الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اسم اللّٰه وتراجمة الكتاب المقدس

اسم اللّٰه وتراجمة الكتاب المقدس

اسم اللّٰه وتراجمة الكتاب المقدس

في وقت باكر من القرن الثاني،‏ بعد موت آخر الرسل،‏ بدأ جدِّيا الحيدان عن الايمان المسيحي الذي أنبأ به يسوع وأتباعه.‏ فقد تسرَّبت الفلسفات والعقائد الوثنية الى الجماعة؛‏ نشأت الشيع والانقسامات،‏ وافسِدت نقاوة الايمان الاصلية.‏ وجرى التوقف عن استعمال اسم اللّٰه.‏

واذ انتشرت هذه المسيحية المرتدة،‏ نشأت الحاجة الى ترجمة الكتاب المقدس عن لغتيه الاصليتين العبرانية واليونانية بلغات اخرى.‏ فكيف نقل التراجمة اسم اللّٰه في ترجماتهم؟‏ استعملوا عادةً ما يقابل كلمة «رب.‏» والترجمة ذات التأثير الكبير في ذلك الحين كانت الڤولڠات اللاتينية،‏ ترجمة للكتاب المقدس بقلم جيروم باللاتينية العادية.‏ وقد نقل جيروم الحروف الاربعة للاسم الالهي (‏ي ه‍ و ه‍)‏ باستبدالها بـ‍ Dominus‏،‏ «الرب.‏»‏

وأخيرا بدأت تظهر في اوروپا لغات جديدة،‏ كالفرنسية،‏ الانكليزية والاسپانية.‏ لكنَّ الكنيسة الكاثوليكية حاولت ان تثني عن ترجمة الكتاب المقدس بهذه اللغات الجديدة.‏ وهكذا فيما رفض اليهود،‏ الذين استعملوا الكتاب المقدس باللغة العبرانية الاصلية،‏ ان يتلفظوا باسم اللّٰه عند رؤيته،‏ فإن معظم «المسيحيين» سمعوا الكتاب المقدس يُقرأ في ترجمات لاتينية لا تستعمل الاسم.‏

وعلى مرّ الوقت صار اسم اللّٰه يُستعمل ثانية.‏ ففي سنة ١٢٧٨ ظهر في اللاتينية في المؤلَّف Pugio fidei ‏(‏خنجر الايمان)‏،‏ بقلم رايمُندُس مارتيني،‏ راهب اسپاني.‏ ورايمُندُس مارتيني استعمل التهجية Yohoua‏.‏ * وبعد وقت قصير،‏ في سنة ١٣٠٣،‏ اكمل پورشيتوس دو سَلڤاتيسيس مؤلَّفا بعنوان Victoria Porcheti adversus impios Hebraeos ‏(‏انتصار پورشيتوس على العبرانيين الفجار)‏.‏ وفيه ذكر هو ايضا اسم اللّٰه،‏ مهجِّيا اياه بأشكال مختلفة Iohouah‏،‏ Ihouah و Iohoua‏.‏ ثم،‏ في سنة ١٥١٨،‏ اصدر پيترُس ڠلاطينوس مؤلَّفا بعنوان De arcanis catholicae veritatis ‏(‏في ما يتعلق بأسرار الحقيقة الكونية)‏ فيه يهجِّي اسم اللّٰه Iehoua‏.‏

ظهر الاسم في كتاب مقدس انكليزي لاول مرة في سنة ١٥٣٠ حين اصدر وليم تِنْدَل ترجمة للاسفار الخمسة الاولى للكتاب المقدس.‏ وفيها ذكر اسم اللّٰه،‏ الذي جرت تهجيته عادةً Iehouah‏،‏ في عدة اعداد،‏ * وفي ملاحظة في هذه الطبعة كتب:‏ «Iehovah هو اسم اللّٰه .‏ .‏ .‏ وفضلا عن ذلك كلما رأيتم LORD [الرب] بحروف كبيرة (‏إلّا اذا كان هنالك ايّ خطإ في الطبع)‏ كان في العبرانية Iehovah.‏» ومن ذلك نشأت عادة استعمال اسم يهوه في مجرد اعداد قليلة وكتابة «LORD» (‏الرب)‏ او «GOD» (‏اللّٰه)‏ في معظم الاماكن الاخرى حيث ترد الحروف الاربعة للاسم الالهي في النص العبراني.‏

