الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٧

‏«كرز لهم بالمسيح»‏

‏«كرز لهم بالمسيح»‏

فِيلِبُّسُ ٱلْمُبَشِّرُ يَرْسُمُ مِثَالًا جَدِيرًا بِٱلِٱقْتِدَاءِ

مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٨:‏٤-‏٤٠

١،‏ ٢ أَيَّةُ نَتَائِجَ عَكْسِيَّةٍ أَسْفَرَتْ عَنْهَا ٱلْمَسَاعِي ٱلْهَادِفَةُ إِلَى إِسْكَاتِ ٱلْمُبَشِّرِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

 تُوَاجِهُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ مَوْجَةَ ٱضْطِهَادٍ شَرِسٍ فِيمَا شَاوُلُ «يَسْطُو» عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ.‏ فَيَفِرُّ هٰؤُلَاءِ هَارِبِينَ مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلْعَنِيفَةِ.‏ (‏اع ٨:‏٣‏)‏ قَدْ يَبْدُو لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى أَنَّ شَاوُلَ قَابَ قَوْسَيْنِ مِنْ تَحْقِيقِ غَايَتِهِ وَٱقْتِلَاعِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مِنْ جُذُورِهَا.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ مَا كَانَ لِيَحْصُلَ إِطْلَاقًا.‏ فَٱلْأَحْدَاثُ تَأْخُذُ مَنْحًى مُفَاجِئًا.‏

٢ يُخْبِرُنَا ٱلسِّجِلُّ أَنَّ ٱلتَّلَامِيذَ ٱلَّذِينَ تَبَدَّدُوا ٱجْتَازُوا «مُبَشِّرِينَ بِٱلْكَلِمَةِ» حَيْثُمَا ٱسْتَقَرُّوا.‏ (‏اع ٨:‏٤‏)‏ تَخَيَّلْ:‏ لَمْ يَعْجَزِ ٱلِٱضْطِهَادُ عَنْ إِسْكَاتِ ٱلْمُبَشِّرِينَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ سَاعَدَ فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَيْضًا!‏ فَعِنْدَمَا بَدَّدَ ٱلْمُضْطَهِدُونَ ٱلتَّلَامِيذَ،‏ سَاهَمُوا مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرُونَ فِي وُصُولِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى مَنَاطِقَ بَعِيدَةٍ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ،‏ نَسْتَعْرِضُ أَحْدَاثًا مُمَاثِلَةً مِنْ أَزْمِنَتِنَا ٱلْعَصْرِيَّةِ.‏

‏«اَلَّذِينَ تَبَدَّدُوا ٱجْتَازُوا مُبَشِّرِينَ بِٱلْكَلِمَةِ» (‏اعمال ٨:‏٤-‏٨‏)‏

٣ (‏أ)‏ مَنْ هُوَ فِيلِبُّسُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ لَمْ تَبْلُغِ ٱلْبِشَارَةُ بَعْدُ مُعْظَمَ سُكَّانِ ٱلسَّامِرَةِ،‏ وَلٰكِنْ بِمَ أَنْبَأَ يَسُوعُ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ؟‏

٣ كَانَ فِيلِبُّسُ وَاحِدًا مِنَ «ٱلَّذِينَ تَبَدَّدُوا».‏ a (‏اع ٨:‏٤‏؛‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ فِيلِبُّسُ ‹ٱلْمُبَشِّرُ›‏‏».‏)‏ وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةِ ٱلسَّامِرَةِ حَيْثُ لَمْ تَبْلُغْ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ سِوَى قِلَّةٍ مِنَ ٱلسُّكَّانِ.‏ فَيَسُوعُ أَوْصَى تَلَامِيذَهُ فِي ٱلسَّابِقِ،‏ قَائِلًا:‏ «إِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لَا تَدْخُلُوا،‏ بَلِ ٱذْهَبُوا بِٱلْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّائِعَةِ».‏ (‏مت ١٠:‏٥،‏ ٦‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحَ كَانَ يُدْرِكُ أَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيُؤَدُّونَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ شَهَادَةً كَامِلَةً هُنَاكَ.‏ فَقَبْلَ صُعُودِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ قَالَ لَهُمْ:‏ «تَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ —‏ اع ١:‏٨‏.‏

