الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المحارب الملك ينتصر في هرمجدون

المحارب الملك ينتصر في هرمجدون

الفصل ٣٩

المحارب الملك ينتصر في هرمجدون

الرؤيا ١٣ —‏ رؤيا ١٩:‏​١١-‏٢١

الموضوع:‏ يسوع يقود جيوش السماء لتدمير نظام اشياء الشيطان

وقت الاتمام:‏ بعد دمار بابل العظيمة

١ ما هي هرمجدون،‏ وماذا يؤدي اليها؟‏

هرمجدون ‏—‏ كلمة مخيفة لكثيرين!‏ ولكنها بالنسبة الى محبّي البر تدل على اليوم المنتظَر لزمن طويل حين ينفِّذ يهوه الدينونة الاخيرة في الامم.‏ انها ليست حرب الانسان بل «حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء» —‏ يوم انتقامه من حكام الارض.‏ (‏رؤيا ١٦:‏​١٤،‏ ١٦؛‏ حزقيال ٢٥:‏١٧‏)‏ وبتخريب بابل العظيمة،‏ سيكون الضيق العظيم قد ابتدأ.‏ ثم،‏ اذ يحرِّضهم الشيطان،‏ سيركِّز الوحش القرمزي اللون وقرونه العشرة هجومهم على شعب يهوه.‏ وابليس،‏ اذ يكون ساخطا اكثر من ايّ وقت مضى على هيئة اللّٰه المشبَّهة بامرأة،‏ يصمِّم على استخدام ادواته في شنّ حرب حتى النهاية على باقي نسلها.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٧‏)‏ فهذه هي فرصة الشيطان الاخيرة!‏

٢ مَن هو جوج الماجوجي،‏ وكيف يحرِّكه يهوه ليهاجم شعبه الخاص؟‏

٢ ان هجوم ابليس القاسي يوصف على نحو حيوي في حزقيال الاصحاح ٣٨‏.‏ هنا يدعى الشيطان المنحط ‹جوجا،‏ من ارض ماجوج›.‏ ويجعل يهوه كلاليب مجازية في فكَّي جوج،‏ جارّا اياه وجيشه الكثير الى الهجوم.‏ وكيف يفعل ذلك؟‏ بجعله جوجا يرى شهوده شعبا بلا دفاع ‹مجموعا من الامم،‏ جامعا ثروة وأملاكا وساكنا في وسط الارض›.‏ فهؤلاء يشغلون مكانا مركزيا على الارض بصفتهم الشعب الوحيد الذي يرفض عبادة الوحش وصورته.‏ وقوتهم وازدهارهم الروحيان يُحنِقان جوجا.‏ ولذلك يندفع جوج وجيشه الكثير،‏ بمن فيهم الوحش الصاعد من البحر بقرونه العشرة،‏ للقتل.‏ ولكن،‏ بخلاف بابل العظيمة،‏ يتمتع شعب اللّٰه الطاهر بالحماية الالهية!‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏١،‏ ٢،‏ ٤،‏ ١١،‏ ١٢،‏ ١٥؛‏ رؤيا ١٣:‏١‏.‏

٣ كيف يتخلَّص يهوه من جيش جوج؟‏

٣ وكيف يتخلَّص يهوه من جوج وكل جمهوره؟‏ أَصغوا!‏ «‹أستدعي السيف عليه في كل جبالي›،‏ يقول السيد الرب يهوه.‏ ‹فيكون سيف كل واحد على اخيه›».‏ ولكن لا الاسلحة النووية ولا التقليدية ستنفع في ذلك النزاع،‏ لأن يهوه يعلن:‏ «احاكمه بالوبإ وبالدم،‏ وأُمطر عليه وعلى فِرق جيشه وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه وابلا من المطر الغامر وحجارة برد ونارا وكبريتا.‏ فأتعظم وأتقدس وأُعرف امام عيون امم كثيرة،‏ فيعلمون اني انا يهوه».‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏​٢١-‏٢٣؛‏ ٣٩:‏١١‏؛‏ قارنوا يشوع ١٠:‏​٨-‏١٤؛‏ قضاة ٧:‏​١٩-‏٢٢؛‏ ٢ أخبار الايام ٢٠:‏​١٥،‏ ٢٢-‏٢٤؛‏ ايوب ٣٨:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏

المدعوّ «الامين والحق»‏

٤ كيف يصف يوحنا يسوع المسيح في ثوب القتال؟‏

٤ يستدعي يهوه السيف.‏ ومَن ذا الذي يحسن استخدام هذا السيف؟‏ اذ نعود الى سفر الرؤيا،‏ نجد الجواب في رؤيا مثيرة اخرى.‏ فأمام عيني يوحنا تنفتح السموات لتظهر شيئا يوحي حقا بالرهبة —‏ يسوع المسيح نفسه في ثوب القتال!‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«ورأيت السماء مفتوحة،‏ وإذا فرس ابيض.‏ والجالس عليه يدعى الامين والحق،‏ وبالبر يدين ويخوض حربا.‏ عيناه لهب نار،‏ وعلى رأسه اكاليل كثيرة».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١١،‏ ١٢ أ.‏

٥،‏ ٦ على ماذا يدل (‏أ)‏ ‹الفرس الابيض›؟‏ (‏ب)‏ الاسم «الامين والحق»؟‏ (‏ج)‏ عينان مثل «لهب نار»؟‏ (‏د)‏ «اكاليل كثيرة»؟‏

٥ كما في الرؤيا الابكر للفرسان الاربعة،‏ يكون هذا ‹الفرس الابيض› رمزا ملائما الى الحرب البارة.‏ (‏رؤيا ٦:‏٢‏)‏ ومَن من بني اللّٰه يمكن ان يكون اكثر برا من هذا المحارب الجبار؟‏ واذ «يدعى الامين والحق»،‏ لا بد ان يكون «الشاهد الامين والحق»،‏ يسوع المسيح.‏ (‏رؤيا ٣:‏١٤‏)‏ وهو يخوض الحرب لكي ينفِّذ احكام يهوه البارة.‏ وهكذا يقوم بواجبه بصفته الديَّان المعيَّن من يهوه،‏ و‹الاله القدير›.‏ (‏اشعيا ٩:‏٦‏)‏ وعيناه توحيان بالخوف مثل «لهب نار»،‏ اذ تتطلعان الى دمار خصومه الناري الآتي.‏

٦ تتوِّج الاكاليل رأس هذا المحارب الملك.‏ والوحش الذي رآه يوحنا صاعدا من البحر كانت له عشرة اكاليل،‏ مما يمثِّل حكمه الموقَّت للمشهد الارضي.‏ (‏رؤيا ١٣:‏١‏)‏ ولكنَّ يسوع له «اكاليل كثيرة».‏ فحكمه المجيد لا مثيل له،‏ اذ انه «ملك السائدين كملوك ورب السائدين كأرباب».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٥‏.‏

٧ ما هو الاسم المكتوب الذي ليسوع؟‏

٧ يستمر وصف يوحنا:‏ ‏«وله اسم مكتوب لا يعرفه احد إلا هو».‏ ‏(‏رؤيا ١٩:‏١٢ ب ‏)‏ يتحدث الكتاب المقدس سابقا عن ابن اللّٰه بأسماء مثل يسوع،‏ عمانوئيل،‏ وميخائيل.‏ ولكنَّ هذا ‹الاسم› غير المذكور يَظهر انه يمثِّل المركز والامتيازات التي يتمتع بها يسوع في خلال يوم الرب.‏ (‏قارنوا رؤيا ٢:‏١٧‏.‏)‏ واشعيا،‏ اذ يصف يسوع منذ السنة ١٩١٤،‏ يقول:‏ «يدعى اسمه مشيرا عجيبا،‏ إلها قديرا،‏ ابا ابديا،‏ رئيس السلام».‏ (‏اشعيا ٩:‏٦‏)‏ والرسول بولس قرن اسم يسوع بامتيازاته الرفيعة للخدمة عندما كتب:‏ ‹رفَّع اللّٰه [يسوع] الى مركز اعلى وأنعم عليه بالاسم الذي يعلو كل اسم آخر،‏ لكي تنحني باسم يسوع كل ركبة›.‏ —‏ فيلبي ٢:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

٨ لماذا يسوع فقط يمكن ان يعرف الاسم المكتوب،‏ ومع مَن يشترك في بعض امتيازاته السامية؟‏

