الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ماذا يقول سفر التكوين؟‏

ماذا يقول سفر التكوين؟‏

الفصل ٣

ماذا يقول سفر التكوين؟‏

١ (‏أ)‏ ما الهدف من هذه المناقشة لسفر التكوين،‏ وماذا يجب تذكُّره؟‏ (‏ب)‏ كيف تغطَّى الحوادث في الاصحاح الاول لسفر التكوين؟‏

كما في الامور الاخرى التي يُساء تمثيلها او فهمها،‏ يستحق الاصحاح الاول من الكتاب المقدس محاكمة منصفة على الاقل.‏ والمطلوب هو ان نستقصي ونحدِّد إن كان منسجمًا مع الوقائع المعروفة،‏ لا ان نصوغه كي يلائم قالبًا نظريًّا.‏ ويجب ان نتذكَّر ايضا ان رواية التكوين لم تُكتب لتظهر «كيف» وقع الخلق.‏ انها،‏ بالاحرى،‏ تغطّي الحوادث الرئيسية بطريقة تدريجية،‏ واصفةً الاشياء التي شُكِّلت وترتيب تشكيلها والفاصل الزمني،‏ او «اليوم،‏» الذي فيه ظهر كل منها للمرة الاولى.‏

٢ (‏أ)‏ من وجهة نظر مَن توصَف حوادث التكوين؟‏ (‏ب)‏ كيف يدل على ذلك وصف الانوار؟‏

٢ عند فحص رواية التكوين،‏ يساعدنا ان نتذكَّر انها تباشر معالجة الامور من وجهة نظر الناس على الارض.‏ فهي تصف الحوادث كما يراها مراقبون بشر لو وُجدوا.‏ ويمكن ان يلاحَظ ذلك من معالجتها الحوادث في «اليوم» الرابع لسفر التكوين.‏ هنا توصف الشمس والقمر كنورين عظيمين بالمقارنة مع النجوم.‏ إلا ان هنالك نجومًا عديدة أعظم بكثير من شمسنا،‏ والقمر زهيد بالمقارنة معها.‏ ولكنَّ الامر يختلف بالنسبة الى المراقِب الارضي.‏ فالشمس تبدو،‏ كما تُرى من الارض،‏ «النور الاكبر لحُكم النهار» والقمر «النور الاصغر لحُكم الليل.‏» —‏ تكوين ١:‏​١٤-‏١٨‏.‏

٣ كيف توصَف الارض قبل «اليوم» الاول؟‏

٣ يدل الجزء الاول من سفر التكوين على احتمال وجود الارض لبلايين السنين قبل «اليوم» الاول لسفر التكوين،‏ رغم انه لا يحدِّد طول الفترة.‏ إلا انه يصف الحالة التي كانت عليها الارض قبيل ابتداء ذلك «اليوم» الاول:‏ «وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح اللّٰه يرفّ على وجه المياه.‏» —‏ تكوين ١:‏٢ .‏

كم هو طول «اليوم» في سفر التكوين؟‏

٤ اي دليل هنالك في رواية الخلق نفسها على ان الكلمة «يوم» لا تعني مجرد فترة من ٢٤ ساعة؟‏

٤ يعتقد كثيرون ان كلمة «يوم» المستعملة في الاصحاح ١ من سفر التكوين تعني ٢٤ ساعة.‏ إلا انه في تكوين ١:‏٥ يقال ان اللّٰه نفسه يقسِّم اليوم الى فترة زمنية أصغر،‏ داعيا الجزء المنوَّر وحده «يوما» (‏نهارا)‏.‏ وفي تكوين ٢:‏٤ تُدعَى جميع الفترات الخَلقية ‏«يومًا» واحدًا:‏ ‏«هذه مبادئ السموات والارض حين خُلقت.‏ يوم ‏[جميع الفترات الخَلقية الست] عمل الرب الإله الارض والسموات.‏»‏

