الفصل ٨
الجماعة «نعمت بفترة سلام»
اَلْمُقَاوِمُ ٱلشَّرِسُ شَاوُلُ يُصْبِحُ مُبَشِّرًا غَيُورًا
مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٩:١-٤٣
١، ٢ مَاذَا نَوَى شَاوُلُ أَنْ يَفْعَلَ فِي دِمَشْقَ؟
يَدْنُو ٱلرِّجَالُ مِنْ دِمَشْقَ وَٱلشَّرَرُ يَتَطَايَرُ مِنْ عُيُونِهِمْ. فِي رَأْسِهِمْ خُطَّةٌ شِرِّيرَةٌ: ‹سَنُجَرْجِرُ تَلَامِيذَ يَسُوعَ ٱلْبَغِيضِينَ مِنْ بُيُوتِهِمْ وَنُقَيِّدُهُمْ وَنُهِينُهُمْ، ثُمَّ نَسُوقُهُمْ مَذْلُولِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَيْثُ يُوَاجِهُونَ سُخْطَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ›!
٢ قَائِدُ هٰؤُلَاءِ ٱلرَّعَاعِ هُوَ شَاوُلُ، رَجُلٌ يَدَاهُ مُلَطَّخَتَانِ بِٱلدِّمَاءِ. a فَهَلْ نَسِينَا كَيْفَ رَاقَبَ مُؤَخَّرًا بِعَيْنِ ٱلرِّضَى رُفَقَاءَهُ ٱلْمُتَعَصِّبِينَ يَرْجُمُونَ تِلْمِيذَ يَسُوعَ ٱلْمُخْلِصَ إِسْتِفَانُوسَ؟! (اع ٧:٥٧–٨:١) غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّنْكِيلَ بِأَتْبَاعِ يَسُوعَ فِي أُورُشَلِيمَ لَمْ يَشْفِ غَلِيلَهُ. فَتَحَوَّلَ شَاوُلُ شُعْلَةً تُؤَجِّجُ نَارَ ٱلِٱضْطِهَادِ، وَعَقَدَ ٱلْعَزْمَ عَلَى إِبَادَةِ أَتْبَاعِ «ٱلطَّرِيقِ» عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهِمْ. — اع ٩:١، ٢؛ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « سُلْطَةُ شَاوُلَ فِي دِمَشْقَ».
٣، ٤ (أ) مَاذَا حَدَثَ مَعَ شَاوُلَ؟ (ب) أَيُّ أَسْئِلَةٍ يَتَنَاوَلُهَا هٰذَا ٱلْفَصْلُ؟
٣ وَلٰكِنْ فِيمَا يَقْتَرِبُ شَاوُلُ مِنْ دِمَشْقَ، يُبْرِقُ حَوْلَهُ فَجْأَةً نُورٌ سَاطِعٌ. يَرَى مُرَافِقُوهُ ٱلنُّورَ لٰكِنَّ ٱلصَّدْمَةَ تَعْقِدُ لِسَانَهُمْ. أَمَّا هُوَ فَيَفْقِدُ بَصَرَهُ وَيَسْقُطُ أَرْضًا. ثُمَّ يَسْمَعُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ يُنَادِيهِ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟». فَيَسْأَلُ مَذْهُولًا: «مَنْ أَنْتَ يَا رَبُّ؟». فَيَأْتِي ٱلْجَوَابُ صَادِمًا: «أَنَا يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ»! — اع ٩:٣-٥؛ ٢٢:٩.
٤ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ هٰذِهِ؟ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّمَعُّنُ فِي ٱهْتِدَاءِ شَاوُلَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ وَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْ نَشَاطِ ٱلْجَمَاعَةِ حِينَ نَعِمَتْ بِفَتْرَةِ سَلَامٍ بَعْدَ ٱعْتِنَاقِ شَاوُلَ ٱلْحَقَّ؟
اعمال ٩:١-٥)
«لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» (٥، ٦ مَاذَا نَسْتَخْلِصُ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ إِلَى شَاوُلَ؟
٥ لَمَّا أَوْقَفَ يَسُوعُ شَاوُلَ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى دِمَشْقَ لَمْ يَسْأَلْ: «لِمَاذَا تَضْطَهِدُ تَلَامِيذِي؟»، بَلْ «لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟». (اع ٩:٤) اَلدَّرْسُ: يَتَأَثَّرُ يَسُوعُ شَخْصِيًّا عِنْدَمَا يُعَانِي أَتْبَاعُهُ ٱلْمِحَنَ. — مت ٢٥:٣٤-٤٠، ٤٥.
