ارميا ٥١‏:‏١‏-٦٤

٥١  هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ:‏ «هٰأَنَذَا أُثِيرُ عَلَى بَابِلَ+ وَعَلَى سُكَّانِ لِبَّ قَمَايَ رِيحًا مُهْلِكَةً.‏+ ٢  وَأُرْسِلُ إِلَى بَابِلَ مُذَرِّينَ يُذَرُّونَهَا وَيُفْرِغُونَ أَرْضَهَا،‏+ لِأَنَّهُمْ يَكُونُونَ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ فِي يَوْمِ ٱلْبَلِيَّةِ.‏+ ٣  ‏«اَلَّذِي يَشُدُّ قَوْسَهُ فَلَا يَشُدَّهَا،‏+ وَلَا يَنْهَضْ أَحَدٌ بِدِرْعِهِ ٱلْمَزْرُودَةِ.‏ ‏«لَا تَتَرَأَّفُوا عَلَى شُبَّانِهَا.‏+ حَرِّمُوا كُلَّ جَيْشِهَا لِلْهَلَاكِ.‏+ ٤  فَيَسْقُطُونَ قَتْلَى فِي أَرْضِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ،‏+ وَمَطْعُونِينَ فِي شَوَارِعِهَا.‏+ ٥  ‏«لِأَنَّ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا+ لَمْ تَتَرَمَّلَا مِنْ إِلٰهِهِمَا،‏ مِنْ يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ.‏+ أَمَّا أُولٰئِكَ فَقَدِ ٱمْتَلَأَتْ أَرْضُهُمْ ذَنْبًا فِي نَظَرِ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ.‏+ ٦  ‏«اُهْرُبُوا مِنْ وَسَطِ بَابِلَ،‏+ وَٱنْجُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِنَفْسِهِ.‏+ لَا تَهْلِكُوا بِذَنْبِهَا.‏+ لِأَنَّ هٰذَا وَقْتُ ٱنْتِقَامٍ لِيَهْوَهَ،‏+ وَهُوَ يُؤَدِّي لَهَا ٱلْجَزَاءَ.‏+ ٧  كَانَتْ بَابِلُ كَأْسَ ذَهَبٍ بِيَدِ يَهْوَهَ+ تُسْكِرُ كُلَّ ٱلْأَرْضِ.‏+ مِنْ خَمْرِهَا شَرِبَتِ ٱلْأُمَمُ.‏+ وَمِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ جُنَّتِ ٱلْأُمَمُ.‏+ ٨  سَقَطَتْ بَابِلُ فَجْأَةً فَتَكَسَّرَتْ.‏+ وَلْوِلُوا عَلَيْهَا.‏+ خُذُوا بَلَسَانًا لِوَجَعِهَا،‏+ لَعَلَّهَا تُشْفَى».‏ ٩  ‏«أَرَدْنَا شِفَاءَ بَابِلَ فَلَمْ تُشْفَ.‏ اُتْرُكُوهَا+ وَلْنَذْهَبْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ.‏+ لِأَنَّ قَضَاءَهَا بَلَغَ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ وَٱرْتَفَعَ إِلَى ٱلْغَمَامِ.‏+ ١٠  قَدْ صَنَعَ يَهْوَهُ أَعْمَالَ بِرٍّ مِنْ أَجْلِنَا.‏+ هَلُمَّ نُخَبِّرُ فِي صِهْيَوْنَ بِعَمَلِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا».‏+ ١١  ‏«سُنُّوا ٱلسِّهَامَ،‏+ ٱمْلَأُوا ٱلْمَجَانَّ.