الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏

لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏

الفصل ١٦

لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏

١ اي سبب شائع يقدمه أُناس كثيرون لشكِّهم في وجود خالق؟‏

من الاسباب الشائعة التي يقدمها أُناس كثيرون لشكِّهم في وجود خالق هو تفشِّي الالم في العالم.‏ فعلى مرّ القرون كان هنالك الكثير جدًّا من القسوة،‏ سفك الدم،‏ والإثم الصريح،‏ مما سبَّب ألما عظيما لملايين الناس الابرياء.‏ وهكذا يسأل كثيرون:‏ ‹ان كان هنالك اله،‏ فلماذا يسمح بهذا كله؟‏› وبما ان رواية الكتاب المقدس،‏ كما رأينا،‏ هي افضل ما يلائم وقائع الخَلق،‏ فهل يستطيع الكتاب المقدس مساعدتنا ايضًا لنفهم لماذا يسمح خالق قدير بكل هذا الالم ولفترة طويلة كهذه؟‏

٢ كيف يصف الكتاب المقدس المحيط الذي وُضع فيه اول زوجين بشريين؟‏

٢ تزوِّد الاصحاحات الافتتاحية لسفر التكوين خلفيَّة الاجابة عن هذا السؤال.‏ فهي تصف خَلق عالم بدون ألم.‏ لقد وُضع اول رجل وامرأة في محيط فردوسي،‏ موطن جميل شبيه بحديقة دُعي جنَّة عدْن،‏ وأُعطِيا عملا سارًّا مثيرًا.‏ وفي ما يتعلق بالارض قيل لهما ‹ان يعملاها ويحفظاها.‏› وكان لهما ايضًا إشراف «على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض.‏» —‏ تكوين ١:‏٢٨؛‏ ٢:‏١٥ .‏

٣ اي امل وُضع امام آدم وحواء؟‏

٣ وعلاوة على ذلك،‏ بما ان الانسانين الاولين خُلِقا بجسدين كاملين وعقلين كاملين،‏ لم يكن هنالك ايّ عيب فيهما.‏ ولذلك لم يكن هنالك سبب على الاطلاق ليعانيا المرض،‏ الشيخوخة،‏ او الموت.‏ وعوضًا عن ذلك،‏ كان لهما امل بمستقبل لانهائي في فردوس ارضي.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏٤ .‏

٤ ماذا كان قصد اللّٰه للبشر وللارض نفسها؟‏

٤ وقيل للزوجين الاولين ايضا ان ‹يُثمرا ويكثُرا ويملأا الارض.‏› وبإنجابهما الاولاد كانت العائلة البشرية ستنمو وتوسِّع حدود الفردوس حتى يشمل اخيرًا الارض كلها.‏ وهكذا يكون الجنس البشري عائلةً متحدة يعيش جميع افرادها بصحة كاملة على ارض فردوسية.‏

الحاجة الى قبول حكم اللّٰه

٥ لماذا كان يجب على البشر ان يقبلوا حكم اللّٰه؟‏

٥ ولكن لكي يستمر هذا الانسجام كان يجب على الزوجين البشريين الاولين ان يقبلا حق خالقهما في ادارة الشؤون البشرية.‏ اي انه كان يجب عليهما ان يقبلا سيادته.‏ ولماذا؟‏ أوَّلا،‏ لان ذلك كان لائقا.‏ فصانع ايّ شيء له الحق دون شك في ممارسة مقدار من السيطرة على ما يصنعه.‏ لقد انعكس هذا المبدأ في قوانين المِلكية طوال القرون.‏ وعلاوة على ذلك،‏ احتاج البشر الى قبول توجيه صانعهم بسبب هذه الحقيقة الحاسمة:‏ انهم لم يصمَّموا بالمقدرة على حكم انفسهم بنجاح بمعزل عن خالقهم،‏ تماما كما لا يقدرون على البقاء احياء ان لم يأكلوا،‏ يشربوا،‏ ويتنفسوا.‏ لقد اثبت التاريخ صحة الكتاب المقدس في القول:‏ «ليس للانسان طريقه.‏ ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وما دام البشر باقين ضمن الخطوط الارشادية التي وضعها لهم خالقهم،‏ تكون الحياة مستمرة،‏ ناجحة،‏ وسعيدة.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ اي نوع من الحرية منحه اللّٰه للبشر،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ اي اختيار سيئ صنعه الانسانان الاولان؟‏

