الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٩

التَّرنيمَة ٢٢ المَلَكوتُ يَحكُم،‏ فصَلُّوا أن يَأتي

ماذا نعرف عن أحكام يهوه في المستقبل؟‏

ماذا نعرف عن أحكام يهوه في المستقبل؟‏

‏«يَهْوَه .‏ .‏ .‏ لا يَرغَبُ أن يَهلَكَ أحَد».‏ —‏ ٢ بط ٣:‏٩‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

نَقدِرُ أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ أحكامَ يَهْوَه في المُستَقبَلِ ستَكونُ صائِبَةً وعادِلَة.‏

١ لِماذا نَقولُ إنَّنا نَعيشُ أحداثًا مُشَوِّقَة؟‏

 نَعيشُ في هذِهِ الأيَّامِ أحداثًا مُشَوِّقَة جِدًّا.‏ فكُلَّ يَوم،‏ تَتِمُّ نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ أمامَ عُيونِنا.‏ مَثَلًا،‏ نَرى «مَلِكَ الشَّمالِ» و «مَلِكَ الجَنوبِ» يَتَصارَعانِ معًا بِهَدَفِ السَّيطَرَةِ على العالَم.‏ (‏دا ١١:‏٤٠‏)‏ ونَرى الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ تَنتَشِرُ على نِطاقٍ لم يَسبِقْ لهُ مَثيل،‏ والمَلايينُ يَتَجاوَبونَ معها.‏ (‏إش ٦٠:‏٢٢؛‏ مت ٢٤:‏١٤‏)‏ كما أنَّنا نَحصُلُ على وَفرَةٍ مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيِّ «في الوَقتِ المُناسِب».‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

٢ بِماذا نَقدِرُ أن نَثِق،‏ ولكنْ بِماذا يَلزَمُ أن نَعتَرِف؟‏

٢ يَستَمِرُّ يَهْوَه في مُساعَدَتِنا كَي نَفهَمَ بِشَكلٍ أوضَحَ الأحداثَ الرَّئيسِيَّة الَّتي سنَشهَدُها قَريبًا.‏ (‏أم ٤:‏١٨؛‏ دا ٢:‏٢٨‏)‏ ونَقدِرُ أن نَثِقَ أنَّهُ حينَ يَبدَأُ الضِّيقُ العَظيم،‏ سنَكونُ قد عَرَفْنا كُلَّ ما نَحتاجُ أن نَعرِفَهُ كَي نَحتَمِلَ بِأمانَةٍ أو حتَّى نَزدَهِرَ خِلالَ تِلكَ الفَترَةِ الصَّعبَة.‏ ولكنْ يَلزَمُ أن نَعتَرِفَ أنَّ هُناك بَعضَ الأشياءِ الَّتي بِكُلِّ بَساطَةٍ لا نَعرِفُها عنِ المُستَقبَلِ القَريب.‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ لِماذا أعَدنا النَّظَرَ في ما قُلناهُ عن بَعضِ هذِهِ الأحداث المُستَقبَلِيَّة.‏ ثُمَّ سنُراجِعُ بَعضَ الأُمورِ الَّتي نَعرِفُها عنِ المُستَقبَلِ والطَّريقَةِ الَّتي سيَتَصَرَّفُ بها أبونا السَّماوِيّ.‏

ما الَّذي لا نَعرِفُه

٣ ماذا قُلنا عنِ الوَقتِ حينَ سيَتَوَقَّفُ يَهْوَه عن إعطاءِ الفُرصَةِ لِلنَّاسِ لِيَنضَمُّوا إلَينا،‏ ولِماذا وَصَلْنا إلى هذا الاستِنتاج؟‏

٣ في الماضي،‏ قُلنا إنَّهُ حالَما يَبدَأُ الضِّيقُ العَظيم،‏ لن يَقدِرَ أيُّ شَخصٍ غَيرِ مُؤْمِنٍ أن يَأخُذَ مَوقِفًا إلى جانِبِ يَهْوَه ويَنْجُوَ مِن هَرْمَجَدُّون.‏ وقد وَصَلْنا إلى هذا الاستِنتاجِ لِأنَّنا فَهِمنا أنَّ حادِثَةَ الطُّوفانِ هي رَمزٌ نَبَوِيّ.‏ مَثَلًا،‏ فَكَّرنا أنَّهُ كما أغلَقَ يَهْوَه بابَ الفُلكِ قَبلَ أن يَبدَأَ الطُّوفان،‏ «سيُغلِقُ البابَ» على عالَمِ الشَّيْطَان قَبلَ أن يَبدَأَ الضِّيقُ العَظيم،‏ ويَمنَعُ بِالتَّالي أيَّ شَخصٍ آخَرَ أن يَخلُص.‏ —‏ مت ٢٤:‏٣٧-‏٣٩‏.‏