٥ ما هو احد معاني الكلمة العبرانية «يوم» مما يدل على انه يمكن ان يُفهم منها فترات اطول؟‏

٥ ان الكلمة العبرانية يوم،‏ كالعربية،‏ يمكن ان تعني فترات متفاوتة الطول.‏ وبين المعاني الممكنة،‏ تدرِج دراسة كلمات العهد القديم لوليم ويلسون ما يلي:‏ «يوم؛‏ كثيرًا ما تُستعمل للوقت عامةً،‏ او لفترة طويلة من الوقت؛‏ فترة كاملة قيد البحث .‏ .‏ .‏ وتُستعمل كلمة يوم ايضا للاشارة الى فصل او زمن معيَّن يقع فيه حدث فوق العادة.‏»‏١ ويبدو ان هذه الجملة الاخيرة تنطبق على «ايام» الخلق،‏ اذ كانت بالتأكيد فترات وُصف فيها وقوع احداث فوق العادة.‏ وهي تسمح ايضا بفترات اطول بكثير من ٢٤ ساعة.‏

٦ لماذا استعمال «مساء» و «صباح» لا يحصر «اليوم» بالضرورة في ٢٤ ساعة؟‏

٦ يستعمل الاصحاح ١ من سفر التكوين كلمتي «مساء» و «صباح» في ما يتعلق بفترات الخلق.‏ ألا يدلّ ذلك على ان طولها كان ٢٤ ساعة؟‏ ليس بالضرورة.‏ فكثيرًا ما يشير الناس في بعض الاماكن الى مدى عُمر الانسان بأنه «يومه.‏» فيتكلمون عن «يوم ابي» او «يوم شيكسپير.‏» وقد يقسِّمون «يوم» مدى العمر هذا،‏ قائلين «في صباح [او فجر] حياته» او «في مساء [او شفق] حياته.‏» وهكذا فان ‹المساء والصباح› في سفر التكوين الاصحاح ١ لا يحصران المعنى في ٢٤ ساعة حرفية.‏

٧ اية استعمالات اخرى تظهر ان «اليوم» يمكن ان يكون طوله اكثر من ٢٤ ساعة؟‏

٧ و «اليوم» كما يُستعمل في الكتاب المقدس يمكن ان يشمل الصيف والشتاء،‏ تعاقب الفصول.‏ (‏زكريا ١٤:‏٨‏)‏ ويشمل «يوم الحصاد» اياما عديدة.‏ (‏قارنوا امثال ٢٥:‏١٣ وتكوين ٣٠:‏١٤ .‏)‏ وتُشبَّه ألف سنة بيوم.‏ (‏مزمور ٩٠:‏٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏​٨،‏ ١٠‏)‏ ويستغرق «يوم الدين» سنوات عديدة.‏ (‏متى ١٠:‏١٥؛‏ ١١:‏​٢٢-‏٢٤‏)‏ فيبدو معقولا ان «ايام» سفر التكوين يمكن بالطريقة عينها ان تشمل فترات زمنية طويلة —‏ آلاف السنين.‏ فماذا حدث في اثناء تلك العصور الخَلقية؟‏ هل رواية الكتاب المقدس عنها علمية؟‏ اليكم مراجعة لهذه «الايام» كما يَرويها سفر التكوين.‏

‏«اليوم» الاول

٨،‏ ٩ ماذا كان في «اليوم» الاول،‏ وهل يقول سفر التكوين ان الشمس والقمر خُلِقا في ذلك الوقت؟‏

٨ ‏«ليكن نور فكان نور.‏ ودعا اللّٰه النور نهارًا والظلمة دعاها ليلًا.‏ وكان مساء وكان صباح يومًا واحدًا.‏» —‏ تكوين ١:‏​٣،‏ ٥ .‏

