الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٨

الجماعة «نعمت بفترة سلام»‏

الجماعة «نعمت بفترة سلام»‏

اَلْمُقَاوِمُ ٱلشَّرِسُ شَاوُلُ يُصْبِحُ مُبَشِّرًا غَيُورًا

مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٩:‏١-‏٤٣

١،‏ ٢ مَاذَا نَوَى شَاوُلُ أَنْ يَفْعَلَ فِي دِمَشْقَ؟‏

 يَدْنُو ٱلرِّجَالُ مِنْ دِمَشْقَ وَٱلشَّرَرُ يَتَطَايَرُ مِنْ عُيُونِهِمْ.‏ فِي رَأْسِهِمْ خُطَّةٌ شِرِّيرَةٌ:‏ ‹سَنُجَرْجِرُ تَلَامِيذَ يَسُوعَ ٱلْبَغِيضِينَ مِنْ بُيُوتِهِمْ وَنُقَيِّدُهُمْ وَنُهِينُهُمْ،‏ ثُمَّ نَسُوقُهُمْ مَذْلُولِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَيْثُ يُوَاجِهُونَ سُخْطَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ›!‏

٢ قَائِدُ هٰؤُلَاءِ ٱلرَّعَاعِ هُوَ شَاوُلُ،‏ رَجُلٌ يَدَاهُ مُلَطَّخَتَانِ بِٱلدِّمَاءِ.‏ a فَهَلْ نَسِينَا كَيْفَ رَاقَبَ مُؤَخَّرًا بِعَيْنِ ٱلرِّضَى رُفَقَاءَهُ ٱلْمُتَعَصِّبِينَ يَرْجُمُونَ تِلْمِيذَ يَسُوعَ ٱلْمُخْلِصَ إِسْتِفَانُوسَ؟‏!‏ (‏اع ٧:‏٥٧–‏٨:‏١‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّنْكِيلَ بِأَتْبَاعِ يَسُوعَ فِي أُورُشَلِيمَ لَمْ يَشْفِ غَلِيلَهُ.‏ فَتَحَوَّلَ شَاوُلُ شُعْلَةً تُؤَجِّجُ نَارَ ٱلِٱضْطِهَادِ،‏ وَعَقَدَ ٱلْعَزْمَ عَلَى إِبَادَةِ أَتْبَاعِ «ٱلطَّرِيقِ» عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهِمْ.‏ —‏ اع ٩:‏١،‏ ٢‏؛‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ سُلْطَةُ شَاوُلَ فِي دِمَشْقَ‏».‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ مَاذَا حَدَثَ مَعَ شَاوُلَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَسْئِلَةٍ يَتَنَاوَلُهَا هٰذَا ٱلْفَصْلُ؟‏

٣ وَلٰكِنْ فِيمَا يَقْتَرِبُ شَاوُلُ مِنْ دِمَشْقَ،‏ يُبْرِقُ حَوْلَهُ فَجْأَةً نُورٌ سَاطِعٌ.‏ يَرَى مُرَافِقُوهُ ٱلنُّورَ لٰكِنَّ ٱلصَّدْمَةَ تَعْقِدُ لِسَانَهُمْ.‏ أَمَّا هُوَ فَيَفْقِدُ بَصَرَهُ وَيَسْقُطُ أَرْضًا.‏ ثُمَّ يَسْمَعُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ يُنَادِيهِ:‏ «شَاوُلُ،‏ شَاوُلُ،‏ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟‏».‏ فَيَسْأَلُ مَذْهُولًا:‏ «مَنْ أَنْتَ يَا رَبُّ؟‏».‏ فَيَأْتِي ٱلْجَوَابُ صَادِمًا:‏ «أَنَا يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ»!‏ —‏ اع ٩:‏٣-‏٥؛‏ ٢٢:‏٩‏.‏

٤ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ هٰذِهِ؟‏ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّمَعُّنُ فِي ٱهْتِدَاءِ شَاوُلَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ وَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْ نَشَاطِ ٱلْجَمَاعَةِ حِينَ نَعِمَتْ بِفَتْرَةِ سَلَامٍ بَعْدَ ٱعْتِنَاقِ شَاوُلَ ٱلْحَقَّ؟‏

‏«لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟‏» (‏اعمال ٩:‏١-‏٥‏)‏

٥،‏ ٦ مَاذَا نَسْتَخْلِصُ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ إِلَى شَاوُلَ؟‏

