الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

خراب المدينة العظيمة

خراب المدينة العظيمة

الفصل ٣٦

خراب المدينة العظيمة

الرؤيا ١٢ —‏ رؤيا ١٨:‏١–‏١٩:‏١٠

الموضوع:‏ سقوط ودمار بابل العظيمة؛‏ اعلان عرس الحمل

وقت الاتمام:‏ من السنة ١٩١٩ الى ما بعد الضيق العظيم

١ ماذا سيسم بداية الضيق العظيم؟‏

مفاجئ،‏ صاعق،‏ مخرِّب —‏ هكذا سيكون زوال بابل العظيمة!‏ وسيكون احد الحوادث المفجعة اكثر في كل التاريخ،‏ واسما بداية «ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم الى الآن،‏ ولن يحدث ثانية».‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١‏.‏

٢ على الرغم من قيام وسقوط امبراطوريات سياسية،‏ اي نوع من الامبراطوريات بقي؟‏

٢ ان الدين الباطل موجود لزمن طويل.‏ فقد وُجد دون انقطاع منذ ايام نمرود المتعطش الى الدم،‏ الذي قاوم يهوه وأقام رجالا لبناء برج بابل.‏ وعندما بلبل يهوه ألسنة اولئك المتمردين وبدَّدهم في الارض،‏ انتقل دين بابل الباطل معهم.‏ (‏تكوين ١٠:‏​٨-‏١٠؛‏ ١١:‏​٤-‏٩‏)‏ ومنذ ذلك الحين،‏ قامت وسقطت امبراطوريات سياسية،‏ ولكنَّ الدين البابلي بقي.‏ وقد اتخذ اشكالا وهيئات كثيرة،‏ صائرا امبراطورية عالمية للدين الباطل،‏ بابل العظيمة المتنبَّأ عنها.‏ وجزؤه الابرز هو العالم المسيحي الذي نشأ من ادماج التعاليم البابلية الباكرة في العقيدة «المسيحية» المرتدَّة.‏ وبسبب تاريخ بابل العظيمة الطويل جدا،‏ يجد اناس كثيرون انه من الصعب التصديق انها ستدمَّر يوما ما.‏

٣ كيف يؤكد سفر الرؤيا دينونة الدين الباطل؟‏

٣ ولذلك من الملائم ان يؤكد سفر الرؤيا دينونة الدين الباطل بإعطائنا وصفين مفصَّلين لسقوطه والحوادث اللاحقة المؤدية الى خرابه الكلي.‏ فقد سبق ان رأيناه بصفته «العاهرة العظيمة» التي يخرِّبها اخيرا احباؤها السابقون من الحيِّز السياسي.‏ (‏رؤيا ١٧:‏​١،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ والآن،‏ في رؤيا اخرى ايضا،‏ ننظر اليه بصفته مدينة،‏ الشيء الديني الذي رمزت اليه بابل القديمة.‏

بابل العظيمة تقع

٤ (‏أ)‏ اية رؤيا يراها يوحنا بعد ذلك؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نحدِّد هوية الملاك،‏ ولماذا من الملائم ان يعلن هو سقوط بابل العظيمة؟‏

٤ يتابع يوحنا الرواية،‏ مخبرا ايانا:‏ ‏«بعد هذا رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء،‏ له سلطة عظيمة.‏ واستنارت الارض من مجده.‏ فصرخ بصوت قوي قائلا:‏ ‹سقطت!‏ سقطت بابل العظيمة›».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏​١،‏ ٢ أ ‏)‏ انها المرة الثانية التي يسمع فيها يوحنا هذا الاعلان الملائكي.‏ (‏انظروا رؤيا ١٤:‏٨‏.‏)‏ ولكن هذه المرة يُشدَّد على مغزاه بعظمة الملاك السماوي،‏ لأن مجده ينير الارض كلها!‏ فمَن يمكن ان يكون؟‏ قبل قرون،‏ اذ اخبر عن رؤيا سماوية،‏ ذكر النبي حزقيال ان «الارض اضاءت من مجده [يهوه]».‏ (‏حزقيال ٤٣:‏٢‏)‏ والملاك الوحيد الذي يضيء بمجد يمكن مقارنته بذاك الذي ليهوه هو الرب يسوع،‏ الذي هو «انعكاس مجد [اللّٰه] والرسم الدقيق لذاته».‏ (‏عبرانيين ١:‏٣‏)‏ وفي السنة ١٩١٤ صار يسوع ملكا سماويا،‏ ومنذ ذلك الحين،‏ يمارس السلطة على الارض بصفته ملكا وديّانا معاونا ليهوه.‏ اذًا،‏ من الملائم ان يعلن هو سقوط بابل العظيمة.‏