٤ هَلْ تَجَاوَبَ ٱلسَّامِرِيُّونَ مَعَ كِرَازَةِ فِيلِبُّسَ،‏ وَمَاذَا رُبَّمَا أَسْهَمَ فِي ذٰلِكَ؟‏

٤ وَجَدَ فِيلِبُّسُ أَنَّ ٱلسَّامِرَةَ «ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ».‏ (‏يو ٤:‏٣٥‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ أَنْعَشَتْ رِسَالَتُهُ قُلُوبَ ٱلسَّامِرِيِّينَ وَأَثْلَجَتْ صُدُورَهُمْ.‏ فَٱلْعَلَاقَاتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْيَهُودِ كَانَتْ مَقْطُوعَةً تَمَامًا،‏ حَتَّى إِنَّ مُعْظَمَ ٱلْيَهُودِ ٱحْتَقَرُوهُمْ.‏ وَلٰكِنْ هَا هُمْ يَرَوْنَ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ لَا تُمَيِّزُ أَلْبَتَّةَ بَيْنَ فِئَةٍ وَأُخْرَى عَلَى عَكْسِ تَفْكِيرِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلْمَحْدُودِ.‏ فَحِينَ كَرَزَ فِيلِبُّسُ بِغَيْرَةٍ وَدُونَ تَمْيِيزٍ لِلسَّامِرِيِّينَ بَيَّنَ أَنَّ نَظْرَتَهُ بَعِيدَةٌ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنِ ٱلتَّحَيُّزِ.‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ جُمُوعًا مِنَ ٱلسَّامِرِيِّينَ ‹ٱنْتَبَهُوا مَعًا› لِمَا يَقُولُ.‏ —‏ اع ٨:‏٦‏.‏

٥-‏٧ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً تُبَيِّنُ كَيْفَ يُسَاعِدُ تَبْدِيدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ.‏

٥ وَمَاذَا عَنْ أَيَّامِنَا؟‏ هَلْ يَنْجَحُ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي إِسْكَاتِنَا؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَمَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ لَا يُؤَدِّي تَرْحِيلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَوْ سَجْنُهُمْ إِلَّا إِلَى نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي مُقَاطَعَاتٍ جَدِيدَةٍ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَمَكَّنَ شُهُودُ يَهْوَهَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ مِنْ تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ رَائِعَةٍ فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ ٱلنَّازِيَّةِ.‏ يَرْوِي شَخْصٌ يَهُودِيٌّ ٱلْتَقَى ٱلشُّهُودَ هُنَاكَ:‏ «إِنَّ ثَبَاتَ ٱلسُّجَنَاءِ ٱلشُّهُودِ أَقْنَعَنِي أَنَّ إِيمَانَهُمْ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ فَصِرْتُ أَنَا نَفْسِي شَاهِدًا».‏

٦ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ وَصَلَتِ ٱلْبِشَارَةُ إِلَى ٱلْمُقَاوِمِينَ أَنْفُسِهِمْ وَتَجَاوَبُوا مَعَهَا.‏ مَثَلًا عِنْدَمَا نُقِلَ شَاهِدٌ يُدْعَى فْرَانْتِس دِيش إِلَى مُعَسْكَرِ ٱلِٱعْتِقَالِ فِي جُوزَن بِٱلنَّمْسَا،‏ تَمَكَّنَ مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ ضَابِطٍ فِي وَحَدَاتِ ٱلْحِمَايَةِ.‏ تَخَيَّلْ فَرْحَتَهُمَا بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ حِينَ ٱلْتَقَيَا مُجَدَّدًا فِي مَحْفِلٍ وَكَانَ كِلَاهُمَا فِي صُفُوفِ ٱلْمُبَشِّرِينَ!‏

