الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٥

‏«ينبغي ان يطاع الله حاكما»‏

‏«ينبغي ان يطاع الله حاكما»‏

اَلرُّسُلُ يَثْبُتُونَ عَلَى مَوْقِفِهِمْ تَارِكِينَ قُدْوَةً لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ جَمِيعًا

مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٥:‏١٢–‏٦:‏٧

١-‏٣ (‏أ)‏ لِمَ مَثَلَ ٱلرُّسُلُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ وَأَيَّ قَضِيَّةٍ وَاجَهُوا؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَهُمُّنَا مَوْقِفُ ٱلرُّسُلِ؟‏

 يَتَحَرَّقُ قُضَاةُ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ غَيْظًا فِيمَا يَمْثُلُ رُسُلُ يَسُوعَ أَمَامَهُمْ لِلْمُحَاكَمَةِ.‏ يُوَجِّهُ يُوسُفُ قَيَافَا،‏ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ وَرَأْسُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا،‏ أَصَابِعَ ٱلِٱتِّهَامِ نَحْوَهُمْ قَائِلًا بِلَهْجَةٍ حَادَّةٍ:‏ «أَمَرْنَاكُمْ أَمْرًا أَلَّا تُعَلِّمُوا بِهٰذَا ٱلِٱسْمِ بَعْدُ».‏ لَا يُطِيقُ قَيَافَا حَتَّى ٱلنُّطْقَ بِٱسْمِ يَسُوعَ!‏ يُتَابِعُ وَٱلدَّمُ يَغْلِي فِي عُرُوقِهِ:‏ «هَا إِنَّكُمْ قَدْ مَلَأْتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ،‏ وَمُصَمِّمُونَ أَنْ تَجْلُبُوا عَلَيْنَا دَمَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏اع ٥:‏٢٨‏)‏ اَلرِّسَالَةُ وَاضِحَةٌ وُضُوحَ ٱلشَّمْسِ:‏ كُفُّوا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ وَإِلَّا .‏ .‏ .‏

٢ فَأَيُّ وَقْعٍ كَانَ لِكَلِمَاتِهِ عَلَى ٱلرُّسُلِ؟‏ لَا نَنْسَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ مَنْ فَوَّضَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ إِلَيْهِمْ،‏ وَسُلْطَةُ ٱلْمَسِيحِ مَصْدَرُهَا ٱللّٰهُ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ فَهَلْ يَسْتَسْلِمُونَ لِخَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ وَيَرْضَوْنَ ٱلسُّكُوتَ،‏ أَمْ يَكُونُونَ رِجَالًا شُجْعَانًا وَيُوَاصِلُونَ عَمَلَهُمْ؟‏ بِعِبَارَةٍ أُخْرَى:‏ هَلْ يُطِيعُونَ ٱللّٰهَ أَمِ ٱلنَّاسَ؟‏ بِلِسَانِ ٱلرُّسُلِ جَمِيعًا،‏ يُجِيبُ بُطْرُسُ بِجُرْأَةٍ وَدُونَ تَرَدُّدٍ وَاضِعًا ٱلنِّقَاطَ عَلَى ٱلْحُرُوفِ.‏

٣ مِنْ جِهَتِنَا،‏ نَحْنُ مُهْتَمُّونَ كَثِيرًا بِرَدَّةِ فِعْلِ ٱلرُّسُلِ تِجَاهَ تَهْدِيدَاتِ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ.‏ فَٱلتَّفْوِيضُ بِٱلْبِشَارَةِ مُوكَلٌ إِلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ وَفِيمَا نُتَمِّمُ هٰذَا ٱلتَّعْيِينَ ٱلْإِلٰهِيَّ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ نُوَاجِهَ ٱلْمُقَاوَمَةَ نَحْنُ أَيْضًا.‏ (‏مت ١٠:‏٢٢‏)‏ فَقَدْ يُحَاوِلُ ٱلْمُقَاوِمُونَ تَقْيِيدَ عَمَلِنَا أَوْ حَظْرَهُ.‏ فَكَيْفَ نَتَصَرَّفُ؟‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ لَنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَوْقِفِ ٱلرُّسُلِ وَٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى مُحَاكَمَتِهِمْ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ.‏ a

‏«مَلَاكُ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ فَتَحَ أَبْوَابَ ٱلسِّجْنِ» (‏اعمال ٥:‏١٢-‏٢١أ‏)‏

