الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٧

التَّرنيمَة ٥١ لكَ انتَذَرتُ يا يَهْوَه

ماذا نتعلَّم من المنذورين؟‏

ماذا نتعلَّم من المنذورين؟‏

‏«إنَّهُ مُقَدَّسٌ لِيَهْوَه ما دامَ مَنذورًا».‏ —‏ عد ٦:‏٨‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

تُظهِرُ هذِهِ المَقالَةُ كَيفَ نتَعَلَّمُ مِنَ المَنذورينَ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِنُقَدِّمَ التَّضحِياتِ ونخدُمَ يَهْوَه بِشَجاعَة.‏

١ أيُّ مِثالٍ جَيِّدٍ رسَمَهُ خُدَّامُ يَهْوَه على مَرِّ التَّاريخ؟‏

 هل تُقَدِّرُ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه؟‏ لا شَكَّ في ذلِك.‏ وأنتَ لَستَ الوَحيد.‏ فعلى مَرِّ التَّاريخ،‏ شعَرَ مِثلَكَ عَدَدٌ لا يُحصى مِنَ الأشخاص.‏ (‏مز ١٠٤:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ وكَثيرونَ مِنهُم قاموا بِتَضحِياتٍ كَبيرَة لِيَعبُدوا يَهْوَه.‏ وهذا ينطَبِقُ خُصوصًا على المَنذورينَ في إسْرَائِيل قَديمًا.‏ فمَن كانَ هؤُلاءِ الأشخاص؟‏ وماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِهِم؟‏

٢ (‏أ)‏ مَن كانَ المَنذورون؟‏ (‏عدد ٦:‏١،‏ ٢‏)‏ (‏ب)‏ لِماذا اختارَ بَعضُ الإسْرَائِيلِيِّينَ أن يعيشوا كَمَنذورين؟‏

٢ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ تأتي كَلِمَةُ «مَنذورٍ» مِن كَلِمَةٍ عِبْرَانِيَّة مَعناها «مَفروزٌ لِلّٰه»،‏ «مُخَصَّصٌ لِلّٰه»،‏ أو «مُكَرَّسٌ لِلّٰه».‏ وهي إشارَةٌ مُلائِمَة إلى الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ كانَ لَدَيهِم رَغبَةٌ شَديدَة أن يُقَدِّموا تَضحِياتٍ مُعَيَّنَة لِيَخدُموا يَهْوَه بِطَريقَةٍ خُصوصِيَّة.‏ فشَريعَةُ مُوسَى سمَحَت أن يعمَلَ رَجُلٌ أوِ امرَأةٌ نَذْرًا خُصوصِيًّا لِيَهْوَه:‏ أن يختارَ أن يَعيشَ كشَخصٍ مَنذورٍ فَترَةً مِنَ الوَقت.‏ a ‏(‏إقرإ العدد ٦:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ وهذا النَّذْر،‏ أوِ الوَعدُ الجِدِّيّ،‏ تطَلَّبَ مِنهُ أن يُطيعَ إرشاداتٍ لم تكُنْ مَطلوبَةً مِن باقي الإسْرَائِيلِيِّين.‏ ولكنْ لِماذا كانَ الشَّخصُ الإسْرَائِيلِيُّ يختارُ أن يعيشَ كَمَنذور؟‏ على الأرجَح،‏ كانَ دافِعُهُ المَحَبَّةَ العَميقَة لِيَهْوَه والتَّقديرَ الكَبيرَ لِبَرَكاتِهِ الكَثيرَة.‏ —‏ تث ٦:‏٥؛‏ ١٦:‏١٧‏.‏

