الفصل ٢٨
«الى اقصى الارض»
شُهُودُ يَهْوَهَ يُكْمِلُونَ عَمَلًا ٱفْتَتَحَهُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ
١ مَا ٱلْقَوَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكَةُ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ وَشُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟
غَيْرَةٌ مُتَّقِدَةٌ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. قُلُوبٌ تُلْزِمُ أَصْحَابَهَا أَنْ يَقْبَلُوا مُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَإِرْشَادَهُ. أَلْسِنَةٌ لَا تَكِلُّ عَنِ ٱلتَّبْشِيرِ حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ. جُهُودٌ دَؤُوبَةٌ تَتَكَلَّلُ بِبَرَكَةِ ٱللّٰهِ ٱلسَّخِيَّةِ. عَمَّنْ نَتَكَلَّمُ؟ إِنَّهُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ وَشُهُودُ يَهْوَهَ ٱلْعَصْرِيُّونَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.
٢، ٣ مَا ٱلْمُمَيَّزُ فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ؟
٢ لَا شَكَّ أَنَّ إِيمَانَكَ تَقَوَّى بَعْدَمَا تَفَحَّصْتَ ٱلرِّوَايَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ. فَهٰذَا ٱلسِّفْرُ ٱلشَّيِّقُ هُوَ ٱلسِّجِلُّ ٱلْوَحِيدُ ٱلْمُوحَى بِهِ ٱلَّذِي يَرْوِي تَارِيخَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ.
٣ وَفِيمَا قَلَّبْتَ صَفَحَاتِهِ، قَرَأْتَ عَنْ ٩٥ شَخْصًا مِنْ ٣٢ مِنْطَقَةً، ٥٤ مَدِينَةً، وَ ٩ جُزُرٍ. فَتَعَرَّفْتَ إِلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلشَّخْصِيَّاتِ، سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ أَوْ مُتَدَيِّنِينَ زَائِفِينَ أَوْ سِيَاسِيِّينَ مُتَكَبِّرِينَ أَوْ مُضْطَهِدِينَ مَسْعُورِينَ. أَمَّا أَبْطَالُهُ فَهُمْ إِخْوَتُكَ وَأَخَوَاتُكَ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى مَصَاعِبِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ كَرَزُوا بِغَيْرَةٍ أَيْضًا بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.
٤ أَيُّ عَلَاقَةٍ تَرْبِطُنَا بِٱلشُّهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ قَدِيمًا أَمْثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ وَدُورْكَاسَ وَغَيْرِهِمَا؟
٤ وَٱلْيَوْمَ بَاتَتْ تَفْصِلُنَا ٠٠٠,٢ سَنَةٍ تَقْرِيبًا عَنْ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ أَمْثَالِ ٱلرَّسُولَيْنِ ٱلْغَيُورَيْنِ بُطْرُسَ وَبُولُسَ، لُوقَا ٱلطَّبِيبِ ٱلْحَبِيبِ، بَرْنَابَا ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْكَرِيمِ، إِسْتِفَانُوسَ ٱلشَّاهِدِ ٱلشُّجَاعِ، دُورْكَاسَ ٱلتِّلْمِيذَةِ ٱللَّطِيفَةِ، وَلِيدِيَةَ ٱلْأُخْتِ ٱلْمِضْيَافَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، مَا زَالَتْ تَرْبِطُنَا بِهِمْ عَلَاقَةٌ مُمَيَّزَةٌ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّنَا مُفَوَّضُونَ ٱلْقِيَامَ بِٱلْمُهِمَّةِ نَفْسِهَا: عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَيَا لَهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي نَنْعَمُ بِهِ!
