الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٧

التَّرنيمَة ١١١ كَثيرَةٌ أفراحُنا

لا تترك أبدًا الفردوس الروحي

لا تترك أبدًا الفردوس الروحي

‏«إبتَهِجوا وافرَحوا إلى الأبَدِ بِما أنا خالِق».‏ —‏ إش ٦٥:‏١٨‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

سنَرى كَيفَ يُفيدُنا الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ وكَيفَ نَجذِبُ الآخَرينَ إلَيه.‏

١ ما هوَ الفِردَوسُ الرُّوحِيّ،‏ وماذا يَجِبُ أن يَكونَ تَصميمُنا؟‏

 هُناك فِردَوسٌ على الأرضِ اليَومَ مَليءٌ بِالحَياةِ والنَّشاط.‏ يَعيشُ فيهِ مَلايينُ الأشخاصِ ويَنعَمونَ بِالسَّلامِ الحَقيقِيّ.‏ والَّذينَ في هذا الفِردَوسِ مُصَمِّمونَ أن لا يَترُكوهُ أبَدًا.‏ وأكثَرُ مِن ذلِك،‏ يُريدونَ أن يَنضَمَّ إلَيهِم أكبَرُ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ لِيَتَمَتَّعوا معًا بِهذا الجَوِّ المُمَيَّز.‏ عن أيِّ فِردَوسٍ نَتَكَلَّم؟‏ عنِ الفِردَوسِ الرُّوحِيّ!‏ a

٢ ما اللَّافِتُ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏

٢ مِنَ اللَّافِتِ جِدًّا أنَّ يَهْوَه أوْجَدَ بيئَةً نَقِيَّة كُلُّها صَفاءٌ وَسَطَ عالَمٍ حَوَّلَهُ الشَّيْطَان إلى مَكانٍ خَطِرٍ مَليءٍ بِالكَراهِيَةِ والشَّرّ.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩؛‏ رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ فإلهُنا المُحِبُّ يَرى الأذى الَّذي يُسَبِّبُهُ هذا العالَم،‏ ويُعْطينا الأمانَ الَّذي نَحتاجُ إلَيهِ لِنَنْمُوَ ونَتَقَدَّمَ روحِيًّا.‏ وكَلِمَتُهُ تَصِفُ الفِردَوسَ الرُّوحِيَّ بِأنَّهُ «مَلجَأٌ» و «جَنَّةٌ مَرْوِيَّة».‏ (‏إش ٤:‏٦؛‏ ٥٨:‏١١‏)‏ وبِبَرَكَةِ يَهْوَه،‏ يَقدِرُ سُكَّانُ هذا الفِردَوسِ أن يَعيشوا حَياةً حُلْوَة في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَةِ الصَّعبَة.‏ —‏ إش ٥٤:‏١٤؛‏ ٢ تي ٣:‏١‏.‏

٣ كَيفَ تَمَّت إشَعْيَا الفَصل ٦٥ في الأزمِنَةِ القَديمَة؟‏

٣ وَصَفَ يَهْوَه بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا كَيفَ ستَكونُ حَياةُ الَّذينَ يَعيشونَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ.‏ وتَجِدُ هذا الوَصفَ في نُبُوَّةِ إشَعْيَا الفَصل ٦٥ الَّتي كانَ لها إتمامٌ أوَّلٌ سَنَةَ ٥٣٧ ق‌م.‏ ففي ذلِكَ الوَقت،‏ تَحَرَّرَ اليَهُودُ التَّائِبونَ مِنَ الأسْرِ في بَابِل وعادوا إلى أرضِهِم.‏ وقد بارَكَ يَهْوَه شَعبَهُ وساعَدَهُم لِيَجعَلوا أُورُشَلِيم المُدَمَّرَة مَدينَةً جَميلَة مِن جَديد،‏ ويَرُدُّوا هَيكَلَها مَركَزًا لِلعِبادَةِ النَّقِيَّة في إسْرَائِيل.‏ —‏ إش ٥١:‏١١؛‏ زك ٨:‏٣‏.‏