٦ وكذلك خُلِق البشر ليكونوا عوامل حرة.‏ فلم يُصنعوا ليتجاوبوا كالانسان الآلي،‏ او يُجبَروا على فعل امور معيَّنة بدافع الغريزة بشكل رئيسي،‏ كالحيوانات او الحشرات.‏ إلا ان هذه الحرية كانت ستصير نسبية،‏ لا مطلقة.‏ وكان ينبغي ان تُمارَس بشعور بالمسؤولية،‏ ضمن حدود شرائع اللّٰه،‏ الشرائع العاملة للمنفعة العامة.‏ لاحظوا كيف يوضح الكتاب المقدس هذا المبدأ:‏ «كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد اللّٰه.‏» (‏١ بطرس ٢:‏١٦‏)‏ فبدون قانون يضبط العلاقات بين الناس،‏ تسود الفوضى،‏ وتتأثر حياة كل الاشخاص تأثُّرًا عكسيًّا.‏

٧ وهكذا،‏ فيما تكون الحرية النسبية مرغوبا فيها،‏ فإن الحرية المفرطة ليست كذلك.‏ فإذا أَعطَيت ولدًا حرية اكثر مما ينبغي،‏ فقد تقوده الى اللعب في شارع مزدحم،‏ او وضع يده على موقد ساخن.‏ والحرية الكاملة لاتِّخاذ جميع قراراتنا الخاصة دون ايّ اعتبار لتوجيه صانعنا،‏ يمكن ان تسبب كل انواع المشاكل.‏ هذه كانت الحال مع الانسانين الاولين.‏ فقد اختارا إساءة استعمال هبة الحرية التي لهما.‏ وقرَّرا خطأً ان يختلسا الاستقلال عن خالقهما وبالتالي ‹يكونا كاللّٰه.‏› وشعَرا بأنه في استطاعتهما ان يقرِّرا لانفسهما ما هو صواب وما هو خطأ.‏ —‏ تكوين ٣:‏٥ .‏

٨ ماذا حدث عندما انسحب آدم وحواء بعيدًا عن حكم اللّٰه؟‏

٨ عندما انسحب الانسانان الاولان بعيدًا عن توجيه خالقهما،‏ يمكن تشبيه ما حدث لهما بما يحدث لمروحة كهربائية عند سحب قابسها.‏ فالمروحة تشتغل ما دامت متصلة بمصدر للطاقة.‏ ولكنها تُبطئ عند قطع اتصالها وأخيرًا تتوقف كليا.‏ هذا ما حدث عندما انسحب آدم وحواء بعيدًا عن خالقهما،‏ «ينبوع الحياة.‏» (‏مزمور ٣٦:‏٩‏)‏ وبما انهما اختارا عمدًا مسلك الاستقلال عن صانعهما،‏ جعلهما يعرفان كامل معنى اختيارهما بتركهما وشأنهما.‏ وكما يذكر أحد مبادئ الكتاب المقدس:‏ «إن ترَكْتم [اللّٰه] يترككم.‏» (‏٢ أخبار الايام ١٥:‏٢‏)‏ وبدون القوة الداعمة من خالقهما،‏ أخذ العقل والجسم ينهاران تدريجيًّا.‏ ومع الوقت،‏ شاخا وماتا.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٩؛‏ ٥:‏٥ .‏

٩ كيف تأثَّر كل الجنس البشري بالاختيار السيئ للانسانين الاولين؟‏

٩ عندما اختار آدم وحواء الاستقلال عن صانعهما،‏ سقطا من الكمال.‏ كان ذلك قبل ان يُنجبا اولادًا.‏ ونتيجةً لذلك،‏ عندما انجبا الاولاد لاحقًا،‏ عكَس هؤلاء ما صار عليه الوالدان —‏ النقص.‏ ولذلك اصبح الانسانان الاولان كنموذج مَعيب.‏ وكل ما نتج منهما كان مَعيبًا ايضًا.‏ وهكذا نولد جميعًا ناقصين ونَرِث عَجْز الشيخوخة،‏ المرض،‏ والموت.‏ وهذا النقص،‏ الى جانب الانفصال عن الخالق وشرائعه،‏ فتح بوابات الحماقة البشرية.‏ فامتلأ تاريخ الجنس البشري أَلمًا،‏ أسًى،‏ مرضًا،‏ وموتًا.‏ —‏ مزمور ٥١:‏٥؛‏ رومية ٥:‏١٢ .‏

