الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ترنيم ترنيمة النصر الجديدة

ترنيم ترنيمة النصر الجديدة

الفصل ٢٩

ترنيم ترنيمة النصر الجديدة

الرؤيا ٩ —‏ رؤيا ١٤:‏​١-‏٢٠

الموضوع:‏ الـ‍ ‎٠٠٠,١٤٤ هم مع الحمل على جبل صهيون؛‏ اعلانات ملائكية تدوّي في كل الارض؛‏ حصاد يُحصد

وقت الاتمام:‏ من السنة ١٩١٤ الى الضيق العظيم

١ ماذا كنا قد تعلَّمنا في ما يتعلق برؤيا الاصحاحات ٧‏،‏ ١٢‏،‏ و ١٣‏،‏ وماذا سنتعلَّم الآن؟‏

ما انعش الالتفات الى رؤيا يوحنا التالية!‏ فبالتباين مع هيئات التنين الغريبة الشبيهة بوحش،‏ نرى الآن خدام يهوه الاولياء ونشاطاتهم في اثناء يوم الرب.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وكانت رؤيا ٧:‏​١،‏ ٣ قد كشفت لنا ان اربع رياح الدمار يجري امساكها الى ان يُختم جميع الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ من العبيد الممسوحين هؤلاء.‏ ورؤيا ١:‏١٧ عرَّفت ان «باقي نسل [المرأة]» هؤلاء يصيرون الهدف الخصوصي للشيطان،‏ التنين،‏ في اثناء ذلك الوقت.‏ ورؤيا الاصحاح ١٣ وصَف بحيوية الهيئات السياسية التي اقامها الشيطان على الارض ليجلب ضغطا شديدا واضطهادا وحشيا على خدام يهوه الامناء.‏ ولكنَّ هذا العدو الرئيسي لا يمكنه ان يحبط قصد اللّٰه!‏ وسنتعلَّم الآن ان جميع الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ يجري تجميعهم على نحو ظافر،‏ على الرغم من نشاط الشيطان الحاقد.‏

٢ اية نظرة مسبقة الى نهاية سعيدة يعطينا اياها يوحنا في رؤيا ١٤:‏١‏،‏ ومَن هو الحمل؟‏

٢ يُعطى يوحنا،‏ ومعه صف يوحنا اليوم،‏ نظرة مسبقة الى هذه النتيجة السعيدة:‏ ‏«ونظرت فإذا الحمل واقف على جبل صهيون،‏ ومعه مئة وأربعة وأربعون ألفا لهم اسمه واسم أبيه مكتوبا على جباههم».‏ ‏(‏رؤيا ١٤:‏١ ‏)‏ كما رأينا،‏ هذا الحمل هو ميخائيل عينه الذي طهَّر السموات بطرح الشيطان وأبالسته.‏ وهو ميخائيل الذي يصفه دانيال ‹قائما من اجل بني شعب اللّٰه› فيما يستعد لـ‍ «يقوم» لتنفيذ احكام يهوه البارة.‏ (‏دانيال ١٢:‏١؛‏ رؤيا ١٢:‏​٧،‏ ٩‏)‏ ومنذ السنة ١٩١٤ يقف حمل اللّٰه المضحي بالذات هذا على جبل صهيون بصفته الملك المسيّاني.‏

٣ ما هو «جبل صهيون» الذي ‹يقف› عليه الحمل والـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏

٣ انه كما انبأ يهوه تماما:‏ «اني نصَّبت ملكي على صهيون جبلي المقدس».‏ (‏مزمور ٢:‏٦؛‏ ١١٠:‏٢‏)‏ لم يعد ذلك يشير الى جبل صهيون الارضي،‏ الموقع الجغرافي لاورشليم الارضية،‏ المدينة التي فيها كان الملوك البشر في سلالة داود يملكون.‏ (‏١ أخبار الايام ١١:‏​٤-‏٧؛‏ ٢ أخبار الايام ٥:‏٢‏)‏ كلا،‏ لأن يسوع،‏ بعد موته وقيامته في السنة ٣٣ ب‌م،‏ نُصِّب حجر زاوية اساسيا على جبل صهيون السماوي،‏ الموقع السماوي حيث قرَّر يهوه ان يضع ‹مدينة اللّٰه الحي،‏ اورشليم السماوية›.‏ ولذلك يمثل «جبل صهيون» هنا المركز المرفَّع ليسوع وشركائه في الميراث،‏ الذين يؤلفون اورشليم السماوية،‏ التي هي الملكوت.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏​٢٢،‏ ٢٨؛‏ افسس ٣:‏٦‏)‏ انه الحالة الملكية المجيدة التي اليها يرفِّعهم يهوه في اثناء يوم الرب.‏ وعلى مر القرون،‏ تطلَّع المسيحيون الممسوحون،‏ «كحجارة حية»،‏ بشوق الى الوقوف على جبل صهيون السماوي هذا،‏ متَّحدين بالرب يسوع المسيح الممجَّد في ملكوته الجليل.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏​٤-‏٦؛‏ لوقا ٢٢:‏​٢٨-‏٣٠؛‏ يوحنا ١٤:‏​٢،‏ ٣‏.‏

٤ كيف يكون جميع الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ واقفين على جبل صهيون؟‏

٤ يرى يوحنا ليس فقط يسوع بل الهيئة التامة للـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ من الوارثين الرفقاء للملكوت السماوي واقفين على جبل صهيون.‏ وفي الوقت الذي تمثِّله الرؤيا،‏ يكون كثيرون من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ ولكن ليس الجميع،‏ في السماء.‏ ولاحقا،‏ في الرؤيا عينها،‏ يعلم يوحنا ان بعض القديسين يجب بعدُ ان يحتملوا ويموتوا امناء.‏ (‏رؤيا ١٤:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ فمن الواضح،‏ اذًا،‏ ان بعض الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ لا يزالون على الارض.‏ فكيف يراهم يوحنا جميعا واقفين مع يسوع على جبل صهيون؟‏ * لأن هؤلاء الآن،‏ كأعضاء في جماعة المسيحيين الممسوحين،‏ قد ‹اقتربوا الى جبل صهيون ومدينة للّٰه الحي،‏ اورشليم السماوية›.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢٢‏)‏ وكبولس عندما كان لا يزال على الارض،‏ قد اقيموا —‏ بمعنى روحي —‏ ليكونوا في اتحاد بالمسيح يسوع في الاماكن السماوية.‏ (‏افسس ٢:‏​٥،‏ ٦‏)‏ وعلى نحو اضافي،‏ في السنة ١٩١٩ تجاوبوا مع الدعوة،‏ «اصعدا الى هنا»،‏ وبطريقة مجازية «صعدا الى السماء في السحابة».‏ (‏رؤيا ١١:‏١٢‏)‏ ونظرا الى هذه الآيات،‏ يمكننا ان نرى ان جميع الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ —‏ بطريقة روحية —‏ هم على جبل صهيون مع يسوع المسيح.‏

٥ اسما مَن مكتوبان على جباه الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ وما هو مغزى كل اسم؟‏

٥ ان الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ ليس لهم نصيب مع عبَّاد الوحش الذين يوسمون بالعدد الرمزي ٦٦٦.‏ (‏رؤيا ١٣:‏​١٥-‏١٨‏)‏ وبالتباين،‏ ان هؤلاء الاولياء لهم اسم اللّٰه واسم الحمل مكتوبين على جباههم.‏ ولا شك ان يوحنا،‏ وهو يهودي،‏ رأى اسم اللّٰه بالاحرف العبرانية،‏ יהוה‏.‏ * واذ يكون اسم ابي يسوع مكتوبا رمزيا على جباههم،‏ يعرِّف هؤلاء المختومون الجميع انهم شهود يهوه،‏ عبيده.‏ (‏رؤيا ٣:‏١٢‏)‏ وحيازتهم اسم يسوع معروضا ايضا على جباههم تشير الى انهم يعترفون بأنه يملكهم.‏ فهو ‹عريسهم› الذي خُطبوا له،‏ وهم ‹عروسه› المرتقبة،‏ «خليقة جديدة» تخدم اللّٰه بهدف الحياة السماوية.‏ (‏افسس ٥:‏​٢٢-‏٢٤؛‏ رؤيا ٢١:‏​٢،‏ ٩؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٧‏)‏ وعلاقتهم الحميمة بيهوه ويسوع المسيح تؤثر في كل افكارهم وأعمالهم.‏

