصغَرَ وبِعنا سَيَّارَتَنا». لم يكُنْ مَادْيَان ومَارْسِيلَّا مُجبَرَينِ أن يقوما بِهذِهِ التَّضحِيات، بلِ اختارا طَوعًا أن يقوما بها كَي يزيدا خِدمَتَهُما. وهُما اليَومَ سَعيدانِ جِدًّا بِقَرارِهِما.
٦ لِماذا يقومُ المَسيحِيُّونَ اليَومَ بِتَضحِيات؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٦ يفرَحُ المَسيحِيُّونَ اليَومَ بِأن يقوموا بِتَضحِياتٍ لِيُخَصِّصوا وَقتًا أكبَرَ لِلنَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة. (١ كو ٩:٣-٦) ويَهْوَه لا يطلُبُ مِنَّا أن نُقَدِّمَ هذِهِ التَّضحِيات، ولا الأُمورُ الَّتي نُضَحِّي بها خَطَأٌ بِحَدِّ ذاتِها. مَثَلًا، يتَخَلَّى البَعضُ مِنَّا عن مَنزِل، عَمَلٍ يُحِبُّونَه، أو حتَّى حَيَوانٍ أليف. ويُقَرِّرُ كَثيرونَ أن يُؤَجِّلوا الزَّواجَ أو إنجابَ الأولاد. كما ينتَقِلُ آخَرونَ لِيَخدُموا حَيثُ الحاجَةُ أكبَر، مع أنَّهُم يُضطَرُّونَ أن يعيشوا بَعيدًا عن أحِبَّائِهِم. وكَثيرون، ورُبَّما أنتَ مِنهُم، يقومونَ بِهذِهِ التَّضحِياتِ لِأنَّهُم يُريدونَ أن يُعطوا يَهْوَه أفضَلَ ما عِندَهُم. فكُنْ واثِقًا أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا أيَّ تَضحِيَةٍ تختارُ أن تقومَ بها كَي تخدُمَه، إن كانَت كَبيرَةً أو صَغيرَة. — عب ٦:١٠.
كُنْ مُستَعِدًّا أن تبدُوَ مُختَلِفًا
٧ ما الَّذي رُبَّما صعَّبَ على المَنذورِ أن يوفِيَ بِنَذْرِه؟ (عدد ٦:٥) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٧ إقرإ العدد ٦:٥. كانَ المَنذورُ يعِدُ بِأن لا يقُصَّ شَعرَه. وهذِهِ كانَت إحدى الطُّرُقِ لِيُظهِرَ خُضوعَهُ الكامِلَ لِيَهْوَه. وكُلَّما طالَت فَترَةُ نَذْرِه، كانَ شَعرُهُ سيَطولُ أكثَر، وبِالتَّالي سيُلاحِظُهُ الآخَرونَ بِسُهولَة. طَبعًا، إذا كانَ المَنذورُ يعيشُ بَينَ أشخاصٍ يدعَمونَهُ لِيُوفِيَ بِنَذْرِه، فرُبَّما لن يُشَكِّلَ ذلِك تَحَدِّيًا له. ولكنْ لِلأسَف، خِلالَ فَتَراتٍ مِن تاريخِ أُمَّةِ إسْرَائِيل، لم يكُنِ الإسْرَائِيلِيُّونَ يُقَدِّرونَ المَنذورينَ أو يدعَمونَهُم. مَثَلًا في أيَّامِ النَّبِيِّ عَامُوس، كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ المُرتَدُّونَ ‹يسقونَ المَنذورينَ نَبيذًا›، على الأرجَحِ كَي يجعَلوهُم يكسِرونَ نَذْرَهُم أن يمتَنِعوا عنِ النَّبيذ. (عا ٢:١٢) فلا شَكَّ أنَّ المَنذورَ احتاجَ أحيانًا إلى شَجاعَةٍ كَبيرَة كَي يلتَزِمَ بِنَذْرِهِ ويَبدُوَ مُختَلِفًا عن غَيرِه.
