الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٦

التَّرنيمَة ٨ في يَهْوَه مُحتَمانا

ليكن يهوه صخرتك

ليكن يهوه صخرتك

‏«لَيسَ صَخرَةٌ مِثلَ إلهِنا».‏ —‏ ١ صم ٢:‏٢‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

إعرِفْ لِماذا يُشَبَّهُ يَهْوَه بِصَخرَةٍ وكَيفَ نَتَمَثَّلُ بِصِفاتِهِ الَّتي تُشبِهُ الصَّخر.‏

١ بِماذا شَبَّهَ دَاوُد يَهْوَه حَسَبَ المَزْمُور ١٨:‏٤٦‏؟‏

 نَعيشُ في عالَمٍ تَكثُرُ فيهِ التَّحَدِّياتُ المُفاجِئَة الَّتي تُصَعِّبُ حَياتَنا،‏ أو حتَّى تَقلِبُها رَأسًا على عَقِب.‏ ونَحنُ نَشكُرُ يَهْوَه اللّٰهَ لِأنَّنا نَقدِرُ أن نَلجَأَ إلَيهِ لِيُساعِدَنا.‏ في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ رَأيْنا أنَّ إلهَنا حَيٌّ وهو دائِمًا مُستَعِدٌّ لِيَدعَمَنا.‏ وعِندَما نَلمُسُ دَعمَه،‏ نَشعُرُ بِالطُّمَأنينَةِ ونَتَأكَّدُ أنَّ «يَهْوَه إلهٌ حَيّ».‏ ‏(‏إقرإ المزمور ١٨:‏٤٦‏.‏)‏ ولكنْ مُباشَرَةً بَعدَما ذَكَرَ دَاوُد هذِهِ العِبارَة،‏ دَعا اللّٰهَ «صَخرَتي».‏ فلِماذا شَبَّهَ الإلهَ الحَيَّ يَهْوَه بِشَيءٍ جامِدٍ مِثلِ الصَّخرَة؟‏

٢ لِماذا يَلزَمُ أن تَهُمَّنا الفِكرَةُ أنَّ دَاوُد دَعا يَهْوَه ‏«صَخرَتي»؟‏

٢ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ لِماذا يُشَبَّهُ يَهْوَه بِصَخرَةٍ وماذا تُعَلِّمُنا هذِهِ الصُّورَةُ الكَلامِيَّة عنه.‏ وسَنَتَعَلَّمُ أيضًا كَيفَ نَعتَبِرُ يَهْوَه صَخرَتَنا نَحن.‏ وفي النِّهايَة،‏ سنَتَحَدَّثُ عن طُرُقٍ لِنَتَمَثَّلَ بِصِفاتِ يَهْوَه الَّتي تُشبِهُ الصَّخر.‏

لِماذا يَهْوَه صَخرَة؟‏

٣ كَيفَ يَستَعمِلُ الكِتابُ المُقَدَّسُ الكَلِمَتَيْنِ «صَخرٌ» و «صَخرَةٌ» في أحيانٍ كَثيرَة؟‏ (‏أُنظُر الصُّورَة.‏)‏