٤ هل نَعتَبِرُ اليَومَ حادِثَةَ الطُّوفانِ رَمزًا نَبَوِيًّا؟‏ أوضِح.‏

٤ هل يَجِبُ أن نَعتَبِرَ حادِثَةَ الطُّوفانِ رَمزًا نَبَوِيًّا؟‏ الجَوابُ هو لا.‏ لِماذا؟‏ لِأنَّهُ لَيسَ هُناك أساسٌ مُباشِرٌ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ يَدعَمُ هذِهِ الفِكرَة.‏ a صَحيحٌ أنَّ يَسُوع شَبَّهَ «أيَّامَ نُوح» بِوَقتِ حُضورِه،‏ لكنَّهُ لم يَقصِدْ أنَّ الطُّوفانَ كانَ رَمزًا نَبَوِيًّا،‏ وأنَّ كُلَّ شَخصٍ وكُلَّ حَدَثٍ يُقابِلُهُ مَرموزٌ إلَيه؛‏ ولا قالَ إنَّ إغلاقَ بابِ الفُلكِ لهُ أيُّ مَغْزًى نَبَوِيّ.‏ لكنَّ هذا لا يَعْني أنَّنا لا نَتَعَلَّمُ الكَثيرَ مِن حادِثَةِ نُوح والطُّوفان.‏

٥ (‏أ)‏ أيُّ إجراءٍ أخَذَهُ نُوح قَبلَ الطُّوفان؟‏ (‏عبرانيين ١١:‏٧؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٠‏)‏ (‏ب)‏ كَيفَ يُشبِهُ وَضعُنا اليَومَ الوَضعَ في أيَّامِ نُوح مِن ناحِيَةِ عَمَلِ التَّبشير؟‏

٥ عِندَما سَمِعَ نُوح رِسالَةَ التَّحذيرِ مِن يَهْوَه،‏ بَرهَنَ عن إيمانِهِ وبَنى الفُلك.‏ ‏(‏إقرإ العبرانيين ١١:‏٧؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٠‏.‏)‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ الَّذينَ يَسمَعونَ اليَومَ الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ يَجِبُ أن يَعمَلوا حَسَبَ ما سَمِعوه.‏ (‏أع ٣:‏١٧-‏٢٠‏)‏ دَعا بُطْرُس نُوح «المُنادي بِالطَّريقِ الصَّحيح».‏ (‏٢ بط ٢:‏٥‏)‏ ولكنْ كما رَأيْنا في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ لا نَعرِفُ هل قامَ نُوح بِحَملَةِ تَبشيرٍ لِيَصِلَ إلى كُلِّ شَخصٍ عاشَ على الأرضِ قَبلَ الطُّوفان.‏ واليَومَ،‏ نَحنُ نَقومُ بِعَمَلِ تَبشيرٍ عالَميٍّ ونَبذُلُ كُلَّ جُهدِنا لِنُشارِكَ فيهِ بِحَماسَةٍ.‏ ولكنْ مَهْما حاوَلنا،‏ فلن نَقدِرَ أن نوصِلَ البِشارَةَ إلى كُلِّ شَخصٍ يَعيشُ على الأرضِ قَبلَ أن تَأتِيَ النِّهايَة.‏ لِماذا نَقولُ ذلِك؟‏

٦-‏٧ لِماذا نَستَنتِجُ أنَّنا لن نَقدِرَ أن نوصِلَ الأخبارَ الحُلْوَة إلى كُلِّ شَخصٍ على الأرضِ قَبلَ أن تَأتِيَ النِّهايَة؟‏