وفي سنة ١٦١١ صدر ما صار الترجمة الانكليزية الاوسع استعمالا،‏ الترجمة المرخَّصة.‏ وفيها ظهر الاسم اربع مرات في النص الرئيسي.‏ (‏خروج ٦:‏٣؛‏ مزمور ٨٣:‏١٨؛‏ اشعياء ١٢:‏٢؛‏ ٢٦:‏٤‏)‏ وظهر «ياه،‏» اختصار شعري للاسم،‏ في المزمور ٦٨:‏٤‏.‏ وظهر الاسم بكامله في اسماء الامكنة مثل «يهوه يِرْأَه.‏» (‏تكوين ٢٢:‏١٤؛‏ خروج ١٧:‏١٥؛‏ قضاة ٦:‏٢٤‏)‏ لكنَّ التراجمة،‏ اذ اتَّبعوا مثال تِنْدَل،‏ استبدلوا اسم اللّٰه في معظم الحالات بـ‍ «LORD» (‏الرب)‏ او «GOD» (‏اللّٰه)‏.‏ ولكن اذا كان ممكنا ان يظهر اسم اللّٰه في اربعة اعداد،‏ فلماذا لا يمكن ان يظهر في آلاف الاعداد الاخرى كلها التي تحتوي عليه في العبرانية الاصلية؟‏

كان يجري شيء مماثل في اللغة الالمانية.‏ ففي سنة ١٥٣٤ اصدر مارتن لوثر ترجمته الكاملة للكتاب المقدس،‏ التي اسسها على اللغات الاصلية.‏ ولسبب ما لم يشمل اسم اللّٰه بل استعمل بدائل،‏ مثل HERR (‏«رب»)‏.‏ لكنه كان يعرف الاسم الالهي،‏ لأنه في موعظة عن ارميا ٢٣:‏​١-‏٨‏،‏ ألقاها في سنة ١٥٢٦،‏ قال:‏ «هذا الاسم يهوه،‏ الرب،‏ ينتمي بصورة مطلقة الى الإله الحقيقي.‏»‏

وفي سنة ١٥٤٣ كتب لوثر بصراحة مميِّزة:‏ «أما انهم [اليهود] يزعمون الآن ان الاسم يهوه لا يمكن التلفظ به،‏ فهم لا يعرفون ما يتكلمون عنه .‏ .‏ .‏ فإذا كان يمكن كتابته بقلم وحبر،‏ فلمَ لا ينبغي التكلم به،‏ الامر الافضل بكثير من كتابته بقلم وحبر؟‏ ولمَ لا يعتبرون ايضا انه لا يمكن كتابته،‏ لا يمكن قراءته او لا يمكن التفكير فيه؟‏ واذ تؤخذ كل الامور بعين الاعتبار،‏ هنالك شيء كريه.‏» ومع ذلك،‏ لم يصحِّح لوثر الامور في ترجمته للكتاب المقدس.‏ ولكن،‏ في السنوات اللاحقة،‏ احتوت كتب مقدسة المانية اخرى على الاسم في نص الخروج ٦:‏٣‏.‏

وفي القرون التالية مضى تراجمة الكتاب المقدس في احد الاتجاهين.‏ فتجنب البعض ايّ استعمال لاسم اللّٰه،‏ فيما استعمله آخرون بصورة شاملة في الاسفار العبرانية،‏ إما بالصيغة يَهوَه او بالصيغة يَهوِه.‏ فلنتأمل في ترجمتين تجنبتا الاسم ولنرَ لماذا،‏ بحسب تراجمتهما،‏ جرى ذلك.‏