٥ لَمَّا أَوْقَفَ يَسُوعُ شَاوُلَ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى دِمَشْقَ لَمْ يَسْأَلْ:‏ «لِمَاذَا تَضْطَهِدُ تَلَامِيذِي؟‏»،‏ بَلْ «لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟‏».‏ (‏اع ٩:‏٤‏)‏ اَلدَّرْسُ:‏ يَتَأَثَّرُ يَسُوعُ شَخْصِيًّا عِنْدَمَا يُعَانِي أَتْبَاعُهُ ٱلْمِحَنَ.‏ —‏ مت ٢٥:‏٣٤-‏٤٠،‏ ٤٥‏.‏

٦ فَهَلْ تُوَاجِهُ ٱلْمُقَاوَمَةَ بِسَبَبِ إِيمَانِكَ ٱلْمَسِيحِيِّ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ تَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ كِلَيْهِمَا يَشْعُرَانِ بِمَا تَمُرُّ بِهِ.‏ (‏مت ١٠:‏٢٢،‏ ٢٨-‏٣١‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ قَدْ لَا يُنْهِي ٱلْمِحْنَةَ عَلَى ٱلْفَوْرِ.‏ فَلَا تَنْسَ أَنَّ يَسُوعَ شَاهَدَ مَا فَعَلَهُ شَاوُلُ عِنْدَ مَوْتِ إِسْتِفَانُوسَ وَرَآهُ يَجُرُّ تَلَامِيذَهُ ٱلْأُمَنَاءَ مِنْ بُيُوتِهِمْ فِي أُورُشَلِيمَ؛‏ وَلَمْ يَتَّخِذْ أَيَّ إِجْرَاءٍ.‏ (‏اع ٨:‏٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُ أَمَدَّ إِسْتِفَانُوسَ وَسَائِرَ ٱلتَّلَامِيذِ بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ لِيُحَافِظُوا عَلَى أَمَانَتِهِمْ.‏

٧ كَيْفَ نَحْتَمِلُ ٱلِٱضْطِهَادَ؟‏

٧ بِإِمْكَانِكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَحْتَمِلَ ٱلِٱضْطِهَادَ بِٱتِّخَاذِ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلْأَرْبَعِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ (‏١)‏ صَمِّمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ وَلِيًّا أَيًّا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ.‏ (‏٢)‏ اِلْتَمِسْ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ.‏ (‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ (‏٣)‏ اُتْرُكِ ٱلِٱنْتِقَامَ لَهُ.‏ (‏رو ١٢:‏١٧-‏٢١‏)‏ (‏٤)‏ تَيَقَّنْ أَنَّهُ يَمُدُّكَ بِٱلْقُوَّةِ لِٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ حَتَّى يَسْتَنْسِبَ إِنْهَاءَهَا.‏ —‏ في ٤:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

‏«أَيُّهَا ٱلْأَخُ شَاوُلُ،‏ إِنَّ ٱلرَّبَّ .‏ .‏ .‏ أَرْسَلَنِي» (‏اعمال ٩:‏٦-‏١٧‏)‏

٨،‏ ٩ أَيَّةُ مَشَاعِرَ ٱنْتَابَتْ حَنَانِيَّا كَمَا يَبْدُو حِينَ أَوْكَلَ إِلَيْهِ يَسُوعُ تَعْيِينًا مُمَيَّزًا؟‏

٨ بَعْدَمَا عَرَّفَ يَسُوعُ شَاوُلَ بِنَفْسِهِ،‏ أَوْصَاهُ قَائِلًا:‏ «قُمْ وَٱدْخُلْ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ،‏ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ».‏ (‏اع ٩:‏٦‏)‏ فَٱقْتِيدَ شَاوُلُ ٱلْأَعْمَى إِلَى مَكَانِ إِقَامَتِهِ فِي دِمَشْقَ حَيْثُ صَامَ وَصَلَّى ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.‏ وَفِي غُضُونِ ذٰلِكَ،‏ تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْهُ إِلَى تِلْمِيذٍ مَحَلِّيٍّ ٱسْمُهُ حَنَانِيَّا كَانَ «مَشْهُودًا لَهُ مِنْ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ» ٱلسَّاكِنِينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ —‏ اع ٢٢:‏١٢‏.‏