٨ وامتيازات يسوع فريدة.‏ وباستثناء يهوه نفسه،‏ يسوع فقط يمكن ان يفهم ما يعنيه ان يشغل المرء مركزا رفيعا كهذا.‏ (‏قارنوا متى ١١:‏٢٧‏.‏)‏ ولذلك،‏ بين جميع مخلوقات اللّٰه،‏ يسوع فقط يمكن ان يقدِّر كاملا هذا الاسم.‏ غير ان يسوع يشمل عروسه ببعض هذه الامتيازات.‏ ولذلك يصنع هذا الوعد:‏ ‹مَن يغلب فسأكتب عليه اسمي الجديد›.‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٢‏.‏

٩ الى ماذا يشير (‏أ)‏ كون يسوع ‹متسربلا برداء مرشوش بدم›؟‏ (‏ب)‏ كون يسوع يدعى «كلمة اللّٰه»؟‏

٩ يضيف يوحنا:‏ ‏«وهو متسربل برداء مرشوش بدم،‏ ويدعى اسمه كلمة اللّٰه».‏ ‏(‏رؤيا ١٩:‏١٣ ‏)‏ «دم» مَن هذا؟‏ يمكن ان يكون دم حياة يسوع،‏ المسفوك في سبيل الجنس البشري.‏ (‏رؤيا ١:‏٥‏)‏ ولكنه،‏ في هذه القرينة،‏ يشير على الارجح الى دم اعدائه الذي يُراق عندما تُنفَّذ احكام يهوه فيهم.‏ ويجري تذكيرنا بالرؤيا الابكر التي فيها تُحصد كرمة الارض وتداس في معصرة خمر غضب اللّٰه العظيمة حتى يبلغ الدم «علوّ لُجُم الخيل» —‏ مما يدل على نصر عظيم على اعداء اللّٰه.‏ (‏رؤيا ١٤:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ وبشكل مشابه،‏ يؤكد الدم المرشوش على رداء يسوع ان نصره حاسم وتام.‏ (‏قارنوا اشعيا ٦٣:‏​١-‏٦‏.‏)‏ والآن يتحدث يوحنا مرة اخرى عن كون يسوع مدعوّا باسم.‏ وهو في هذه المرة اسم معروف على نحو واسع —‏ «كلمة اللّٰه» —‏ محدِّدا هوية هذا المحارب الملك بصفته الناطق الرئيسي بلسان يهوه والمدافع عن الحق.‏ —‏ يوحنا ١:‏١؛‏ رؤيا ١:‏١‏.‏

رفقاء يسوع المحاربون

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف يظهر يوحنا ان يسوع ليس وحده في القتال؟‏ (‏ب)‏ ماذا يدل عليه واقع ان الخيل بيض وأن الفرسان لابسون «كتانا جيدا ابيض نقيا»؟‏ (‏ج)‏ مَن يشكِّلون «الجيوش» السماوية؟‏

١٠ ليس يسوع وحده في خوض هذا القتال.‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«وكانت الجيوش التي في السماء تتبعه على خيل بيض،‏ لابسين كتانا جيدا ابيض نقيا».‏ ‏(‏رؤيا ١٩:‏١٤ ‏)‏ وواقع ان الخيل «بيض» يدل على حرب بارة.‏ و ‹الكتان الجيد› ملائم لفرسان الملك،‏ وبياضه النقي المتلألئ يشير الى موقف بار وطاهر امام يهوه.‏ اذًا،‏ مَن يشكِّلون هذه «الجيوش»؟‏ لا شك انهم يشملون الملائكة القدوسين.‏ وكان في وقت باكر من يوم الرب ان ميخائيل وملائكته طرحوا الشيطان وأبالسته من السماء.‏ (‏رؤيا ١٢:‏​٧-‏٩‏)‏ واكثر من ذلك فان «جميع الملائكة» سيخدمون يسوع فيما يجلس على عرشه المجيد ويبتدئ يدين الامم والشعوب على الارض.‏ (‏متى ٢٥:‏​٣١،‏ ٣٢‏)‏ وبالتاكيد،‏ في الحرب الحاسمة،‏ عندما تُنفَّذ احكام يهوه حتى نهايتها،‏ سيرافق يسوعَ ملائكتُه مرة اخرى.‏