١٠ (‏أ)‏ اي تمرُّد وقع في الحيِّز الروحي؟‏ (‏ب)‏ كيف امكَن حدوث شيء كهذا؟‏

١٠ هل يعني ذلك ان الشر كله نشأَ من البشر؟‏ كلا،‏ فالأمر يشمل اكثر من ذلك.‏ ان خلق المخلوقات الذكية لم يقتصر على البشر.‏ فاللّٰه كان قد خلقَ في السموات مخلوقات روحانية لا تُحصَى.‏ (‏ايوب ٣٨:‏​٤،‏ ٧‏)‏ وكانوا هم ايضًا عوامل حرة،‏ وكذلك كان في وسعهم ان يختاروا في ما يتعلق بقبول توجيه خالقهم.‏ فاختار احد هؤلاء المخلوقات الروحانية امعان النظر في الرغبة في الاستقلال.‏ واستفحل طموحه الى حد دفعه الى تحدّي سلطة اللّٰه.‏ فقال لزوجة آدم،‏ حواء،‏ انه بإمكانهما كسر شريعة اللّٰه ومع ذلك،‏ كما أكَّد لها،‏ «لن تموتا.‏» (‏تكوين ٣:‏٤؛‏ يعقوب ١:‏​١٣-‏١٥‏)‏ لقد عَنَت اقواله انهما لا يحتاجان الى خالقهما لكي يحصلا على دوام الحياة والسعادة.‏ وقال،‏ في الواقع،‏ ان كسر الشريعة انما يحسِّن لهما الامور،‏ ممكِّنا اياهما ان يكونا كاللّٰه.‏ وهكذا أثار الريبة في صحة شرائع اللّٰه وألقى الشك في طريقة حكم اللّٰه لهما.‏ وفي الواقع،‏ ألقى الشك في حق خالقهما في الحكم.‏ ولسبب اساءة التمثيل هذه صار يدعى شيطانا،‏ ومعناها «مقاوِم،‏» و ابليسا،‏ التي تعني «مفتريا.‏» وطوال الـ‍ ٠٠٠‏,‏٦ سنة الماضية،‏ أثَّر موقف الشيطان هذا في الجنس البشري،‏ مروِّجا سياسة ‹سيطر او دمِّر.‏› —‏ لوقا ٤:‏​٢-‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩؛‏ رؤيا ١٢:‏٩ .‏

١١ لماذا لم يُبِد اللّٰه المتمردين في البداية؟‏

١١ ولكن،‏ لماذا لم يُهلِك اللّٰه كاسري الشريعة هؤلاء،‏ البشر والارواح على السواء،‏ في البداية؟‏ يكمن الجواب في واقع اثارة قضايا عميقة امام كل الخليقة الذكية.‏ واحدى القضايا شملت اسئلةً مثل:‏ هل يأتي الاستقلال عن سلطان اللّٰه بفوائد ابدية يومًا ما؟‏ هل من الافضل ان يوجِّه اللّٰه الناس،‏ ام من الافضل ان يوجِّه الانسان نفسَه؟‏ هل بإمكان البشر ان يحكموا هذا العالم بنجاح مستقلين عن خالقهم؟‏ وبالاختصار،‏ هل احتاج البشر حقًّا الى توجيه اللّٰه؟‏ تطلَّبت هذه الاسئلة أجوبةً لا يمكن ان تتوافر إلا بمُضِيّ الوقت.‏

لماذا كل هذا الوقت؟‏

١٢ لو تدخَّل اللّٰه في البداية،‏ بماذا كان يمكن اتهامه؟‏

١٢ ولكن،‏ لماذا سمح اللّٰه بمرور كل هذا الوقت قبل بتّ هذه الامور —‏ نحو ٠٠٠‏,‏٦ سنة الآن؟‏ ألم يكن ممكنا بتّها بتّا مُرْضيا منذ زمن بعيد؟‏ لو تدخَّل اللّٰه منذ زمن بعيد لأُدخلت التهمة بأن البشر لم يُعطَوا الوقت الكافي ليطوِّروا حكومةً فعَّالة والتِّقنيَّة اللازمة لجلب السلام والازدهار للجميع.‏ ولذلك عرف اللّٰه بحكمته ان بتّ القضايا التي أُثيرت يقتضي وقتًا.‏ فسمح بهذا الوقت.‏