٩ طبعًا،‏ كانت الشمس والقمر في الفضاء الخارجي لوقت طويل قبل هذا «اليوم» الاول،‏ ولكنَّ نورهما لم يبلغ سطح الارض ليراه المراقِب الارضي.‏ ومن الواضح ان النور صار الآن مرئيا على الارض في هذا «اليوم» الاول،‏ فأخذَت الارض الدوّارة تنعم بتعاقب النهار والليل.‏

١٠ بأية طريقة يمكن ان يكون هذا النور قد اتى،‏ وأي نوع من النور يُشار اليه؟‏

١٠ ويبدو ان النور اتى بطريقة تدريجية امتدت فترة طويلة من الزمن،‏ لا فورًا كما عندما تضيئون مصباحا كهربائيا.‏ ونقل سجل التكوين للمترجم ج.‏ و.‏ واتس يظهر ذلك اذ يقول:‏ «وتدريجيا اتى النور الى الوجود.‏» (‏ترجمة متميِّزة للتكوين‏)‏ كان هذا النور من الشمس،‏ ولكنَّ الشمس نفسها لم تكن رؤيتها ممكنة من خلال تلبُّد السحب.‏ ولذلك كان النور الذي بلغ الارض «نورًا منتثرا،‏» كما يدل على ذلك تعليق على العدد ٣ في الكتاب المقدس المؤكَّد لرذرهام.‏ —‏ انظروا الحاشية ب للعدد ١٤ ‏.‏

‏«اليوم» الثاني

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ ماذا يوصَف عن «اليوم» الثاني؟‏ (‏ب)‏ كيف أُسيئَت احيانًا ترجمة الكلمة العبرانية لهذه المرحلة،‏ وماذا تعني بالحقيقة؟‏

١١ ‏«ليكن (‏فضاء)‏ في وسط المياه.‏ وليكن فاصلا بين مياه ومياه.‏ فعمل اللّٰه (‏الفضاء)‏ وفصل بين المياه التي تحت (‏الفضاء)‏ والمياه التي فوق (‏الفضاء)‏.‏ وكان كذلك.‏ ودعا اللّٰه (‏الفضاء)‏ سماء.‏» —‏ تكوين ١:‏​٦-‏٨ .‏

١٢ تستعمل بعض الترجمات عبارة «القبَّة الزرقاء» بدلا من «الفضاء.‏» ومنها قُدِّمت الحجة ان رواية التكوين استعارت من اساطير الخلق التي تصوِّر هذه «القبَّة الزرقاء» كقبَّة معدنية.‏ ولكن،‏ حتى ترجمة الملك جيمس للكتاب المقدس التي تستعمل «القبَّة الزرقاء،‏» تذكر «الاتساع» في الحاشية.‏ ذلك لان الكلمة العبرانية رقيع المترجمة «فضاء» تعني ان يَمدَّ او يَبسط او يوسِّع.‏

١٣ ربما بدا الفضاء وكأنما حدث اي شيء؟‏

١٣ تقول رواية التكوين ان اللّٰه عمل ذلك،‏ ولكنها لا تقول كيف.‏ ومهما كانت الطريقة التي حدث بها الانفصال الموصوف،‏ فقد بدَت «المياه التي فوق» وكأنها دُفعت عاليًا عن الارض.‏ وأمكن القول لاحقًا بأن الطير يطير في «(‏فضاء)‏ السماء،‏» كما ورد في تكوين ١:‏٢٠ .‏

‏«اليوم» الثالث

١٤ كيف يُوصَف «اليوم» الثالث؟‏

١٤ ‏«لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد ولتظهر اليابسة.‏ وكان كذلك.‏ ودعا اللّٰه اليابسة ارضًا.‏ ومجتمع المياه دعاه بحارًا.‏» (‏تكوين ١:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وكالعادة،‏ لا تصف الرواية كيف جرى ذلك.‏ ولا شك ان تشكيل اليابسة استلزم حركات ارضية هائلة.‏ ويفسِّر الجيولوجيون مثل هذه النتوءات الكبرى بالقول انها نظرية الكوارث catastrophism‏.‏ أما سفر التكوين فيدل ان خالقًا ادارها وضبطها.‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ اية نقاط أُثيرت لايوب عن الارض؟‏ (‏ب)‏ الى اي عمق تمتد جذور القارات والجبال،‏ وماذا يشبَّه بـ‍ «حجر زاوية» للارض؟‏

