الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ادانة العاهرة الرديئة السمعة

ادانة العاهرة الرديئة السمعة

الفصل ٣٣

ادانة العاهرة الرديئة السمعة

الرؤيا ١١ —‏ رؤيا ١٧:‏​١-‏١٨

الموضوع:‏ بابل العظيمة تركب وحشا قرمزي اللون ينقلب عليها اخيرا ويخرِّبها

وقت الاتمام:‏ من السنة ١٩١٩ الى الضيق العظيم

١ ماذا يُظهر واحد من الملائكة السبعة ليوحنا؟‏

ان غضب يهوه البار يجب ان يُسكب حتى التمام،‏ سبعة جامات منه!‏ عندما افرغ الملاك السادس جامه في موقع بابل القديمة،‏ رمز ذلك بشكل ملائم الى ضرب بابل العظيمة فيما تتحرَّك الحوادث بسرعة نحو حرب هرمجدون النهائية.‏ (‏رؤيا ١٦:‏​١،‏ ١٢،‏ ١٦‏)‏ وعلى الارجح،‏ انه الملاك نفسه الذي يُظهر الآن سبب وكيفية تنفيذ يهوه احكامه البارة.‏ ويأخذ العجب يوحنا لما يسمعه ويراه بعد ذلك:‏ ‏«وجاء واحد من الملائكة السبعة الذين معهم الجامات السبعة وكلمني،‏ قائلا:‏ ‹تعال فأريك الدينونة على العاهرة العظيمة الجالسة على مياه كثيرة،‏ التي ارتكب ملوك الارض معها العهارة،‏ وسكر سكان الارض من خمر عهارتها›».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏​١،‏ ٢‏.‏

٢ اي دليل هنالك على ان «العاهرة العظيمة» (‏أ)‏ ليست روما القديمة؟‏ (‏ب)‏ ليست التجارة الكبيرة؟‏ (‏ج)‏ هي كيان ديني؟‏

٢ ‏«العاهرة العظيمة»!‏ لماذا التسمية صاعقة جدا؟‏ مَن هي؟‏ حدَّد البعض هوية هذه العاهرة الرمزية بصفتها روما القديمة.‏ ولكنَّ روما كانت دولة سياسية.‏ وهذه العاهرة ترتكب العهارة مع ملوك الارض،‏ ويشمل ذلك على نحو واضح ملوك روما.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بعد دمارها،‏ يقال ان «ملوك الارض» ينوحون على زوالها.‏ ولذلك لا يمكن ان تكون دولة سياسية.‏ (‏رؤيا ١٨:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اذ ينوح عليها تجار العالم ايضا،‏ لا يمكن ان تمثِّل التجارة الكبيرة.‏ (‏رؤيا ١٨:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ ولكننا نقرأ انه ‹بممارستها الارواحية ضلَّت جميعُ الامم›.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٣‏)‏ وهذا يوضح ان العاهرة العظيمة لا بد ان تكون كيانا دينيا عالميا.‏

٣ (‏أ)‏ لماذا يجب ان ترمز العاهرة العظيمة الى اكثر من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية او حتى العالم المسيحي كله؟‏ (‏ب)‏ اية عقائد بابلية توجد في معظم الاديان الشرقية بالاضافة الى طوائف العالم المسيحي؟‏ (‏ج)‏ بماذا اعترف الكردينال الكاثوليكي الروماني جون هنري نيومان في ما يتعلق بمنشإ كثير من عقائد،‏ مراسم،‏ وممارسات العالم المسيحي؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

٣ ايّ كيان ديني؟‏ هل هي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ كما جزم البعض؟‏ ام هل هي العالم المسيحي كله؟‏ كلا،‏ يجب ان تكون اكبر ايضا من هذين اذا كانت ستضل جميع الامم.‏ وفي الواقع،‏ انها كامل الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ ومنشأُها في أسرار بابل يجري اظهاره لان عقائد وممارسات بابلية كثيرة هي شائعة في الاديان حول الارض.‏ مثلا،‏ ان الاعتقاد بالخلود الملازم للنفس البشرية،‏ بهاوية عذاب،‏ وبثالوث من الآلهة يوجد في معظم الاديان الشرقية بالاضافة الى طوائف العالم المسيحي.‏ والدين الباطل،‏ اذ نشأ في مدينة بابل القديمة منذ اكثر من ٠٠٠‏,‏٤ سنة،‏ تطوَّر الى البشاعة العصرية التي تدعى بلياقة بابل العظيمة.‏ * ولكن،‏ لماذا توصف بالتعبير الكريه «العاهرة العظيمة»؟‏

٤ (‏أ)‏ بأية طرائق ارتكبت اسرائيل القديمة العهارة؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة بارزة ترتكب بابل العظيمة العهارة؟‏

٤ ان بابل (‏التي تعني «بلبلة»)‏ بلغت ذروة عظمتها في زمن نبوخذنصر.‏ لقد كانت دولة دينية سياسية بأكثر من ألف هيكل ومعبد.‏ وكهنوتها مارس سلطة عظيمة.‏ ومع ان بابل توقفت منذ زمن طويل عن ان توجد كدولة عالمية،‏ تستمر بابل العظيمة الدينية في العيش،‏ وعلى غرار النموذج القديم،‏ لا تزال تسعى الى التأثير في الشؤون السياسية وتكييفها.‏ ولكن،‏ هل يرضى اللّٰه عن الدين في السياسة؟‏ في الاسفار العبرانية،‏ قيل ان اسرائيل ارتكبت البغاء عندما تورطت في العبادة الباطلة وعندما صنعت تحالفات مع الامم عوض الوثوق بيهوه.‏ (‏ارميا ٣:‏​٦،‏ ٨،‏ ٩؛‏ حزقيال ١٦:‏​٢٨-‏٣٠‏)‏ وبابل العظيمة ترتكب العهارة ايضا.‏ وعلى نحو بارز،‏ تفعل ايّ شيء تراه مناسبا لكي تكسب النفوذ والسلطة على ملوك الارض الذين يحكمون.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١‏.‏