لماذا حذفوه

عندما انتج ج.‏ م.‏ پاويس سميث وادڠار ج.‏ ڠودسپيد ترجمة عصرية للكتاب المقدس في سنة ١٩٣٥،‏ وجد القرّاء ان LORD (‏الرب)‏ و GOD (‏اللّٰه)‏ جرى استعمالهما في معظم الاماكن كبديلين لاسم اللّٰه.‏ وشُرِح السبب في المقدمة:‏ «في هذه الترجمة اتَّبعنا العُرف اليهودي التقليدي واستبدلنا الاسم ‹يَهوِه› بـ‍ ‹الرب› والعبارة ‹الرب يَهوِه› بعبارة ‹الرب الإله.‏› وفي جميع الحالات حيث الكلمة ‹الرب› او ‹الإله› تمثِّل الكلمة الاصلية ‹يَهوِه› تُستخدَم حروف استهلالية صغيرة.‏»‏

ثم،‏ في إبطال غير عادي لتقليد اليهود الذين كانوا يقرأون ي ه‍ و ه‍ وانما يتلفظون به «الرب،‏» تقول المقدمة:‏ «ولذلك فان كل مَن يرغب في الاحتفاظ بمذاق النص الاصلي ما عليه إلا ان يقرأ ‹يَهوِه› حيثما يرى LORD [الرب] او GOD [اللّٰه]»!‏

وعند قراءة ذلك،‏ يخطر ببالنا فورا السؤال:‏ اذا كانت قراءة « يَهوِه» عوضا عن «LORD» (‏الرب)‏ تحتفظ «بمذاق النص الاصلي،‏» فلماذا لم يستعمل التراجمة « يَهوِه» في ترجمتهم؟‏ ولماذا،‏ كما يقولون،‏ ‹استبدلوا› اسم اللّٰه بالكلمة «LORD» (‏الرب)‏ وبالتالي اخفَوا مذاق النص الاصلي؟‏

يقول التراجمة انهم كانوا يتبعون العُرف اليهودي التقليدي.‏ ولكن،‏ بالنسبة الى المسيحي،‏ هل من الحكمة فعل ذلك؟‏ تذكَّروا ان الفريسيين،‏ حافظي العُرف اليهودي التقليدي،‏ هم الذين رفضوا يسوع والذين قال لهم:‏ «ابطلتم وصية اللّٰه بسبب تقليدكم.‏» (‏متى ١٥:‏٦‏)‏ ومثل هذا الاستبدال يُضعف حقا كلمة اللّٰه.‏

وفي سنة ١٩٥٢ جرى اصدار الترجمة القانونية المنقحة للاسفار العبرانية بالانكليزية،‏ وهذا الكتاب المقدس ايضا استعمل بدائل لاسم اللّٰه.‏ وكان ذلك جديرا بالملاحظة لأن الترجمة الاميركية القانونية الاصلية،‏ التي كانت هذه تنقيحا لها،‏ استعملت الاسم يهوه في كل الاسفار العبرانية.‏ ولذلك كان إغفال الاسم انحرافا بارزا.‏ فلماذا جرى ذلك؟‏

في مقدمة الترجمة القانونية المنقحة،‏ نقرأ:‏ «لسببين رجعت اللجنة الى الاستعمال المألوف اكثر لترجمة الملك جيمس [اي،‏ إغفال اسم اللّٰه]:‏ (‏١)‏ ان الكلمة ‹يهوه› لا تمثِّل بدقة اية صيغة للاسم استعملت ذات مرة في العبرانية؛‏ و (‏٢)‏ ان استعمال ايِّ اسم علم للإله الواحد والوحيد،‏ كما لو كانت هنالك آلهة اخرى يجب تمييزه عنها،‏ جرى التوقف عنه في الديانة اليهودية قبل العصر المسيحي وهو غير ملائم اطلاقا للايمان العام للكنيسة المسيحية.‏»‏