٨ ماذا يُشَجِّعُكَ في اختِبارِ بِنْجَامِين؟
٨ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه، نقدِرُ نَحنُ أيضًا أن نُظهِرَ الشَّجاعَةَ ونبدُوَ مُختَلِفينَ عن غَيرِنا، حتَّى لَو كُنَّا بِطَبعِنا خَجولين. لاحِظْ ماذا حصَلَ مع أخٍ عُمرُهُ ١٠ سِنينَ في النَّرُوج اسْمُهُ بِنْجَامِين. فمَدرَسَتُهُ نظَّمَت نَشاطًا لِدَعمِ أُوكْرَانِيَا الَّتي تعيشُ فَترَةَ حَرب. وطُلِبَ مِنَ التَّلاميذِ أن يُغَنُّوا أُغنِيَةً وهُم يلبَسونَ ثِيابًا بِلَونَيِ العَلَمِ الأُوكْرَانِيّ. فخطَّطَ بِنْجَامِين أن يبقى بَعيدًا كَي لا يشتَرِكَ في هذا النَّشاطِ الوَطَنِيّ. لكنَّ إحدى المُعَلِّماتِ رأَتهُ وقالَت لهُ بِصَوتٍ عالٍ: «تعالَ فَورًا وانضَمَّ إلَينا. كُلُّنا ننتَظِرُك!». فاقتَرَبَ مِنها بِنْجَامِين بِشَجاعَةٍ وقالَ لها: «أنا حِيادِيٌّ ولا أشتَرِكُ في النَّشاطاتِ السِّياسِيَّة. والكَثيرُ مِن شُهودِ يَهْوَه هُمُ الآنَ في السِّجنِ لِأنَّهُم يرفُضونَ أن يُحارِبوا». فتفَهَّمَتِ المُعَلِّمَةُ مَوقِفَه، وسمَحَت لهُ أن لا يشتَرِكَ في ذلِكَ النَّشاط. ولكنْ لاحِقًا، بدَأَ زُمَلاؤُهُ في الصَّفِّ يسألونَهُ لِماذا لم ينضَمَّ إلَيهِم. فتَوَتَّرَ بِنْجَامِين كَثيرًا، حتَّى إنَّهُ كانَ على وَشكِ أن يبكي. مع ذلِك، كرَّرَ بِشَجاعَةٍ أمامَ كُلِّ الصَّفِّ ما قالَهُ لِلمُعَلِّمَة. وفي ما بَعد، أخبَرَ والِدَيهِ أنَّهُ شعَرَ أنَّ يَهْوَه ساعَدَهُ لِيُدافِعَ عن إيمانِه.
٩ بِأيِّ طَريقَةٍ نُفَرِّحُ قَلبَ يَهْوَه؟
٩ نَحنُ مُختَلِفونَ عنِ العالَمِ حَولَنا لِأنَّنا نختارُ أن نخضَعَ لِمَشيئَةِ يَهْوَه. لِذلِك نحتاجُ إلى الشَّجاعَةِ لِنقولَ إنَّنا مِن شُهودِ يَهْوَه لِزُمَلائِنا في العَمَلِ أوِ المَدرَسَة. وفيما تتَراجَعُ أخلاقُ النَّاسِ وتصيرُ تَصَرُّفاتُهُم مِن سَيِّئٍ إلى أسْوَأ، قد يصعُبُ علَينا أكثَرَ أن نتبَعَ مَقايِيسَ الكِتابِ المُقَدَّسِ ونُبَشِّرَ بِالأخبارِ الحُلوَة. (٢ تي ١:٨؛ ٣:١٣) ولكنْ لِنُبقِ في بالِنا أنَّنا ‹نُفَرِّحُ قَلبَ› يَهْوَه حينَ نختارُ بِشَجاعَةٍ أن نبدُوَ مُختَلِفينَ عنِ الَّذينَ لا يخدُمونَه. — أم ٢٧:١١؛ مل ٣:١٨.