٤،‏ ٥ لِمَ ٱمْتَلَأَ قَيَافَا وَبَاقِي ٱلصَّدُّوقِيِّينَ غَيْرَةً؟‏

٤ هَلْ تَذْكُرُ جَوَابَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا عِنْدَمَا أُمِرَا بِٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ سَابِقًا؟‏ قَالَا:‏ «لَا نَقْدِرُ أَنْ نَكُفَّ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا».‏ (‏اع ٤:‏٢٠‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ بَعْدَ تِلْكَ ٱلْمُوَاجَهَةِ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ وَاصَلَا ٱلْبِشَارَةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ مَعَ بَاقِي ٱلرُّسُلِ.‏ كَمَا صَنَعُوا آيَاتٍ عَظِيمَةً «فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ» كَشِفَاءِ ٱلْمَرْضَى وَإِخْرَاجِ ٱلشَّيَاطِينِ.‏ b تَخَيَّلْ،‏ حَتَّى ظِلُّ بُطْرُسَ أَبْرَأَ ٱلْمَرْضَى عَلَى مَا يَبْدُو!‏ وَكَثِيرُونَ مِمَّنِ ٱخْتَبَرُوا ٱلشِّفَاءَ ٱلْجَسَدِيَّ تَجَاوَبُوا مَعَ تَعَالِيمَ أَتَاحَتْ لَهُمُ ٱلشِّفَاءَ رُوحِيًّا.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ «ظَلَّ يَنْضَمُّ مُؤْمِنُونَ بِٱلرَّبِّ،‏ جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ».‏ —‏ اع ٥:‏١٢-‏١٥‏.‏

٥ إِلَّا أَنَّ قَيَافَا وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ ٱلْآخَرِينَ «ٱمْتَلَأُوا غَيْرَةً» وَأَمَرُوا بِسَجْنِ ٱلرُّسُلِ.‏ (‏اع ٥:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فَلِمَ ٱغْتَاظَ أَعْضَاءُ هٰذِهِ ٱلْبِدْعَةِ ٱلدِّينِيَّةِ؟‏ كَانَ ٱلرُّسُلُ يُعَلِّمُونَ عَنْ قِيَامَةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ أَمَّا ٱلصَّدُّوقِيُّونَ فَلَمْ يُؤْمِنُوا أَسَاسًا بِتَعْلِيمِ ٱلْقِيَامَةِ.‏ وَقَالَ ٱلرُّسُلُ أَيْضًا إِنَّ ٱلْإِيمَانَ بِيَسُوعَ هُوَ ٱلسَّبِيلُ ٱلْأَوْحَدُ لِلْخَلَاصِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ خَشِيَ ٱلصَّدُّوقِيُّونَ ٱنْتِقَامَ ٱلرُّومَانِ فِي حَالِ ٱعْتَبَرَ ٱلشَّعْبُ يَسُوعَ قَائِدَهُمْ.‏ (‏يو ١١:‏٤٨‏)‏ لَا عَجَبَ إِذًا أَنَّهُمْ صَمَّمُوا عَلَى إِسْكَاتِ ٱلرُّسُلِ.‏

٦ مَنْ هُمُ ٱلْمُحَرِّضُونَ ٱلْأَسَاسِيُّونَ عَلَى ٱضْطِهَادِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَلِمَ لَا نَسْتَغْرِبُ ذٰلِكَ؟‏

٦ أَلَا نَخْتَبِرُ ٱلْيَوْمَ وَضْعًا مُشَابِهًا؟‏ فَٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلدِّينِيُّونَ هُمُ ٱلْمُحَرِّضُونَ ٱلْأَسَاسِيُّونَ عَلَى ٱضْطِهَادِ خُدَّامِ يَهْوَهَ.‏ وَغَالِبًا مَا يَسْتَغِلُّونَ نُفُوذَهُمْ لِيَضْغَطُوا عَلَى ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْحُكُومِيَّةِ وَوَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ وَيُسْكِتُونَا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ وَهٰذَا أَمْرٌ مُتَوَقَّعٌ.‏ فَرِسَالَتُنَا تَفْضَحُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ.‏ وَعِنْدَمَا يَقْبَلُ ٱلْمُسْتَقِيمُو ٱلْقُلُوبِ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَتَحَرَّرُونَ مِنَ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ غَيْرِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَيْهِ.‏ (‏يو ٨:‏٣٢‏)‏ لَا غَرَابَةَ إِذًا أَنَّ رِسَالَتَنَا غَالِبًا مَا تَمْلَأُ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ غَيْرَةً وَكَرَاهِيَةً.‏

٧،‏ ٨ كَيْفَ أَثَّرَ طَلَبُ ٱلْمَلَاكِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي ٱلرُّسُلِ،‏ وَمَاذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ؟‏