٦ فَكِّرْ في ما قالَهُ يَسُوع عن نِطاقِ عَمَلِ التَّبشيرِ الَّذي نَقومُ بِه.‏ فهو تَنَبَّأَ أنَّ الأخبارَ الحُلْوَة سيُبَشَّرُ بها «في كُلِّ الأرض،‏ فيَكونُ ذلِك شَهادَةً لِجَميعِ الأُمَم».‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وهذِهِ النُّبُوَّةُ تَتِمُّ اليَومَ أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى.‏ فرِسالَةُ مَملَكَةِ اللّٰهِ تُنشَرُ بِأكثَرَ مِن ٠٠٠‏,١ لُغَة.‏ ومِن خِلالِ مَوْقِعِنا jw.‎org،‏ أغلَبِيَّةُ سُكَّانِ العالَمِ يَقدِرونَ أن يَصِلوا إلَيها.‏

٧ مع ذلِك،‏ قالَ يَسُوع أيضًا لِتَلاميذِهِ إنَّهُم لن ‹يُنْهوا جَولَتَهُم في المُدُن›،‏ أو يُبَشِّروا كُلَّ شَخص،‏ قَبلَ أن يَأتِي.‏ (‏مت ١٠:‏٢٣؛‏ ٢٥:‏٣١-‏٣٣‏)‏ وكَلِماتُ يَسُوع ستَنطَبِقُ في أيَّامِنا أيضًا.‏ فمَلايينُ النَّاسِ اليَومَ يَعيشونَ في مَناطِقَ حَيثُ عَمَلُ التَّبشيرِ تَحتَ حَظرٍ شَديد.‏ كما أنَّ مِئاتِ الأطفالِ يولَدونَ كُلَّ دَقيقَة.‏ طَبعًا،‏ نَحنُ نَعمَلُ كُلَّ جُهدِنا لِنوصِلَ الأخبارَ الحُلْوَة إلى النَّاسِ مِن «كُلِّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ ولُغَة».‏ (‏رؤ ١٤:‏٦‏)‏ لكنَّنا في الحَقيقَةِ لن نَقدِرَ أن نَصِلَ إلى كُلِّ فَردٍ على الأرضِ قَبلَ أن تَأتِيَ النِّهايَة.‏

٨ أيُّ سُؤالٍ قد يَخطُرُ على بالِنا بِخُصوصِ أحكامِ يَهْوَه في المُستَقبَل؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

٨ مِن هُنا يَنشَأُ السُّؤال:‏ ماذا عنِ الَّذينَ رُبَّما لن يَنالوا الفُرصَةَ لِيَسمَعوا الأخبارَ الحُلْوَة قَبلَ بِدايَةِ الضِّيقِ العَظيم؟‏ كَيفَ سيُحاسِبُهُم يَهْوَه وابنُهُ الَّذي أُوكِلَتْ إلَيهِ مُحاسَبَةُ النَّاس؟‏ (‏يو ٥:‏١٩،‏ ٢٢،‏ ٢٧؛‏ أع ١٧:‏٣١‏)‏ الآيَةُ الرَّئيسِيَّة في هذِهِ المَقالَةِ تُخبِرُنا أنَّ يَهْوَه «لا يَرغَبُ أن يَهلَكَ أحَد»،‏ بل يُريدُ «أن يَتوبَ الجَميع».‏ (‏٢ بط ٣:‏٩؛‏ ١ تي ٢:‏٤‏)‏ مع ذلِك،‏ علَينا أن نَعتَرِفَ أنَّ يَهْوَه لم يَكشِفْ لنا بَعد ماذا سيَفعَلُ في هذا الخصوص.‏ وطَبعًا،‏ هو لَيسَ مُضطَرًّا أن يُخبِرَنا أيَّ شَيءٍ عن ما فَعَلَهُ أو سيَفعَلُه.‏

كيف سيحاسب يهوه الذين ربما لن ينالوا الفرصة أن يسمعوا الأخبار الحلوة قبل بداية الضيق العظيم؟‏ (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏ c


٩ ماذا كَشَفَ لنا يَهْوَه في الكِتابِ المُقَدَّس؟‏

٩ مَع ذلِك،‏ كَشَفَ لنا يَهْوَه في كَلِمَتِهِ بَعضَ الأُمورِ الَّتي سيَفعَلُها.‏ مَثَلًا،‏ يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ يَهْوَه سيُقيمُ النَّاسَ «الأشرارَ» الَّذينَ لم تَكُنْ لَدَيهِمِ الفُرصَةُ أن يَسمَعوا الأخبارَ الحُلْوَة ويُغَيِّروا سُلوكَهُم.‏ (‏أع ٢٤:‏١٥؛‏ لو ٢٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ وهذا يَطرَحُ أسئِلَةً مُهِمَّة أُخْرى.‏