٧ وَتَكَرَّرَ ٱلسِّينَارِيُو نَفْسُهُ عِنْدَمَا هَجَّرَ ٱلِٱضْطِهَادُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ.‏ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ فِي سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي عِنْدَمَا رُحِّلَ شُهُودٌ مِنْ مَلَاوِي إِلَى مُوزَمْبِيق.‏ فَقَدْ أَدَّوْا شَهَادَةً مُؤَثِّرَةً وَلَمْ يَتَوَانَوْا حَتَّى بَعْدَمَا وَاجَهُوا ٱلْمُقَاوَمَةَ لَاحِقًا فِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ.‏ يَذْكُرُ فْرَنْسِيسْكُو كُوَانَا:‏ «اُعْتُقِلَ بَعْضُنَا مَرَّاتٍ عَدِيدَةً بِسَبَبِ نَشَاطِنَا ٱلْكِرَازِيِّ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ تَجَاوَبَ كَثِيرُونَ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ تَأَكَّدْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ يُسَاعِدُنَا تَمَامًا كَمَا سَاعَدَ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ».‏

٨ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلتَّغَيُّرَاتُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ وَٱلِٱقْتِصَادِيَّةُ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

٨ طَبْعًا،‏ ٱلِٱضْطِهَادُ لَيْسَ ٱلسَّبَبَ ٱلْوَحِيدَ وَرَاءَ تَوَسُّعِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ.‏ فَفِي ٱلْعُقُودِ ٱلْمَاضِيَةِ مَثَلًا،‏ مَهَّدَتِ ٱلتَّغَيُّرَاتُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ وَٱلِٱقْتِصَادِيَّةُ ٱلسَّبِيلَ لِإِيصَالِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَشْخَاصٍ مِنْ شَتَّى ٱللُّغَاتِ وَٱلْجِنْسِيَّاتِ.‏ فَقَدْ هَاجَرَ ٱلْبَعْضُ مِنْ مَنَاطِقَ تَشْهَدُ حُرُوبًا وَضِيقَاتٍ ٱقْتِصَادِيَّةً إِلَى مَنَاطِقَ أَكْثَرَ ٱسْتِقْرَارًا حَيْثُ بَاشَرُوا دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَتَدَفُّقُ ٱللَّاجِئِينَ هٰذَا أَدَّى إِلَى تَشْكِيلِ مُقَاطَعَاتٍ عَدِيدَةٍ بِلُغَاتٍ أَجْنَبِيَّةٍ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَدِينَةَ سَان دِيِيغُو بِوِلَايَةِ كَالِيفُورْنْيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ.‏ فَهُنَاكَ يَنْطِقُ ٱلسُّكَّانُ بِأَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ لُغَةٍ.‏ وَقَدْ تَأَسَّسَتْ فِيهَا جَمَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ بِلُغَاتٍ أَجْنَبِيَّةٍ.‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ تَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِكَ لِتَشْهَدَ لِأُنَاسٍ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ» فِي مُقَاطَعَتِكَ؟‏ —‏ رؤ ٧:‏٩‏.‏

‏«أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضًا هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةَ» (‏اعمال ٨:‏٩-‏٢٥‏)‏

‏«لما رأى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يُعطى الروح،‏ قدم لهما مالا».‏ —‏ اعمال ٨:‏١٨

٩ مَنْ هُوَ سِيمُونُ،‏ وَمَاذَا أَثَارَ إِعْجَابَهُ فِي فِيلِبُّسَ؟‏

٩ صَنَعَ فِيلِبُّسُ آيَاتٍ كَثِيرَةً فِي ٱلسَّامِرَةِ كَشِفَاءِ ٱلْمُعَوَّقِينَ وَإِخْرَاجِ ٱلْأَرْوَاحِ ٱلشِّرِّيرَةِ.‏ (‏اع ٨:‏٦-‏٨‏)‏ فَأَبْهَرَتْ مَوَاهِبُهُ ٱلْعَجَائِبِيَّةُ ٱلسُّكَّانَ وَعَلَى وَجْهِ ٱلْخُصُوصِ سَاحِرًا يُدْعَى سِيمُونَ رَفَّعَهُ ٱلنَّاسُ لِدَرَجَةِ أَنْ قَالُوا:‏ «هٰذَا هُوَ قُدْرَةُ ٱللّٰهِ».‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا شَهِدَ سِيمُونُ بِعَيْنَيْهِ قُدْرَةَ ٱللّٰهِ ٱلْحَقِيقِيَّةَ ٱلَّتِي تَجَلَّتْ فِي عَجَائِبِ فِيلِبُّسَ،‏ ٱنْضَمَّ هُوَ نَفْسُهُ إِلَى صُفُوفِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏اع ٨:‏٩-‏١٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّ دَوَافِعَهُ سُرْعَانَ مَا وُضِعَتْ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ كَيْفَ؟‏