٧ لَعَلَّ ٱلرُّسُلَ ٱلْمَسْجُونِينَ بِٱنْتِظَارِ مُحَاكَمَتِهِمْ رَاحُوا يَتَسَاءَلُونَ:‏ ‹هَلْ نَقْضِي شُهَدَاءَ عَلَى يَدِ أَعْدَائِنَا؟‏›.‏ (‏مت ٢٤:‏٩‏)‏ وَلٰكِنْ خِلَالَ ٱللَّيْلِ حَدَثَتْ أُعْجُوبَةٌ.‏ تُخْبِرُنَا ٱلْأَعْمَال ٥:‏١٩ أَنَّ «مَلَاكَ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ فَتَحَ أَبْوَابَ ٱلسِّجْنِ».‏ c ثُمَّ أَعْطَاهُمْ تَوْجِيهًا مُحَدَّدًا،‏ قَائِلًا:‏ «قِفُوا فِي ٱلْهَيْكَلِ وَدَاوِمُوا عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ».‏ (‏اع ٥:‏٢٠‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّ طَلَبَهُ هٰذَا طَمْأَنَ ٱلرُّسُلَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْلُكُونَ حَسَنًا.‏ وَلَرُبَّمَا قَوَّتْ كَلِمَاتُهُ هٰذِهِ إِيمَانَهُمْ وَشَدَّدَتْ عَزْمَهُمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ ثَابِتِينَ مَهْمَا حَصَلَ.‏ فَمَا كَانَ مِنَ ٱلرُّسُلِ ٱلشُّجْعَانِ إِلَّا أَنْ «دَخَلُوا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ عِنْدَ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ وَطَفِقُوا يُعَلِّمُونَ».‏ —‏ اع ٥:‏٢١‏.‏

٨ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أُعْرِبُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ ٱللَّازِمَيْنِ لِأُوَاصِلَ ٱلْكِرَازَةَ فِي حَالِ وَاجَهْتُ ظُرُوفًا مُشَابِهَةً؟‏›.‏ وَكَمْ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَذْكُرُ أَنَّ عَمَلَ ‹ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ› يَحْظَى بِدَعْمِ ٱلْمَلَائِكَةِ وَتَوْجِيهِهِمْ!‏ —‏ اع ٢٨:‏٢٣؛‏ رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

‏«يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ» (‏اعمال ٥:‏٢١ب-‏٣٣‏)‏

‏«لما احضروهم اوقفوهم في قاعة السنهدريم».‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٧

٩-‏١١ مَاذَا فَعَلَ ٱلرُّسُلُ حِينَ أَمَرَهُمُ ٱلسَّنْهَدْرِيمُ بِٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ وَكَيْفَ يَتَشَبَّهُ بِهِمِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ؟‏

٩ عِنْدَمَا أَصْبَحَ قَيَافَا وَسَائِرُ قُضَاةِ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ مُسْتَعِدِّينَ لِلنَّظَرِ فِي قَضِيَّةِ ٱلرُّسُلِ،‏ أَرْسَلُوا ٱلشُّرَطَ لِيُحْضِرُوهُمْ غَيْرَ عَالِمِينَ بِمَا جَرَى فِي ٱلسِّجْنِ.‏ تَخَيَّلْ دَهْشَةَ ٱلشُّرَطِ حِينَ ٱكْتَشَفُوا ٱخْتِفَاءَ ٱلسُّجَنَاءِ رَغْمَ أَنَّهُمْ وَجَدُوا ٱلْحَبْسَ «مُقْفَلًا بِكُلِّ إِحْكَامٍ وَٱلْحُرَّاسَ وَاقِفِينَ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ»!‏ (‏اع ٥:‏٢٣‏)‏ وَسُرْعَانَ مَا أُبْلِغَ قَائِدُ حَرَسِ ٱلْهَيْكَلِ أَيْضًا أَنَّ ٱلرُّسُلَ رَجَعُوا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِيَشْهَدُوا عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ مُسْتَأْنِفِينَ ٱلْعَمَلَ ذَاتَهُ ٱلَّذِي سُجِنُوا مِنْ أَجْلِهِ!‏ فَأَسْرَعَ حِينَئِذٍ هُوَ وَٱلشُّرَطُ وَأَمْسَكُوا بِٱلرُّسُلِ وَٱصْطَحَبُوهُمْ إِلَى ٱلسَّنْهَدْرِيمِ.‏