٣ يَستَعمِلُ الكِتابُ المُقَدَّسُ الكَلِمَتَيْنِ «صَخرٌ» و «صَخرَةٌ» لِيَرسُمَ صورَةً كَلامِيَّة تُخبِرُنا عن صِفاتٍ لَدى يَهْوَه.‏ وغالِبًا ما تَرِدانِ في مَقاطِعَ تُسَبِّحُ اللّٰهَ لِأنَّهُ إلهٌ لا مَثيلَ له.‏ وأوَّلُ مَرَّةٍ يُقالُ إنَّ يَهْوَه هوَ «الصَّخرُ» هي في التَّثْنِيَة ٣٢:‏٤‏.‏ وقد قالَت حَنَّة في صَلاتِها إنَّهُ «لَيسَ صَخرَةٌ مِثلَ إلهِنا».‏ (‏١ صم ٢:‏٢‏)‏ ودَعا حَبَقُوق يَهْوَه «صَخرَتي».‏ (‏حب ١:‏١٢‏)‏ كما أنَّ كاتِبَ المَزْمُور ٧٣ دَعا اللّٰهَ «صَخرَةَ قَلبي».‏ (‏مز ٧٣:‏٢٦‏،‏ الحاشية)‏ حتَّى يَهْوَه قالَ عن نَفْسِهِ إنَّهُ صَخرَة.‏ (‏إش ٤٤:‏٨‏)‏ لِنُناقِشِ الآنَ ثَلاثَ صِفاتٍ تُشبِهُ الصَّخرَ يَمتَلِكُها يَهْوَه،‏ ونَتَعَلَّمْ كَيفَ نَجعَلُهُ ‏«صَخرَنا».‏ —‏ تث ٣٢:‏٣١‏.‏

شعب يهوه يعتبرونه صخرة آمنة (‏أُنظر الفقرة ٣.‏)‏


٤ كَيفَ يَكونُ يَهْوَه مَلجَأً؟‏ (‏مزمور ٩٤:‏٢٢‏)‏

٤ يَهْوَه مَلجَأ.‏ مِثلَما أنَّ الصَّخرَةَ الكَبيرَة تُخَبِّئُ الشَّخصَ مِن عاصِفَةٍ قَوِيَّة،‏ يَحْمينا يَهْوَه حينَ نُواجِهُ ظُروفًا تُهَدِّدُ خَيرَنا.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٩٤:‏٢٢‏.‏)‏ فهو يُبْقينا في أمانٍ ولا يَسمَحُ أن نُعانِيَ مِن أذًى دائِم.‏ كما أنَّهُ يَعِدُنا بِشَيءٍ أكثَرَ بَعد:‏ أن يُزيلَ أخيرًا كُلَّ ما يُهَدِّدُ سَلامَنا وأمانَنا.‏ —‏ حز ٣٤:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

٥ كَيفَ يَصيرُ يَهْوَه مَلجَأً مِن صَخرٍ بالنِّسبَةِ لَنا؟‏

٥ إحْدى الطُّرُقِ لِنَجعَلَ يَهْوَه مَلجَأً مِن صَخرٍ بالنِّسبَةِ لَنا هيَ الصَّلاةُ إلَيه.‏ فعِندَما نُصَلِّي،‏ يُعْطينا يَهْوَه ‹سَلامَهُ› الَّذي يَحرُسُ قَلبَنا وعَقلَنا.‏ (‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ لاحِظِ اختِبارَ أخٍ اسْمُهُ أَرْتِيم سُجِنَ مِن أجْلِ إيمانِه.‏ فقد كانَ يَخضَعُ تَكرارًا لِلاستِجوابِ على يَدِ مُحَقِّقٍ قاسٍ يَضغَطُ علَيهِ ويُهينُه.‏ يَقولُ أَرْتِيم:‏ «كُنتُ أشعُرُ بِتَوَتُّرٍ شَديدٍ كُلَّما استَدعاني المُحَقِّق .‏ .‏ .‏ صَلَّيتُ طولَ الوَقتِ إلى يَهْوَه.‏ طَلَبتُ مِنهُ سَلامَ القَلبِ والحِكمَة.‏ وهكَذا لم تَنفَعْ معي كُلُّ تَكتيكاتِ المُحَقِّق .‏ .‏ .‏ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ أحسَستُ أنِّي أقِفُ وَراءَ حائِطٍ يَحْميني».‏