٦ فَهَلْ تُوَاجِهُ ٱلْمُقَاوَمَةَ بِسَبَبِ إِيمَانِكَ ٱلْمَسِيحِيِّ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، تَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ كِلَيْهِمَا يَشْعُرَانِ بِمَا تَمُرُّ بِهِ. (مت ١٠:٢٢، ٢٨-٣١) إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ قَدْ لَا يُنْهِي ٱلْمِحْنَةَ عَلَى ٱلْفَوْرِ. فَلَا تَنْسَ أَنَّ يَسُوعَ شَاهَدَ مَا فَعَلَهُ شَاوُلُ عِنْدَ مَوْتِ إِسْتِفَانُوسَ وَرَآهُ يَجُرُّ تَلَامِيذَهُ ٱلْأُمَنَاءَ مِنْ بُيُوتِهِمْ فِي أُورُشَلِيمَ؛ وَلَمْ يَتَّخِذْ أَيَّ إِجْرَاءٍ. (اع ٨:٣) غَيْرَ أَنَّهُ أَمَدَّ إِسْتِفَانُوسَ وَسَائِرَ ٱلتَّلَامِيذِ بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ لِيُحَافِظُوا عَلَى أَمَانَتِهِمْ.
٧ كَيْفَ نَحْتَمِلُ ٱلِٱضْطِهَادَ؟
٧ بِإِمْكَانِكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَحْتَمِلَ ٱلِٱضْطِهَادَ بِٱتِّخَاذِ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلْأَرْبَعِ ٱلتَّالِيَةِ: (١) صَمِّمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ وَلِيًّا أَيًّا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ. (٢) اِلْتَمِسْ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ. (في ٤:٦، ٧) (٣) اُتْرُكِ ٱلِٱنْتِقَامَ لَهُ. (رو ١٢:١٧-٢١) (٤) تَيَقَّنْ أَنَّهُ يَمُدُّكَ بِٱلْقُوَّةِ لِٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ حَتَّى يَسْتَنْسِبَ إِنْهَاءَهَا. — في ٤:١٢، ١٣.
«أَيُّهَا ٱلْأَخُ شَاوُلُ، إِنَّ ٱلرَّبَّ . . . أَرْسَلَنِي» (اعمال ٩:٦-١٧)
٨، ٩ أَيَّةُ مَشَاعِرَ ٱنْتَابَتْ حَنَانِيَّا كَمَا يَبْدُو حِينَ أَوْكَلَ إِلَيْهِ يَسُوعُ تَعْيِينًا مُمَيَّزًا؟
٨ بَعْدَمَا عَرَّفَ يَسُوعُ شَاوُلَ بِنَفْسِهِ، أَوْصَاهُ قَائِلًا: «قُمْ وَٱدْخُلْ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ». (اع ٩:٦) فَٱقْتِيدَ شَاوُلُ ٱلْأَعْمَى إِلَى مَكَانِ إِقَامَتِهِ فِي دِمَشْقَ حَيْثُ صَامَ وَصَلَّى ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. وَفِي غُضُونِ ذٰلِكَ، تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْهُ إِلَى تِلْمِيذٍ مَحَلِّيٍّ ٱسْمُهُ حَنَانِيَّا كَانَ «مَشْهُودًا لَهُ مِنْ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ» ٱلسَّاكِنِينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ. — اع ٢٢:١٢.
٩ تَخَيَّلِ ٱلْمَشَاعِرَ ٱلْمُتَضَارِبَةَ ٱلَّتِي ٱنْتَابَتْ حَنَانِيَّا دُونَ شَكٍّ. فَهَا هُوَ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ يُكَلِّمُهُ شَخْصِيًّا وَيَخُصُّهُ بِتَعْيِينٍ مُمَيَّزٍ! فَيَا لَهٰذَا ٱلشَّرَفِ! لٰكِنَّ ٱلْمُهِمَّةَ صَعْبَةٌ لِلْغَايَةِ. فَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَذْهَبَ وَيُكَلِّمَ شَاوُلَ. أَجَابَ حَنَانِيَّا: «يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ مِنْ كَثِيرِينَ عَنْ هٰذَا ٱلرَّجُلِ، كَمْ فَعَلَ مِنْ أُمُورٍ مُؤْذِيَةٍ بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَهٰهُنَا لَهُ سُلْطَةٌ مِنْ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُقَيِّدَ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ بِٱسْمِكَ». — اع ٩:١٣، ١٤.
١٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَسُوعَ مِنْ طَرِيقَةِ تَعَامُلِهِ مَعَ حَنَانِيَّا؟
١٠ لَمْ يُؤَنِّبْ يَسُوعُ حَنَانِيَّا لِأَنَّهُ عَبَّرَ عَنْ مَخَاوِفِهِ، بَلْ زَوَّدَهُ بِتَوْجِيهَاتٍ وَاضِحَةٍ. وَقَدْ أَكْرَمَهُ بِإِطْلَاعِهِ عَلَى ٱلسَّبَبِ وَرَاءَ تَكْلِيفِهِ بِهٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلْغَرِيبَةِ. قَالَ يَسُوعُ عَنْ شَاوُلَ: «هٰذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ ٱسْمِي إِلَى ٱلْأُمَمِ وَٱلْمُلُوكِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. فَسَأُرِيهِ كَمْ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي». (اع ٩:١٥، ١٦) إِذَّاكَ لَمْ يَتَوَانَ حَنَانِيَّا لَحْظَةً فِي إِطَاعَةِ أَمْرِ يَسُوعَ. وَحِينَ وَجَدَ ٱلْمُضْطَهِدَ شَاوُلَ، قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا ٱلْأَخُ شَاوُلُ، إِنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ، ٱلَّذِي تَرَاءَى لَكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي جِئْتَ فِيهِ، قَدْ أَرْسَلَنِي لِكَيْ تَسْتَرِدَّ بَصَرَكَ وَتَمْتَلِئَ رُوحًا قُدُسًا». — اع ٩:١٧.
١١، ١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَدَثَ بَيْنَ يَسُوعَ وَحَنَانِيَّا وَشَاوُلَ؟
١١ نَسْتَخْلِصُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ شَخْصِيَّاتِ ٱلرِّوَايَةِ ٱلثَّلَاثِ: يَسُوعَ وَحَنَانِيَّا وَشَاوُلَ. مَثَلًا، نَتَعَرَّفُ إِلَى دَوْرِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفَاعِلِ فِي تَوْجِيهِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ إِتْمَامًا لِوَعْدِهِ. (مت ٢٨:٢٠) وَهُوَ ٱلْيَوْمَ يُوَجِّهُ ٱلْعَمَلَ بِوَاسِطَةِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلَّذِي أَقَامَهُ عَلَى خَدَمِ بَيْتِهِ، مَعَ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مَعَنَا مُبَاشَرَةً. (مت ٢٤:٤٥-٤٧) فَتَحْتَ إِرْشَادِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، يُرْسَلُ ٱلنَّاشِرُونَ وَٱلْفَاتِحُونَ وَٱلْمُرْسَلُونَ لِلْبَحْثِ عَمَّنْ يَرْغَبُ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ. وَكَمَا ذَكَرْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ، يُخْبِرُ كَثِيرُونَ مِنْ هٰؤُلَاءِ أَنَّهُمُ ٱلْتَقَوُا ٱلشُّهُودَ بَعْدَمَا صَلَّوْا طَالِبِينَ ٱلْإِرْشَادَ. — اع ٩:١١.