أبقِ يَهْوَه أوَّلًا في حَياتِك
١٠ لِماذا رُبَّما كانَ تَطبيقُ الوَصِيَّةِ في العَدَد ٦:٦، ٧ امتِحانًا لِإيمانِ المَنذور؟
١٠ إقرإ العدد ٦:٦، ٧. لزِمَ أن لا يقتَرِبَ المَنذورُ مِن شَخصٍ مَيِّت. لِلوَهلَةِ الأُولى، قد لا يبدو ذلِك تَضحِيَةً كَبيرَة. ولكنْ في أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّس، رُبَّما شكَّلَ ذلِك تَحَدِّيًا صَعبًا لِلمَنذور، خُصوصًا إذا كانَ المَيِّتُ قَريبًا لَصيقًا له. فعاداتُ الدَّفنِ آنَذاك شمَلَتِ الاقتِرابَ مِن جُثَّةِ المَيِّت. (يو ١٩:٣٩، ٤٠؛ أع ٩:٣٦-٤٠) وكانَ نَذرُ المَنذورِ يمنَعُهُ إلى حَدٍّ كَبيرٍ أن يتبَعَ هذِهِ العادات. فحتَّى في الظَّرفِ العائِلِيِّ الصَّعبِ ورَغمَ الحُزنِ الشَّديد، كانَ المَنذورونَ يُظهِرونَ إيمانًا قَوِيًّا بِيَهْوَه ويَلتَزِمونَ بِنَذْرِهِم. ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه قوَّى هَؤُلاءِ الخُدَّامَ الأولِياءَ لِيَتَغَلَّبوا على التَّحَدِّيات.
١١ حينَ يُواجِهُ المَسيحِيُّ مَسألَةً عائِلِيَّة صَعبَة، ماذا يُصَمِّمُ أن يفعَل؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١١ كَمَسيحِيِّين، نَحنُ ننظُرُ بِجِدِّيَّةٍ إلى انتِذارِنا لِيَهْوَه. وهذا يُؤَثِّرُ على تَصَرُّفاتِنا وقَراراتِنا في المَسائِلِ العائِلِيَّة. طَبعًا، نَحنُ نجتَهِدُ لِنهتَمَّ بِمَسؤولِيَّاتِنا العائِلِيَّة مِثلَما يوصينا الكِتابُ المُقَدَّس. لكنَّنا لا نضَعُ أبَدًا رَغَباتِ أفرادِ عائِلَتِنا قَبلَ ما يطلُبُهُ يَهْوَه مِنَّا. (مت ١٠:٣٥-٣٧؛ ١ تي ٥:٨) لِذلِك كَي نُرضِيَ يَهْوَه، نُضطَرُّ أحيانًا أن نُضَحِّيَ بِمِقدارٍ مِنَ السَّلامِ مع عائِلَتِنا وأقرِبائِنا.
١٢ حينَ واجَهَ ألِكْسَانْدْرُو مَوقِفًا صَعبًا في عائِلَتِه، ماذا فعَلَ وماذا لم يفعَل؟
١٢ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع ألِكْسَانْدْرُو وزَوجَتِهِ دُورِينَا. فبَعدَما درَسا الكِتابَ المُقَدَّسَ لِسَنَة، قرَّرَت دُورِينَا أن تتَوَقَّفَ عنِ الدَّرس، وطلَبَت مِن ألِكْسَانْدْرُو أن يتَوَقَّفَ هو أيضًا. فأوضَحَ لها بِلُطفٍ وهُدوءٍ أنَّهُ يُريدُ أن يستَمِرَّ في الدَّرس. لم يُعجِبْ ذلِك دُورِينَا، وجرَّبَت أن تضغَطَ علَيهِ كَي يتَوَقَّف. لكنَّ ألِكْسَانْدْرُو حاوَلَ أن يتَفَهَّمَ رَدَّةَ فِعلِها، مع أنَّ ذلِك لم يكُنْ سَهلًا علَيه. فأحيانًا، حينَ كانَت تَنتَقِدُهُ وتَقولُ لَهُ كَلامًا قاسيًا، كانَ يُفَكِّرُ أن يتَوَقَّفَ عنِ الدَّرس. لكنَّهُ لم يستَسلِم. بل ظلَّ يضَعُ يَهْوَه أوَّلًا ويُظهِرُ في الوَقتِ نَفْسِهِ المَحَبَّةَ الشَّديدَة والاحتِرامَ لِزَوجَتِه. وفي النِّهايَة، دفَعَها مِثالُهُ الجَيِّدُ أن تدرُسَ مِن جَديدٍ وتقبَلَ الحَقّ. — شاهِدِ الفيديو ألِكْسَانْدْرُو ودُورِينَا فَاكَار: المَحَبَّةُ طَويلَةُ الأناةِ ولَطيفَة في سِلسِلَة «الحَقُّ يُغَيِّرُ الحَياة» على jw.org.