١١ وآخرون ايضا سيكونون مشمولين.‏ فعند ارسال رسالته الى الجماعة في ثياتيرا،‏ وعد يسوع:‏ «ومن يغلب ويحفظ اعمالي حتى النهاية فسأعطيه سلطة على الامم كما نلت انا من ابي،‏ فيرعاهم بعصا من حديد فيتكسرون كآنية خزفية».‏ (‏رؤيا ٢:‏​٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وعندما يأتي الوقت،‏ لا شك ان الافراد من اخوة المسيح الموجودين الآن في السماء سيشتركون في ان يرعوا الشعوب والامم بتلك العصا من حديد.‏

١٢ (‏أ)‏ هل سيشترك خدام اللّٰه على الارض في القتال في هرمجدون؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون شعب يهوه على الارض مشمولين في هرمجدون؟‏

١٢ ولكن،‏ ماذا عن خدام اللّٰه هنا على الارض؟‏ لن يكون لصف يوحنا دور فعَّال في القتال في هرمجدون؛‏ ولا لرفقائه الاولياء،‏ اولئك الناس من كل الامم الذين يجرون الى بيت يهوه الروحي للعبادة.‏ فهؤلاء الناس المسالمون قد طبعوا سيوفهم سككا.‏ (‏اشعيا ٢:‏​٢-‏٤‏)‏ ومع ذلك،‏ هم مشمولون الى حد بعيد!‏ وكما لاحظنا سابقا،‏ ان شعب يهوه العديم الدفاع حسب الظاهر هو مَن يهاجمه جوج وكل جمهوره بوحشية.‏ هذه هي العلامة للمحارب الملك الذي ليهوه،‏ الذي تدعمه الجيوش التي في السماء،‏ ليبتدئ بخوض حرب تؤدي الى فناء تلك الامم.‏ (‏حزقيال ٣٩:‏​٦،‏ ٧،‏ ١١‏؛‏ قارنوا دانيال ١١:‏٤٤–‏١٢:‏١‏.‏)‏ وكمتفرجين،‏ سيكون شعب اللّٰه على الارض مهتمين كثيرا.‏ فهرمجدون ستعني خلاصهم،‏ وسيحيون الى الابد كشهود عيان لحرب يهوه العظيمة للتبرئة.‏

١٣ كيف نعرف ان شهود يهوه ليسوا ضد كل حكومة؟‏

١٣ هل يعني ذلك ان شهود يهوه هم ضد كل حكومة؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فهم يطيعون مشورة الرسول بولس:‏ «لتخضع كل نفس للسلطات الفائقة».‏ وهم يدركون انه ما دام النظام الحاضر باقيا،‏ فإن هذه «السلطات الفائقة» توجد بسماح من اللّٰه للمحافظة على مقدار من النظام في المجتمع البشري.‏ وهكذا يدفع شهود يهوه ضرائبهم،‏ يطيعون القوانين،‏ يحترمون قوانين السير المحلية،‏ يذعنون لاجراءات التسجيل،‏ وهلمّ جرّا.‏ (‏روما ١٣:‏​١،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ واكثر من ذلك،‏ يتبعون مبادئ الكتاب المقدس بالكينونة صادقين ومستقيمين؛‏ بإظهار المحبة للقريب؛‏ ببناء وحدة عائلية ادبية قوية؛‏ وبتدريب اولادهم ليكونوا مواطنين مثاليين.‏ وبهذه الطريقة يوفون «ما لقيصر لقيصر،‏ وما للّٰه للّٰه».‏ (‏لوقا ٢٠:‏٢٥؛‏ ١ بطرس ٢:‏​١٣-‏١٧‏)‏ وبما ان كلمة اللّٰه تظهر ان الدول الحكومية لهذا العالم وقتية،‏ يتهيأ شهود يهوه الآن للحياة الاكمل،‏ الحياة الحقيقية،‏ التي سيجري التمتع بها قريبا في ظل حكم ملكوت المسيح.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​١٧-‏١٩‏)‏ ومع انهم لن يشتركوا في قلب دول هذا العالم،‏ يختبر الشهود رهبة توقيرية لما تقوله كلمة اللّٰه الملهمة،‏ الكتاب المقدس،‏ في ما يتعلق بالدينونة التي يوشك يهوه ان ينفِّذها في هرمجدون.‏ —‏ اشعيا ٢٦:‏​٢٠،‏ ٢١؛‏ عبرانيين ١٢:‏​٢٨،‏ ٢٩‏.‏