١٠ كَمَا رَأَيْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ،‏ أَمَرَ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْحَانِقُونَ ٱلرُّسُلَ بِوُضُوحٍ أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَهَلِ ٱنْصَاعُوا لِأَوَامِرِهِمْ؟‏ بِلِسَانِ ٱلرُّسُلِ جَمِيعًا،‏ رَدَّ بُطْرُسُ بِكُلِّ جُرْأَةٍ قَائِلًا:‏ «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ».‏ (‏اع ٥:‏٢٩‏)‏ وَبِذٰلِكَ رَسَمَ ٱلرُّسُلُ مِثَالًا يَحْتَذِي بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ.‏ فَٱلْحُكَّامُ ٱلْبَشَرُ يَفْقِدُونَ حَقَّهُمْ فِي ٱلطَّاعَةِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي يَحْظُرُونَ فِيهَا مَا طَلَبَهُ ٱللّٰهُ أَوْ يَطْلُبُونَ مَا حَظَرَهُ هُوَ.‏ لِذٰلِكَ فِي حَالِ مَنَعَتِ ‹ٱلسُّلُطَاتُ ٱلْفَائِقَةُ› عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ،‏ فَلَا نَقْدِرُ أَنْ نَكُفَّ عَنْ إِتْمَامِ هٰذَا ٱلتَّعْيِينِ ٱلْإِلٰهِيِّ.‏ (‏رو ١٣:‏١‏)‏ عِوَضَ ذٰلِكَ،‏ نُفَتِّشُ عَنْ أَسَالِيبَ حَكِيمَةٍ لِنُوَاصِلَ ٱلشَّهَادَةَ كَامِلًا عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏

١١ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرُّسُلِ،‏ فَإِنَّ جَوَابَهُمُ ٱلْجَرِيءَ أَضْرَمَ ٱلنَّارَ فِي قُلُوبِ ٱلْقُضَاةِ.‏ فَٱسْتَشْرَسُوا وَعَقَدُوا ٱلنِّيَّةَ «أَنْ يَقْضُوا عَلَيْهِمْ».‏ (‏اع ٥:‏٣٣‏)‏ فَبَدَا جَلِيًّا أَنَّ ٱلرُّسُلَ سَيُسْتَشْهَدُونَ لَا مَحَالَةَ.‏ لٰكِنَّ ٱلنَّجْدَةَ كَانَتْ سَتَأْتِيهِمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ.‏

‏«لَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تَنْقُضُوهُ» (‏اعمال ٥:‏٣٤-‏٤٢‏)‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيُّ نَصِيحَةٍ أَسْدَاهَا غَمَالَائِيلُ لِزُمَلَائِهِ،‏ وَمَاذَا فَعَلُوا؟‏ (‏ب)‏ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ قَدْ يَتَدَخَّلُ يَهْوَهُ لِمَصْلَحَةِ شَعْبِهِ،‏ وَمِمَّ يُمْكِنُنَا ٱلتَّيَقُّنُ فِي حَالِ سَمَحَ بِأَنْ ‹نَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ›؟‏

١٢ وَقَفَ غَمَالَائِيلُ،‏ «مُعَلِّمٌ لِلشَّرِيعَةِ يُجِلُّهُ كُلُّ ٱلشَّعْبِ»،‏ لِيُخَاطِبَ ٱلْحَاضِرِينَ.‏ d وَلَا بُدَّ أَنَّ رَجُلَ ٱلْقَانُونِ هٰذَا تَمَتَّعَ بِٱحْتِرَامِ زُمَلَائِهِ.‏ فَقَدْ تَوَلَّى دَفَّةَ ٱلْحَدِيثِ،‏ حَتَّى إِنَّهُ «أَمَرَ بِإِخْرَاجِ [ٱلرُّسُلِ] قَلِيلًا».‏ (‏اع ٥:‏٣٤‏)‏ فَذَكَرَ أَوَّلًا مِثَالَيْنِ عَلَى ثَوْرَاتٍ خَبَتْ بِسُرْعَةٍ بَعْدَ مَوْتِ قَادَتِهَا.‏ ثُمَّ حَثَّ أَعْضَاءَ ٱلْمَحْكَمَةِ أَنْ يَتَحَلَّوْا بِٱلصَّبْرِ وَٱللِّينِ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَمْضِ عَلَى مَوْتِ قَائِدِهِمْ يَسُوعَ إِلَّا وَقْتٌ قَصِيرٌ.‏ بَعْدَئِذٍ وَاصَلَ تَحْلِيلَهُ ٱلْمَنْطِقِيَّ وَخَتَمَ أَقْوَالَهُ بِخُلَاصَةٍ مُقْنِعَةٍ.‏ ذَكَرَ:‏ «لَا تَتَعَرَّضُوا لِهٰؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ،‏ بَلْ دَعُوهُمْ وَشَأْنَهُمْ (‏لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ هٰذَا ٱلْمُخَطَّطُ أَوْ هٰذَا ٱلْعَمَلُ مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ فَسَوْفَ يُنْقَضُ.‏ وَلٰكِنْ إِنْ كَانَ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ فَلَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تَنْقُضُوهُ)‏،‏ لِئَلَّا تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ لِلّٰهِ».‏ (‏اع ٥:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ فَعَمِلَ ٱلْقُضَاةُ بِنَصِيحَتِهِ،‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ جَلَدُوا ٱلرُسُلَ وَأَمَرُوهُمْ «أَنْ يَكُفُّوا عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱسْمِ يَسُوعَ».‏ —‏ اع ٥:‏٤٠‏.‏