٤ ما هوَ الإتمامُ العَصرِيُّ لِإشَعْيَا الفَصل ٦٥‏؟‏

٤ الإتمامُ الثَّاني لِنُبُوَّةِ إشَعْيَا بَدَأ سَنَةَ ١٩١٩ ب‌م،‏ حينَ تَحَرَّرَ عُبَّادُ يَهْوَه العَصرِيُّونَ مِنَ الأسْرِ في بَابِل العَظيمَة.‏ ثُمَّ بَدَأَ الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ يَنتَشِرُ في كُلِّ أنحاءِ الأرض.‏ فالمُنادونَ الحَماسِيُّونَ بِمَملَكَةِ اللّٰهِ شَكَّلوا جَماعاتٍ كَثيرَة وبَدَأوا يُنتِجونَ ثَمَرًا روحِيًّا.‏ والأشخاصُ الَّذينَ كانَت صِفاتُهُم عَنيفَةً وشَخصِيَّتُهُم شَرِسَةً «لَبِسوا الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة الَّتي خُلِقَت بِحَسَبِ مَشيئَةِ اللّٰه».‏ (‏أف ٤:‏٢٤‏)‏ طَبعًا،‏ جُزْءٌ كَبيرٌ مِنَ البَرَكاتِ الَّتي وَصَفَها إشَعْيَا سيَتَحَقَّقُ حَرفِيًّا في المُستَقبَلِ في العالَمِ الجَديد.‏ ولكنْ حتَّى في الوَقتِ الحاضِر،‏ نَحنُ نَنعَمُ بِفَوائِدَ كَثيرَة.‏ لِنَرَ معًا كَيفَ يُؤَثِّرُ هذا الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ علَينا ولِماذا لا يَجِبُ أبَدًا أن نَترُكَه.‏

صِفاتُ الَّذينَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ

٥ حَسَبَ الوَعدِ في إشَعْيَا ٦٥:‏١٣‏،‏ بِماذا نَتَمَتَّعُ داخِلَ الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏

٥ مُنتَعِشونَ وصِحَّتُهُم جَيِّدَة.‏ تُبرِزُ نُبُوَّةُ إشَعْيَا الفَرقَ الكَبيرَ بَينَ حَياةِ الَّذينَ داخِلَ الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ وحَياةِ الَّذينَ خارِجَه.‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٦٥:‏١٣‏.‏)‏ فيَهْوَه يُشبِعُ بِكَرَمٍ حاجاتِ عُبَّادِهِ الرُّوحِيَّة.‏ فلَدَينا روحُهُ القُدُس،‏ كَلِمَتُهُ المَكتوبَة،‏ ووَفرَةٌ مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيّ.‏ لِذلِك نَحنُ ‹نَأكُلُ ونَشرَبُ ونَفرَح›.‏ (‏قارن الرؤيا ٢٢:‏١٧‏.‏)‏ بِالمُقابِل،‏ الَّذينَ خارِجَ الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ ‹يَجوعونَ ويَعطَشونَ ويَخْزَوْن›.‏ فحاجاتُهُمُ الرُّوحِيَّة لَيسَت مُؤَمَّنَة.‏ —‏ عا ٨:‏١١‏.‏

٦ كَيفَ تَصِفُ يُوئِيل ٢:‏٢١-‏٢٤ الأطعِمَةَ الرُّوحِيَّة المُتَوَفِّرَة لَدَينا،‏ وكَيفَ تُفيدُنا هذِهِ الأطعِمَة؟‏

٦ أشارَ يُوئِيل في نُبُوَّتِهِ إلى أشياءَ ضَرورِيَّة لِلحَياة،‏ مِثلِ الحُبوبِ والنَّبيذِ وزَيتِ الزَّيتون،‏ لِيُظهِرَ أنَّ يَهْوَه يُزَوِّدُ شَعبَهُ بِكَرَمٍ ما يَحتاجونَ إلَيه،‏ بِما في ذلِكَ الطَّعامُ الرُّوحِيّ.‏ (‏يوء ٢:‏٢١-‏٢٤‏)‏ وهو يَفعَلُ ذلِك مِن خِلالِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ومَطبوعاتِنا المُؤَسَّسَة علَيه،‏ مَوقِعِنا الإلِكتُرونِيّ،‏ وكَذلِكَ اجتِماعاتِنا الأُسبوعِيَّة والدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة.‏ ونَحنُ نَقدِرُ أن نَتَناوَلَ كُلَّ يَومٍ مِن هذِهِ الأطعِمَةِ الرُّوحِيَّة،‏ ونَصيرَ بِالتَّالي أكثَرَ انتِعاشًا وبِصِحَّةٍ أفضَل.‏

