الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اعادة احياء الشاهدين

اعادة احياء الشاهدين

الفصل ٢٥

اعادة احياء الشاهدين

١ الى فعل ماذا يدعو الملاك القوي يوحنا؟‏

قبل ان يولِّي الويل الثاني اخيرا،‏ يدعو الملاك القوي يوحنا ان يشترك في عرض نبوي آخر،‏ وهذا له علاقة بالهيكل.‏ (‏رؤيا ٩:‏١٢؛‏ ١٠:‏١‏)‏ وإليكم ما يخبر به يوحنا:‏ ‏«وأُعطيتُ قصبة مثل عصا وقيل لي:‏ ‹قُم وقِس مقدس هيكل اللّٰه والمذبح والذين يقدِّمون العبادة فيه».‏ —‏ رؤيا ١١:‏١‏.‏

مقدس الهيكل

٢ (‏أ)‏ اي مقدس هيكل سيبقى حتى يومنا؟‏ (‏ب)‏ مَن هو رئيس كهنة مقدس الهيكل،‏ وما هو قدس اقداسه؟‏

٢ ان الهيكل المذكور هنا لا يمكن ان يكون ايّ هيكل حرفي في اورشليم،‏ لان آخر هذه دمَّره الرومان في السنة ٧٠ ب‌م.‏ لكنَّ الرسول بولس اظهر انه حتى قبل ذلك الدمار،‏ ظهر هنالك مقدس هيكل آخر كان سيبقى حتى يومنا.‏ هذا هو الهيكل الروحي العظيم الذي تمَّم النماذج النبوية التي زوَّدها المسكن ولاحقا الهياكل التي بُنيت في اورشليم.‏ انه «الخيمة الحقيقية التي نصبها يهوه لا الانسان»،‏ ورئيس كهنته هو يسوع،‏ الذي يصفه بولس بأنه قد «جلس في يمين عرش الجلالة في السموات».‏ وقدس اقداسه هو موقع حضور يهوه في السماء عينها.‏ —‏ عبرانيين ٨:‏​١،‏ ٢؛‏ ٩:‏​١١،‏ ٢٤‏.‏

٣ في المسكن،‏ ماذا مثَّله (‏أ)‏ الحجاب الذي يفصل قدس الاقداس عن القدس؟‏ (‏ب)‏ الذبائح الحيوانية؟‏ (‏ج)‏ مذبح الذبيحة؟‏

٣ يشرح الرسول بولس ان حجاب المسكن،‏ الذي يفصل قدس الاقداس عن القدس،‏ يمثِّل جسد يسوع.‏ وعندما ضحَّى يسوع بحياته انشق هذا الحجاب اثنين،‏ مظهرا ان جسد يسوع لم يعُد عائقا لدخوله امام حضرة يهوه في السماء.‏ وعلى اساس ذبيحة يسوع،‏ فإن كهنته المعاونين الممسوحين الذين يموتون امناء كانوا سيُقبَلون ايضا،‏ في الوقت المعيَّن،‏ في السموات.‏ (‏متى ٢٧:‏​٥٠،‏ ٥١؛‏ عبرانيين ٩:‏٣؛‏ ١٠:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ ويشير بولس ايضا الى ان ذبائح الحيوانات المستمرة في المسكن اشارت مقدَّما الى ذبيحة يسوع الواحدة لحياته البشرية الكاملة.‏ ومذبح الذبيحة في الدار مثَّل تدبير يهوه،‏ وفقا لمشيئته،‏ لقبول ذبيحة يسوع من اجل ‹الكثيرين› —‏ من الممسوحين،‏ ولاحقا،‏ من الخراف الاخر —‏ «لخلاص الذين يطلبونه».‏ —‏ عبرانيين ٩:‏٢٨؛‏ ١٠:‏​٩،‏ ١٠؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

٤ ماذا رُمز اليه بـ‍ (‏أ)‏ القدس؟‏ (‏ب)‏ الدار الداخلية؟‏

٤ من هذه المعلومات الملهمة الهيا،‏ يمكننا ان نستنتج ان القدس في المسكن يرمز الى حالة مقدسة يتمتع بها المسيح اولا ثم الاعضاء الممسوحون للكهنوت الملكي المؤلف من ٠٠٠‏,‏١٤٤ فيما لا يزالون على الارض،‏ قبل الدخول عبر «الحجاب».‏ (‏عبرانيين ٦:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ انه يمثِّل جيدا تبنِّيهم كأبناء روحيين للّٰه،‏ تماما كما اعترف اللّٰه بأن يسوع هو ابنه بعد معمودية يسوع في الاردن في السنة ٢٩ ب‌م.‏ (‏لوقا ٣:‏٢٢؛‏ روما ٨:‏١٥‏)‏ وماذا عن الدار الداخلية،‏ الجزء الوحيد من المسكن الظاهر للاسرائيليين غير الكهنوتيين والمكان الذي كانت تُقدَّم فيه الذبائح؟‏ ان هذه تمثِّل الموقف الكامل للانسان يسوع الذي اهَّله لتقديم حياته عن الجنس البشري.‏ وتمثِّل ايضا الموقف البار كقديسين،‏ المنسوب على اساس ذبيحة يسوع،‏ الذي يتمتع به أتباعه الممسوحون وهم على الارض.‏ * —‏ روما ١:‏٧؛‏ ٥:‏١‏.‏

قياس مقدس الهيكل

٥ في نبوات الاسفار العبرانية،‏ ماذا لُمِّح اليه بـ‍ (‏أ)‏ قياس اورشليم؟‏ (‏ب)‏ قياس هيكل حزقيال الرؤيوي؟‏

٥ يؤمر يوحنا بأن ‹يقيس مقدس هيكل اللّٰه والمذبح والذين يقدمون العبادة فيه›.‏ فالى ماذا يلمِّح ذلك؟‏ في نبوات الاسفار العبرانية،‏ زوَّد مثل هذا القياس ضمانا ان العدل سيقدَّم على اساس مقاييس يهوه الكاملة.‏ ففي ايام الملك الشرير منسى،‏ شهد قياس اورشليم النبوي لدينونة دمار غير قابلة للتغيير على هذه المدينة.‏ (‏٢ ملوك ٢١:‏١٣؛‏ المراثي ٢:‏٨‏)‏ ولكن،‏ لاحقا،‏ عندما رأى ارميا اورشليم تقاس،‏ اكَّد ذلك ان المدينة سيعاد بناؤها.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣٩‏؛‏ انظروا ايضا زكريا ٢:‏​٢-‏٨‏.‏)‏ وكذلك فان القياس الواسع والمفصَّل للهيكل الرؤيوي الذي شاهده حزقيال كان ضمانا للمسبيين اليهود في بابل ان العبادة الحقة ستُردّ في موطنهم.‏ وكان ايضا مذكِّرا بأنه،‏ نظرا الى ذنوبهم،‏ كان على اسرائيل ان يبلغوا مستوى مقاييس اللّٰه المقدسة.‏ —‏ حزقيال ٤٠:‏​٣،‏ ٤؛‏ ٤٣:‏١٠‏.‏

٦ لأي شيء يكون امر يوحنا بأن يقيس مقدس الهيكل والكهنة الذين يقدمون العبادة فيه علامة؟‏ أَوضحوا.‏

٦ لذلك،‏ عندما يؤمر يوحنا بأن يقيس مقدس الهيكل والكهنة الذين يقدمون العبادة فيه،‏ يكون ذلك علامة انه لا شيء يمكن ان يحول دون اتمام مقاصد يهوه المتعلقة بترتيب الهيكل واولئك المقترنين به،‏ وأن هذه المقاصد تقترب من ذروتها.‏ والآن اذ يوضع كل شيء،‏ تحت قدمي ملاك يهوه القوي،‏ يحين الوقت لأن يصير «جبل بيت يهوه .‏ .‏ .‏ ثابتا فوق رؤوس الجبال».‏ (‏اشعيا ٢:‏​٢-‏٤‏)‏ فعبادة يهوه النقية يجب ان ترفَّع،‏ بعد قرون من ارتداد العالم المسيحي.‏ ويحين الوقت ايضا لان يقام الافراد من اخوة يسوع الامناء الذين ماتوا الى «قدس الاقداس».‏ (‏دانيال ٩:‏٢٤؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏​١٤-‏١٦؛‏ رؤيا ٦:‏١١؛‏ ١٤:‏٤‏)‏ وآخر المختومين على الارض من «عبيد الهنا» يجب ان يقاسوا وفقا للمقاييس الالهية لكي يتأهَّلوا لمكانهم الدائم في ترتيب الهيكل كأبناء للّٰه مولودين من الروح.‏ وصف يوحنا اليوم مدرك كاملا المقاييس المقدسة هذه ومصمِّم على بلوغ مستواها.‏ —‏ رؤيا ٧:‏​١-‏٣؛‏ متى ١٣:‏​٤١،‏ ٤٢؛‏ افسس ١:‏​١٣،‏ ١٤‏؛‏ قارنوا روما ١١:‏٢٠‏.‏

دوس الدار

٧ (‏أ)‏ لماذا يؤمر يوحنا بعدم قياس الدار؟‏ (‏ب)‏ متى ديست المدينة المقدسة ٤٢ شهرا؟‏ (‏ج)‏ كيف فشل رجال دين العالم المسيحي في التمسك بمقاييس يهوه البارة ٤٢ شهرا؟‏

٧ ولماذا مُنع يوحنا من قياس الدار؟‏ يخبرنا بهذه الكلمات:‏ ‏«وأما الدار التي هي خارج مقدس الهيكل،‏ فاطرحْها خارجا ولا تقِسها،‏ لأنها أُعطيت للامم،‏ وسيدوسون المدينة المقدسة تحت اقدامهم اثنين وأربعين شهرا».‏ ‏(‏رؤيا ١١:‏٢ ‏)‏ لاحظنا ان الدار الداخلية تمثِّل الموقف البار على الارض للمسيحيين المولودين من الروح.‏ وكما سنرى،‏ فإن الاشارة هنا هي الى الـ‍ ٤٢ شهرا الحرفية الممتدة من كانون الاول ١٩١٤ الى حزيران ١٩١٨،‏ عندما وُضع جميع المدَّعين المسيحية تحت امتحان قاسٍ.‏ فهل كانوا سيتمسكون بمقاييس يهوه البارة في اثناء سنوات الحرب تلك؟‏ معظمهم لم يفعلوا ذلك.‏ وككل،‏ وضع رجال دين العالم المسيحي القومية قبل الطاعة للشريعة الالهية.‏ وفي كلا جانبي الحرب،‏ التي جرى خوضها بشكل رئيسي في العالم المسيحي،‏ كرز رجال الدين للشباب في الخنادق.‏ والملايين قُتلوا.‏ وبحلول وقت ابتداء الدينونة ببيت اللّٰه في السنة ١٩١٨،‏ كانت الولايات المتحدة قد دخلت ايضا في اراقة الدم هذه ورجال دين كل العالم المسيحي قد جلبوا على انفسهم ذنب سفك الدم الذي لا يزال يصرخ من اجل الانتقام الالهي.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وطرحهم خارجا صار ثابتا ولا يمكن الغاؤه.‏ —‏ اشعيا ٥٩:‏​١-‏٣،‏ ٧،‏ ٨؛‏ ارميا ١٩:‏​٣،‏ ٤‏.‏

٨ في اثناء الحرب العالمية الاولى،‏ ماذا ادرك كثيرون من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ ولكن ماذا لم يقدِّروه كاملا؟‏

٨ ولكن،‏ ماذا عن الفريق الصغير لتلاميذ الكتاب المقدس؟‏ هل كانوا سيُقاسون فورا في السنة ١٩١٤ بالتصاقهم بالمقاييس الالهية؟‏ كلا.‏ فكالمدَّعين المسيحية للعالم المسيحي،‏ يجب ان يُمتحنوا هم ايضا.‏ لقد ‹طُرحوا خارجا،‏ أُعطوا للامم› ليجرَّبوا ويُضطهدوا بقساوة.‏ وأدرك كثيرون منهم انه يجب ألّا يخرجوا ويقتلوا رفيقهم الانسان،‏ ولكن حتى الآن لم يقدِّروا كاملا الحياد المسيحي.‏ (‏ميخا ٤:‏٣؛‏ يوحنا ١٧:‏​١٤،‏ ١٦؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٥‏)‏ وتحت الضغط من الامم،‏ ساير البعض.‏

٩ ما هي المدينة المقدسة التي داسها الامم،‏ وعلى الارض مَن يمثِّل هذه المدينة؟‏

٩ ولكن،‏ كيف كان ان تلك الامم داست المدينة المقدسة؟‏ من الواضح ان ذلك لا يشير الى اورشليم التي دُمِّرت قبل اكثر من ٢٥ سنة من كتابة سفر الرؤيا.‏ ولكنَّ المدينة المقدسة هي اورشليم الجديدة،‏ الموصوفة لاحقا في سفر الرؤيا،‏ التي يمثِّلها الآن على الارض المسيحيون الممسوحون الباقون في الدار الداخلية للهيكل.‏ وفي حينه سيصير هؤلاء ايضا جزءا من المدينة المقدسة.‏ ولذلك فإن دوسهم مساوٍ لدوس المدينة نفسها.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏​٢،‏ ٩-‏٢١‏.‏

الشاهدان

١٠ ماذا سيفعل شهود يهوه الامناء وهم مدوسون؟‏

١٠ حتى وهم مدوسون،‏ لا يتوقف هؤلاء الاولياء عن ان يكونوا شهود يهوه الامناء.‏ ولذلك تتابع النبوة:‏ ‏«‹وسأجعل شاهديَّ يتنبآن ألفًا ومئتين وستين يوما لابسين مِسْحا›.‏ هذان ترمز اليهما شجرتا الزيتون والمنارتان وهما قائمان امام رب الارض».‏ —‏ رؤيا ١١:‏​٣،‏ ٤‏.‏

١١ ماذا عنى للمسيحيين الممسوحين الامناء ان يتنبأوا وهم ‹لابسون مِسْحا›؟‏

١١ احتاج المسيحيون الممسوحون الامناء هؤلاء الى صفة الاحتمال،‏ لأنه كان عليهم ان يتنبأوا وهم ‹لابسون مِسْحا›.‏ فماذا عنى ذلك؟‏ في ازمنة الكتاب المقدس غالبا ما رمز المِسْح الى النوح.‏ وارتداؤه كان علامة ان الشخص قد تضعضعت حاله حزنا او كربا.‏ (‏تكوين ٣٧:‏٣٤؛‏ ايوب ١٦:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ حزقيال ٢٧:‏٣١‏)‏ وكان المِسْح مقترنا بالرسائل الحزينة للدينونة او الأسى التي وجب على انبياء اللّٰه ان ينادوا بها.‏ (‏اشعيا ٣:‏​٨،‏ ٢٤-‏٢٦؛‏ ارميا ٤٨:‏٣٧؛‏ ٤٩:‏٣‏)‏ ان ارتداء المِسْح يمكن ان يشير الى التواضع او التوبة بسبب التحذير الالهي.‏ (‏يونان ٣:‏٥‏)‏ والمِسْح الذي ارتداه الشاهدان يظهر انه يشير الى احتمالهما المتواضع في اعلان احكام يهوه.‏ لقد كانا شاهدين يناديان بيوم انتقامه الذي كان سيجعل الامم تنوح.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏​٤١-‏٤٣‏.‏

١٢ لماذا يبدو ان فترة الزمن التي ستكون فيها المدينة المقدسة مدوسة هي حرفية؟‏

١٢ كان على صف يوحنا ان يكرز بهذه الرسالة لزمن مذكور على نحو محدَّد:‏ ٢٦٠‏,‏١ يوما،‏ او ٤٢ شهرا،‏ طول الزمن عينه الذي ستكون فيه المدينة المقدسة مدوسة.‏ وهذه الفترة يبدو انها حرفية،‏ اذ يجري التعبير عنها بطريقتين مختلفتين،‏ اولا بالشهور ثم بالأيام.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ عند بداية يوم الرب،‏ كانت هنالك فترة موسومة من ثلاث سنوات ونصف السنة حين طابقت الاختبارات العسيرة لشعب اللّٰه الحوادث المنبأ بها هنا —‏ ابتداءً من كانون الاول سنة ١٩١٤ واستمرارا الى حزيران ١٩١٨.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ لقد كرزوا برسالة «مِسْح» تتعلق بدينونة يهوه للعالم المسيحي والعالم.‏

١٣ (‏أ)‏ ماذا يدل عليه واقع ان المسيحيين الممسوحين رُمز اليهم بشاهدين؟‏ (‏ب)‏ اية نبوة لزكريا تذكِّرنا بها دعوة يوحنا الشاهدين ‹شجرتَي الزيتون والمنارتين›؟‏

١٣ وواقع انه رُمز اليهم بشاهدين يؤكد لنا ان رسالتهم كانت دقيقة ومؤسَّسة جيدا.‏ (‏قارنوا تثنية ١٧:‏٦؛‏ يوحنا ٨:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏)‏ ويوحنا يدعوهما ‹شجرتَي الزيتون والمنارتين›،‏ قائلا انهما «قائمان امام رب الارض».‏ وهذا اشارة واضحة الى نبوة زكريا،‏ الذي رأى منارة بسبعة فروع وشجرتَي زيتون.‏ وقيل ان شجرتَي الزيتون تمثِّلان ‹الممسوحَين›،‏ اي الوالي زربابل ورئيس الكهنة يشوع،‏ ‹الواقفَين بجانب رب الارض كلها›.‏ —‏ زكريا ٤:‏​١-‏٣،‏ ١٤‏.‏

١٤ (‏أ)‏ ماذا اشارت اليه رؤيا زكريا لشجرتَي الزيتون؟‏ والمنارة؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان المسيحيون الممسوحون سيختبرون في اثناء الحرب العالمية الاولى؟‏

١٤ عاش زكريا في زمن اعادة البناء،‏ ورؤياه لشجرتَي الزيتون عنت ان زربابل ويشوع كانا سيتباركان بروح يهوه في تقوية الشعب على العمل.‏ ورؤيا المنارة ذكَّرت زكريا بأن لا ‹يحتقر يوم الامور الصغيرة› لأن مقاصد يهوه كانت ستُنفَّذ —‏ «‹لا بجيش ولا بقوة،‏ بل بروحي›،‏ قال يهوه الجنود».‏ (‏زكريا ٤:‏​٦،‏ ١٠؛‏ ٨:‏٩‏)‏ والفرقة الصغيرة من المسيحيين الذين يحملون بمثابرة نور الحق الى الجنس البشري في اثناء الحرب العالمية الاولى كانوا سيُستخدمون على نحو مماثل في عمل اعادة البناء.‏ وهم ايضا كانوا سيصيرون مصدرا للتشجيع،‏ وعلى الرغم من كونهم قليلين كانوا سيتعلَّمون الاتكال على مقدرة يهوه،‏ غير محتقرين يوم البدايات الصغيرة.‏

١٥ (‏أ)‏ واقع وصف المسيحيين الممسوحين بشاهدين يذكِّرنا ايضا بماذا؟‏ أَوضحوا.‏ (‏ب)‏ اي نوع من الآيات للشاهدين سلطة ان ينجزاه؟‏

١٥ وواقع وصفهم بشاهدين يذكِّرنا ايضا بالتجلّي.‏ ففي تلك الرؤيا،‏ ثلاثة من رسل يسوع رأوه في مجد الملكوت،‏ يرافقه موسى وايليا.‏ لقد رمز ذلك الى جلوس يسوع على عرشه المجيد في السنة ١٩١٤ لينجز عملا صوَّره مسبقا هذان النبيان.‏ (‏متى ١٧:‏​١-‏٣‏)‏ وعلى نحو ملائم،‏ يُرى الشاهدان الآن ينجزان آيات مذكِّرة بتلك التي لموسى وايليا.‏ مثلا،‏ يقول يوحنا عنهما:‏ ‏«وإن اراد احد ان يضرهما،‏ تخرج نار من فمهما وتلتهم اعداءهما.‏ وإن كان احد يريد ان يضرهما،‏ فهكذا لا بد ان يُقتل.‏ ان لهذين سلطة ان يغلقا السماء حتى لا ينزل مطر خلال ايام تنبؤهما».‏ —‏ رؤيا ١١:‏​٥،‏ ٦ أ .‏

١٦ (‏أ)‏ كيف تذكِّرنا الآية التي تشمل النار بالوقت حين جرى تحدّي سلطة موسى في اسرائيل؟‏ (‏ب)‏ كيف تحدّى رجال دين العالم المسيحي تلاميذ الكتاب المقدس وأثاروا المتاعب لهم في اثناء الحرب العالمية الاولى،‏ وكيف قام هؤلاء بالقتال المضاد؟‏

١٦ يذكِّرنا ذلك بالوقت حين جرى تحدّي سلطة موسى في اسرائيل.‏ فهذا النبي نطق بكلمات دينونة نارية،‏ ودمَّر يهوه المتمردين،‏ مهلكا ٢٥٠ منهم بنار حرفية من السماء.‏ (‏عدد ١٦:‏​١-‏٧،‏ ٢٨-‏٣٥‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ تحدّى قادة العالم المسيحي تلاميذ الكتاب المقدس،‏ قائلين ان هؤلاء لم يتخرجوا قط من الكليات اللاهوتية.‏ ولكنَّ شهود اللّٰه لديهم اوراق اعتماد اسمى كخدام:‏ اولئك الحلماء الذين اصغوا الى رسالتهم المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏​٢،‏ ٣‏)‏ وفي السنة ١٩١٧ نشر تلاميذ الكتاب المقدس السر المنتهي،‏ تعليق قوي على سفري الرؤيا وحزقيال.‏ وتبع ذلك توزيع ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏١٠ نسخة من النشرة ذات الصفحات الاربع شهرية تلاميذ الكتاب المقدس مع المقالة الخاصة بعنوان «سقوط بابل —‏ لماذا يجب ان يتألم الآن العالم المسيحي —‏ النتيجة النهائية».‏ وفي الولايات المتحدة،‏ استعمل رجال الدين الغضاب هستيريا الحرب كعذر لحظر الكتاب.‏ وفي بلدان اخرى أُخضع الكتاب للرقابة.‏ غير ان خدام اللّٰه استمروا في القتال المضاد بأعداد نارية من النشرة ذات الصفحات الاربع بعنوان أخبار الملكوت.‏ واذ تقدَّم يوم الرب،‏ كانت مطبوعات اخرى ستوضح حالة العالم المسيحي الميتة روحيا.‏ —‏ قارنوا ارميا ٥:‏١٤‏.‏

١٧ (‏أ)‏ اية حوادث في ايام ايليا شملت الجفاف والنار؟‏ (‏ب)‏ كيف خرجت نار من فم الشاهدين،‏ وأي جفاف كان مشمولا؟‏

١٧ وماذا عن ايليا؟‏ في ايام ملوك اسرائيل،‏ نادى هذا النبي بجفاف كتعبير عن حنق يهوه على الاسرائيليين العابدين البعل.‏ فدام ذلك ثلاث سنوات ونصف السنة.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏١؛‏ ١٨:‏​٤١-‏٤٥؛‏ لوقا ٤:‏٢٥؛‏ يعقوب ٥:‏١٧‏)‏ ولاحقا،‏ عندما ارسل الملك غير الامين اخَزْيا جنودا ليجبروا ايليا على المجيء الى حضرته الملكية،‏ طلب النبي نارا من السماء لتهلك الجنود.‏ وفقط عندما اظهر آمر عسكري احتراما لائقا لمركزه كنبي وافق ايليا على مرافقته الى الملك.‏ (‏٢ ملوك ١:‏​٥-‏١٦‏)‏ وبشكل مشابه،‏ بين ١٩١٤ و ١٩١٨،‏ لفتت البقية الممسوحة الانتباه بجرأة الى الجفاف الروحي في العالم المسيحي وحذَّرت من الدينونة النارية عند «مجيء يوم يهوه العظيم والمخوف».‏ —‏ ملاخي ٤:‏​١،‏ ٥؛‏ عاموس ٨:‏١١‏.‏

١٨ (‏أ)‏ اي سلطة أُعطيت للشاهدين،‏ وكيف ماثلت هذه تلك التي لموسى؟‏ (‏ب)‏ كيف شهَّر الشاهدان العالم المسيحي؟‏

١٨ يمضي يوحنا قائلا عن الشاهدين:‏ ‏«ولهما سلطة على المياه ان يحولاها الى دم وأن يضربا الارض بكل انواع الضربات كلما ارادا».‏ ‏(‏رؤيا ١١:‏٦ ب ‏)‏ ولكي يقنع فرعون بتحرير اسرائيل،‏ استخدم يهوه موسى في ضرب مصر الظالمة بضربات،‏ بما فيها تحويل المياه الى دم.‏ وبعد قرون،‏ تذكَّر اعداء اسرائيل الفلسطيّون جيدا اعمال يهوه ضد مصر،‏ مما جعلهم يصرخون:‏ «مَن يخلصنا من يد هذا الإله الجليل؟‏ هذا هو الإله الذي ضرب مصر شتى الضربات في البرية».‏ (‏١ صموئيل ٤:‏٨؛‏ مزمور ١٠٥:‏٢٩‏)‏ وموسى صوَّر يسوع،‏ الذي كان لديه سلطة ان يتلفظ بأحكام اللّٰه على القادة الدينيين في ايامه.‏ (‏متى ٢٣:‏١٣؛‏ ٢٨:‏١٨؛‏ اعمال ٣:‏٢٢‏)‏ وفي اثناء الحرب العالمية الاولى شهَّر اخوة المسيح،‏ الشاهدان،‏ نوع «المياه» المميت الذي كان العالم المسيحي يقدِّمه لرعاياه.‏

الشاهدان يُقتلان

١٩ وفقا لسجل سفر الرؤيا،‏ ماذا يحدث عندما ينهي الشاهدان شهادتهما؟‏

١٩ شديدة جدا كانت هذه الضربة على العالم المسيحي حتى انه بعدما تنبأ الشاهدان ٤٢ شهرا في مِسْح،‏ استخدم العالم المسيحي نفوذه العالمي ‹ليقتلهما›.‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«ومتى انهيا شهادتهما،‏ يصنع الوحش الصاعد من المهواة حربا معهما ويغلبهما ويقتلهما.‏ وتكون جثتاهما على الشارع الرئيسي للمدينة العظيمة التي تدعى بطريقة روحية سدوم ومصر،‏ حيث عُلِّق ايضا ربهما على خشبة.‏ وينظر اناس من الشعوب والقبائل والالسنة والامم الى جثتيهما ثلاثة ايام ونصفا،‏ ولا يدعون جثتيهما توضعان في قبر.‏ ويشمت بهما الساكنون على الارض ويستمتعون،‏ ويرسلون هدايا بعضهم الى بعض،‏ لأن هذين النبيين عذَّبا الساكنين على الارض».‏ —‏ رؤيا ١١:‏​٧‏-‏١٠‏.‏

٢٠ ما هو «الوحش الصاعد من المهواة»؟‏

٢٠ هذه هي الاولى من ٣٧ اشارة في سفر الرؤيا الى وحش.‏ وفي حينه سنفحص هذا الوحش وغيره من الوحوش بالتفصيل.‏ ويكفي ان نقول الآن ان «الوحش الصاعد من المهواة» هو من تصميم الشيطان،‏ نظام سياسي حيّ للاشياء.‏ * —‏ قارنوا رؤيا ١٣:‏١؛‏ دانيال ٧:‏​٢،‏ ٣،‏ ١٧‏.‏

٢١ (‏أ)‏ كيف استغل الاعداء الدينيون للشاهدين حالة الحرب؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يشير واقع ترك جثتي الشاهدين غير مدفونتين؟‏ (‏ج)‏ كيف يُنظر الى فترة الوقت ثلاثة ايام ونصف اليوم؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

٢١ من ١٩١٤ الى ١٩١٨ كانت الامم مشغولة بالحرب العالمية الاولى.‏ والمشاعر القومية ثارت،‏ وفي ربيع ١٩١٨ استغل الاعداء الدينيون للشاهدين الحالة.‏ فحرَّكوا اجهزة الدولة الشرعية بحيث سُجن الخدام المسؤولون بين تلاميذ الكتاب المقدس بالتهم الباطلة للتحريض على الفتنة.‏ فصُعق العاملون المعاونون الامناء.‏ وتوقف تقريبا نشاط الملكوت.‏ وكان كما لو ان عمل الكرازة ميت.‏ وفي ازمنة الكتاب المقدس كان عدم الدفن في القبر التذكاري اهانة فظيعة.‏ (‏مزمور ٧٩:‏​١-‏٣؛‏ ١ ملوك ١٣:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ ولذلك كان سيلتصق تعيير عظيم بترك الشاهدين غير مدفونين.‏ وفي مناخ فلسطين الحار،‏ تبتدئ حقا رائحة كريهة تنبعث من جثة في شارع مكشوف بعد ثلاثة ايام ونصف حرفية.‏ * (‏قارنوا يوحنا ١١:‏٣٩‏.‏)‏ وهكذا فإن هذا التفصيل في النبوة يشير الى الخزي الذي وجب على الشاهدين ان يتحملاه.‏ واولئك المذكورون اعلاه الذين سُجنوا حُرموا حتى الكفالة فيما كانت قضاياهم في الاستئناف.‏ وكانوا مكشوفين علنا لوقت طويل يكفي لأن يصيروا رائحة نتنة لسكان «المدينة العظيمة».‏ ولكن ماذا كانت هذه «المدينة العظيمة»؟‏

٢٢ (‏أ)‏ ما هي المدينة العظيمة؟‏ (‏ب)‏ كيف انضمت الصحافة العامة الى رجال الدين في الشماتة بالشاهدين عندما اسكتوا الكرازة؟‏ (‏انظروا الاطار.‏)‏

٢٢ يعطينا يوحنا بعض الدلائل.‏ فهو يقول ان يسوع عُلِّق هناك.‏ ولذلك نفكِّر فورا في اورشليم.‏ لكنه يقول ايضا ان المدينة العظيمة تدعى سدوم ومصر.‏ لقد دُعيت اورشليم الحرفية ذات مرة سدوم بسبب ممارساتها النجسة.‏ (‏اشعيا ١:‏​٨-‏١٠‏؛‏ قارنوا حزقيال ١٦:‏​٤٩،‏ ٥٣-‏٥٨‏.‏)‏ ومصر،‏ الدولة العالمية الاولى،‏ تظهر احيانا كصورة لنظام الاشياء العالمي هذا.‏ (‏اشعيا ١٩:‏​١،‏ ١٩؛‏ يوئيل ٣:‏١٩‏)‏ ولذلك تمثِّل هذه المدينة العظيمة «اورشليم» الدنسة التي تدَّعي عبادة اللّٰه ولكنها صارت نجسة وخاطئة،‏ مثل سدوم،‏ وجزءا من نظام الاشياء العالمي الشيطاني هذا،‏ مثل مصر.‏ انها تمثِّل العالم المسيحي،‏ المعادل العصري لاورشليم غير الامينة،‏ الهيئة التي كان لدى اعضائها سبب كبير ليشمتوا بالشاهدين عندما اسكتوا الكرازة المزعجة.‏

أُقيما ثانية!‏

٢٣ (‏أ)‏ ماذا يحدث للشاهدين بعد ثلاثة ايام ونصف،‏ وما هو الاثر في اعدائهما؟‏ (‏ب)‏ متى كان للرؤيا ١١:‏​١١،‏ ١٢ ونبوة حزقيال عن ادخال يهوه نسمة في العظام اليابسة في السهل اتمام عصري؟‏

٢٣ انضمت الصحافة العامة الى رجال الدين في ذم شعب اللّٰه،‏ اذ قالت احدى الصحف:‏ «ان خاتمة السر المنتهي قد أُعطيت».‏ ولكن،‏ لا شيء كان يمكن ان يكون ابعد من ذلك عن الحق!‏ فالشاهدان لم يبقيا ميتين.‏ نقرأ:‏ ‏«وبعد الايام الثلاثة والنصف دخل فيهما روح حياة من اللّٰه،‏ فوقفا على اقدامهما،‏ ووقع خوف عظيم على الناظرين إليهما.‏ وسمعا صوتا عاليا من السماء يقول لهما:‏ ‹اصعدا الى هنا›.‏ فصعدا الى السماء في السحابة،‏ وأبصرهما اعداؤهما».‏ ‏(‏رؤيا ١١:‏​١١،‏ ١٢ ‏)‏ وهكذا كان لهما اختبار مماثل لذاك الذي للعظام اليابسة في السهل الذي زاره حزقيال في رؤيا.‏ لقد ادخل يهوه نسمة في تلك العظام اليابسة فعادت الى الحياة،‏ مزوِّدا صورة لولادة امة اسرائيل من جديد بعد ٧٠ سنة من الاسر في بابل.‏ (‏حزقيال ٣٧:‏​١-‏١٤‏)‏ وكان لهاتين النبوتين،‏ في حزقيال وفي الرؤيا،‏ اتمامهما العصري المؤثِّر في السنة ١٩١٩،‏ عندما استرد يهوه شاهديه «الميتين» الى حياة ناشطة.‏

٢٤ عندما عاد الشاهدان الى الحياة،‏ ماذا كان الاثر في مضطهديهم الدينيين؟‏

٢٤ يا لها من صدمة للمضطهِدين هؤلاء!‏ فجثَّتا الشاهدين كانتا حيتين ونشيطتين ثانية على نحو مفاجئ.‏ وكان ذلك جرعة مريرة ليبتلعها رجال الدين هؤلاء،‏ وبالاكثر لأن الخدام المسيحيين الذين خططوا لوضعهم في السجن كانوا احرارا ثانية،‏ وكانوا سيُبرَّأون كاملا في وقت لاحق.‏ ولا بد ان الصدمة كانت اعظم ايضا عندما عقد تلاميذ الكتاب المقدس،‏ في ايلول ١٩١٩،‏ محفلا في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وهنا اثار ج.‏ ف.‏ رذرفورد المطلق سراحه مؤخرا المجتمعين بخطابه «اعلان الملكوت»،‏ المؤسَّس على رؤيا ١٥:‏٢ واشعيا ٥٢:‏٧‏.‏ والذين هم من صف يوحنا بدأوا مجدَّدا ‹يتنبأون›،‏ او يكرزون علنا.‏ وقد تقدَّموا من قوة الى قوة مشهِّرين بلا خوف رياء العالم المسيحي.‏

٢٥ (‏أ)‏ متى قيل للشاهدين «اصعدا الى هنا»،‏ وكيف حدث ذلك؟‏ (‏ب)‏ اي اثر صادم كان لاسترداد الشاهدين في المدينة العظيمة؟‏

٢٥ حاول العالم المسيحي مرة بعد مرة ان يكرر انتصاره للسنة ١٩١٨.‏ فلجأ الى اعمال الشغب،‏ المناورات القانونية،‏ السجن،‏ وحتى الاعدام —‏ جميعها دون نتيجة!‏ وبعد السنة ١٩١٩ كانت منطقة عمل الشاهدين الروحية بعيدة عن مناله.‏ ففي تلك السنة قال يهوه لهما:‏ «اصعدا الى هنا»،‏ فصعدا الى حالة روحية مرفَّعة حيث يمكن لاعدائهما ان يروهما ولكن لا يمكنهم ان يلمسوهما.‏ ويصف يوحنا الاثر الصادم الذي كان لاستردادهما في المدينة العظيمة:‏ ‏«وفي تلك الساعة حدث زلزال عظيم،‏ فسقط عُشر المدينة.‏ وقُتل بالزلزال سبعة آلاف انسان،‏ وارتاع الباقون وأعطوا مجدا لإله السماء».‏ ‏(‏رؤيا ١١:‏١٣ ‏)‏ لقد كانت هنالك اضطرابات عظيمة حقا في حيِّز الدين.‏ وبدا ان الارض تتحرك تحت قادة الكنائس المؤسَّسة فيما ابتدأت هيئة المسيحيين المنشَّطين هذه بالعمل.‏ وعُشر مدينتهم،‏ مجازيا ٠٠٠‏,‏٧ شخص،‏ تأثَّروا بعمق بحيث يجري التحدث عنهم بأنهم قُتلوا.‏

٢٦ مَن يجري تمثيلهم بـ‍ «عُشر المدينة» و ‹السبعة آلاف› للرؤيا ١١:‏١٣‏؟‏ أَوضحوا.‏

٢٦ والعبارة «عُشر المدينة» تذكِّرنا أن اشعيا تنبأ في ما يتعلق بأورشليم القديمة ان عُشرا كان سينجو من دمار المدينة بصفته زرعا مقدَّسا.‏ (‏اشعيا ٦:‏١٣‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يذكِّرنا العدد ٠٠٠‏,‏٧ أنه عندما شعر ايليا بأنه بقي وحده امينا في اسرائيل،‏ اخبره يهوه انه لا يزال هنالك،‏ في الواقع،‏ ٠٠٠‏,‏٧ لم ينحنوا للبعل.‏ (‏١ ملوك ١٩:‏​١٤،‏ ١٨‏)‏ وفي القرن الاول،‏ قال الرسول بولس ان الـ‍ ٠٠٠‏,‏٧ هؤلاء يمثِّلون بقية اليهود الذين تجاوبوا مع البشارة عن المسيح.‏ (‏روما ١١:‏​١-‏٥‏)‏ هذه الآيات تساعدنا لنفهم ان ‹السبعة آلاف› و «عُشر المدينة» في رؤيا ١١:‏١٣ هم الذين يتجاوبون مع الشاهدين المستردَّين ويهجرون المدينة العظيمة الخاطئة.‏ انهم يموتون،‏ اذا جاز التعبير،‏ بالنسبة الى العالم المسيحي.‏ فلم تعُد اسماؤهم مكتوبة في قوائم عضويته.‏ ولم يعودوا موجودين في نظره.‏ *

٢٧،‏ ٢٨ (‏أ)‏ كيف ‹اعطى الباقون مجدا لإله السماء›؟‏ (‏ب)‏ ماذا أُجبر رجال دين العالم المسيحي على الاعتراف به؟‏

٢٧ ولكن كيف ‹اعطى الباقون [من العالم المسيحي] مجدا لإله السماء›؟‏ بالتأكيد ليس بهجر دينهم المرتدّ والصيرورة خداما للّٰه.‏ وبالاحرى،‏ انه كما يُشرح في دروس الكلام في العهد الجديد لڤنسان،‏ في مناقشة العبارة «أَعطوا مجدا لإله السماء».‏ فهناك يُذكر:‏ «العبارة لا تدل على الاهتداء،‏ ولا التوبة،‏ ولا الشكر،‏ بل الاعتراف،‏ الذي هو معناها المعتاد في الاسفار المقدسة.‏ قارنوا يش ٧:‏١٩ (‏السبعينية)‏.‏ يوحنا ٩:‏٢٤؛‏ اعمال ١٢:‏٢٣؛‏ رو ٤:‏٢٠‏».‏ ولكدره،‏ كان يجب ان يعترف العالم المسيحي بأن اله تلاميذ الكتاب المقدس قد انجز عملا عظيما باستردادهم الى النشاط المسيحي.‏

٢٨ ربما قدَّم رجال الدين هذا الاقرار عقليا فقط،‏ او لانفسهم.‏ وبالتأكيد،‏ لا يُعرف ان احدا منهم اعترف علنا بإله الشاهدين.‏ لكنَّ نبوة يهوه بواسطة يوحنا تساعدنا على تمييز ما كان في قلوبهم وإدراك الصدمة المُذلَّة التي اختبروها في السنة ١٩١٩.‏ ومن تلك السنة فصاعدا،‏ اذ ترك ‹السبعة آلاف› العالم المسيحي على الرغم من جهوده الراسخة في التمسك بخرافه،‏ أُجبر رجال الدين على الاعتراف بأن اله صف يوحنا اقوى من الههم.‏ وفي السنوات اللاحقة كانوا سيدركون ذلك بوضوح اكثر ايضا،‏ اذ ان المزيد من رعاياهم كانوا سيرحلون،‏ مردِّدين كلمات الشعب عندما انتصر ايليا على انبياء البعل في جبل الكرمل:‏ «يهوه هو اللّٰه!‏ يهوه هو اللّٰه!‏».‏ —‏ ١ ملوك ١٨:‏٣٩‏.‏

٢٩ ماذا يقول يوحنا انه يأتي سريعا،‏ وأية زعزعة اضافية تنتظر العالم المسيحي؟‏

٢٩ ولكن أَصغوا!‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«مضى الويل الثاني.‏ وهوذا يأتي الويل الثالث سريعا».‏ ‏(‏رؤيا ١١:‏١٤ ‏)‏ اذا كان العالم المسيحي يتزعزع بما جرى حتى الآن،‏ فماذا سيفعل عندما يعلَن الويل الثالث،‏ ينفخ الملاك السابع في بوقه،‏ ويتم نهائيا سرّ اللّٰه المقدس؟‏ —‏ رؤيا ١٠:‏٧‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 4‏ من اجل مناقشة كاملة لهذا الهيكل الروحي العظيم،‏ انظروا المقالة «هيكل يهوه الروحي العظيم» في برج المراقبة،‏ عدد ١ تموز ١٩٩٦،‏ والمقالة «الهيكل الحقيقي الوحيد للعبادة فيه» عدد ١ ايلول ١٩٧٣.‏

^ ‎الفقرة 20‏ ‏«المهواة» (‏باليونانية،‏ أبيسّوس؛‏ بالعبرانية،‏ تْهوم ‏)‏ تشير رمزيا الى مكان خمول.‏ (‏انظروا رؤيا ٩:‏٢‏.‏)‏ ولكن،‏ بمعنى حرفي،‏ يمكن ان تشير ايضا الى البحر الواسع.‏ والكلمة العبرانية غالبا ما تترجَم «الغمر».‏ (‏مزمور ٧١:‏٢٠؛‏ ١٠٦:‏٩؛‏ يونان ٢:‏٥‏)‏ وهكذا يمكن قرن «الوحش الصاعد من المهواة» بـ‍ ‹الوحش الصاعد من البحر›.‏ —‏ رؤيا ١١:‏٧؛‏ ١٣:‏١‏.‏

^ ‎الفقرة 21‏ لاحظوا انه بفحص اختبارات شعب اللّٰه في هذا الوقت،‏ يظهر انه في حين يمثِّل الـ‍ ٤٢ شهرا ثلاث سنوات ونصفا حرفية،‏ فإن الثلاثة ايام والنصف لا تمثِّل فترة حرفية من ٨٤ ساعة.‏ وعلى الارجح،‏ يجري ذكر الفترة المحدَّدة لثلاثة ايام ونصف اليوم مرتين (‏في العددين ٩ و ١١‏)‏ لإبراز انها مجرد فترة قصيرة بالمقارنة مع الثلاث سنوات والنصف الفعلية للنشاط الذي يسبقها.‏

^ ‎الفقرة 26‏ قارنوا استعمال الكلمات «اموات»،‏ «مات»،‏ و «احياء» في آيات مثل روما ٦:‏​٢،‏ ١٠،‏ ١١؛‏ ٧:‏​٤،‏ ٦،‏ ٩؛‏ غلاطية ٢:‏١٩؛‏ كولوسي ٢:‏٢٠؛‏ ٣:‏٣‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ١٦٨]‏

الشماتة المشار اليها في الرؤيا ١١:‏١٠

في كتابه كارزون يقدِّمون اسلحة،‏ الصادر في ١٩٣٣،‏ يشير راي ه‍.‏ ابرامز الى مقاومة رجال الدين المرَّة لكتاب تلاميذ الكتاب المقدس السر المنتهي.‏ وهو يراجع محاولات رجال الدين ان يتخلَّصوا من تلاميذ الكتاب المقدس و ‹اقناعهم المهلك›.‏ وقد أدّى ذلك الى دعوى قضائية سبَّبت الحكم على ج.‏ ف.‏ رذرفورد وسبعة رفقاء بسنوات طويلة من السجن.‏ ويضيف الدكتور ابرامز:‏ «ان تحليلا لكامل القضية يقود الى الاستنتاج ان الكنائس ورجال الدين كانوا من حيث الاصل وراء الحركة لقمع الرصليين.‏ وفي كندا،‏ في شباط ١٩١٨،‏ بدأ القسوس حملة نظامية ضدهم وضد مطبوعاتهم،‏ وخصوصا السر المنتهي.‏ ووفقا لـ‍ تريبيون وينِّيپيڠ،‏ .‏ .‏ .‏ اعتُقد ان ‹شكاوى رجال الدين› سبَّبت بشكل مباشر منع انتشار كتابهم».‏

يتابع الدكتور ابرامز:‏ «عندما وصلت أخبار الحكم بعشرين سنة الى محرري الصحافة الدينية،‏ فإن كل واحدة من هذه المطبوعات،‏ كبيرة وصغيرة،‏ شمتت بهم.‏ وكنت عاجزا عن اكتشاف اية كلمات عطف في ايّ من الصحف الدينية التقليدية.‏ ‹لا يمكن ان يوجد شك›،‏ استنتج أپتون سينكلير،‏ ان ‹الاضطهاد .‏ .‏ .‏ نشأ جزئيا من واقع انهم ربحوا بغض الهيئات الدينية «التقليدية»›.‏ وما فشلت الجهود المشتركة للكنائس في فعله يبدو ان الحكومة الآن تنجح في انجازه عنهم».‏ وبعد اقتباس التعليقات الازدرائية لعدد من المطبوعات الدينية،‏ اشار الكاتب الى نقض القرار في محكمة الاستئناف ولاحظ:‏ «لقد استُقبل قرار المحلَّفين هذا بالصمت في الكنائس».‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦٣]‏

يوحنا يقيس الهيكل الروحي —‏ مقاييس يجب ان يبلغها الكهنوت الممسوح

‏[الصورتان في الصفحة ١٦٥]‏

ان عمل اعادة البناء بواسطة زربابل ويشوع اشار الى ان البدايات الصغيرة في يوم الرب كانت ستتبعها زيادة عظيمة بين شهود يهوه.‏ والتسهيلات كتلك الظاهرة اعلاه،‏ التي هي في بروكلين،‏ نيويورك،‏ كان يجب ان تتوسع على نحو عظيم لكي تساعد على سدّ حاجاتهم

‏[الصور في الصفحة ١٦٦]‏

رسائل الدينونة النارية التي اعلنها الشاهدان رمز اليها العمل النبوي لموسى وايليا

‏[الصورتان في الصفحة ١٦٩]‏

كالعظام اليابسة لحزقيال الاصحاح ٣٧‏،‏ تجري اعادة تنشيط الشاهدين لعمل الكرازة العصري