١٥ وفي رواية الكتاب المقدس حيث يوصف اللّٰه بأنه يسأل ايوب عن معرفته عن الارض،‏ تُوصَف مجموعة متنوعة من التطورات الخاصة بتاريخ الارض:‏ قياساتها،‏ كُتَل سحابها،‏ بحارها وكيف كانت اليابسة تحُدّ امواجها —‏ امور عديدة عموما عن الخلق تستغرق فترات زمنية طويلة.‏ وبين هذه الامور،‏ اذ يقارن الارض ببناء،‏ يقول الكتاب المقدس ان اللّٰه سأل ايوب:‏ «على ايّ شيء قرَّت قواعدها او مَن وضع حجر زاويتها.‏» —‏ ايوب ٣٨:‏٦ .‏

١٦ وبشكل مثير للاهتمام،‏ ان قشرة الارض،‏ مثل «قواعد،‏» هي اثخن بكثير تحت القارات واكثر ايضًا تحت سلاسل الجبال،‏ منغرسة عميقا في غلاف الارض mantle التحْتي كجذور شجرة في التربة.‏ يقول جيولوجيا پوتنام:‏ ‏«ان الفكرة بأن للجبال والقارات جذورا قد اختُبرت مرارًا وتكرارًا،‏ وأُثبِتت صحتها.‏»‏٢ ان ثخانة القشرة المحيطية هي فقط ٥ اميال تقريبًا،‏ ولكنَّ الجذور القارية يمتدّ عمقها الى ٢٠ ميلا تقريبًا وجذور الجبال تتغلغل نحو ضعف ذلك.‏ وكل طبقات الارض تضغط نحو الداخل على لب الارض من جميع الاتجاهات،‏ جاعلةً اياه شبيها بـ‍ «حجر زاوية» داعم كبير.‏

١٧ ما هو الشيء المهم في ما يتعلق بظهور اليابسة؟‏

١٧ ومهما كانت الوسائل المستعملة لإبراز اليابسة،‏ فالنقطة المهمة هي:‏ الكتاب المقدس والعِلم كلاهما يُقرّان بأن ذلك احدى المراحل في تشكيل الارض.‏

نبات الارض في ‏«اليوم» الثالث

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ اي شيء آخر ظهر في «اليوم» الثالث اضافةً الى اليابسة؟‏ (‏ب)‏ ماذا لا تفعله رواية سفر التكوين؟‏

١٨ وتضيف رواية الكتاب المقدس:‏ «لتُنبت الارض عُشبًا وبقلا يبزر بزرًا وشجرًا ذا ثمر يعمل ثمرًا كجنسه بزره فيه على الارض.‏ وكان كذلك.‏» —‏ تكوين ١:‏١١ .‏

١٩ وهكذا،‏ بحلول نهاية فترة الخلق الثالثة هذه،‏ كانت قد خُلقت ثلاثة اصناف كبيرة من نبات الارض.‏ وحينذاك كان النور المنتثر قد قوِيَ بما فيه الكفاية لعملية التخليق الضوئي photosynthesis الضرورية للنبات الاخضر.‏ وبالمناسبة،‏ فالرواية هنا لا تذكر كل «جنس» ظهر من النبات.‏ فالعضويات المجهرية والنباتات المائية وغيرها لا تُسمَّى على وجه التخصيص،‏ ولكن يُرجَّح انها خُلقت في هذا «اليوم.‏»‏