٥ أَيْنَ بَدَأَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلْأَوَائِلُ بِإِتْمَامِ تَفْوِيضِهِمْ؟
٥ لِنَتَأَمَّلْ قَلِيلًا فِي ٱلتَّفْوِيضِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ يَسُوعُ إِلَى أَتْبَاعِهِ. قَالَ: «سَتَنَالُونَ قُدْرَةً مَتَى أَتَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) بِدَايَةً، مَكَّنَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلتَّلَامِيذَ مِنْ تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ «فِي أُورُشَلِيمَ». (اع ١:١–٨:٣) ثُمَّ تَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ، كَرَزُوا «فِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ». (اع ٨:٤–١٣:٣) بَعْدَئِذٍ حَمَلُوا ٱلْبِشَارَةَ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». — اع ١٣:٤–٢٨:٣١.
٦، ٧ أَيُّ أَفْضَلِيَّةٍ لَدَيْنَا ٱلْيَوْمَ عَلَى إِخْوَتِنَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
٦ وَلٰكِنْ لَمْ يَكُنْ فِي مُتَنَاوَلِ هٰؤُلَاءِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ كَامِلُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِيَسْتَعِينُوا بِهِ فِي ٱلْكِرَازَةِ. صَحِيحٌ أَنَّ مَتَّى كَتَبَ إِنْجِيلَهُ نَحْوَ ٱلْعَامِ ٤١ بم وَبُولُسَ دَوَّنَ بَعْضَ رَسَائِلِهِ قَبْلَ إِنْهَاءِ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ نَحْوَ ٱلْعَامِ ٦١ بم، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلَ لَمْ يَمْتَلِكُوا نُسَخًا خَاصَّةً عَنْ كَامِلِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَلَا تَشْكِيلَةَ مَطْبُوعَاتٍ يُوَزِّعُونَهَا عَلَى ٱلْمُهْتَمِّينَ. وَفِي حِينِ سَمِعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ تُقْرَأُ فِي ٱلْمَجَامِعِ قَبْلَ ٱعْتِنَاقِهِمِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، تَوَجَّبَ عَلَيْهِمِ ٱلْآنَ أَنْ يَدْرُسُوا هٰذِهِ ٱلْأَسْفَارَ بِٱجْتِهَادٍ إِذِ ٱضْطُرُّوا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ يَقْتَبِسُوا مِنْهَا غَيْبًا. — ٢ كو ٣:١٤-١٦.
٧ بِٱلْمُقَارَنَةِ، يَمْلِكُ أَغْلَبِيَّتُنَا ٱلْيَوْمَ نُسَخًا خَاصَّةً عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَوَفْرَةً مِنَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَيْهِ، فِيمَا نُتَلْمِذُ مُعْلِنِينَ ٱلْبِشَارَةَ بِلُغَاتٍ عَدِيدَةٍ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٢٣٠ بَلَدًا.
اَلْقُدْرَةُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
٨، ٩ (أ) مَاذَا مَكَّنَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تَلَامِيذَ يَسُوعَ مِنْ فِعْلِهِ؟ (ب) مَاذَا يُصْدِرُ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ بِمَعُونَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ؟
٨ عِنْدَمَا فَوَّضَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ عَمَلَ ٱلشَّهَادَةِ، قَالَ لَهُمْ: «سَتَنَالُونَ قُدْرَةً مَتَى أَتَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ». فَتَحْتَ تَوْجِيهِ رُوحِ ٱللّٰهِ أَوْ قُوَّتِهِ ٱلْفَعَّالَةِ، كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ سَيَنْشُرُونَ ٱلْبِشَارَةَ لِتَصِلَ أَخِيرًا إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ مَكَّنَ بُطْرُسَ وَبُولُسَ مِنْ شِفَاءِ ٱلْمَرْضَى وَإِخْرَاجِ ٱلشَّيَاطِينِ وَإِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى، إِلَّا أَنَّ ٱلرُّسُلَ وَسَائِرَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱسْتَعَانُوا بِهِ لِمَسْعًى أَهَمَّ بِأَشْوَاطٍ، أَلَا وَهُوَ نَشْرُ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ ٱلَّتِي تَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. — يو ١٧:٣.