٥ (‏أ)‏ مَن يستخدم الملاك في اعلان سقوط بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ عندما ابتدأت الدينونة على اولئك المدَّعين انهم «بيت اللّٰه»،‏ كيف كانت الحال مع العالم المسيحي؟‏

٥ ومَن يستخدم هذا الملاك بسلطة عظيمة في اعلان أخبار مذهلة كهذه امام الجنس البشري؟‏ انهم الشعب عينه الذي يتحرر نتيجة لذلك السقوط،‏ الممسوحون الباقون على الارض،‏ صف يوحنا.‏ فمن ١٩١٤ الى ١٩١٨ تألم هؤلاء كثيرا على يدي بابل العظيمة،‏ ولكن في السنة ١٩١٨ ابتدأ الرب يهوه و ‹رسول عهده [الابراهيمي]›،‏ يسوع المسيح،‏ الدينونة ‏«ببيت اللّٰه»،‏ اولئك المدَّعين انهم مسيحيون.‏ وهكذا جُلب العالم المسيحي المرتدّ الى المحاكمة.‏ (‏ملاخي ٣:‏١؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وذنبه المروِّع لسفك الدم الذي جلبه على نفسه في اثناء الحرب العالمية الاولى،‏ اشتراكه في اضطهاد شهود يهوه الامناء،‏ وعقائده البابلية لم تساعده في وقت الدينونة؛‏ ولم يستحق ايّ جزء آخر من بابل العظيمة رضى اللّٰه.‏ —‏ قارنوا اشعيا ١٣:‏​١-‏٩‏.‏

٦ لماذا يمكن القول ان بابل العظيمة قد سقطت بحلول السنة ١٩١٩؟‏

٦ ولذلك بحلول السنة ١٩١٩ سقطت بابل العظيمة،‏ فاتحة الطريق لتحرير وردّ شعب اللّٰه،‏ في يوم واحد اذا جاز التعبير،‏ الى ارض ازدهارهم الروحي.‏ (‏اشعيا ٦٦:‏٨‏)‏ وبحلول تلك السنة،‏ حرَّك يهوه اللّٰه ويسوع المسيح،‏ داريوس الاعظم وكورش الاعظم،‏ الامور بحيث لم يعد ممكنا للدين الباطل ان يحتفظ بشعب يهوه.‏ ولم يعد ممكنا له ان يمنعهم من خدمة يهوه وتعريف جميع الذين يمكن ان يسمعوا بأن بابل العظيمة المشبَّهة بعاهرة محكوم عليها وأن تبرئة سلطان يهوه قريبة!‏ —‏ اشعيا ٤٥:‏​١-‏٤؛‏ دانيال ٥:‏​٣٠،‏ ٣١‏.‏

٧ (‏أ)‏ مع ان بابل العظيمة لم تدمَّر في السنة ١٩١٩،‏ كيف نظر اليها يهوه؟‏ (‏ب)‏ عندما سقطت بابل العظيمة في السنة ١٩١٩،‏ ماذا نتج لشعب يهوه؟‏

٧ صحيح ان بابل العظيمة لم تدمَّر في السنة ١٩١٩ —‏ تماما كما ان مدينة بابل القديمة لم تدمَّر في السنة ٥٣٩ ق‌م عندما سقطت في ايدي جيوش كورش الفارسي.‏ ولكن،‏ من وجهة نظر يهوه،‏ سقطت هذه المنظَّمة.‏ لقد أُدينت قضائيا،‏ منتظرة تنفيذ الحكم؛‏ ولذلك لم يعد ممكنا للدين الباطل ان يبقي شعب يهوه في الاسر.‏ (‏قارنوا لوقا ٩:‏​٥٩،‏ ٦٠‏.‏)‏ وقد تحرَّر هؤلاء ليخدموا بصفتهم العبد الامين الفطين للسيد في تزويد الطعام الروحي في حينه.‏ ونالوا دينونة «احسنْتَ» وفُوِّض اليهم ان ينشغلوا مرة اخرى بعمل يهوه.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧؛‏ ٢٥:‏​٢١،‏ ٢٣؛‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

٨ اي حادث ينادي به الرقيب في اشعيا ٢١:‏​٨،‏ ٩‏،‏ ومَن يرمز اليهم اليوم هذا الرقيب؟‏