١٢ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، أَطَاعَ حَنَانِيَّا يَسُوعَ وَقَبِلَ ٱلتَّعْيِينَ، فَبُورِكَ. فَهَلْ تُطِيعُ أَنْتَ ٱلأَمْرَ بِٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا وَلَوْ أَخَافَكَ هٰذَا ٱلتَّعْيِينُ نَوْعًا مَا؟ فَٱلْخِدْمَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَمُقَابَلَةُ ٱلْغُرَبَاءِ تُثِيرَانِ قَلَقَ ٱلْبَعْضِ. أَمَّا آخَرُونَ فَيَسْتَصْعِبُونَ ٱلْكِرَازَةَ فِي أَمَاكِنِ ٱلْعَمَلِ أَوْ فِي ٱلشَّارِعِ أَوْ عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ. قَدِيمًا، تَغَلَّبَ حَنَانِيَّا عَلَى خَوْفِهِ وَحَظِيَ بِٱمْتِيَازِ مُسَاعَدَةِ شَاوُلَ عَلَى نَيْلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. b وَقَدْ حَالَفَهُ ٱلتَّوْفِيقُ لِأَنَّهُ وَثِقَ بِيَسُوعَ وَٱعْتَبَرَ شَاوُلَ أَخَاهُ. عَلَى غِرَارِهِ، بِإِمْكَانِنَا ٱلتَّغَلُّبُ عَلَى مَخَاوِفِنَا إِذَا وَثِقْنَا أَنَّ يَسُوعَ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَتَعَاطَفْنَا مَعَ ٱلنَّاسِ وَلَمْ نَسْتَبْعِدْ أَنْ يَصِيرَ حَتَّى أَشْرَسُ ٱلْمُقَاوِمِينَ إِخْوَةً لَنَا. — مت ٩:٣٦.
«اِبْتَدَأَ حَالًا يَكْرِزُ . . . بِيَسُوعَ» (اعمال ٩:١٨-٣٠)
١٣، ١٤ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِ شَاوُلَ إِذَا كُنْتَ تَدْرُسُ ٱلْحَقَّ لٰكِنَّكَ لَمْ تَعْتَمِدْ بَعْدُ؟
١٣ وَضَعَ شَاوُلُ بِسُرْعَةٍ مَا تَعَلَّمَهُ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ. فَٱعْتَمَدَ بَعْدَمَا ٱسْتَرَدَّ بَصَرَهُ وَأَخَذَ يُعَاشِرُ ٱلتَّلَامِيذَ فِي دِمَشْقَ. وَهُوَ لَمْ يَكْتَفِ بِذٰلِكَ، إِذِ «ٱبْتَدَأَ حَالًا يَكْرِزُ فِي ٱلْمَجَامِعِ بِيَسُوعَ، أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ». — اع ٩:٢٠.
١٤ فَإِذَا كُنْتَ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لٰكِنَّكَ لَمْ تَعْتَمِدْ بَعْدُ، فَهَلْ تَتَمَثَّلُ بِشَاوُلَ وَتَحْسِمُ أَمْرَكَ وَتَعْتَمِدُ؟ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلرَّجُلَ شَهِدَ عَجِيبَةً لِيَسُوعَ حَثَّتْهُ عَلَى ٱلْعَمَلِ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَوَّلَ مَنْ عَايَنَ عَجَائِبَ كَهٰذِهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، رَأَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ يَسُوعَ يَشْفِي رَجُلًا يَدُهُ يَابِسَةٌ. كَمَا عَرَفَ يَهُودٌ كَثِيرُونَ أَنَّهُ أَقَامَ لِعَازَرَ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱنْقَسَمَتِ ٱلْغَالِبِيَّةُ ٱلْعُظْمَى مِنْهُمْ بَيْنَ لَامُبَالِينَ وَمُعَادِينَ لِلْمَسِيحِ. (مر ٣:١-٦؛ يو ١٢:٩، ١٠) أَمَّا شَاوُلُ فَفَتَحَ صَفْحَةً جَدِيدَةً. فَلِمَ تَجَاوَبَ بِخِلَافِ ٱلْكَثِيرِينَ؟ لِأَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ فِي نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ، وَلِأَنَّهُ قَدَّرَ رَحْمَةَ ٱلْمَسِيحِ تِجَاهَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ. (في ٣:٨) وَإِذَا تَجَاوَبْتَ أَنْتَ أَيْضًا فَلَنْ تَسْمَحَ لِأَيِّ عَائِقٍ بِأَنْ يَمْنَعَكَ مِنَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ.