٩ وَفِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، ٱبْتَدَأَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ يَتَكَلَّمُونَ «بِأَلْسِنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ، كَمَا كَانَ ٱلرُّوحُ يُعْطِيهِمْ أَنْ يَنْطِقُوا». فَتَمَكَّنُوا بِٱلتَّالِي مِنَ ٱلشَّهَادَةِ عَنْ «عَظَائِمِ ٱللّٰهِ». (اع ٢:١-٤، ١١) فَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ، غَيْرَ أَنَّ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ يُصْدِرُ بِمَعُونَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ مَطْبُوعَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِلُغَاتٍ كَثِيرَةٍ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تُطْبَعُ مَلَايِينُ ٱلنُّسَخِ مِنْ مَجَلَّتَيْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ! كُلَّ شَهْرٍ. وَهٰذِهِ ٱلْإِصْدَارَاتُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُعْلِنَ «عَظَائِمَ ٱللّٰهِ» إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلْأَلْسِنَةِ. — رؤ ٧:٩.
١٠ أَيُّ إِنْجَازَاتٍ تَحَقَّقَتْ فِي تَرْجَمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُنْذُ ٱلْعَامِ ١٩٨٩؟
١٠ وَمُنْذُ سَنَةِ ١٩٨٩، يُشَدِّدُ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ عَلَى إِصْدَارِ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِلُغَاتٍ عَدِيدَةٍ. وَبِٱلْفِعْلِ بَاتَتْ هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ مُتَوَفِّرَةً بِعَشَرَاتِ ٱللُّغَاتِ وَطُبِعَ مِنْهَا حَتَّى ٱلْآنَ عَشَرَاتُ مَلَايِينِ ٱلنُّسَخِ، وَٱلْخَيْرُ إِلَى قُدَّامٍ . . . وَلَا سَبِيلَ آخَرَ إِلَى تَحْقِيقِ هٰذِهِ ٱلْإِنْجَازَاتِ إِلَّا بِمَعُونَةِ ٱللّٰهِ وَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.
١١ أَيُّ حَدٍّ بَلَغَتْهُ تَرْجَمَةُ مَطْبُوعَاتِ ٱلشُّهُودِ؟
١١ زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ مَطْبُوعَاتِنَا تُتَرْجَمُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٦٣٠ لُغَةً عَلَى يَدِ ٨٠٠,٢ مُتَطَوِّعٍ تَقْرِيبًا فِي أَكْثَرَ مِنْ ١٣٠ بَلَدًا. وَهَلْ مِنْ عَجَبٍ؟ فَأَيُّ هَيْئَةٍ أُخْرَى يُوَجِّهُهَا رُوحُ ٱللّٰهِ لِتَأْدِيَةِ «شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ» عَنْهُ وَعَنْ مَلِكِهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ وَعَنْ مَلَكُوتِهِ ٱلْمُؤَسَّسِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟! — اع ٢٨:٢٣.
١٢ كَيْفَ تَمَكَّنَ بُولُسُ وَسَائِرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ إِتْمَامِ عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ؟
١٢ عِنْدَمَا شَهِدَ بُولُسُ لِلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِيِّينَ فِي أَنْطَاكِيَةِ بِيسِيدِيَةَ، «آمَنَ كُلُّ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». (اع ١٣:٤٨) وَفِي خَاتِمَةِ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ، نَرَاهُ يَكْرِزُ «بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ . . . بِكُلِّ حُرِّيَّةِ كَلَامٍ، وَدُونَ عَائِقٍ». أَيْنَ؟ فِي رُومَا، عَاصِمَةِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ آنَذَاكَ! (اع ٢٨:٣١) خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ: مَكَّنَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْأَوَائِلَ مِنَ ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا، مُنْجِحًا كُلَّ ٱلْوَسَائِلِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمُوهَا.