٩ تَخَيَّلِ ٱلْمَشَاعِرَ ٱلْمُتَضَارِبَةَ ٱلَّتِي ٱنْتَابَتْ حَنَانِيَّا دُونَ شَكٍّ.‏ فَهَا هُوَ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ يُكَلِّمُهُ شَخْصِيًّا وَيَخُصُّهُ بِتَعْيِينٍ مُمَيَّزٍ!‏ فَيَا لَهٰذَا ٱلشَّرَفِ!‏ لٰكِنَّ ٱلْمُهِمَّةَ صَعْبَةٌ لِلْغَايَةِ.‏ فَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَذْهَبَ وَيُكَلِّمَ شَاوُلَ.‏ أَجَابَ حَنَانِيَّا:‏ «يَا رَبُّ،‏ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ كَثِيرِينَ عَنْ هٰذَا ٱلرَّجُلِ،‏ كَمْ فَعَلَ مِنْ أُمُورٍ مُؤْذِيَةٍ بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَهٰهُنَا لَهُ سُلْطَةٌ مِنْ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُقَيِّدَ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ بِٱسْمِكَ».‏ —‏ اع ٩:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

١٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَسُوعَ مِنْ طَرِيقَةِ تَعَامُلِهِ مَعَ حَنَانِيَّا؟‏

١٠ لَمْ يُؤَنِّبْ يَسُوعُ حَنَانِيَّا لِأَنَّهُ عَبَّرَ عَنْ مَخَاوِفِهِ،‏ بَلْ زَوَّدَهُ بِتَوْجِيهَاتٍ وَاضِحَةٍ.‏ وَقَدْ أَكْرَمَهُ بِإِطْلَاعِهِ عَلَى ٱلسَّبَبِ وَرَاءَ تَكْلِيفِهِ بِهٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلْغَرِيبَةِ.‏ قَالَ يَسُوعُ عَنْ شَاوُلَ:‏ «هٰذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ ٱسْمِي إِلَى ٱلْأُمَمِ وَٱلْمُلُوكِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ.‏ فَسَأُرِيهِ كَمْ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي».‏ (‏اع ٩:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ إِذَّاكَ لَمْ يَتَوَانَ حَنَانِيَّا لَحْظَةً فِي إِطَاعَةِ أَمْرِ يَسُوعَ.‏ وَحِينَ وَجَدَ ٱلْمُضْطَهِدَ شَاوُلَ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَخُ شَاوُلُ،‏ إِنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ،‏ ٱلَّذِي تَرَاءَى لَكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي جِئْتَ فِيهِ،‏ قَدْ أَرْسَلَنِي لِكَيْ تَسْتَرِدَّ بَصَرَكَ وَتَمْتَلِئَ رُوحًا قُدُسًا».‏ —‏ اع ٩:‏١٧‏.‏

١١،‏ ١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَدَثَ بَيْنَ يَسُوعَ وَحَنَانِيَّا وَشَاوُلَ؟‏

١١ نَسْتَخْلِصُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ شَخْصِيَّاتِ ٱلرِّوَايَةِ ٱلثَّلَاثِ:‏ يَسُوعَ وَحَنَانِيَّا وَشَاوُلَ.‏ مَثَلًا،‏ نَتَعَرَّفُ إِلَى دَوْرِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفَاعِلِ فِي تَوْجِيهِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ إِتْمَامًا لِوَعْدِهِ.‏ (‏مت ٢٨:‏٢٠‏)‏ وَهُوَ ٱلْيَوْمَ يُوَجِّهُ ٱلْعَمَلَ بِوَاسِطَةِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلَّذِي أَقَامَهُ عَلَى خَدَمِ بَيْتِهِ،‏ مَعَ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مَعَنَا مُبَاشَرَةً.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ فَتَحْتَ إِرْشَادِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ يُرْسَلُ ٱلنَّاشِرُونَ وَٱلْفَاتِحُونَ وَٱلْمُرْسَلُونَ لِلْبَحْثِ عَمَّنْ يَرْغَبُ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَكَمَا ذَكَرْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ،‏ يُخْبِرُ كَثِيرُونَ مِنْ هٰؤُلَاءِ أَنَّهُمُ ٱلْتَقَوُا ٱلشُّهُودَ بَعْدَمَا صَلَّوْا طَالِبِينَ ٱلْإِرْشَادَ.‏ —‏ اع ٩:‏١١‏.‏