الى القتال الاخير!‏

١٤ الى ماذا يرمز ‹السيف الطويل الماضي› الخارج من فم يسوع؟‏

١٤ وبأيّ سلطة يُتِم يسوع غلبته؟‏ يعلِمنا يوحنا:‏ ‏«ومن فمه يخرج سيف طويل ماضٍ،‏ لكي يضرب به الامم،‏ وهو سيرعاهم بعصا من حديد».‏ ‏(‏رؤيا ١٩:‏١٥ أ ‏)‏ ان هذا ‹السيف الطويل الماضي› يمثِّل سلطة يسوع المعطاة من اللّٰه لاصدار الاوامر لتنفيذ الحكم في جميع الذين يرفضون ان يدعموا ملكوت اللّٰه.‏ (‏رؤيا ١:‏١٦؛‏ ٢:‏١٦‏)‏ وهذا الرمز الحي يناظر كلمات اشعيا:‏ «جعل [يهوه] فمي كسيف ماضٍ،‏ وفي ظل يده خبأني.‏ جعلني سهما مسنونا».‏ (‏اشعيا ٤٩:‏٢‏)‏ هنا رمز اشعيا الى يسوع،‏ الذي ينادي بأحكام اللّٰه وينفِّذها،‏ كما بسهم لا يخطئ.‏

١٥ عند هذه المرحلة من الوقت،‏ مَن سيكون قد شُهِّر وأُدين بغية وسم بداية ماذا؟‏

١٥ عند هذه المرحلة من الوقت،‏ سيكون يسوع قد عمل اتماما لكلمات بولس:‏ «وعندئذ يُكشَف المتعدي على الشريعة،‏ الذي يقضي عليه الرب يسوع بروح فمه ويبيده باستعلان حضوره».‏ نعم،‏ لقد أُثبت حضور (‏باليونانية،‏ پارُوْسيا ‏)‏ يسوع من السنة ١٩١٤ فصاعدا بتشهير وادانة انسان التعدي على الشريعة،‏ رجال دين العالم المسيحي.‏ وهذا الحضور سيُظهَر على نحو مؤثِّر عندما تنفِّذ القرون العشرة للوحش القرمزي اللون هذه الدينونة وتخرِّب العالم المسيحي،‏ الى جانب باقي بابل العظيمة.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏​١-‏٣،‏ ٨‏)‏ تلك ستكون بداية الضيق العظيم!‏ وبعد ذلك يحوِّل يسوع انتباهه الى ما يبقى من هيئة الشيطان،‏ انسجاما مع النبوة:‏ «يضرب الارض بعصا فمه،‏ ويميت الشرير بروح شفتيه».‏ —‏ اشعيا ١١:‏٤‏.‏

١٦ كيف تصف المزامير وارميا دور المحارب الملك المعيَّن من يهوه؟‏

١٦ ان المحارب الملك،‏ بصفته المعيَّن من يهوه،‏ سيميِّز بين اولئك الذين سينجون واولئك الذين سيموتون.‏ ويهوه،‏ اذ يتحدث نبويا الى ابن اللّٰه هذا،‏ يقول:‏ «تكسرهم [حكام الارض] بصولجان من حديد،‏ كإناء خزاف تحطمهم».‏ ويخاطب ارميا مثل هؤلاء القادة الحكوميين الفاسدين وأتباعهم،‏ قائلا:‏ «ولولوا ايها الرعاة،‏ واصرخوا!‏ وتمرغوا يا وجهاء القطيع؛‏ لأن ايامكم قد تمت للذبح وللتبديد،‏ فتسقطون كإناء نفيس!‏».‏ فمهما بدا هؤلاء الحكام كشيء نفيس للعالم الشرير،‏ فإن ضربة واحدة من صولجان الملك الحديدي ستقضي عليهم،‏ كما لو انها تهشِّم اناء جذابا.‏ وسيكون ذلك كما تنبَّأ داود عن الرب يسوع:‏ «يرسل يهوه عصا قوتك من صهيون،‏ ويقول:‏ ‹تسلط في وسط اعدائك›.‏ يهوه عن يمينك يحطم ملوكا في يوم غضبه.‏ يدين بين الامم،‏ يكثر الجثث».‏ —‏ مزمور ٢:‏​٩،‏ ١٢؛‏ ٨٣:‏​١٧،‏ ١٨؛‏ ١١٠:‏​١،‏ ٢،‏ ٥،‏ ٦؛‏ ارميا ٢٥:‏٣٤‏.‏