‏ قَدْ أَنْهَضَ يَهْوَهُ رُوحَ مُلُوكِ ٱلْمَادِيِّينَ،‏+ فَإِنَّمَا فِكْرُهُ ضِدُّ بَابِلَ+ لِيُهْلِكَهَا.‏ لِأَنَّ هٰذَا ٱنْتِقَامُ يَهْوَهَ،‏ ٱنْتِقَامُ هَيْكَلِهِ.‏+ ١٢  عَلَى أَسْوَارِ بَابِلَ ٱرْفَعُوا ٱلرَّايَةَ.‏+ شَدِّدُوا ٱلْحِرَاسَةَ.‏+ أَقِيمُوا ٱلرُّقَبَاءَ.‏ أَعِدُّوا ٱلْكَمِينَ.‏+ لِأَنَّ يَهْوَهَ قَدْ قَصَدَ وَسَيَفْعَلُ أَيْضًا مَا تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى سُكَّانِ بَابِلَ».‏+ ١٣  ‏«أَيَّتُهَا ٱلسَّاكِنَةُ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ،‏+ ٱلْوَافِرَةُ ٱلْكُنُوزِ،‏+ قَدْ جَاءَتْ نِهَايَتُكِ،‏ طَفَحَ كَيْلُ+ مَكْسَبِكِ.‏+ ١٤  بِنَفْسِهِ حَلَفَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ:‏+ ‹سَأَمْلَأُكِ أُنَاسًا كَٱلْجَرَادِ،‏+ فَيَصِيحُونَ عَلَيْكِ بِهُتَافٍ›.‏+ ١٥  هُوَ صَانِعُ ٱلْأَرْضِ بِقُوَّتِهِ،‏+ مُثَبِّتُ ٱلْمَعْمُورَةِ+ بِحِكْمَتِهِ،‏+ وَبِفَهْمِهِ+ بَسَطَ ٱلسَّمٰوَاتِ.‏+ ١٦  عِنْدَ صَوْتِهِ يُعْطِي جَلَبَةَ مِيَاهٍ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ وَيُصْعِدُ ٱلْأَبْخِرَةَ مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ.‏+ يَصْنَعُ مَسَارِبَ لِلْمَطَرِ،‏+ وَيُخْرِجُ ٱلرِّيحَ مِنْ مَخَازِنِهِ.‏ ١٧  قَدْ حَمُقَ كُلُّ إِنْسَانٍ حَتَّى فَقَدَ ٱلْمَعْرِفَةَ.‏+ سَيَخْزَى مِنَ ٱلتِّمْثَالِ ٱلْمَنْحُوتِ كُلُّ مُشْتَغِلٍ بِٱلْمَعْدِنِ؛‏+ لِأَنَّ تِمْثَالَهُ ٱلْمَسْبُوكَ كَذِبٌ،‏+ وَلَيْسَ فِي ٱلتَّمَاثِيلِ رُوحٌ.‏+ ١٨  هِيَ بَاطِلَةٌ+ وَعَمَلُ سُخْرِيَّةٍ.‏+ فِي وَقْتِ ٱفْتِقَادِهَا تَبِيدُ.‏+ ١٩  ‏«أَمَّا نَصِيبُ يَعْقُوبَ فَلَيْسَ مِثْلَ هٰذِهِ؛‏+ لِأَنَّهُ جَابِلُ ٱلْكُلِّ،‏+ وَهُوَ قَضِيبُ مِيرَاثِهِ.‏+ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ».‏+ ٢٠  ‏«أَنْتَ هِرَاوَةٌ لِي وَعُدَّةُ حَرْبٍ،‏+ فَأُحَطِّمُ بِكَ ٱلْأُمَمَ وَأُهْلِكُ بِكَ ٱلْمَمَالِكَ.‏ ٢١  أُحَطِّمُ بِكَ ٱلْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ،‏ وَأُحَطِّمُ بِكَ ٱلْمَرْكَبَةَ وَرَاكِبَهَا.‏+ ٢٢  أُحَطِّمُ بِكَ ٱلرَّجُلَ وَٱلْمَرْأَةَ،‏ وَأُحَطِّمُ بِكَ ٱلشَّيْخَ وَٱلصَّبِيَّ،‏ وَأُحَطِّمُ بِكَ ٱلشَّابَّ وَٱلْعَذْرَاءَ.