٧ ما الَّذي يَجعَلُ قَلبَنا فَرحانًا؟‏ (‏إشعيا ٦٥:‏١٤‏)‏

٧ سُعَداءُ وراضونَ بِحَياتِهِم.‏ شَعبُ اللّٰهِ «يُهَلِّلونَ» لِأنَّ قُلوبَهُم تَفيضُ بِالتَّقدير.‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٦٥:‏١٤‏.‏)‏ فالحَقائِقُ المُشَجِّعَة والوُعودُ المُطَمِّنَة في كَلِمَةِ اللّٰهِ وأمَلُنا الأكيدُ المُؤَسَّسُ على فِديَةِ المَسِيح،‏ كُلُّ هذِهِ الأُمورِ تَجعَلُ قَلبَنا فَرحانًا.‏ والتَّحَدُّثُ عنها مع إخوَتِنا وأخَواتِنا الرُّوحِيِّينَ يُشعِرُنا بِالسَّعادَةِ الحَقيقِيَّة.‏ —‏ مز ٣٤:‏٨؛‏ ١٣٣:‏١-‏٣‏.‏

٨ ما هُما اثنَتانِ مِنَ الميزاتِ الأساسِيَّة في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏

٨ المَحَبَّةُ والوَحدَةُ بَينَ شَعبِ يَهْوَه ميزَتانِ أساسِيَّتانِ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ.‏ ‹فرِباطُ الوَحدَةِ› هذا يُعْطينا لَمحَةً عنِ الحَياةِ في العالَمِ الجَديد،‏ حَيثُ سيَتَمَتَّعُ خُدَّامُ يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ ووَحدَةٍ أعظَمَ مِمَّا لَدَيهِمِ اليَوم.‏ (‏كو ٣:‏١٤‏)‏ تُخبِرُ أُختٌ ماذا لَفَتَ انتِباهَها في شَعبِ يَهْوَه حينَ الْتَقَتهُم لِأوَّلَ مَرَّة:‏ «لم أكُنْ أعرِفُ كَيفَ أكونُ سَعيدَة،‏ ولا حتَّى مع عائِلَتي.‏ أوَّلَ مَرَّةٍ رَأيْتُ فيها أحَدًا يَعيشُ المَحَبَّةَ كانَ ذلِك بَينَ شُهودِ يَهْوَه».‏ وكُلُّ مَن يُريدُ أن يَكونَ سَعيدًا وراضِيًا بِالمَعْنى الحَقيقِيِّ يَجِبُ أن يُجَرِّبَ الحَياةَ في فِردَوسِنا الرُّوحِيّ.‏ ومَهْما كانَ رَأْيُ النَّاسِ في خُدَّامِ يَهْوَه،‏ فلَدَيهِمِ اسْمٌ جَيِّد،‏ أو سُمعَةٌ حَسَنَة،‏ أمامَ يَهْوَه وضِمنَ عائِلَتِهِ العالَمِيَّة.‏ —‏ إش ٦٥:‏١٥‏.‏

٩ ماذا تَعِدُنا إشَعْيَا ٦٥:‏١٦،‏ ١٧ بِخُصوصِ مَشاكِلِ الحَياة؟‏

٩ هادِئونَ ومُرتاحون.‏ تَقولُ إشَعْيَا ٦٥:‏١٤ إنَّ الَّذينَ يَختارونَ أن يَبْقَوْا خارِجَ الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ ‹يَصرُخونَ مِن وَجَعِ القَلب،‏ ويُوَلوِلونَ مِنِ انكِسارِ الرُّوح›.‏ ولكنْ ماذا عن كُلِّ ما يُسَبِّبُ الألَمَ والعَذابَ لِشَعبِ اللّٰه؟‏ في الآخِر،‏ هذِهِ الأشياءُ سَوفَ «تُنْسى وتُستَرُ عن عَيْنَيِ» اللّٰه.‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٦٥:‏١٦،‏ ١٧‏.‏)‏ فيَهْوَه سيُزيلُ كُلَّ مَشاكِلِنا.‏ وشَيئًا فشَيئًا،‏ سيُشْفى الوَجَعُ الَّذي سَبَّبَتهُ هذِهِ الذِّكرَيات.‏

