الفصل ٤
«انسانان غير متعلمَين وعاميان»
اَلرُّسُلُ يَتَصَرَّفُونَ بِجُرْأَةٍ وَيَهْوَهُ يُبَارِكُهُمْ
مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٣:١–٥:١١
١، ٢ أَيُّ عَجِيبَةٍ صَنَعَهَا بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا قُرْبَ بَابِ ٱلْهَيْكَلِ؟
تَمِيلُ ٱلشَّمْسُ ٱلْوَهَّاجَةُ عَنْ كَبِدِ ٱلسَّمَاءِ مُعْلِنَةً دُنُوَّ «سَاعَةِ ٱلصَّلَاةِ». a (اع ٢:٤٦؛ ٣:١) فَيَتَقَاطَرُ ٱلْيَهُودُ ٱلْمُتَدَيِّنُونَ وَتَلَامِيذُ يَسُوعَ إِلَى حَرَمِ ٱلْهَيْكَلِ. فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ، يَشُقُّ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا طَرِيقَهُمَا بَيْنَ ٱلْجُمُوعِ نَحْوَ بَابِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي يُدْعَى «ٱلْجَمِيلَ»، بَابٍ ضَخْمٍ بِمِصْرَاعَيْنِ هَائِلَيْنِ مُغَشَّيَيْنِ بِٱلْبُرُونْزِ ٱلْكُورِنْثِيِّ ٱلْوَهَّاجِ. وَبَيْنَمَا تَعْلُو جَلَبَةُ ٱلْمُتَجَمْهِرِينَ وَيُسْمَعُ جَلِيًّا وَقْعُ أَقْدَامِهِمْ، يَصْرُخُ رَجُلٌ أَرْبَعِينِيٌّ مُقْعَدٌ مُنْذُ ٱلْوِلَادَةِ مُسْتَجْدِيًا ٱلنَّاسَ. — اع ٣:٢؛ ٤:٢٢.
٢ مَا إِنْ يَقْتَرِبُ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مِنَ ٱلْمُتَسَوِّلِ حَتَّى يُمْطِرَهُمَا بِتَوَسُّلَاتِهِ ٱلْمُعْتَادَةِ. وَعِنْدَمَا يَتَوَقَّفُ ٱلرَّسُولَانِ، يُرَكِّزُ ٱلرَّجُلُ نَظَرَهُ عَلَيْهِمَا آمِلًا مِنْهُمَا ٱلْعَوْنَ. فَيُخَاطِبُهُ بُطْرُسُ: «لَسْتُ أَمْلِكُ فِضَّةً وَلَا ذَهَبًا، وَلٰكِنِ ٱلَّذِي عِنْدِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ ٱمْشِ!». هَلْ تَتَصَوَّرُ دَهْشَةَ ٱلْجَمْعِ حِينَ أَمْسَكَ بُطْرُسُ بِيَدِ ٱلْكَسِيحِ فَٱنْتَصَبَ وَاقِفًا لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِهِ؟ (اع ٣:٦، ٧) وَهَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلرَّجُلَ يَخْطُو بِحَذَرٍ خُطُوَاتِهِ ٱلْأُولَى وَيُحَمْلِقُ فِي رِجْلَيْهِ بَعْدَمَا شُفِيَتَا؟ لَا عَجَبَ أَنَّهُ رَاحَ يَثِبُ وَيُسَبِّحُ ٱللّٰهَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ.
٣ أَيُّ هِبَةٍ فَائِقَةِ ٱلْقِيمَةِ أُتِيحَ لِلْجَمْعِ وَٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي شُفِيَ ٱلْحُصُولُ عَلَيْهَا؟
٣ حِينَئِذٍ يَتَرَاكَضُ ٱلْجَمْعُ مَذْهُولًا إِلَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا ٱلْوَاقِفَيْنِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. وَهُنَاكَ، فِي ٱلْمَكَانِ نَفْسِهِ حَيْثُ وَقَفَ يَسُوعُ ذَاتَ مَرَّةٍ وَعَلَّمَ، يُطْلِعُهُمْ بُطْرُسُ عَلَى ٱلْمَغْزَى ٱلْحَقِيقِيِّ لِمَا جَرَى. (يو ١٠:٢٣) فَيُقَدِّمُ لَهُمْ وَلِلْمُتَسَوِّلِ هِبَةً تَفُوقُ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ قِيمَةً، هِبَةً تَتَعَدَّى إِبْرَاءَ ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَاهَاتِ. فَهُوَ يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ فُرْصَةَ أَنْ يَتُوبُوا وَتُمْحَى خَطَايَاهُمْ وَيَصِيرُوا مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ يَهْوَهُ ‹وَكِيلًا رَئِيسِيًّا لِلْحَيَاةِ›. — اع ٣:١٥.