هل هاتان حجتان سليمتان؟‏ حسنا،‏ كما نوقش سابقا،‏ لا يمثِّل الاسم يسوع بدقة الصيغة الاصلية لاسم ابن اللّٰه التي استعملها أتباعه.‏ لكنَّ ذلك لم يقنع اللجنة بأن تتجنب استعمال هذا الاسم وان تستعمل عوضا عنه لقبا مثل «الوسيط» او «المسيح.‏» صحيح ان هذين اللقبَين مستعملان،‏ انما اضافة الى الاسم يسوع،‏ لا عوضا عنه.‏

أما بالنسبة الى الحجة بأنه ليست هنالك آلهة اخرى يجب تمييز الإله الحقيقي عنها،‏ فذلك غير صحيح.‏ فهنالك ملايين الآلهة التي يعبدها الجنس البشري.‏ ذكر الرسول بولس:‏ «يوجد آلهة كثيرون.‏» (‏١ كورنثوس ٨:‏٥؛‏ فيلبي ٣:‏١٩‏)‏ طبعا،‏ هنالك إله حقيقي واحد فقط،‏ كما يتابع بولس قوله.‏ ولذلك فإن احدى الفوائد العظمى لاستعمال اسم الإله الحقيقي هي انه يفرزه عن كل الآلهة الباطلة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ اذا كان استعمال اسم اللّٰه «غير ملائم اطلاقا،‏» فلماذا يظهر نحو ٠٠٠‏,٧ مرة في الاسفار العبرانية الاصلية؟‏

الحقيقة هي ان تراجمة عديدين لم يشعروا بأن الاسم،‏ بتلفظه العصري،‏ غير ملائم في الكتاب المقدس.‏ وقد شملوه بترجماتهم،‏ وكانت النتيجة دائما ترجمة تعطي المزيد من الاكرام لمؤلف الكتاب المقدس وتلتصق اكثر بأمانة بالنص الاصلي.‏ وبعض الترجمات المستعملة على نحو واسع التي تشمل الاسم هي ترجمة ڤاليرا ‏(‏اسپانية،‏ صدرت في سنة ١٦٠٢)‏،‏ ترجمة ألمايدا ‏(‏پرتغالية،‏ صدرت في سنة ١٦٨١)‏،‏ ترجمة إلبِرفِلدر الاصلية (‏المانية،‏ صدرت في سنة ١٨٧١)‏،‏ بالاضافة الى الترجمة الاميركية القانونية ‏(‏انكليزية،‏ صدرت في سنة ١٩٠١)‏.‏ وبعض الترجمات،‏ وخصوصا الكتاب المقدس الاورشليمي،‏ تستعمل ايضا بشكل ثابت اسم اللّٰه انما بالتهجية Yahweh.‏

اقرأوا الآن تعليقات بعض التراجمة الذين شملوا الاسم بترجماتهم وقارِنوا حججهم بتلك التي لاولئك الذين أغفلوا الاسم.‏

لماذا يشمل آخرون الاسم

في ما يلي تعليق تراجمة الترجمة الاميركية القانونية لسنة ١٩٠١:‏ «وصل [التراجمة] الى الاقتناع الاجماعي بأن الخرافة اليهودية،‏ التي اعتبرت الاسم الالهي اقدس من ان يُنطق به،‏ لا ينبغي ان تسود بعدُ في الترجمة الانكليزية او اية ترجمة اخرى للعهد القديم .‏ .‏ .‏ فهذا الاسم التذكاري،‏ الذي يجري ايضاحه في الخروج ٣:‏​١٤،‏ ١٥‏،‏ والتشديد عليه بحد ذاته تكرارا في النص الاصلي للعهد القديم،‏ يشير الى اللّٰه بصفته الإله الشخصي،‏ إله العهد،‏ إله الاعلان،‏ المنقذ،‏ صديق شعبه .‏ .‏ .‏ وهذا الاسم الشخصي،‏ بغنى صِلاته المقدسة،‏ يُردُّ الآن في النص المقدس الى المكان الذي له الحق القاطع فيه.‏»‏

