مقالة الدرس ٢٢
التَّرنيمَة ١٢٧ أيَّ إنسانٍ يَنبَغي أن أكون؟
كيف تكون فترة التعارف ناجحة؟
‹ما في القَلبِ قيمَتُهُ كَبيرَة›. — ١ بط ٣:٤.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
كَيفَ تَكونُ فَترَةُ التَّعارُفِ بَينَ أخٍ وأُختٍ ناجِحَة؟ وكَيفَ يَدعَمُهُما الآخَرونَ في الجَماعَة؟
١-٢ كَيفَ يَشعُرُ البَعضُ حينَ يَتَذَكَّرونَ فَترَةَ تَعارُفِهِم؟
التَّعارُفُ قَبلَ الزَّواجِ يُمكِنُ أن يَكونَ فَترَةً حُلْوَة ومُفرِحَة. وإذا كُنتَ الآنَ تَتَعَرَّفُ على أحَدٍ بِهَدَفِ الزَّواج، فلا شَكَّ أنَّكَ تُريدُ أن يَسيرَ كُلُّ شَيءٍ بِطَريقَةٍ جَيِّدَة. وهذا ما يَحصُلُ مع إخوَةٍ وأخَواتٍ كَثيرين. تَقولُ أُختٌ مِن إثْيُوبْيَا اسْمُها تْسِيُون: a «مِن أحْلى الأوْقاتِ في حَياتي هيَ الفَترَةُ الَّتي تَعَرَّفتُ فيها على زَوجي. كانَت أحاديثُنا عَميقَة، وفي نَفْسِ الوَقتِ كُنَّا نَضحَكُ كَثيرًا. كُنتُ سَعيدَةً لِأنِّي وَجَدتُ شَخصًا أُحِبُّهُ ويُحِبُّني».
٢ بِالمُقابِل، يَقولُ أخٌ مِن هُولَنْدَا اسْمُهُ ألِيسْيُو: «إستَمتَعتُ بِالوَقتِ الَّذي تَعَرَّفتُ فيهِ على زَوجَتي، لكنَّنا واجَهْنا تَحَدِّياتٍ أيضًا». في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ بَعضَ التَّحَدِّياتِ وبَعضَ المَبادِئِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي تُساعِدُ الأخَ والأُختَ كَي تَكونَ فَترَةُ تَعارُفِهِما ناجِحَة. وسَنَرى أيضًا كَيفَ يَدعَمُهُما الآخَرونَ في الجَماعَة.
الهَدَفُ مِن فَترَةِ التَّعارُف
٣ ما الهَدَفُ مِن فَترَةِ التَّعارُف؟ (أمثال ٢٠:٢٥)
٣ صَحيحٌ أنَّ فَترَةَ التَّعارُفِ يُمكِنُ أن تَكونَ مُفرِحَة، لكنَّها أيضًا خُطوَةٌ جِدِّيَّة نَحوَ الزَّواج. ففي يَومِ الزِّفاف، يَنذُرُ الطَّرَفانِ أمامَ يَهْوَه أن يُحِبَّ واحِدُهُما الآخَرَ ويَحتَرِمَهُ ما داما كِلاهُما حَيَّيْن. وقَبلَ أن نَقطَعَ أيَّ نَذْر، يَجِبُ أن نُفَكِّرَ فيهِ جَيِّدًا. (إقرإ الأمثال ٢٠:٢٥.) وهذا طَبعًا يَنطَبِقُ على نَذْرِ الزَّواج. والتَّعارُفُ قَبلَ الزَّواجِ يُعْطي فُرصَةً لِلطَّرَفَيْنِ كَي يَتَعَارَفا ويَأخُذا قَرارًا مُناسِبًا. أحيانًا يَكونُ القَرارُ أن يَتَزَوَّجا، وأحيانًا أن يُنْهِيا فَترَةَ التَّعارُف. وإذا أنْهَيا عَلاقَتَهُما، فهذا لا يَعْني أنَّ فَترَةَ التَّعارُفِ فَشِلَت. بِالعَكس، حَقَّقَتِ الهَدَفَ مِنها: ساعَدَتهُما أن يَأخُذا قَرارًا جَيِّدًا.