١٧ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا اجراء تنفيذ الاحكام للمحارب الملك؟‏ (‏ب)‏ اسردوا بعض النبوات التي تظهر كم سيكون يوم غضب اللّٰه مفجعا للامم.‏

١٧ يَظهر هذا المحارب الملك الجبار مرة اخرى في المشهد التالي من الرؤيا:‏ ‏«ويدوس ايضا معصرة خمر غضب سخط اللّٰه القادر على كل شيء».‏ ‏(‏رؤيا ١٩:‏١٥ ب ‏)‏ في رؤيا سابقة،‏ كان يوحنا قد رأى دوس «معصرة خمر غضب اللّٰه».‏ (‏رؤيا ١٤:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ واشعيا يصف ايضا معصرة خمر تنفيذ الاحكام،‏ ويخبر انبياء آخرون كم سيكون يوم غضب اللّٰه مفجعا لجميع الامم.‏ —‏ اشعيا ٢٤:‏​١-‏٦؛‏ ٦٣:‏​١-‏٤؛‏ ارميا ٢٥:‏​٣٠-‏٣٣؛‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ صفنيا ٣:‏٨؛‏ زكريا ١٤:‏​٣،‏ ١٢،‏ ١٣؛‏ رؤيا ٦:‏​١٥-‏١٧‏.‏

١٨ ماذا يكشف النبي يوئيل في ما يتعلق بإدانة يهوه جميع الامم؟‏

١٨ يقرن النبي يوئيل معصرة الخمر بمجيء يهوه ‹ليدين الامم المحيطة›.‏ ويهوه هو مَن يصدر الامر دون شك الى الديان المعاون المعيَّن من قبله،‏ يسوع،‏ وجيوشه السماوية:‏ «أعمِلوا المنجل،‏ لأن الحصاد قد نضج.‏ تعالوا وانزلوا،‏ لأن معصرة الخمر قد امتلأت.‏ فاضت حياض المعاصر لأن شرهم قد كثر.‏ جماهير جماهير في منخفض وادي القضاء،‏ لأن يوم يهوه قريب في منخفض وادي القضاء.‏ الشمس والقمر يظلمان،‏ والنجوم تمنع ضياءها.‏ ويهوه من صهيون يزأر،‏ ومن اورشليم يطلق صوته.‏ فتتزلزل السماء والارض.‏ لكن يهوه يكون ملجأ لشعبه،‏ وحصنا لبني اسرائيل.‏ فتعرفون اني انا يهوه إلهكم».‏ —‏ يوئيل ٣:‏​١٢-‏١٧‏.‏

١٩ (‏أ)‏ كيف ستجري الاجابة عن السؤال المطروح في ١ بطرس ٤:‏١٧‏؟‏ (‏ب)‏ اي اسم مكتوب على رداء يسوع،‏ ولماذا سيتبرهن انه ملائم؟‏

١٩ سيكون ذلك حقا يوم دينونة للامم والبشر العصاة ولكن يوم راحة لجميع الذين جعلوا يهوه والمحارب الملك الذي له ملجأهم!‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏​٦-‏٩‏)‏ والدينونة التي ابتدأت من بيت اللّٰه في السنة ١٩١٨ ستكون قد وصلت الى ذروتها،‏ مجيبة عن السؤال في ١ بطرس ٤:‏١٧‏:‏ «ما هي نهاية الذين لا يطيعون بشارة اللّٰه؟‏».‏ والظافر المجيد سيكون قد داس معصرة الخمر الى النهاية،‏ مظهرا انه المرفَّع الذي يقول عنه يوحنا:‏ ‏«وله على ردائه،‏ اي على فخذه،‏ اسم مكتوب:‏ ملك الملوك ورب الارباب».‏ ‏(‏رؤيا ١٩:‏١٦ ‏)‏ لقد تبرهن انه أقدر بكثير من ايّ حاكم ارضي،‏ ايّ ملك او رب بشري.‏ فكرامته وبهاؤه فائقان.‏ وقد ركب «من اجل الحق والتواضع والبر» وانتصر انتصارا دائما!‏ (‏مزمور ٤٥:‏٤‏)‏ وعلى ردائه المرشوش بالدم مكتوب الاسم الذي وهبه اياه السيد الرب يهوه،‏ الذي هو مبرِّئه!‏

مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة

٢٠ كيف يصف يوحنا «مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة»،‏ مما يذكِّر بأية نبوة ابكر،‏ ولكن مماثلة؟‏

٢٠ في رؤيا حزقيال،‏ بعد دمار جمهور جوج،‏ تُدعى الطيور والوحوش الى وليمة!‏ فهي تخلِّص وجه الارض من الجيف بأكل جثث اعداء يهوه.‏ (‏حزقيال ٣٩:‏​١١،‏ ١٧-‏٢٠‏)‏ وكلمات يوحنا التالية تذكِّر على نحو حيوي بتلك النبوة الابكر:‏ ‏«رأيت ايضا ملاكا واقفا في الشمس،‏ فصرخ بصوت عال وقال لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء:‏ ‹تعالي اجتمعي الى مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة،‏ لتأكلي لحوم ملوك ولحوم قواد جند ولحوم اقوياء ولحوم خيل والجالسين عليها،‏ ولحوم الكل،‏ احرار وعبيد وصغار وكبار›».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏

٢١ الى ماذا يشير (‏أ)‏ ‹وقوف الملاك في الشمس›؟‏ (‏ب)‏ واقع ان الاموات يُتركون مطروحين على وجه الارض؟‏ (‏ج)‏ قائمة اولئك الذين تُترك جيفهم مطروحة على الارض؟‏ (‏د)‏ التعبير «مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة»؟‏

٢١ ان الملاك ‹واقف في الشمس›،‏ مركز مطلّ للفت انتباه الطيور.‏ وهو يدعوها الى التهيُّؤ لتَتَّخم من لحم اولئك الذين يوشك ان يقتلهم المحارب الملك وجيوشه السماوية.‏ وواقع ان الاموات سيُتركون على وجه الارض يشير الى انهم سيموتون في خزي علني.‏ ومثل ايزابل قديما،‏ لن ينالوا دفنا مشرِّفا.‏ (‏٢ ملوك ٩:‏​٣٦،‏ ٣٧‏)‏ وقائمة اولئك الذين تُترك جيفهم مطروحة هناك تظهر مدى الدمار:‏ ملوك،‏ قواد جند،‏ اقوياء،‏ احرار،‏ وعبيد.‏ لا استثناءات.‏ فكل اثر اخير للعالم المتمرد على يهوه سيباد.‏ وبعد ذلك لن يكون هنالك بحر مضطرب من البشرية المشوَّشة في ما بعد.‏ (‏رؤيا ٢١:‏١‏)‏ هذه هي «مأدبة عشاء اللّٰه العظيمة»،‏ لان يهوه هو الذي يدعو الطيور لتشترك فيها.‏

٢٢ كيف يوجز يوحنا سير الحرب الاخيرة؟‏

٢٢ يوجز يوحنا سير الحرب الاخيرة:‏ ‏«ورأيت الوحش وملوك الارض وجيوشهم مجتمعين ليخوضوا الحرب ضد الجالس على الفرس وضد جيشه.‏ فأُمسك الوحش،‏ ومعه النبي الدجال الذي صنع قدامه الآيات التي بها اضل الذين نالوا سمة الوحش والذين يؤدون العبادة لصورته.‏ وطُرح كلاهما حيَّين في بحيرة النار المتقدة بالكبريت.‏ وقُتل الباقون بالسيف الطويل للجالس على الفرس،‏ السيف الخارج من فمه.‏ وشبعت جميع الطيور من لحومهم».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١٩‏-‏٢١‏.‏

٢٣ (‏أ)‏ بأي معنى يجري خوض «حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء» في هرمجدون؟‏ (‏ب)‏ اي تحذير فشل «ملوك الارض» في الاصغاء اليه،‏ وبأية عاقبة؟‏

٢٣ بعد سكب الجام السادس لسخط يهوه،‏ اخبر يوحنا ان «ملوك المسكونة بأسرها» جمعتهم الدعاية الشيطانية «الى حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء».‏ وهذه يجري خوضها في هرمجدون —‏ ليست موقعا حرفيا،‏ ولكنها الحالة العالمية التي تقتضي تنفيذ دينونة يهوه.‏ (‏رؤيا ١٦:‏​١٢،‏ ١٤،‏ ١٦‏)‏ ويرى يوحنا الآن خطوط القتال.‏ واذ يصطفون ضد اللّٰه،‏ يكون هنالك جميع «ملوك الارض وجيوشهم».‏ لقد رفضوا بعناد ان يذعنوا لمَلك يهوه.‏ وقد اعطاهم تحذيرا عادلا في الرسالة الملهمة:‏ «قبِّلوا الابن لئلا يشتد غضبه [يهوه] فتبيدوا من الطريق».‏ واذ لم يذعنوا لحكم المسيح،‏ يجب ان يموتوا.‏ —‏ مزمور ٢:‏١٢‏.‏