٦ لِماذا نَقدِرُ أن نَتَّكِلَ دائِمًا على يَهْوَه؟‏ (‏إشعيا ٢٦:‏٣،‏ ٤‏)‏

٦ يَهْوَه يُتَّكَلُ علَيه.‏ مِثلَما أنَّ الصَّخرَ الضَّخمَ لا يَتَزَحزَح،‏ يَهْوَه مَوْجودٌ دائِمًا لِيُساعِدَنا.‏ ونَقدِرُ أن نَثِقَ بهِ لِأنَّهُ «صَخرُ الدُّهور».‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٢٦:‏٣،‏ ٤‏.‏)‏ فهو سيَكونُ دائِمًا حَيًّا لِيَفِيَ بِوُعودِه،‏ يَسمَعَ صَلَواتِنا،‏ ويَدعَمَنا عِندَ الحاجَة.‏ ونَقدِرُ أيضًا أن نَتَّكِلَ على يَهْوَه لِأنَّهُ وَلِيٌّ لِلَّذينَ يَخدُمونَه.‏ (‏٢ صم ٢٢:‏٢٦‏)‏ فهو لن يَنْسى أبَدًا ما نَفعَلُهُ وسَيُكافِئُنا بِالتَّأكيد.‏ —‏ عب ٦:‏١٠؛‏ ١١:‏٦‏.‏

٧ كَيفَ يَنفَعُنا الاتِّكالُ على يَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٧ نَجعَلُ يَهْوَه صَخرَتَنا عِندَما نَتَّكِلُ كامِلًا علَيه.‏ ونَحنُ نَثِقُ أنَّنا إذا أطَعناهُ حتَّى في الأوْقاتِ الصَّعبَة،‏ نَنتَفِعُ كَثيرًا.‏ (‏إش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ففيما نَلمُسُ دَعمَه،‏ تَزدادُ ثِقَتُنا به.‏ ونَصيرُ بِالتَّالي مُستَعِدِّينَ بِشَكلٍ أفضَلَ لِنُواجِهَ الصُّعوباتِ الَّتي لا يَقدِرُ أحَدٌ إلَّا يَهْوَه أن يُخرِجَنا مِنها.‏ وغالِبًا في المَواقِفِ حينَ لا يَكونُ هُناك أحَدٌ نَلجَأُ إلَيه،‏ نُدرِكُ إلى أيِّ دَرَجَةٍ يُتَّكَلُ على يَهْوَه.‏ يُخبِرُ فْلَادِيمِير:‏ «الفَترَةُ الَّتي قَضَيتُها في مَركَزِ الحَجزِ كانَت أفضَلَ وَقتٍ في عَلاقَتي معَ اللّٰه.‏ تَعَلَّمتُ أن أثِقَ بهِ أكثَرَ لِأنِّي كُنتُ وَحيدًا تَمامًا وعاجِزًا تَمامًا أمامَ هذا الظَّرف».‏

نجعل يهوه صخرتنا حين نتكل كاملًا عليه (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏


٨ (‏أ)‏ لِماذا نَقولُ إنَّ يَهْوَه ثابِت؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ نَستَفيدُ حينَ يَكونُ اللّٰهُ صَخرَتَنا؟‏ (‏مزمور ٦٢:‏٦،‏ ٧‏)‏

٨ يَهْوَه ثابِت.‏ مِثلَ الصَّخرَةِ الكَبيرَة،‏ يَهْوَه ثابِتٌ ومُستَقِرّ.‏ شَخصِيَّتُهُ لَيسَ فيها تَقَلُّباتٌ وقَصدُهُ لا يَتَغَيَّر.‏ (‏مل ٣:‏٦‏)‏ فالتَّمَرُّدُ في عَدَن لم يَهُزَّه.‏ فكَما كَتَبَ الرَّسولُ بُولُس،‏ يَهْوَه «لا يَقدِرُ أن يُنكِرَ ذاتَه».‏ (‏٢ تي ٢:‏١٣‏)‏ وهذا يَعْني أنَّهُ مَهْما حَصَلَ ومَهْما فَعَلَ الآخَرون،‏ فلن يَحيدَ يَهْوَه أبَدًا عن صِفاتِه،‏ قَصدِه،‏ ومَقاييسِه.‏ وبِهذِهِ الثِّقَةِ بِإلهِنا الثَّابِت،‏ نَلتَفِتُ إلَيهِ مِن أجْلِ الخَلاصِ والمُساعَدَةِ عِندَما تَعصِفُ بنا المَشاكِل.‏ —‏ إقرإ المزمور ٦٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