٤ لِماذا يَجِبُ أن نَمتَلِكَ النَّظرَةَ الصَّحيحَة إلى التَّعارُف؟
٤ لِماذا مِنَ المُهِمِّ أن نَمتَلِكَ النَّظرَةَ الصَّحيحَة إلى التَّعارُفِ قَبلَ الزَّواج؟ حينَ يَمتَلِكُ الأعزَبُ النَّظرَةَ الصَّحيحَة، لن يَتَعَرَّفَ على أحَدٍ إذا لم يَكُنْ في نِيَّتِهِ أن يَتَزَوَّجَه. لكنَّ العُزَّابَ لَيسوا الوَحيدينَ الَّذينَ يَلزَمُ أن يَنظُروا إلى التَّعارُفِ نَظرَةً صائِبَة. فكُلُّنا يَجِبُ أن نَتَبَنَّى هذِهِ النَّظرَة. مَثَلًا، يُفَكِّرُ البَعضُ أنَّهُ إذا كانَ شَخصانِ يَتَعارَفان، فعلَيهِما أن يَتَزَوَّجا. ولكنْ كَيفَ يُؤَثِّرُ هذا المَوقِفُ على المَسِيحِيِّينَ العُزَّاب؟ تَقولُ أُختٌ مِنَ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة اسْمُها مِيلِيسَّا: «هُناك ضَغطٌ كَبيرٌ على الشُّهودِ الَّذينَ يَتَعارَفون. وبِالنَّتيجَة، البَعضُ مِنهُم لا يُنْهونَ عَلاقَتَهُم بِأحَدٍ حتَّى لَو كانَت غَيرَ ناجِحَة. وعُزَّابٌ آخَرونَ يَتَجَنَّبونَ التَّعارُفَ مِن أساسِه. هذا الضَّغطُ مُتعِبٌ جِدًّا».
تَعَرَّفْ جَيِّدًا على الطَّرَفِ الآخَر
٥-٦ ماذا يَجِبُ أن يَعرِفَ الشَّخصانِ واحِدُهُما عنِ الآخَر؟ (١ بطرس ٣:٤)
٥ إذا كُنتَ الآنَ في فَترَةِ تَعارُف، فماذا يُساعِدُكَ أن تُقَرِّرَ هل تَتَزَوَّجَ الشَّخصَ أم لا؟ تَعَرَّفا جَيِّدًا واحِدُكُما على الآخَر. لا شَكَّ أنَّكَ عَرَفتَ عنهُ بَعضَ الأشياءِ قَبلَ أن تَبدَآ بِالتَّعارُف. لكنِ الآنَ لَدَيكَ الفُرصَةُ لِتَعرِفَ «ما في القَلب». (إقرأ ١ بطرس ٣:٤.) وهذا يَعْني أن تَعرِفَ أكثَرَ عن روحِيَّاتِ رَفيقِ زَواجِكَ المُستَقبَلِيّ، شَخصِيَّتِه، وطَريقَةِ تَفكيرِه. ومعَ الوَقت، يُفتَرَضُ أن تَصيرَ قادِرًا أن تُجاوِبَ على أسئِلَةٍ مِثل: ‹هل سيَكونُ هذا الشَّخصُ رَفيقَ زَواجٍ جَيِّدًا لي؟›. (أم ٣١:٢٦، ٢٧، ٣٠؛ أف ٥:٣٣؛ ١ تي ٥:٨) ‹هل سنَسُدُّ حاجاتِ واحِدِنا الآخَرَ العاطِفِيَّة؟ هل نَقدِرُ أن نَعيشَ مع ضَعَفاتِ واحِدِنا الآخَر؟›. b (رو ٣:٢٣) وفيما تَتَعَرَّفُ علَيهِ أكثَر، تَذَكَّر: الانسِجامُ لا يَعتَمِدُ على كم تَتَشابَهان، بل كم تَتَكَيَّفانِ معَ الاختِلافاتِ بَينَكُما.