١٠ (‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا فِي ٱلسَّامِرَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا طَلَبَ سِيمُونُ لَمَّا رَأَى ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْجُدُدَ يَنَالُونَ رُوحًا قُدُسًا حِينَ يَضَعُ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِمْ؟‏

١٠ حِينَ عَلِمَ ٱلرُّسُلُ بِٱزْدِيَادِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلسَّامِرَةِ،‏ أَرْسَلُوا بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا إِلَى هُنَاكَ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ بُطْرُسُ يَسْتَخْدِمُ ‹مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ›‏‏».‏)‏ وَعِنْدَ وُصُولِهِمَا،‏ وَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ فَنَالُوا رُوحًا قُدُسًا.‏ b وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ ذٰلِكَ بُهِتَ وَطَلَبَ مِنْهُمَا قَائِلًا:‏ «أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضًا هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةَ،‏ حَتَّى يَنَالَ رُوحًا قُدُسًا أَيُّ مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ يَدَيَّ».‏ ثُمَّ قَدَّمَ لَهُمَا مَالًا آمِلًا فِي شِرَاءِ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ —‏ اع ٨:‏١٤-‏١٩‏.‏

١١ عَلَامَ حَثَّ بُطْرُسُ سِيمُونَ،‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏

١١ رَدَّ بُطْرُسُ عَلَى سِيمُونَ بِكَلِمَاتٍ حَازِمَةٍ:‏ «لِتَهْلِكْ فِضَّتُكَ مَعَكَ،‏ لِأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ هِبَةَ ٱللّٰهِ بِمَالٍ!‏ لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلَا قُرْعَةٌ فِي هٰذَا ٱلْأَمْرِ،‏ لِأَنَّ قَلْبَكَ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ عِنْدَ ٱللّٰهِ».‏ ثُمَّ حَثَّهُ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ وَٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلْغُفْرَانِ،‏ قَائِلًا:‏ «تَضَرَّعْ إِلَى يَهْوَهَ،‏ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ مَا دَبَّرَ قَلْبُكَ».‏ فَكَمَا يَظْهَرُ،‏ لَمْ يَكُنْ سِيمُونُ رَجُلًا شِرِّيرًا.‏ فَهُوَ أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلصَّوَابَ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ ضَلَّ ٱلسَّبِيلَ آنَذَاكَ.‏ لِذَا ٱلْتَمَسَ مِنَ ٱلرُّسُلِ:‏ «تَضَرَّعَا أَنْتُمَا إِلَى يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِي لِكَيْلَا يَأْتِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِمَّا قُلْتُمَا».‏ —‏ اع ٨:‏٢٠-‏٢٤‏.‏

١٢ مَا هِيَ «ٱلسِّيمُونِيَّةُ»،‏ وَكَيْفَ وَقَعَ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ فِي شَرَكِهَا؟‏

١٢ لَقَدْ أَنَّبَ بُطْرُسُ سِيمُونَ،‏ وَفِي هٰذَا عِبْرَةٌ لَنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَصْرِيِّينَ.‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْمَعَاجِمِ ٱلْعَرَبِيَّةِ أَدْخَلَتِ ٱلتَّعْبِيرَ «ٱلسِّيمُونِيَّةَ» نِسْبَةً إِلَى «سِيمُونَ ٱلسَّاحِرِ».‏ يُعَرِّفُ أَحَدُهَا هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةَ عَلَى أَنَّهَا «ٱلِٱرْتِقَاءُ إِلَى ٱلْمَرَاتِبِ ٱلرُّوحِيَّةِ بِٱلْمَالِ».‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ،‏ ٱسْتَشْرَتِ ٱلسِّيمُونِيَّةُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُرْتَدِّ.‏ تَأْكِيدًا عَلَى ذٰلِكَ،‏ وَرَدَ فِي دَائِرَةُ ٱلْمَعَارِفِ ٱلْبَرِيطَانِيَّةُ فِي طَبْعَتِهَا ٱلتَّاسِعَةِ (‏١٨٧٨)‏ مَا يَلِي:‏ «إِنَّ ٱلتَّمَعُّنَ فِي مَجَامِعِ ٱلْكَرَادِلَةِ ٱلْمُغْلَقَةِ ٱلْمُنْعَقِدَةِ حَتَّى يَوْمِنَا لَا يَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّ ٱلسِّيمُونِيَّةَ لَطَّخَتِ ٱلِٱنْتِخَابَاتِ ٱلْبَابَوِيَّةَ كُلَّهَا دُونَ أَيِّ ٱسْتِثْنَاءٍ.‏ وَفِي مُعْظَمِ ٱلْحَالَاتِ،‏ مُورِسَتْ فِي هٰذِهِ ٱلْمَجَامِعِ أَشْنَعُ أَنْوَاعِ ٱلسِّيمُونِيَّةِ وَأَكْثَرُهَا عَلَنِيَّةً».‏