٣ كَيفَ يُشبِهُ شَعبُ اللّٰهِ اليَومَ المَنذورينَ قَديمًا؟‏

٣ إنتَهى تَرتيبُ المَنذورينَ حينَ حلَّت «شَريعَةُ المَسِيحِ» مَحَلَّ شَريعَةِ مُوسَى.‏ (‏غل ٦:‏٢؛‏ رو ١٠:‏٤‏)‏ ولكنْ مِثلَ المَنذورينَ قَديمًا،‏ لا يَزالُ شَعبُ يَهْوَه اليَومَ يُظهِرونَ رَغبَةً شَديدَة في أن يخدُموهُ بِكُلِّ قَلبِهِم ونَفْسِهِم وعَقلِهِم وقُوَّتِهِم.‏ (‏مر ١٢:‏٣٠‏)‏ ونَحنُ نعِدُ يَهْوَه طَوعًا بِأن نفعَلَ ذلِك حينَ ننذُرُ نَفْسَنا له.‏ وكَي نوفِيَ بِهذا النَّذْر،‏ يلزَمُ أن نخضَعَ لِمَشيئَتِهِ ونقومَ بِتَضحِياتٍ لِنخدُمَه.‏ لِذلِك،‏ سنتَأمَّلُ الآنَ كَيفَ وفى المَنذورونَ بِنَذْرِهِم،‏ ونتَعَلَّمُ دُروسًا مُهِمَّة تُساعِدُنا أن نوفِيَ بِنَذْرِنا نَحنُ أيضًا.‏ b (‏مت ١٦:‏٢٤‏)‏ فلْنُناقِشْ بَعضَ هذِهِ الدُّروس.‏

كُنْ مُستَعِدًّا لِتُقَدِّمَ التَّضحِيات

٤ حَسَبَ العَدَد ٦:‏٣،‏ ٤‏،‏ أيُّ تَضحِيَةٍ قامَ بها المَنذورون؟‏

٤ إقرإ العدد ٦:‏٣،‏ ٤‏.‏ لزِمَ أن يمتَنِعَ المَنذورونَ عنِ كُلِّ المَشروباتِ الكُحولِيَّة،‏ وعن أيِّ شَيءٍ تُنتِجُهُ الكَرمَةُ مِثلِ العِنَبِ والزَّبيب.‏ أمَّا النَّاسُ حَولَهُم،‏ فكانوا يتَمَتَّعونَ بِاستِمرارٍ بِهذِهِ المَأكولاتِ والمَشروبات.‏ ولا خَطَأَ في ذلِك.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يصِفُ النَّبيذَ بِأنَّهُ عَطِيَّةٌ مِنَ اللّٰه،‏ ويَقولُ إنَّهُ «يُفَرِّحُ قَلبَ الإنسان».‏ (‏مز ١٠٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ مع ذلِك،‏ ضحَّى المَنذورونَ طَوعًا بِحَقِّهِم أن يتَمَتَّعوا بِهذِهِ المَأكولاتِ والمَشروبات.‏ c

هل أنت مستعد أن تضحِّي مثل المنذورين قديمًا؟‏ (‏أُنظر الفقرات ٤-‏٦.‏)‏


٥ أيُّ تَضحِياتٍ اختارَ مَادْيَان ومَارْسِيلَّا أن يقوما بها،‏ ولِماذا؟‏

٥ مِثلَ المَنذورينَ قَديمًا،‏ نَحنُ نقومُ بِتَضحِياتٍ لِنخدُمَ يَهْوَه أكثَر.‏ إلَيكَ مِثالَ مَادْيَان ومَارْسِيلَّا.‏ d فهذانِ الزَّوجانِ المَسيحِيَّانِ كانا يعيشانِ حَياةً مُريحَة.‏ وبِفَضلِ راتِبِ مَادْيَان الجَيِّد،‏ كانَت لَدَيهِما شِقَّةٌ جَميلَة.‏ لكنَّهُما أرادا أن يخدُما يَهْوَه أكثَر.‏ ولِيُحَقِّقا هذا الهَدَف،‏ قرَّرا أن يقوما بِبَعضِ التَّعديلات.‏ يقولان:‏ «قرَّرنا أن نُخَفِّفَ مَصاريفَنا.‏ فانتَقَلنا إلى شِقَّةٍ أصغَرَ وبِعنا سَيَّارَتَنا».‏ لم يكُنْ مَادْيَان ومَارْسِيلَّا مُجبَرَينِ أن يقوما بِهذِهِ التَّضحِيات،‏ بلِ اختارا طَوعًا أن يقوما بها كَي يزيدا خِدمَتَهُما.‏ وهُما اليَومَ سَعيدانِ جِدًّا بِقَرارِهِما.‏