١٥، ١٦ مَاذَا فَعَلَ شَاوُلُ فِي ٱلْمَجَامِعِ، وَكَيْفَ تَفَاعَلَ ٱلْيَهُودُ فِي دِمَشْقَ مَعَهُ؟
١٥ هَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَ ٱلصَّدْمَةِ وَٱلْغَضَبِ تَكْتَنِفُ ٱلْجُمُوعَ عِنْدَمَا بَدَأَ شَاوُلُ يَكْرِزُ عَنْ يَسُوعَ فِي ٱلْمَجَامِعِ؟ تَسَاءَلُوا: «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي بَطَشَ فِي أُورُشَلِيمَ بِٱلَّذِينَ يَدْعُونَ بِهٰذَا ٱلِٱسْمِ؟». (اع ٩:٢١) فَأَوْضَحَ شَاوُلُ لِمَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَتُهُ إِلَى يَسُوعَ «مُبَرْهِنًا مَنْطِقِيًّا أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ». (اع ٩:٢٢) لٰكِنَّ ٱلْمَنْطِقَ لَيْسَ مِفْتَاحًا سِحْرِيًّا. فَهُوَ لَا يُحَرِّرُ جَمِيعَ ٱلْعُقُولِ ٱلَّتِي تُكَبِّلُهَا ٱلتَّقَالِيدُ وَٱلْقُلُوبِ ٱلَّتِي تُقَيِّدُهَا ٱلْكِبْرِيَاءُ. مَعَ ذٰلِكَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ شَاوُلُ قَطُّ.
١٦ وَبَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ، كَانَ ٱلْيَهُودُ فِي دِمَشْقَ لَا يَزَالُونَ يُقَاوِمُونَ شَاوُلَ، حَتَّى إِنَّهُمْ حَاوَلُوا قَتْلَهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ. (اع ٩:٢٣؛ ٢ كو ١١:٣٢، ٣٣؛ غل ١:١٣-١٨) وَعِنْدَمَا عَلِمَ بِخُطَّتِهِمْ هٰذِهِ، ٱخْتَارَ أَنْ يَلْتَزِمَ جَانِبَ ٱلْحَذَرِ وَيُغَادِرَ ٱلْمَدِينَةَ. يَرْوِي لُوقَا: «أَخَذَهُ تَلَامِيذُهُ وَدَلَّوْهُ لَيْلًا مِنْ فُتْحَةٍ فِي ٱلسُّورِ، إِذْ أَنْزَلُوهُ فِي سَلٍّ». (اع ٩:٢٥) لَاحِظْ أَنَّ شَاوُلَ كَانَ لَهُ «تَلَامِيذُ»، مِمَّا يَدُلُّ أَنَّ بَعْضًا عَلَى ٱلْأَقَلِّ مِمَّنْ سَمِعُوهُ فِي دِمَشْقَ تَجَاوَبُوا مَعَ بِشَارَتِهِ وَأَصْبَحُوا أَتْبَاعًا لِلْمَسِيحِ.
١٧ (أ) أَيُّ رَدَّةِ فِعْلٍ تَلْقَاهَا ٱلْبِشَارَةُ عَادَةً؟ (ب) مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نُوَاصِلَ فِعْلَهُ، وَلِمَاذَا؟
١٧ وَمَاذَا عَنْكَ؟ عِنْدَمَا بَدَأْتَ تُخْبِرُ عَائِلَتَكَ وَأَصْدِقَاءَكَ وَغَيْرَهُمْ عَمَّا تَتَعَلَّمُهُ، لَرُبَّمَا تَوَقَّعْتَ أَنْ يَتَقَبَّلَ ٱلْجَمِيعُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمَنْطِقِيَّةَ. وَلَعَلَّكَ لَقِيتَ تَجَاوُبًا مِنَ ٱلْبَعْضِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ رَفَضُوا ٱلْحَقَّ. حَتَّى إِنَّ أَهْلَ بَيْتِكَ رُبَّمَا تَحَوَّلُوا إِلَى أَعْدَاءٍ. (مت ١٠:٣٢-٣٨) مَعَ ذٰلِكَ لَا تَسْتَسْلِمْ. فَإِذَا وَاصَلْتَ تَنْمِيَةَ مَهَارَتِكَ فِي ٱلْمُنَاقَشَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَحَافَظْتَ عَلَى سُلُوكٍ مَسِيحِيٍّ، فَقَدْ تَلْقَى فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ تَجَاوُبًا حَتَّى مِنْ مُقَاوِمِيكَ. — اع ١٧:٢؛ ١ بط ٢:١٢؛ ٣:١، ٢، ٧.