١٠ أيُّ أسئِلَةٍ أُخْرى تَنشَأ؟‏

١٠ هل كُلُّ الَّذينَ يَموتونَ خِلالَ الضِّيقِ العَظيمِ سيَهلَكونَ إلى الأبَدِ دونَ أمَلٍ بِالقِيامَة؟‏ يوضِحُ الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ المُقاوِمينَ الشَّرِسينَ الَّذينَ سيُهلِكُهُم يَهْوَه وقُوَّاتُهُ في هَرْمَجَدُّون لن يَقوموا.‏ (‏٢ تس ١:‏٦-‏١٠‏)‏ ولكنْ ماذا عن آخَرين،‏ مِثلِ الَّذينَ قد يَموتونَ لِأسبابٍ طَبيعِيَّة أو في حادِثٍ أو على يَدِ غَيرِهِم مِنَ البَشَر؟‏ (‏جا ٩:‏١١؛‏ زك ١٤:‏١٣‏)‏ هل يُمكِنُ أن يَكونَ بَعضُ هؤُلاءِ الأشخاصِ بَينَ «الأشرارِ» الَّذينَ سيَقومونَ في العالَمِ الجَديد؟‏ بِكُلِّ بَساطَة،‏ لا نَعرِفُ الجَواب.‏

ما الَّذي نَعرِفُه

١١ على أيِّ أساسٍ سيُحاسَبُ النَّاسُ في هَرْمَجَدُّون؟‏

١١ نَحنُ نَعرِفُ عِدَّةَ أُمورٍ عنِ الأحداثِ في المُستَقبَل.‏ مَثَلًا،‏ نَعرِفُ أنَّ النَّاسَ في هَرْمَجَدُّون سيُحاسَبونَ على أساسِ تَعامُلاتِهِم مع إخوَةِ المَسِيح.‏ (‏مت ٢٥:‏٤٠‏)‏ فالَّذينَ يُعتَبَرونَ خِرافًا سيَكونونَ قد أظهَروا دَعمَهُم لِلمُختارينَ ولِلمَسِيح.‏ ونَعرِفُ أيضًا أنَّ بَعضَ إخوَةِ المَسِيح سيَكونونَ ما زالوا على الأرضِ بَعدَ بِدايَةِ الضِّيقِ العَظيم،‏ ولن يُؤْخَذوا إلى السَّماءِ إلَّا قَبلَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن بِدايَةِ هَرْمَجَدُّون.‏ وما دامَ إخوَةُ المَسِيح على الأرض،‏ يُمكِنُ أن يَكونَ لَدى الأفرادِ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة الفُرصَةُ لِيَدعَموهُم ويَدعَموا عَمَلَهُم.‏ (‏مت ٢٥:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ رؤ ١٢:‏١٧‏)‏ لِماذا تَهُمُّنا هذِهِ الحَقائِق؟‏

١٢-‏١٣ ماذا قد تَكونُ رَدَّةُ فِعلِ البَعضِ بَعدَ أن يَرَوْا دَمارَ «بَابِل العَظيمَة»؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏

١٢ حتَّى بَعدَ بِدايَةِ الضِّيقِ العَظيم،‏ يُمكِنُ أن يَتَذَكَّرَ بَعضُ الَّذينَ يَرَونَ دَمارَ «بَابِل العَظيمَة» أنَّ شُهودَ يَهْوَه طالَما أخبَروا النَّاسَ أنَّ هذا سيَحدُث.‏ فهل يُمكِنُ أن يَتَغَيَّرَ قَلبُ البَعضِ حينَ يَرَونَ هذِهِ الأحداث؟‏ —‏ رؤ ١٧:‏٥؛‏ حز ٣٣:‏٣٣‏.‏