‏«اليوم» الرابع

٢٠ اية تقسيمات في الوقت صارت ممكنة بظهور الانوار في الفضاء؟‏

٢٠ ‏«لتكن انوارٌ في (‏فضاء)‏ السماء لتفصل بين النهار والليل.‏ وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين.‏ وتكون انوارًا في (‏فضاء)‏ السماء لتنير على الارض.‏ وكان كذلك.‏ فعمل اللّٰه النورين العظيمين.‏ النور الاكبر لحُكم النهار والنور الاصغر لحُكم الليل.‏ والنجوم.‏» —‏ تكوين ١:‏​١٤-‏١٦؛‏ مزمور ١٣٦:‏​٧-‏٩ .‏

٢١ كيف اختلف نور «اليوم» الرابع عن نور «اليوم» الاول؟‏

٢١ سابقًا،‏ في «اليوم» الاول،‏ استُعملت العبارة «ليكن نور.‏» والكلمة العبرانية المستعملة هناك لكلمة «نور» هي أُور،‏ وتعني النور بصورة عامة.‏ أما في «اليوم» الرابع فتتغيَّر الكلمة العبرانية الى مأُور،‏ التي تعني مصدر النور.‏ يقول رذرهام في حاشية عن «انوار» في الكتاب المقدس المؤكَّد‏:‏ «في العدد ٣‏،‏ أُور،‏ النور المنتثر.‏» ثم يمضي مظهرا ان الكلمة العبرانية مأُور في العدد ١٤ تعني شيئا «ينتج النور.‏» فمن الواضح ان النور المنتثر تغلغل في الاقمطة في «اليوم» الاول،‏ غير ان المراقِب الارضي لم يكن في وسعه ان يرى مصادر هذا النور بسبب طبقات السحب التي كانت لا تزال تغلِّف الارض.‏ أما الآن،‏ في هذا «اليوم» الرابع،‏ فيبدو ان الامور تغيَّرت.‏

٢٢ اي تحسُّن في «اليوم» الرابع يمكن ان يكون قد ساهم في قدوم الحياة الحيوانية؟‏

٢٢ ربما سبَّب الجو الغني اصلا بثاني اكسيد الكربون مناخًا حارًّا حول الارض.‏ ولكنَّ النموّ الوافر للنبات خلال فترتي الخلق الثالثة والرابعة كان سيمتصّ شيئًا من هذا الدثار الحاجز الحرارة لثاني اكسيد الكربون.‏ والنباتات بدورها كانت ستطلق الاكسجين —‏ مطلب للحياة الحيوانية.‏

٢٣ اية تغييرات كبرى موصوفة لهذا الوقت؟‏

٢٣ والآن،‏ لو كان هنالك مراقِب ارضي لاستطاع ادراك الشمس والقمر والنجوم،‏ التي «تكون لآيات وأوقات وأيام وسنين.‏» (‏تكوين ١:‏١٤‏)‏ فكان القمر سيدل على مرور الأشهر القمرية والشمس على مرور السنين الشمسية.‏ ولا ريب في ان ما «كان» الآن من فصول في هذا «اليوم» الرابع كان ألطف بكثير مما اصبحت عليه في ما بعد.‏ —‏ تكوين ١:‏١٥؛‏ ٨:‏​٢٠-‏٢٢ .‏

‏«اليوم» الخامس

٢٤ اية اجناس من المخلوقات قيل انها ظهرت في «اليوم» الخامس،‏ وضمن اية حدود كانت ستتكاثر؟‏

٢٤ ‏«لتفِض المياه زحّافات (‏من انفس)‏ حية وليطِر طير فوق الارض على وجه (‏فضاء)‏ السماء.‏ فخلق اللّٰه التنانين العظام وكل (‏الانفس)‏ الحية الدبَّابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه.‏» —‏ تكوين ١:‏​٢٠،‏ ٢١ .‏