٦ أيُّ أُمورٍ أُخْرى يَلزَمُ أن تَعرِفَها عنِ الشَّخصِ الآخَرِ خِلالَ التَّعارُف؟ قَبلَ أن تَتَعَلَّقَ بهِ كَثيرًا، جَيِّدٌ أن تُناقِشَ معهُ بَعضَ المَواضيعِ المُهِمَّة مِثلِ أهدافِكُما. ولكنْ ماذا عنِ الأُمورِ الشَّخصِيَّة مِثلِ المَسائِلِ الصِّحِّيَّة، المَشاكِلِ المادِّيَّة، والصَّدَماتِ النَّفْسِيَّة مِنَ الماضي؟ لا حاجَةَ أن تَفتَحَ معهُ كُلَّ المَواضيعِ في بِدايَةِ عَلاقَتِكُما. (قارن يوحنا ١٦:١٢.) وإذا شَعَرتَ أنَّكَ لَستَ جاهِزًا بَعد لِتُجاوِبَ على بَعضِ الأسئِلَةِ الشَّخصِيَّة جِدًّا، فأخبِرِ الطَّرَفَ الآخَر. ولكنْ معَ الوَقتِ يَلزَمُ أن يَعرِفَ هذِهِ المَعلوماتِ كَي يَأخُذَ قَرارًا واعِيًا. لِذلِك في مَرحَلَةٍ ما مِنَ التَّعارُف، يَجِبُ أن تُخبِرَهُ بِصَراحَة.
٧ كَيفَ يَتَعَرَّفُ أخٌ وأُختٌ واحِدُهُما على الآخَر؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار « التَّعارُفُ عن بُعد».) (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
٧ وكَيفَ تَتَعَرَّفُ على الشَّخصِ الآخَرِ مِنَ الدَّاخِل؟ إحْدى أفضَلِ الطُّرُقِ هيَ التَّكَلُّمُ بِصِدقٍ وصَراحَة، طَرحُ الأسئِلَة، والاستِماعُ جَيِّدًا. (أم ٢٠:٥؛ يع ١:١٩) لِذلِك مِنَ المُفيدِ أن تَقوما بِنَشاطاتٍ تَخلُقُ جَوًّا مُناسِبًا لِلكَلام، مِثلِ تَناوُلِ الطَّعامِ معًا، المَشْيِ معًا في الأماكِنِ العامَّة، والخِدمَةِ معًا. تَقدِرانِ أيضًا أن تَتَعارَفا حينَ تَقْضِيانِ الوَقتَ معَ العائِلَةِ والأصدِقاء. إضافَةً إلى ذلِك، خَطِّطْ لِنَشاطاتٍ تُعْطيكَ فِكرَةً كَيفَ يَتَصَرَّفُ الطَّرَفُ الآخَرُ في ظُروفٍ مُختَلِفَة ومع أشخاصٍ مُختَلِفين. لاحِظْ ماذا حاوَلَ أن يَفعَلَ الأخ أشْوِين الَّذي يَعيشُ في هُولَنْدَا. يَقولُ عن فَترَةِ التَّعارُفِ بَينَهُ وبَينَ ألِيسْيَا: «فَتَّشْنا عن نَشاطاتٍ تُساعِدُنا أن نَعرِفَ أكثَرَ واحِدُنا الآخَر. وفي أغلَبِ الأحيان، كانَت هذِهِ النَّشاطاتُ بَسيطَة، مِثلَ تَحضيرِ الطَّعامِ معًا أوِ القِيامِ بأعمالٍ رُوتينِيَّةٍ معًا. وخِلالَ هذِهِ الأوْقات، رَأيْنا نِقاطَ قُوَّةِ الطَّرَفِ الآخَرِ ونِقاطَ ضُعفِه».
٨ كَيفَ يَستَفيدُ الشَّخصانِ اللَّذانِ يَتَعارَفانِ حينَ يَدرُسانِ معًا؟
٨ تَقدِرانِ أيضًا أن تَتَعارَفا حينَ تَدرُسانِ معًا مَواضيعَ روحِيَّة. إذا تَزَوَّجتُما، فسَيَكونُ علَيكُما أن تُخَصِّصا وَقتًا لِلعِبادَةِ العائِلِيَّة كَي يَكونَ يَهْوَه ثالِثَكُما. (جا ٤:١٢) لِذلِك جَيِّدٌ أن تُخَصِّصا وَقتًا لِتَدرُسا معًا الآنَ خِلالَ فَترَةِ التَّعارُف. طَبعًا، الشَّخصانِ اللَّذانِ يَتَعارَفانِ لَيسا بَعد عائِلَة، والأخُ لم يَصِرْ بَعد رَأسَ الأُخت. ولكنْ حينَ تَدرُسانِ معًا بِانتِظام، تَعرِفانِ أكثَرَ عن روحِيَّاتِ واحِدِكُما الآخَر. مَارْك ولَايْسَا، زَوجانِ مِنَ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة، وَجَدا فائِدَةً إضافِيَّة لِلدَّرسِ معًا. يَقول: «في بِدايَةِ فَترَةِ تَعارُفِنا، بَدَأنا نَدرُسُ مَطبوعاتٍ تُناقِشُ مَواضيعَ التَّعارُف، الزَّواج، والحَياةِ العائِلِيَّة. وهذِهِ المَطبوعاتُ فَتَحَت لَنا المَجال لِنُناقِشَ الكَثيرَ مِنَ المَواضيعِ المُهِمَّة الَّتي لا تُفتَحُ تِلقائِيًّا».