١٣ كَيْفَ يَتَجَنَّبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلسِّيمُونِيَّةَ؟‏

١٣ كَمْ ضَرُورِيٌّ إِذًا أَنْ نَحْذَرَ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ خَطِيَّةِ ٱلسِّيمُونِيَّةِ!‏ فَمِنْ جِهَةٍ،‏ لَا نَلْجَأُ إِلَى ٱلتَّمَلُّقِ أَوِ ٱلْهَدَايَا ٱلْبَاهِظَةِ بِهَدَفِ نَيْلِ مُعَامَلَةٍ مُمَيَّزَةٍ أَوِ ٱمْتِيَازَاتٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مِمَّنْ يَبْدُو أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَى مَنْحِهَا.‏ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ يَحْذَرُ ٱلنُّظَّارُ أَنْفُسُهُمْ مِنَ ٱلتَّحَيُّزِ لِلْأَثْرِيَاءِ.‏ فَكِلْتَا ٱلْحَالَتَيْنِ وَجْهَانِ لِعُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ:‏ اَلسِّيمُونِيَّةِ!‏ عِوَضَ ذٰلِكَ،‏ يَسْعَى خُدَّامُ ٱللّٰهِ جَمِيعًا أَنْ يَتَصَرَّفُوا «كَأَصْغَرَ» مُنْتَظِرِينَ رُوحَ يَهْوَهَ لِيُوَجِّهَ ٱلتَّعْيِينَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏لو ٩:‏٤٨‏)‏ فَلَا مَكَانَ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ لِمَنْ يَطْلُبُونَ «مَجْدَ أَنْفُسِهِمْ»!‏ —‏ ام ٢٥:‏٢٧‏.‏

‏«أَتَعْرِفُ حَقًّا مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟‏» (‏اعمال ٨:‏٢٦-‏٤٠‏)‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ مَنْ هُوَ ٱلْخَصِيُّ ٱلْحَبَشِيُّ،‏ وَكَيْفَ صَادَفَهُ فِيلِبُّسُ؟‏ (‏ب)‏ هَلْ تَجَاوَبَ ٱلرَّجُلُ ٱلْحَبَشِيُّ مَعَ رِسَالَةِ فِيلِبُّسَ،‏ وَهَلْ كَانَتْ مَعْمُودِيَّتُهُ خُطْوَةً مُتَسَرِّعَةً؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

١٤ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرِّوَايَةِ،‏ وَجَّهَ مَلَاكُ يَهْوَهَ فِيلِبُّسَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلَّتِي تَرْبِطُ أُورُشَلِيمَ بِغَزَّةَ.‏ وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكَ هٰذَا ٱلتِّلْمِيذُ ٱلسَّبَبَ حِينَ صَادَفَ خَصِيًّا حَبَشِيًّا جَالِسًا فِي مَرْكَبَتِهِ «يَقْرَأُ ٱلنَّبِيَّ إِشَعْيَا بِصَوْتٍ عَالٍ».‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ مَا ٱلْمَقْصُودُ بِكَلِمَةِ ‹خَصِيٍّ›؟‏‏».‏)‏ إِذَّاكَ دَفَعَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِيلِبُّسَ إِلَى ٱلِٱقْتِرَابِ مِنَ ٱلْمَرْكَبَةِ.‏ فَرَكَضَ بِمُحَاذَاتِهَا وَسَأَلَ ٱلْخَصِيَّ:‏ «أَتَعْرِفُ حَقًّا مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟‏».‏ فَأَجَابَهُ:‏ «كَيْفَ يُمْكِنُنِي ذٰلِكَ إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟‏».‏ —‏ اع ٨:‏٢٦-‏٣١‏.‏