٦ لِماذا يقومُ المَسيحِيُّونَ اليَومَ بِتَضحِيات؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٦ يفرَحُ المَسيحِيُّونَ اليَومَ بِأن يقوموا بِتَضحِياتٍ لِيُخَصِّصوا وَقتًا أكبَرَ لِلنَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة.‏ (‏١ كو ٩:‏٣-‏٦‏)‏ ويَهْوَه لا يطلُبُ مِنَّا أن نُقَدِّمَ هذِهِ التَّضحِيات،‏ ولا الأُمورُ الَّتي نُضَحِّي بها خَطَأٌ بِحَدِّ ذاتِها.‏ مَثَلًا،‏ يتَخَلَّى البَعضُ مِنَّا عن مَنزِل،‏ عَمَلٍ يُحِبُّونَه،‏ أو حتَّى حَيَوانٍ أليف.‏ ويُقَرِّرُ كَثيرونَ أن يُؤَجِّلوا الزَّواجَ أو إنجابَ الأولاد.‏ كما ينتَقِلُ آخَرونَ لِيَخدُموا حَيثُ الحاجَةُ أكبَر،‏ مع أنَّهُم يُضطَرُّونَ أن يعيشوا بَعيدًا عن أحِبَّائِهِم.‏ وكَثيرون،‏ ورُبَّما أنتَ مِنهُم،‏ يقومونَ بِهذِهِ التَّضحِياتِ لِأنَّهُم يُريدونَ أن يُعطوا يَهْوَه أفضَلَ ما عِندَهُم.‏ فكُنْ واثِقًا أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا أيَّ تَضحِيَةٍ تختارُ أن تقومَ بها كَي تخدُمَه،‏ إن كانَت كَبيرَةً أو صَغيرَة.‏ —‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

كُنْ مُستَعِدًّا أن تبدُوَ مُختَلِفًا

٧ ما الَّذي رُبَّما صعَّبَ على المَنذورِ أن يوفِيَ بِنَذْرِه؟‏ (‏عدد ٦:‏٥‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٧ إقرإ العدد ٦:‏٥‏.‏ كانَ المَنذورُ يعِدُ بِأن لا يقُصَّ شَعرَه.‏ وهذِهِ كانَت إحدى الطُّرُقِ لِيُظهِرَ خُضوعَهُ الكامِلَ لِيَهْوَه.‏ وكُلَّما طالَت فَترَةُ نَذْرِه،‏ كانَ شَعرُهُ سيَطولُ أكثَر،‏ وبِالتَّالي سيُلاحِظُهُ الآخَرونَ بِسُهولَة.‏ طَبعًا،‏ إذا كانَ المَنذورُ يعيشُ بَينَ أشخاصٍ يدعَمونَهُ لِيُوفِيَ بِنَذْرِه،‏ فرُبَّما لن يُشَكِّلَ ذلِك تَحَدِّيًا له.‏ ولكنْ لِلأسَف،‏ خِلالَ فَتَراتٍ مِن تاريخِ أُمَّةِ إسْرَائِيل،‏ لم يكُنِ الإسْرَائِيلِيُّونَ يُقَدِّرونَ المَنذورينَ أو يدعَمونَهُم.‏ مَثَلًا في أيَّامِ النَّبِيِّ عَامُوس،‏ كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ المُرتَدُّونَ ‹يسقونَ المَنذورينَ نَبيذًا›،‏ على الأرجَحِ كَي يجعَلوهُم يكسِرونَ نَذْرَهُم أن يمتَنِعوا عنِ النَّبيذ.‏ (‏عا ٢:‏١٢‏)‏ فلا شَكَّ أنَّ المَنذورَ احتاجَ أحيانًا إلى شَجاعَةٍ كَبيرَة كَي يلتَزِمَ بِنَذْرِهِ ويَبدُوَ مُختَلِفًا عن غَيرِه.‏

كي يوفي المنذور بنذره،‏ كان مستعدًّا أن يبدو مختلفًا عن غيره (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏


٨ ماذا يُشَجِّعُكَ في اختِبارِ بِنْجَامِين؟‏

٨ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ نقدِرُ نَحنُ أيضًا أن نُظهِرَ الشَّجاعَةَ ونبدُوَ مُختَلِفينَ عن غَيرِنا،‏ حتَّى لَو كُنَّا بِطَبعِنا خَجولين.‏ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع أخٍ عُمرُهُ ١٠ سِنينَ في النَّرُوج اسْمُهُ بِنْجَامِين.‏ فمَدرَسَتُهُ نظَّمَت نَشاطًا لِدَعمِ أُوكْرَانِيَا الَّتي تعيشُ فَترَةَ حَرب.‏ وطُلِبَ مِنَ التَّلاميذِ أن يُغَنُّوا أُغنِيَةً وهُم يلبَسونَ ثِيابًا بِلَونَيِ العَلَمِ الأُوكْرَانِيّ.‏ فخطَّطَ بِنْجَامِين أن يبقى بَعيدًا كَي لا يشتَرِكَ في هذا النَّشاطِ الوَطَنِيّ.‏ لكنَّ إحدى المُعَلِّماتِ رأَتهُ وقالَت لهُ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «تعالَ فَورًا وانضَمَّ إلَينا.‏ كُلُّنا ننتَظِرُك!‏».‏ فاقتَرَبَ مِنها بِنْجَامِين بِشَجاعَةٍ وقالَ لها:‏ «أنا حِيادِيٌّ ولا أشتَرِكُ في النَّشاطاتِ السِّياسِيَّة.‏ والكَثيرُ مِن شُهودِ يَهْوَه هُمُ الآنَ في السِّجنِ لِأنَّهُم يرفُضونَ أن يُحارِبوا».‏ فتفَهَّمَتِ المُعَلِّمَةُ مَوقِفَه،‏ وسمَحَت لهُ أن لا يشتَرِكَ في ذلِكَ النَّشاط.‏ ولكنْ لاحِقًا،‏ بدَأَ زُمَلاؤُهُ في الصَّفِّ يسألونَهُ لِماذا لم ينضَمَّ إلَيهِم.‏ فتَوَتَّرَ بِنْجَامِين كَثيرًا،‏ حتَّى إنَّهُ كانَ على وَشكِ أن يبكي.‏ مع ذلِك،‏ كرَّرَ بِشَجاعَةٍ أمامَ كُلِّ الصَّفِّ ما قالَهُ لِلمُعَلِّمَة.‏ وفي ما بَعد،‏ أخبَرَ والِدَيهِ أنَّهُ شعَرَ أنَّ يَهْوَه ساعَدَهُ لِيُدافِعَ عن إيمانِه.‏

٩ بِأيِّ طَريقَةٍ نُفَرِّحُ قَلبَ يَهْوَه؟‏

٩ نَحنُ مُختَلِفونَ عنِ العالَمِ حَولَنا لِأنَّنا نختارُ أن نخضَعَ لِمَشيئَةِ يَهْوَه.‏ لِذلِك نحتاجُ إلى الشَّجاعَةِ لِنقولَ إنَّنا مِن شُهودِ يَهْوَه لِزُمَلائِنا في العَمَلِ أوِ المَدرَسَة.‏ وفيما تتَراجَعُ أخلاقُ النَّاسِ وتصيرُ تَصَرُّفاتُهُم مِن سَيِّئٍ إلى أسْوَأ،‏ قد يصعُبُ علَينا أكثَرَ أن نتبَعَ مَقايِيسَ الكِتابِ المُقَدَّسِ ونُبَشِّرَ بِالأخبارِ الحُلوَة.‏ (‏٢ تي ١:‏٨؛‏ ٣:‏١٣‏)‏ ولكنْ لِنُبقِ في بالِنا أنَّنا ‹نُفَرِّحُ قَلبَ› يَهْوَه حينَ نختارُ بِشَجاعَةٍ أن نبدُوَ مُختَلِفينَ عنِ الَّذينَ لا يخدُمونَه.‏ —‏ أم ٢٧:‏١١؛‏ مل ٣:‏١٨‏.‏

أبقِ يَهْوَه أوَّلًا في حَياتِك

١٠ لِماذا رُبَّما كانَ تَطبيقُ الوَصِيَّةِ في العَدَد ٦:‏٦،‏ ٧ امتِحانًا لِإيمانِ المَنذور؟‏