١٣ في هذِهِ الحالَة،‏ سيَكونُ الأمرُ مُشابِهًا لِما حَدَثَ في مِصْر أيَّامَ مُوسَى.‏ فآ‌نَذاك،‏ «أجانِبُ كَثيرونَ» خَرَجوا معَ الإسْرَائِيلِيِّين.‏ ورُبَّما بَعضُ هؤُلاءِ الأفرادِ بَدَأوا يُؤْمِنونَ بِيَهْوَه حينَ رَأَوْا بِعُيونِهِمِ الضَّرباتِ العَشْرَ الَّتي حَذَّرَ مِنها مُوسَى.‏ (‏خر ١٢:‏٣٨‏)‏ إذا حَصَلَ أمرٌ مُشابِهٌ بَعدَ دَمارِ بَابِل العَظيمَة،‏ فهل سنَنزَعِجُ لِأنَّ أشخاصًا انضَمُّوا إلَينا قَبلَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن مَجيءِ النِّهايَة؟‏ طَبعًا لا!‏ فنَحنُ نُريدُ أن نُشبِهَ أبانا السَّماوِيّ ‹الرَّحيمَ والحَنون،‏ البَطيءَ الغَضَب،‏ الوَلِيَّ والأمينَ جِدًّا».‏ b —‏ خر ٣٤:‏٦‏،‏ الحاشية.‏

بعض الذين سيرون دمار «بابل العظيمة» سيتذكرون أن شهود يهوه طالما أخبروا الناس أن هذا سيحدث (‏أُنظر الفقرتين ١٢-‏١٣.‏)‏ d


١٤-‏١٥ هل يَعتَمِدُ مَصيرُ الشَّخصِ الأبَدِيُّ على متى يَصدُفُ أن يَموتَ أو أينَ يَصدُفُ أن يَعيش؟‏ أوضِح.‏ (‏مزمور ٣٣:‏٤،‏ ٥‏)‏

١٤ أحيانًا،‏ نَسمَعُ أحَدًا يَقول:‏ «رُبَّما أفضَلُ أن يَموتَ قَريبي قَبلَ الضِّيقِ العَظيمِ كَي يَكونَ لَدَيهِ أمَلٌ بِالقِيامَة».‏ طَبعًا،‏ الشَّخصُ الَّذي يَقولُ عِبارَةً كهذِه نَواياهُ طَيِّبَة.‏ لكنَّ مُستَقبَلَ الشَّخصِ الأبَدِيَّ لا يَعتَمِدُ على متى يَصدُفُ أن يَموت.‏ فيَهْوَه هوَ القاضي الكامِل،‏ وهو يُصدِرُ دائِمًا أحكامًا عادِلَة وصائِبَة.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٣٣:‏٤،‏ ٥‏.‏)‏ ونَقدِرُ أن نَثِقَ أنَّ «قاضي كُلِّ الأرضِ» سيَتَصَرَّفُ بِعَدل.‏ —‏ تك ١٨:‏٢٥‏.‏

١٥ مَنطِقِيٌّ أيضًا أن نَستَنتِجَ أنَّ مُستَقبَلَ الشَّخصِ الأبَدِيَّ لا يَعتَمِدُ على أينَ يَصدُفُ أن يَعيش.‏ فمِنَ المُستَحيلِ أن يُصَنِّفَ يَهْوَه أوتوماتيكِيًّا مَلايينَ النَّاسِ أنَّهُم «جِداءٌ» لِمُجَرَّدِ أنَّهُم يَعيشونَ في بُلدانٍ حَيثُ لم يَكُنْ لَدَيهِم أيُّ فُرصَةٍ لِيَسمَعوا رِسالَةَ مَملَكَةِ اللّٰه.‏ (‏مت ٢٥:‏٤٦‏)‏ فقاضي كُلِّ الأرضِ العادِلُ يَهتَمُّ بِهؤُلاءِ الأفرادِ أكثَرَ بِكَثيرٍ مِمَّا قد نَهتَمُّ نَحن.‏ ولا نَعرِفُ كَيفَ سيُحَوِّلُ مَجْرى الأحداثِ خِلالَ الضِّيقِ العَظيم.‏ فرُبَّما بَعضُ هؤُلاءِ الأشخاصِ سيَنالونَ الفُرصَةَ أن يَتَعَلَّموا عن يَهْوَه،‏ يُؤْمِنوا به،‏ ويَأخُذوا مَوْقِفًا إلى جانِبِهِ عِندَما يُظهِرُ قَداسَتَهُ أمامَ كُلِّ الأُمَم.‏ —‏ حز ٣٨:‏١٦‏.‏

بَعدَ بِدايَةِ الضِّيقِ العَظيم .‏ .‏ .‏ هل يُمكِنُ أن يَتَغَيَّرَ قَلبُ البَعضِ حينَ يَشهَدونَ هذا الحَدَث؟‏