١٣ وَٱلْيَوْمَ،‏ كَمَا فِي ٱلْمَاضِي،‏ قَدْ يُقِيمُ يَهْوَهُ رِجَالًا بَارِزِينَ مِثْلَ غَمَالَائِيلَ يَعْمَلُونَ لِفَائِدَةِ شَعْبِهِ.‏ (‏ام ٢١:‏١‏)‏ فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يَسْتَخْدِمَ رُوحَهُ لِحَمْلِ أَصْحَابِ ٱلنُّفُوذِ مِنْ حُكَّامٍ وَقُضَاةٍ وَمُشْتَرِعِينَ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَشِيئَتِهِ.‏ (‏نح ٢:‏٤-‏٨‏)‏ وَلٰكِنْ فِي حَالِ سَمَحَ بِأَنْ ‹نَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ›،‏ فَبِإِمْكَانِنَا ٱلتَّيَقُّنُ مِنْ أَمْرَيْنِ ٱثْنَيْنِ.‏ (‏١ بط ٣:‏١٤‏)‏ أَوَّلًا،‏ ٱللّٰهُ يُمِدُّنَا بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ لِنَحْتَمِلَ.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ ثَانِيًا،‏ ٱلْمُقَاوِمُونَ ‹لَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يَنْقُضُوا› عَمَلَهُ.‏ —‏ اش ٥٤:‏١٧‏.‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلرُّسُلِ عِنْدَمَا جُلِدُوا،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ اُذْكُرُوا ٱخْتِبَارًا يُظْهِرُ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ يَحْتَمِلُ بِفَرَحٍ.‏

١٤ وَهَلْ أَضْعَفَ ٱلْجَلْدُ مَعْنَوِيَّاتِ ٱلرُّسُلِ أَوْ ثَبَّطَ عَزِيمَتَهُمْ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَقَدْ «ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ فَرِحِينَ».‏ (‏اع ٥:‏٤١‏)‏ وَمَا ٱلدَّاعِي إِلَى ٱلْفَرَحِ؟‏ مِنَ ٱلْبَدِيهِيِّ أَنَّهُمْ لَمْ يُسَرُّوا بِٱلْأَوْجَاعِ ٱلَّتِي عَانَوْهَا مِنَ ٱلْجَلْدِ،‏ لٰكِنَّهُمْ فَرِحُوا إِذْ عَرَفُوا أَنَّ ٱلِٱضْطِهَادَ نَاجِمٌ عَنْ بَقَائِهِمْ أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ وَسَيْرِهِمْ عَلَى خُطَى مِثَالِهِمِ ٱلْأَعْلَى يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ مت ٥:‏١١،‏ ١٢‏.‏

١٥ وَمَا رَدَّةُ فِعْلِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ حِينَ نَتَأَلَّمُ فِي سَبِيلِ ٱلْبِشَارَةِ؟‏ نَتَمَثَّلُ بِإِخْوَتِنَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَنَحْتَمِلُ فَرِحِينَ.‏ (‏١ بط ٤:‏١٢-‏١٤‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَلْتَذُّ أَلْبَتَّةَ حِينَ نُهَدَّدُ أَوْ نُضْطَهَدُ أَوْ نُسْجَنُ،‏ لٰكِنَّنَا نَشْعُرُ بِٱكْتِفَاءٍ عَمِيقٍ عِنْدَمَا نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَصَلَ مَعَ هَنْرِيك دُورْنِيكَ ٱلَّذِي ٱحْتَمَلَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلْقَاسِيَةِ تَحْتَ حُكْمِ نِظَامَيْنِ ٱسْتِبْدَادِيَّيْنِ.‏ فَحِينَ قَرَّرَتِ ٱلسُّلُطَاتُ فِي آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ ١٩٤٤ إِرْسَالَهُ مَعَ أَخِيهِ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالٍ،‏ قَالَ ٱلْمُقَاوِمُونَ عَنْهُمَا:‏ «يَسْتَحِيلُ إِقْنَاعُهُمَا بِأَيِّ شَيْءٍ.‏ فَهُمَا يَفْرَحَانِ بِٱلْعَذَابِ ٱلْأَلِيمِ ٱلَّذِي يُقَاسِيَانِهِ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمَا».‏ وَيُعَلِّقُ ٱلْأَخُ دُورْنِيك:‏ «لَمْ أَرْغَبْ أَنْ أُقَاسِيَ ٱلْعَذَابَ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّأَلُّمَ بِشَجَاعَةٍ وَكَرَامَةٍ لِأُحَافِظَ عَلَى وَلَائِي لِيَهْوَهَ جَلَبَ لِي فَرَحًا عَظِيمًا».‏ —‏ يع ١:‏٢-‏٤‏.‏