٥ (‏أ)‏ اية اضواء يتمتع بها رجال الدين؟‏ (‏ب)‏ لماذا الرغبة في البروز العالمي هي تناقض مباشر مع كلمات يسوع المسيح؟‏

٥ واليوم،‏ يشترك القادة الدينيون تكرارا في حملات من اجل مركز حكومي رفيع،‏ وفي بعض البلدان،‏ يشاركون في الحكومة،‏ حتى انهم يتولَّون مناصب وزارية.‏ وفي السنة ١٩٨٨ ترشَّح رجلا دين بروتستانتيان معروفان جيدا لمركز رئيس الولايات المتحدة.‏ فالقادة في بابل العظيمة يحبّون الاضواء؛‏ وغالبا ما تُرى صورهم في الصحافة العامة اذ يعاشرون السياسيين البارزين.‏ وبالتباين،‏ تجنَّب يسوع التورط السياسي وقال عن تلاميذه:‏ «ليسوا جزءا من العالم،‏ كما اني انا لست جزءا من العالم».‏ —‏ يوحنا ٦:‏١٥؛‏ ١٧:‏١٦؛‏ متى ٤:‏​٨-‏١٠‏؛‏ انظروا ايضا يعقوب ٤:‏٤‏.‏

‏«عهارة» عصرية

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كيف بلغ حزب هتلر النازي السلطة في المانيا؟‏ (‏ب)‏ كيف ساعدت الاتفاقية التي صنعها الڤاتيكان مع المانيا النازية هتلر في دفعه الى السيطرة العالمية؟‏

٦ بتدخُّلها في السياسة،‏ جلبت العاهرة العظيمة اسى كثيرا جدا للجنس البشري.‏ مثلا،‏ تأملوا في الوقائع وراء وصول هتلر الى السلطة في المانيا —‏ وقائع شنيعة يريد البعض شطبها من كتب التاريخ.‏ ففي ايار ١٩٢٤ شغل الحزب النازي ٣٢ مقعدا في مجلس النواب الالماني.‏ وبحلول ايار ١٩٢٨ تضاءلت هذه الى ١٢ مقعدا.‏ ولكنَّ الازمة الاقتصادية العظمى احاطت بالعالم في السنة ١٩٣٠؛‏ واذ انطلقوا في اعقابها،‏ تعافى النازيون على نحو لافت،‏ كاسبين ٢٣٠ مقعدا من ٦٠٨ في الانتخابات الالمانية لشهر تموز ١٩٣٢.‏ وبعد ذلك مباشرة،‏ انجد النازيين المستشار السابق فرانز ڤون پاپن،‏ فارس بابوي.‏ ووفقا للمؤرخين،‏ تصوَّر ڤون پاپن امبراطورية رومانية مقدسة جديدة.‏ والمدة القصيرة لتولِّيه مركز مستشار كانت فاشلة،‏ ولذلك امل الآن ان يكسب السلطة عن طريق النازيين.‏ وبحلول كانون الثاني ١٩٣٣،‏ كان قد حشد الدعم لهتلر من الاقطاب الصناعيين،‏ وبالمكائد الماكرة ضَمن صيرورة هتلر مستشار المانيا في ٣٠ كانون الثاني ١٩٣٣.‏ وعُيِّن هو نفسه نائب المستشار واستخدمه هتلر ليربح دعم الاقاليم الكاثوليكية في المانيا.‏ وفي غضون شهرين من كسب السلطة،‏ حلَّ هتلر البرلمان،‏ ارسل آلاف قادة المقاومة الى معسكرات الاعتقال،‏ وبدأ حملة علنية من ظلم اليهود.‏

٧ وفي ٢٠ تموز ١٩٣٣،‏ جرى الاعراب عن اهتمام الڤاتيكان بالسلطة الناشئة للنازية عندما وقَّع الكردينال پاسيللي (‏الذي صار لاحقا البابا پيوس الثاني عشر)‏ اتفاقية في روما بين الڤاتيكان والمانيا النازية.‏ وقد وقَّع ڤون پاپن الوثيقة بصفته ممثل هتلر،‏ وهناك منح پاسيللي ڤون پاپن الوسام البابوي العالي للصليب العظيم من رتبة پيوس.‏ * وفي كتابه الشيطان في القبعة الرسمية،‏ يكتب تيبور كوڤيس عن ذلك ذاكرا:‏ «كانت الاتفاقية انتصارا عظيما لهتلر.‏ فقد منحته اول دعم ادبي تلقَّاه من العالم الخارجي،‏ وذلك من أرفع مصدر».‏ والاتفاقية تطلَّبت من الڤاتيكان ان يسحب دعمه من حزب الوسط الكاثوليكي لألمانيا،‏ معترفا بالتالي بـ‍ «الدولة الكليانية» ذات الحزب الواحد لهتلر.‏ * وفضلا عن ذلك،‏ ذكر بندها الـ‍ ١٤:‏ «ان التعيينات لرؤساء الاساقفة،‏ الاساقفة،‏ وما اشبه ذلك ستصدر فقط بعد ان يكون الحاكم،‏ الذي ينصِّبه الرايخ،‏ قد تحقَّق كما ينبغي انه لا شكوك توجد في ما يختص بالاعتبارات السياسية العامة».‏ وبحلول نهاية السنة ١٩٣٣ (‏التي نادى بها البابا پيوس الحادي عشر «سنة مقدسة»)‏،‏ صار دعم الڤاتيكان عاملا رئيسيا في دفع هتلر الى السيطرة العالمية.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كيف تجاوب الڤاتيكان بالاضافة الى الكنيسة الكاثوليكية ورجال دينها مع الطغيان النازي؟‏ (‏ب)‏ اي بيان اصدره الاساقفة الكاثوليك الالمان عند بداية الحرب العالمية الثانية؟‏ (‏ج)‏ ماذا انتجت العلاقات الدينية السياسية؟‏