١٠ لِماذا تَشعُرُ أنَّها بَرَكَةٌ أن تَكونَ مع إخوَتِكَ وأخَواتِكَ المَسِيحِيِّين؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٠ حتَّى في الوَقتِ الحاضِر،‏ نَرتاحُ نَفْسِيًّا عِندَما نَكونُ في اجتِماعاتِنا المَسِيحِيَّة.‏ ففي هذِهِ الاجتِماعات،‏ نَشعُرُ بِالهُدوءِ ونَرْمي وَراءَنا كُلَّ ضُغوطِ هذا العالَمِ الشِّرِّير.‏ ونَحنُ نُساهِمُ في هذا الجَوِّ الرُّوحِيِّ المُريحِ عِندَما نُعَبِّرُ عنِ المَحَبَّة،‏ الفَرَح،‏ السَّلام،‏ اللُّطف،‏ والوَداعَة،‏ الَّتي هي جُزْءٌ مِن ثَمَرِ روحِ اللّٰه.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فيا لها مِن بَرَكَةٍ أن نَنتَمِيَ إلى هَيئَةِ اللّٰه!‏ والَّذينَ يَبْقَوْنَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ سيَرَوْنَ الإتمامَ الكامِلَ لِوَعدِ اللّٰهِ بِأن يَجلُبَ «سَمواتٍ جَديدَة وأرضًا جَديدَة».‏

إنها بركة أن نتمتع بالفردوس الروحي ونكون جزءًا من عائلة اللّٰه (‏أُنظر الفقرة ١٠.‏)‏ c


١١ حَسَبَ إشَعْيَا ٦٥:‏١٨،‏ ١٩‏،‏ كَيفَ يَجِبُ أن يُؤَثِّرَ علَينا الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ الَّذي أوْجَدَهُ يَهْوَه؟‏

١١ مُتَحَمِّسونَ وشاكِرونَ لِلّٰه.‏ يُتابِعُ إشَعْيَا لِيُخبِرَنا الأسبابَ العَديدَة الَّتي لَدَينا كَي ‹نَبتَهِجَ ونَفرَحَ› في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ.‏ فهذِهِ البيئَةُ أوْجَدَها يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٦٥:‏١٨،‏ ١٩‏.‏)‏ ولا نَستَغرِبُ أن يَستَخدِمَنا يَهْوَه لِنُساعِدَ النَّاسَ أن يَخرُجوا مِن هَيئاتِ هذا العالَمِ القَديمِ الجافَّة روحِيًّا،‏ ويَدخُلوا إلى فِردَوسِنا الرُّوحِيِّ الجَميل.‏ فنَحنُ فَرِحونَ بِالبَرَكاتِ الَّتي نَتَمَتَّعُ بها لِأنَّنا في الحَقّ،‏ ومُتَحَمِّسونَ لِنُخبِرَ الآخَرينَ عنها.‏ —‏ إر ٣١:‏١٢‏.‏