٤ (أ) لِأَيِّ مُوَاجَهَةٍ أَدَّى ٱلشِّفَاءُ ٱلْعَجَائِبِيُّ؟ (ب) أَيَّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُ؟
٤ حَقًّا إِنَّهُ لَيَوْمٌ ٱسْتِثْنَائِيٌّ! فَهَا ٱلرَّجُلُ ٱلْكَسِيحُ يُشْفَى مِنْ عَاهَتِهِ وَيَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمَشْيِ. وَهَا ٱلْفُرْصَةُ سَانِحَةٌ أَمَامَ ٱلْآلَافِ لِيَخْتَبِرُوا ٱلشِّفَاءَ ٱلرُّوحِيَّ فَيَسِيرُوا كَمَا يَحِقُّ لِلّٰهِ. (كو ١:٩، ١٠) إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلْيَوْمَ شَهِدَ أَيْضًا أَحْدَاثًا أَطْلَقَتِ ٱلشَّرَارَةَ لِمُوَاجَهَةٍ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوْلِيَاءِ وَأَصْحَابِ ٱلنُّفُوذِ ٱلَّذِينَ سَيُحَاوِلُونَ مَنْعَهُمْ مِنْ إِتْمَامِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ بِٱلْكِرَازَةِ. (اع ١:٨) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أُسْلُوبِ وَمَوْقِفِ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا ‹غَيْرِ ٱلْمُتَعَلِّمَيْنِ وَٱلْعَامِّيَّيْنِ› فِيمَا قَدَّمَا ٱلْبِشَارَةَ لِلْجَمْعِ؟ b (اع ٤:١٣) وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِمَا وَبِسَائِرِ ٱلتَّلَامِيذِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمُقَاوَمَةِ؟
لَيْسَ «بِقُوَّتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ» (اعمال ٣:١١-٢٦)
٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أُسْلُوبِ بُطْرُسَ فِي مُخَاطَبَةِ ٱلْجَمْعِ؟
٥ وَقَفَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا أَمَامَ ٱلْجَمْعِ عَالِمَيْنِ أَنَّ بَعْضَهُمْ رُبَّمَا صَرَخُوا مُؤَخَّرًا طَالِبِينَ تَعْلِيقَ يَسُوعَ عَلَى خَشَبَةٍ. (مر ١٥:٨-١٥؛ اع ٣:١٣-١٥) فَكِّرْ فِي شَجَاعَةِ بُطْرُسَ آنَذَاكَ. فَهُوَ أَعْلَنَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ أَنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلْمُقْعَدَ شُفِيَ بِٱسْمِ يَسُوعَ. كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُلَطِّفِ ٱلْحَقِيقَةَ، إِذْ أَدَانَ صَرَاحَةً تَوَاطُؤَ ٱلْجَمْعِ فِي قَتْلِ ٱلْمَسِيحِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُضْمِرْ أَيَّ عِدَاءٍ تِجَاهَهُمْ لِأَنَّ فَعْلَتَهُمْ هٰذِهِ كَانَتْ «عَنْ جَهْلٍ». (اع ٣:١٧) لِذَا نَاشَدَهُمْ كَإِخْوَةٍ وَرَكَّزَ عَلَى ٱلنَّوَاحِي ٱلْإِيجَابِيَّةِ مِنْ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَإِذَا تَابُوا وَآمَنُوا بِٱلْمَسِيحِ، تَأْتِي «أَوْقَاتُ ٱلِٱنْتِعَاشِ» مِنْ حَضْرَةِ يَهْوَهَ. (اع ٣:١٩) نَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا أَنْ نَتَّصِفَ بِٱلْجُرْأَةِ وَٱلصَّرَاحَةِ عِنْدَ إِعْلَانِ دَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِمَةِ. وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ لِنَتَجَنَّبِ ٱلْقَسْوَةَ وَٱلتَّصَلُّبَ وَٱلتَّسَرُّعَ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلنَّاسِ. فَلَا نَسْتَبْعِدْ أَنْ يَصِيرَ سَامِعُونَا إِخْوَةً لَنَا. وَعَلَى غِرَارِ بُطْرُسَ، لِنُرَكِّزْ عَلَى ٱلنَّوَاحِي ٱلْإِيجَابِيَّةِ مِنْ رِسَالَتِنَا.