٨ على الرغم من ان عددا قليلا من الكهنة والراهبات احتجوا على فظائع هتلر —‏ وتألموا من اجل ذلك —‏ فان الڤاتيكان بالاضافة الى الكنيسة الكاثوليكية وجيشها من رجال الدين اعطوا إما الدعم النشيط وإما الصامت للطغيان النازي،‏ الذي اعتبروه متراسا ضد تقدُّم الشيوعية العالمية.‏ واذ جلس في وضع مريح في الڤاتيكان،‏ ترك البابا پيوس الثاني عشر ابادة اليهود والاضطهادات القاسية لشهود يهوه وآخرين تأخذ مجراها دون انتقاد.‏ ومما يدعو الى السخرية ان يمجِّد البابا يوحنا بولس الثاني،‏ عند زيارة المانيا في ايار ١٩٨٧،‏ الموقف المضاد للنازية لأحد الكهنة المخلصين.‏ وماذا كان يفعل ألوف آخرون من رجال الدين الالمان في اثناء حكم هتلر الارهابي؟‏ ثمة رسالة رعوية اصدرها الاساقفة الكاثوليك الالمان في ايلول ١٩٣٩ عند نشوب الحرب العالمية الثانية تزوِّد الانارة في هذه النقطة.‏ تقول جزئيا:‏ «في هذه الساعة الحاسمة نحضّ جنودنا الكاثوليك ان يقوموا بواجبهم اطاعة للزعيم وأن يكونوا مستعدين للتضحية بشخصيتهم الفردية الكاملة.‏ ونناشد المؤمنين ان يشتركوا في الصلوات الحارّة ان تقود العناية الالهية هذه الحرب الى نجاح مبارك».‏

٩ ان دبلوماسية كاثوليكية كهذه توضح نوع العهارة الذي انغمس فيه الدين على مرِّ الـ‍ ٠٠٠‏,‏٤ سنة الماضية في التودُّد الى الدولة السياسية لكي يكسب السلطة والفائدة.‏ وعلاقات دينية سياسية كهذه عزَّزت الحرب،‏ الاضطهادات،‏ والشقاء البشري على نطاق واسع.‏ فكم يمكن للجنس البشري ان يكون سعيدا بأن دينونة يهوه على العاهرة العظيمة قريبة.‏ فلتنفَّذ سريعا!‏

الجلوس على مياه كثيرة

١٠ ما هي ‹المياه الكثيرة› التي تتطلع اليها بابل العظيمة من اجل الحماية،‏ وماذا يحدث لها؟‏

١٠ جلست بابل القديمة على مياه كثيرة —‏ نهر الفرات وقنوات متعددة.‏ هذه كانت حماية لها وكذلك مصدر تجارة ينتج الثراء،‏ الى ان جفّت في ليلة واحدة.‏ (‏ارميا ٥٠:‏٣٨؛‏ ٥١:‏​٩،‏ ١٢،‏ ١٣‏)‏ وبابل العظيمة ايضا تتطلع الى «مياه كثيرة» لتحميها وتغنيها.‏ وهذه المياه الرمزية هي ‹شعوب وجموع وأمم وألسنة›،‏ اي كل آلاف الملايين من البشر الذين تسيطر عليهم وتستمد منهم الدعم المادي.‏ ولكنَّ هذه المياه تجفّ ايضا،‏ او تسحب الدعم.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏١٥‏؛‏ قارنوا مزمور ١٨:‏٤؛‏ اشعيا ٨:‏٧‏.‏

١١ (‏أ)‏ كيف ‹اسكرت› بابل القديمة «كل الارض»؟‏ (‏ب)‏ كيف «تُسكر» بابل العظيمة «كل الارض»؟‏

١١ وعلاوة على ذلك،‏ وُصفت بابل القديمة بأنها «كأس ذهب بيد يهوه تُسكر كل الارض».‏ (‏ارميا ٥١:‏٧‏)‏ فبابل القديمة اجبرت الامم المجاورة على ابتلاع تعابير غضب يهوه عندما غلبتهم عسكريا،‏ جاعلة اياهم ضعفاء كرجال سكارى.‏ ومن هذه الناحية،‏ كانت اداة يهوه.‏ وبابل العظيمة ايضا قامت بغزوات الى حد الصيرورة امبراطورية عالمية.‏ ولكنها بالتأكيد ليست اداة اللّٰه.‏ وبالاحرى،‏ خدمت «ملوك الارض» الذين معهم ترتكب العهارة الدينية.‏ وهي تُشبع رغبات هؤلاء الملوك باستخدام عقائدها الكاذبة وممارساتها المستعبِدة لابقاء جماهير الناس،‏ «سكان الارض»،‏ ضعيفة كرجال سكارى،‏ خانعة باستسلام لحكامها.‏

١٢ (‏أ)‏ كيف كان قسم من بابل العظيمة في اليابان مسؤولا عن كثير من سفك الدم في اثناء الحرب العالمية الثانية؟‏ (‏ب)‏ كيف تراجعت ‹المياه› الداعمة لبابل العظيمة في اليابان،‏ وبأية نتيجة؟‏