٨ منذ آلاف السنين استخدم يهوه انبياء آخرين لينبئوا بهذا الحادث الذي يسم العصر.‏ فقد تكلم اشعيا عن رقيب «صرخ كأسد:‏ ‹يا يهوه،‏ انا واقف على برج المراقبة دائما في النهار،‏ وأنا قائم على محرسي كل الليالي›».‏ وأيّ حادث يدركه هذا الرقيب وينادي به بجرأة كجرأة الاسد؟‏ هذا:‏ «سقطت!‏ سقطت بابل،‏ وكل منحوتات آلهتها كسرها [يهوه] الى الارض!‏».‏ (‏اشعيا ٢١:‏​٨،‏ ٩‏)‏ يرمز هذا الرقيب جيدا الى صف يوحنا اليقظ اليوم اذ يستعملون مجلة برج المراقبة ومطبوعات ثيوقراطية اخرى لاعلان الاخبار ان بابل قد سقطت.‏

انحطاط بابل العظيمة

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ نفوذ الدين البابلي يعاني ايّ انحطاط منذ الحرب العالمية الاولى؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف الملاك القوي الحالة الساقطة لبابل العظيمة؟‏

٩ ان سقوط بابل القديمة في السنة ٥٣٩ ق‌م كان بداية انحطاط طويل انتهى الى خرابها.‏ وعلى نحو مماثل،‏ منذ الحرب العالمية الاولى،‏ انحط نفوذ الدين البابلي على نحو لافت على نطاق عالمي.‏ ففي اليابان،‏ حُرِّمت عبادة الامبراطور الشِّنتوي بعد الحرب العالمية الثانية.‏ وفي الصين،‏ تسيطر الحكومة الشيوعية على جميع التعيينات والنشاطات الدينية.‏ وفي اوروپا الشمالية الپروتستانتية،‏ يصير معظم الناس غير مبالين بالدين.‏ والكنيسة الكاثوليكية الرومانية جرى اضعافها مؤخرا بالانشقاقات والانقسام الداخلي في منطقة نفوذها العالمية.‏ —‏ قارنوا مرقس ٣:‏​٢٤-‏٢٦‏.‏

١٠ ان كل هذه الميول هي دون شك جزء من ‹جفاف نهر الفرات› استعدادا للهجوم العسكري الآتي على بابل العظيمة.‏ وهذا ‹الجفاف› منعكس ايضا في اعلان البابا في تشرين الاول ١٩٨٦ ان الكنيسة يجب ان «تصير ثانية متسوِّلة» —‏ بسبب العجز الهائل.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٢‏)‏ وعلى نحو خصوصي منذ السنة ١٩١٩ شُهِّرت بابل العظيمة امام انظار العموم بصفتها ارضا اعراء روحية،‏ تماما كما يعلن الملاك القوي هنا:‏ ‏«وصارت مسكنا لشياطين ومَكْمَنا لكل فَيْح نجس ومَكْمَنا لكل طائر نجس وبغيض!‏».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏٢ ب ‏)‏ وسريعا ستكون حرفيا ارضا اعراء كهذه،‏ مقفرة كخرائب بابل في العراق اليوم.‏ —‏ انظروا ايضا ارميا ٥٠:‏​٢٥-‏٢٨‏.‏

١١ بأي معنى تصير بابل العظيمة «مسكنا لشياطين» و ‹مَكْمَنا لكل فَيْح وطائر نجس›؟‏

١١ ان الكلمة «شياطين» هنا هي على الارجح انعكاس لعبارة «الشياطين اشباه التيوس» (‏سِعيريم ‏)‏ الموجودة في وصف اشعيا لبابل الساقطة:‏ «تربض هناك وحوش القفر،‏ ويملأ البوه بيوتهم.‏ وتقيم هناك النعام،‏ وتقفز هناك الشياطين اشباه التيوس».‏ (‏اشعيا ١٣:‏٢١‏)‏ ربما لا يشير ذلك الى شياطين حرفيين وانما بالاحرى الى حيوانات شعثاء الشعر تسكن الصحراء يجعل منظرها المشاهدين يفكِّرون في الشياطين.‏ وفي خرائب بابل العظيمة يدل الوجود المجازي لحيوانات كهذه،‏ الى جانب الهواء السام الراكد (‏‹الفَيْح النجس›)‏ والطيور النجسة،‏ على حالتها الميتة روحيا.‏ فهي لا تقدِّم ايّ توقع للحياة على الاطلاق للجنس البشري.‏ —‏ قارنوا افسس ٢:‏​١،‏ ٢‏.‏

١٢ كيف تطابق حالة بابل العظيمة نبوة ارميا في الاصحاح ٥٠؟‏

١٢ وحالتها تطابق ايضا نبوة ارميا:‏ «‹سيف على الكلدانيين›،‏ يقول يهوه،‏ ‹وعلى سكان بابل وعلى رؤسائها وعلى حكمائها.‏ .‏ .‏ .‏ خراب على مياهها فتجف.‏ لأنها ارض منحوتات،‏ ورؤاهم المفزعة قد جعلتهم يُجَنُّون.‏ لذلك يسكن اهل القفر مع بنات آوى،‏ وتسكن فيها النعام،‏ ولا تُسكَن بعد ابدا،‏ ولا يكون لها مكان تقيم فيه من جيل الى جيل›».‏ ان الصنمية وانشاد الصلوات التكرارية لا يمكن ان ينقذا بابل العظيمة من العقوبة المشابهة لقلب اللّٰه سدوم وعمورة.‏ —‏ ارميا ٥٠:‏​٣٥-‏٤٠‏.‏