اَلْمُثَابَرَةُ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ
١٣ لِمَ ٱلصَّلَاةُ ضَرُورِيَّةٌ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلِٱضْطِهَادِ؟
١٣ حِينَ وَاجَهَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلِٱضْطِهَادَ ٱلْتَمَسُوا ٱلْجُرْأَةَ مِنْ يَهْوَهَ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، ٱمْتَلَأُوا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱسْتَمَدُّوا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى إِعْلَانِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِجُرْأَةٍ. (اع ٤:١٨-٣١) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، نُصَلِّي نَحْنُ ٱلْيَوْمَ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ وَٱلْقُوَّةِ لِمُوَاصَلَةِ ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ. (يع ١:٢-٨) وَبِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَةِ رُوحِهِ، نَمْضِي قُدُمًا فِي ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ. فَلَا شَيْءَ يُمْكِنُ أَنْ يُوقِفَ هٰذَا ٱلْعَمَلَ، لَا ٱلْمُقَاوَمَةُ ٱلشَّرِسَةُ وَلَا ٱلِٱضْطِهَادُ ٱلْعَنِيفُ. فَلْنُصَلِّ لِلّٰهِ إِذًا طَالِبِينَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ وَسَائِلِينَهُ أَنْ يَمُدَّنَا بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلشَّجَاعَةِ لِمُوَاصَلَةِ ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ! — لو ١١:١٣.
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا حَصَلَ نَتِيجَةَ «ٱلضِّيقِ ٱلَّذِي حَدَثَ بِسَبَبِ إِسْتِفَانُوسَ»؟ (ب) كَيْفَ تَعَرَّفَ كَثِيرُونَ بِٱلْحَقِّ فِي سَيْبِيرِيَا؟
١٤ وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، نَسْتَذْكِرُ إِسْتِفَانُوسَ ٱلَّذِي قَدَّمَ شَهَادَةً جَرِيئَةً قَبْلَ ٱسْتِشْهَادِهِ. (اع ٦:٥؛ ٧:٥٤-٦٠) وَبُعَيْدَ مَوْتِهِ أَيْضًا، حَدَثَ «ٱضْطِهَادٌ عَظِيمٌ» وَتَبَدَّدَ جَمِيعُ ٱلتَّلَامِيذِ مَا عَدَا ٱلرُّسُلَ فِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ. غَيْرَ أَنَّ ذٰلِكَ لَمْ يَحُدَّ مِنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَقَدْ ذَهَبَ فِيلِبُّسُ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ حَيْثُ «كَرَزَ لَهُمْ بِٱلْمَسِيحِ» حَاصِدًا نَتَائِجَ رَائِعَةً. (اع ٨:١-٨، ١٤، ١٥، ٢٥) وَيُضِيفُ ٱلسِّجِلُّ: «اَلَّذِينَ تَبَدَّدُوا مِنْ جَرَّاءِ ٱلضِّيقِ ٱلَّذِي حَدَثَ بِسَبَبِ إِسْتِفَانُوسَ ٱجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُصَ وَأَنْطَاكِيَةَ، وَهُمْ لَا يُكَلِّمُونَ أَحَدًا بِٱلْكَلِمَةِ إِلَّا ٱلْيَهُودَ فَقَطْ. غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ مِنْهُمْ بَعْضُ ٱلرِّجَالِ مِنْ قُبْرُصَ وَٱلْقَيْرَوَانِ ٱلَّذِينَ أَتَوْا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ وَٱبْتَدَأُوا يَتَحَدَّثُونَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ، مُبَشِّرِينَ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ». (اع ١١:١٩، ٢٠) عَلَى ضَوْءِ مَا تَقَدَّمَ، أَتَى ٱلِٱضْطِهَادُ بِنَتِيجَةٍ عَكْسِيَّةٍ نَاشِرًا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ!