١٢ تزوِّد اليابان الشنتوية مثالا لذلك جديرا بالملاحظة.‏ فالجندي الياباني المتشرِّب العقيدة كان يعتبره ارفع شرف ان يقدِّم حياته للامبراطور —‏ الاله الشنتوي الاسمى.‏ وفي اثناء الحرب العالمية الثانية،‏ مات نحو ٠٠٠‏,‏٥٠٠‏,‏١ جندي ياباني في المعركة؛‏ وبدون استثناء تقريبا،‏ نظروا الى الاستسلام كشيء غير مشرِّف.‏ ولكن نتيجة لهزيمة اليابان،‏ اضطر الامبراطور هيروهيتو الى انكار ادعائه الالوهية.‏ وأنتج ذلك تراجعا جديرا بالملاحظة ‹للمياه› الداعمة للقسم الشنتوي من بابل العظيمة —‏ للأسف،‏ بعد ان اجازت الشنتوية سفك مقدار كبير من الدم في مسرح حرب الپاسيفيك!‏ وهذا الاضعاف للنفوذ الشنتوي فتح ايضا الطريق في السنوات الاخيرة لأكثر من ٠٠٠‏,‏٢٠٠ ياباني،‏ غالبيتهم العظمى كانوا سابقا شنتويين او بوذيين،‏ ليصيروا خداما معتمدين للرب المتسلط يهوه.‏

العاهرة تركب وحشا

١٣ اي منظر مذهل يراه يوحنا عندما يذهب به الملاك بقدرة الروح الى برِّية؟‏

١٣ وماذا تكشف النبوة بعدُ في ما يتعلق بالعاهرة العظيمة ومصيرها؟‏ كما يروي يوحنا الآن،‏ يظهر مشهد حيوي اضافي:‏ ‏«وذهب ‏[الملاك] بي بقدرة الروح الى برِّية.‏ فأبصرت امرأة جالسة على وحش قرمزي اللون مملوء اسماء تجديف وله سبعة رؤوس وعشرة قرون».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏٣‏.‏

١٤ لماذا من الملائم ان يُؤخذ يوحنا الى برِّية؟‏

١٤ ولماذا يُؤخذ يوحنا الى برِّية؟‏ ان اعلان دينونة ابكر على بابل القديمة وُصف بأنه «على برِّية البحر».‏ (‏اشعيا ٢١:‏​١،‏ ٩‏)‏ وقد اعطى ذلك تحذيرا مناسبا من ان بابل القديمة،‏ على الرغم من كل دفاعها المائي،‏ كانت ستصير خرابا عديم الحياة.‏ من الملائم اذًا ان يُؤخذ يوحنا في رؤياه الى برِّية ليرى مصير بابل العظيمة.‏ فهي ايضا يجب ان تصير قفرا وخرابا.‏ (‏رؤيا ١٨:‏​١٩،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولكنَّ يوحنا يذهله ما يراه هناك.‏ فالعاهرة العظيمة ليست وحدها!‏ انها تجلس على وحش ضخم!‏

١٥ اية اختلافات هنالك بين وحش الرؤيا ١٣:‏١ وذاك الذي للرؤيا ١٧:‏٣‏؟‏

١٥ لهذا الوحش سبعة رؤوس وعشرة قرون.‏ اذًا،‏ هل هو الوحش عينه الذي رآه يوحنا في وقت ابكر،‏ الذي له ايضا سبعة رؤوس وعشرة قرون؟‏ (‏رؤيا ١٣:‏١‏)‏ كلا،‏ هنالك اختلافات.‏ فهذا الوحش قرمزي اللون،‏ وبخلاف الوحش السابق،‏ لا يقال ان له اكاليل.‏ وعوض ان تكون له اسماء تجديف على رؤوسه السبعة فقط،‏ فانه ‏«مملوء اسماء تجديف».‏ غير انه يجب ان تكون هنالك علاقة بين هذا الوحش الجديد والوحش السابق؛‏ والتماثلات بينهما اوضح من ان تكون عرضية.‏

١٦ ما هي هوية الوحش القرمزي اللون،‏ وماذا ذُكر في ما يتعلق بقصده؟‏

١٦ اذًا،‏ ما هو هذا الوحش القرمزي اللون الجديد؟‏ لا بد ان يكون صورة الوحش التي أُنتجت بتحريض من الوحش الانكلواميركي الذي له قرنان كقرنَي الحمل.‏ فبعد ان صُنعت الصورة،‏ سُمح لهذا الوحش ذي القرنين بأن يمنح نسمة لصورة الوحش.‏ (‏رؤيا ١٣:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ ويرى يوحنا الآن الصورة الحية التي تتنفَّس.‏ وهي تمثِّل منظمة عصبة الامم التي احياها الوحش ذو القرنين في السنة ١٩٢٠.‏ ورئيس الولايات المتحدة ولسون تصوَّر ان العصبة «كانت ستصير منبرا لإجراء العدل لكل الناس وإزالة تهديد الحرب الى الابد».‏ وعندما أُقيمت بعد الحرب العالمية الثانية بصفتها الامم المتحدة،‏ كان قصد ميثاقها «ان تحافظ على السلام والامن الدوليين».‏

١٧ (‏أ)‏ بأية طريقة يكون الوحش القرمزي اللون الرمزي مملوءا اسماء تجديف؟‏ (‏ب)‏ مَن يركب الوحش القرمزي؟‏ (‏ج)‏ كيف ربط الدين البابلي نفسه بعصبة الامم وخليفتها من البداية؟‏