١٢ كَيفَ تَشعُرُ حينَ تَقرَأُ الوُعودَ في إشَعْيَا ٦٥:‏٢٠-‏٢٤‏،‏ ولِماذا؟‏

١٢ أيضًا،‏ نَحنُ شاكِرونَ لِلّٰه ومُتَحَمِّسونَ لِلأمَلِ الَّذي لَدَينا لِأنَّنا نَسكُنُ الآنَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ.‏ فَكِّرْ في كُلِّ ما سنَراهُ ونَفعَلُهُ في عالَمِ اللّٰهِ الجَديد!‏ يَعِدُ الكِتابُ المُقَدَّس:‏ «لا يَكونُ هُناك بَعد رَضيعٌ يَعيشُ أيَّامًا مَعدودَة،‏ ولا شَيخٌ لم يُكمِلْ أيَّامَه».‏ وسَوفَ ‹نَبْني بُيوتًا ونَسكُنُ فيها،‏ ونَغرِسُ كُرومًا ونَأكُلُ ثَمَرَها›.‏ أيضًا،‏ ‹لن نَتعَبَ باطِلًا› لِأنَّنا ‹مُبارَكونَ مِن يَهْوَه›.‏ فهو يَعِدُنا بِحَياةٍ آمِنَة ومُمتِعَة لها هَدَفٌ حَقيقِيّ.‏ وحتَّى ‹قَبلَما نَدْعو›،‏ سيَعرِفُ اللّٰهُ حاجاتِ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا ويُشبِعُ «رَغبَةَ كُلِّ كائِنٍ حَيّ».‏ —‏ إش ٦٥:‏٢٠-‏٢٤؛‏ مز ١٤٥:‏١٦‏.‏

١٣ كَيفَ تَصِفُ إشَعْيَا ٦٥:‏٢٥ التَّغييراتِ الَّتي يَعمَلُها النَّاسُ في حَياتِهِم حينَ يَبدَأونَ بِخِدمَةِ يَهْوَه؟‏

١٣ مُسالِمونَ وآمِنون.‏ بِمُساعَدَةِ روحِ اللّٰه،‏ كَثيرونَ مِمَّن كانَت شَخصِيَّتُهُم شَرِسَةً عَمِلوا تَغييراتٍ جَذرِيَّة في حَياتِهِم.‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٦٥:‏٢٥‏.‏)‏ فكَأنَّهُم رَوَّضوا الصِّفاتِ البَشِعَة الَّتي كانَت لَدَيهِم.‏ (‏رو ١٢:‏٢؛‏ أف ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ طَبعًا،‏ لا يَزالُ خُدَّامُ اللّٰهِ ناقِصينَ وسَيَظَلُّونَ يَرتَكِبونَ الأخطاء.‏ لكنَّ يَهْوَه يُوَحِّدُ «شَتَّى النَّاسِ» في رِباطٍ قَوِيٍّ مِنَ المَحَبَّةِ والسَّلام.‏ (‏تي ٢:‏١١‏)‏ وهذِه فِعلًا عَجيبَةٌ وَحْدَهُ اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ يَستَطيعُ أن يَصنَعَها!‏

١٤ كَيفَ انطَبَقَت إشَعْيَا ٦٥:‏٢٥ على أحَدِ الإخوَة؟‏

١٤ وهل يَقدِرُ النَّاسُ فِعلًا أن يُغَيِّروا شَخصِيَّتَهُم؟‏ إلَيكَ اختِبارَ شابٍّ كانَ يَعيشُ حَياةً فاسِدَة وعَنيفَة.‏ فبِعُمرِ ٢٠ سَنَة،‏ كانَ قد دَخَلَ إلى السِّجنِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لِأنَّهُ تَوَرَّطَ في سَرِقَةِ السَّيَّارات،‏ عَمَلِيَّاتِ السَّطو،‏ وغَيرِها مِنَ الجَرائِمِ الخَطيرَة.‏ وكانَ يَفتَعِلُ المَشاكِلَ مع أيٍّ كان.‏ ولكنْ حينَ سَمِعَ لِأوَّلِ مَرَّةٍ الحَقَّ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس وبَدَأ يَحضُرُ اجتِماعاتِ شُهودِ يَهْوَه،‏ اقتَنَعَ أنَّهُ وَجَدَ هَدَفًا يَعيشُ مِن أجْلِه:‏ الفِردَوسَ الرُّوحِيّ.‏ وبَعدَ أن صارَ شاهِدًا مُعتَمِدًا،‏ كانَ دائِمًا يُفَكِّرُ كَيفَ انطَبَقَت علَيهِ إشَعْيَا ٦٥:‏٢٥‏.‏ فهو تَحَوَّلَ مِن أسَدٍ شَرِسٍ إلى خَروفٍ مُسالِم.‏