٢٥ ماذا دُعيت المخلوقات التي ظهرت في «اليوم» الخامس؟‏

٢٥ وجدير بالملاحظة ان المخلوقات غير البشرية التي كانت المياه ستفيض بها تُدعى ‹انفسًا حية.‏› وهذا التعبير ينطبق ايضا على ما يطير من «طير فوق الارض على وجه (‏فضاء)‏ السماء.‏» ويشمل ايضا اشكال الحياة البحرية والجوِّية،‏ كالحيوانات البحرية الضخمة التي وجد العلماء بقايا احافيرها في الآونة الاخيرة.‏

‏«اليوم» السادس

٢٦-‏٢٨ ماذا حدث في «اليوم» السادس،‏ وماذا كان لافتا للنظر بشأن العمل الخلقي الاخير؟‏

٢٦ ‏«لتُخرج الارض (‏انفسًا)‏ حية كجنسها.‏ بهائم ودبَّابات ووحوش ارض كأجناسها.‏ وكان كذلك.‏» —‏ تكوين ١:‏٢٤ .‏

٢٧ وهكذا،‏ في «اليوم» السادس،‏ ظهرت حيوانات البرّ المتميِّزة بأنها حيوانات برِّية وحيوانات أليفة.‏ ولكنَّ هذا «اليوم» الاخير لم ينتهِ.‏ فكان «جنس» اخير لافت للنظر سيأتي:‏

٢٨ ‏«وقال اللّٰه نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.‏ فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبَّابات التي تدبّ على الارض.‏ فخلق اللّٰه الانسان على صورته.‏ على صورة اللّٰه خلقه.‏ ذكرًا وأُنثى خلقهم.‏» —‏ تكوين ١:‏​٢٦،‏ ٢٧ .‏

٢٩،‏ ٣٠ كيف يمكن ان يُفهَم الفرق بين الاصحاح ٢ والاصحاح ١ من سفر التكوين‏؟‏

٢٩ ومن الواضح ان الاصحاح ٢ من سفر التكوين يضيف بعض التفاصيل.‏ غير انه ليس،‏ كما استنتج البعض،‏ رواية خلق اخرى تتضارب مع تلك التي للاصحاح ١ ‏.‏ فهو يتابع الحديث عند نقطة معيَّنة في «اليوم» الثالث بعد ظهور اليابسة،‏ ولكن قبل خلق نبات الارض،‏ مضيفا تفاصيل وثيقة الصلة بقدوم البشر —‏ آدم النفس الحيّة،‏ موطنه الفردوسي،‏ عدن،‏ والمرأة حواء،‏ زوجته.‏ —‏ تكوين ٢:‏​٥-‏٩،‏ ١٥-‏١٨،‏ ٢١،‏ ٢٢ .‏

٣٠ يُقدَّم ما سبق لمساعدتنا على فهم ما يقوله سفر التكوين.‏ وهذه الرواية الواقعية تمامًا تدل على ان عملية الخلق استمرت طوال فترة تتألف،‏ لا من مجرد ١٤٤ ساعة (‏٦×٢٤)‏،‏ بل من آلاف عديدة من السنين.‏

كيف عرف سفر التكوين؟‏

٣١ (‏أ)‏ كيف يُسيء البعض تمثيل رواية سفر التكوين؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهر ان مجادلاتهم غير صحيحة؟‏

٣١ يصعُب على كثيرين قبول رواية الخلق هذه.‏ فيجادلون بأنها مستمدَّة من اساطير الخلق للشعوب القديمة،‏ وعلى الاخص تلك التي لبابل القديمة.‏ ولكن،‏ كما لاحظ‍ احد القواميس الحديثة للكتاب المقدس:‏ «لم توجد بعدُ،‏ اسطورة تشير بوضوح الى خلق الكون» والاساطير «يسِمُها تعدُّد الآلهة والتصارع في ما بينها من اجل السيادة في تباين ملحوظ مع التوحيد العبراني في [التكوين] ١-‏٢ .‏»‏٣ وفي ما يتعلق بخرافات الخلق البابلية،‏ صرّح القيِّمون على المتحف البريطاني:‏ «ان المفاهيم الاساسية للروايتَين البابلية والعبرانية مختلفة من حيث الجوهر.‏»‏٤