خمر مثيرة للرغبة الجنسية

١٣ (‏أ)‏ كيف يلفت الملاك القوي الانتباه الى المدى الواسع لعهارة بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ اي فساد ادبي كان سائدا في بابل القديمة موجود ايضا في بابل العظيمة؟‏

١٣ يلفت الملاك القوي الانتباه بعد ذلك الى المدى الواسع لعهارة بابل العظيمة،‏ مناديا:‏ ‏«لأن جميع الامم وقعت ضحية بسبب ‏[‏خمر عهارتها المثيرة للرغبة الجنسية ‏]‏ *‏،‏ وملوك الارض ارتكبوا العهارة معها،‏ وتجار الارض الجائلين اغتنوا من فرط ترفها الفاضح».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏٣ ‏)‏ لقد لقَّنت جميع امم الجنس البشري طرقها الدينية النجسة.‏ ففي بابل القديمة،‏ وفقا للمؤرخ اليوناني هيرودوتُس،‏ كان مطلوبا من كل امرأة ان تمارس البغاء مرة في حياتها كجزء من عبادة الهيكل.‏ والفساد الجنسي الذي تتقزز منه النفس مصوَّر الى هذا اليوم في التماثيل المتضررة من الحرب في أَنكور وات في كمپوتشيا وفي الهياكل في خاجورِهو،‏ الهند،‏ التي تظهر الاله الهندوسي ڤيشنو محاطا بمشاهد شهوانية مثيرة للاشمئزاز.‏ وفي الولايات المتحدة توضح فضائح الفساد الادبي التي هزَّت عالم مبشّري التلفزيون في السنة ١٩٨٧،‏ ومرة اخرى في السنة ١٩٨٨،‏ بالاضافة الى الكشف عن الممارسة الواسعة الانتشار لمضاجعة النظير من قِبل قسوس الدين،‏ انه حتى العالم المسيحي يتساهل في الافراط الصاعق للعهارة الحرفية.‏ ومع ذلك،‏ وقعت جميع الامم ضحية نوع من العهارة اكثر خطورة ايضا.‏

١٤-‏١٦ (‏أ)‏ اية علاقة دينية سياسية محرَّمة روحيا تطوَّرت في ايطاليا الفاشية؟‏ (‏ب)‏ عندما اجتاحت ايطاليا الحبشة،‏ اية تصاريح صنعها اساقفة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية؟‏

١٤ كنا قد راجعنا العلاقة الدينية السياسية المحرَّمة التي قذفت هتلر الى السلطة في المانيا النازية.‏ وقد تألمت امم اخرى بسبب تدخُّل الدين في الشؤون الدنيوية.‏ مثلا:‏ في ايطاليا الفاشية،‏ في ١١ شباط ١٩٢٩،‏ وقَّع موسوليني والكردينال ڠاسپاري معاهدة لاتران،‏ مما جعل مدينة الڤاتيكان دولة ذات سيادة.‏ وادَّعى البابا پيوس الحادي عشر انه «أَرجع ايطاليا الى اللّٰه واللّٰه الى ايطاليا».‏ فهل كان ذلك الحقيقة؟‏ تأملوا في ما حدث بعد ست سنوات.‏ ففي ٣ تشرين الاول ١٩٣٥،‏ اجتاحت ايطاليا الحبشة،‏ مدَّعية انها «بلد بربري لا يزال يمارس الاستعباد».‏ ومَن كان حقا بربريا؟‏ هل ادانت الكنيسة الكاثوليكية بربرية موسوليني؟‏ بينما اصدر البابا تصاريح غامضة،‏ كان اساقفته صرحاء تماما في مباركة القوى المسلَّحة لـ‍ «ارضهم الامّ» الايطالية.‏ وفي الكتاب الڤاتيكان في عصر الدكتاتوريين،‏ يذكر انتوني رودُس:‏