وبشكل مماثل،‏ في مقدمة إلبِرفِلدر بِبَل الالماني الاصلي نقرأ:‏ «يهوڤاه Jehova.‏ احتفظنا بهذا الاسم لإله عهد اسرائيل لأن القارئ اعتاده لسنين.‏»‏

ويوضح ستيڤن ت.‏ باينتون،‏ مترجم الكتاب المقدس بالانكليزية الحية،‏ لماذا يستعمل اسم اللّٰه:‏ «ان التهجية والتلفظ ليسا مهمين جدا.‏ فالمهم جدا هو ان يبقى واضحا ان هذا هو اسم شخصي.‏ وهنالك آيات عديدة لا يمكن فهمها بلياقة اذا ترجمنا هذا الاسم باسم عام مثل ‹رب،‏› او اردأ بكثير،‏ بنعت مستعمل كاسم [مثلا،‏ السرمدي].‏»‏

وقضية ترجمة اخرى،‏ بقلم ج.‏ ب.‏ رذرهام،‏ مثيرة للاهتمام.‏ فقد استعمل اسم اللّٰه في ترجمته لكنه فضَّل الصيغة يَهوِه.‏ أما في مؤلَّف لاحق،‏ Studies in the Psalms ‏(‏دراسات في المزامير)‏،‏ صادر في سنة ١٩١١،‏ فقد عاد الى الصيغة جِهوڤاه.‏ ولماذا؟‏ يوضح:‏ «جِهوڤاه.‏ —‏ ان استعمال هذه الصيغة الانكليزية للاسم التذكاري (‏خروج ٣:‏١٨‏)‏ في الترجمة الحالية لسفر المزامير لا ينشأ عن ايّ شك في ما يتعلق بالتلفظ الاصح،‏ بأنه يَهوِه؛‏ وانما فقط عن الدليل العملي المنتقى شخصيا للرغبة في البقاء على اتصال بأذن وعين الجمهور في مسألة من هذا النوع،‏ حيث الشيء الرئيسي هو الادراك السهل للاسم الالهي المقصود.‏»‏

في المزمور ٣٤:‏٣ يجري حضّ عبَّاد يهوه:‏ «عظِّموا (‏يهوه)‏ معي ولنعلِّ اسمه معا.‏» فكيف يمكن لقرّاء ترجمات الكتاب المقدس التي تحذف اسم اللّٰه ان يتجاوبوا كاملا مع هذا الحضِّ؟‏ ويسعد المسيحيين ان تكون لدى بعض التراجمة على الاقل الشجاعة لشمل اسم اللّٰه بترجماتهم للاسفار العبرانية،‏ وبالتالي حفظ ما دعاه سميث وڠودسپيد «مذاق النص الاصلي.‏»‏

لكنَّ معظم الترجمات،‏ حتى عندما تشمل اسم اللّٰه بالاسفار العبرانية،‏ تحذفه من الاسفار اليونانية المسيحية،‏ «العهد الجديد.‏» فما هو سبب ذلك؟‏ وهل هنالك ايّ مبرر لشمل اسم اللّٰه بهذا الجزء الاخير من الكتاب المقدس؟‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 5‏ ولكنَّ طبعات هذا المؤلَّف،‏ التي يعود تاريخها الى ما بعد بضعة قرون،‏ تشتمل على التهجية Jehova للاسم الالهي.‏