٣٢ كيف ظهر ان رواية الخلق في سفر التكوين سليمة علميًّا؟‏

٣٢ مما بحَثناه،‏ تَبرز رواية سفر التكوين كوثيقة سليمة علميًّا.‏ فهي تكشف عن الفئات الكبرى للنباتات والحيوانات،‏ بأنواعها الكثيرة،‏ متكاثرة «كأجناسها» فقط.‏ وسجل الاحافير يؤَكِّد ذلك.‏ وفي الواقع،‏ انه يدل على ان كل «جنس» ظهر فجأة،‏ دون اشكال انتقالية حقيقية تربطه بأي «جنس» سابق،‏ كما تقتضيه نظرية التطور.‏

٣٣ من اين فقط يمكن ان تكون قد اتت المعلومات في رواية الخلق في سفر التكوين؟‏

٣٣ ان كل معرفة حكماء مصر لم تكن قادرة على تزويد موسى،‏ كاتب سفر التكوين،‏ بأي مفتاح لعملية الخلق.‏ وأساطير الخلق للشعوب القديمة لم تكن تشبه اطلاقًا ما كتبه موسى في سفر التكوين.‏ فأين،‏ اذًا،‏ تعلّم موسى كل هذه الاشياء؟‏ على ما يتضح،‏ من شخص كان موجودًا آنذاك.‏

٣٤ اي خط آخر للدليل يؤكِّد سلامة الحوادث الموجزة في سفر التكوين؟‏

٣٤ يقدم علم الاحتمال في الرياضيات برهانا مدهشا على ان رواية الخلق في سفر التكوين لا بد انها اتت من مصدر عارف بالحوادث.‏ فالرواية تدرج ١٠ مراحل كبيرة بهذا الترتيب:‏ (‏١)‏ بداية؛‏ (‏٢)‏ ارض بدائية في ظلام ومغطَّاة بالغازات الثقيلة والماء؛‏ (‏٣)‏ نور؛‏ (‏٤)‏ فضاء او جوّ؛‏ (‏٥)‏ مساحات كبيرة من اليابسة؛‏ (‏٦)‏ نبات البرّ؛‏ (‏٧)‏ الشمس والقمر والنجوم تدرَك في الفضاء،‏ والفصول تبتدئ؛‏ (‏٨)‏ حيوانات البحر الضخمة والطيور؛‏ (‏٩)‏ الوحوش والحيوانات الاليفة،‏ الثدييّات؛‏ (‏١٠)‏ الانسان.‏ يوافق العِلم على ان هذه المراحل تعاقبت بهذا الترتيب العام.‏ فما هي احتمالات ان يخمِّن فقط كاتب سفر التكوين هذا الترتيب؟‏ انها كما لو انك التقَطْت عشوائيا الارقام ١ الى ١٠ من صندوق وسحَبْتها بترتيب متوالٍ.‏ فاحتمالات فعلك ذلك في المحاولة الاولى هي ١ من ٨٠٠‏,‏٦٢٨‏,‏٣!‏ ولذلك ليس واقعيا القول بأن الكاتب ادرج مصادفةً الحوادث الآنفة الذكر بالترتيب الصحيح دون الحصول على الوقائع من مكان ما.‏