٩ ماذا تَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ تَاتْيَانَا؟‏

٩ نَجعَلُ يَهْوَه صَخرَتَنا حينَ نُرَكِّزُ على شَخصِيَّتِهِ ونُبْقي قَصدَهُ دائِمًا في بالِنا.‏ وهذا سيُساعِدُنا أن نُحافِظَ على استِقرارِنا العاطِفِيِّ في وَجهِ الصُّعوبات.‏ (‏مز ١٦:‏٨‏)‏ لاحِظِ اختِبارَ أُختٍ اسْمُها تَاتْيَانَا وُضِعَت تَحتَ الإقامَةِ الجَبرِيَّة في بَيتِها بِسَبَبِ إيمانِها.‏ تَقول:‏ «وَجَدتُ نَفْسي وَحيدَةً بِكُلِّ مَعْنى الكَلِمَة.‏ كانَ الوَضعُ صَعبًا في البِدايَة،‏ وفي أكثَرِيَّةِ الأوْقاتِ كُنتُ أشعُرُ بِالإحباط».‏ ولكنْ حينَ فَكَّرَت تَاتْيَانَا كَيفَ تَرتَبِطُ مُشكِلَتُها بِيَهْوَه وقَصدِه،‏ ارتَفَعَت مَعنَوِيَّاتُها واستَطاعَت أن تَتَحَمَّلَ ظَرفَها.‏ تُخبِر:‏ «فَكَّرتُ في السَّبَبِ وَراءَ ما يَحصُلُ معي.‏ فأنا أمُرُّ بِكُلِّ هذا مِن أجْلِ يَهْوَه.‏ وهذا ساعَدَني أن لا أعودَ أُفَكِّرُ في نَفْسي».‏

١٠ كَيفَ يَكونُ يَهْوَه صَخرَتَنا الآن؟‏

١٠ في الأيَّامِ الآتِيَة،‏ سنُواجِهُ صُعوباتٍ تَتَطَلَّبُ مِنَّا أن نَتَّكِلَ على يَهْوَه أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى.‏ فالآنَ هوَ الوَقتُ لِنُقَوِّيَ قَناعَتَنا أنَّهُ سيُؤَمِّنُ لنا كُلَّ ما نَحتاجُ إلَيهِ لِنَحتَمِلَ بِأمانَة.‏ كَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟‏ إقرَأْ قِصَصَ الكِتابِ المُقَدَّسِ واختِباراتِ شُهودِ يَهْوَه في أيَّامِنا.‏ لاحِظْ كَيفَ أظهَرَ اللّٰهُ صِفاتٍ تُشبِهُ الصَّخرَ لِيَدعَمَ خُدَّامَه.‏ تَأمَّلْ في هذِهِ القِصَص.‏ وهذا سيُساعِدُكَ أن تَجعَلَ يَهْوَه صَخرَتَك أنت.‏

تَمَثَّلْ بِصِفاتِ يَهْوَه الَّتي تُشبِهُ الصَّخر

١١ لِماذا نُريدُ أن نَتَمَثَّلَ بِصِفاتِ يَهْوَه الَّتي تُشبِهُ الصَّخر؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الإطار «‏ هَدَفٌ لِلإخوَةِ الشُّبَّان‏».‏)‏