١٢ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ أَطَاعَ حَنَانِيَّا يَسُوعَ وَقَبِلَ ٱلتَّعْيِينَ،‏ فَبُورِكَ.‏ فَهَلْ تُطِيعُ أَنْتَ ٱلأَمْرَ بِٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا وَلَوْ أَخَافَكَ هٰذَا ٱلتَّعْيِينُ نَوْعًا مَا؟‏ فَٱلْخِدْمَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَمُقَابَلَةُ ٱلْغُرَبَاءِ تُثِيرَانِ قَلَقَ ٱلْبَعْضِ.‏ أَمَّا آخَرُونَ فَيَسْتَصْعِبُونَ ٱلْكِرَازَةَ فِي أَمَاكِنِ ٱلْعَمَلِ أَوْ فِي ٱلشَّارِعِ أَوْ عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ.‏ قَدِيمًا،‏ تَغَلَّبَ حَنَانِيَّا عَلَى خَوْفِهِ وَحَظِيَ بِٱمْتِيَازِ مُسَاعَدَةِ شَاوُلَ عَلَى نَيْلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ b وَقَدْ حَالَفَهُ ٱلتَّوْفِيقُ لِأَنَّهُ وَثِقَ بِيَسُوعَ وَٱعْتَبَرَ شَاوُلَ أَخَاهُ.‏ عَلَى غِرَارِهِ،‏ بِإِمْكَانِنَا ٱلتَّغَلُّبُ عَلَى مَخَاوِفِنَا إِذَا وَثِقْنَا أَنَّ يَسُوعَ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَتَعَاطَفْنَا مَعَ ٱلنَّاسِ وَلَمْ نَسْتَبْعِدْ أَنْ يَصِيرَ حَتَّى أَشْرَسُ ٱلْمُقَاوِمِينَ إِخْوَةً لَنَا.‏ —‏ مت ٩:‏٣٦‏.‏

‏«اِبْتَدَأَ حَالًا يَكْرِزُ .‏ .‏ .‏ بِيَسُوعَ» (‏اعمال ٩:‏١٨-‏٣٠‏)‏

١٣،‏ ١٤ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِ شَاوُلَ إِذَا كُنْتَ تَدْرُسُ ٱلْحَقَّ لٰكِنَّكَ لَمْ تَعْتَمِدْ بَعْدُ؟‏

١٣ وَضَعَ شَاوُلُ بِسُرْعَةٍ مَا تَعَلَّمَهُ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ.‏ فَٱعْتَمَدَ بَعْدَمَا ٱسْتَرَدَّ بَصَرَهُ وَأَخَذَ يُعَاشِرُ ٱلتَّلَامِيذَ فِي دِمَشْقَ.‏ وَهُوَ لَمْ يَكْتَفِ بِذٰلِكَ،‏ إِذِ «ٱبْتَدَأَ حَالًا يَكْرِزُ فِي ٱلْمَجَامِعِ بِيَسُوعَ،‏ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ».‏ —‏ اع ٩:‏٢٠‏.‏

١٤ فَإِذَا كُنْتَ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لٰكِنَّكَ لَمْ تَعْتَمِدْ بَعْدُ،‏ فَهَلْ تَتَمَثَّلُ بِشَاوُلَ وَتَحْسِمُ أَمْرَكَ وَتَعْتَمِدُ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلرَّجُلَ شَهِدَ عَجِيبَةً لِيَسُوعَ حَثَّتْهُ عَلَى ٱلْعَمَلِ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَوَّلَ مَنْ عَايَنَ عَجَائِبَ كَهٰذِهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ رَأَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ يَسُوعَ يَشْفِي رَجُلًا يَدُهُ يَابِسَةٌ.‏ كَمَا عَرَفَ يَهُودٌ كَثِيرُونَ أَنَّهُ أَقَامَ لِعَازَرَ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ٱنْقَسَمَتِ ٱلْغَالِبِيَّةُ ٱلْعُظْمَى مِنْهُمْ بَيْنَ لَامُبَالِينَ وَمُعَادِينَ لِلْمَسِيحِ.‏ (‏مر ٣:‏١-‏٦؛‏ يو ١٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ أَمَّا شَاوُلُ فَفَتَحَ صَفْحَةً جَدِيدَةً.‏ فَلِمَ تَجَاوَبَ بِخِلَافِ ٱلْكَثِيرِينَ؟‏ لِأَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ فِي نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ وَلِأَنَّهُ قَدَّرَ رَحْمَةَ ٱلْمَسِيحِ تِجَاهَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ.‏ (‏في ٣:‏٨‏)‏ وَإِذَا تَجَاوَبْتَ أَنْتَ أَيْضًا فَلَنْ تَسْمَحَ لِأَيِّ عَائِقٍ بِأَنْ يَمْنَعَكَ مِنَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏

١٥،‏ ١٦ مَاذَا فَعَلَ شَاوُلُ فِي ٱلْمَجَامِعِ،‏ وَكَيْفَ تَفَاعَلَ ٱلْيَهُودُ فِي دِمَشْقَ مَعَهُ؟‏

١٥ هَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَ ٱلصَّدْمَةِ وَٱلْغَضَبِ تَكْتَنِفُ ٱلْجُمُوعَ عِنْدَمَا بَدَأَ شَاوُلُ يَكْرِزُ عَنْ يَسُوعَ فِي ٱلْمَجَامِعِ؟‏ تَسَاءَلُوا:‏ «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي بَطَشَ فِي أُورُشَلِيمَ بِٱلَّذِينَ يَدْعُونَ بِهٰذَا ٱلِٱسْمِ؟‏».‏ (‏اع ٩:‏٢١‏)‏ فَأَوْضَحَ شَاوُلُ لِمَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَتُهُ إِلَى يَسُوعَ «مُبَرْهِنًا مَنْطِقِيًّا أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ».‏ (‏اع ٩:‏٢٢‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْمَنْطِقَ لَيْسَ مِفْتَاحًا سِحْرِيًّا.‏ فَهُوَ لَا يُحَرِّرُ جَمِيعَ ٱلْعُقُولِ ٱلَّتِي تُكَبِّلُهَا ٱلتَّقَالِيدُ وَٱلْقُلُوبِ ٱلَّتِي تُقَيِّدُهَا ٱلْكِبْرِيَاءُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ شَاوُلُ قَطُّ.‏

١٦ وَبَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ،‏ كَانَ ٱلْيَهُودُ فِي دِمَشْقَ لَا يَزَالُونَ يُقَاوِمُونَ شَاوُلَ،‏ حَتَّى إِنَّهُمْ حَاوَلُوا قَتْلَهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ.‏ (‏اع ٩:‏٢٣؛‏ ٢ كو ١١:‏٣٢،‏ ٣٣؛‏ غل ١:‏١٣-‏١٨‏)‏ وَعِنْدَمَا عَلِمَ بِخُطَّتِهِمْ هٰذِهِ،‏ ٱخْتَارَ أَنْ يَلْتَزِمَ جَانِبَ ٱلْحَذَرِ وَيُغَادِرَ ٱلْمَدِينَةَ.‏ يَرْوِي لُوقَا:‏ «أَخَذَهُ تَلَامِيذُهُ وَدَلَّوْهُ لَيْلًا مِنْ فُتْحَةٍ فِي ٱلسُّورِ،‏ إِذْ أَنْزَلُوهُ فِي سَلٍّ».‏ (‏اع ٩:‏٢٥‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ شَاوُلَ كَانَ لَهُ «تَلَامِيذُ»،‏ مِمَّا يَدُلُّ أَنَّ بَعْضًا عَلَى ٱلْأَقَلِّ مِمَّنْ سَمِعُوهُ فِي دِمَشْقَ تَجَاوَبُوا مَعَ بِشَارَتِهِ وَأَصْبَحُوا أَتْبَاعًا لِلْمَسِيحِ.‏

١٧ (‏أ)‏ أَيُّ رَدَّةِ فِعْلٍ تَلْقَاهَا ٱلْبِشَارَةُ عَادَةً؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نُوَاصِلَ فِعْلَهُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٧ وَمَاذَا عَنْكَ؟‏ عِنْدَمَا بَدَأْتَ تُخْبِرُ عَائِلَتَكَ وَأَصْدِقَاءَكَ وَغَيْرَهُمْ عَمَّا تَتَعَلَّمُهُ،‏ لَرُبَّمَا تَوَقَّعْتَ أَنْ يَتَقَبَّلَ ٱلْجَمِيعُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمَنْطِقِيَّةَ.‏ وَلَعَلَّكَ لَقِيتَ تَجَاوُبًا مِنَ ٱلْبَعْضِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ رَفَضُوا ٱلْحَقَّ.‏ حَتَّى إِنَّ أَهْلَ بَيْتِكَ رُبَّمَا تَحَوَّلُوا إِلَى أَعْدَاءٍ.‏ (‏مت ١٠:‏٣٢-‏٣٨‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ لَا تَسْتَسْلِمْ.‏ فَإِذَا وَاصَلْتَ تَنْمِيَةَ مَهَارَتِكَ فِي ٱلْمُنَاقَشَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَحَافَظْتَ عَلَى سُلُوكٍ مَسِيحِيٍّ،‏ فَقَدْ تَلْقَى فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ تَجَاوُبًا حَتَّى مِنْ مُقَاوِمِيكَ.‏ —‏ اع ١٧:‏٢؛‏ ١ بط ٢:‏١٢؛‏ ٣:‏١،‏ ٢،‏ ٧‏.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ مَاذَا حَدَثَ عِنْدَمَا شَهِدَ بَرْنَابَا لِصَالِحِ شَاوُلَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَقْتَدِي بِبَرْنَابَا وَشَاوُلَ؟‏