تمثلا بالرسل نكرز «من بيت الى بيت»‏

١٦ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلرُّسُلُ تَصْمِيمَهُمْ عَلَى تَأْدِيَةِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ،‏ وَكَيْفَ نَتْبَعُ ٱلنَّهْجَ عَيْنَهُ؟‏

١٦ لَمْ يَتَوَانَ ٱلرُّسُلُ لَحْظَةً عَنْ مُوَاصَلَةِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَكَانُوا «كُلَّ يَوْمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ .‏ .‏ .‏ يُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» مُلْقِينَ ٱلْخَوْفَ خَارِجًا.‏ e (‏اع ٥:‏٤٢‏)‏ حَقًّا لَقَدْ أَعْرَبَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُبَشِّرُونَ ٱلْغَيُورُونَ عَنْ تَصْمِيمٍ رَاسِخٍ عَلَى تَأْدِيَةِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ.‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ هَلْ لَاحَظْتَ أَنَّهُمْ حَمَلُوا رِسَالَتَهُمْ إِلَى بُيُوتِ ٱلنَّاسِ تَمَامًا كَمَا طَلَبَ مِنْهُمْ يَسُوعُ؟‏ (‏مت ١٠:‏٧،‏ ١١-‏١٤‏)‏ لَا رَيْبَ أَنَّ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبَ هُوَ مَا مَكَّنَهُمْ مِنْ مَلْءِ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِهِمْ.‏ وَٱلْيَوْمَ يُعْرَفُ شُهُودُ يَهْوَهَ بِتَبَنِّي ٱلنَّهْجِ عَيْنِهِ ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ ٱلرُّسُلُ فِي ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَبِزِيَارَةِ كُلِّ ٱلْبُيُوتِ فِي مُقَاطَعَاتِنَا،‏ نُظْهِرُ جَلِيًّا رَغْبَتَنَا فِي إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ كَامِلًا مُتِيحِينَ لِلْجَمِيعِ فُرْصَةَ سَمَاعِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ وَهَلْ بَارَكَ يَهْوَهُ حَتَّى ٱلْآنَ خِدْمَتَنَا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟‏ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ.‏ فَٱلْمَلَايِينُ تَجَاوَبُوا مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا،‏ وَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ سَمِعُوا ٱلْبِشَارَةَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى حِينَ قَرَعَ ٱلشُّهُودُ بَابَهُمْ.‏

إِقَامَةُ رِجَالٍ أَكْفَاءٍ عَلَى «ٱلْعَمَلِ ٱلضَّرُورِيِّ» (‏اعمال ٦:‏١-‏٦‏)‏

١٧-‏١٩ أَيُّ مَسْأَلَةٍ نَشَأَتْ هَدَّدَتْ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَكَيْفَ رَتَّبَ ٱلرُّسُلُ لِحَلِّهَا؟‏

١٧ تَرَبَّصَ بِٱلْجَمَاعَةِ ٱلْحَدِيثَةِ آنَذَاكَ خَطَرٌ خَفِيٌّ تَهَدَّدَهَا مِنَ ٱلدَّاخِلِ.‏ فَكَانَ قِسْمٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ زُوَّارًا فِي أُورُشَلِيمَ،‏ وَقَدْ رَغِبُوا فِي تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ قَبْلَ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى دِيَارِهِمْ.‏ فَبَادَرَ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ إِلَى ٱلتَّبَرُّعِ بِٱلْمَالِ لِسَدِّ حَاجَاتِ إِخْوَتِهِمْ إِلَى ٱلطَّعَامِ وَٱلضَّرُورِيَّاتِ ٱلْأُخْرَى.‏ (‏اع ٢:‏٤٤-‏٤٦؛‏ ٤:‏٣٤-‏٣٧‏)‏ لٰكِنَّ قَضِيَّةً حَسَّاسَةً نَشَأَتْ.‏ فَقَدْ «كَانَ يُتَغَاضَى عَنِ» ٱلْأَرَامِلِ ٱللَّوَاتِي يَتَكَلَّمْنَ ٱلْيُونَانِيَّةَ «فِي ٱلتَّوْزِيعِ ٱلْيَوْمِيِّ».‏ (‏اع ٦:‏١‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ لَمْ تُعَانِ ٱلْأَرَامِلُ ٱللَّوَاتِي يَتَكَلَّمْنَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ ٱلْوَضْعَ نَفْسَهُ.‏ فَٱلْمَسْأَلَةُ إِذًا ٱنْطَوَتْ كَمَا يَبْدُو عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ وَٱلتَّحَيُّزِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْآفَةُ قَدْ تَفْتِكُ بِوَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ إِذَا مَا أَلَمَّتْ بِهَا.‏