٦ كَيْفَ أَعْرَبَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلِٱحْتِشَامِ؟
٦ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، لَمْ يَنْسُبِ ٱلرَّسُولَانِ ٱلْفَضْلَ إِلَى أَنْفُسِهِمَا فِي ٱلْعَجِيبَةِ ٱلَّتِي صَنَعَاهَا لِأَنَّهُمَا تَحَلَّيَا بِٱلِٱحْتِشَامِ. قَالَ بُطْرُسُ لِلْجَمْعِ: «لِمَ تُحَدِّقُونَ إِلَيْنَا كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ أَوْ تَعَبُّدِنَا لِلّٰهِ قَدْ جَعَلْنَاهُ يَمْشِي؟». (اع ٣:١٢) فَقَدْ أَدْرَكَ بُطْرُسُ وَٱلرُّسُلُ أَنَّ أَيَّ إِنْجَازٍ يُحَقِّقُونَهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مَرَدُّهُ إِلَى قُوَّةِ ٱللّٰهِ لَا قُوَّتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، أَرْجَعُوا بِٱحْتِشَامٍ كُلَّ ٱلْفَضْلِ إِلَى يَهْوَهَ وَيَسُوعَ.
٧، ٨ (أ) أَيُّ هِبَةٍ فِي وِسْعِنَا تَقْدِيمُهَا لِلنَّاسِ؟ (ب) كَيْفَ يَتِمُّ ٱلْوَعْدُ ‹بِرَدِّ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ› فِي أَيَّامِنَا؟
٧ يَحْسُنُ بِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلِٱحْتِشَامِ فِيمَا نَنْهَمِكُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. لَا شَكَّ أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ لَا يُمَكِّنُنَا ٱلْيَوْمَ مِنْ شِفَاءِ ٱلنَّاسِ عَجَائِبِيًّا. مَعَ ذٰلِكَ، فِي وِسْعِنَا مُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يُنَمُّوا ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ وَيَنَالُوا ٱلْهِبَةَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بُطْرُسُ لِسَامِعِيهِ، أَيِ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ تُمْحَى خَطَايَاهُمْ وَيَنَالُوا ٱلِٱنْتِعَاشَ مِنْ حَضْرَةِ يَهْوَهَ. وَكُلَّ سَنَةٍ، يَغْتَنِمُ مِئَاتُ ٱلْآلَافِ هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةَ، فَيَعْتَمِدُونَ وَيُصْبِحُونَ تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ.