الترنيم كترنيمة جديدة

٦ اي ترنيم يسمعه يوحنا،‏ وكيف يصفه؟‏

٦ وانسجاما مع ذلك،‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«وسمعت صوتا من السماء كصوت مياه كثيرة وكصوت رعد شديد.‏ وكان الصوت الذي سمعته كصوت مرنمين على القيثارة يعزفون على قيثاراتهم.‏ وهم يرنمون كترنيمة جديدة امام العرش وأمام المخلوقات الحية الاربعة والشيوخ.‏ ولم يقدر احد ان يتقن تلك الترنيمة إلا المئة والاربعة والاربعون الفا الذين اشتُروا من الارض».‏ ‏(‏رؤيا ١٤:‏​٢،‏ ٣ ‏)‏ لا عجب ان يجري تذكير يوحنا،‏ عند سماع الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ صوت منضمةً معا في ترنيمة عذبة واحدة،‏ بالشلالات الهادرة وجلجلة قصف الرعد.‏ وكم تكون مسرَّة هذه المصاحبة الصافية الشبيهة بقيثارة!‏ (‏مزمور ٨١:‏٢‏)‏ فأية جوقة على الارض يمكن ان تبلغ عظمة هذه الجوقة الرائعة؟‏

٧ (‏أ)‏ ما هي الترنيمة الجديدة للرؤيا ١٤:‏٣‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تكون ترنيمة المزمور ١٤٩:‏١ جديدة في ايامنا؟‏

٧ وما هي هذه ‹الترنيمة الجديدة›؟‏ كما لاحظنا في مناقشة رؤيا ٥:‏​٩،‏ ١٠‏،‏ للترنيمة علاقة بمقاصد ملكوت يهوه وتدبيره الرائع،‏ بواسطة يسوع المسيح،‏ لجعل اسرائيل الروحي «مملكة وكهنة لإلهنا».‏ انها ترنيمة تسبيح ليهوه تعلن الاشياء الجديدة التي ينجزها عن طريق اسرائيل اللّٰه ولمصلحتهم.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وأعضاء اسرائيل الروحي هذا يتجاوبون مع دعوة صاحب المزمور:‏ «سبحوا ياه!‏ رنِّموا ليهوه ترنيمة جديدة،‏ تسبيحه في جماعة الاولياء.‏ ليفرح اسرائيل بصانعه العظيم،‏ ليبتهج بنو صهيون بمَلِكهم».‏ (‏مزمور ١٤٩:‏​١،‏ ٢‏)‏ صحيح ان هذه الكلمات كُتبت منذ قرون،‏ ولكنها في ايامنا تُرنَّم بفهم جديد.‏ ففي السنة ١٩١٤ وُلد الملكوت المسيّاني.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٠‏)‏ وفي السنة ١٩١٩ بدأ شعب يهوه على الارض بإعلان «كلمة الملكوت» بغيرة متجدِّدة.‏ (‏متى ١٣:‏١٩‏)‏ واذ اثارتهم الآية السنوية للسنة ١٩١٩ (‏اشعيا ٥٤:‏١٧‏)‏ وشجعهم استردادهم الى فردوس روحي،‏ بدأوا في تلك السنة ‹يرنِّمون ويغنون من كل قلوبهم ليهوه›.‏ —‏ افسس ٥:‏١٩‏.‏

٨ لماذا فقط الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ قادرون على تعلُّم الترنيمة الجديدة للرؤيا ١٤:‏٣‏؟‏

٨ ولكن،‏ لماذا فقط الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ قادرون على تعلُّم الترنيمة المذكورة في رؤيا ١٤:‏٣‏؟‏ لأن لها علاقة باختباراتهم كورثة مختارين لملكوت اللّٰه.‏ فهم وحدهم يجري تبنِّيهم كابناء للّٰه ومسحهم بالروح القدس.‏ وهم وحدهم يجري شراؤهم من الارض ليصيروا جزءا من هذا الملكوت السماوي،‏ وهم وحدهم «سيكونون كهنة .‏ .‏ .‏ وسيملكون» مع يسوع المسيح ألف سنة لجلب الجنس البشري الى الكمال.‏ وهم وحدهم تجري رؤيتهم «يرنمون كترنيمة جديدة» في حضرة يهوه.‏ * ان هذه الاختبارات والآمال الفريدة تمنحهم تقديرا استثنائيا للملكوت وتمكِّنهم من الترنيم به بطريقة غير ممكنة لأيّ شخص آخر.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏٦؛‏ كولوسي ١:‏١٣؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