١٠ إقرإ العدد ٦:‏٦،‏ ٧‏.‏ لزِمَ أن لا يقتَرِبَ المَنذورُ مِن شَخصٍ مَيِّت.‏ لِلوَهلَةِ الأُولى،‏ قد لا يبدو ذلِك تَضحِيَةً كَبيرَة.‏ ولكنْ في أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ رُبَّما شكَّلَ ذلِك تَحَدِّيًا صَعبًا لِلمَنذور،‏ خُصوصًا إذا كانَ المَيِّتُ قَريبًا لَصيقًا له.‏ فعاداتُ الدَّفنِ آنَذاك شمَلَتِ الاقتِرابَ مِن جُثَّةِ المَيِّت.‏ (‏يو ١٩:‏٣٩،‏ ٤٠؛‏ أع ٩:‏٣٦-‏٤٠‏)‏ وكانَ نَذرُ المَنذورِ يمنَعُهُ إلى حَدٍّ كَبيرٍ أن يتبَعَ هذِهِ العادات.‏ فحتَّى في الظَّرفِ العائِلِيِّ الصَّعبِ ورَغمَ الحُزنِ الشَّديد،‏ كانَ المَنذورونَ يُظهِرونَ إيمانًا قَوِيًّا بِيَهْوَه ويَلتَزِمونَ بِنَذْرِهِم.‏ ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه قوَّى هَؤُلاءِ الخُدَّامَ الأولِياءَ لِيَتَغَلَّبوا على التَّحَدِّيات.‏

١١ حينَ يُواجِهُ المَسيحِيُّ مَسألَةً عائِلِيَّة صَعبَة،‏ ماذا يُصَمِّمُ أن يفعَل؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١١ كَمَسيحِيِّين،‏ نَحنُ ننظُرُ بِجِدِّيَّةٍ إلى انتِذارِنا لِيَهْوَه.‏ وهذا يُؤَثِّرُ على تَصَرُّفاتِنا وقَراراتِنا في المَسائِلِ العائِلِيَّة.‏ طَبعًا،‏ نَحنُ نجتَهِدُ لِنهتَمَّ بِمَسؤولِيَّاتِنا العائِلِيَّة مِثلَما يوصينا الكِتابُ المُقَدَّس.‏ لكنَّنا لا نضَعُ أبَدًا رَغَباتِ أفرادِ عائِلَتِنا قَبلَ ما يطلُبُهُ يَهْوَه مِنَّا.‏ (‏مت ١٠:‏٣٥-‏٣٧؛‏ ١ تي ٥:‏٨‏)‏ لِذلِك كَي نُرضِيَ يَهْوَه،‏ نُضطَرُّ أحيانًا أن نُضَحِّيَ بِمِقدارٍ مِنَ السَّلامِ مع عائِلَتِنا وأقرِبائِنا.‏

هل أنت مستعد أن تضع يهوه أولًا حتى في أصعب المواقف؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏ e


١٢ حينَ واجَهَ ألِكْسَانْدْرُو مَوقِفًا صَعبًا في عائِلَتِه،‏ ماذا فعَلَ وماذا لم يفعَل؟‏

١٢ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع ألِكْسَانْدْرُو وزَوجَتِهِ دُورِينَا.‏ فبَعدَما درَسا الكِتابَ المُقَدَّسَ لِسَنَة،‏ قرَّرَت دُورِينَا أن تتَوَقَّفَ عنِ الدَّرس،‏ وطلَبَت مِن ألِكْسَانْدْرُو أن يتَوَقَّفَ هو أيضًا.‏ فأوضَحَ لها بِلُطفٍ وهُدوءٍ أنَّهُ يُريدُ أن يستَمِرَّ في الدَّرس.‏ لم يُعجِبْ ذلِك دُورِينَا،‏ وجرَّبَت أن تضغَطَ علَيهِ كَي يتَوَقَّف.‏ لكنَّ ألِكْسَانْدْرُو حاوَلَ أن يتَفَهَّمَ رَدَّةَ فِعلِها،‏ مع أنَّ ذلِك لم يكُنْ سَهلًا علَيه.‏ فأحيانًا،‏ حينَ كانَت تَنتَقِدُهُ وتَقولُ لَهُ كَلامًا قاسيًا،‏ كانَ يُفَكِّرُ أن يتَوَقَّفَ عنِ الدَّرس.‏ لكنَّهُ لم يستَسلِم.‏ بل ظلَّ يضَعُ يَهْوَه أوَّلًا ويُظهِرُ في الوَقتِ نَفْسِهِ المَحَبَّةَ الشَّديدَة والاحتِرامَ لِزَوجَتِه.‏ وفي النِّهايَة،‏ دفَعَها مِثالُهُ الجَيِّدُ أن تدرُسَ مِن جَديدٍ وتقبَلَ الحَقّ.‏ —‏ شاهِدِ الفيديو ألِكْسَانْدْرُو ودُورِينَا فَاكَار:‏ المَحَبَّةُ طَويلَةُ الأناةِ ولَطيفَة في سِلسِلَة «الحَقُّ يُغَيِّرُ الحَياة» على jw.‎org.‏