١٥ وَقَدْ شَهِدَ زَمَنُنَا أَحْدَاثًا مُمَاثِلَةً فِي ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلسَّابِقِ. فَٱلْآلَافُ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ رُحِّلُوا إِلَى سَيْبِيرِيَا، لَا سِيَّمَا فِي خَمْسِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي. وَبِمَا أَنَّهُمْ تَوَزَّعُوا عَلَى مُسْتَوْطَنَاتٍ عِدَّةٍ، كَانَتِ ٱلْبِشَارَةُ دَائِمَةَ ٱلِٱنْتِشَارِ هُنَاكَ. وَلَوْ أَرَادَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ جَمِيعًا أَنْ يَكْرِزُوا فِي كُلِّ هٰذِهِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ، لَمَا تَمَكَّنُوا مِنْ تَأْمِينِ ٱلْمَالِ لِيُسَافِرُوا مَسَافَاتٍ شَاسِعَةً بَلَغَتْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ ٠٠٠,١٠ كلم تَقْرِيبًا. إِلَّا أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ بِذَاتِهَا هِيَ مَنْ أَرْسَلَهُمْ إِلَى ٱلطَّرَفِ ٱلْآخَرِ مِنَ ٱلْبَلَدِ! قَالَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ: «اَلسُّلُطَاتُ نَفْسُهَا هِيَ ٱلَّتِي مَكَّنَتْ آلَافَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُخْلِصِينَ فِي سَيْبِيرِيَا مِنَ ٱلتَّعَرُّفِ بِٱلْحَقِّ».
بَرَكَةُ يَهْوَهَ ٱلسَّخِيَّةُ
١٦، ١٧ كَيْفَ يُؤَكِّدُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ عَمَلَ ٱلشَّهَادَةِ؟
١٦ لَا مَجَالَ لِلشَّكِّ إِطْلَاقًا فِي بَرَكَةِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ. صَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ وَآخَرِينَ غَرَسُوا وَسَقَوْا، «لٰكِنَّ ٱللّٰهَ كَانَ يُنْمِي». (١ كو ٣:٥، ٦) وَٱلرِّوَايَاتُ فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ تُقَدِّمُ دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى هٰذَا ٱلنُّمُوِّ ٱلْحَاصِلِ بِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، «بَقِيَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ ٱلتَّلَامِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ». (اع ٦:٧) وَفِيمَا تَوَسَّعَ عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ، نَقْرَأُ أَنَّ «ٱلْجَمَاعَةَ فِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلْجَلِيلِ وَٱلسَّامِرَةِ . . . نَعِمَتْ بِفَتْرَةِ سَلَامٍ، وَكَانَتْ تُبْنَى. وَإِذْ سَارَتْ فِي خَوْفِ يَهْوَهَ وَتَعْزِيَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، بَقِيَتْ تَتَكَاثَرُ». — اع ٩:٣١.
١٧ وَفِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ، أَوْصَلَ ٱلشُّهُودُ ٱلشُّجْعَانُ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى ٱلْيَهُودِ وَإِلَى ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. «وَكَانَتْ يَدُ يَهْوَهَ مَعَهُمْ، فَآمَنَ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَرَجَعُوا إِلَى ٱلرَّبِّ». (اع ١١:٢١) وَفِي شَأْنِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلْمُتَزَايِدِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ نَقْرَأُ: «أَمَّا كَلِمَةُ يَهْوَهَ فَظَلَّتْ تَنْمُو وَتَنْتَشِرُ». (اع ١٢:٢٤) وَبِفَضْلِ كِرَازَةِ مُبَشِّرِينَ مُجْتَهِدِينَ كَٱلرَّسُولِ بُولُسَ لِأُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ، «كَانَتْ كَلِمَةُ يَهْوَهَ تَنْمُو وَتَقْوَى بِٱقْتِدَارٍ». — اع ١٩:٢٠.
١٨، ١٩ (أ) لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ «يَدَ يَهْوَهَ» مَعَنَا؟ (ب) اِرْوِ ٱخْتِبَارًا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ شَعْبَهُ.