١٣ كَيفَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه ولِعائِلَتِنا؟
١٣ يَهْوَه هوَ الَّذي أسَّسَ تَرتيبَ العائِلَة، وهو يُريدُ أن تكونَ عائِلَتُنا سَعيدَة. (أف ٣:١٤، ١٥) لِذلِك كَي تفرَحَ في حَياتِك، يلزَمُ أن تعمَلَ الأشياءَ على طَريقَتِه. ولا تشُكَّ أبَدًا أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ كُلَّ جُهودِكَ وتَضحِياتِكَ كَي تعبُدَهُ فيما تهتَمُّ بِعائِلَتِكَ وتُعامِلُهُم بِمَحَبَّةٍ واحتِرام. — رو ١٢:١٠.
لِنُشَجِّعْ واحِدُنا الآخَرَ على التَّمَثُّلِ بِالمَنذورين
١٤ لِمَن خُصوصًا يجِبُ أن نقولَ كَلِماتٍ مُشَجِّعَة؟
١٤ كُلُّ الَّذينَ يختارونَ أن يعبُدوا يَهْوَه اليَومَ يلزَمُ أن يكونوا مُستَعِدِّينَ لِيُضَحُّوا مِن أجْلِهِ لِأنَّهُم يُحِبُّونَه. لكنَّ هذا لَيسَ سَهلًا دائِمًا. لِذا نحتاجُ أن نُقَوِّيَ واحِدُنا الآخَر. فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟ بِكَلِماتِنا المُشَجِّعَة. (أي ١٦:٥) فهل هُناك إخوَةٌ في جَماعَتِكَ يُحاوِلونَ أن يُبَسِّطوا حَياتَهُم لِيُشارِكوا أكثَرَ في النَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة؟ هل تعرِفُ شَبابًا يختارونَ بِشَجاعَةٍ أن يكونوا مُختَلِفينَ عن زُمَلائِهِم في المَدرَسَة، حتَّى حينَ يُواجِهونَ مَواقِفَ صَعبَة؟ هل تعرِفُ إخوَةً أو تَلاميذَ لِلكِتابِ المُقَدَّسِ يُجاهِدونَ لِيَثبُتوا في وَجهِ المُقاوَمَةِ مِن عائِلَتِهِم؟ لِنستَغِلَّ كُلَّ فُرصَةٍ كَي نُشَجِّعَ هؤُلاءِ الإخوَةَ الأعِزَّاءَ بِكَلامِنا، ونُخبِرَهُم كم نُقَدِّرُ تَضحِياتِهِم وشَجاعَتَهُم. — فل ٤، ٥، ٧.