^ ‎الفقرة 6‏ تكوين ١٥:‏٢؛‏ خروج ٦:‏٣؛‏ ١٥:‏٣؛‏ ١٧:‏١٦؛‏ ٢٣:‏١٧؛‏ ٣٣:‏١٩؛‏ ٣٤:‏٢٣؛‏ تثنية ٣:‏٢٤‏.‏ وذكر تِنْدَل ايضا اسم اللّٰه في حزقيال ١٨:‏٢٣ و ٣٦:‏٢٣ في ترجماته التي أضيفت في آخر العهد الجديد،‏ انتورپ،‏ ١٥٣٤.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٧]‏

ان تراجمة الترجمة المرخَّصة حفظوا اسم اللّٰه،‏ يهوه،‏ في اربعة اعداد فقط،‏ مستبدلين اياه بـ‍ GOD (‏اللّٰه)‏ و LORD (‏الرب)‏ في كل الاماكن الاخرى

‏[النبذة في الصفحة ٢٢]‏

اذا كان استعمال اسم اللّٰه «غير ملائم اطلاقا،‏» فلماذا يظهر نحو ٠٠٠‏,٧ مرة في النص العبراني الاصلي؟‏

‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٢٠،‏ ٢١]‏

عداء لاسم اللّٰه؟‏

في الوقت الحاضر لا توجد ترجمة متداولة للكتاب المقدس باللغة الافريقانية (‏التي يتكلمها سكان جنوب افريقيا من اصل هولندي)‏ تحتوي على اسم اللّٰه.‏ وهذا مثير للدهشة،‏ لأن ترجمات عديدة باللغات القبلية المحكية في ذلك البلد تستعمل الاسم بحرّية.‏ فلنرَ كيف حدث ذلك.‏

في ٢٤ آب ١٨٧٨ قُدِّم التماس شديد في اجتماع لجمعية الافريقانيين المخلصين (‏G.‎R.‎A.‎)‏ ان تُصنع ترجمة للكتاب المقدس باللغة الافريقانية.‏ وبعد ست سنوات اثيرت المسألة ثانية،‏ وتقرَّر اخيرا ان يمضوا قدما ويترجموا الكتاب المقدس عن الألسنة الاصلية.‏ وعُهِد في العمل الى س.‏ ج.‏ دو توا،‏ مدير التربية في الترانسڤال.‏

شملت رسالة توجيهية الى دو توا الارشاد التالي:‏ «ان الاسم العلم للرب،‏ Jehovah او Jahvê،‏ يجب ان يُترك دون ترجمة [اي،‏ ان لا يُستبدل بالرب او اللّٰه] من البداية الى النهاية.‏» فترجم س.‏ ج.‏ دو توا سبعة اسفار للكتاب المقدس بالافريقانية،‏ وظهر الاسم يهوه من البداية الى النهاية.‏

واحتوت ايضا مطبوعات جنوب افريقية اخرى في وقت من الاوقات على اسم اللّٰه.‏ مثلا،‏ في De Korte Catechismus ‏(‏كتاب التعليم الديني المختصر)‏،‏ بقلم ج.‏ أ.‏ ماليرب،‏ ١٩١٤،‏ ورد ما يلي:‏ «ما هو اسم اللّٰه الفائق؟‏» الجواب؟‏ «جِهوڤاه،‏ المكتوب LORD [الرب] بحروف كبيرة في كتبنا المقدسة.‏ وهذا [الاسم] لم يطلق قط على ايّ مخلوق.‏»‏

وفي Die Katkisasieboek ‏(‏كتاب تعليم ديني اصدرته لجنة مدرسة الاحد الاتحادية للكنيسة المُصلَحة الهولندية في جنوب افريقيا)‏ ورد السؤال التالي:‏ «اذًا ألا يمكننا ابدا ان نستعمل الاسم جِهوڤاه او LORD [الرب]؟‏ هذا ما يفعله اليهود .‏ .‏ .‏ وليس هذا ما تعنيه الوصية.‏ .‏ .‏ .‏ فيمكننا ان نستعمل اسمه،‏ ولكن ليس ابدا بغير احترام.‏» وحتى وقت قريب،‏ فإن طبعات جديدة من Die Halleluja ‏(‏كتاب تراتيل)‏ احتوت ايضا على الاسم يهوه في بعض التراتيل.‏