١٥ بَعْدَئِذٍ دَعَا ٱلْحَبَشِيُّ فِيلِبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبَةِ.‏ حَاوِلْ أَنْ تَتَخَيَّلَ ٱلْحَدِيثَ ٱلَّذِي دَارَ بَيْنَهُمَا.‏ فَلَطَالَمَا كَانَتْ هُوِيَّةُ ‹ٱلشَّاةِ› أَوِ ‹ٱلْخَادِمِ› فِي نُبُوَّةِ إِشَعْيَا لُغْزًا.‏ (‏اش ٥٣:‏١-‏١٢‏)‏ وَلٰكِنْ فِيمَا وَاصَلَا ٱلطَّرِيقَ شَرَحَ فِيلِبُّسُ لِلْخَصِيِّ أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ تَمَّتْ فِي يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ أَدْرَكَ هٰذَا ٱلْمُتَهَوِّدُ عَلَى ٱلْفَوْرِ مَا عَلَيْهِ فِعْلُهُ.‏ قَالَ:‏ «هُوَذَا مَاءٌ.‏ فَمَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟‏».‏ فَعَمَّدَهُ فِيلِبُّسُ دُونَمَا تَأْخِيرٍ.‏ c (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ اِعْتَمَدَ فِي ‹مُجْتَمَعِ مَاءٍ›‏‏».‏)‏ وَمِنْ ثَمَّ ٱقْتِيدَ فِيلِبُّسُ إِلَى تَعْيِينٍ جَدِيدٍ فِي أَشْدُودَ حَيْثُ تَابَعَ ٱلْبِشَارَةَ.‏ —‏ اع ٨:‏٣٢-‏٤٠‏.‏

١٦،‏ ١٧ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ ٱلْمَلَائِكَةُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٦ وَٱلْيَوْمَ يَحْظَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلٍ شَبِيهٍ بِعَمَلِ فِيلِبُّسَ.‏ فَغَالِبًا مَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَقْدِيمِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ عَبْرَ ٱلشَّهَادَةِ غَيْرِ ٱلرَّسْمِيَّةِ كَمَا فِي ٱلسَّفَرِ مَثَلًا.‏ وَفِي حَالَاتٍ كَثِيرَةٍ يَظْهَرُ جَلِيًّا أَنَّ لِقَاءَهُمُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُهْتَمِّينَ لَيْسَ وَلِيدَ ٱلصُّدْفَةِ.‏ وَذٰلِكَ طَبِيعِيٌّ لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَذْكُرُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يُوَجِّهُونَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِحَيْثُ تَصِلُ ٱلرِّسَالَةُ إِلَى «كُلِّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ».‏ (‏رؤ ١٤:‏٦‏)‏ وَهٰذَا تَمَامًا مَا أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ.‏ فَفِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ،‏ قَالَ إِنَّ ٱلْحَصَادَ هُوَ ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ‹وَٱلْحَصَّادِينَ هُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ›.‏ وَأَضَافَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ «يَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَٱلْمُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ».‏ (‏مت ١٣:‏٣٧-‏٤١‏)‏ لٰكِنَّهُمْ يَجْمَعُونَ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ وَرَثَةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ ثُمَّ ‹جَمْعًا كَثِيرًا› مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› ٱلَّذِينَ يُرِيدُ يَهْوَهُ ٱجْتِذَابَهُمْ إِلَى هَيْئَتِهِ.‏ —‏ رؤ ٧:‏٩؛‏ يو ٦:‏٤٤،‏ ٦٥؛‏ ١٠:‏١٦‏.‏