١٨، ١٩ (أ) مَاذَا حَدَثَ عِنْدَمَا شَهِدَ بَرْنَابَا لِصَالِحِ شَاوُلَ؟ (ب) كَيْفَ نَقْتَدِي بِبَرْنَابَا وَشَاوُلَ؟
١٨ عِنْدَمَا دَخَلَ شَاوُلُ أُورُشَلِيمَ، شَكَّكَ ٱلتَّلَامِيذُ بِدَايَةً فِي ٱدِّعَائِهِ ٱعْتِنَاقَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَرَدَّةُ فِعْلِهِمْ هٰذِهِ طَبِيعِيَّةٌ. غَيْرَ أَنَّ بَرْنَابَا تَدَخَّلَ وَشَهِدَ لِصَالِحِهِ. فَقَبِلَهُ ٱلرُّسُلُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلَازَمَهُمْ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. (اع ٩:٢٦-٢٨) صَحِيحٌ أَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحَذَرٍ هُنَاكَ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَخْجَلْ بِٱلْبِشَارَةِ. (رو ١:١٦) فَقَدْ بَشَّرَ بِجُرْأَةٍ فِي أُورُشَلِيمَ، ٱلْمَدِينَةِ نَفْسِهَا حَيْثُ شَنَّ فِي ٱلسَّابِقِ ٱضْطِهَادًا شَرِسًا عَلَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. وَيَا لَصَدْمَةِ ٱلْيَهُودِ فِي أُورُشَلِيمَ حِينَ أَدْرَكُوا أَنَّ رَأْسَ ٱلْحَرْبَةِ فِي حَمْلَتِهِمِ ٱنْقَلَبَ عَلَيْهِمْ! فَمَا كَانَ مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ سَعَوْا لِقَتْلِهِ. «فَلَمَّا عَلِمَ ٱلْإِخْوَةُ بِذٰلِكَ، أَنْزَلُوهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ». (اع ٩:٣٠) وَبِذٰلِكَ يَكُونُ شَاوُلُ قَدْ خَضَعَ لِتَوْجِيهِ ٱلْمَسِيحِ عَبْرَ ٱلْجَمَاعَةِ، مِمَّا عَادَ عَلَيْهِ وَعَلَى ٱلْإِخْوَةِ بِٱلْفَائِدَةِ.
١٩ هَلْ لَاحَظْتَ أَنَّ بَرْنَابَا بَادَرَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ إِلَى مُسَاعَدَةِ شَاوُلَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْبَادِرَةَ ٱللَّطِيفَةَ مَهَّدَتْ لِصَدَاقَةٍ حَمِيمَةٍ جَمَعَتْ بَيْنَ خَادِمَيْنِ غَيُورَيْنِ. فَهَلْ تَتَطَوَّعُ مِثْلَ بَرْنَابَا وَتَدْعَمُ ٱلْجُدُدَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، فَتُرَافِقُهُمْ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ وَتُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا؟ إِنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَحْصُدُهَا نَتِيجَةَ ذٰلِكَ وَافِرَةٌ حَقًّا. أَمَّا إِذَا كُنْتَ نَاشِرًا جَدِيدًا، فَهَلْ تَقْبَلُ مِثْلَ شَاوُلَ أَنْ تُمَدَّ لَكَ يَدُ ٱلْمُسَاعَدَةِ؟ إِنَّ ٱلْعَمَلَ مَعَ نَاشِرِينَ أَكْثَرَ خِبْرَةً يُحَسِّنُ مَهَارَتَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيُضَاعِفُ فَرَحَكَ وَيُكْسِبُكَ صَدَاقَاتٍ تَدُومُ مَدَى ٱلْحَيَاةِ.