١٧ وبأية طريقة يكون هذا الوحش الرمزي مملوءا اسماء تجديف؟‏ لأن الناس اقاموا هذا المعبود المتعدد الامم بديلا لملكوت اللّٰه —‏ لينجز ما يقول اللّٰه ان ملكوته وحده يمكن ان ينجزه.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ١٢:‏​١٨،‏ ٢١‏)‏ ولكنَّ الجدير بالذكر بشأن رؤيا يوحنا هو ان بابل العظيمة تركب الوحش القرمزي اللون.‏ ووفقا للنبوة،‏ ربط الدين البابلي نفسه،‏ وعلى نحو خصوصي في العالم المسيحي،‏ بعصبة الامم وخليفتها.‏ فباكرا في ١٨ كانون الاول ١٩١٨،‏ تبنَّت الهيئة المعروفة الآن بالمجلس الوطني لكنائس المسيح في اميركا بيانا اعلن جزئيا:‏ «ان عصبة كهذه ليست مجرد وسيلة سياسية؛‏ وبالاحرى هي التعبير السياسي لملكوت اللّٰه على الارض.‏ .‏ .‏ .‏ ويمكن للكنيسة ان تمنح روح حسن النية،‏ الذي بدونه لا يمكن لعصبة الامم ان تدوم.‏ .‏ .‏ .‏ عصبة الامم متأصلة في الانجيل.‏ وكالانجيل،‏ هدفها ‹السلام على الارض،‏ حسن النية تجاه الناس›».‏

١٨ كيف اظهر رجال دين العالم المسيحي دعمهم لعصبة الامم؟‏

١٨ في ٢ كانون الثاني ١٩١٩،‏ حملت سان فرنسيسكو كرونيكل عنوان الصفحة الاولى:‏ «البابا يدافع عن تبنِّي عصبة امم ولسون».‏ وفي ١٦ تشرين الاول ١٩١٩،‏ قُدِّمت عريضة وقَّعها ٤٥٠‏,‏١٤ رجل دين من فئات رئيسية الى مجلس شيوخ الولايات المتحدة،‏ حاثَّة هذه الهيئة «ان تقرَّ معاهدة باريس للسلام التي تتضمن ميثاق عصبة الامم».‏ ومع ان مجلس الشيوخ فشل في اقرار المعاهدة،‏ استمر رجال دين العالم المسيحي في الاشتراك في حملة من اجل العصبة.‏ وكيف دُشِّنت العصبة؟‏ تقول رسالة إخبارية من سويسرا،‏ مؤرخة في ١٥ تشرين الثاني ١٩٢٠:‏ «أُعلن افتتاح اول اجتماع لعصبة الامم عند الساعة الحادية عشرة من هذا الصباح بقرع جميع اجراس الكنائس في جنيڤ».‏

١٩ عندما ظهر الوحش القرمزي اللون،‏ اي مسلك اتخذه صف يوحنا؟‏

١٩ وهل شارك صف يوحنا،‏ الفريق الوحيد على الارض الذي قبل بشوق الملكوت المسيّاني المقبل،‏ العالم المسيحي في تقديم التوقير للوحش القرمزي اللون؟‏ كلا على الاطلاق!‏ ففي يوم الاحد ٧ ايلول ١٩١٩،‏ ابرز محفل شعب يهوه في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الخطاب العام «الرجاء للبشرية المتضايقة».‏ وفي اليوم التالي،‏ اخبرت ستار جورنال لسَنْدَسكي ان ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ في مخاطبة ما يقارب ٠٠٠‏,‏٧ شخص،‏ «اكَّد ان سخط الرب سيُصبُّ يقينا على العصبة .‏ .‏ .‏ لأن رجال الدين —‏ الكاثوليك والپروتستانت —‏ اذ يدَّعون انهم ممثِّلو اللّٰه،‏ هجروا خطته وأيدوا عصبة الامم،‏ مرحِّبين بها بصفتها تعبيرا سياسيا لملكوت المسيح على الارض».‏

٢٠ لماذا كان تجديفا ان يرحِّب رجال الدين بعصبة الامم بصفتها «التعبير السياسي لملكوت اللّٰه على الارض»؟‏

٢٠ ان الفشل المفجع لعصبة الامم لا بد انه اعطى اشارة لرجال الدين بأن ادوات بشرية الصنع كهذه ليست جزءا من ملكوت اللّٰه على الارض.‏ ويا له من تجديف ان يُصنع مثل هذا الادعاء!‏ فهو يجعل الامر يبدو وكأن اللّٰه كان شريكا في العمل الضخم غير المتقن الذي صارت عليه عصبة الامم.‏ أما اللّٰه ‹فكامل صنيعه›.‏ وملكوت يهوه السماوي برئاسة المسيح —‏ لا مزيج من السياسيين المتنازعين،‏ وكثيرون منهم ملحدون —‏ هو الوسيلة التي بها يجلب السلام ويجعل مشيئته على الارض كما في السماء.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏٤؛‏ متى ٦:‏١٠‏.‏

٢١ ماذا يظهر ان العاهرة العظيمة تدعم وتُعجَب بخليفة العصبة،‏ الامم المتحدة؟‏

٢١ وماذا عن خليفة العصبة،‏ الامم المتحدة؟‏ من ابتدائها،‏ كانت العاهرة العظيمة راكبة على ظهر هذه الهيئة،‏ مرتبطة بها على نحو واضح ومحاولة توجيه مصيرها.‏ مثلا،‏ في ذكراها السنوية الـ‍ ٢٠،‏ في حزيران ١٩٦٥،‏ اجتمع ممثِّلون للكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنيسة الاورثوذكسية الشرقية،‏ الى جانب الپروتستانت،‏ اليهود،‏ الهندوس،‏ البوذيين،‏ والمسلمين —‏ الذين قيل انهم يمثِّلون ألفي مليون من سكان الارض —‏ في سان فرانسيسكو ليحتفلوا بدعمهم واعجابهم بالامم المتحدة.‏ وعند زيارة الامم المتحدة في تشرين الاول ١٩٦٥،‏ وصفها البابا بولس السادس بأنها «اعظم المنظمات الدولية قاطبة».‏ وأضاف:‏ «شعوب الارض تلتفت الى الامم المتحدة بصفتها الرجاء الاخير للوئام والسلام».‏ وقال زائر بابوي آخر،‏ البابا يوحنا بولس الثاني،‏ مخاطبا الامم المتحدة في تشرين الاول ١٩٧٩:‏ «ارجو ان تبقى الامم المتحدة ابدا المنبر الاسمى للسلام والعدل».‏ وعلى نحو ذي مغزى،‏ لم يلفت البابا الانتباه الى يسوع المسيح او ملكوت اللّٰه في خطابه.‏ وفي اثناء زيارته للولايات المتحدة في ايلول ١٩٨٧،‏ كما تخبر ذا نيويورك تايمز،‏ ‏«تكلم يوحنا بولس مطوَّلا عن الدور الايجابي للامم المتحدة في ترويج .‏ .‏ .‏ ‹تضامن عالمي جديد›».‏