١٣،‏ ١٤ ما هي نتائج الاستقلال عن اللّٰه؟‏

١٣ وعلى مرّ القرون،‏ جُرِّبت كل انواع الحكومات،‏ كل انواع الانظمة الاجتماعية،‏ وكل انواع الانظمة الاقتصادية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ حصل البشر على وقت كافٍ لتحقيق العديد من المُنجزات التكنولوجية،‏ بما في ذلك تسخير الذرَّة والسفر الى القمر.‏ وبأيَّة نتائج؟‏ هل أحدث هذا كله نوع العالم الذي هو بركة حقيقية للعائلة البشرية بكاملها؟‏

١٤ ان الوضع ابعد ما يكون عن ذلك.‏ فما من شيء جرَّبه البشر جلب السلام والسعادة الحقيقيين للجميع.‏ وبدلا من ذلك،‏ بعد كل هذا الوقت،‏ تصير الاحوال اكثر تقلقلا من ايّ وقت مضى.‏ فالجريمة،‏ الحرب،‏ تحطُّم العائلات،‏ الفقر،‏ والجوع تتلف بَلدًا بعد آخر.‏ ووجود الجنس البشري نفسه مُعرَّض للخطر.‏ فالصواريخ النووية ذات القوة التدميرية الهائلة تستطيع ابادة معظم الجنس البشري ان لم يكن كله.‏ ولذلك،‏ بالرغم من آلاف السنين من الجهد،‏ بالرغم من قرون عديدة من الخبرة البشرية للبناء عليها،‏ وبالرغم من بلوغ ذُرًى جديدة من التقدم التكنولوجي،‏ لا يزال الجنس البشري في صراع فاشل مع مشاكله الاساسية جدًّا.‏

١٥ ماذا حدث للارض نتيجةً لتمرُّد الانسان؟‏

١٥ وحتى الارض نفسها تأثرت بشكل عكسي.‏ فقد حوَّل جشع البشر وإهمالهم بعض المناطق الى صحارٍ بازالة الغابات الواقية.‏ والمواد الكيميائية وغيرها من الفضَلات قد لوَّثت الارض والبحر والهواء.‏ ان وصف الكتاب المقدس قبل ٠٠٠‏,‏٢ سنة لحالة الحياة على الارض هو اليوم أدق:‏ «كل الخليقة تئنّ وتتمخض معًا الى الآن.‏» —‏ رومية ٨:‏٢٢ .‏

ماذا أُثبت؟‏

١٦،‏ ١٧ ماذا أُثبِت مع مرور كل هذا الوقت؟‏

١٦ ماذا أَثبتت الحوادث بلا شك خلال كل هذا الوقت؟‏ أن الحكم البشري المستقلّ عن خالق الانسان غير مُرضٍ.‏ وقد تَبيَّن بوضوح ان الإدارة الناجحة لشؤون الارض مستحيلةٌ بمعزل عن صانع الانسان.‏ ويستمر التاريخ في تأكيد تقييم الكتاب المقدس الصريح لمساعي الحكم البشرية اذ يقول:‏ «يتسلط انسانٌ على انسان لضرر نفسه.‏» —‏ جامعة ٨:‏٩ .‏

١٧ كم تكون المساعي البشرية مفجعة عند مقارنتها بالنظام والدقة الموجودين في الكون الذي ترشده قوانين خالقه!‏ ومن الواضح ان البشر يحتاجون هم ايضًا الى هذا النوع من الارشاد في ادارة شؤونهم،‏ لأن تجاهل اشراف اللّٰه كان مفجعا.‏ حقًّا،‏ لقد تَبرهَن الى الابد اننا نحتاج الى توجيه اللّٰه تماما كما نحتاج الى الهواء والماء والغذاء.‏ —‏ متى ٤:‏٤ .‏