١٥ ‏«في رسالته الرعوية في الـ‍ ١٩ من تشرين الاول [١٩٣٥]،‏ كتب اسقف أودين [ايطاليا]:‏ ‹ليس في حينه ولا هو ملائم ان نبدي الرأي في الوقائع الحقيقية للحالة.‏ ان واجبنا كايطاليين،‏ واكثر ايضا كمسيحيين هو ان نساهم في نجاح فرقنا العسكرية›.‏ وكتب اسقف پادووا في الـ‍ ٢١ من تشرين الاول:‏ ‹في الساعات الصعبة التي نعبرها،‏ نطلب اليكم ان تؤمنوا برجال دولتنا وقواتنا المسلَّحة›.‏ وفي الـ‍ ٢٤ من تشرين الاول،‏ قدَّس اسقف كريمونا عددا من الأعلام العسكريين وقال:‏ ‹لتكن بركة اللّٰه على هؤلاء الجنود الذين،‏ على التربة الافريقية،‏ سيخضعون بلدانا جديدة وخصبة من اجل العبقرية الايطالية،‏ جالبين اليها بذلك الحضارة الرومانية والمسيحية.‏ فلتقف ايطاليا مرة اخرى بصفتها الناصح المسيحي للعالم بكامله›».‏

١٦ لقد اغتُصبت الحبشة ببركة رجال الدين الكاثوليك الرومان.‏ فهل كان يمكن لأيٍّ من هؤلاء ان يدَّعي،‏ بمعنى من المعاني،‏ انه كالرسول بولس «طاهر من دم الجميع»؟‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٦‏.‏

١٧ كيف تألمت اسپانيا بسبب فشل رجال دينها في ‹طبع سيوفهم سككا›؟‏

١٧ بالاضافة الى المانيا،‏ ايطاليا،‏ والحبشة وقعت امة اخرى ضحية عهارة بابل العظيمة —‏ اسپانيا.‏ فالحرب الاهلية للسنوات ١٩٣٦-‏١٩٣٩ في هذا البلد اشعلها جزئيا اتخاذ الحكومة الديموقراطية خطوات لتقليص القوة الهائلة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏ واذ اخذت الحرب مجراها،‏ وصف القائد الفاشي الكاثوليكي للقوى الثورية،‏ فرانكو،‏ نفسه بأنه «القائد العام المسيحي للصليبية المقدسة»،‏ لقب تركه لاحقا.‏ ومئات ألوف متعددة من الاسپان ماتوا في القتال.‏ وفضلا عن ذلك،‏ وفقا لتقديرٍ محافظ،‏ قتل قوميّو فرانكو ٠٠٠‏,‏٤٠ عضو في «الجبهة الشعبية»،‏ فيما قتلت الاخيرة ٠٠٠‏,‏٨ اكليريكي —‏ من رهبان،‏ كهنة،‏ راهبات،‏ ورهبان مبتدئين.‏ هذا هو رعب ومأساة الحرب الاهلية،‏ مما يوضح حكمة الاصغاء الى كلمات يسوع:‏ «ردَّ سيفك الى مكانه.‏ لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون».‏ (‏متى ٢٦:‏٥٢‏)‏ فكم يكون مثيرا للاشمئزاز ان يتورط العالم المسيحي في سفك دم جماعي كهذا!‏ وفي الواقع،‏ فشل رجال دينه تماما في ‹طبع سيوفهم سككا›.‏ —‏ اشعيا ٢:‏٤‏.‏

التجار الجائلون

١٨ مَن هم ‹تجار الارض الجائلون›؟‏

١٨ ومَن هم ‹تجار الارض الجائلون›؟‏ لا شك اننا ندعوهم اليوم كبار التجار،‏ عمالقة التجارة،‏ اصحاب الصفقات الحاذقين للتجارة الكبيرة.‏ وهذا ليس لنقول انه من الخطإ الانهماك في تجارة شرعية.‏ والكتاب المقدس يزوِّد مشورة حكيمة لرجال الاعمال،‏ محذِّرا من عدم الاستقامة،‏ الجشع،‏ وما اشبه ذلك.‏ (‏امثال ١١:‏١؛‏ زكريا ٧:‏​٩،‏ ١٠؛‏ يعقوب ٥:‏​١-‏٥‏)‏ ان «التعبد للّٰه مع الاكتفاء» ربح عظيم.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​٦،‏ ١٧-‏١٩‏)‏ ولكنَّ عالم الشيطان لا يتبع المبادئ البارة.‏ والفساد يكثر.‏ وهو يوجد في الدين،‏ في السياسة —‏ وفي التجارة الكبيرة.‏ ومن وقت الى آخر تعرض وسائل الاعلام فضائح،‏ كالاختلاس من قبل رسميين حكوميين بمستوى رفيع والمتاجرة غير الشرعية بالسلاح.‏

١٩ اي واقع عن اقتصاد العالم يساعد على تفسير سبب ورود ذكرٍ غير مؤاتٍ لتجار الارض في سفر الرؤيا؟‏