اسم،‏ سرّ

٢٢ (‏أ)‏ اي نوع من الوحوش اختارت العاهرة العظيمة ركوبه؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف يوحنا العاهرة الرمزية بابل العظيمة؟‏

٢٢ سيعلم الرسول يوحنا سريعا ان العاهرة العظيمة اختارت وحشا خطرا لركوبه.‏ ولكنَّ انتباهه يتحول اولا الى بابل العظيمة نفسها.‏ فهي متحلية على نحو وافر،‏ ولكن كم تكون مثيرة للاشمئزاز!‏ ‏«وكانت المرأة متسربلة بأرجوان وقرمز،‏ ومتحلية بذهب وحجر كريم ولآلئ ومعها في يدها كأس ذهبية ملآنة ارجاسا ونجاسات عهارتها.‏ وعلى جبهتها اسم مكتوب،‏ سرّ:‏ ‹بابل العظيمة،‏ أم العاهرات وأرجاس الارض›.‏ ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهود يسوع».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏​٤‏-‏٦ أ.‏

٢٣ ما هو الاسم الكامل لبابل العظيمة،‏ وما هو مغزاه؟‏

٢٣ كما كانت العادة في روما القديمة،‏ تُحدَّد هوية هذه البغيّ بالاسم الذي على جبهتها.‏ * انه اسم طويل:‏ «بابل العظيمة،‏ أم العاهرات وأرجاس الارض».‏ وهذا الاسم هو «سرّ»،‏ شيء بمعنى مستتر.‏ ولكن في وقت اللّٰه المعيَّن،‏ سيجرى توضيح السرّ.‏ وفي الواقع،‏ يعطي الملاك يوحنا ما يكفي من المعلومات ليسمح لخدام يهوه اليوم بأن يميِّزوا المغزى الكامل لهذا الاسم الوصفي.‏ ونحن ندرك ان بابل العظيمة هي كل الدين الباطل.‏ انها «أم العاهرات» لأن كل الاديان الباطلة الافرادية في العالم،‏ بما فيها الطوائف الكثيرة في العالم المسيحي،‏ هي كبنات لها،‏ اذ تقتدي بها في ارتكاب العهارة الروحية.‏ وهي ايضا أم ‹الأرجاس› لأنها ولدت ذرية تتقزز منها النفس كالصنمية،‏ الارواحية،‏ قراءة البخت،‏ التنجيم،‏ قراءة الكف،‏ الذبيحة البشرية،‏ بغاء الهياكل،‏ السكر تكريما للآلهة الباطلة،‏ وممارسات قبيحة اخرى.‏

٢٤ لماذا من الملائم ان تُرى بابل العظيمة لابسة ‹ارجوانا وقرمزا› و «متحلية بذهب وحجر كريم ولآلئ»؟‏

٢٤ وبابل العظيمة لابسة ‹ارجوانا وقرمزا›،‏ وهما لونَا الملكية،‏ و «متحلية بذهب وحجر كريم ولآلئ».‏ فكم يكون ذلك ملائما!‏ تأملوا فقط في كل الابنية الرائعة،‏ التماثيل والرسوم النادرة،‏ الايقونات التي لا تقدَّر بثمن،‏ والامتعة الدينية الاخرى،‏ بالاضافة الى الكميات الهائلة من الممتلكات والاوراق المالية،‏ التي جمعتها اديان العالم هذه.‏ وسواء في الڤاتيكان،‏ في امبراطورية التبشير التلفزيونية المتمركزة في الولايات المتحدة،‏ او في معابد وهياكل الشرق الغريبة،‏ تكدِّس بابل العظيمة —‏ وأحيانا تخسر —‏ ثروة خيالية.‏

٢٥ (‏أ)‏ الى ماذا ترمز محتويات ‹الكأس الذهبية الملآنة ارجاسا›؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى تكون العاهرة الرمزية سكرى؟‏

٢٥ انظروا الآن ما في يد العاهرة.‏ لا بد ان يوحنا شهق لمنظره —‏ كأس ذهبية «ملآنة ارجاسا ونجاسات عهارتها»!‏ هذه هي الكأس التي تحتوي على «خمر غضب عهارتها» التي بها اسكرت جميع الامم.‏ (‏رؤيا ١٤:‏٨؛‏ ١٧:‏٤‏)‏ انها تبدو انيقة من الخارج،‏ ولكنَّ محتوياتها مثيرة للاشمئزاز ونجسة.‏ (‏قارنوا متى ٢٣:‏​٢٥،‏ ٢٦‏.‏)‏ وهي تحتوي على كل الممارسات والاكاذيب القذرة التي تستخدمها العاهرة العظيمة لتغوي الامم وتجعلهم تحت نفوذها.‏ وما تتقزز منه النفس اكثر ايضا هو ان يوحنا يرى ان العاهرة نفسها ثملة،‏ سكرى من دم خدام اللّٰه!‏ وفي الواقع،‏ نقرأ لاحقا انه «فيها وُجِد دم انبياء وقديسين وجميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٤‏)‏ فيا له من ذنب جسيم لسفك الدم!‏