‏ ٢٣  أُحَطِّمُ بِكَ ٱلرَّاعِيَ وَقَطِيعَهُ،‏ وَأُحَطِّمُ بِكَ ٱلْمُزَارِعَ وَفَدَّانَهُ،‏ وَأُحَطِّمُ بِكَ ٱلْوُلَاةَ وَٱلْحُكَّامَ ٱلْمُنْتَدَبِينَ.‏ ٢٤  وَأُجَازِي بَابِلَ وَجَمِيعَ سُكَّانِ أَرْضِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ بِكُلِّ شَرِّهِمِ ٱلَّذِي ٱرْتَكَبُوهُ فِي صِهْيَوْنَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ»،‏+ يَقُولُ يَهْوَهُ.‏ ٢٥  ‏«هٰأَنَذَا عَلَيْكَ+ أَيُّهَا ٱلْجَبَلُ ٱلْمُهْلِكُ»،‏+ يَقُولُ يَهْوَهُ،‏ «ٱلْمُهْلِكُ كُلَّ ٱلْأَرْضِ،‏+ فَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأُدَحْرِجُكَ عَنِ ٱلصُّخُورِ وَأَجْعَلُكَ جَبَلًا مُحْرَقًا».‏+ ٢٦  ‏«فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْكَ حَجَرًا لِزَاوِيَةٍ وَلَا حَجَرًا لِأَسَاسَاتٍ؛‏+ لِأَنَّكَ تَصِيرُ قَفْرًا إِلَى ٱلدَّهْرِ»،‏+ يَقُولُ يَهْوَهُ.‏ ٢٧  ‏«اِرْفَعُوا رَايَةً فِي ٱلْأَرْضِ،‏+ وَٱنْفُخُوا فِي ٱلْقَرْنِ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ.‏ قَدِّسُوا+ عَلَيْهَا ٱلْأُمَمَ،‏ وَٱسْتَدْعُوا عَلَيْهَا مَمَالِكَ أَرَارَاطَ+ وَمِنِّي وَأَشْكَنَازَ.‏+ فَوِّضُوا عَلَيْهَا ضَابِطًا مُجَنِّدًا.‏ أَصْعِدُوا ٱلْخَيْلَ+ كَجَرَادٍ أَحْرَشَ.‏ ٢٨  قَدِّسُوا عَلَيْهَا ٱلْأُمَمَ،‏ مُلُوكَ مَادِي+ وَوُلَاتَهَا وَجَمِيعَ حُكَّامِهَا ٱلْمُنْتَدَبِينَ وَكُلَّ أَرْضِ سُلْطَانِهِمْ.‏ ٢٩  وَلْتَتَزَلْزَلِ ٱلْأَرْضُ وَتَتَوَجَّعْ جِدًّا،‏+ لِأَنَّ أَفْكَارَ يَهْوَهَ قَامَتْ عَلَى بَابِلَ،‏ لِيَجْعَلَ أَرْضَ بَابِلَ مَثَارَ دَهْشَةٍ،‏ بِلَا سَاكِنٍ.‏+ ٣٠  ‏«كَفَّ جَبَابِرَةُ بَابِلَ عَنِ ٱلْقِتَالِ.‏ جَلَسُوا فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْحَصِينَةِ.‏ نَضَبَتْ قُدْرَتُهُمْ،‏+ وَصَارُوا نِسَاءً.‏+ أُضْرِمَتْ مَسَاكِنُهَا بِٱلنَّارِ،‏ وَٱنْكَسَرَتْ مَزَالِيجُهَا.‏+ ٣١  ‏«يَرْكُضُ عَدَّاءٌ لِلِقَاءِ عَدَّاءٍ،‏ وَمُخْبِرٌ لِلِقَاءِ مُخْبِرٍ،‏+ لِإِخْبَارِ مَلِكِ بَابِلَ بِأَنَّ مَدِينَتَهُ أُخِذَتْ عَنْ آخِرِهَا،‏+ ٣٢  وَأَنَّ ٱلْمَخَاوِضَ أُخِذَتْ،‏+ وَمَرَاكِبَ ٱلْبَرْدِيِّ أُحْرِقَتْ بِٱلنَّارِ،‏ وَرِجَالَ ٱلْحَرْبِ ٱضْطَرَبُوا».