١١ رَأيْنا كَيفَ يَكونُ يَهْوَه مِثلَ صَخرَة.‏ والآنَ سنُناقِشُ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِصِفاتِهِ الَّتي تُشبِهُ الصَّخر.‏ وكُلَّما اقتَرَبنا أكثَرَ مِن صِفاتِه،‏ صِرنا جاهِزينَ أكثَرَ لِنَبنِيَ الجَماعَة.‏ مَثَلًا،‏ أعْطى يَسُوع لِسِمْعَان الاسْمَ صَفَا (‏المُتَرجَمَ إلى «بُطْرُس»)‏ الَّذي يَعْني «صَخرَة».‏ (‏يو ١:‏٤٢‏)‏ وهذا دَلَّ أنَّهُ سيَصيرُ مَصدَرَ تَشجيعٍ لِلآخَرينَ ويُساهِمُ في خَلقِ جَوٍّ مِنَ الاستِقرارِ في الجَماعَة.‏ وتَصِفُ كَلِمَةُ اللّٰهِ الشُّيوخَ اليَومَ بِأنَّهُم «ظِلُّ صَخرَةٍ عَظيمَة».‏ وهذا يُظهِرُ أنَّهُم يَحْمونَ الآخَرينَ في الجَماعَة.‏ (‏إش ٣٢:‏٢‏)‏ وطَبعًا،‏ تَستَفيدُ الجَماعَةُ حينَ يَتَمَثَّلُ الكُلّ،‏ الإخوَةُ والأخَوات،‏ بِصِفاتِ يَهْوَه الَّتي تُشبِهُ الصَّخر.‏ —‏ أف ٥:‏١‏.‏

١٢ ما هي بَعضُ الطُّرُقِ لِنَكونَ مَلجَأً لِإخوَتِنا؟‏

١٢ كُنْ مَلجَأً لِإخوَتِك.‏ أحيانًا،‏ قد نُؤَمِّنُ لِإخوَتِنا مَلجَأً حَرفِيًّا مِنَ الكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة،‏ الاضطِراباتِ المَدَنِيَّة،‏ أوِ الحُروب.‏ وفيما يَصيرُ الوَضعُ أسوَأَ في «الأيَّامِ الأخيرَة»،‏ سيَكونُ لَدَينا دونَ شَكٍّ فُرَصٌ أكثَرُ لِنُساعِدَ واحِدُنا الآخَر.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ ونَقدِرُ أيضًا أن نَكونَ مَلجَأً عاطِفِيًّا وروحِيًّا لِإخوَتِنا.‏ كَيف؟‏ حينَ نُساهِمُ في الجَوِّ الدَّافِئِ في الجَماعَةِ ونُحَسِّسُ إخوَتَنا أنَّهُم بَينَ عائِلَتِهِم في قاعَةِ المَلَكوت.‏ نَحنُ نَعيشُ في عالَمٍ قاسٍ،‏ بارِد،‏ مَليءٍ بِالهُموم.‏ لِذلِك حينَ يَحضُرُ إخوَتُنا الاجتِماعات،‏ نُريدُ أن نَفعَلَ كُلَّ ما نَقدِرُ علَيهِ كَي يَشعُروا بِالمَحَبَّة،‏ الانتِعاش،‏ والأمان.‏

١٣ كَيفَ يَكونُ الشُّيوخُ بِشَكلٍ خاصٍّ مَلجَأً لِلإخوَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٣ يُمكِنُ أن يَصيرَ الشُّيوخُ مَلجَأً لِلإخوَةِ الَّذينَ يُواجِهونَ حَرفِيًّا ومَجازِيًّا عَواصِفَ في حَياتِهِم.‏ فخِلالَ الكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة والحالاتِ الطِّبِّيَّة الطَّارِئَة،‏ يَأخُذُ الشُّيوخُ المُبادَرَةَ ويُرَتِّبونَ لِتَقديمِ المُساعَدَةِ العَمَلِيَّة.‏ كما أنَّهُم يُقَدِّمونَ المُساعَدَةَ الرُّوحِيَّة.‏ ولا شَكَّ أنَّ الإخوَةَ سيُحِبُّونَ أن يَقتَرِبوا مِن شَيخٍ إذا كانَ مَعروفًا بِلُطفِه،‏ تَعاطُفِه،‏ ورَغبَتِهِ في الاستِماعِ لِلآخَرين.‏ فهذِهِ الصِّفاتُ تُحَسِّسُهُم أنَّهُم بَينَ أيْدٍ أمينَة،‏ وتُسَهِّلُ علَيهِم أن يُطَبِّقوا أيَّ نَصيحَةٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ قد يُعْطيها لهُم.‏ —‏ ١ تس ٢:‏٧،‏ ٨،‏ ١١‏.‏