٣٥ اي سؤالين ينشأان،‏ وأين ستناقَش الأجوبة؟‏

٣٥ ولكنَّ نظرية التطور لا تقِرّ بوجود خالق كان هناك،‏ عرف الوقائع واستطاع اعلانها للبشر.‏ وبدلا من ذلك،‏ فانها تنسب ظهور الحياة على الارض الى التولُّد التلقائي للعضويات الحية من المواد الكيميائية الجامدة.‏ ولكن هل تستطيع تفاعلات كيميائية غير موجَّهة ان تخلق حياةً بالاعتماد على مجرد الصدفة؟‏ وهل العلماء انفسهم مقتنعون بأن ذلك يمكن حدوثه؟‏ اقرأوا،‏ من فضلكم،‏ الفصل التالي.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٥]‏

رواية سفر التكوين تُقدَّم من وجهة نظر مراقِب على الارض

‏[النبذة في الصفحة ٣٦]‏

سجل الاحافير يؤكِّد التكاثر «كأجناسها» فقط‍

‏[الاطار في الصفحة ٣٥]‏

اسطورة الخلق البابلية التي يدَّعي البعض انها اساس لرواية الخلق في سفر التكوين:‏

صنعَ الإله أَپسو والإلاهة تيامات آلهة اخرى.‏

تضايق أَپسو في ما بعد من هذه الآلهة وحاول قتلها،‏ ولكنَّ الاله إيا قتله.‏

سعت تيامات الى الانتقام وحاولت قتل إيا،‏ ولكنها قُتِلت على يد مردوخ ابن إيا.‏

شقَّ مردوخ جسدها الى قسمين،‏ فصنع السماء من النصف الاول وصنع الارض من النصف الآخر.‏

ثم صنع مردوخ الجنس البشري بمعونة إيا من دم اله آخر هو كينڠو.‏a

فهل يبدو لكم ان هذا النوع من القصص يشبه بأي شكل رواية الخلق في سفر التكوين؟‏

‏[الاطار في الصفحة ٣٦]‏

هذا ما قاله احد الجيولوجيين المشهورين عن رواية الخلق في سفر التكوين:‏

«اذا دُعيتُ كجيولوجي لأشرح باختصار آراءنا الحديثة في اصل الارض ونشوء الحياة عليها لشعب بسيط من الرعاة،‏ كالقبائل التي وُجِّه اليها سفر التكوين،‏ اكاد لا استطيع ان افعل احسن من ان اتَّبع بدقة الكثير من لغة الاصحاح الاول من سفر التكوين‏.‏»‏b ولاحظ ايضا هذا الجيولوجي،‏ والاس پرات،‏ ان ترتيب الحوادث —‏ من اصل المحيطات،‏ الى بروز البرّ،‏ الى ظهور الحياة البحرية،‏ ثم الى الطيور والثدييَّات —‏ يطابق من حيث الجوهر تعاقب الاقسام الرئيسية للزمن الجيولوجي.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

اليوم ١:‏ «ليكن نور»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

اليوم ٢:‏ «ليكن فضاء»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

اليوم ٣:‏ «لتظهر اليابسة»‏

‏[الصورة في الصفحة ٣٠]‏

اليوم ٣:‏ «لتُنبت الارض عُشبًا»‏

‏[الصورتان في الصفحة ٣١]‏

اليوم ٤:‏ ‹لتكن انوار في الفضاء،‏ النور الاكبر لحُكم النهار والنور الاصغر لحُكم الليل›‏

‏[الصورة في الصفحة ٣٢]‏

اليوم ٥:‏ ‹لتفِض المياه انفسًا حية وليطِر طير فوق الارض›‏

‏[الصورة في الصفحة ٣٣]‏

اليوم ٦:‏ ‹البهائم والوحوش كأجناسها›‏

‏[الصورة في الصفحة ٣٤]‏

اليوم ٦:‏ «ذكرًا وأُنثى خلقهم»‏

‏[الصورة في الصفحة ٣٧]‏

احتمالات فعل ذلك في المحاولة الاولى هي ١ من ٨٠٠‏,٦٢٨‏,٣