عَوامِلُ أُخْرى لِتُفَكِّرا فيها
٩ أيُّ عَوامِلَ يَجِبُ أن يُفَكِّرَ فيها الطَّرَفانِ حينَ يُقَرِّرانِ مَن يُخبِرانِ عن عَلاقَتِهِما؟
٩ مَن تُخبِرانِ عن عَلاقَتِكُما؟ هذا الأمرُ عائِدٌ إلَيكُما. في بِدايَةِ عَلاقَتِكُما، قد تُقَرِّرانِ أن يَكونَ عَدَدُ الأشخاصِ مَحدودًا. (أم ١٧:٢٧) وبِذلِك تَتَجَنَّبانِ الضَّغطَ والأسئِلَةَ غَيرَ الضَّرورِيَّة. ولكنْ إذا لم تُخبِرا أحَدًا، فقد تَميلانِ أن تَعزِلا نَفْسَكُما خَوفًا مِن أن يَكتَشِفَ الآخَرونَ عَلاقَتَكُما. وهذا خَطِر. لِذلِك مِنَ الحِكمَةِ أن تُخبِرا على الأقَلِّ أشخاصًا يَقدِرونَ أن يُقَدِّموا لكُما نَصائِحَ جَيِّدَة ومُساعَدَةً عَمَلِيَّة. (أم ١٥:٢٢) فرُبَّما تُخبِرانِ بَعضَ أفرادِ عائِلَتِكُما، أصدِقاءَ ناضِجين، أو شُيوخًا في الجَماعَة.
١٠ ماذا يُمكِنُ أن يَفعَلَ الأخُ والأُختُ كَي تَبْقى فَترَةُ تَعارُفِهِما مُكَرَّمَة؟ (أمثال ٢٢:٣)
١٠ كَيفَ تُبْقِيانِ فَترَةَ تَعارُفِكُما مُكَرَّمَة؟ فيما تَقْوى المَشاعِر، ستَنجَذِبانِ أكثَرَ واحِدُكُما إلى الآخَر. فماذا يُساعِدُكُما أن تُحافِظا على طَهارَتِكُما؟ (١ كو ٦:١٨) تَجَنَّبا الأحاديثَ الفاسِدَة، البَقاءَ وَحْدَكُما، وشُربَ الكُحولِ بِكَثرَة. (أف ٥:٣) فهذِهِ الأشياءُ تُثيرُ الرَّغَباتِ وتُضعِفُ تَصميمَكُما على فِعلِ ما هو صائِب. ما رَأيُكُما أن تُناقِشا بَينَ وَقتٍ وآخَرَ أيُّ خُطُواتٍ ستَأخُذانِها كَي تُبْقِيا عَلاقَتَكُما مُكَرَّمَة؟ (إقرإ الأمثال ٢٢:٣.) لاحِظْ ماذا ساعَدَ دَاوِيت وألْمَاز مِن إثْيُوبْيَا. يَقولان: «كُنَّا نَقْضي الوَقتَ معًا في أماكِنَ فيها الكَثيرُ مِنَ النَّاسِ أو بِرِفقَةِ أصدِقاءَ آخَرين. لم نَكُنْ أبَدًا وَحْدَنا في سَيَّارَةٍ أو في بَيت. وهكَذا تَجَنَّبْنا المَواقِفَ المُغرِيَة».