١٩ ان التجارة الدولية بالسلاح ترتفع فوق الـ‍ ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏١ دولار اميركي كل سنة فيما يُحرم مئات الملايين من البشر ضرورات الحياة.‏ وذلك رديء بما فيه الكفاية.‏ ولكنَّ الاسلحة يظهر انها دعم اساسي لاقتصاد العالم.‏ ففي ١١ نيسان ١٩٨٧،‏ اخبرت مقالة في سپِكتايتُر اللندنية:‏ «اذ نحسب فقط الصناعات ذات العلاقة المباشرة،‏ يكون نحو ٠٠٠‏,‏٤٠٠ عمل ذا صلة في الولايات المتحدة و ٠٠٠‏,‏٧٥٠ في اوروپا.‏ ولكن على نحو لافت كفاية،‏ اذ ينمو الدور الاجتماعي والاقتصادي لبناء الاسلحة،‏ فان السؤال الحقيقي عما اذا كان المنتجون في حماية انما يوضع في مكان ثانوي».‏ والارباح الطائلة تُجنى فيما يتاجَر بالقنابل والاسلحة الاخرى في كل الارض،‏ حتى الى الاعداء المحتمَلين.‏ ويوما ما قد تعود هذه القنابل في محرقة نارية لتدمر الذين يبيعونها.‏ فيا له من تناقض!‏ أَضيفوا الى ذلك الكسب غير المشروع الذي يحيط بصناعة السلاح.‏ ففي الولايات المتحدة وحدها،‏ وفقا لـ‍ سپِكتايتُر،‏ ‏«كل سنة يخسر الپانتاڠون على نحو لا يمكن تفسيره ٩٠٠ مليون دولار اميركي قيمة اسلحة ومعدات».‏ فلا عجب ان يرد ذكرٌ غير مؤاتٍ لتجار الارض في سفر الرؤيا!‏

٢٠ اي مثال يظهر تورُّط الدين في الممارسات التجارية الفاسدة؟‏

٢٠ كما انبأ الملاك المجيد،‏ ان الدين متورط عميقا في ممارسات تجارية فاسدة كهذه.‏ مثلا،‏ هنالك تورُّط الڤاتيكان في انهيار بنكو امبروزيانو في ايطاليا في السنة ١٩٨٢.‏ وقد طالت القضية عبر ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ والسؤال الذي بقي دون جواب هو:‏ اين ذهب المال؟‏ وفي شباط ١٩٨٧ اصدر قضاة ميلانو اوامر توقيف لثلاثة اكليريكيين في الڤاتيكان،‏ بمن فيهم رئيس اساقفة اميركي،‏ بتهم كونهم محرِّضين على افلاس مزوَّر،‏ ولكنَّ الڤاتيكان رفض طلب التسليم.‏ وفي تموز ١٩٨٧،‏ وسط اهتياج من الاحتجاج،‏ أُلغيت الاوامر من قبل محكمة الاستئناف العليا في ايطاليا على اساس معاهدة قديمة بين الڤاتيكان والحكومة الايطالية.‏

٢١ كيف نعرف ان يسوع لم تكن له صلة بالممارسات التجارية المشكوك فيها لايامه،‏ ولكن ماذا نرى اليوم في ما يتعلق بالدين البابلي؟‏

٢١ وهل كانت ليسوع صلة بالممارسات التجارية المشكوك فيها لايامه؟‏ كلا.‏ حتى انه لم يكن صاحب ملكية،‏ اذ لم يكن «له اين يضع رأسه».‏ وقد نصح يسوع رئيسا شابا غنيا:‏ «بع كل ما عندك ووزِّع على الفقراء،‏ فيكون لك كنز في السموات،‏ وتعال اتبعني».‏ كان ذلك نصحا جيدا،‏ لأنه كان يمكن ان ينتج تخلُّصه من كل الهموم بسبب المسائل التجارية.‏ (‏لوقا ٩:‏٥٨؛‏ ١٨:‏٢٢‏)‏ وبالتباين،‏ غالبا ما تكون للدين البابلي روابط كريهة مع التجارة الكبيرة.‏ مثلا،‏ في السنة ١٩٨٧ أخبرت أولباني تايمز يونيون ان المدبِّر المالي لأبرشية رئيس الاساقفة الكاثوليكية في ميامي،‏ فلوريدا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ اعترف بامتلاك الكنيسة أسهمًا في شركات تصنع اسلحة نووية،‏ افلاما مصنَّفة بدرجة R‏،‏ وسجائر.‏

‏«اخرجوا منها،‏ يا شعبي»‏

٢٢ (‏أ)‏ ماذا يقول صوت من السماء؟‏ (‏ب)‏ ماذا قاد الى الابتهاج من جهة شعب اللّٰه في ٥٣٧ ق‌م وفي ١٩١٩ ب‌م؟‏