٨ وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنِ «رَدِّ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ» ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُطْرُسُ. فَإِتْمَامًا لِلْأُمُورِ «ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا ٱللّٰهُ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ ٱلْقُدُّوسِينَ فِي ٱلزَّمَنِ ٱلْقَدِيمِ»، تَأَسَّسَ ٱلْمَلَكُوتُ فِي ٱلسَّمَاءِ عَامَ ١٩١٤. (اع ٣:٢١؛ مز ١١٠:١-٣؛ دا ٤:١٦، ١٧) وَبُعَيْدَ ذٰلِكَ، تَوَلَّى يَسُوعُ ٱلْإِشْرَافَ عَلَى رَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، يُضَمُّ ٱلْمَلَايِينُ إِلَى ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلرُّوحِيِّ وَيُصْبِحُونَ مِنْ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ. فَيَخْلَعُونَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ ٱلْفَاسِدَةَ وَيَلْبَسُونَ «ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ». (اف ٤:٢٢-٢٤) وَكَشِفَاءِ ٱلْمُتَسَوِّلِ ٱلْكَسِيحِ، يُنْجَزُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ ٱلْجَبَّارُ لَا بِجُهُودِ بَشَرٍ بَلْ بِرُوحِ ٱللّٰهِ. فَلْنَقْتَدِ بِبُطْرُسَ إِذًا وَلْنَسْتَخْدِمْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِجُرْأَةٍ وَفَعَّالِيَّةٍ لِتَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ. وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ أَيَّ نَجَاحٍ نُحَقِّقُهُ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ مَرَدُّهُ إِلَى قُوَّةِ ٱللّٰهِ، لَا قُوَّتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.
«لَا نَقْدِرُ أَنْ نَكُفَّ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ» (اعمال ٤:١-٢٢)
٩-١١ (أ) مَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْقَادَةِ ٱلْيَهُودِ حِيَالَ بِشَارَةِ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا؟ (ب) عَلَامَ عَزَمَ ٱلرَّسُولَانِ؟
٩ إِنَّ خِطَابَ بُطْرُسَ وَتَصَرُّفَاتِ ٱلْكَسِيحِ ٱلَّذِي رَاحَ يَثِبُ وَيُهَلِّلُ بَعْدَ شِفَائِهِ أَحْدَثَتْ جَلَبَةً بَيْنَ ٱلْحُضُورِ. فَهَرَعَ قَائِدُ حَرَسِ ٱلْهَيْكَلِ، ٱلْمُكَلَّفُ ٱلْإِشْرَافَ عَلَى أَمْنِ مِنْطَقَةِ ٱلْهَيْكَلِ، يُرَافِقُهُ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ لِيَسْتَطْلِعُوا ٱلْوَضْعَ. وَقَدِ ٱنْتَمَى هٰؤُلَاءِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَى بِدْعَةِ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ، وَهِيَ فِئَةٌ عُرِفَتْ بِغِنَاهَا وَنُفُوذِهَا ٱلسِّيَاسِيِّ وَسَعَى أَعْضَاؤُهَا إِلَى إِقَامَةِ عَلَاقَاتٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَ ٱلرُّومَانِ. كَمَا رَفَضُوا ٱلشَّرِيعَةَ ٱلشَّفَهِيَّةَ ٱلَّتِي أَجَلَّهَا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱزْدَرَوْا بِعَقِيدَةِ ٱلْقِيَامَةِ. c فَلَا غَرَابَةَ إِذًا أَنْ يَغْتَاظُوا حِينَ يَعْلَمُونَ أَنَّ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مَوْجُودَانِ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَيُعَلِّمَانِ بِجُرْأَةٍ عَنْ قِيَامَةِ يَسُوعَ.
١٠ أَلْقَى ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلْغَاضِبُونَ ٱلرَّسُولَيْنِ فِي ٱلسِّجْنِ وَأَرْغَمُوهُمَا عَلَى ٱلْمُثُولِ أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي. فَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ هٰؤُلَاءِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْمُتَشَامِخِينَ، لَمْ يَكُنْ مِنْ حَقِّ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا ‹غَيْرِ ٱلْمُتَعَلِّمَيْنِ وَٱلْعَامِّيَّيْنِ› أَنْ يُعَلِّمَا فِي ٱلْهَيْكَلِ. فَهُمَا لَمْ يَتَخَرَّجَا مِنْ أَيِّ مَدْرَسَةٍ دِينِيَّةٍ مُعْتَمَدَةٍ. مَعَ ذٰلِكَ، تَحَيَّرَ أَعْضَاءُ ٱلْمَحْكَمَةِ مِنْ مُجَاهَرَتِهِمَا وَٱقْتِنَاعِهِمَا بِمَا يَقُولَانِ. فَمَا سِرُّ مَهَارَتِهِمَا؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُمَا «كَانَا مَعَ يَسُوعَ» ٱلَّذِي عَلَّمَ كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ، لَا كَٱلْكَتَبَةِ. — اع ٤:١٣؛ مت ٧:٢٨، ٢٩.
