الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اشتروا ذهبا ممحَّصًا بنار

اشتروا ذهبا ممحَّصًا بنار

الفصل ١٣

اشتروا ذهبا ممحَّصًا بنار

لاودكية

١،‏ ٢ ما هو موقع آخِر الجماعات السبع التي تتسلَّم رسالة من يسوع الممجَّد،‏ وما هي بعض اوجه المدينة؟‏

لاودكية هي آخِر الجماعات السبع التي تتسلَّم رسالة من يسوع المقام.‏ ويا للمعلومات المحرِّكة والمنبهة التي تنقلها!‏

٢ واليوم،‏ تجدون خرائب لاودكية قرب دنيزلي،‏ على بعد ٥٥ ميلا تقريبا جنوبي شرقي ألاشهير.‏ وكانت لاودكية في القرن الاول مدينة مزدهرة.‏ وإذ تقع على تقاطع طرق مهم،‏ كانت مركزا رئيسيا للاعمال المصرفية والتجارة.‏ وبيع كحلٍ للعين معروفٍ جيدا زاد ثراءها،‏ وكانت ايضا مشهورة بأرديتها ذات الجودة العالية التي تُنتَج محليا من صوف اسود رائع.‏ والنقص في الماء،‏ مشكلة رئيسية للمدينة،‏ جرى التغلب عليه بجعل الماء يجري في قنوات من ينابيع ساخنة بعيدة قليلا.‏ وهكذا يكون الماء فاترا عند وصوله الى المدينة.‏

٣ كيف يفتتح يسوع رسالته الى الجماعة في لاودكية؟‏

٣ كانت لاودكية قرب كولوسي.‏ وفي كتابته الى الكولوسيين يذكر الرسول بولس رسالة كان قد ارسلها الى اللاودكيين.‏ (‏كولوسي ٤:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ لا نعلم ماذا كتب بولس في تلك الرسالة،‏ لكنّ الرسالة التي يرسلها يسوع الآن الى اللاودكيين تُظهر انهم سقطوا في حالة روحية تعيسة.‏ ولكن،‏ كالعادة،‏ يشير يسوع اولا الى اوراق اعتماده قائلا:‏ ‏«واكتب الى ملاك الجماعة في لاودكية:‏ هذا ما يقوله الآمين،‏ الشاهد الأمين والحق،‏ بداية خليقة اللّٰه».‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٤‏.‏

٤ كيف يكون يسوع «الآمين»؟‏

٤ لماذا يدعو يسوع نفسَه «الآمين»؟‏ هذا اللقب يضيف ثقلا قضائيا الى رسالته.‏ و «آمين» هي من الكلمة العبرانية التي تعني «حتما»،‏ «فليكن كذلك»،‏ وتُستعمل عند نهاية الصلوات لتؤكد المشاعر المعبَّر عنها فيها.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏١٦‏)‏ ويسوع هو «الآمين» لأن استقامته الكاملة وموته الفدائي ثبَّتا وضمنا اتمام جميع وعود يهوه الثمينة.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٠‏)‏ ومنذ ذلك الحين،‏ تُوجَّه جميع الصلوات بلياقة الى يهوه بواسطة يسوع.‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١٦؛‏ ١٦:‏​٢٣،‏ ٢٤‏.‏

٥ بأية طريقة يكون يسوع «الشاهد الامين والحق»؟‏

٥ يسوع هو ايضا «الشاهد الامين والحق».‏ وفي النبوة كثيرا ما يقترن بالامانة،‏ الحق،‏ والبر،‏ لأنه جدير بالثقة كاملا كخادم ليهوه اللّٰه.‏ (‏مزمور ٤٥:‏٤؛‏ اشعيا ١١:‏​٤،‏ ٥؛‏ رؤيا ١:‏٥؛‏ ١٩:‏١١‏)‏ انه الشاهد الاعظم ليهوه.‏ وفي الواقع،‏ بصفته «بداية خليقة اللّٰه»،‏ اعلن يسوع مجد اللّٰه من البداية.‏ (‏امثال ٨:‏​٢٢-‏٣٠‏)‏ وكإنسان على الارض،‏ شهد للحق.‏ (‏يوحنا ١٨:‏​٣٦،‏ ٣٧؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٣‏)‏ وبعد قيامته،‏ وعد تلاميذه بالروح القدس وقال لهم:‏ «تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى اقصى الارض».‏ ومن يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م فصاعدا وجَّه يسوع هؤلاء المسيحيين الممسوحين في الكرازة بالبشارة «في كل الخليقة التي تحت السماء».‏ (‏اعمال ١:‏​٦-‏٨؛‏ كولوسي ١:‏٢٣‏)‏ حقا،‏ يستحق يسوع ان يدعى الشاهد الامين والحق.‏ والمسيحيون الممسوحون في لاودكية يستفيدون بالاصغاء الى كلماته.‏