٢٢ تشير كلمات يوحنا التالية الى اتمام اضافي للنموذج النبوي:‏ ‏«وسمعت صوتا آخر من السماء يقول:‏ ‹اخرجوا منها،‏ يا شعبي،‏ لئلا تشتركوا معها في خطاياها،‏ ولئلا تنالوا من ضرباتها›».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏٤ ‏)‏ ان نبوات سقوط بابل القديمة في الاسفار العبرانية تشمل ايضا امر يهوه لشعبه:‏ «اهربوا من وسط بابل».‏ (‏ارميا ٥٠:‏​٨،‏ ١٣‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ نظرا الى الخراب الآتي لبابل العظيمة،‏ يجري تحريض شعب اللّٰه الآن على الفرار.‏ وفي السنة ٥٣٧ ق‌م سبَّبت الفرصة للفرار من بابل ابتهاجا كثيرا من جهة الاسرائيليين الامناء.‏ وبالطريقة عينها،‏ فان تحرُّر شعب اللّٰه من الاسر البابلي في السنة ١٩١٩ قاد الى الابتهاج من جهتهم.‏ (‏رؤيا ١١:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ ومنذ ذلك الحين يطيع ملايين من الآخرين الامر بالهرب.‏

٢٣ كيف يشدد الصوت من السماء على الحاح الهرب من بابل العظيمة؟‏

٢٣ وهل من الملح حقا الهرب من بابل العظيمة،‏ الانسحاب من العضوية في اديان العالم والقيام بانفصال تام؟‏ انه كذلك،‏ لأننا نحتاج ان نتخذ نظرة اللّٰه الى هذا الشيء الرهيب الديني القديم العهد،‏ بابل العظيمة.‏ وهو لم يلطِّف الكلام في دعائها بالعاهرة العظيمة.‏ ولذلك يخبر الصوت من السماء الآن يوحنا بالمزيد في ما يتعلق بهذه البغيّ:‏ ‏«فإن خطاياها قد تراكمت حتى السماء،‏ وتذكر اللّٰه مظالمها.‏ جازوها كما جازت هي ايضا،‏ وضاعفوا لها ضعفا بحسب اعمالها.‏ في الكأس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفا.‏ بقدر ما مجدت نفسها وعاشت في ترف فاضح،‏ بقدر ذلك اعطوها عذابا ونوحا.‏ فإنها تقول في قلبها:‏ ‹اني جالسة ملكة،‏ ولست ارملة،‏ ولن ارى نوحا ابدا›.‏ لذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها،‏ موت ونوح ومجاعة،‏ وستحترق كاملا بالنار،‏ لأن يهوه اللّٰه الذي دانها قوي».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٥-‏٨‏.‏

٢٤ (‏أ)‏ يجب ان يهرب شعب اللّٰه من بابل العظيمة ليتجنبوا ماذا؟‏ (‏ب)‏ اولئك الذين يفشلون في الهرب من بابل العظيمة يشتركون معها في اية خطايا؟‏

٢٤ انها لكلمات قوية!‏ ولذلك فان العمل مطلوب.‏ وارميا حرَّض الاسرائيليين في ايامه على العمل،‏ قائلا:‏ «اهربوا من وسط بابل .‏ .‏ .‏ لأن هذا وقت انتقام ليهوه،‏ وهو يؤدي لها الجزاء.‏ اخرجوا من وسطها يا شعبي،‏ وانجوا كل واحد بنفسه من غضب يهوه المتقد».‏ (‏ارميا ٥١:‏​٦،‏ ٤٥‏)‏ وبطريقة مماثلة،‏ يحذِّر الصوت من السماء شعب اللّٰه اليوم لكي يهربوا من بابل العظيمة لئلا ينالوا من ضرباتها.‏ فأحكام يهوه المشبَّهة بضربات على هذا العالم،‏ بما فيه بابل العظيمة،‏ يُنادى بها الآن.‏ (‏رؤيا ٨:‏١–‏٩:‏٢١؛‏ ١٦:‏​١-‏٢١‏)‏ ويلزم شعب اللّٰه ان ينفصلوا عن الدين الباطل اذا كانوا لا يريدون هم انفسهم ان يعانوا هذه الضربات ويموتوا اخيرا معه.‏ والى جانب ذلك،‏ فإن البقاء ضمن هذه الهيئة يجعلهم يشتركون في خطاياها.‏ ويكونون مذنبين بقدر ما هي مذنبة بالزنا الروحي وإراقة دم «جميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏٢٤‏؛‏ قارنوا افسس ٥:‏١١؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢٢‏.‏