١٥ لِماذا نُريدُ أن نَدْعُوَ الآخَرينَ كَي يَصيروا جُزْءًا مِنَ الفِردَوسِ الرُّوحِيّ،‏ وكَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟‏

١٥ تَبدَأُ إشَعْيَا ٦٥:‏١٣ بِالكَلِمات:‏ «هكَذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ يَهْوَه».‏ وتَنتَهي الآيَة ٢٥ بِالجُملَة:‏ «قالَ يَهْوَه».‏ وما يَقولُهُ يَهْوَه يَتَحَقَّقُ دائِمًا.‏ (‏إش ٥٥:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فالفِردَوسُ الرُّوحِيُّ صارَ حَقيقَة.‏ يَهْوَه أوجَدَ عائِلَةً عالَمِيَّة مُمَيَّزَة جِدًّا.‏ فبَينَ شَعبِه،‏ نَجِدُ سَلامًا نِسبِيًّا ونَعيشُ في واحَةٍ آمِنَة وَسَطَ عالَمٍ عَنيف.‏ (‏مز ٧٢:‏٧‏)‏ ولِهذِهِ الأسباب،‏ نُريدُ أن نُساعِدَ أكبَرَ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ أن يَصيروا جُزْءًا مِن عائِلَتِنا المَسِيحِيَّة.‏ ونَفعَلُ ذلِك حينَ نُرَكِّزُ على تَعليمِهِم كَي يُصبِحوا تَلاميذَ لِيَسُوع.‏ —‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

كَيفَ تَجذِبُ الآخَرينَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏

١٦ كَيفَ يَنجَذِبُ النَّاسُ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏

١٦ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لَدَيهِ دَورٌ مُهِمٌّ في جَعلِ الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ جَذَّابًا لِلآخَرين.‏ ونَقدِرُ أن نَقومَ بِهذا الدَّورِ إذا تَمَثَّلنا بِيَهْوَه.‏ فهو لا يُدخِلُ النَّاسَ بِالقُوَّةِ إلى هَيئَتِه،‏ بل ‏‹يَجذِبُهُم› إلَيهِ بِرِقَّة.‏ (‏يو ٦:‏٤٤؛‏ إر ٣١:‏٣‏)‏ فحينَ يَتَعَلَّمُ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة عن صِفاتِ يَهْوَه الرَّائِعَة ويَتَعَرَّفونَ على شَخصِيَّتِهِ اللَّطيفَة،‏ لا يَقدِرونَ أن يُقاوِموا طيبَتَه،‏ فيَنجَذِبونَ هُم بِدَورِهِم إلَيه.‏ وماذا عنَّا؟‏ كَيفَ نَقدِرُ نَحنُ مِن خِلالِ صِفاتِنا الحُلْوَة وسُلوكِنا الجَيِّدِ أن نَجذِبَ النَّاسَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏

١٧ كَيفَ نَجذِبُ الآخَرينَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏

١٧ وإحْدى الطُّرُقِ لِنَجذِبَ الآخَرينَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ هي أن نُعامِلَ رِفاقَنا المُؤْمِنينَ بِمَحَبَّةٍ ولُطف.‏ فحينَ يَحضُرُ الجُدُدُ اجتِماعاتِنا المَسِيحِيَّة،‏ نُريدُ أن يَصِلوا إلى الاستِنتاجِ الَّذي وَصَلَ إلَيهِ غَيرُ المُؤْمِنينَ الَّذينَ حَضَروا على الأرجَحِ الاجتِماعاتِ في كُورِنْثُوس القَديمَة.‏ فهُم قالوا:‏ «إنَّ اللّٰهَ بِالحَقيقَةِ بَينَكُم».‏ (‏١ كو ١٤:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ زك ٨:‏٢٣‏)‏ لِذا يَلزَمُ أن نُطَبِّقَ دائِمًا النَّصيحَة:‏ «سالِموا بَعضُكُم بَعضًا».‏ —‏ ١ تس ٥:‏١٣‏.‏