١٨ عِنْدَمَا دَخَلَ شَاوُلُ أُورُشَلِيمَ،‏ شَكَّكَ ٱلتَّلَامِيذُ بِدَايَةً فِي ٱدِّعَائِهِ ٱعْتِنَاقَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَرَدَّةُ فِعْلِهِمْ هٰذِهِ طَبِيعِيَّةٌ.‏ غَيْرَ أَنَّ بَرْنَابَا تَدَخَّلَ وَشَهِدَ لِصَالِحِهِ.‏ فَقَبِلَهُ ٱلرُّسُلُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلَازَمَهُمْ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ (‏اع ٩:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحَذَرٍ هُنَاكَ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَخْجَلْ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ (‏رو ١:‏١٦‏)‏ فَقَدْ بَشَّرَ بِجُرْأَةٍ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ ٱلْمَدِينَةِ نَفْسِهَا حَيْثُ شَنَّ فِي ٱلسَّابِقِ ٱضْطِهَادًا شَرِسًا عَلَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَيَا لَصَدْمَةِ ٱلْيَهُودِ فِي أُورُشَلِيمَ حِينَ أَدْرَكُوا أَنَّ رَأْسَ ٱلْحَرْبَةِ فِي حَمْلَتِهِمِ ٱنْقَلَبَ عَلَيْهِمْ!‏ فَمَا كَانَ مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ سَعَوْا لِقَتْلِهِ.‏ «فَلَمَّا عَلِمَ ٱلْإِخْوَةُ بِذٰلِكَ،‏ أَنْزَلُوهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ».‏ (‏اع ٩:‏٣٠‏)‏ وَبِذٰلِكَ يَكُونُ شَاوُلُ قَدْ خَضَعَ لِتَوْجِيهِ ٱلْمَسِيحِ عَبْرَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ مِمَّا عَادَ عَلَيْهِ وَعَلَى ٱلْإِخْوَةِ بِٱلْفَائِدَةِ.‏

١٩ هَلْ لَاحَظْتَ أَنَّ بَرْنَابَا بَادَرَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ إِلَى مُسَاعَدَةِ شَاوُلَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْبَادِرَةَ ٱللَّطِيفَةَ مَهَّدَتْ لِصَدَاقَةٍ حَمِيمَةٍ جَمَعَتْ بَيْنَ خَادِمَيْنِ غَيُورَيْنِ.‏ فَهَلْ تَتَطَوَّعُ مِثْلَ بَرْنَابَا وَتَدْعَمُ ٱلْجُدُدَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ فَتُرَافِقُهُمْ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ وَتُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا؟‏ إِنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَحْصُدُهَا نَتِيجَةَ ذٰلِكَ وَافِرَةٌ حَقًّا.‏ أَمَّا إِذَا كُنْتَ نَاشِرًا جَدِيدًا،‏ فَهَلْ تَقْبَلُ مِثْلَ شَاوُلَ أَنْ تُمَدَّ لَكَ يَدُ ٱلْمُسَاعَدَةِ؟‏ إِنَّ ٱلْعَمَلَ مَعَ نَاشِرِينَ أَكْثَرَ خِبْرَةً يُحَسِّنُ مَهَارَتَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيُضَاعِفُ فَرَحَكَ وَيُكْسِبُكَ صَدَاقَاتٍ تَدُومُ مَدَى ٱلْحَيَاةِ.‏

‏«آمَنَ كَثِيرُونَ» (‏اعمال ٩:‏٣١-‏٤٣‏)‏

٢٠،‏ ٢١ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ خُدَّامُ ٱللّٰهِ قَدِيمًا وَٱلْيَوْمَ ‹فَتَرَاتِ ٱلسَّلَامِ› إِلَى أَقْصَى حَدٍّ؟‏