١٨ كيف زوَّد السماحُ بالوقت لبتّ المسائل سابقةً دائمة للمستقبل؟‏

١٨ وأيضًا،‏ بسماحه بوقتٍ كافٍ لبتّ القضايا المتعلقة بالحكم البشري،‏ اقام اللّٰه سابقة دائمة للمستقبل.‏ ويمكن تشبيه ذلك بقضية اساسية امام محكمة عُليا.‏ فالقضية بُتَّت الى الأبد:‏ الحكم البشري بمعزل عن اللّٰه لا يمكن ان يأتي بأحوال مرغوب فيها على الارض.‏ وهكذا،‏ في المستقبل،‏ اذا تحدَّى ايّ عامل حرّ طريقة اللّٰه لفعل الامور،‏ فلن يكون ضروريا السماح بآلاف السنين الاضافية لمحاولة اثبات زعمه.‏ فكل ما يلزم اثباته قد أُثبت في هذه الفترة من نحو ٠٠٠‏,‏٦ سنة التي سمح بها اللّٰه.‏ ولذلك،‏ طوال ابدية الوقت امامنا،‏ لن يُسمح ثانيةً ابدًا لأيّ متمرد بأن يفسد السلام وسعادة الحياة على الارض،‏ او بأن يعرقل سلطان اللّٰه في ايّ مكان آخر من الكون.‏ وكما يصرِّح الكتاب المقدس مشدِّدا:‏ «لا يقوم الضيق مرَّتين.‏» —‏ ناحوم ١:‏٩ .‏

حلُّ اللّٰه

١٩ ما هو حل اللّٰه لمشكلة الشر؟‏

١٩ وهكذا،‏ يزوِّد الكتاب المقدس شرحًا معقولا لوجود الالم في عالم خلقه اللّٰه.‏ وأيضًا يُظهر الكتاب المقدس بوضوح ان الوقت قريب حين يستخدم اللّٰه قدرته الكلِّية لإزالة مسبِّبي الالم.‏ تصرِّح الامثال ٢:‏​٢١،‏ ٢٢‏:‏ «لأنَّ المستقيمين يسكنون الارض والكاملين يبقون فيها.‏ أما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصلون منها.‏» أجل،‏ ‹سيهلك اللّٰه اولئك الذين يهلكون الارض.‏› (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ وأيضًا سيشمل ذلك اخيرًا إزالة الشيطان ابليس.‏ (‏رومية ١٦:‏٢٠‏)‏ لن يسمح اللّٰه للاشرار بإفساد خليقته الجميلة،‏ الارض،‏ وقتًا أطول.‏ فسيُستأصَل كل مَن لا يتكيَّف وفق شرائعه.‏ وفقط الذين يفعلون مشيئة اللّٰه سيبقون أحياء.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏​١٥-‏١٧‏)‏ انت لا تزرع بستانًا من الزهور في بقعة من الاعشاب الضارة،‏ ولا تضع الدجاج والثعالب في القفص نفسه.‏ وكذلك فان اللّٰه عندما يردّ الفردوس للبشر الابرار،‏ لن يسمح في الوقت نفسه للمخرِّبين بأن يعيثوا في الارض فسادا.‏

٢٠ كيف سيُمحَى ألم الماضي؟‏

٢٠ وبينما كان الالم طوال القرون موجعًا جدًّا لضحاياه،‏ فقد خدم قصدًا جيدًا.‏ ويمكن تشبيه ذلك بسماحك بعملية جراحية مؤلمة لولدك،‏ تقويمًا لمشكلة صحِّية كبيرة.‏ فالفوائد الطويلة الأمَد تفوق كثيرا ايّ ألم وقتي.‏ واضافةً الى ذلك،‏ فإن المستقبل الذي قصده اللّٰه لهذه الارض وللبشر عليها سيُنسِي الماضي وأحماله:‏ «لا تُذكر الاولى ولا تخطر على بال.‏» (‏اشعياء ٦٥:‏١٧‏)‏ وهكذا فان كل الالم الذي اختبره البشر سيُمحَى اخيرًا من ذاكرة العائشين عندما يسود حكم اللّٰه الارض بكاملها.‏ وفي ذلك الحين لن تفسح الافراح مجالا لذكريات الماضي الرديئة،‏ اذ «يمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الاولى قد مضت.‏ وقال الجالس على العرش ها انا اصنع كل شيء جديدا.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏​٤،‏ ٥ .‏