١١ أيُّ عَوامِلَ يَجِبُ أن يُفَكِّرَ فيها الأخُ والأُختُ بِخُصوصِ تَعابيرِ الحُبّ؟
١١ وماذا عنِ التَّصَرُّفاتِ الَّتي تُعَبِّرُ عن حُبِّكُما؟ فيما تَقْوى عَلاقَتُكُما، قد تَكونُ بَعضُ تَعابيرِ الحُبِّ لائِقَة. ولكنْ إذا تَحَرَّكَت رَغَباتُكُما، فقد يَصيرُ صَعبًا أن تُكَوِّنا رَأيًا مَوضوعِيًّا واحِدُكُما تِجاهَ الآخَر. (نش ١:٢؛ ٢:٦) ويُمكِنُ بِكُلِّ سُهولَةٍ أن تَتَحَوَّلَ تَعابيرُ الحُبِّ إلى تَصَرُّفاتٍ خاطِئَة. (أم ٦:٢٧) لِذلِك في بِدايَةِ عَلاقَتِكُما، ناقِشا الحُدودَ الَّتي ستَضَعانِها على ضَوءِ مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس. c (١ تس ٤:٣-٧) واسألا نَفْسَكُما: ‹كَيفَ سيَنظُرُ النَّاسُ في مِنطَقَتِنا إلى تَعابيرِ الحُبِّ بَينَنا؟ هل ستُثيرُ هذِهِ التَّصَرُّفاتُ الرَّغَباتِ الجِنسِيَّة لَدى أيٍّ مِنَّا؟›.
١٢ ما الَّذي يَجِبُ أن يَعرِفَهُ الطَّرَفانِ عنِ المَشاكِلِ والخِلافاتِ خِلالَ التَّعارُف؟
١٢ كَيفَ تَحُلَّانِ المَشاكِلَ والخِلافات؟ ماذا لَو كُنتُما تَتَشاجَرانِ مِن وَقتٍ إلى آخَر؟ هل هذا دَليلٌ أنَّ عَلاقَتَكُما فاشِلَة؟ لَيسَ بِالضَّرورَة، فهذا يَحصُلُ معَ الجَميع. فالزَّواجُ القَوِيُّ هو عَلاقَةٌ بَينَ شَخصَيْنِ يَتَعاوَنانِ معًا لِيَتَخَطَّيا الاختِلافاتِ بَينَهُما. لِذلِك طَريقَتُكُما في حَلِّ المَشاكِلِ الآنَ قد تَكشِفُ هل سيَكونُ زَواجُكُما ناجِحًا أو لا. لِذا اسألا نَفْسَكُما: ‹هل نَقدِرُ أن نُناقِشَ الأُمورَ بِهُدوءٍ واحتِرام؟ هل نَحنُ مُستَعِدَّانِ أن نَعتَرِفَ بِضَعَفاتِنا ونُحاوِلَ أن نَتَحَسَّن؟ هل نُسارِعُ إلى تَقديمِ التَّنازُلات، الاعتِذار، والمُسامَحَة؟›. (أف ٤:٣١، ٣٢) ولكنْ إذا كُنتُما تَختَلِفانِ أو تَتَجادَلانِ طولَ الوَقتِ خِلالَ فَترَةِ التَّعارُف، فعلى الأرجَحِ لن يَكونَ الوَضعُ أفضَلَ بَعدَ الزَّواج. وإذا لاحَظَ أيٌّ مِنكُما أنَّ الشَّخصَ الآخَرَ لَيسَ مُناسِبًا له، فإنهاءُ العَلاقَةِ هو أفضَلُ قَرارٍ لِلطَّرَفَيْن. d
١٣ أيُّ عَوامِلَ تُساعِدُ الشَّخصَيْنِ أن يُحَدِّدا كم يَجِبُ أن تَدومَ فَترَةُ التَّعارُف؟
١٣ كم مِنَ الوَقتِ يَجِبُ أن تَدومَ فَترَةُ التَّعارُف؟ القَراراتُ المُتَسَرِّعَة غالِبًا ما تَجلُبُ نَتائِجَ سَيِّئَة. (أم ٢١:٥) لِذلِك يَجِبُ أن تَكونَ فَترَةُ تَعارُفِكُما طَويلَةً كِفايَةً لِتَعرِفا واحِدُكُما الآخَرَ جَيِّدًا. ولكنْ لا يَجِبُ أن تُطيلاها دونَ لُزوم. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يَقولُ أيضًا: «عِندَما يَطولُ الانتِظارُ يَمرَضُ القَلب». (أم ١٣:١٢) إضافَةً إلى ذلِك، فيما تَتَطَوَّرُ عَلاقَتُكُما، قد يَصيرُ أصعَبَ أن تُقاوِما الرَّغَباتِ الجِنسِيَّة. (١ كو ٧:٩) لِذلِك بَدَلَ أن تُرَكِّزا كم يَجِبُ أن تَدومَ فَترَةُ التَّعارُف، لِيَسألْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُما نَفْسَه: ‹ما الَّذي أنا بِحاجَةٍ بَعد أن أعرِفَهُ كَي آخُذَ قَراري؟›.