لكنَّ ترجمة دو توا لم تكن شعبية،‏ وفي سنة ١٩١٦ جرى تعيين لجنة لترجمة الكتاب المقدس بغية الاهتمام بانتاج كتاب مقدس افريقاني.‏ وتبنَّت هذه اللجنة سياسة حذف اسم يهوه من الكتاب المقدس.‏ وفي سنة ١٩٧١ اصدرت جمعية الكتاب المقدس لجنوب افريقيا «ترجمة تجريبية» لاسفار قليلة للكتاب المقدس بالافريقانية.‏ وفيما ذُكر اسم اللّٰه في المقدمة،‏ إلا انه لم يُستعمل في نص الترجمة.‏ وبشكل مماثل،‏ في سنة ١٩٧٩ ظهرت ترجمة جديدة لِـ‍ «العهد الجديد» والمزامير وحذفت ايضا اسم اللّٰه.‏

وفضلا عن ذلك،‏ منذ سنة ١٩٧٠ ازيل ذكر الاسم يهوه من Die Halleluja‏.‏ والطبعة السادسة من نسخة Die Katkisasieboek المنقحة،‏ التي اصدرتها الكنيسة المُصلَحة الهولندية في جنوب افريقيا،‏ تحذف الآن ايضا الاسم.‏

وفي الواقع،‏ ان الجهود لحذف الصيغة جِهوڤاه لا تقتصر على الكتب.‏ فقد كان لدى كنيسة مُصلَحة هولندية في پارل حجر زاوية نُقشت عليه الكلمات JEHOVAH JIREH (‏«يهوه سيزوِّد»)‏.‏ وظهرت صورة لهذه الكنيسة وحجر زاويتها في عدد ٢٢ تشرين الاول ١٩٧٤ من مجلة استيقظ!‏ باللغة الافريقانية.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ جرى استبدال حجر الزاوية بآخر عليه الكلمات DIE HERE SAL VOORSIEN ‏(‏«الرب سيزوِّد»)‏.‏ والاشارة الى الآية والتاريخ على حجر الزاوية تُركا كما كانا،‏ لكنَّ الاسم يهوه جرت ازالته.‏

لذلك فإن كثيرين من الافريقانيين اليوم يجهلون اسم اللّٰه.‏ واعضاء الكنيسة الذين يعرفونه يحجمون عن استعماله.‏ حتى ان البعض يحاجّون ضده،‏ قائلين ان اسم اللّٰه هو LORD (‏الرب)‏ ومتهمين شهود يهوه بابتكار الاسم يهوه.‏

‏[الصور]‏

كنيسة مُصلَحة هولندية في پارل،‏ جنوب افريقيا.‏ في الاصل،‏ كان الاسم جِهوڤاه محفورا على حجر الزاوية (‏فوق الى اليمين)‏.‏ ولاحقا،‏ جرى استبداله (‏فوق الى اليسار)‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

ان اسم اللّٰه بالصيغة Yohoua ظهر سنة ١٢٧٨ في المؤلَّف Pugio fidei كما هو ظاهر في هذه المخطوطة (‏التي يرجع تاريخها الى القرن الـ‍ ١٣ او الـ‍ ١٤)‏ من مكتبة سانت جنڤياڤ،‏ باريس،‏ فرنسا (‏الصفحة ١٦٢ ب)‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

في ترجمته للاسفار الخمسة الاولى للكتاب المقدس،‏ الصادرة في سنة ١٥٣٠،‏ وضع وليم تِنْدَل اسم اللّٰه في الخروج ٦:‏٣‏.‏ وأوضح استعماله للاسم في ملاحظة للترجمة

‏[مصدر الصورة]‏

‏(Photograph courtesy of the American Bible Society Library,‎ New York)‏