١٦ ماذا صِرنا نَعرِفُ عن يَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٦ مِن خِلالِ دَرسِنا لِلكِتابِ المُقَدَّس،‏ صِرنا نَعرِفُ كم يُقَدِّرُ يَهْوَه حَياةَ الإنسان.‏ فهو ضَحَّى بِحَياةِ ابْنِهِ كَي يَكونَ لَدَينا جَميعًا أمَلٌ بِأن نَعيشَ إلى الأبَد.‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ وكُلُّنا شَعَرنا في وَقتٍ مِنَ الأوْقاتِ بِحَنانِ يَهْوَه.‏ (‏إش ٤٩:‏١٥‏)‏ كما أنَّهُ يَعرِفُ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا بِاسْمِه.‏ وفي الحَقيقَة،‏ هو يَعرِفُنا كأفرادٍ لِدَرَجَةِ أنَّنا في حالِ مُتنا،‏ يَقدِرُ أن يَخلُقَنا مِن جَديدٍ بِكُلِّ تَفصيلٍ يُمَيِّزُنا،‏ ويَرُدَّ لنا كُلَّ واحِدَةٍ مِنَ الذِّكْرَياتِ الَّتي تَجعَلُنا ما نَحنُ علَيه.‏ (‏مت ١٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ فِعلًا،‏ لَدَينا أسبابٌ قَوِيَّة لِنَثِقَ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ سيَحكُمُ على كُلِّ فَردٍ بِطَريقَةٍ عادِلَة،‏ رَحيمَة،‏ ومُتَوازِنَة تَمامًا.‏ —‏ يع ٢:‏١٣‏.‏

نقدر أن نثق بأن يهوه سيحكم على كل فرد بطريقة عادلة،‏ رحيمة،‏ ومتوازنة تمامًا (‏أُنظر الفقرة ١٦.‏)‏


١٧ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٧ هذِهِ التَّعديلاتُ على فَهمِنا تَجعَلُ عَمَلَ التَّبشيرِ مُهِمًّا أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى.‏ لِماذا نَقولُ ذلِك؟‏ وماذا يَدفَعُنا أن نَستَمِرَّ في التَّبشيرِ دونَ تَكاسُل؟‏ سنَرى بِالتَّفصيلِ الأجوِبَةَ عن هذِهِ الأسئِلَةِ في المَقالَةِ التَّالِيَة.‏

التَّرنيمَة ٧٦ يا لهُ مِن إحساس!‏

a لِتَعرِفَ أسبابَ هذا التَّغيير،‏ انظُرِ المَقالَة «مِثلُ هذا صارَ مَرْضِيًّا عِندَك» في عَدَد ١٥ آذَار (‏مَارِس)‏ ٢٠١٥ مِن بُرجِ المُراقَبَة،‏ الصَّفَحات ٧-‏١١‏.‏

b بَعدَ دَمارِ بَابِل العَظيمَة،‏ كُلُّ خُدَّامِ يَهْوَه سيُمتَحَنونَ خِلالَ هُجومِ جُوج المَاجُوجِيّ.‏ وكُلُّ الَّذينَ يَنضَمُّونَ إلى شَعبِ اللّٰهِ بَعدَ دَمارِ بَابِل العَظيمَة سيُمتَحَنونَ أيضًا.‏

c وصف الصور:‏ ثلاثة مشاهد تُظهر لماذا قد لا يصل عمل التبشير العالمي إلى بعض الناس:‏ (‏١)‏ رجل يعيش في منطقة نائية جدًّا ويصعب الوصول إليها،‏ مما يجعل عمل التبشير شبه مستحيل،‏ (‏٢)‏ زوجان يعيشان حيث النظام السياسي الحالي يجعل عمل التبشير غير قانوني وخطرًا،‏ و (‏٣)‏ امرأة تعيش حيث الدين السائد يجعل عمل التبشير غير آمن.‏

d وصف الصور:‏ شابة تركت الحق تتذكر ما تعلَّمته عن دمار «بابل العظيمة»،‏ فيتغير قلبها وتعود إلى والدَيها المسيحيَّين.‏ إذا حصل أمر كهذا،‏ نريد أن نشبه أبانا السماوي الرحيم والمتعاطف ونفرح بأن شخصًا خاطئًا قد عاد.‏