«آمَنَ كَثِيرُونَ» (اعمال ٩:٣١-٤٣)
٢٠، ٢١ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ خُدَّامُ ٱللّٰهِ قَدِيمًا وَٱلْيَوْمَ ‹فَتَرَاتِ ٱلسَّلَامِ› إِلَى أَقْصَى حَدٍّ؟
٢٠ بَعْدَ ٱهْتِدَاءِ شَاوُلَ وَرَحِيلِهِ سَالِمًا ‹نَعِمَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلْجَلِيلِ وَٱلسَّامِرَةِ بِفَتْرَةِ سَلَامٍ›. (اع ٩:٣١) فَمَاذَا فَعَلَ ٱلتَّلَامِيذُ فِي «وَقْتٍ مُؤَاتٍ» كَهٰذَا؟ (٢ تي ٤:٢) يُخْبِرُنَا ٱلسِّجِلُّ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ «كَانَتْ تُبْنَى». فَقَدْ قَوَّى ٱلرُّسُلُ وَٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ ٱلْآخَرُونَ إِيمَانَ ٱلتَّلَامِيذِ وَتَوَلَّوْا زِمَامَ ٱلْقِيَادَةِ، فِيمَا سَارَتِ ٱلْجَمَاعَةُ «فِي خَوْفِ يَهْوَهَ وَتَعْزِيَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ٱسْتَغَلَّ بُطْرُسُ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةَ لِتَقْوِيَةِ ٱلتَّلَامِيذِ فِي مَدِينَةِ لِدَّةَ فِي سَهْلِ شَارُونَ. وَنَتِيجَةَ جُهُودِهِ، رَجَعَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ سُكَّانِ ٱلْمِنْطَقَةِ وَٱلْجِوَارِ «إِلَى ٱلرَّبِّ». (اع ٩:٣٢-٣٥) إِذًا بَذَلَ ٱلتَّلَامِيذُ قُصَارَى جُهْدِهِمْ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ وَاحِدِهِمْ بِٱلْآخَرِ وَٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ، عِوَضَ أَنْ يَتَلَهَّوْا بِمَسَاعٍ أُخْرَى. وَعَمَلُهُمْ هٰذَا تَرَكَ أَثَرًا إِيجَابِيًّا فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِذْ «بَقِيَتْ تَتَكَاثَرُ».
٢١ وَفِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، نَعِمَتْ جَمَاعَاتُ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ «بِفَتْرَةِ سَلَامٍ» مُمَاثِلَةٍ. فَعِنْدَمَا زَالَتْ فَجْأَةً أَنْظِمَةٌ ٱضْطَهَدَتْ شَعْبَ ٱللّٰهِ طَوَالَ عُقُودٍ، خُفِّفَتِ ٱلْقُيُودُ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ أَوْ رُفِعَ ٱلْحَظْرُ كُلِّيًّا. فَٱغْتَنَمَ عَشَرَاتُ آلَافِ ٱلشُّهُودِ ٱلْفُرْصَةَ لِلْكِرَازَةِ عَلَنًا وَأَتَتْ جُهُودُهُمْ بِنَتَائِجَ رَائِعَةٍ. فَفِي رُوسِيَا مَثَلًا، لَمْ يَتَجَاوَزْ عَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ ٠٠٠,١٦ عَامَ ١٩٩١ عِنْدَمَا ٱعْتُرِفَ بِهِمْ رَسْمِيًّا. وَلٰكِنْ بَعْدَ ١٦ سَنَةً فَقَطْ عَامَ ٢٠٠٧، تَخَطَّى عَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ ٠٠٠,١٥٠ مُنَادٍ غَيُورٍ بِٱلْبِشَارَةِ!
٢٢ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَسْتَغِلَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا؟
٢٢ فَهَلْ تَسْتَغِلُّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ؟ إِذَا كُنْتَ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ يَكْفَلُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلدِّينِيَّةَ، فَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ بِشِدَّةٍ أَنْ يَسْتَمِيلَكَ إِلَى ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيِّ، لَا مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ١٣:٢٢) فَلَا تَنْشَغِلْ بِٱلْمَسَاعِي ٱلدُّنْيَوِيَّةِ، وَٱسْتَفِدْ مِنْ فَتَرَاتِ ٱلسَّلَامِ ٱلنِّسْبِيِّ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا. اِعْتَبِرْهَا فُرَصًا لِتَشْهَدَ بِٱلْبِشَارَةِ وَتَبْنِيَ ٱلْجَمَاعَةَ. وَلَا تَنْسَ أَنَّ ظُرُوفَنَا قَدْ تَتَبَدَّلُ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا.