حين يواجه الإخوة حرفيًّا ومجازيًّا عواصف في حياتهم،‏ يكون الشيوخ ملجأ لهم (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏ a


١٤ كَيفَ نَكونُ أشخاصًا يُعتَمَدُ علَيهِم؟‏

١٤ كُنْ شَخصًا يُتَّكَلُ علَيه.‏ نُريدُ أن يَشعُرَ الآخَرونَ أنَّنا أشخاصٌ يُعتَمَدُ علَيهِم،‏ وخاصَّةً في الظُّروفِ الصَّعبَة.‏ (‏أم ١٧:‏١٧‏)‏ فكَيفَ نَكسِبُ هذا الصِّيت؟‏ يَلزَمُ أن نَجتَهِدَ لِنُظهِرَ دائِمًا الصِّفاتِ المَسِيحِيَّة،‏ مِثلَ أن نَفِيَ بِوُعودِنا ونَكونَ دَقيقينَ في مَواعيدِنا.‏ (‏مت ٥:‏٣٧‏)‏ وجَيِّدٌ أيضًا أن نُقَدِّمَ المُساعَدَةَ العَمَلِيَّة عِندَ الحاجَة.‏ بِالإضافَةِ إلى ذلِك،‏ نَحنُ نَسْعى لِنُتَمِّمَ تَعييناتِنا حَسَبَ التَّوجيهاتِ الَّتي نَتَلَقَّاها.‏

١٥ كَيفَ تَستَفيدُ الجَماعَةُ إذا كانَ الشُّيوخُ يُتَّكَلُ علَيهِم؟‏

١٥ الشُّيوخُ الَّذينَ يُتَّكَلُ علَيهِم هُم بَرَكَةٌ لِلجَماعَة.‏ فالنَّاشِرونَ يَشعُرُونَ أنَّ لَدَيهِم سَنَدًا إذا كانوا يَرتاحونَ أن يَتَّصِلوا بِالشُّيوخ،‏ مِثلِ ناظِرِ فَريقِهِم.‏ ويَشعُرونَ أيضًا أنَّ هُناك مَن يَهتَمُّ بهِم إذا كانوا يَعرِفونَ أنَّ الشُّيوخَ جاهِزونَ لِيُساعِدوهُم.‏ وعِندَما يُؤَسِّسُ الشُّيوخُ نَصائِحَهُم على الكِتابِ المُقَدَّسِ ومَطبوعاتِ العَبدِ الأمينِ بَدَلَ آرائِهِمِ الشَّخصِيَّة،‏ يَكسِبونَ ثِقَةَ رِفاقِهِم في الإيمان.‏ ولَدى الإخوَةِ والأخَواتِ سَبَبٌ إضافِيٌّ لِيَثِقوا بِالشَّيخِ الَّذي يُحافِظُ على سِرِّيَّةِ المَسائِلِ الشَّخصِيَّة ويُلاحِقُ الأُمورَ كما وَعَد.‏