٢١ اية فرصة ستُمنح حتى للاموات؟‏

٢١ تحدَّث يسوع المسيح عن هذا النظام الجديد القادم بصفته «التجديد.‏» (‏متى ١٩:‏٢٨‏)‏ حينئذٍ سيتعلَّم ضحايا الالم والموت السابقون ان اللّٰه يهتم بهم،‏ لان ذلك العصر سيشهد ايضًا الخلق الحرفي من جديد للاموات في المدفن.‏ قال يسوع:‏ «جميع الذين في القبور» التذكارية سيخرجون في قيامة للحياة على الارض.‏ (‏يوحنا ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وبهذه الطريقة،‏ سيُمنح الاموات ايضًا فرصة الخضوع لحكم اللّٰه البار ونيل امتياز العيش الى الأبد «في الفردوس،‏» كما دعاه يسوع.‏ —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣ .‏

٢٢ اية حالة تُرَدّ الى عالَم الحيوان؟‏

٢٢ حتى عالَم الحيوان سيكون في سلام.‏ ويقول الكتاب المقدس ان «الذئب والحمل يرعيان معًا والاسد يأكل التبن كالبقر،‏» وحتى «صبي صغير يسوقها.‏» والحيوانات ‹لا تؤذي ولا تضرّ› بعضها بعضًا او البشر في نظام اللّٰه الجديد.‏ —‏ اشعياء ١١:‏​٦-‏٩؛‏ ٦٥:‏٢٥ .‏

٢٣ الى اية حالة ستصل كل خليقة اللّٰه؟‏

٢٣ وهكذا،‏ من كل ناحية،‏ كما تذكر رومية ٨:‏​٢١‏،‏ «الخليقة نفسها ايضًا ستُعتَق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد اللّٰه.‏» ومع الوقت،‏ ستصبح الارض فردوسًا يسكنه اناس كاملون —‏ اناس احرار من المرض والحزن والموت.‏ وسيكون الالم الى الأبد شيئا من الماضي.‏ وجميع اوجه خليقة اللّٰه الارضية ستصير على انسجام تام مع قصده،‏ مما يزيل اللطخة البشعة التي افسدت كونه آلاف السنين.‏

٢٤ اي سؤال يمكن طرحه بخصوص الكتاب المقدس؟‏

٢٤ هكذا يشرح الكتاب المقدس سماح اللّٰه بالالم،‏ وما سيفعله لحلّ المشكلة.‏ ومع ذلك،‏ قد يسأل البعض:‏ ‹كيف أعرف انه يمكنني ان أَثِق حقًّا بما يقوله الكتاب المقدس؟‏›‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ١٨٨]‏

يسأل كثيرون:‏ ‹ان كان هنالك اله،‏ فلماذا يسمح بهذا كله؟‏›‏

‏[النبذة في الصفحة ١٩٠]‏

لم يُخلق البشر ليحكموا انفسهم بنجاح بمعزل عن خالقهم

‏[النبذة في الصفحة ١٩٠]‏

كانت الحرية ستصير نسبية،‏ لا مطلقة

‏[النبذة في الصفحة ١٩٢]‏

التأمل في الخطإ يمكن ان يجعل المرء يرتكب الخطأ

‏[النبذة في الصفحة ١٩٣]‏

بتّ القضايا التي أُثيرت بتًّا تامًّا يقتضي وقتًا

‏[النبذة في الصفحة ١٩٤]‏

‏«كل الخليقة تئنّ وتتمخض معًا الى الآن»‏

‏[النبذة في الصفحة ١٩٦]‏

لن يسمح الخالق للاشرار بإفساد ارضه الجميلة وقتًا أطول

‏[النبذة في الصفحة ١٩٨]‏

من كل ناحية،‏ «الخليقة نفسها ايضًا ستُعتَق من عبودية الفساد»‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨٩]‏

كان للانسانين الاولين امل العيش الى الأبد على ارض فردوسية

‏[الصور في الصفحة ١٩١]‏

كما تُبطئ المروحة وتتوقف عند قطع اتصالها الكهربائي،‏ كذلك فان آدم وحواء شاخا وماتا بعد ما انسحبا بعيدًا عن ينبوع حياتهما

‏[الصور في الصفحة ١٩٤]‏

بعد كل هذه القرون،‏ تصير احوال العالم اكثر تهديدًا من ايّ وقت مضى

‏[الصورة في الصفحة ١٩٥]‏

بسماحه بوقتٍ كافٍ للاجابة عن الاسئلة اقام اللّٰه سابقة للمستقبل،‏ كقرار اساسي لمحكمة عُليا

‏[الصورة في الصفحة ١٩٧]‏

كل الالم الذي اختبره الناس سابقا،‏ ستمحوه الافراح في نظام اللّٰه الجديد