١٥ كَيفَ يدعَمُ البَعضُ الخُدَّامَ كامِلَ الوَقت؟
١٥ أيضًا، نستَطيعُ أحيانًا أن نُقَدِّمَ مُساعَدَةً عَمَلِيَّة لِلخُدَّامِ كامِلَ الوَقت. (أم ١٩:١٧؛ عب ١٣:١٦) هذا ما أحَبَّت أن تفعَلَهُ أُختٌ مُسِنَّة وَلِيَّة في سْرِي لَانْكَا. فحينَ زادَ مَعاشُ التَّقاعُدِ الَّذي تتَلَقَّاهُ مِنَ الدَّولَة، فكَّرَت أن تدعَمَ فاتِحَتَينِ شابَّتَينِ كَي تستَمِرَّا في خِدمَتِهِما رَغمَ المَشاكِلِ الاقتِصادِيَّة. فقرَّرَت أن تتَبَرَّعَ لهُما كُلَّ شَهرٍ بِمَبلَغٍ مُعَيَّنٍ لِتَغطِيَةِ مَصاريفِ الهاتِف. ألَيسَت هذِهِ مُبادَرَةً رائِعَة؟
١٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِن تَرتيبِ المَنذورينَ قَديمًا؟
١٦ تعَلَّمنا دُروسًا كَثيرَة مِنَ الَّذينَ اختاروا قَديمًا أن يكونوا مَنذورين. لكنَّ هذا التَّرتيبَ يُعَلِّمُنا أيضًا الكَثيرَ عن أبينا السَّماوِيِّ يَهْوَه. فهو يثِقُ أنَّنا نرغَبُ مِن كُلِّ قَلبِنا أن نُفَرِّحَه، وأنَّنا مُستَعِدُّونَ لِنُضَحِّيَ كَي نعيشَ حَسَبَ انتِذارِنا له. وهو يُكرِمُنا لِأنَّهُ يسمَحُ لنا أن نختارَ كَيفَ نُعَبِّرُ لهُ عن مَحَبَّتِنا. (أم ٢٣:١٥، ١٦؛ مر ١٠:٢٨-٣٠؛ ١ يو ٤:١٩) كما نتَعَلَّمُ مِن تَرتيبِ المَنذورينَ أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُ تَضحِياتِنا في عِبادَتِهِ ويُقَدِّرُها كَثيرًا. فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نستَمِرَّ في خِدمَتِه، ونُقَدِّمَ لهُ طَوعًا أفضَلَ ما لَدَينا.
ما جَوابُك؟
-
كَيفَ أظهَرَ المَنذورونَ أنَّهُم مُستَعِدِّونَ لِيُقَدِّموا التَّضحِيات، ويَخدُموا يَهْوَه بِشَجاعَة؟
-
كَيفَ نُشَجِّعُ واحِدُنا الآخَرَ على التَّمَثُّلِ بِالمَنذورين؟
-
ماذا يُعَلِّمُنا تَرتيبُ المَنذورينَ عن ثِقَةِ يَهْوَه بِخُدَّامِه؟
التَّرنيمَة ١٢٤ أولِياءُ كُلَّ حين
a صَحيحٌ أنَّ بَعضَ المَنذورينَ عيَّنَهُم يَهْوَه، ولكنْ كانَ مُعظَمُهُم على الأرجَحِ إسْرَائِيلِيِّينَ اختاروا طَوعًا أن يخدُموا بِهذِهِ الطَّريقَة. — أُنظُرِ الإطار « مَنذورونَ عيَّنَهُم يَهْوَه».
b أحيانًا، شبَّهَت مَطبوعاتُنا الخُدَّامَ كامِلَ الوَقتِ بِالمَنذورينَ قَديمًا. ولكنْ في هذِهِ المَقالَة، سنُرَكِّزُ كَيفَ يتَمَثَّلُ بِهِم كُلُّ خُدَّامِ يَهْوَه المُنتَذِرين.
c عُمومًا، لا يبدو أنَّ المَنذورينَ كانَ لَدَيهِم أيُّ الْتِزاماتٍ إضافِيَّة، مِثلِ القِيامِ بِأعمالٍ مُعَيَّنَة، كَي يوفوا بِنَذْرِهِم.
d أُنظُرِ المَقالَة «قرَّرنا أن نعيشَ حَياةً بَسيطَة» في سِلسِلَة «تَجارِبُ عاشَها شُهودٌ لِيَهْوَه» على jw.org.
e وصف الصور: رجل منذور يشاهد موكب جنازة لأحد أحبائه من سطح بيت. فبسبب نذره، لا يقدر أن يقترب من الموكب ليشارك فيه.