٩ كيف يتجاوب الجمع الكثير مع ترنيم الممسوحين،‏ وهكذا ايّ تحريض يتمِّمونه؟‏

٩ غير ان الآخرين يصغون ويتجاوبون مع ترنيمهم.‏ فمنذ السنة ١٩٣٥ يسمع جمع كثير متزايد من الخراف الاخر ترنيمتهم للنصر ويندفع الى الانضمام اليهم في اعلان ملكوت اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ رؤيا ٧:‏٩‏)‏ صحيح انه لا يمكن لهؤلاء القادمين الجدد ان يتعلَّموا تماما ترنيم الترنيمة الجديدة عينها التي يرنّمها الحكام المقبلون لملكوت اللّٰه.‏ ولكنهم هم ايضا ينشدون ترنيمة تسبيح عذبة ليهوه هي نشيد حمد ليهوه من اجل الاشياء الجديدة التي ينجزها.‏ وهكذا يتمِّمون تحريض صاحب المزمور:‏ «رنموا ليهوه ترنيمة جديدة.‏ رنمي ليهوه يا كل الارض.‏ رنموا ليهوه،‏ باركوا اسمه.‏ بشروا من يوم الى يوم بخلاصه.‏ أخبروا بين الامم بمجده،‏ بين جميع الشعوب بأعماله العجيبة.‏ انسبوا ليهوه يا عشائر الشعوب،‏ انسبوا ليهوه المجد والعزة.‏ قولوا بين الامم:‏ ‹يهوه قد ملك›».‏ —‏ مزمور ٩٦:‏​١-‏٣،‏ ٧،‏ ١٠؛‏ ٩٨:‏​١-‏٩‏.‏

١٠ كيف يمكن للـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ ان يرنموا «امام» الشيوخ الـ‍ ٢٤ الرمزيين؟‏

١٠ وكيف يمكن للـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ ان يرنموا «امام» الشيوخ،‏ اذ ان الشيوخ الـ‍ ٢٤ هم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ في مركزهم السماوي المجيد؟‏ في وقت باكر من يوم الرب،‏ أُقيم «الاموات الذين في اتحاد بالمسيح» كخلائق روحانية.‏ وهكذا فإن المسيحيين الممسوحين الامناء الذين غلبوا هم الآن في السماء،‏ منجزين رمزيا وظائف يمكن قرنها بتلك التي للفرق الـ‍ ٢٤ من الشيوخ الكهنوتيين.‏ وهم مشمولون في رؤيا هيئة يهوه السماوية.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ ١ أخبار الايام ٢٤:‏​١-‏١٨؛‏ رؤيا ٤:‏٤؛‏ ٦:‏١١‏)‏ ولذلك فإن بقية الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين لا يزالون على الارض يرنمون الترنيمة الجديدة امام،‏ او بمرأى من،‏ اخوتهم المقامين في السماء.‏

١١ لماذا يشار الى الغالبين الممسوحين بصفتهم الشيوخ الـ‍ ٢٤ والـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏

١١ عند هذه النقطة قد نسأل ايضا:‏ لماذا يشار الى هؤلاء الغالبين الممسوحين بصفتهم الشيوخ الـ‍ ٢٤ الرمزيين والـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏ لأن سفر الرؤيا ينظر الى هذا الفريق الواحد من وجهتي نظر مختلفتين.‏ فالشيوخ الـ‍ ٢٤ يجري اظهارهم دائما في مركزهم الاخير حول عرش يهوه،‏ منصَّبين ملوكا وكهنة في السموات.‏ وهم يرمزون الى كامل فريق الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ في مركزهم السماوي،‏ على الرغم من ان بقية صغيرة من هؤلاء لا يزالون على الارض في الوقت الحاضر.‏ (‏رؤيا ٤:‏​٤،‏ ١٠؛‏ ٥:‏​٥-‏١٤؛‏ ٧:‏​١١-‏١٣؛‏ ١١:‏​١٦-‏١٨‏)‏ ولكنَّ الرؤيا الاصحاح ٧ يركِّز على الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ بصفتهم يؤخذون من الجنس البشري،‏ ويشدِّد على قصد يهوه العظيم ان يختم العدد التام للاسرائيليين الروحيين الافراد ويمنح الخلاص لجمع كثير لا يُحصى.‏ والرؤيا الاصحاح ١٤ يزوِّد صورة تؤكد ان صف الملكوت التام للغالبين الافراد الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ سيُجمع مع الحمل على جبل صهيون.‏ والمؤهلات التي يجب بلوغها لكي يُعدَّ المرء مع الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ تُعرَّف ايضا،‏ كما سنرى الآن.‏ *