٢٦ اي دليل هنالك على ذنب سفك الدم من جهة بابل العظيمة؟‏

٢٦ على مر القرون،‏ اراقت الامبراطورية العالمية للدين الباطل محيطات من الدم.‏ مثلا،‏ في يابان القرون الوسطى،‏ حُوِّلت الهياكل في كيوتو الى حصون،‏ والرهبان المحاربون،‏ اذ استغاثوا بـ‍ «اسم البوذا المقدس»،‏ قاتلوا احدهم الآخر الى ان فاضت الشوارع بالدم.‏ وفي القرن الـ‍ ٢٠،‏ سار رجال دين العالم المسيحي مع جيوش بلادهم الخاصة،‏ وهؤلاء قتلوا احدهم الآخر،‏ بخسارة حياة مئة مليون على الاقل.‏ وفي تشرين الاول ١٩٨٧ قال الرئيس السابق للولايات المتحدة نِكسون:‏ «القرن الـ‍ ٢٠ هو الاكثر سفكا للدم في التاريخ.‏ فقد قُتل في حروب هذا القرن اناس اكثر من كل الحروب التي جرى خوضها قبل بداية القرن».‏ وأديان العالم تُدان على نحو مضاد من قِبل اللّٰه لمشاركتها في كل ذلك؛‏ فيهوه يكره ‹الايدي السافكة دما بريئا›.‏ (‏امثال ٦:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ وفي وقت ابكر،‏ سمع يوحنا صراخا من المذبح:‏ «حتى متى،‏ ايها السيد الرب القدوس والحق،‏ تُحجِم عن ان تدين وتنتقم لدمنا من الساكنين على الارض؟‏».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٠‏)‏ وبابل العظيمة،‏ أم العاهرات وأرجاس الارض،‏ ستكون متورطة بعمق عندما يأتي الوقت للاجابة عن هذا السؤال.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 3‏ اذ اشار الى المنشإ غير المسيحي لكثير من عقائد،‏ مراسم،‏ وممارسات العالم المسيحي المرتدّ،‏ كتب الكردينال الكاثوليكي الروماني للقرن الـ‍ ١٩ جون هنري نيومان في بحث في تطور العقيدة المسيحية الذي له:‏ «استعمال الهياكل،‏ وهذه مخصَّصة لقديسين معيَّنين،‏ ومزخرفة في المناسبات بأغصان الشجر؛‏ البخور،‏ السُّرُج،‏ والشموع؛‏ قرابين الشكر عن الشفاء من المرض؛‏ الماء المقدَّس؛‏ الاماكن المقدسة التي يلجأ اليها المجرمون؛‏ الاعياد والمواسم،‏ استعمال التقاويم،‏ الزيَّاح،‏ البركات على الحقول؛‏ الازياء الكهنوتية،‏ حلق قمة الرأس،‏ الخاتم في الزواج،‏ الالتفات الى الشرق،‏ التماثيل في تاريخ متأخر،‏ وربما الترتيل الكنسي،‏ والكِيرياليسُون [ترتيلة «يا رب،‏ ارحم»]،‏ كلها من اصل وثني،‏ وقد جرى تقديسها بتبنيها في الكنيسة».‏

عوض تقديس صنمية كهذه،‏ يحضّ «يهوه القادر على كل شيء» المسيحيين:‏ «اخرجوا من بينهم،‏ وافترزوا .‏ .‏ .‏ ولا تمسوا النجس بعد».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏​١٤-‏١٨‏.‏

^ ‎الفقرة 7‏ يذكر عمل وليم ل.‏ شَيرر التاريخي قيام وسقوط الرايخ الثالث ان ڤون پاپن كان «مسؤولا اكثر من ايّ فرد آخر في المانيا عن بلوغ هتلر السلطة».‏ وفي كانون الثاني ١٩٣٣ قال المستشار الالماني السابق ڤون شْليخِر عن ڤون پاپن:‏ «تبيَّن انه نوع الخائن الذي بالمقارنة معه يكون يهوذا الاسخريوطي قديسا».‏

^ ‎الفقرة 7‏ عند مخاطبة كلية موندرَڠوني في ١٤ ايار ١٩٢٩،‏ قال البابا پيوس الحادي عشر انه يتفاوض مع الشيطان نفسه لو تطلَّب خير النفوس ذلك.‏

^ ‎الفقرة 23‏ قارنوا كلمات المؤلف الروماني سَنيكا الى كاهنة منحرفة (‏كما اقتبسها سويت)‏:‏ «يا فتاة،‏ وقفتِ في بيت السمعة الرديئة .‏ .‏ .‏ اسمك تدلَّى من جبهتك؛‏ قبلتِ مالا من اجل عارك».‏ —‏ كونتروڤ ١،‏ ٢.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٣٧]‏

تْشَرْتشل يشهِّر ‹العهارة›‏

في كتابه عاصفة التجميع ‏(‏١٩٤٨)‏،‏ يخبر ونستون تْشَرْتشل ان هتلر عيَّن فرانز ڤون پاپن سفيرا المانيّا في ڤيينا من اجل «إضعاف او كسب رضى الشخصيات القيادية في السياسة النمساوية».‏ ويقتبس تْشَرْتشل من سفير الولايات المتحدة في ڤيينا قوله عن ڤون پاپن:‏ «بالطريقة الاجرإ والاكثر سخرية .‏ .‏ .‏ شرع پاپن يخبرني انه .‏ .‏ .‏ عزم ان يستعمل سمعته ككاثوليكي صالح ليكسب النفوذ عند النمساويين كالكردينال إنيتزر».‏