كَيفَ يَدعَمُ الآخَرونَ شَخصَيْنِ يَتَعارَفان؟
١٤ بِأيِّ طُرُقٍ عَمَلِيَّة يَدعَمُ الآخَرونَ شَخصَيْنِ يَتَعارَفان؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٤ إذا كُنَّا نَعرِفُ أخًا وأُختًا يَتَعارَفان، فكَيفَ نُساعِدُهُما؟ نَقدِرُ أن نَدْعوَهُما إلى وَجبَةِ طَعام، إلى عِبادَتِنا العائِلِيَّة، أو إلى قَضاءِ وَقتٍ مُمتِعٍ معنا. (رو ١٢:١٣) فهذِهِ الأوْقاتُ تُتيحُ لهُما أن يَتَعارَفا بِشَكلٍ أفضَل. أيضًا، هل هُما بِحاجَةٍ إلى أحَدٍ يُرافِقُهُما حينَ يَخرُجانِ معًا، إلى مُساعَدَةٍ في التَّنَقُّل، أو إلى مَكانٍ يَتَكَلَّمانِ فيهِ على انفِراد؟ جَيِّدٌ إنْ أمكَنَ أن نُقَدِّمَ لهُما هذا النَّوعَ مِنَ المُساعَدَة. (غل ٦:١٠) ألِيسْيَا، المَذكورَة مِن قَبل، تَتَذَكَّرُ مُبادَرَةً لَطيفَة مِن بَعضِ الإخوَة. تَقول: «قَدَّرْنا كَثيرًا حينَ عَرَضَ علَينا بَعضُ الإخوَةِ أن نَزورَهُم إذا احتَجنا إلى مَكانٍ نَجلِسُ فيهِ معًا على انفِرادٍ ودونَ أن نَكونَ مَعزولَيْن». فإذا طَلَبَ مِنكَ أخٌ أو أُختٌ أن تُرافِقَهُما، فما رَأيُكَ أن تَعتَبِرَ ذلِكَ امتِيازًا؟ وانتَبِهْ لِئَلَّا تَترُكَهُما وَحْدَهُما تَمامًا. وفي نَفْسِ الوَقت، حاوِلْ أن تُمَيِّزَ متى يَحتاجانِ إلى وَقتٍ ومَجالٍ لِيَتَكَلَّما على انفِراد. — في ٢:٤.
١٥ أيُّ أُمورٍ أُخْرى يَقدِرُ الأصدِقاءُ أن يَفعَلوها لِيَدعَموا شَخصَيْنِ يَتَعارَفان؟ (أمثال ١٢:١٨)
١٥ نَقدِرُ أيضًا أن نَدعَمَ شَخصَيْنِ يَتَعارَفانِ مِن خِلالِ ما نَقولُهُ أو لا نَقولُه. فأحيانًا، يَلزَمُ أن نَضبُطَ أنفُسَنا. (إقرإ الأمثال ١٢:١٨.) مَثَلًا، قد نَكونُ مُتَحَمِّسينَ لِنُخبِرَ الآخَرينَ أنَّ شَخصَيْنِ بَدَآ يَتَعارَفان، ولكنْ رُبَّما هذانِ الشَّخصانِ يُريدانِ أن يُخبِرا الآخَرينَ هُما بِنَفْسِهِما. ولا يَجِبُ أن نُثَرثِرَ على شَخصَيْنِ يَتَعارَفانِ أو نَنتَقِدَهُما بِخُصوصِ مَسائِلَ شَخصِيَّة. (أم ٢٠:١٩؛ رو ١٤:١٠؛ ١ تس ٤:١١) إضافَةً إلى ذلِك، قد يَنزَعِجُ الشَّخصانِ مِنَ التَّعليقاتِ أوِ الأسئِلَةِ الَّتي تُلَمِّحُ أنَّ علَيهِما أن يَتَزَوَّجا أو أنَّهُما أخَذا قَرارَهُما أن يَتَزَوَّجا. تَتَذَكَّرُ الأُخت إلِيز وزَوجُها: «شَعَرنا بِالإحراجِ حينَ سَألَنا البَعضُ عن خُطَطِ زِفافِنا ونَحنُ لم نُناقِشْها بَعد».