‏+ ٣٣  لِأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ،‏ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ:‏ «بِنْتُ بَابِلَ كَبَيْدَرٍ،‏+ قَدْ حَانَ ٱلْوَقْتُ لِدَوْسِهَا.‏ بَعْدَ قَلِيلٍ يَحِينُ وَقْتُ حَصَادِهَا».‏+ ٣٤  ‏«قَدِ ٱلْتَهَمَنِي+ وَبَلْبَلَنِي نَبُوخَذْرَصَّرُ،‏ مَلِكُ بَابِلَ.‏ جَعَلَنِي إِنَاءً فَارِغًا.‏ اِبْتَلَعَنِي كَٱلثُّعْبَانِ،‏+ وَمَلَأَ بَطْنَهُ مِنْ طَيِّبَاتِي،‏ ثُمَّ أَزَالَنِي عَنْ مَوْضِعِي.‏ ٣٥  ‏‹لِيَكُنْ عَلَى بَابِلَ ٱلْعُنْفُ ٱلَّذِي أُنْزِلَ بِي وَبِجَسَدِي!‏›،‏ تَقُولُ سَاكِنَةُ صِهْيَوْنَ،‏+ ‹وَلْيَكُنْ دَمِي عَلَى سُكَّانِ أَرْضِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ!‏›،‏ تَقُولُ أُورُشَلِيمُ».‏+ ٣٦  لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ:‏ «هٰأَنَذَا أُقِيمُ دَعْوَاكِ+ وَأَنْتَقِمُ لَكِ.‏+ وَأُجَفِّفُ بَحْرَهَا وَأُنْضِبُ يَنَابِيعَهَا.‏+ ٣٧  وَتَصِيرُ بَابِلُ رُكَامَ حِجَارَةٍ+ وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى،‏+ وَمَثَارَ دَهْشَةٍ وَصَفِيرٍ،‏ بِلَا سَاكِنٍ.‏+ ٣٨  يَزْأَرُونَ مَعًا كَٱلْأَشْبَالِ،‏ يُزَمْجِرُونَ كَجِرَاءِ ٱلْأُسُودِ».‏ ٣٩  ‏«عِنْدَ ٱحْتِدَامِهِمْ أُعِدُّ ٱلْمَآدِبَ لَهُمْ وَأُسْكِرُهُمْ لِيَبْتَهِجُوا.‏+ فَيَنَامُونَ إِلَى ٱلدَّهْرِ نَوْمَةً لَا يَسْتَيْقِظُونَ مِنْهَا»،‏+ يَقُولُ يَهْوَهُ.‏ ٤٠  ‏«أُنْزِلُهُمْ كَخِرَافٍ إِلَى ٱلذَّبْحِ،‏ وَكَكِبَاشٍ مَعَ ٱلتُّيُوسِ».‏+ ٤١  ‏«كَيْفَ أُخِذَتْ شِيشَكُ،‏+ وَأُمْسِكَتْ مَمْدُوحَةُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ؟‏+ كَيْفَ صَارَتْ بَابِلُ مَثَارَ دَهْشَةٍ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ؟‏+ ٤٢  قَدْ طَلَعَ ٱلْبَحْرُ عَلَى بَابِلَ،‏ فَتَغَطَّتْ بِكَثْرَةِ أَمْوَاجِهِ.‏+ ٤٣  صَارَتْ مُدُنُهَا مَثَارَ دَهْشَةٍ،‏ أَرْضًا جَدْبَاءَ وَبَادِيَةً،‏+ أَرْضًا لَا يَسْكُنُهَا إِنْسَانٌ وَلَا يَمُرُّ بِهَا ٱبْنُ بَشَرٍ.‏+ ٤٤  سَأَفْتَقِدُ بِيلًا+ فِي بَابِلَ وَأُخْرِجُ مِنْ فَمِهِ مَا ٱبْتَلَعَهُ.‏+ فَلَا تَجْرِي إِلَيْهِ ٱلْأُمَمُ بَعْدُ.‏+ وَسُورُ بَابِلَ أَيْضًا يَسْقُطُ.