١٦ كَيفَ نَستَفيدُ نَحنُ وغَيرُنا عِندَما نَكونُ ثابِتين؟‏

١٦ كُنْ ثابِتًا.‏ سيَكونُ تَأثيرُنا إيجابِيًّا على الآخَرينَ إذا كُنَّا ثابِتينَ إلى جانِبِ الصَّوابِ وأخَذْنا قَراراتٍ مُؤَسَّسَة بِشَكلٍ راسِخٍ على مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ وفيما نَنْمو في الإيمانِ والمَعرِفَةِ الدَّقيقَة،‏ نَصيرُ راسِخينَ أكثَرَ في الحَقّ.‏ فلَسنا مُتَرَدِّدين،‏ مُتَقَلِّبين،‏ أو نَنجَرُّ بِسُهولَةٍ وَراءَ التَّعاليمِ الخاطِئَة وتَفكيرِ أهلِ العالَم.‏ (‏أف ٤:‏١٤؛‏ يع ١:‏٦-‏٨‏)‏ وإيمانُنا بِيَهْوَه ووُعودِهِ يُبْقينا مُتَّزِنينَ عِندَما نَسمَعُ خَبَرًا سَيِّئًا.‏ (‏مز ١١٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ ونَقدِرُ أيضًا أن نَدعَمَ الَّذينَ يُواجِهونَ الصُّعوبات.‏ —‏ ١ تس ٣:‏٢،‏ ٣‏.‏

١٧ ماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ أن يُثَبِّتوا الإخوَة؟‏

١٧ يَلزَمُ أن يَكونَ الشُّيوخُ مُعتَدِلينَ في العادات،‏ رَزينين،‏ مُنَظَّمين،‏ ومَرِنين.‏ فهؤُلاءِ الرِّجالُ يُثَبِّتونَ الإخوَةَ ويُقَوُّونَ الجَماعَةَ حينَ ‹يَتَمَسَّكونَ بِثَباتٍ بِالكَلِمَةِ الأمينَة›.‏ (‏تي ١:‏٩؛‏ ١ تي ٣:‏١-‏٣‏)‏ فبِمِثالِهِم ورِعايَتِهِم لِلجَماعَة،‏ يُساعِدونَ النَّاشِرينَ أن يَكونوا مُنتَظِمينَ في حُضورِ الاجتِماعات،‏ خِدمَةِ الحَقل،‏ والدَّرسِ الشَّخصِيّ.‏ وحينَ يُواجِهُ الإخوَةُ والأخَواتُ ظُروفًا قد تُزَعزِعُ ثَباتَهُم،‏ يَلعَبُ الشُّيوخُ دَورًا كَبيرًا حينَ يُشَجِّعونَهُم أن يَبْقَوْا مُرَكِّزينَ على يَهْوَه ومَقاصِدِه.‏

١٨ لِماذا نُريدُ أن نُسَبِّحَ يَهْوَه ونَقتَرِبَ مِنهُ أكثَر؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الإطار «‏ طَريقَةٌ لِنَقتَرِبَ أكثَرَ مِن يَهْوَه‏».‏)‏

١٨ بَعدَما تَأمَّلْنا في صِفاتِ يَهْوَه الرَّائِعَة،‏ نَقولُ كما قالَ المَلِكُ دَاوُد:‏ «لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه صَخرَتي».‏ (‏مز ١٤٤:‏١‏)‏ فيَهْوَه سيَظَلُّ كُلَّ يَومٍ وإلى الأبَدِ إلهَنا الَّذي نَتَّكِلُ علَيه.‏ وطَوالَ حَياتِنا،‏ حتَّى إلى كِبَرِنا،‏ سيَبْقى لَدَينا أسبابٌ كَثيرَة لِنَقول:‏ «هو صَخرَتي»،‏ ونَثِقَ كُلَّ الثِّقَةِ أنَّهُ سيَكونُ دائِمًا بِجانِبِنا لِيُساعِدَنا أن نَزدَهِرَ روحِيًّا.‏ —‏ مز ٩٢:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

التَّرنيمَة ١٥٠ أُطلُبوا خَلاصَ يَهْوَه

a وصف الصور:‏ في قاعة الملكوت،‏ تقترب أخت من شيخين ترتاح أن تتكلم معهما.‏