١٨ أَدْرَكَ ٱلرُّسُلُ ٱلَّذِينَ أَلَّفُوا ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ أَنَّ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَلَّا ‹يَتْرُكُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ لِيُوَزِّعُوا ٱلطَّعَامَ›.‏ (‏اع ٦:‏٢‏)‏ وَلِبَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ طَلَبُوا مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْبَحْثَ عَنْ سَبْعَةِ رِجَالٍ «مُمْتَلِئِينَ رُوحًا وَحِكْمَةً» لِإِقَامَتِهِمْ عَلَى «ٱلْعَمَلِ ٱلضَّرُورِيِّ» فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْآخِذَةِ فِي ٱلنُّمُوِّ.‏ (‏اع ٦:‏٣‏)‏ لَقَدِ ٱسْتَلْزَمَ هٰذَا ٱلْعَمَلُ رِجَالًا أَكْفَاءً.‏ فَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهُ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى تَوْزِيعِ ٱلطَّعَامِ فَحَسْبُ،‏ بَلِ ٱشْتَمَلَ أَيْضًا عَلَى ضَبْطِ ٱلْحِسَابَاتِ وَشِرَاءِ ٱلْمَوَادِّ ٱللَّازِمَةِ وَحِفْظِ سِجِلَّاتٍ دَقِيقَةٍ.‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلرِّجَالَ ٱلْمُوصَى بِهِمْ حَمَلُوا كُلُّهُمْ أَسْمَاءً يُونَانِيَّةً،‏ مِمَّا قَدْ يُقَرِّبُهُمْ مِنَ ٱلْأَرَامِلِ ٱلْمُسْتَاءَاتِ.‏ وَبَعْدَ دَرْسِ ٱلتَّوْصِيَاتِ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ،‏ عَيَّنَ ٱلرُّسُلُ هٰؤُلَاءِ ٱلسَّبْعَةَ لِلِٱهْتِمَامِ بِهٰذَا «ٱلْعَمَلِ ٱلضَّرُورِيِّ».‏ f

١٩ وَهَلْ عَنَى هٰذَا ٱلتَّعْيِينُ أَنَّ ٱلرِّجَالَ ٱلسَّبْعَةَ أُعْفُوا مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟‏ قَطْعًا لَا!‏ فَإِسْتِفَانُوسُ مَثَلًا بَرْهَنَ لَاحِقًا أَنَّهُ شَاهِدٌ جَرِيءٌ وَمُقْتَدِرٌ.‏ (‏اع ٦:‏٨-‏١٠‏)‏ وَلَا نَنْسَ فِيلِبُّسَ ٱلَّذِي كَانَ أَيْضًا وَاحِدًا مِنَ ٱلسَّبْعَةِ وَأُطْلِقُ عَلَيْهِ لَقَبُ «ٱلْمُبَشِّرِ».‏ (‏اع ٢١:‏٨‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّهُمْ دَاوَمُوا عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِغَيْرَةٍ.‏

٢٠ كَيْفَ يَسِيرُ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ عَلَى خُطَى ٱلرُّسُلِ؟‏

٢٠ يَسِيرُ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ عَلَى خُطَى ٱلرُّسُلِ.‏ فَٱلرِّجَالُ ٱلْمُوصَى بِهِمْ لِحَمْلِ مَسْؤُولِيَّاتٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ وَيُظْهِرُونَ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَعْمَلُ فِيهِمْ.‏ وَتَحْتَ إِشْرَافِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ يُعَيَّنُ ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ يَبْلُغُونَ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلْمَذْكُورَةَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ شُيُوخًا أَوْ خُدَّامًا مُسَاعِدِينَ.‏ g (‏١ تي ٣:‏١-‏٩،‏ ١٢،‏ ١٣‏)‏ وَهٰكَذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُؤَهَّلِينَ مُعَيَّنُونَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُجْتَهِدُونَ يُنْجِزُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ‹ٱلْأَعْمَالِ ٱلضَّرُورِيَّةِ›.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَدْ يُرَتِّبُ ٱلشُّيُوخُ لِتَزْوِيدِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ لِبَعْضِ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ هُمْ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهَا.‏ (‏يع ١:‏٢٧‏)‏ وَمِنْهُمْ أَيْضًا مَنْ يُسَاهِمُ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَنْظِيمِ ٱلْمَحَافِلِ،‏ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُ فِي لِجَانِ ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ.‏ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ كَذٰلِكَ يُتَمِّمُونَ وَاجِبَاتٍ كَثِيرَةً لَا تَرْتَبِطُ مُبَاشَرَةً بِٱلرِّعَايَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ.‏ وَهٰؤُلَاءِ جَمِيعًا يُوَازِنُونَ بَيْنَ مَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ سَوَاءٌ فِي جَمَاعَاتِهِمْ أَوْ خَارِجَهَا،‏ وَٱلتَّعْيِينِ ٱلْإِلٰهِيِّ بِٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ ١ كو ٩:‏١٦‏.‏