١٣ كَيفَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه ولِعائِلَتِنا؟‏

١٣ يَهْوَه هوَ الَّذي أسَّسَ تَرتيبَ العائِلَة،‏ وهو يُريدُ أن تكونَ عائِلَتُنا سَعيدَة.‏ (‏أف ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لِذلِك كَي تفرَحَ في حَياتِك،‏ يلزَمُ أن تعمَلَ الأشياءَ على طَريقَتِه.‏ ولا تشُكَّ أبَدًا أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ كُلَّ جُهودِكَ وتَضحِياتِكَ كَي تعبُدَهُ فيما تهتَمُّ بِعائِلَتِكَ وتُعامِلُهُم بِمَحَبَّةٍ واحتِرام.‏ —‏ رو ١٢:‏١٠‏.‏

لِنُشَجِّعْ واحِدُنا الآخَرَ على التَّمَثُّلِ بِالمَنذورين

١٤ لِمَن خُصوصًا يجِبُ أن نقولَ كَلِماتٍ مُشَجِّعَة؟‏

١٤ كُلُّ الَّذينَ يختارونَ أن يعبُدوا يَهْوَه اليَومَ يلزَمُ أن يكونوا مُستَعِدِّينَ لِيُضَحُّوا مِن أجْلِهِ لِأنَّهُم يُحِبُّونَه.‏ لكنَّ هذا لَيسَ سَهلًا دائِمًا.‏ لِذا نحتاجُ أن نُقَوِّيَ واحِدُنا الآخَر.‏ فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ بِكَلِماتِنا المُشَجِّعَة.‏ (‏أي ١٦:‏٥‏)‏ فهل هُناك إخوَةٌ في جَماعَتِكَ يُحاوِلونَ أن يُبَسِّطوا حَياتَهُم لِيُشارِكوا أكثَرَ في النَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة؟‏ هل تعرِفُ شَبابًا يختارونَ بِشَجاعَةٍ أن يكونوا مُختَلِفينَ عن زُمَلائِهِم في المَدرَسَة،‏ حتَّى حينَ يُواجِهونَ مَواقِفَ صَعبَة؟‏ هل تعرِفُ إخوَةً أو تَلاميذَ لِلكِتابِ المُقَدَّسِ يُجاهِدونَ لِيَثبُتوا في وَجهِ المُقاوَمَةِ مِن عائِلَتِهِم؟‏ لِنستَغِلَّ كُلَّ فُرصَةٍ كَي نُشَجِّعَ هؤُلاءِ الإخوَةَ الأعِزَّاءَ بِكَلامِنا،‏ ونُخبِرَهُم كم نُقَدِّرُ تَضحِياتِهِم وشَجاعَتَهُم.‏ —‏ فل ٤،‏ ٥،‏ ٧‏.‏

١٥ كَيفَ يدعَمُ البَعضُ الخُدَّامَ كامِلَ الوَقت؟‏

١٥ أيضًا،‏ نستَطيعُ أحيانًا أن نُقَدِّمَ مُساعَدَةً عَمَلِيَّة لِلخُدَّامِ كامِلَ الوَقت.‏ (‏أم ١٩:‏١٧؛‏ عب ١٣:‏١٦‏)‏ هذا ما أحَبَّت أن تفعَلَهُ أُختٌ مُسِنَّة وَلِيَّة في سْرِي لَانْكَا.‏ فحينَ زادَ مَعاشُ التَّقاعُدِ الَّذي تتَلَقَّاهُ مِنَ الدَّولَة،‏ فكَّرَت أن تدعَمَ فاتِحَتَينِ شابَّتَينِ كَي تستَمِرَّا في خِدمَتِهِما رَغمَ المَشاكِلِ الاقتِصادِيَّة.‏ فقرَّرَت أن تتَبَرَّعَ لهُما كُلَّ شَهرٍ بِمَبلَغٍ مُعَيَّنٍ لِتَغطِيَةِ مَصاريفِ الهاتِف.‏ ألَيسَت هذِهِ مُبادَرَةً رائِعَة؟‏

١٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِن تَرتيبِ المَنذورينَ قَديمًا؟‏

١٦ تعَلَّمنا دُروسًا كَثيرَة مِنَ الَّذينَ اختاروا قَديمًا أن يكونوا مَنذورين.‏ لكنَّ هذا التَّرتيبَ يُعَلِّمُنا أيضًا الكَثيرَ عن أبينا السَّماوِيِّ يَهْوَه.‏ فهو يثِقُ أنَّنا نرغَبُ مِن كُلِّ قَلبِنا أن نُفَرِّحَه،‏ وأنَّنا مُستَعِدُّونَ لِنُضَحِّيَ كَي نعيشَ حَسَبَ انتِذارِنا له.‏ وهو يُكرِمُنا لِأنَّهُ يسمَحُ لنا أن نختارَ كَيفَ نُعَبِّرُ لهُ عن مَحَبَّتِنا.‏ (‏أم ٢٣:‏١٥،‏ ١٦؛‏ مر ١٠:‏٢٨-‏٣٠؛‏ ١ يو ٤:‏١٩‏)‏ كما نتَعَلَّمُ مِن تَرتيبِ المَنذورينَ أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُ تَضحِياتِنا في عِبادَتِهِ ويُقَدِّرُها كَثيرًا.‏ فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نستَمِرَّ في خِدمَتِه،‏ ونُقَدِّمَ لهُ طَوعًا أفضَلَ ما لَدَينا.‏

ما جَوابُك؟‏

  • كَيفَ أظهَرَ المَنذورونَ أنَّهُم مُستَعِدِّونَ لِيُقَدِّموا التَّضحِيات،‏ ويَخدُموا يَهْوَه بِشَجاعَة؟‏

  • كَيفَ نُشَجِّعُ واحِدُنا الآخَرَ على التَّمَثُّلِ بِالمَنذورين؟‏

  • ماذا يُعَلِّمُنا تَرتيبُ المَنذورينَ عن ثِقَةِ يَهْوَه بِخُدَّامِه؟‏

التَّرنيمَة ١٢٤ أولِياءُ كُلَّ حين

a صَحيحٌ أنَّ بَعضَ المَنذورينَ عيَّنَهُم يَهْوَه،‏ ولكنْ كانَ مُعظَمُهُم على الأرجَحِ إسْرَائِيلِيِّينَ اختاروا طَوعًا أن يخدُموا بِهذِهِ الطَّريقَة.‏ —‏ أُنظُرِ الإطار «‏ مَنذورونَ عيَّنَهُم يَهْوَه‏».‏

b أحيانًا،‏ شبَّهَت مَطبوعاتُنا الخُدَّامَ كامِلَ الوَقتِ بِالمَنذورينَ قَديمًا.‏ ولكنْ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُرَكِّزُ كَيفَ يتَمَثَّلُ بِهِم كُلُّ خُدَّامِ يَهْوَه المُنتَذِرين.‏

c عُمومًا،‏ لا يبدو أنَّ المَنذورينَ كانَ لَدَيهِم أيُّ الْتِزاماتٍ إضافِيَّة،‏ مِثلِ القِيامِ بِأعمالٍ مُعَيَّنَة،‏ كَي يوفوا بِنَذْرِهِم.‏

d أُنظُرِ المَقالَة «‏قرَّرنا أن نعيشَ حَياةً بَسيطَة‏» في سِلسِلَة «تَجارِبُ عاشَها شُهودٌ لِيَهْوَه» على jw.‎org.‏

e وصف الصور:‏ رجل منذور يشاهد موكب جنازة لأحد أحبائه من سطح بيت.‏ فبسبب نذره،‏ لا يقدر أن يقترب من الموكب ليشارك فيه.‏