‏+ ٤٥  ‏«اُخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا يَا شَعْبِي،‏+ وَٱنْجُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِنَفْسِهِ+ مِنْ غَضَبِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَّقِدِ،‏+ ٤٦  لِئَلَّا يَجْبُنَ قَلْبُكُمْ+ فَتَخَافُوا مِنَ ٱلْخَبَرِ ٱلَّذِي سَيُسْمَعُ فِي ٱلْأَرْضِ.‏ وَسَيَرِدُ ٱلْخَبَرُ فِي سَنَةٍ،‏ ثُمَّ بَعْدَهُ فِي سَنَةٍ أُخْرَى يَكُونُ ٱلْخَبَرُ وَعُنْفٌ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ وَحَاكِمٌ عَلَى حَاكِمٍ.‏ ٤٧  لِذٰلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي فَأَفْتَقِدُ مَنْحُوتَاتِ بَابِلَ.‏+ فَتَخْزَى أَرْضُهَا كُلُّهَا،‏ وَيَسْقُطُ قَتْلَاهَا كُلُّهُمْ فِي وَسَطِهَا.‏+ ٤٨  ‏«وَتُهَلِّلُ عَلَى بَابِلَ ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلْأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا،‏+ لِأَنَّ ٱلسَّالِبِينَ يَأْتُونَهَا مِنَ ٱلشَّمَالِ»،‏+ يَقُولُ يَهْوَهُ.‏ ٤٩  ‏«إِنَّ بَابِلَ لَمْ تُسْقِطْ قَتْلَى إِسْرَائِيلَ فَحَسْبُ،‏+ بَلْ فِي بَابِلَ أَيْضًا سَقَطَ قَتْلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا.‏+ ٥٠  ‏«أَيُّهَا ٱلنَّاجُونَ مِنَ ٱلسَّيْفِ ٱذْهَبُوا،‏ لَا تَقِفُوا.‏+ اُذْكُرُوا يَهْوَهَ مِنَ ٱلْمَكَانِ ٱلْبَعِيدِ،‏+ وَلْتَخْطُرْ أُورُشَلِيمُ بِقَلْبِكُمْ».‏+ ٥١  ‏«قَدْ أُخْزِينَا+ إِذْ سَمِعْنَا تَعْيِيرًا.‏+ غَطَّى ٱلذُّلُّ وُجُوهَنَا؛‏+ لِأَنَّ ٱلْغُرَبَاءَ صَعِدُوا عَلَى مَقَادِسِ بَيْتِ يَهْوَهَ».‏+ ٥٢  ‏«لِذٰلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي»،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ،‏ «فَأَفْتَقِدُ مَنْحُوتَاتِهَا،‏+ وَيَئِنُّ ٱلْمَطْعُونُ فِي كُلِّ أَرْضِهَا».‏+ ٥٣  ‏«فَإِنَّهُ وَلَوْ صَعِدَتْ بَابِلُ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ،‏+ وَمَنَّعَتْ أَعَالِيَ حِصْنِهَا،‏+ فَمِنْ عِنْدِي يَأْتِيهَا ٱلسَّالِبُونَ»،‏+ يَقُولُ يَهْوَهُ.‏ ٥٤  ‏«أَنْصِتُوا!‏ ثَمَّةَ صُرَاخٌ مِنْ بَابِلَ،‏+ وَتَحَطُّمٌ عَظِيمٌ مِنْ أَرْضِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ،‏+ ٥٥  لِأَنَّ يَهْوَهَ يَسْلُبُ بَابِلَ،‏ وَسَيُبِيدُ مِنْهَا ٱلصَّوْتَ ٱلْعَظِيمَ،‏+ فَتَعِجُّ أَمْوَاجُهُمْ كَمِيَاهٍ كَثِيرَةٍ.