وبعد ان استسلمت النمسا ودخلت قوات عاصفة هتلر بخطوة عسكرية الى ڤيينا،‏ امر الكردينال الكاثوليكي إنيتزر ان ترفع جميع الكنائس النمساوية علم الصليب المعقوف،‏ تقرع اجراسها،‏ وتصلّي من اجل ادولف هتلر تكريما ليوم ميلاده.‏

‏[الاطار/‏​الصورة في الصفحة ٢٣٨]‏

‏‹صلاة حرب› من اجل الرايخ

تحت هذا العنوان،‏ ظهرت المقالة التالية في الطبعة الاولى من ذا نيويورك تايمز،‏ ٧ كانون الاول ١٩٤١:‏

‏«الاساقفة الكاثوليك في فولدا يطلبون البركة والنصر .‏ .‏ .‏ اوصى مؤتمر الاساقفة الكاثوليك الالمان المنعقد في فولدا بتقديم ‹صلاة حرب› خصوصية يجب ان تُتلى عند بداية ونهاية جميع القداديس الالهية.‏ والصلاة تناشد العناية الالهية ان تبارك الاسلحة الالمانية بالنصر وتمنح الحماية لحياة وصحة كل الجنود.‏ وأمر الاساقفة ايضا رجال الدين الكاثوليك ان يحرصوا ويتذكَّروا في موعظة الاحد الخصوصية على الاقل مرة في الشهر الجنود الالمان ‹في البر،‏ في البحر وفي الجو›».‏

لكن هذه المقالة أُلغيت من الطبعات اللاحقة للصحيفة.‏ و ٧ كانون الاول ١٩٤١ هو اليوم الذي فيه هاجمت اليابان،‏ حليفة المانيا النازية،‏ اسطول الولايات المتحدة في پيرل هاربر.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٤٤]‏

‏«اسماء تجديف»‏

عندما روَّج الوحش ذو القرنين عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى،‏ سعى كثيرون من عشاقها الدينيين فورا الى منح الاعتراف الديني لهذه الخطوة.‏ ونتيجة لذلك،‏ صارت منظمة السلام الجديدة ‹مملوءة اسماء تجديف›.‏

«المسيحية يمكن ان تزوِّد حسن النية،‏ القوة وراء العصبة [عصبة الامم]،‏ وتغيِّر بالتالي المعاهدة من قصاصة ورق الى اداة لملكوت اللّٰه».‏ —‏ القرن المسيحي،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ١٩ حزيران ١٩١٩،‏ الصفحة ١٥.‏

«فكرة عصبة الامم هي توسيع لفكرة ملكوت اللّٰه،‏ كنظام عالمي لحسن النية،‏ وتطبيقها على العلاقات الدولية .‏ .‏ .‏ انها الشيء الذي يصلّي من اجله جميع المسيحيين عندما يقولون،‏ ‹ليأت ملكوتك›».‏ —‏ القرن المسيحي،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ٢٥ ايلول ١٩١٩،‏ الصفحة ٧.‏

«ان اسمنت عصبة الامم هو دم المسيح».‏ —‏ الدكتور فرانك كراين،‏ قس پروتستانتي،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

«المجلس [الوطني للكنائس الجماعية] يدعم الميثاق [ميثاق عصبة الامم] بصفته الاداة السياسية الوحيدة المتوافرة الآن التي بها يمكن ان يجد روح يسوع المسيح مجالا اوسع في التطبيق العملي على شؤون الامم».‏ —‏ الجماعيّ والتقدُّم،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ٦ تشرين الثاني ١٩١٩،‏ الصفحة ٦٤٢.‏

«المؤتمر يدعو جميع المنهجيين ان يؤيِّدوا ويروِّجوا على نحو رفيع المُثُل [التي لعصبة الامم] كما تعبِّر عنها فكرة اللّٰه الآب وأولاد اللّٰه الارضيين».‏ —‏ الكنيسة المنهجية الويزلية،‏ بريطانيا.‏

«عندما نتأمل في المطامح،‏ الاحتمالات والقرارات التي لهذا الاتفاق،‏ نرى انه يحتوي على لُبِّ تعاليم يسوع المسيح:‏ ملكوت اللّٰه وبرّه .‏ .‏ .‏ وهو ليس اقل من ذلك».‏ —‏ موعظة ألقاها رئيس اساقفة كانتربري عند افتتاح اجتماع عصبة الامم في جنيڤ،‏ ٣ كانون الاول ١٩٢٢.‏

«اتحاد عصبة الامم في هذا البلد له الحق المقدس نفسه كأي جمعية ارسالية خيرية،‏ لأنه في الوقت الحاضر الوكالة الاكثر فعالية لحكم المسيح بصفته امير السلام بين الامم».‏ —‏ الدكتور ڠارڤي،‏ قس جماعي،‏ بريطانيا.‏

‏[الخريطة في الصفحة ٢٣٦]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسق في المطبوعة)‏

العقائد الباطلة التي يجري الايمان بها حول العالم لها منشأُها في بابل

بابل

ثواليث او مجموعات ثلاثية من الآلهة

النفس البشرية تبقى حية بعد الموت

الارواحية —‏ التكلم مع «الموتى»‏

استعمال الصور في العبادة

استعمال الرقى لتهدئة الابالسة

الحكم بواسطة كهنوت قوي

‏[الصورة في الصفحة ٢٣٩]‏

بابل القديمة جلست على مياه كثيرة

‏[الصورة في الصفحة ٢٣٩]‏

العاهرة العظيمة اليوم تجلس ايضا على «مياه كثيرة»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٤١]‏

بابل العظيمة جالسة على وحش خطر

‏[الصور في الصفحة ٢٤٢]‏

العاهرة الدينية ترتكب العهارة مع ملوك الارض

‏[الصور في الصفحة ٢٤٥]‏

المرأة «سكرى من دم القديسين»‏