١٨ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا أَوَلَا نَلْمُسُ أَنَّ «يَدَ يَهْوَهَ» مَعَنَا؟! فَأَشْخَاصٌ كَثِيرُونَ يَعْتَنِقُونَ ٱلْحَقَّ وَيَرْمُزُونَ إِلَى ٱنْتِذَارِهِمْ لِلّٰهِ بِٱلْمَعْمُودِيَّةِ. وَلَوْلَا بَرَكَةُ ٱللّٰهِ وَعَوْنُهُ، لَمَا ٱسْتَطَعْنَا أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلْمُقَاوَمَةَ ٱلشَّرِسَةَ وَٱلِٱضْطِهَادَ ٱلْعَنِيفَ وَنُثَابِرَ فِي خِدْمَتِنَا كَمَا فَعَلَ بُولُسُ وَمُعَاصِرُوهُ. (اع ١٤:١٩-٢١) وَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَتَوَقَّفَ ٱللّٰهُ عَنْ مُسَاعَدَتِنَا؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. بَلْ إِنَّ «ٱلْأَذْرُعَ ٱلدَّهْرِيَّةَ» سَتَظَلُّ دَاعِمَةً لَنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ فِي جَمِيعِ مِحَنِنَا. (تث ٣٣:٢٧) وَلْنَتَذَكَّرْ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَخَلَّى عَنْ شَعْبِهِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ ٱلْعَظِيمِ. — ١ صم ١٢:٢٢؛ مز ٩٤:١٤.
١٩ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱخْتِبَارِ عَائِلَةِ ٱلْأَخِ هَارَالْت آبْت خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. فَبِسَبَبِ مُدَاوَمَةِ هَارَالْت عَلَى ٱلْكِرَازَةِ، أَرْسَلَهُ ٱلنَّازِيُّونَ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱلِٱعْتِقَالِ زَاكْسِنْهَاوْزِن. ثُمَّ دَاهَمَ ٱلْبُولِيسُ ٱلسِّرِّيُّ مَنْزِلَ زَوْجَتِهِ إِلْزَا فِي أَيَّارَ (مَايُو) ١٩٤٢، فَٱعْتَقَلُوهَا وَٱخْتَطَفُوا ٱبْنَتَهُمَا ٱلصَّغِيرَةَ. بَعْدَئِذٍ أَرْسَلُوا ٱلْأُخْتَ إِلْزَا إِلَى عَدَدٍ مِنَ ٱلْمُعَسْكَرَاتِ. تَسْتَذْكِرُ قَائِلَةً: «عَلَّمَتْنِي ٱلسَّنَوَاتُ ٱلَّتِي قَضَيْتُهَا فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ دَرْسًا لَا يُنْسَى. فَبِتُّ أُدْرِكُ كَمْ يُشَجِّعُنَا رُوحُ يَهْوَهَ تَحْتَ أَشَدِّ ٱلْمِحَنِ. قَبْلَ ٱعْتِقَالِي، قَرَأْتُ رِسَالَةً كَتَبَتْهَا أُخْتٌ تَقُولُ فِيهَا إِنَّ رُوحَ يَهْوَهَ يَبُثُّ فِينَا ٱلْهُدُوءَ خِلَالَ ٱلْمِحَنِ ٱلشَّدِيدَةِ. فَظَنَنْتُ إِذَّاكَ أَنَّهَا تُبَالِغُ بَعْضَ ٱلشَّيْءِ. وَلٰكِنْ حِينَ مَرَرْتُ بِٱلِٱخْتِبَارِ نَفْسِهِ، أَدْرَكْتُ أَنَّ كَلَامَهَا صَادِقٌ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ! فَهٰذَا تَمَامًا مَا يَحْصُلُ. يَصْعُبُ تَصَوُّرُ ذٰلِكَ، لٰكِنَّنِي لَمَسْتُهُ لَمْسَ ٱلْيَدِ».
لَا يَفْتُرْ عَزْمُكَ فِي ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا!