١٦ كَيفَ يَجِبُ أن تَكونَ رَدَّةُ فِعلِنا إذا أنْهى شَخصانِ عَلاقَتَهُما؟
١٦ وماذا إذا قَرَّرَ شَخصانِ أن يُنْهِيا فَترَةَ التَّعارُف؟ لا يَجِبُ أن نَكونَ فُضولِيِّينَ أو نَأخُذَ طَرَفًا. (١ بط ٤:١٥) تَقولُ أُختٌ اسْمُها لِيَا: «سَمِعتُ أنَّ البَعضَ كانوا يَتَحَزَّرونَ لِماذا أنْهَينا أنا وأخٌ عَلاقَتَنا. هذا جَرَحَني كَثيرًا». وكما ذَكَرْنا سابِقًا، إذا أنْهى شَخصانِ عَلاقَتَهُما، فهذا لَيسَ بِالضَّرورَةِ دَليلَ فَشَل. عادَةً، هذا يَعْني بِبَساطَةٍ أنَّ فَترَةَ التَّعارُفِ حَقَّقَتِ الهَدَفَ مِنها: ساعَدَتهُما أن يَصِلا إلى قَرارٍ جَيِّد. مع ذلِك، هذا القَرارُ رُبَّما سَبَّبَ لهُما ألَمًا عاطِفِيًّا وجَعَلَهُما يَشعُرانِ بِالوَحدَة. لِذلِك جَيِّدٌ أن نَبحَثَ عن طُرُقٍ لِنَدعَمَهُما. — أم ١٧:١٧.
١٧ ماذا يَجِبُ أن يَستَمِرَّ الشَّخصانِ اللَّذانِ يَتَعارَفانِ في فِعلِه؟
١٧ كما رَأيْنا، فَترَةُ التَّعارُفِ فيها تَحَدِّيات، لكنْ يُمكِنُ أيضًا أن تَكونَ مُفرِحَة. تَتَذَكَّرُ جِيسِّيكَا: «بِصَراحَة، التَّعارُفُ أخَذَ مِنَّا الكَثيرَ مِنَ الجُهد. لكنَّهُ كانَ يَستَحِقُّ كُلَّ الوَقتِ والطَّاقَةِ اللَّذَيْنِ صَرَفناهُما». إذا كُنتُما تَتَعارَفان، فاستَمِرَّا في بَذلِ الجُهدِ كَي تَعرِفا واحِدُكُما الآخَرَ بِشَكلٍ أفضَل. وهكَذا ستَكونُ فَترَةُ تَعارُفِكُما ناجِحَة: ستُساعِدُكُما أن تَصِلا إلى قَرارٍ حَكيم.
التَّرنيمَة ٤٩ تَفريحُ قَلبِ يَهْوَه
a تَمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
b لِلمَزيدِ مِنَ الأسئِلَة، انظُرْ كِتاب أسئِلَةٌ يَطرَحُها الأحداث — أجوِبَةٌ تَنجَح، الجُزْء ٢، الصَّفحَتَيْن ٣٩-٤٠.
c مُداعَبَةُ الأعضاءِ التَّناسُلِيَّة لِشَخصٍ آخَرَ هي نَوعٌ مِنَ العَهارَة، وهذا التَّصَرُّفُ يَسْتَدعي إجراءً قَضائِيًّا مِن قِبَلِ شُيوخِ الجَماعَة. كما أنَّ مُداعَبَةَ الثَّديَيْنِ والأحاديثَ الفاسِدَة عَبْرَ الرَّسائِلِ أوِ التِّلِفون يُمكِنُ أن تُؤَدِّيَ أيضًا إلى إجراءٍ قَضائِيّ حَسَبَ الظُّروف.
d لِلمَزيدِ مِنَ المَعلومات، انظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» في عَدَد ١٥ آب (أُغُسْطُس) ١٩٩٩ مِن بُرجِ المُراقَبَة.