١٧ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نَشْهَدُ إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ.‏ فَبَعْضُ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ فِي خِدْمَتِنَا يُخْبِرُونَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ طَالِبِينَ مُسَاعَدَةَ ٱللّٰهِ.‏ إِلَيْكَ ٱخْتِبَارَ نَاشِرَتَيْنِ كَانَتَا تَخْدُمَانِ مَعَ وَلَدٍ صَغِيرٍ.‏ فَعِنْدَ ٱلظَّهِيرَةِ أَوْشَكَتَا أَنْ تَتَوَقَّفَا عَنِ ٱلْخِدْمَةِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْوَلَدَ كَانَ مُتَحَمِّسًا بِشِدَّةٍ لِزِيَارَةِ ٱلْبَيْتِ ٱلتَّالِي،‏ حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ بِمُفْرَدِهِ وَقَرَعَ ٱلْبَابَ.‏ وَحِينَ فَتَحَتْ لَهُ شَابَّةٌ ٱقْتَرَبَتِ ٱلْأُخْتَانِ مِنْهَا.‏ وَكَمْ تَفَاجَأَتَا حِينَ أَخْبَرَتْهُمَا أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي لِلتَّوِّ طَالِبَةً أَنْ يَزُورَهَا شَخْصٌ يُسَاعِدُهَا عَلَى فَهْمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ!‏ وَبِٱلْفِعْلِ بُوشِرَ مَعَهَا بِدَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

‏«يا اللّٰه،‏ كائنا من كنت،‏ ساعدني ارجوك!‏»‏

١٨ لِمَ يَحْسُنُ بِنَا أَلَّا نَسْتَهِينَ أَبَدًا بِٱمْتِيَازِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

١٨ بِصِفَتِكَ عُضْوًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ أَنْتَ تَنْعَمُ بِٱمْتِيَازِ ٱلْعَمَلِ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ ٱلْمَلَائِكَةِ فِيمَا يَبْلُغُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ نِطَاقًا لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ فَلَا تَسْتَهِنْ أَبَدًا بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ،‏ بَلِ ٱبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِكَ مُوَاظِبًا عَلَى ‹ٱلتَّبْشِيرِ بِيَسُوعَ› لِتُحْرِزَ فَرَحًا جَزِيلًا!‏ —‏ اع ٨:‏٣٥‏.‏

a لَا نَتَحَدَّثُ هُنَا عَنْ فِيلِبُّسَ ٱلرَّسُولِ،‏ بَلْ عَنْ أَحَدِ ‹ٱلرِّجَالِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْمَشْهُودِ لَهُمُ› ٱلَّذِينَ أُقِيمُوا عَلَى «ٱلْعَمَلِ ٱلضَّرُورِيِّ».‏ وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْخَامِسِ،‏ أُوكِلَ إِلَيْهِمْ أَنْ يُنَظِّمُوا تَوْزِيعَ ٱلطَّعَامِ يَوْمِيًّا عَلَى ٱلْأَرَامِلِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ سَوَاءٌ ٱللَّوَاتِي يَتَكَلَّمْنَ ٱلْيُونَانِيَّةَ أَوِ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ.‏ —‏ اع ٦:‏١-‏٦‏.‏

b مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمُهْتَدِينَ حَدِيثًا فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ نَالُوا عَادَةً ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ،‏ أَيْ مُسِحُوا بِهِ،‏ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ وَهٰذَا مَا مَنَحَهُمْ رَجَاءَ ٱلْحُكْمِ مُلُوكًا وَكَهَنَةً مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏٢ كو ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ رؤ ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ أَمَّا فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِٱلذَّاتِ فَبِخِلَافِ ٱلْعَادَةِ لَمْ يُمْسَحِ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْجُدُدُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُعْتَمِدُونَ حَدِيثًا لَمْ يَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ،‏ وَبِٱلتَّالِي ٱلْمَوَاهِبَ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ،‏ إِلَّا بَعْدَمَا وَضَعَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِمْ.‏

c لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ خُطْوَةً مُتَسَرِّعَةً.‏ فَبِمَا أَنَّ ٱلْحَبَشِيَّ مُتَهَوِّدٌ،‏ فَكَانَ مُلِمًّا بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلنُّبُوَّاتُ ٱلْمَسِيَّانِيَّةُ.‏ وَٱلْآنَ،‏ بَعْدَمَا تَعَلَّمَ عَنْ دَوْرِ يَسُوعَ فِي قَصْدِ ٱللّٰهِ،‏ بَاتَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَعْتَمِدَ.‏