‏«بَقِيَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ تَنْمُو» (‏اعمال ٦:‏٧‏)‏

٢١،‏ ٢٢ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْجَدِيدَةَ؟‏

٢١ تَغَلَّبَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْجَدِيدَةُ بِدَعْمِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلَّذِي شُنَّ مِنَ ٱلْخَارِجِ وَٱلْمُشْكِلَةِ ٱلدَّاخِلِيَّةِ ٱلَّتِي هَدَّدَتْ وَحْدَتَهَا.‏ وَكَانَتْ بَرَكَةُ يَهْوَهَ جَلِيَّةً إِذْ يُخْبِرُنَا ٱلسِّجِلُّ:‏ «بَقِيَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ تَنْمُو،‏ وَعَدَدُ ٱلتَّلَامِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَأَخَذَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ ٱلْإِيمَانَ».‏ (‏اع ٦:‏٧‏)‏ وَيُورِدُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ تَكْرَارًا أَخْبَارًا مُشَجِّعَةً كَهٰذِهِ.‏ (‏اع ٩:‏٣١؛‏ ١٢:‏٢٤؛‏ ١٦:‏٥؛‏ ١٩:‏٢٠؛‏ ٢٨:‏٣١‏)‏ أَفَلَا نَتَشَدَّدُ نَحْنُ بِدَوْرِنَا حِينَ نَسْمَعُ تَقَارِيرَ عَنْ تَقَدُّمِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ؟‏!‏

٢٢ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ كَانَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ عَلَى وَشْكِ أَنْ تُوَاجِهَ مَوْجَةَ ٱضْطِهَادٍ عَنِيفٍ.‏ فَٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلسَّاخِطُونَ مَا كَانُوا لِيَرْفَعُوا ٱلرَّايَةَ ٱلْبَيْضَاءَ.‏ وَٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي يُخْبِرُنَا كَيْفَ صَبَّ ٱلْمُضْطَهِدُونَ جَامَ غَضَبِهِمْ عَلَى إِسْتِفَانُوسَ خُصُوصًا.‏

b رِوَاقُ سُلَيْمَانَ بَهْوٌ مَسْقُوفٌ لَهُ أَعْمِدَةٌ يَقَعُ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلشَّرْقِيِّ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ ٱعْتَادَ يَهُودٌ كُثُرٌ ٱلتَّجَمُّعَ فِيهِ.‏

c هُنَاكَ نَحْوُ ٢٠ إِشَارَةً صَرِيحَةً إِلَى ٱلْمَلَائِكَةِ فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ،‏ وَهٰذِهِ أَوَّلُهَا.‏ فَفِي ٱلْأَعْمَال ١:‏١٠ يُشَارُ ضِمْنًا إِلَى ٱثْنَيْنِ مِنْهُمْ بِوَصْفِهِمَا ‹رَجُلَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ›.‏

d اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ غَمَالَائِيلُ:‏ رَابِّيٌ مُكَرَّمٌ‏».‏

e اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ اَلْكِرَازَةُ ‹مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ›‏‏».‏

f رُبَّمَا بَلَغَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ مُؤَهِّلَاتِ ٱلشُّيُوخِ لِأَنَّ ٱلْقِيَامَ بِهٰذَا «ٱلْعَمَلِ ٱلضَّرُورِيِّ» كَانَ مُهِمَّةً ثَقِيلَةً.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تَكْشِفُ مَتَى ٱبْتَدَأَ بِٱلتَّحْدِيدِ تَعْيِينُ ٱلرِّجَالِ شُيُوخًا أَوْ نُظَّارًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏

g صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ أَوْصَتْ بِٱلرِّجَالِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْمَشْهُودِ لَهُمْ،‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلرُّسُلَ هُمْ مَنْ عَيَّنُوهُمْ.‏