أتباع الحمل

١٢ (‏أ)‏ كيف يتابع يوحنا وصفه للـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى يشار الى الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ بصفتهم متبتلين؟‏

١٢ اذ يتابع وصفه للـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ الذين «اشتُروا من الارض»،‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«هؤلاء هم الذين لم يدنسوا انفسهم مع النساء،‏ فهم متبتلون.‏ هؤلاء هم الذين يتبعون الحمل حيثما يذهب.‏ هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة للّٰه وللحمل،‏ ولم يوجد في افواههم باطل،‏ فهم بلا شائبة».‏ ‏(‏رؤيا ١٤:‏​٤،‏ ٥ ‏)‏ وواقع ان الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ هم «متبتلون» لا يعني ان اعضاء هذا الصف هم بالضرورة غير متزوجين في الجسد.‏ فقد كتب الرسول بولس الى المسيحيين الذين كانت لديهم دعوة سماوية انه،‏ في حين توجد فوائد من العزوبة المسيحية،‏ يُفضَّل الزواج في ظروف معيَّنة.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏​١،‏ ٢،‏ ٣٦،‏ ٣٧‏)‏ فما يميِّز هذا الصف هو التبتُّل الروحي.‏ انهم يتجنبون الزنا الروحي مع السياسات العالمية ومع الدين الباطل.‏ (‏يعقوب ٤:‏٤؛‏ رؤيا ١٧:‏٥‏)‏ وبصفتهم عروس المسيح المخطوبة،‏ يحفظون انفسهم انقياء،‏ «بلا شائبة في وسط جيل ملتو ومعوج».‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٥‏.‏

١٣ لماذا الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ هم عروس ملائمة ليسوع المسيح،‏ وكيف «يتبعون الحمل حيثما يذهب»؟‏

١٣ بالاضافة الى ذلك،‏ «لم يوجد في افواههم باطل».‏ وفي ذلك،‏ هم كملكهم،‏ يسوع المسيح.‏ فكإنسان كامل،‏ «لم يرتكب خطية،‏ ولا وُجد في فمه خداع».‏ (‏١ بطرس ٢:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ واذ يكونون بلا شائبة وصادقين في آن واحد،‏ يجري إعداد الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ كعروس عفيفة لرئيس كهنة يهوه العظيم.‏ وعندما كان يسوع على الارض،‏ دعا المستقيمي القلب الى اتِّباعه.‏ (‏مرقس ٨:‏٣٤؛‏ ١٠:‏٢١؛‏ يوحنا ١:‏٤٣‏)‏ واولئك الذين تجاوبوا قلَّدوه في طريقة حياته وأطاعوا تعاليمه.‏ وهكذا،‏ في اثناء مسلكهم الارضي،‏ «يتبعون الحمل حيثما يذهب» فيما يوجِّههم عبر عالم الشيطان.‏

١٤ (‏أ)‏ كيف يكون الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ «باكورة للّٰه وللحمل»؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى يكون الجمع الكثير ايضا باكورة؟‏