٢٠ بَعْدَ ٱهْتِدَاءِ شَاوُلَ وَرَحِيلِهِ سَالِمًا ‹نَعِمَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلْجَلِيلِ وَٱلسَّامِرَةِ بِفَتْرَةِ سَلَامٍ›.‏ (‏اع ٩:‏٣١‏)‏ فَمَاذَا فَعَلَ ٱلتَّلَامِيذُ فِي «وَقْتٍ مُؤَاتٍ» كَهٰذَا؟‏ (‏٢ تي ٤:‏٢‏)‏ يُخْبِرُنَا ٱلسِّجِلُّ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ «كَانَتْ تُبْنَى».‏ فَقَدْ قَوَّى ٱلرُّسُلُ وَٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ ٱلْآخَرُونَ إِيمَانَ ٱلتَّلَامِيذِ وَتَوَلَّوْا زِمَامَ ٱلْقِيَادَةِ،‏ فِيمَا سَارَتِ ٱلْجَمَاعَةُ «فِي خَوْفِ يَهْوَهَ وَتَعْزِيَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ».‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ ٱسْتَغَلَّ بُطْرُسُ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةَ لِتَقْوِيَةِ ٱلتَّلَامِيذِ فِي مَدِينَةِ لِدَّةَ فِي سَهْلِ شَارُونَ.‏ وَنَتِيجَةَ جُهُودِهِ،‏ رَجَعَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ سُكَّانِ ٱلْمِنْطَقَةِ وَٱلْجِوَارِ «إِلَى ٱلرَّبِّ».‏ (‏اع ٩:‏٣٢-‏٣٥‏)‏ إِذًا بَذَلَ ٱلتَّلَامِيذُ قُصَارَى جُهْدِهِمْ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ وَاحِدِهِمْ بِٱلْآخَرِ وَٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ عِوَضَ أَنْ يَتَلَهَّوْا بِمَسَاعٍ أُخْرَى.‏ وَعَمَلُهُمْ هٰذَا تَرَكَ أَثَرًا إِيجَابِيًّا فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِذْ «بَقِيَتْ تَتَكَاثَرُ».‏

٢١ وَفِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ،‏ نَعِمَتْ جَمَاعَاتُ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ «بِفَتْرَةِ سَلَامٍ» مُمَاثِلَةٍ.‏ فَعِنْدَمَا زَالَتْ فَجْأَةً أَنْظِمَةٌ ٱضْطَهَدَتْ شَعْبَ ٱللّٰهِ طَوَالَ عُقُودٍ،‏ خُفِّفَتِ ٱلْقُيُودُ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ أَوْ رُفِعَ ٱلْحَظْرُ كُلِّيًّا.‏ فَٱغْتَنَمَ عَشَرَاتُ آلَافِ ٱلشُّهُودِ ٱلْفُرْصَةَ لِلْكِرَازَةِ عَلَنًا وَأَتَتْ جُهُودُهُمْ بِنَتَائِجَ رَائِعَةٍ.‏ فَفِي رُوسِيَا مَثَلًا،‏ لَمْ يَتَجَاوَزْ عَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ ٠٠٠‏,١٦ عَامَ ١٩٩١ عِنْدَمَا ٱعْتُرِفَ بِهِمْ رَسْمِيًّا.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ ١٦ سَنَةً فَقَطْ عَامَ ٢٠٠٧،‏ تَخَطَّى عَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ ٠٠٠‏,١٥٠ مُنَادٍ غَيُورٍ بِٱلْبِشَارَةِ!‏

٢٢ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَسْتَغِلَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا؟‏

٢٢ فَهَلْ تَسْتَغِلُّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ؟‏ إِذَا كُنْتَ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ يَكْفَلُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلدِّينِيَّةَ،‏ فَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ بِشِدَّةٍ أَنْ يَسْتَمِيلَكَ إِلَى ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيِّ،‏ لَا مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏مت ١٣:‏٢٢‏)‏ فَلَا تَنْشَغِلْ بِٱلْمَسَاعِي ٱلدُّنْيَوِيَّةِ،‏ وَٱسْتَفِدْ مِنْ فَتَرَاتِ ٱلسَّلَامِ ٱلنِّسْبِيِّ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا.‏ اِعْتَبِرْهَا فُرَصًا لِتَشْهَدَ بِٱلْبِشَارَةِ وَتَبْنِيَ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ وَلَا تَنْسَ أَنَّ ظُرُوفَنَا قَدْ تَتَبَدَّلُ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا.‏

٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَةِ طَابِيثَا؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ؟‏