١٨ ماذا قد يَجذِبُ النَّاسَ إلى هَيئَتِنا؟‏

١٨ جَيِّدٌ أن نُحاوِلَ دائِمًا أن نَرى إخوَتَنا المَسِيحِيِّينَ كما يَراهُم يَهْوَه.‏ ونَفعَلُ ذلِك حينَ نُرَكِّزُ على صِفاتِهِمِ الجَيِّدَة لا على ضَعَفاتِهِم،‏ الَّتي ستَزولُ في النِّهايَة.‏ وبِإمكانِنا أن نَحُلَّ أيَّ خِلافٍ بَينَنا بِروحِ المَحَبَّةِ حينَ نَكونُ دائِمًا ‹لُطَفاءَ بَعضُنا نَحوَ بَعض،‏ ذَوي حَنان،‏ مُسامِحينَ بَعضُنا بَعضًا›.‏ (‏أف ٤:‏٣٢‏)‏ وعِندَئِذٍ سيَجذِبُ الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ الَّذينَ يُريدونَ أن يَلْقَوْا نَفْسَ المُعامَلَة.‏ b

إبْقَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ

١٩ (‏أ)‏ حَسَبَ الإطار «‏ خَرَجوا .‏ .‏ .‏ لكِنَّهم عادوا!‏‏»،‏ ماذا قالَ البَعضُ بَعدَ أن رَجَعوا إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏ (‏ب)‏ علامَ يَجِبُ أن نُصَمِّم؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٩ كم نُقَدِّرُ فِردَوسَنا الرُّوحِيّ!‏ إنَّهُ يَزدادُ جَمالًا يَومًا بَعدَ يَوم،‏ وخاصَّةً لِأنَّ عَدَدَ الَّذينَ يُمَجِّدونَ يَهْوَه فيهِ أكثَرُ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى.‏ فلْنَشكُرْ يَهْوَه دائِمًا على هذا الفِردَوسِ الَّذي أوْجَدَهُ مِن أجْلِنا.‏ وكُلُّ مَن يُريدُ أن يَكونَ مُنتَعِشًا،‏ راضِيًا بِحَياتِه،‏ هادِئًا،‏ وآمِنًا،‏ يَجِبُ أن يَدخُلَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ ولا يُغادِرَهُ أبَدًا!‏ ولكنْ علَينا أن نَنتَبِهَ لِأنَّ الشَّيْطَان يُحاوِلُ بِكُلِّ الوَسائِلِ أن يُغْرِيَنا كَي نَبتَعِد.‏ (‏١ بط ٥:‏٨؛‏ رؤ ١٢:‏٩‏)‏ فلا يَجِبُ أن نَسمَحَ لهُ أن يَنجَح!‏ ولْنَعمَلْ كُلَّ جُهدِنا كَي نُحافِظَ على جَمالِ ونَقاءِ وسَلامِ فِردَوسِنا الرُّوحِيّ.‏

الذين يبقون في الفردوس الروحي سيتمتعون أيضًا بالفردوس الحرفي في المستقبل (‏أُنظر الفقرة ١٩.‏)‏


ما جَوابُك؟‏

  • ما هوَ الفِردَوسُ الرُّوحِيّ؟‏

  • أيُّ بَرَكاتٍ نَتَمَتَّعُ بها في هذا الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟‏

  • كَيفَ نَجذِبُ الآخَرينَ إلَيه؟‏

التَّرنيمَة ١٤٤ الجائِزَةَ انتَظِروا!‏

a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير:‏ عِبارَةُ ‏«الفِردَوسِ الرُّوحِيّ»‏ تَصِفُ البيئَةَ الَّتي نَعبُدُ يَهْوَه فيها.‏ وفي هذا الفِردَوسِ الرُّوحِيّ،‏ نَنعَمُ بِالسَّلامِ مع يَهْوَه وواحِدُنا معَ الآخَر.‏

b أُحضُرِ الفيديو أينَ هُمُ الآن؟‏ ألِينَا جِيتْنِيكُوفَا:‏ كَيفَ تَحَقَّقَ حُلْمي على jw.‎org،‏ ولاحِظِ البَرَكاتِ الَّتي نالَتها إحْدى الأخَواتِ لِأنَّها في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ.‏

c وصف الصور:‏ فيما يتمتع كثيرون بالعشرة معًا في الاجتماع،‏ أحد الإخوة يعزل نفسه.‏