٢٤ (‏أ)‏ اية دينونة تُنفَّذ في الوحش والنبي الدجال،‏ وبأي معنى لا يزالان «حيَّين»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان تكون «بحيرة النار» مجازية؟‏

٢٤ ان الوحش الصاعد من البحر ذا الرؤوس السبعة والقرون العشرة،‏ اذ يمثِّل هيئة الشيطان السياسية،‏ يدمَّر دمارا تامًّا،‏ ويمضي معه النبي الدجال،‏ الدولة العالمية السابعة.‏ (‏رؤيا ١٣:‏​١،‏ ١١-‏١٣؛‏ ١٦:‏١٣‏)‏ وبينما لا يزالان «حيَّين»،‏ او لا يزالان عاملين في مقاومتهما المتحدة لشعب اللّٰه على الارض،‏ يُطرحان في «بحيرة النار».‏ وهل هذه بحيرة نار حرفية؟‏ كلا،‏ كما ان الوحش والنبي الدجال ليسا حيوانين حرفيين.‏ فهي بالاحرى رمز الى الدمار الاخير التام،‏ مكان اللاعودة.‏ وهنا سيُطرح لاحقا الموت وهادس،‏ اضافة الى ابليس نفسه.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏​١٠،‏ ١٤‏)‏ وهي بالتأكيد ليست جحيم عذاب ابدي للاشرار،‏ لان فكرة مكان كهذا مكرهة عند يهوه.‏ —‏ ارميا ١٩:‏٥؛‏ ٣٢:‏٣٥؛‏ ١ يوحنا ٤:‏​٨،‏ ١٦‏.‏

٢٥ (‏أ)‏ مَن هم الذين ‹يُقتلون بالسيف الطويل للجالس على الفرس›؟‏ (‏ب)‏ هل يجب ان نتوقع ان ايّا من الذين ‹يُقتلون› سينال قيامة؟‏

٢٥ وجميع الآخرين الذين لم يكونوا مباشرة جزءا من الحكومة،‏ بل كانوا مع ذلك جزءا غير قابل للاصلاح من عالم الجنس البشري الفاسد هذا،‏ هم كذلك ‹يُقتلون بالسيف الطويل للجالس على الفرس›.‏ فسيعلن يسوع استحقاقهم للموت.‏ وبما انه في حالتهم لا تُذكر بحيرة النار،‏ هل يجب ان نتوقع ان ينالوا قيامة؟‏ لا يجري اخبارنا في ايّ مكان ان الذين ينفِّذ فيهم الديَّان المعيَّن من يهوه الحكم في ذلك الحين سيقامون.‏ وكما ذكر يسوع نفسه،‏ ان جميع الذين ليسوا ‹خرافا› يمضون «الى النار الابدية المهيأة لإبليس وملائكته»،‏ اي «الى قطع ابدي».‏ (‏متى ٢٥:‏​٣٣،‏ ٤١،‏ ٤٦‏)‏ ويكون ذلك ذروة «يوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٧؛‏ ناحوم ١:‏​٢،‏ ٧-‏٩؛‏ ملاخي ٤:‏١‏.‏

٢٦ اذكروا باختصار نتيجة هرمجدون.‏

٢٦ بهذه الطريقة،‏ تنتهي كل هيئة الشيطان الارضية.‏ وتكون «السماء الاولى» للحكم السياسي قد زالت.‏ و «الارض»،‏ النظام الدائم حسب الظاهر الذي بناه الشيطان على مر القرون،‏ تكون الآن مدمَّرة تماما.‏ و «البحر»،‏ جمهور البشرية الشريرة المضاد ليهوه،‏ لا يكون من بَعد.‏ (‏رؤيا ٢١:‏١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٠‏)‏ ولكن،‏ ماذا يخبئ يهوه للشيطان نفسه؟‏ يتابع يوحنا ليخبرنا.‏

‏[اسئلة الدرس]‏