١١ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ قَضَتْ بِأَنْ يَكُفَّ ٱلرَّسُولَانِ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ. وَقَدْ كَانَ لِأَحْكَامِهَا وَزْنٌ كَبِيرٌ فِي ذٰلِكَ ٱلْمُجْتَمَعِ. فَمُنْذُ أَسَابِيعَ قَلِيلَةٍ وَجَدَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْجِعِيَّةُ بِٱلذَّاتِ أَنَّ يَسُوعَ «مُسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتِ». (مت ٢٦:٥٩-٦٦) رَغْمَ ذٰلِكَ، لَمْ يَشْعُرْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا بِٱلْخَوْفِ. فَفِي حَضْرَةِ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْمُتَعَلِّمِينَ وَٱلنَّافِذِينَ، قَالَا بِشَجَاعَةٍ وَلٰكِنْ بِٱحْتِرَامٍ: «إِنْ كَانَ بِرًّا عِنْدَ ٱللّٰهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ وَلَيْسَ لِلّٰهِ، فَٱحْكُمُوا أَنْتُمْ. أَمَّا نَحْنُ فَلَا نَقْدِرُ أَنْ نَكُفَّ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا». — اع ٤:١٩، ٢٠.
١٢ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱتِّصَافِ بِٱلشَّجَاعَةِ وَٱلِٱقْتِنَاعِ؟
١٢ فَمَا ٱلْقَوْلُ فِيكَ؟ هَلْ تَتَّصِفُ بِشَجَاعَةٍ مُمَاثِلَةٍ؟ كَيْفَ تَشْعُرُ حِينَ تَسْنَحُ لَكَ ٱلْفُرْصَةُ أَنْ تَكْرِزَ لِلْأَغْنِيَاءِ أَوِ ٱلْمُتَعَلِّمِينَ أَوِ ٱلنَّافِذِينَ فِي مُجْتَمَعِكَ؟ وَمَاذَا لَوْ سَخِرَ مِنْكَ أَقْرِبَاؤُكَ أَوْ زُمَلَاؤُكَ فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ بِسَبَبِ مُعْتَقَدَاتِكَ؟ هَلْ تَخَافُ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى مَخَاوِفِكَ. فَخِلَالَ حَيَاةِ يَسُوعَ ٱلْأَرْضِيَّةِ عَلَّمَ رُسُلَهُ كَيْفَ يُدَافِعُونَ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِمْ بِثِقَةٍ وَٱحْتِرَامٍ. (مت ١٠:١١-١٨) وَبَعْدَ قِيَامَتِهِ وَعَدَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمْ «كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:٢٠) وَتَحْتَ إِشْرَافِهِ هُوَ، يُعَلِّمُنَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» كَيْفَ نُدَافِعُ عَنْ مُعْتَقَدَاتِنَا. (مت ٢٤:٤٥-٤٧؛ ١ بط ٣:١٥) فَنَحْنُ نَتَلَقَّى ٱلْإِرْشَادَاتِ خِلَالَ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ، كَمَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ مَثَلًا، وَعَبْرَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَكِتَابِ اَلْمُبَاحَثَةُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَهَلْ تَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمُسَاعِدَاتِ تُعَزِّزُ شَجَاعَتَكَ وَٱقْتِنَاعَكَ. وَعَلَى غِرَارِ ٱلرُّسُلِ، لَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَيْءٍ أَنْ يَمْنَعَكَ مِنَ ٱلتَّكَلُّم عَنِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي رَأَيْتَهَا وَسَمِعْتَهَا.
«رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ مَعًا إِلَى ٱللّٰهِ» (اعمال ٤:٢٣-٣١)
١٣، ١٤ مَاذَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمُقَاوَمَةَ، وَلِمَاذَا؟
١٣ اِلْتَقَى بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا بَاقِيَ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ حَالَمَا أُطْلِقَ سَرَاحُهُمَا. عِنْدَئِذٍ، «رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ مَعًا إِلَى ٱللّٰهِ» وَصَلَّوْا طَلَبًا لِلشَّجَاعَةِ كَيْ يُوَاصِلُوا ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْبِشَارَةِ. (اع ٤:٢٤) لَقَدْ عَرَفَ بُطْرُسُ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ حَمَاقَةَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى ٱلْقُوَّةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ عِنْدَ ٱلسَّعْيِ إِلَى فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ. فَمُنْذُ أَسَابِيعَ قَلِيلَةٍ ٱعْتَدَّ بِنَفْسِهِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «وَإِنْ عَثَرَ ٱلْآخَرُونَ جَمِيعًا، فَلَنْ أَعْثُرَ أَنَا أَبَدًا!». لٰكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا ٱسْتَسْلَمَ لِخَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ وَأَنْكَرَ صَدِيقَهُ وَمُعَلِّمَهُ، تَمَامًا كَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱتَّعَظَ بُطْرُسُ بِمَا مَرَّ مَعَهُ. — مت ٢٦:٣٣، ٣٤، ٦٩-٧٥.
١٤ وَمَاذَا عَنْكَ؟ إِنَّ ٱلتَّصْمِيمَ عَلَى إِتْمَامِ تَفْوِيضِنَا بِٱلْكِرَازَةِ عَنْ يَسُوعَ لَيْسَ كَافِيًا وَحْدَهُ. لِذَا حِينَ يُحَاوِلُ ٱلْمُقَاوِمُونَ تَقْوِيضَ إِيمَانِكَ أَوْ مَنْعَكَ مِنَ ٱلْكِرَازَةِ، ٱتَّبِعْ مِثَالَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا. فَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ طَالِبًا ٱلْقُوَّةَ وَٱلْجَأْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. أَخْبِرِ ٱلشُّيُوخَ وَبَاقِيَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلنَّاضِجِينَ عَنِ ٱلْمَصَاعِبِ ٱلَّتِي تَعْتَرِضُ سَبِيلَكَ، فَصَلَوَاتُ ٱلْآخَرِينَ قَادِرَةٌ أَنْ تَمُدَّكَ بِٱلْقُوَّةِ وَٱلدَّعْمِ. — اف ٦:١٨؛ يع ٥:١٦.
١٥ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ يَتَثَبَّطَ مَنْ تَوَقَّفَ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلسَّابِقِ؟
١٥ أَمَّا إِذَا ٱسْتَسْلَمْتَ فِي ٱلْمَاضِي لِلضَّغْطِ وَتَوَقَّفْتَ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ، فَلَا تَتَثَبَّطْ. تَذَكَّرْ أَنَّ جَمِيعَ ٱلرُّسُلِ كَفُّوا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ مُدَّةً مِنَ ٱلزَّمَنِ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ، لٰكِنَّهُمْ سُرْعَانَ مَا ٱسْتَأْنَفُوا نَشَاطَهُمْ. (مت ٢٦:٥٦؛ ٢٨:١٠، ١٦-٢٠) لِذٰلِكَ لَا تَدَعْ أَخْطَاءَكَ ٱلسَّابِقَةَ تُضْعِفُ مَعْنَوِيَّاتِكَ، بَلِ ٱسْتَخْلِصِ ٱلْعِبَرَ مِمَّا مَرَرْتَ بِهِ وَٱسْتَفِدْ مِنْهَا لِتُقَوِّيَ ٱلْآخَرِينَ.