‏+ وَيُطْلَقُ ضَجِيجُ صَوْتِهِمْ.‏ ٥٦  لِأَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ ٱلسَّالِبُ عَلَيْهَا،‏+ عَلَى بَابِلَ،‏ فَيُؤْخَذَ جَبَابِرَتُهَا.‏+ تَتَحَطَّمُ قِسِيُّهُمْ،‏+ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ مُجَازَاةٍ،‏+ يُجَازِي لَا مَحَالَةَ.‏+ ٥٧  وَأُسْكِرُ+ رُؤَسَاءَهَا وَحُكَمَاءَهَا وَوُلَاتَهَا وَحُكَّامَهَا ٱلْمُنْتَدَبِينَ وَجَبَابِرَتَهَا،‏ فَيَنَامُونَ إِلَى ٱلدَّهْرِ نَوْمَةً لَا يَسْتَيْقِظُونَ مِنْهَا»،‏+ يَقُولُ ٱلْمَلِكُ+ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ.‏+ ٥٨  هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ:‏ «إِنَّ سُورَ بَابِلَ،‏ وَإِنْ كَانَ عَرِيضًا،‏ يُهْدَمُ هَدْمًا،‏+ وَأَبْوَابَهَا،‏ وَإِنْ عَلَتْ،‏ يُشْعِلُونَهَا بِٱلنَّارِ.‏+ فَبَاطِلًا يَكُونُ تَعَبُ ٱلشُّعُوبِ+ وَلِلنَّارِ تَعَبُ ٱلْأُمَمِ،‏+ حَتَّى إِنَّهُمْ يُعْيُونَ».‏ ٥٩  اَلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا إِرْمِيَا ٱلنَّبِيُّ سَرَايَا بْنَ نِيرِيَّا+ بْنِ مَحْسِيَا+ حِينَ ذَهَبَ مَعَ صِدْقِيَّا،‏ مَلِكِ يَهُوذَا،‏ إِلَى بَابِلَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ،‏ وَكَانَ سَرَايَا ضَابِطَ ٱلتَّمْوِينِ.‏ ٦٠  فَكَتَبَ إِرْمِيَا فِي كِتَابٍ+ وَاحِدٍ كُلَّ ٱلْبَلِيَّةِ ٱلْآتِيَةِ عَلَى بَابِلَ،‏ كُلَّ هٰذَا ٱلْكَلَامِ ٱلْمَكْتُوبِ ضِدَّ بَابِلَ.‏ ٦١  وَقَالَ إِرْمِيَا لِسَرَايَا:‏ «حَالَمَا تَصِلُ إِلَى بَابِلَ وَتَرَاهَا،‏ ٱقْرَأْ بِصَوْتٍ عَالٍ كُلَّ هٰذَا ٱلْكَلَامِ.‏+ ٦٢  وَقُلْ:‏ ‹يَا يَهْوَهُ،‏ أَنْتَ تَكَلَّمْتَ عَلَى هٰذَا ٱلْمَكَانِ بِٱلْقَطْعِ،‏ حَتَّى لَا يَكُونَ فِيهِ سَاكِنٌ،‏+ لَا إِنْسَانٌ وَلَا بَهِيمَةٌ،‏ بَلْ لِيَصِيرَ قِفَارًا إِلَى ٱلدَّهْرِ›.‏ ٦٣  وَيَكُونُ مَتَى فَرَغْتَ مِنْ قِرَاءَةِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ أَنَّكَ تَرْبِطُ بِهِ حَجَرًا وَتَرْمِي بِهِ فِي وَسَطِ ٱلْفُرَاتِ.‏+ ٦٤  وَتَقُولُ:‏ ‹هٰكَذَا تَغْرَقُ بَابِلُ وَلَا تَقُومُ مِنَ ٱلْبَلِيَّةِ ٱلَّتِي أَنَا جَالِبُهَا عَلَيْهَا،‏+ حَتَّى إِنَّهُمْ يُعْيُونَ›».‏+ إِلَى هُنَا كَلَامُ إِرْمِيَا.‏

الحواشي