٢٣، ٢٤ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَةِ طَابِيثَا؟ (ب) عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ؟
٢٣ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ تِلْمِيذَةٍ ٱسْمُهَا طَابِيثَا أَوْ دُورْكَاسُ عَاشَتْ فِي مَدِينَةِ يَافَا ٱلْقَرِيبَةِ مِنْ لِدَّةَ. فَقَدْ أَحْسَنَتْ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ ٱلْأَمِينَةُ ٱسْتِخْدَامَ وَقْتِهَا وَمَوَارِدِهَا، فَٱنْهَمَكَتْ فِي «ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ وَٱلصَّدَقَاتِ». غَيْرَ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَجْأَةً. c فَأَحْزَنَتْ وَفَاتُهَا ٱلتَّلَامِيذَ فِي يَافَا وَبِٱلْأَخَصِّ ٱلْأَرَامِلَ ٱللَّوَاتِي شَمَلَتْهُنَّ بِعَطْفِهَا. فَلَمَّا وَصَلَ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْبَيْتِ حَيْثُ يُهَيَّأُ جُثْمَانُهَا لِلدَّفْنِ، صَنَعَ عَجِيبَةً لَمْ يَسْبِقْ لِأَيٍّ مِنْ رُسُلِ ٱلْمَسِيحِ أَنْ صَنَعَهَا. فَبَعْدَمَا صَلَّى أَقَامَ طَابِيثَا مِنَ ٱلْمَوْتِ! هَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي غَمَرَ ٱلْأَرَامِلَ وَٱلتَّلَامِيذَ ٱلْآخَرِينَ عِنْدَمَا دَعَاهُمْ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْغُرْفَةِ وَقَدَّمَهَا إِلَيْهِمْ حَيَّةً؟ لَا بُدَّ أَنَّ مَا حَصَل شَدَّدَ عَزْمَهُمْ لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ. وَقَدْ «صَارَ ذٰلِكَ مَعْرُوفًا فِي يَافَا كُلِّهَا، فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِٱلرَّبِّ». — اع ٩:٣٦-٤٢.
٢٤ تَحْمِلُ لَنَا رِوَايَةُ طَابِيثَا ٱلْمُشَجِّعَةُ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ. (١) مِشْوَارُ ٱلْحَيَاةِ قَصِيرٌ قَدْ يَنْتَهِي فِي أَيِّ لَحْظَةٍ. فَكَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَصْنَعَ صِيتًا حَسَنًا عِنْدَ ٱللّٰهِ مَا دَامَ ذٰلِكَ فِي طَاقَةِ يَدِنَا! (جا ٧:١) (٢) رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ أَكِيدٌ. فَمِثْلَمَا لَاحَظَ يَهْوَهُ مُبَادَرَاتِ طَابِيثَا ٱللَّطِيفَةَ وَكَافَأَهَا، سَيَذْكُرُ ٱجْتِهَادَنَا نَحْنُ وَيُقِيمُنَا إِنْ مُتْنَا قَبْلَ هَرْمَجِدُّونَ. (عب ٦:١٠) فَلْنُوَاظِبْ إِذًا عَلَى ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا عَنِ ٱلْمَسِيحِ سَوَاءٌ كُنَّا نَعِيشُ «فِي وَقْتٍ مَحْفُوفٍ بِٱلْمَتَاعِبِ» أَوْ نَنْعَمُ «بِفَتْرَةِ سَلَامٍ». — ٢ تي ٤:٢.
a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « شَاوُلُ ٱلْفَرِّيسِيُّ».
b عُمُومًا مُنِحَتْ مَوَاهِبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّسُلِ. وَلٰكِنْ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ ٱلِٱسْتِثْنَائِيَّةِ، خَوَّلَ يَسُوعُ كَمَا يَبْدُو حَنَانِيَّا نَقْلَ مَوَاهِبِ ٱلرُّوحِ إِلَى ‹إِنَائِهِ ٱلْمُخْتَارِ› شَاوُلَ. فَبَعْدَ ٱهْتِدَائِهِ ظَلَّ شَاوُلُ بَعِيدًا فَتْرَةً طَوِيلَةً عَنِ ٱلرُّسُلِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ. غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ نَاشِطًا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ. لِذٰلِكَ يَظْهَرُ أَنَّ يَسُوعَ حَرِصَ أَنْ يَنَالَ شَاوُلُ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِإِتْمَامِ تَعْيِينِهِ ٱلْكِرَازِيِّ.
c اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « دُورْكَاسُ: تِلْمِيذَةٌ ‹مُمْتَلِئَةٌ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ›».