١٤ ان الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ «اشتُروا من الارض»،‏ «اشتُروا من بين الناس».‏ ويجري تبنيهم كأبناء للّٰه،‏ وبعد قيامتهم،‏ لن يكونوا بعدُ مجرد بشر من لحم ودم.‏ وكما هو مذكور في العدد ٤‏،‏ يصيرون «باكورة للّٰه وللحمل».‏ صحيح ان يسوع،‏ قديما في القرن الاول،‏ كان «باكورة الراقدين».‏ ‏(‏١ كورنثوس ١٥:‏​٢٠،‏ ٢٣‏)‏ ولكنَّ الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ هم «باكورة» الجنس البشري الناقص،‏ الذين يجري شراؤهم بواسطة ذبيحة يسوع.‏ (‏يعقوب ١:‏١٨‏)‏ إلا ان تجميع الثمر من الجنس البشري لا ينتهي عندهم.‏ فسفر الرؤيا كان قد اشار الى حصاد جمع كثير لا يُحصى يصرخ بصوت عظيم:‏ «نحن مدينون بالخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحمل».‏ وهذا الجمع الكثير سينجو من الضيق العظيم،‏ واذ يستمرون في الانتعاش من «ينابيع مياه الحياة»،‏ سيُرفعون الى الكمال البشري على الارض.‏ وبعد الضيق العظيم ببعض الوقت،‏ ستُفرغ هادِس،‏ وملايين لا تُعد من البشر الآخرين سيقامون ويحظون بفرصة الشرب من مياه الحياة هذه عينها.‏ واذ نذكر ذلك،‏ يكون صحيحا ان ندعو الجمع الكثير باكورة الخراف الاخر —‏ فهم اول مَن ‹يغسِّلون حللهم ويبيِّضونها بدم الحمل› برجاء العيش الى الابد على الارض.‏ —‏ رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٠،‏ ١٤،‏ ١٧؛‏ ٢٠:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏

١٥ اية تطابقات هنالك بين الباكورات المختلفة الثلاث والاعياد المحتفَل بها تحت الشريعة الموسوية؟‏

١٥ ان هذه الباكورات الثلاث (‏يسوع المسيح،‏ الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤،‏ والجمع الكثير)‏ لها تطابقات مثيرة للاهتمام في الاعياد المحتفَل بها وفقا للشريعة الموسوية القديمة.‏ ففي ١٦ نيسان قمري،‏ في اثناء عيد الفطير،‏ كانت تقدَّم ليهوه حزمة باكورة حصاد الشعير.‏ (‏لاويين ٢٣:‏​٦-‏١٤‏)‏ و ١٦ نيسان قمري كان اليوم الذي اقيم فيه يسوع من الاموات.‏ وفي يوم الـ‍ ٥٠ من ١٦ نيسان قمري،‏ في الشهر الثالث،‏ احتفل الاسرائيليون بعيد الحصاد لبواكير حصاد الحنطة.‏ (‏خروج ٢٣:‏١٦؛‏ لاويين ٢٣:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ ودُعي هذا العيد يوم الخمسين (‏بالانكليزية پِنتِكوست،‏ من الكلمة اليونانية التي تعني «الخمسين»)‏،‏ وحدث في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م ان الاعضاء الاولين للـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ مُسحوا بالروح القدس.‏ وأخيرا،‏ في الشهر السابع عندما كان يُجمع الحصاد بكامله،‏ كان هنالك عيد المظال،‏ وقت شكر مفرح حيث كان الاسرائيليون يسكنون اسبوعا في مظال مصنوعة،‏ بين اشياء اخرى،‏ من سعف النخل.‏ (‏لاويين ٢٣:‏​٣٣-‏٤٣‏)‏ وبشكل متطابق،‏ يقدِّم الجمع الكثير،‏ الذين هم جزء من التجميع العظيم،‏ الشكر امام العرش «وفي ايديهم سعف نخل».‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩‏.‏

اعلان بشارة ابدية

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ يوحنا يرى ملاكا طائرا اين،‏ وأي اعلان يصنعه الملاك؟‏ (‏ب)‏ مَن يشملهم عمل الكرازة بالملكوت،‏ وأية اختبارات تشير الى ذلك؟‏

١٦ يكتب يوحنا بعد ذلك:‏ ‏«ورأيت ملاكا آخر طائرا في وسط السماء،‏ ومعه بشارة ابدية ليبشر الساكنين على الارض،‏ وكل امة وقبيلة ولسان وشعب،‏ قائلا بصوت عال:‏ ‹خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا،‏ لأن ساعة دينونته قد جاءت،‏ فاعبدوا صانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه›».‏ ‏(‏رؤيا ١٤:‏​٦،‏ ٧ ‏)‏ ان الملاك طائر «في وسط السماء»،‏ حيث يطير الطيور.‏ (‏قارنوا رؤيا ١٩:‏١٧‏.‏)‏ ولذلك يمكن سماع صوته حول الكرة الارضية.‏ وكم يكون اعلان الملاك العالمي هذا ذا مدى اعظم من ايّ نبإ تلفزيوني!‏

١٧ يجري حثّ كل شخص ان يخاف،‏ لا الوحش وصورته،‏ بل يهوه،‏ الذي هو اقوى على نحو لا يقارَن من ايّ وحش رمزي يسيطر عليه الشيطان.‏ ولا عجب فان يهوه خلق السماء والارض،‏ والآن اتى الوقت لأن يدين الارض!‏ (‏قارنوا تكوين ١:‏١؛‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏)‏ وعندما كان على الارض،‏ تنبأ يسوع عن ايامنا:‏ «ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم،‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وجماعة المسيحيين الممسوحين تتمِّم هذه المهمة.‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏١٦؛‏ افسس ٦:‏١٥‏)‏ وسفر الرؤيا هنا يعلن ان الملائكة غير المنظورين مشمولون ايضا في عمل الكرازة هذا.‏ وكم مرة كان هذا التوجيه الملائكي ظاهرا في جلب احد شهود يهوه الى بيت نفسٍ كئيبةٍ تتوق وحتى تصلّي من اجل المساعدة الروحية!‏

١٨ وفقا للملاك الطائر في وسط السماء،‏ جاءت الساعة لاي شيء،‏ ومَن سيصنع اعلانات اضافية؟‏

١٨ وكما اعلن الملاك الطائر في وسط السماء فان ساعة الدينونة قد جاءت.‏ فأية دينونة سيصدرها اللّٰه الآن؟‏ ستطنّ الآذان عند الاعلانات التي سيصنعها الملاك الثاني،‏ الثالث،‏ الرابع،‏ والخامس.‏ —‏ ارميا ١٩:‏٣‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 4‏ كما تظهر ١ كورنثوس ٤:‏٨‏،‏ لا يملك المسيحيون الممسوحون وهم هنا على الارض.‏ إلا انهم،‏ وفقا للقرينة في رؤيا ١٤:‏​٣،‏ ٦،‏ ١٢،‏ ١٣‏،‏ يشاركون في ترنيم الترنيمة الجديدة بالكرازة بالبشارة فيما يحتملون حتى نهاية مسلكهم الارضي.‏

^ ‎الفقرة 5‏ يدعم ذلك استعمال اسمين عبرانيين في اثنتين من الرؤى الاخرى؛‏ فيسوع يُعطى الاسم العبراني «أبَدُّون» (‏الذي يعني «دمارا»)‏ وهو ينفذ الدينونة في المكان «الذي يدعى بالعبرانية هرمجدُّون».‏ —‏ رؤيا ٩:‏١١؛‏ ١٦:‏١٦‏.‏

^ ‎الفقرة 8‏ تقول الآية «كترنيمة جديدة»،‏ لأن الترنيمة نفسها سُجلت في الكلمة النبوية في الازمنة القديمة.‏ ولكن لم يكن هنالك احد مؤهَّل ليرنِّمها.‏ والآن،‏ بتأسيس الملكوت واقامة القديسين،‏ أُعلنت الحقائق اتماما للنبوات،‏ والوقت قد حان لانشاد الترنيمة بكل عظمتها.‏

^ ‎الفقرة 11‏ يمكن مقارنة الحالة بتلك التي للعبد الامين الفطين الذي يعطي الطعام للخدم في حينه.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ فالعبد كهيئة مسؤول عن تزويد الطعام،‏ أمّا الخدم،‏ الاعضاء الافراد لهذه الهيئة،‏ فيجري دعمهم بالتناول من هذا التدبير الروحي.‏ انهم الفريق نفسه ولكنهم موصوفون بصيغتين مختلفتين —‏ جماعيا وافراديا.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحتين ٢٠٢ و ٢٠٣]‏

‎٠٠٠,١٤٤

٢٤ شيخا

الوارثون مع الحمل،‏ المسيح يسوع،‏ كما يُنظر اليهم من وجهتي نظر مختلفتين