٢٠ مَاذَا فَعَلَ بُولُسُ وَهُوَ قَيْدَ ٱلْإِقَامَةِ ٱلْجَبْرِيَّةِ، وَكَيْفَ يُشَجِّعُ مِثَالُهُ شَرِيحَةً مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْيَوْمَ؟
٢٠ يُخْتَتَمُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ مُصَوِّرًا لَنَا بُولُسَ ‹يَكْرِزُ بِغَيْرَةٍ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ›. (اع ٢٨:٣١) فَمَعَ أَنَّهُ وُضِعَ قَيْدَ ٱلْإِقَامَةِ ٱلْجَبْرِيَّةِ وَمُنِعَ مِنَ ٱلشَّهَادَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فِي رُومَا، وَاصَلَ ٱلْكِرَازَةَ لِكُلِّ زُوَّارِهِ. وَٱلْيَوْمَ تُعْنَى بِمِثَالِهِ خُصُوصًا شَرِيحَةٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ. فَبَعْضُ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْأَعِزَّاءِ هُمْ أَسْرَى مَنَازِلِهِمْ وَرُبَّمَا طَرْحَى ٱلْفِرَاشِ أَيْضًا، فِيمَا يَعِيشُ آخَرُونَ فِي دُورِ ٱلرِّعَايَةِ بِسَبَبِ ٱلشَّيْخُوخَةِ أَوِ ٱلْمَرَضِ أَوِ ٱلْعَجْزِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَا تَزَالُ مَحَبَّتُهُمْ لِلّٰهِ وَرَغْبَتُهُمْ فِي ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ قَوِيَّتَيْنِ كَمَا فِي ٱلْمَاضِي. لِذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ، طَالِبِينَ مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ أَنْ يُصَادِفُوا أَشْخَاصًا مُتَعَطِّشِينَ لِلتَّعَلُّمِ عَنْهُ وَعَنْ مَقَاصِدِهِ ٱلرَّائِعَةِ.
٢١ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَكْرِزَ بِرُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ؟
٢١ لٰكِنَّ مُعْظَمَنَا قَادِرٌ عَلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَفِي غَيْرِهَا مِنْ أَشْكَالِ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. فَلْنَبْذُلْ إِذًا مَا فِي وِسْعِنَا لِنُتَمِّمَ دَوْرَنَا كَمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ، مُؤَدِّينَ شَهَادَةً «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ إِنْجَازُ هٰذَا ٱلْعَمَلِ بِرُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ لِأَنَّ «عَلَامَةَ» حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ ظَاهِرَةٌ بِكُلِّ وُضُوحٍ. (مت ٢٤:٣-١٤) فَلَا مَجَالَ أَلْبَتَّةَ لِتَضْيِيعِ ٱلْوَقْتِ! فَمِنْ وَاجِبِنَا أَنْ نَكُونَ «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ». — ١ كو ١٥:٥٨.
٢٢ عَلَامَ يَجِبُ أَنْ نَعْقِدَ ٱلْعَزْمَ فِيمَا نَنْتَظِرُ يَوْمَ يَهْوَهَ؟
٢٢ وَفِيمَا نَدْنُو مِنْ «يَوْمِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمِ ٱلْمَخُوفِ»، لِنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ أَنْ نُوَاصِلَ تَقْدِيمَ ٱلشَّهَادَةِ بِجُرْأَةٍ وَأَمَانَةٍ. (يوء ٢:٣١) فَهُنَاكَ كَثِيرُونَ بَعْدُ شَبِيهُونَ بِأَهْلِ بِيرِيَةَ ٱلَّذِينَ «قَبِلُوا ٱلْكَلِمَةَ بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ». (اع ١٧:١٠، ١١) فَلْنَشْهَدْ إِذًا حَتَّى نَسْمَعَ صَوْتًا يَقُولُ لَنَا: «أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلْأَمِينُ!». (مت ٢٥:٢٣) وَإِذَا أَتْمَمْنَا دَوْرَنَا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلْيَوْمَ وَحَافَظْنَا عَلَى أَمَانَتِنَا لِيَهْوَهَ، نَفْرَحُ حَتْمًا طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ لِأَنَّنَا حَظِينَا بِٱلِٱمْتِيَازِ أَنْ نُؤَدِّيَ «شَهَادَةً كَامِلَةً» عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ!