الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اعمال يهوه —‏ عظيمة وعجيبة

اعمال يهوه —‏ عظيمة وعجيبة

الفصل ٣١

اعمال يهوه —‏ عظيمة وعجيبة

الرؤيا ١٠ —‏ رؤيا ١٥:‏١–‏١٦:‏٢١

الموضوع:‏ يهوه في مقدسه؛‏ جامات غضبه السبعة تُسكب على الارض

وقت الاتمام:‏ ١٩١٩ الى هرمجدون

١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية آية ثالثة يخبر بها يوحنا؟‏ (‏ب)‏ اي دور ملائكي كان معروفا لمدة طويلة عند خدام يهوه؟‏

امرأة تلد ولدا ذكرا!‏ تنين عظيم يسعى الى التهام هذا الولد!‏ ان هاتين الآيتين السماويتين،‏ المصوَّرتين بحيوية الى حد بعيد في الرؤيا الاصحاح ١٢‏،‏ بيَّنتا لنا ان الخصومة الطويلة العهد التي تشمل نسل امرأة اللّٰه والشيطان ونسله الابليسي تبلغ ذروتها.‏ وفي ابراز هذين الرمزين،‏ يقول يوحنا:‏ «وظهرت آية عظيمة في السماء .‏ .‏ .‏ وظهرت آية اخرى».‏ (‏رؤيا ١٢:‏​١،‏ ٣،‏ ٧-‏١٢‏)‏ والآن يخبر يوحنا بآية ثالثة:‏ ‏«ورأيت في السماء آية أخرى عظيمة وعجيبة:‏ سبعة ملائكة معهم سبع ضربات.‏ هي الاخيرة،‏ لأن بها ينتهي غضب اللّٰه».‏ ‏(‏رؤيا ١٥:‏١ ‏)‏ وهذه الآية الثالثة لها ايضا معنى حيوي لخدام يهوه.‏

٢ لاحظوا الادوار المهمة التي للملائكة مرة اخرى في انجاز مشيئة اللّٰه.‏ وهذا الواقع كان معروفا لمدة طويلة عند خدام يهوه.‏ حتى ان صاحب المزمور قديما تحدث الى ملائكة كهؤلاء تحت الوحي،‏ حاثّا اياهم:‏ «باركوا يهوه يا ملائكته المقتدرين قوة،‏ العاملين بكلمته،‏ سمعا لصوت كلامه».‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٢٠‏)‏ والآن،‏ في هذا المشهد الجديد،‏ يعيَّن الملائكة لسكب الضربات السبع الاخيرة.‏

٣ ما هي الضربات السبع،‏ وعلى ماذا يدل سكبها؟‏

٣ وما هي هذه الضربات؟‏ كنفخات الابواق السبع،‏ انها اعلانات دينونة قاسية جدا تظهر نظرة يهوه الى اوجه مختلفة لهذا العالم وتحذِّر من النتيجة النهائية لأحكامه.‏ (‏رؤيا ٨:‏١–‏٩:‏٢١‏)‏ وسكبها يشير الى تنفيذ هذه الاحكام،‏ عندما تدمَّر اهداف سخط يهوه في يوم اتقاد غضبه.‏ (‏اشعيا ١٣:‏​٩-‏١٣؛‏ رؤيا ٦:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ وهكذا،‏ بها «ينتهي غضب اللّٰه».‏ ولكن قبل وصف سكب الضربات،‏ يخبرنا يوحنا عن بعض البشر الذين لن يتأثروا بها على نحو مضاد.‏ واذ رفضوا سمة الوحش،‏ يرنِّم هؤلاء الاولياء تسابيح ليهوه فيما ينادون بيوم انتقامه.‏ —‏ رؤيا ١٣:‏​١٥-‏١٧‏.‏

ترنيمة موسى والحمل

٤ ماذا يصير ظاهرا ليوحنا الآن؟‏

٤ والآن يصير مشهد شامل رائع ظاهرا ليوحنا:‏ ‏«ورأيت مثل بحر زجاجي مختلط بنار،‏ والذين يخرجون منتصرين على الوحش وصورته وعدد اسمه واقفين عنده،‏ ومعهم قيثارات اللّٰه».‏ —‏ رؤيا ١٥:‏٢‏.‏

٥ ماذا يمثِّله ‹البحر الزجاجي المختلط بنار›؟‏

٥ ‏‹البحر الزجاجي› هو نفسه الذي رآه يوحنا في وقت ابكر،‏ الواقع امام عرش اللّٰه.‏ (‏رؤيا ٤:‏٦‏)‏ انه مماثل لـ‍ «البحر المسبوك» (‏حوض الماء)‏ في هيكل سليمان،‏ حيث كان الكهنة يحصلون على الماء ليطهروا انفسهم.‏ (‏١ ملوك ٧:‏٢٣‏)‏ وهكذا يكون تمثيلا حسنا لـ‍ «غُسل الماء»،‏ اي كلمة اللّٰه،‏ التي بها يطهر يسوع الجماعة الكهنوتية للمسيحيين الممسوحين.‏ (‏افسس ٥:‏​٢٥،‏ ٢٦؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٢‏)‏ وهذا البحر الزجاجي «مختلط بنار»،‏ مما يشير الى ان هؤلاء الممسوحين يُمتحنون ويُنقَّون اذ يطيعون المقياس السامي الموضوع امامهم.‏ واكثر من ذلك،‏ يذكِّرنا بأن كلمة اللّٰه تحتوي ايضا على تعابير احكام نارية ضد اعدائه.‏ (‏تثنية ٩:‏٣؛‏ صفنيا ٣:‏٨‏)‏ وبعض هذه الاحكام النارية يُعرَب عنها في الضربات السبع الاخيرة التي هي على وشك ان تُسكب.‏

٦ (‏أ)‏ مَن هم المرنِّمون الواقفون امام البحر الزجاجي السماوي،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة «يخرجون منتصرين»؟‏

٦ وواقع ان البحر المسبوك في هيكل سليمان كان لاستعمال الكهنة يشير الى ان المرنِّمين الواقفين امام البحر الزجاجي السماوي هم صف كهنوتي.‏ وهم لديهم «قيثارات اللّٰه»،‏ ولذلك نقرنهم بالشيوخ الـ‍ ٢٤ والـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ لان هذين الفريقين ايضا يرنِّمون بمصاحبة قيثارات.‏ (‏رؤيا ٥:‏٨؛‏ ١٤:‏٢‏)‏ والمرنِّمون الذين يراهم يوحنا «يخرجون منتصرين على الوحش وصورته وعدد اسمه».‏ ولذلك لا بد ان يكونوا من بين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين يحيون على الارض في اثناء الايام الاخيرة.‏ وكفريق،‏ يخرجون منتصرين فعلا.‏ فطوال ما يناهز ٩٠ سنة منذ السنة ١٩١٩،‏ رفضوا قبول سمة الوحش او النظر الى صورته بصفتها رجاء الانسان الوحيد للسلام.‏ وكثيرون منهم قد احتملوا بأمانة الى الموت،‏ وهؤلاء،‏ الآن في السماء،‏ يتبعون دون شك بمسرَّة خصوصية ترنيم اخوتهم الذين لا يزالون على الارض.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏​١١-‏١٣‏.‏

٧ كيف استُعملت القيثارة في اسرائيل القديمة،‏ وكيف يجب ان يؤثر فينا وجود قيثارات اللّٰه في رؤيا يوحنا؟‏

٧ ان هؤلاء المنتصرين الاولياء لديهم قيثارات اللّٰه.‏ وهم في ذلك كلاويِّي الهيكل في الماضي الذين عبدوا يهوه بترنيم بمصاحبة القيثارات.‏ وتنبَّأ البعض ايضا بمصاحبة القيثارات.‏ (‏١ أخبار الايام ١٥:‏١٦؛‏ ٢٥:‏​١-‏٣‏)‏ والموسيقى الجميلة للقيثارة زخرفت ترانيم فرح اسرائيل وصلوات تسبيحهم وشكرهم ليهوه.‏ (‏١ أخبار الايام ١٣:‏٨؛‏ مزمور ٣٣:‏٢؛‏ ٤٣:‏٤؛‏ ٥٧:‏​٧،‏ ٨‏)‏ وفي اوقات الكآبة او الاسر،‏ لم تكن تُسمع القيثارة.‏ (‏مزمور ١٣٧:‏٢‏)‏ ووجود قيثارات اللّٰه في هذه الرؤيا يجب ان ينبِّه توقُّعنا الى ترنيمة نصر وتهلُّل تسبيحا وشكرا لالهنا.‏ *

٨ اية ترنيمة تُرنَّم،‏ وما هي كلماتها؟‏

٨ هذا ما يخبر به يوحنا:‏ ‏«وهم يرنمون ترنيمة موسى عبد اللّٰه وترنيمة الحمل،‏ قائلين:‏ ‹عظيمة وعجيبة هي اعمالك،‏ يا يهوه اللّٰه،‏ القادر على كل شيء.‏ بارة وحق هي طرقك،‏ يا ملك الابدية.‏ مَن لن يخافك،‏ يا يهوه،‏ ويمجد اسمك،‏ لأنك وحدك وليّ؟‏ فجميع الامم سيأتون ويقدِّمون العبادة امامك،‏ لأن احكامك البارة قد أُظهرت›».‏ —‏ رؤيا ١٥:‏​٣،‏ ٤‏.‏

٩ لماذا دُعيت الترنيمة جزئيا «ترنيمة موسى»؟‏

٩ هؤلاء المنتصرون يرنِّمون «ترنيمة موسى»،‏ اي ترنيمة مماثلة للتي رنَّمها موسى في ظروف مشابهة.‏ فبعد ان شهد الاسرائيليون الضربات العشر في مصر ودمار الجيوش المصرية في البحر الاحمر،‏ قادهم موسى في ترنيمة نصر كهذه تسبيحا ليهوه،‏ مناديا:‏ «يهوه يملك الى الدهر والابد».‏ (‏خروج ١٥:‏​١-‏١٩‏)‏ وكم يكون ملائما للمرنِّمين في رؤيا يوحنا،‏ اذ ينتصرون على الوحش ويكونون مشمولين بالمناداة بالضربات السبع الاخيرة،‏ ان يرنِّموا ايضا ‹لملك الابدية›!‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏١٧‏.‏

١٠ اية ترنيمة اخرى ألَّفها موسى،‏ وكيف يتعلق العدد الاخير منها بالجمع الكثير اليوم؟‏

١٠ وفي ترنيمة اخرى،‏ أُلِّفت فيما كان اسرائيل يستعدّ لغزو كنعان،‏ اخبر موسى المسنّ هذه الامة:‏ «اني أعلن اسم يهوه.‏ أعطوا عظمة لإلهنا!‏».‏ والعدد الاخير من هذه الترنيمة اعطى ايضا التشجيع لغير الاسرائيليين،‏ وكلمات موسى الملهمة تبلغ الجمع الكثير اليوم:‏ «تهللوا ايها الامم مع شعبه».‏ ولماذا يجب ان يتهللوا؟‏ لأن يهوه الآن «ينتقم لدم خدامه،‏ ويرد نقمة على خصومه».‏ وهذا التنفيذ للدينونة البارة سيجلب ابتهاجا لجميع الذين يرجون يهوه.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏​٣،‏ ٤٣؛‏ روما ١٥:‏​١٠-‏١٣؛‏ رؤيا ٧:‏٩‏.‏

١١ كيف تستمر الترنيمة التي سمعها يوحنا في حيازة اتمام؟‏

١١ كم كان سيفرح موسى نفسه ان يكون في يوم الرب الآن،‏ مرنِّما الى جانب الجوقة السماوية:‏ «جميع الامم سيأتون ويقدِّمون العبادة امامك»!‏ وهذه الترنيمة الفائقة تستمر في حيازة اتمام رائع اليوم اذ نرى،‏ لا في الرؤيا فقط بل كحقيقة حية،‏ الملايين من «الامم» الذين يتدفقون الآن بفرح الى هيئة يهوه الارضية.‏

١٢ لماذا دُعيت ترنيمة المنتصرين ايضا «ترنيمة الحمل»؟‏

١٢ إلا ان هذه الترنيمة ليست فقط ترنيمة موسى بل ايضا «الحمل».‏ وكيف ذلك؟‏ كان موسى نبي يهوه لاسرائيل،‏ ولكنَّ موسى نفسه تنبَّأ ان يهوه كان سيقيم نبيا مثله.‏ وهذا الشخص تبيَّن انه الحمل،‏ يسوع المسيح.‏ وبينما كان موسى «عبد اللّٰه» كان يسوع ابن اللّٰه،‏ وفي الواقع،‏ موسى الاعظم.‏ (‏تثنية ١٨:‏​١٥-‏١٩؛‏ اعمال ٣:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ عبرانيين ٣:‏​٥،‏ ٦‏)‏ ولذلك يرنِّم المرنِّمون ايضا «ترنيمة الحمل».‏

١٣ (‏أ)‏ كيف يكون يسوع،‏ على الرغم من انه اعظم من موسى،‏ مثله؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نتَّحد مع المرنِّمين؟‏

١٣ كموسى،‏ رنَّم يسوع علنا تسابيح اللّٰه وتنبَّأ عن ظفره على جميع اعدائه.‏ (‏متى ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢؛‏ ٢٦:‏٣٠؛‏ لوقا ١٩:‏​٤١-‏٤٤‏)‏ ويسوع تطلَّع ايضا الى الوقت الذي فيه تأتي الامم لتسبِّح يهوه،‏ وبصفته «حمل اللّٰه» المضحّي بالذات،‏ بذل حياته البشرية ليجعل ذلك ممكنا.‏ (‏يوحنا ١:‏٢٩؛‏ رؤيا ٧:‏٩‏؛‏ قارنوا اشعيا ٢:‏​٢-‏٤؛‏ زكريا ٨:‏٢٣‏.‏)‏ وكما قدَّر موسى اسم اللّٰه،‏ يهوه،‏ ومجَّد هذا الاسم،‏ كذلك جعل يسوع اسم اللّٰه ظاهرا.‏ (‏خروج ٦:‏​٢،‏ ٣؛‏ مزمور ٩٠:‏​١،‏ ١٧؛‏ يوحنا ١٧:‏٦‏)‏ وبما ان يهوه ذو ولاء،‏ فإن وعوده المجيدة اكيدة الاتمام.‏ بالتأكيد،‏ اذًا،‏ نحن متَّحدون مع هؤلاء المرنِّمين الاولياء،‏ مع الحمل،‏ ومع موسى،‏ في الموافقة على كلمات الترنيمة:‏ «مَن لن يخافك،‏ يا يهوه،‏ ويمجد اسمك؟‏».‏

الملائكة ذوو الجامات

١٤ مَن يراهم يوحنا يخرجون من المقدس،‏ وماذا يُعطى لهم؟‏

١٤ من الملائم ان نسمع ترنيمة هؤلاء الغالبين الممسوحين.‏ ولماذا؟‏ لأنهم يعلنون على الارض الاحكام التي تحتويها الجامات الممتلئة من غضب اللّٰه.‏ ولكنَّ سكب هذه الجامات يشمل اكثر من مجرد البشر،‏ كما يمضي يوحنا مظهرا:‏ ‏«وبعد هذا نظرت،‏ وكان مقدس خيمة الشهادة مفتوحا في السماء،‏ وخرج من المقدس الملائكة السبعة الذين معهم الضربات السبع،‏ لابسين كتَّانا نقيا متألقا ومتمنطقين عند صدورهم بمناطق ذهبية.‏ وواحد من المخلوقات الحية الاربعة أعطى الملائكة السبعة سبعة جامات ذهبية ممتلئة من غضب اللّٰه،‏ الحي الى أبد الآبدين».‏ —‏ رؤيا ١٥:‏​٥‏-‏٧‏.‏

١٥ لماذا ليس مدهشا ان يخرج الملائكة السبعة من المقدس؟‏

١٥ في ما يختص بالهيكل الاسرائيلي،‏ الذي احتوى على تمثيلات للامور السماوية،‏ كان يمكن لرئيس الكهنة فقط ان يدخل قدس الاقداس،‏ المدعو هنا «المقدس».‏ (‏عبرانيين ٩:‏​٣،‏ ٧‏)‏ فهو يمثِّل مكان حضور يهوه في السماء.‏ ولكن،‏ في السماء عينها،‏ ليس لرئيس الكهنة يسوع المسيح فقط امتياز الدخول امام يهوه بل للملائكة ايضا.‏ (‏متى ١٨:‏١٠؛‏ عبرانيين ٩:‏​٢٤-‏٢٦‏)‏ اذًا،‏ ليس مدهشا ان يُرى الملائكة السبعة يخرجون من المقدس في السماء.‏ فلديهم مهمة من يهوه اللّٰه نفسه:‏ اسكبوا الجامات الممتلئة من غضب اللّٰه.‏ —‏ رؤيا ١٦:‏١‏.‏

١٦ (‏أ)‏ ماذا يظهر ان الملائكة السبعة مؤهَّلون جيدا لعملهم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يشير الى ان آخرين مشمولون بالعمل العظيم لسكب الجامات الرمزية؟‏

١٦ ان هؤلاء الملائكة مؤهَّلون جيدا لهذا العمل.‏ وهم متسربلون بكتَّان نقي ومتألق،‏ مما يظهر انهم انقياء روحيا وقديسون،‏ ابرار في نظر يهوه.‏ وأيضا،‏ يلبسون مناطق ذهبية.‏ والمناطق تُستخدم عادة عندما يتمنطق الشخص لعمل يجب انجازه.‏ (‏لاويين ٨:‏​٧،‏ ١٣؛‏ ١ صموئيل ٢:‏١٨؛‏ لوقا ١٢:‏٣٧؛‏ يوحنا ١٣:‏​٤،‏ ٥‏)‏ ولذلك فان الملائكة متمنطقون لانجاز تعيين ما.‏ وعلاوة على ذلك،‏ فان مناطقهم ذهبية.‏ وفي المسكن القديم،‏ استُخدم الذهب ليمثِّل امورا الهية وسماوية.‏ (‏عبرانيين ٩:‏​٤،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ ويعني ذلك ان هؤلاء الملائكة لديهم مهمة خدمة الهية ثمينة لتأديتها.‏ وهذا العمل العظيم يشمل آخرين ايضا.‏ فواحد من المخلوقات الحية الاربعة يناولهم الجامات الفعلية.‏ وهذا،‏ دون شك،‏ كان المخلوق الحي الاول،‏ الشبيه بأسد،‏ رامزا الى الجرأة والشجاعة التي لا تُقهر اللازمتين للمناداة بأحكام يهوه.‏ —‏ رؤيا ٤:‏٧‏.‏

يهوه في مقدسه

١٧ ماذا يخبرنا يوحنا عن المقدس،‏ وكيف يذكِّرنا ذلك بالمقدس في اسرائيل القديمة؟‏

١٧ وأخيرا،‏ اذ يُكمِل هذا الجزء من الرؤيا،‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«فامتلأ المقدس دخانا بسبب مجد اللّٰه وقدرته،‏ ولم يقدر احد ان يدخل المقدس حتى انتهت سبع ضربات الملائكة السبعة».‏ ‏(‏رؤيا ١٥:‏٨ ‏)‏ كانت هنالك مناسبات في تاريخ اسرائيل غطت فيها سحابةٌ المقدس الحرفي،‏ وهذا الاعراب عن مجد يهوه منع الكهنة من الدخول الى هناك.‏ (‏١ ملوك ٨:‏​١٠،‏ ١١؛‏ ٢ أخبار الايام ٥:‏​١٣،‏ ١٤‏؛‏ قارنوا اشعيا ٦:‏​٤،‏ ٥‏.‏)‏ وكانت هذه اوقاتا كانت ليهوه فيها على نحو فعَّال علاقة بالتطورات على الارض.‏

١٨ متى سيعود الملائكة السبعة ليقدموا تقريرا ليهوه؟‏

١٨ يهوه مهتم ايضا بعمق بالامور التي تحدث على الارض الآن.‏ وهو يريد من الملائكة السبعة ان يكملوا تعيينهم.‏ انه وقت ذروي للدينونة،‏ كما هو موصوف في مزمور ١١:‏​٤-‏٦‏:‏ «يهوه في هيكله المقدس.‏ يهوه في السموات عرشه.‏ عيناه تنظران،‏ ونظراته تفحص بني البشر.‏ يهوه يفحص البار والشرير،‏ ومحب العنف تبغضه نفسه.‏ يمطر على الأشرار فخاخا،‏ نارا وكبريتا،‏ وريحا لافحة،‏ فتكون كأسا يشربونها».‏ فإلى ان تُسكب الضربات السبع على الاشرار،‏ لن يعود الملائكة السبعة الى حضرة يهوه الرفيعة.‏

١٩ (‏أ)‏ اي امر يجري اصداره،‏ ومن قِبل مَن؟‏ (‏ب)‏ متى لا بد ان يكون قد بدأ سكب الجامات الرمزية؟‏

١٩ والامر الذي يوحي بالرهبة يدوّي راعدا:‏ ‏«وسمعت صوتا عاليا من المقدس يقول للملائكة السبعة:‏ ‹اذهبوا واسكبوا جامات غضب اللّٰه السبعة على الارض›».‏ ‏(‏رؤيا ١٦:‏١ ‏)‏ فمَن يصدر هذا الامر؟‏ لا بد انه يهوه نفسه،‏ لان اشراق مجده وقوته منع ايّ شخص آخر من دخول المقدس.‏ لقد اتى يهوه الى هيكله الروحي من اجل الدينونة في السنة ١٩١٨.‏ (‏ملاخي ٣:‏​١-‏٥‏)‏ اذًا،‏ لا بد انه اعطى الامر بسكب جامات غضب اللّٰه بعد ذلك التاريخ بوقت قصير.‏ وفي الواقع،‏ ابتدأت المناداة بالاحكام التي تحتويها الجامات الرمزية بكثافة في السنة ١٩٢٢.‏ والمناداة بها تزداد على نحو تصاعدي اليوم.‏

الجامات ونفخات الابواق

٢٠ ماذا تظهره وتحذِّر منه جامات غضب يهوه،‏ وكيف تُسكب؟‏

٢٠ ان جامات غضب يهوه تُظهِر اوجه مشهد العالم كما ينظر اليها يهوه وتحذِّر من الاحكام التي سينفذها يهوه.‏ والملائكة تسكب الجامات من خلال وكالة جماعة المسيحيين الممسوحين على الارض،‏ الاشخاص الذين يرنِّمون ترنيمة موسى وترنيمة الحمل.‏ وفيما نادى بالملكوت بصفته بشارة،‏ اظهر صف يوحنا بجرأة محتويات جامات الغضب هذه.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ رؤيا ١٤:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وهكذا تكون رسالتهم المزدوجة سلمية في المناداة بالحرية للجنس البشري ولكن حربية في التحذير من «يوم انتقام لإلهنا».‏ —‏ اشعيا ٦١:‏​١،‏ ٢‏.‏

٢١ كيف تعادل اهداف جامات غضب اللّٰه الاربعة الاولى تلك التي لنفخات الابواق الاربع الاولى،‏ وفي ماذا تختلف؟‏

٢١ ان اهداف جامات غضب اللّٰه الاربعة الاولى تعادل تلك التي لنفخات الابواق الاربع الاولى،‏ اي الارض،‏ البحر،‏ الانهار وينابيع المياه،‏ والمصادر السماوية للنور.‏ (‏رؤيا ٨:‏​١-‏١٢‏)‏ ولكنَّ نفخات الابواق اعلنت ضربات على «ثلث»،‏ في حين ان الكل أُصيب بسكب جامات غضب اللّٰه.‏ وهكذا،‏ بينما نال العالم المسيحي،‏ بصفته ‹ثلثا›،‏ الانتباه الاول في اثناء يوم الرب،‏ لم يُعف ولا جزء واحد من نظام الشيطان من ضربه برسائل احكام يهوه المغيظة والاحزان التي تجلبها.‏

٢٢ كيف كانت نفخات الابواق الثلاث الاخيرة مختلفة،‏ وكيف تتعلَّق بجامات غضب يهوه الثلاثة الاخيرة؟‏

٢٢ ونفخات الابواق الثلاث الاخيرة كانت مختلفة،‏ لأنها دُعيت ويلات.‏ (‏رؤيا ٨:‏١٣؛‏ ٩:‏١٢‏)‏ والاثنان الاولان من هذه تألَّفا على نحو خصوصي من الجراد وجيوش الخيالة،‏ فيما قدَّم الثالث ولادة ملكوت يهوه.‏ (‏رؤيا ٩:‏​١-‏٢١؛‏ ١١:‏​١٥-‏١٩‏)‏ وكما سنرى،‏ فإن جامات غضبه الثلاثة الاخيرة تغطّي ايضا بعض هذه الاوجه،‏ ولكنها مختلفة الى حد ما عن الويلات الثلاثة.‏ فلننتبه الآن جيدا الى الانكشافات المؤثِّرة التي تنتج من سكب جامات غضب يهوه.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 7‏ على نحو مثير للاهتمام،‏ اصدر صف يوحنا في السنة ١٩٢١ المطبوعة المساعدة على درس الكتاب المقدس قيثارة اللّٰه،‏ التي طُبع منها اكثر من خمسة ملايين نسخة بأكثر من ٢٠ لغة.‏ وقد ساعدت على جلب مزيد من المرنِّمين الممسوحين.‏

‏[اسئلة الدرس]‏