١٦، ١٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلصَّلَاةِ ٱلَّتِي رَفَعَهَا أَتْبَاعُ يَسُوعَ فِي أُورُشَلِيمَ؟
١٦ وَقَدْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا ٱلسُّؤَالُ ٱلتَّالِي: ‹مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَطْلُبَ فِي ٱلصَّلَاةِ حِينَ تُقَاوِمُنَا ٱلسُّلُطَاتُ؟›. لَاحِظْ مِنْ فَضْلِكَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْأَوْلِيَاءَ لَمْ يَسْأَلُوا ٱللّٰهَ أَنْ يُعْفِيَهُمْ مِنْ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ. فَقَدْ تَذَكَّرُوا كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «إِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ أَيْضًا». (يو ١٥:٢٠) عِوَضًا عَنْ ذٰلِكَ، طَلَبُوا مِنْ يَهْوَهَ أَنْ ‹يَلْتَفِتَ إِلَى› تَهْدِيدَاتِ ٱلْمُقَاوِمِينَ. (اع ٤:٢٩) فَقَدْ فَهِمُوا جَلِيًّا أَنَّ ٱلِٱضْطِهَادَ ٱلَّذِي يُوَاجِهُونَهُ مُنْبَأٌ بِهِ. وَأَدْرَكُوا أَنَّ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ سَتَتِمُّ «عَلَى ٱلْأَرْضِ»، تَمَامًا كَمَا طَلَبَ مِنْهُمْ يَسُوعُ أَنْ يُصَلُّوا، بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ ٱلضُّعَفَاءِ. — مت ٦:٩، ١٠.
١٧ وَلِيَتَمَكَّنَ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، صَلَّوْا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «أَعْطِ عَبِيدَكَ أَنْ يُوَاظِبُوا عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَتِكَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ». فَكَيْفَ تَجَاوَبَ يَهْوَهُ؟ فِي ٱلْحَالِ «تَزَعْزَعَ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَٱمْتَلَأُوا جَمِيعُهُمْ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِجُرْأَةٍ». (اع ٤:٢٩-٣١) فَلَا شَيْءَ يَحُولُ دُونَ إِتْمَامِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ. (اش ٥٥:١١) لِذَا مَهْمَا عَاكَسَتْنَا ٱلظُّرُوفُ أَوْ قَوِيَ خَصْمُنَا، بِإِمْكَانِنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّ يَهْوَهَ يَمْنَحُنَا ٱلْقُوَّةَ لِنُوَاصِلَ ٱلتَّكَلُّمَ بِكَلِمَتِهِ بِجُرْأَةٍ إِنْ نَحْنُ لَجَأْنَا إِلَيْهِ بِٱلصَّلَاةِ.
«لَمْ تَكْذِبْ عَلَى ٱلنَّاسِ، بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ» (اعمال ٤:٣٢–٥:١١)
١٨ مَاذَا فَعَلَ أَعْضَاءُ جَمَاعَةِ أُورُشَلِيمَ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ؟
١٨ سُرْعَانَ مَا نَمَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْفَتِيَّةُ فِي أُورُشَلِيمَ لِتَضُمَّ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٥ عُضْوٍ. d وَرَغْمَ خَلْفِيَّاتِهِمِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ، كَانَ لِهٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذِ «قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ». فَقَدْ كَانُوا مُتَّحِدِينَ فِي ٱلْفِكْرِ نَفْسِهِ وَٱلرَّأْيِ عَيْنِهِ. (اع ٤:٣٢؛ ١ كو ١:١٠) وَلَمْ يَكْتَفُوا بِٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ لِيُبَارِكَ جُهُودَهُمْ، بَلْ دَعَمُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ رُوحِيًّا، وَعِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ مَادِّيًّا. (١ يو ٣:١٦-١٨) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَاعَ ٱلتِّلْمِيذُ يُوسُفُ ٱلَّذِي لَقَّبَهُ ٱلرُّسُلُ بَرْنَابَا قِطْعَةَ أَرْضٍ كَانَ يَمْلِكُهَا وَتَبَرَّعَ بِكَامِلِ ٱلْمَبْلَغِ. فَسَاهَمَ بِذٰلِكَ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ مَنَاطِقَ بَعِيدَةٍ عَلَى تَمْدِيدِ إِقَامَتِهِمْ فِي أُورُشَلِيمَ لِتَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ عَنْ إِيمَانِهِمِ ٱلْجَدِيدِ.
١٩ لِمَ أَمَاتَ يَهْوَهُ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ؟
١٩ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَيْضًا بَاعَ ٱلزَّوْجَانِ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ مِلْكًا وَقَدَّمَا تَبَرُّعًا. وَتَظَاهَرَا بِتَقْدِيمِ ٱلْمَبْلَغِ كَامِلًا، إِلَّا أَنَّهُمَا ‹ٱحْتَفَظَا سِرًّا بِبَعْضِ ٱلثَّمَنِ›. (اع ٥:٢) فَأَمَاتَهُمَا يَهْوَهُ، لَا لِأَنَّ تَبَرُّعَهُمَا زَهِيدٌ، بَلْ لِأَنَّهُمَا تَصَرَّفَا بِخِدَاعٍ وَبِنِيَّةٍ خَبِيثَةٍ. قَالَ بُطْرُسُ لِحَنَانِيَّا: «أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى ٱلنَّاسِ، بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ». (اع ٥:٣، ٤) فَعَلَى غِرَارِ ٱلْمُرَائِينَ ٱلَّذِينَ أَدَانَهُمْ يَسُوعُ، ٱهْتَمَّ هٰذَانِ ٱلزَّوْجَانِ بِطَلَبِ مَجْدِ ٱلنَّاسِ أَكْثَرَ مِنْهُ بِطَلَبِ رِضَى ٱللّٰهِ. — مت ٦:١-٣.
٢٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ بِشَأْنِ تَقْدِمَاتِنَا لِيَهْوَهَ؟
٢٠ وَفِي أَيَّامِنَا يَتَحَلَّى مَلَايِينُ ٱلشُّهُودِ بِٱلسَّخَاءِ وَيُقَدِّمُونَ تَبَرُّعَاتٍ طَوْعِيَّةً لِدَعْمِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ، تَمَامًا كَٱلتَّلَامِيذِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي أُورُشَلِيمَ قَدِيمًا. لَا أَحَدَ يُجْبَرُ عَلَى ٱلْعَطَاءِ مِنْ وَقْتِهِ أَوْ مَالِهِ. فَيَهْوَهُ لَا يَرْغَبُ أَنْ نَخْدُمَهُ غَصْبًا عَنَّا أَوْ مُرْغَمِينَ. (٢ كو ٩:٧) وَهُوَ لَا يَهْتَمُّ بِحَجْمِ تَبَرُّعَاتِنَا بَلْ بِٱلدَّافِعِ وَرَاءَهَا. (مر ١٢:٤١-٤٤) فَلْنَتَجَنَّبْ إِذًا ٱلتَّشَبُّهَ بِحَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ ٱللَّذَيْنِ خَدَمَا ٱللّٰهَ بِدَافِعٍ أَنَانِيٍّ وَطَلَبًا لِلْمَجْدِ. وَلْنَتَمَثَّلْ بِبُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَبَرْنَابَا، فَنَخْدُمَ يَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ لَهُ وَلِأَخِينَا ٱلْإِنْسَانِ. — مت ٢٢:٣٧-٤٠.
a رُفِعَتِ ٱلصَّلَوَاتُ فِي ٱلْهَيْكَلِ بِٱلتَّزَامُنِ مَعَ ذَبَائِحِ ٱلصَّبَاحِ وَٱلْمَسَاءِ. وَذَبَائِحُ ٱلْمَسَاءِ قُرِّبَتْ عِنْدَ «ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ»، أَيْ قُرَابَةَ ٱلثَّالِثَةِ بَعْدَ ٱلظُّهْرِ.
b اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَيْنِ « بُطْرُسُ: مِنْ صَيَّادِ سَمَكٍ إِلَى رَسُولٍ غَيُورٍ»؛ وَ« يُوحَنَّا: اَلتِّلْمِيذُ ٱلَّذِي أَحَبَّهُ يَسُوعُ».
c اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَرَئِيسُهُمْ».
d يُقَدَّرُ أَنَّ عَدَدَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ فِي أُورُشَلِيمَ عَامَ ٣٣ بم بَلَغَ نَحْوَ ٠٠٠,٦ فَقَطْ، أَمَّا ٱلصَّدُّوقِيُّونَ فَكَانُوا أَقَلَّ عَدَدًا. وَرُبَّمَا يُشَكِّلُ هٰذَا ٱلْوَاقِعُ سَبَبًا إِضَافِيًّا يُفَسِّرُ خَوْفَ كِلَا ٱلْفَرِيقَيْنِ ٱلْمُتَزَايِدَ مِنْ تَعَالِيمِ يَسُوعَ.