٢٣ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ تِلْمِيذَةٍ ٱسْمُهَا طَابِيثَا أَوْ دُورْكَاسُ عَاشَتْ فِي مَدِينَةِ يَافَا ٱلْقَرِيبَةِ مِنْ لِدَّةَ.‏ فَقَدْ أَحْسَنَتْ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ ٱلْأَمِينَةُ ٱسْتِخْدَامَ وَقْتِهَا وَمَوَارِدِهَا،‏ فَٱنْهَمَكَتْ فِي «ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ وَٱلصَّدَقَاتِ».‏ غَيْرَ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَجْأَةً.‏ c فَأَحْزَنَتْ وَفَاتُهَا ٱلتَّلَامِيذَ فِي يَافَا وَبِٱلْأَخَصِّ ٱلْأَرَامِلَ ٱللَّوَاتِي شَمَلَتْهُنَّ بِعَطْفِهَا.‏ فَلَمَّا وَصَلَ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْبَيْتِ حَيْثُ يُهَيَّأُ جُثْمَانُهَا لِلدَّفْنِ،‏ صَنَعَ عَجِيبَةً لَمْ يَسْبِقْ لِأَيٍّ مِنْ رُسُلِ ٱلْمَسِيحِ أَنْ صَنَعَهَا.‏ فَبَعْدَمَا صَلَّى أَقَامَ طَابِيثَا مِنَ ٱلْمَوْتِ!‏ هَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي غَمَرَ ٱلْأَرَامِلَ وَٱلتَّلَامِيذَ ٱلْآخَرِينَ عِنْدَمَا دَعَاهُمْ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْغُرْفَةِ وَقَدَّمَهَا إِلَيْهِمْ حَيَّةً؟‏ لَا بُدَّ أَنَّ مَا حَصَل شَدَّدَ عَزْمَهُمْ لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ.‏ وَقَدْ «صَارَ ذٰلِكَ مَعْرُوفًا فِي يَافَا كُلِّهَا،‏ فَآ‌مَنَ كَثِيرُونَ بِٱلرَّبِّ».‏ —‏ اع ٩:‏٣٦-‏٤٢‏.‏

كيف تقتدي بدوركاس؟‏

٢٤ تَحْمِلُ لَنَا رِوَايَةُ طَابِيثَا ٱلْمُشَجِّعَةُ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ.‏ (‏١)‏ مِشْوَارُ ٱلْحَيَاةِ قَصِيرٌ قَدْ يَنْتَهِي فِي أَيِّ لَحْظَةٍ.‏ فَكَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَصْنَعَ صِيتًا حَسَنًا عِنْدَ ٱللّٰهِ مَا دَامَ ذٰلِكَ فِي طَاقَةِ يَدِنَا!‏ (‏جا ٧:‏١‏)‏ (‏٢)‏ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ أَكِيدٌ.‏ فَمِثْلَمَا لَاحَظَ يَهْوَهُ مُبَادَرَاتِ طَابِيثَا ٱللَّطِيفَةَ وَكَافَأَهَا،‏ سَيَذْكُرُ ٱجْتِهَادَنَا نَحْنُ وَيُقِيمُنَا إِنْ مُتْنَا قَبْلَ هَرْمَجِدُّونَ.‏ (‏عب ٦:‏١٠‏)‏ فَلْنُوَاظِبْ إِذًا عَلَى ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا عَنِ ٱلْمَسِيحِ سَوَاءٌ كُنَّا نَعِيشُ «فِي وَقْتٍ مَحْفُوفٍ بِٱلْمَتَاعِبِ» أَوْ نَنْعَمُ «بِفَتْرَةِ سَلَامٍ».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٢‏.‏

a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ شَاوُلُ ٱلْفَرِّيسِيُّ‏».‏

b عُمُومًا مُنِحَتْ مَوَاهِبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّسُلِ.‏ وَلٰكِنْ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ ٱلِٱسْتِثْنَائِيَّةِ،‏ خَوَّلَ يَسُوعُ كَمَا يَبْدُو حَنَانِيَّا نَقْلَ مَوَاهِبِ ٱلرُّوحِ إِلَى ‹إِنَائِهِ ٱلْمُخْتَارِ› شَاوُلَ.‏ فَبَعْدَ ٱهْتِدَائِهِ ظَلَّ شَاوُلُ بَعِيدًا فَتْرَةً طَوِيلَةً عَنِ ٱلرُّسُلِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ نَاشِطًا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ.‏ لِذٰلِكَ يَظْهَرُ أَنَّ يَسُوعَ حَرِصَ أَنْ يَنَالَ شَاوُلُ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِإِتْمَامِ تَعْيِينِهِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