٦ (‏أ)‏ كيف يصف يسوع الحالة الروحية للجماعة في لاودكية؟‏ (‏ب)‏ اي مثال رائع ليسوع فشل المسيحيون في لاودكية في اتّباعه؟‏

٦ اية رسالة هنالك لدى يسوع الى اللاودكيين؟‏ ليست لديه اية كلمة مدح.‏ وهو يقول لهم بصراحة:‏ ‏«اني اعرف اعمالك،‏ انك لست باردا ولا حارا.‏ ليتك بارد او حار!‏ فلأنك فاتر ولست حارا ولا باردا،‏ سأتقيأك من فمي».‏ ‏(‏رؤيا ٣:‏​١٥،‏ ١٦ ‏)‏ كيف تتجاوبون مع رسالة كهذه من الرب يسوع المسيح؟‏ ألا توقظون وتمتحنون نفسكم؟‏ لا شك ان اولئك اللاودكيين يحتاجون ان يحثوا انفسهم،‏ لأنهم صاروا كسالى روحيا،‏ معتبرين الكثير كما يظهر مسلَّما به.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ٦:‏١‏.‏)‏ ويسوع،‏ الذي كان ينبغي لهم كمسيحيين ان يقتدوا به،‏ يعرب دائما عن غيرة نارية ليهوه وخدمته.‏ (‏يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ واضافة الى ذلك،‏ يجد الحلماء انه لطيف ووديع دائما،‏ منعش ككأس ماء بارد في يوم شديد الحرارة.‏ (‏متى ١١:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لكنّ المسيحيين في لاودكية ليسوا حارين ولا باردين.‏ وكالمياه التي تتدفق الى مدينتهم،‏ صاروا عديمي الحماسة،‏ فاترين.‏ انهم عرضة لأن يرفضهم يسوع،‏ ‹يتقيَّأهم من فمه›!‏ أما نحن فلنجاهد دائما بغيرة،‏ كما فعل يسوع،‏ في تزويد الانتعاش الروحي للآخرين.‏ —‏ متى ٩:‏​٣٥-‏٣٨‏.‏

‏«تقول:‏ ‹انا غني›»‏

٧ (‏أ)‏ كيف يحدد يسوع اصل مشكلة المسيحيين في لاودكية؟‏ (‏ب)‏ لماذا يقول يسوع ان المسيحيين اللاودكيين هم ‹عميان وعراة›؟‏

٧ ما هو بالحقيقة اصل مشكلة اللاودكيين؟‏ ننال فكرة جيدة من كلمات يسوع التالية:‏ ‏«لأنك تقول:‏ ‹انا غني وقد اغتنيت ولا احتاج الى شيء ابدا›،‏ ولكنك لا تعلم انك بائس ومثير للشفقة وفقير وأعمى وعريان».‏ ‏(‏رؤيا ٣:‏١٧‏؛‏ قارنوا لوقا ١٢:‏​١٦-‏٢١‏.‏)‏ اذ يعيشون في مدينة ثرية،‏ يشعرون بالثقة بسبب غناهم.‏ وعلى الارجح،‏ كان لوجود مدرَّج ومسارح وأبنية رياضية في المدينة تأثير في طريقة حياتهم،‏ بحيث صاروا «محبين للملذات دون محبة للّٰه».‏ * (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٤‏)‏ لكنّ اللاودكيين الاغنياء ماديا هم فقراء روحيا.‏ ولديهم القليل،‏ اذا كان لديهم شيء،‏ من ‹الكنوز المدَّخرة في السماء›.‏ (‏متى ٦:‏​١٩-‏٢١‏)‏ وهم لم يحفظوا عينهم بسيطة،‏ معطين ملكوت اللّٰه المكان الاول في حياتهم.‏ انهم حقا في الظلام،‏ عميان،‏ بدون رؤية روحية.‏ (‏متى ٦:‏​٢٢،‏ ٢٣،‏ ٣٣‏)‏ واكثر من ذلك،‏ على الرغم من الاردية الرائعة التي يمكن ان يشتريها ثراؤهم المادي،‏ فإنهم في عينَي يسوع عراة.‏ وليست لديهم اردية روحية لتحدد هويتهم كمسيحيين.‏ —‏ قارنوا رؤيا ١٦:‏١٥‏.‏

٨ (‏أ)‏ بأية طريقة يوجد اليوم ايضا وضع مماثل لذاك الذي في لاودكية؟‏ (‏ب)‏ كيف خدع بعض المسيحيين انفسهم في هذا العالم الجشع؟‏

٨ يا لها من حالة صادمة!‏ ولكن،‏ ألا نرى غالبا وضعا مماثلا في هذه الايام؟‏ فما هو السبب الاصلي؟‏ انه موقف الثقة بالنفس الذي ينبع من الاتكال على الممتلكات المادية والموارد البشرية.‏ وكروّاد كنائس العالم المسيحي،‏ خدع البعض من شعب يهوه انفسهم،‏ معتقدين انه يمكنهم ان يرضوا اللّٰه بمجرد حضور الاجتماعات من وقت الى آخر.‏ وهم يحاولون ان يكونوا مقبولين كمجرد «عاملين بالكلمة» رمزيين.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٢‏)‏ وعلى الرغم من الانذارات المتكررة من صف يوحنا،‏ يرغبون بشدة في الثياب والسيارات والبيوت الانيقة،‏ وفي حياة ترتكز على التسلية واللذة.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ١ يوحنا ٢:‏​١٥-‏١٧‏)‏ كل ذلك يجعل الحواس الروحية بليدة.‏ (‏عبرانيين ٥:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ وعوض ان يكونوا فاترين ومتوانين،‏ يلزمهم ان يُضرموا من جديد «الروح» ويظهروا شوقا منعشا الى ‹الكرازة بالكلمة›.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٩؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏​٢،‏ ٥‏.‏

٩ (‏أ)‏ اية كلمات ليسوع يجب ان تهز المسيحيين الفاترين،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن مساعدة ‹الخراف› الضالة من قبل الجماعة؟‏

٩ وكيف ينظر يسوع الى المسيحيين الفاترين؟‏ ان كلماته الصريحة يجب ان تهزهم:‏ «لا تعلم انك بائس ومثير للشفقة وفقير وأعمى وعريان».‏ فضمائرهم مخدَّرة حتى انهم لا يدركون ايضا حالتهم الفظيعة.‏ (‏قارنوا امثال ١٦:‏٢؛‏ ٢١:‏٢‏.‏)‏ وهذه الحالة الخطيرة في الجماعة لا يمكن تجاهلها باستخفاف.‏ فبرسم مثال حسن للغيرة وبالقيام بالرعاية بمحبة قد يتمكن الشيوخ وآخرون معيَّنون من قبلهم من تنبيه هذه ‹الخراف› الضالة الى الفرح السابق لخدمتهم من كل القلب.‏ —‏ لوقا ١٥:‏​٣-‏٧‏.‏

مشورة في ‏‹الاغتناء›‏

١٠ ما هو ‹الذهب› الذي يقول يسوع للمسيحيين في لاودكية ان يشتروه منه؟‏

١٠ وهل هنالك علاج للوضع المحزن في لاودكية؟‏ نعم،‏ اذا اتَّبع اولئك المسيحيون مشورة يسوع:‏ ‏«انصحك ان تشتري مني ذهبا ممحَّصًا بنار لتغتني».‏ ‏(‏رؤيا ٣:‏١٨ أ ‏)‏ ان ‹الذهب› المسيحي الحقيقي،‏ اذ يُمحَّص بالنار وتُزال منه جميع الشوائب،‏ سيجعلهم ‹اغنياء للّٰه›.‏ (‏لوقا ١٢:‏٢١‏)‏ ومن اين يمكنهم ان يشتروا ذهبا كهذا؟‏ ليس من المصرفيين المحليين ولكن من يسوع!‏ وأوضح الرسول بولس ماهية هذا الذهب عندما قال لتيموثاوس ان يوصي المسيحيين الاغنياء «ان يسعوا لعمل الصلاح،‏ ويكونوا اغنياء بالاعمال الحسنة،‏ اسخياء،‏ مستعدين للمشاركة،‏ كانزين لأنفسهم اساسا حسنا للمستقبل».‏ وببذل انفسهم بهذه الطريقة فقط كان يمكنهم ان «يتمسكوا بالحياة الحقيقية».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​١٧-‏١٩‏)‏ واللاودكيون الاغنياء ماديا كان يجب ان يتَّبعوا نصيحة بولس وهكذا يغتنون روحيا.‏ —‏ انظروا ايضا امثال ٣:‏​١٣-‏١٨‏.‏

١١ اية امثلة عصرية لدينا للذين يشترون «ذهبا ممحَّصًا بنار»؟‏

١١ وهل توجد امثلة عصرية للذين يشترون ‏«ذهبا ممحَّصًا بنار»؟‏ نعم،‏ توجد!‏ وحتى فيما كان يوم الرب يقترب،‏ كان فريق صغير من تلاميذ الكتاب المقدس يتيقظون لزيف تعاليم بابلية كثيرة للعالم المسيحي،‏ كالثالوث،‏ خلود النفس،‏ عذاب نار الهاوية،‏ معمودية الاطفال،‏ وعبادة الصور (‏بما فيها الصليب وتلك التي لمريم)‏.‏ وفي الدفاع عن حق الكتاب المقدس،‏ نادى هؤلاء المسيحيون بملكوت يهوه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري وبذبيحة يسوع الفدائية بصفتها الاساس للخلاص.‏ ومسبقا قبل ٤٠ سنة تقريبا،‏ اشاروا الى السنة ١٩١٤ كسنة موسومة في نبوة الكتاب المقدس بأنها نهاية ازمنة الامم،‏ حين ستحدث تطورات مروّعة على الارض.‏ —‏ رؤيا ١:‏١٠‏.‏

١٢ مَن كان احد الذين اخذوا القيادة بين المسيحيين المتيقظين،‏ وكيف رسم مثالا بارزا في ادِّخار كنوز في السماء؟‏

١٢ وكان مَن اخذ القيادة بين المسيحيين المتيقظين هؤلاء تشارلز تاز رصل الذي،‏ في وقت باكر من سبعينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ شكَّل صفًّا لدرس الكتاب المقدس في ألليڠيني (‏الآن جزء من پيتسبورڠ)‏،‏ پنسلڤانيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وعندما ابتدأ بحثه عن الحق كان رصل شريكا لابيه وفي طريقه ليصير مليونيرا.‏ لكنه باع مصالحه التجارية المؤلفة من متاجر متعددة الفروع وصرف ثروته في المساعدة على تمويل نشر ملكوت اللّٰه في كل الارض.‏ وفي السنة ١٨٨٤ صار رصل اول رئيس للمؤسسة المعروفة الآن بجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا.‏ وفي السنة ١٩١٦ مات في قطار قرب پَمْپا،‏ تكساس،‏ في الطريق الى نيويورك،‏ اذ ارهقته جولته الكرازية الاخيرة في الولايات المتحدة الغربية.‏ وقد رسم مثالا بارزا في ادِّخار كنوز روحية في السماء،‏ مثالا يتَّبعه اليوم مئات الآلاف من الخدام الفاتحين المضحّين بالذات.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٧؛‏ لوقا ١٢:‏​٣٣،‏ ٣٤‏؛‏ قارنوا ١ كورنثوس ٩:‏١٦؛‏ ١١:‏١‏.‏

وضْع كحل العين الروحي

١٣ (‏أ)‏ كيف سيحسِّن كحل العين حالة اللاودكيين؟‏ (‏ب)‏ اي نوع من الاردية يوصي به يسوع،‏ ولماذا؟‏

١٣ يحض يسوع ايضا اولئك اللاودكيين بقوة:‏ ‏«أنصحك ان تشتري .‏ .‏ .‏ اردية بيضاء لتلبس ولا يظهر خزي عريك،‏ وكحلا تكحل به عينيك لترى».‏ ‏(‏رؤيا ٣:‏١٨ ب‏)‏ يجب ان يطلبوا علاجا لعماهم الروحي بشراء كحل شافٍ للعين،‏ لا ذاك الذي للمداوين المحليين بل النوع الذي يمكن ليسوع فقط ان يزوِّده.‏ وهذا يساعدهم على نيل التمييز الروحي،‏ مساعدا اياهم على السلوك في «سبيل الابرار» ونظراتهم السديدة مركَّزة على فعل مشيئة اللّٰه.‏ (‏امثال ٤:‏​١٨،‏ ٢٥-‏٢٧‏)‏ وهكذا يمكنهم ان يلبسوا،‏ لا الاردية المكلِّفة ذات الصوف الاسود المصنوعة محليا في لاودكية،‏ بل «اردية بيضاء» رائعة تعلن هويتهم التي تميزهم كأتباع ليسوع المسيح.‏ —‏ قارنوا ١ تيموثاوس ٢:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ١ بطرس ٣:‏​٣-‏٥‏.‏

١٤ (‏أ)‏ اي كحل للعين كان متوافرا منذ السنة ١٨٧٩؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان المصدر الاخير للدعم المالي لشهود يهوه؟‏ (‏ج)‏ في استعمال التبرعات،‏ كيف يختلف شهود يهوه عن الآخرين؟‏

١٤ وهل كحل العين الروحي متوافر في الازمنة العصرية؟‏ انه كذلك دون ريب!‏ وفي سنة ١٨٧٩ بدأ القس رصل،‏ كما دُعي على نحو حبي،‏ ينشر دفاعا عن الحق المجلةَ المعروفة عالميا اليوم بـ‍ برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه.‏ وفي عددها الثاني اعلن:‏ «[هذه المجلة] نؤمن ان يهوه هو داعمها،‏ وفيما تكون هذه هي الحال لن تستعطي ولن تتوسل ابدا الى الناس من اجل الدعم.‏ وعندما يفشل ذاك الذي يقول:‏ ‹كل ذهب وفضة الجبال لي›،‏ في تزويد الاموال الضرورية سنفهم انه الوقت لنوقف المطبوعة».‏ وبعض مبشِّري التلفزيون يكدِّسون ثروات طائلة ويعيشون في ترف فاضح (‏وأحيانا فاسد ادبيا)‏.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٣‏)‏ وبالتباين،‏ يستعمل تلاميذ الكتاب المقدس،‏ المعروفون اليوم بشهود يهوه،‏ كل التبرعات غير المستجداة المتسلَّمة لتنظيم وترويج الكرازة العالمية بملكوت يهوه القادم.‏ وصفّ يوحنا اليوم يوجِّه نشر برج المراقبة و استيقظ!‏،‏ المجلتين اللتين لهما معا معدل اصدار في السنة ٢٠٠٦ يزيد على ٥٩ مليونا.‏ و برج المراقبة متوافرة بنحو ١٥٠ لغة.‏ وهي المجلة الرسمية لجماعة مؤلفة مما يزيد على ستة ملايين مسيحي يستعملون كحلا للعين كهذا في جعل عيونهم تنفتح على الدين الباطل وعلى إلحاح الكرازة بالبشارة في كل الامم.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

الاستفادة من التوبيخ والتأديب

١٥ لماذا يقدِّم يسوع مشورة قوية للمسيحيين في لاودكية،‏ وكيف يجب ان تتجاوب الجماعة معها؟‏

١٥ لنرجع الى اللاودكيين.‏ فكيف سيتجاوبون مع المشورة القاسية من يسوع؟‏ هل يلزم ان تتثبط عزيمتهم ويشعروا بأن يسوع لا يريدهم بعدُ أتباعا له؟‏ كلا،‏ ليست هذه هي الحال على الاطلاق.‏ فالرسالة تمضي قائلة:‏ ‏«اني كل مَن اكنُّ له مودة أُوبخه وأؤدبه.‏ فكُنْ غيورا وتُبْ».‏ ‏(‏رؤيا ٣:‏١٩ ‏)‏ وكما هي الحال مع التأديب من يهوه،‏ فان تأديب يسوع هو علامة لمحبته.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏​٤-‏٧‏)‏ ويجب على جماعة اللاودكيين ان يستفيدوا من اهتمامه الحبي ويطبقوا مشورته.‏ ويجب ان يتوبوا،‏ مدركين ان فتورهم يعادل ارتكاب الخطية.‏ (‏عبرانيين ٣:‏​١٢،‏ ١٣؛‏ يعقوب ٤:‏١٧‏)‏ فليضع شيوخهم الطرق المادية وراءهم و ‹يضرموا› الموهبة التي لديهم من اللّٰه.‏ واذ يسري مفعول كحل العين الروحي،‏ فليجد الجميع في الجماعة الانتعاش كما من جرعة منعشة من نبع ماء بارد.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٦؛‏ امثال ٣:‏​٥-‏٨؛‏ لوقا ٢١:‏٣٤‏.‏

١٦ (‏أ)‏ كيف يجري الاعراب عن محبة ومودَّة يسوع اليوم؟‏ (‏ب)‏ اذا نلنا مشورة قوية،‏ فكيف يجب ان نتجاوب؟‏

١٦ وماذا عنا اليوم؟‏ يستمر يسوع في ‹محبة خاصته الذين في العالم›.‏ وسيداوم على ذلك «كل الايام الى اختتام نظام الاشياء».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١؛‏ متى ٢٨:‏٢٠‏)‏ وهو يعرب عن محبته ومودَّته بواسطة صف يوحنا العصري والنجوم،‏ او الشيوخ،‏ في الجماعة المسيحية.‏ (‏رؤيا ١:‏٢٠‏)‏ وفي هذه الاوقات الشاقة يهتم الشيوخ بعمق بمساعدتنا جميعا،‏ كبارا وصغارا،‏ لنبقى ضمن حدود الحظيرة الثيوقراطية،‏ مقاومين روح الاستقلال،‏ الجشع المادي،‏ وقذارة الفساد الادبي للعالم.‏ واذا نلنا مشورة او تأديبا قويين احيانا،‏ فلنذكر ان «التوبيخ والتأديب طريق الحياة».‏ (‏امثال ٦:‏٢٣‏)‏ فجميعنا ناقصون ويجب ان نسارع الى الاعراب عن التوبة الاصيلة لكي نكون مُصْلَحين ونبقى في محبة اللّٰه.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏.‏

١٧ كيف يمكن للثراء ان يكون خطِرا علينا روحيا؟‏

١٧ ولا يجب ان نسمح للمادية،‏ الغنى،‏ او النقص في الغنى بأن يجعلنا فاترين.‏ فيمكن للثراء ان يساعد في تقديم امكانيات جديدة للخدمة،‏ ولكن يمكن ايضا ان يكون خطِرا.‏ (‏متى ١٩:‏٢٤‏)‏ والشخص الغني قد يشعر بأنه لا يلزم ان يكون غيورا في عمل الكرازة كالآخرين بشرط ان يقدِّم تبرعات ضخمة من وقت الى آخر.‏ او قد يشعر بأن الكينونة غنيا تؤهله للامتيازات.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ هنالك ملذات وتسليات كثيرة متوافرة للشخص الثري لا يمكن للآخرين تحمل نفقاتها.‏ ولكنّ هذه التلهيات تتطلب وقتا وقد تجرف غير الحذر بعيدا عن الخدمة المسيحية،‏ وهكذا تجعل المرء غير الحكيم فاترا.‏ فلنتجنب كل هذه الفخاخ ولنداوم على ‹العمل بكد والاجتهاد› من كل القلب،‏ واضعين رجاء الحياة الابدية نصب اعيننا.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏​٨-‏١٠؛‏ ٦:‏​٩-‏١٢‏.‏

‏‹التعشّي›‏

١٨ اية فرصة يضعها يسوع امام المسيحيين في لاودكية؟‏

١٨ ويمضي يسوع قائلا:‏ ‏«ها انا واقف على الباب وأقرع.‏ ان سمع احد صوتي وفتح الباب،‏ ادخل بيته وأتعشَّى معه وهو معي».‏ ‏(‏رؤيا ٣:‏٢٠ ‏)‏ اذا كان المسيحيون اللاودكيون سيرحبون بيسوع في جماعتهم فهو سيساعدهم على التغلب على فتورهم!‏ —‏ متى ١٨:‏٢٠‏.‏

١٩ الى ماذا يلمِّح يسوع عندما يعد بأن يتعشَّى مع الجماعة في لاودكية؟‏

١٩ ان ذكر يسوع للعشاء يذكِّر اللاودكيين دون شك بالاوقات التي تناول فيها الوجبات مع تلاميذه.‏ (‏يوحنا ١٢:‏​١-‏٨‏)‏ ومناسبات كهذه جلبت دائما بركات روحية لاولئك الحاضرين.‏ وكذلك كانت هنالك مناسبات شهيرة بعد قيامة يسوع تناول فيها وجبة مع تلاميذه،‏ مناسبات قوَّتهم كثيرا.‏ (‏لوقا ٢٤:‏​٢٨-‏٣٢؛‏ يوحنا ٢١:‏​٩-‏١٩‏)‏ لذلك فان وعده بالمجيء الى جماعة اللاودكيين والتعشّي معهم هو وعد يجلب لهم الفوائد الروحية ولكن اذا كانوا سيستقبلونه.‏

٢٠ (‏أ)‏ عند بداية يوم الرب،‏ ماذا نتج من فتور العالم المسيحي؟‏ (‏ب)‏ كيف اثرت دينونة يسوع في العالم المسيحي؟‏

٢٠ ان تحريض يسوع الحبي للاودكيين له اهمية كبيرة للمسيحيين الممسوحين الباقين اليوم.‏ وبعض هؤلاء يتذكَّرون ان المنتمين الى العالم المسيحي،‏ عندما بدأ يوم الرب،‏ كانوا فاترين الى درجة كبيرة جدا.‏ وعوض الترحيب برجوع ربنا في السنة ١٩١٤،‏ تورَّط رجال دينه في القتل في الحرب العالمية الاولى،‏ التي ادَّعت فيها ٢٤ من ٢٨ امة متنازعة انها مسيحية.‏ وكم كان عظيما ذنبها لسفك الدم!‏ وخلال الحرب العالمية الثانية،‏ التي قاتل فيها ايضا العالم المسيحي الى حد كبير،‏ فإن خطايا الدين الباطل ثانية «تراكمت حتى السماء».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٥‏)‏ واضافة الى ذلك،‏ ادار رجال الدين ظهورهم لملكوت يهوه القادم بدعم عصبة الامم،‏ الامم المتحدة،‏ والحركات الثورية القومية،‏ التي لا يمكن لأية منها ان تحل مشاكل الجنس البشري.‏ لقد رفض يسوع منذ وقت طويل رجال الدين،‏ اذ دانهم على نحو مضاد وألقاهم بعيدا،‏ تماما كما يتخلَّص الصياد من السمك الرديء الذي اصطاده في شبكته الجارفة.‏ والحالة المزرية لكنائس العالم المسيحي اليوم تشهد لدينونته هذه.‏ فليكن مصيره الاخير تحذيرا لنا!‏ —‏ متى ١٣:‏​٤٧-‏٥٠‏.‏

٢١ من السنة ١٩١٩ فصاعدا،‏ كيف يتجاوب المسيحيون في الجماعة الحقيقية مع كلمات يسوع الى المسيحيين في لاودكية؟‏

٢١ وحتى ضمن الجماعة الحقيقية،‏ هنالك افراد فاترون،‏ هم كشراب ليس حارا منشّطا ولا باردا منعشا.‏ ولكنّ يسوع لا يزال يحب جماعته بحرارة.‏ ويجعل نفسه متوافرا للمسيحيين الذين يتجاوبون بحسن ضيافة،‏ وكثيرون يرحبون به،‏ كما لو كان ذلك الى وجبة عشاء.‏ ونتيجة لذلك،‏ تنفتح عيونهم من السنة ١٩١٩ فصاعدا على معنى نبوات الكتاب المقدس.‏ وهم يتمتعون بفترة من الانارة العظيمة.‏ —‏ مزمور ٩٧:‏١١؛‏ ٢ بطرس ١:‏١٩‏.‏

٢٢ اي عشاء مقبل ربما كان يسوع يفكر فيه،‏ ومن سيشتركون فيه؟‏

٢٢ وفي مخاطبة اللاودكيين،‏ ربما كان يسوع يفكر في عشاء آخر.‏ نقرأ لاحقا في سفر الرؤيا:‏ «سعداء هم المدعوون الى عشاء عرس الحمل».‏ هذه هي وليمة النصر العظيمة تسبيحا ليهوه بعد ان ينفِّذ الدينونة في الدين الباطل —‏ وليمة يشترك فيها المسيح وعروسه المكتملة العدد من ٠٠٠‏,‏١٤٤ في السماء.‏ (‏رؤيا ١٩:‏​١-‏٩‏)‏ والاعضاء المتجاوبون لجماعة اللاودكيين القديمة تلك —‏ نعم،‏ واخوة المسيح يسوع الامناء اليوم،‏ الذين يلبسون اردية طاهرة لتحديد هويتهم كمسيحيين ممسوحين اصلاء —‏ سيحتفلون مع عريسهم في هذا العشاء.‏ (‏متى ٢٢:‏​٢-‏١٣‏)‏ فيا له من باعث قوي على الغيرة والتوبة!‏

عرش للغالبين

٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ عن اية مكافأة اضافية يتحدث يسوع؟‏ (‏ب)‏ متى جلس يسوع على عرشه المسيّاني،‏ ومتى بدأ الدينونة للمدَّعين المسيحية؟‏ (‏ج)‏ اي وعد رائع صنعه يسوع لتلاميذه عندما اسس ذكرى موته؟‏

٢٣ ويتحدث يسوع عن مكافأة اضافية قائلا:‏ ‏«مَن يغلب فسأعطيه ان يجلس معي على عرشي،‏ كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي على عرشه».‏ ‏(‏رؤيا ٣:‏٢١ ‏)‏ وإتماما لكلمات داود في مزمور ١١٠:‏١ و ٢‏،‏ فإن يسوع المحافظ على الاستقامة،‏ اذ غلب العالم،‏ اقيم في السنة ٣٣ ب‌م ورُفِّع ليجلس مع ابيه على عرشه السماوي.‏ (‏اعمال ٢:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وفي سنة مهمة اخرى،‏ ١٩١٤،‏ وصل يسوع ليجلس على عرشه المسيّاني بصفته ملكا وديَّانا.‏ وكما يتضح،‏ بدأت الدينونة في السنة ١٩١٨ للمدَّعين المسيحية.‏ والغالبون الممسوحون الذين ماتوا قبل ذلك الوقت كانوا سيقامون عندئذ وينضمون الى يسوع في ملكوته.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وقد وعدهم بذلك عندما اسس ذكرى موته،‏ قائلا لتلاميذه:‏ «انا اصنع معكم عهدا لملكوت،‏ كما صنع ابي عهدا معي،‏ لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي،‏ وتجلسوا على عروش لتدينوا اسباط اسرائيل الاثني عشر».‏ —‏ لوقا ٢٢:‏​٢٨-‏٣٠‏.‏

٢٤ يا له من تعيين رائع —‏ الجلوس مع الملك الحاكم في اثناء «التجديد» والاشتراك معه،‏ على اساس ذبيحته الكاملة،‏ في رفع عالم الجنس البشري الطائع الى الكمال العدني!‏ (‏متى ١٩:‏٢٨؛‏ ٢٠:‏٢٨‏)‏ وكما يعلمنا يوحنا،‏ يجعل يسوع اولئك الذين يغلبون «مملكة،‏ كهنة لإلهه وأبيه» ليشغلوا عروشا حول عرش يهوه السماوي العظيم.‏ (‏رؤيا ١:‏٦؛‏ ٤:‏٤‏)‏ فدعونا جميعا —‏ سواء كنا من الممسوحين او من مجتمع الارض الجديدة الذي يرجو الاشتراك في ردّ الفردوس —‏ نصغي الى كلمات يسوع الى اللاودكيين!‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ اعمال ٣:‏​١٩-‏٢١‏.‏

٢٥ (‏أ)‏ كما في الرسائل السابقة،‏ كيف ينهي يسوع رسالته الى لاودكية؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان يتجاوب الافراد المسيحيون اليوم مع كلمات يسوع الى الجماعة في لاودكية؟‏

٢٥ وكما في الرسائل السابقة،‏ ينهي يسوع هذه الرسالة بكلمات التحريض:‏ ‏«مَن له اذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات».‏ ‏(‏رؤيا ٣:‏٢٢ ‏)‏ نحن نعيش في ساعة متأخرة من وقت النهاية.‏ والدليل على ان العالم المسيحي بارد في ما يتعلق بالمحبة انما هو حولنا.‏ وبالتباين،‏ فلنتجاوب كمسيحيين حقيقيين بحماسة مع رسالة يسوع الى الجماعة في لاودكية،‏ نعم،‏ مع كل رسائل ربنا السبع الى الجماعات.‏ ويمكننا فعل ذلك بالمشاركة النشيطة في اتمام نبوة يسوع العظمى لأيامنا:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم،‏ ثم تأتي النهاية».‏ —‏ متى ٢٤:‏​١٢-‏١٤‏.‏

٢٦ متى يتكلم يسوع ثانية الى يوحنا مباشرة،‏ ولكنه في ماذا يشارك؟‏

٢٦ ان مشورة يسوع للجماعات السبع تنتهي.‏ وهو لا يتكلم الى يوحنا ثانية في سفر الرؤيا إلا في الاصحاح الاخير‏؛‏ ولكنه يشارك في كثير من الرؤى،‏ مثلا،‏ في تنفيذ دينونة يهوه.‏ فلننضمَّ الآن الى صف يوحنا في فحص الرؤيا الثانية الرائعة التي يظهرها الرب يسوع المسيح.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 7‏ هذه الامكنة كشفتها حفريات علم الآثار في موقع لاودكية.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٧٣]‏

المادية ضد الحكمة

قديما في السنة ١٩٥٦،‏ كتب محرر عمود أخبار:‏ «يقدَّر ان الانسان العادي منذ قرن مضى كانت لديه ٧٢ رغبة،‏ ١٦ منها اعتبرت حاجات.‏ أما اليوم فيقدَّر ان الانسان العادي لديه ٤٧٤ رغبة،‏ ٩٤ منها تُعتبر حاجات.‏ ومنذ قرن مضى،‏ كانت فنون بيع السلع تغري الانسان العادي بشراء ٢٠٠ سلعة،‏ اما اليوم فهي تحثه على شراء ٠٠٠‏,٣٢ سلعة.‏ ان حاجات الانسان قليلة —‏ رغباته لامتناهية».‏ واليوم،‏ يُمطَر الناس بالفكرة ان الثراء والممتلكات المادية هما الشيء الرئيسي في الحياة.‏ وهكذا يتجاهل كثيرون النصيحة الحكيمة للجامعة ٧:‏١٢‏:‏ «في الحكمة حماية كما ان في المال حماية،‏ لكنّ فائدة المعرفة هي ان الحكمة تحفظ اصحابها احياء».‏

‏[الصورة في الصفحة ٦٧]‏

الماء الذي كان يصل الى لاودكية يكون فاترا على نحو غير مسرّ.‏ والمسيحيون في لاودكية كانت لديهم روح فاترة على نحو غير مرضٍ