٢٥ بأية طرائق خرج شعب اللّٰه من بابل القديمة؟‏

٢٥ ولكن،‏ كيف يخرج شعب اللّٰه من بابل العظيمة؟‏ في قضية بابل القديمة،‏ كان على اليهود ان يقوموا برحلة جسدية من مدينة بابل في طريق العودة الى ارض الموعد.‏ ولكن اكثرُ من ذلك كان مشمولا.‏ فقد امر اشعيا الاسرائيليين نبويا:‏ «انصرفوا،‏ انصرفوا،‏ اخرجوا من هناك،‏ لا تمسوا نجسا.‏ اخرجوا من وسطها،‏ تطهروا يا حاملي عتاد بيت يهوه».‏ (‏اشعيا ٥٢:‏١١‏)‏ نعم،‏ كان عليهم ان يهجروا كل الممارسات النجسة للدين البابلي التي يمكن ان تلوِّث عبادتهم ليهوه.‏

٢٦ كيف اطاع المسيحيون الكورنثيون الكلمات:‏ ‹اخرجوا من بينهم ولا تمسوا النجس بعد›؟‏

٢٦ اقتبس الرسول بولس كلمات اشعيا في رسالته الى الكورنثيين،‏ قائلا:‏ «لا تكونوا تحت نير لا تكافؤ فيه مع غير المؤمنين.‏ فأية خلطة للبر والتعدي على الشريعة؟‏ او اية شركة للنور مع الظلمة؟‏ .‏ .‏ .‏ ‹لذلك اخرجوا من بينهم،‏ وافترزوا›،‏ يقول يهوه،‏ ‹ولا تمسوا النجس بعد›».‏ لم يكن على المسيحيين الكورنثيين ان يتركوا كورنثوس لكي يطيعوا هذه الوصية.‏ ولكن،‏ كان عليهم جسديا ان يتجنبوا الهياكل النجسة للدين الباطل،‏ بالاضافة الى الاعتزال روحيا عن الاعمال النجسة لعبَّاد الاصنام.‏ وفي السنة ١٩١٩ بدأ شعب اللّٰه يهربون من بابل العظيمة بهذه الطريقة،‏ مطهِّرين انفسهم من اية تعاليم وممارسات نجسة متبقِّية.‏ وهكذا كانوا قادرين على خدمته بصفتهم شعبه المطهَّر.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏​١٤-‏١٧؛‏ ١ يوحنا ٣:‏٣‏.‏

٢٧ اية تناظرات هنالك بين الاحكام على بابل القديمة وتلك التي على بابل العظيمة؟‏

٢٧ ان سقوط بابل القديمة وخرابها النهائي كان عقابا على خطاياها.‏ «لأن قضاءها بلغ الى السموات».‏ (‏ارميا ٥١:‏٩‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ فان خطايا بابل العظيمة «تراكمت حتى السماء»،‏ بحيث تبلغ انتباه يهوه نفسه.‏ فهي مذنبة بالجور،‏ الصنمية،‏ الفساد الادبي،‏ الظلم،‏ السرقة،‏ والقتل.‏ وسقوط بابل القديمة كان جزئيا انتقاما من اجل ما فعلته لهيكل يهوه وعبَّاده الحقيقيين.‏ (‏ارميا ٥٠:‏​٨،‏ ١٤؛‏ ٥١:‏​١١،‏ ٣٥،‏ ٣٦‏)‏ وكذلك فان سقوط بابل العظيمة ودمارها النهائي هو تعبير عن الانتقام من اجل ما فعلته بالعبَّاد الحقيقيين على مرّ القرون.‏ وفي الواقع،‏ ان دمارها الاخير هو بداية «يوم انتقام لالهنا».‏ —‏ اشعيا ٣٤:‏​٨-‏١٠؛‏ ٦١:‏٢؛‏ ارميا ٥٠:‏٢٨‏.‏

٢٨ اي مقياس للعدل يطبِّقه يهوه على بابل العظيمة،‏ ولماذا؟‏

٢٨ تحت الشريعة الموسوية،‏ اذا سرق اسرائيلي من اهل بلده الرفقاء،‏ كان يجب ان يردّ الضعف على الاقل تعويضا.‏ (‏خروج ٢٢:‏​١،‏ ٤،‏ ٧،‏ ٩‏)‏ وفي الدمار الآتي لبابل العظيمة،‏ سيطبِّق يهوه مقياسا مشابها للعدل.‏ فيجب ان تأخذ ضعف ما اعطت.‏ ولن تُظهَر لها الرحمة لأن بابل العظيمة لم تظهر الرحمة لضحاياها.‏ فقد تغذَّت على نحو طفيلي بشعوب الارض ‹لتعيش في ترف فاضح›.‏ والآن ستختبر الالم والنوح.‏ وبابل القديمة شعرت بأنها في وضع آمن تماما،‏ اذ افتخرت:‏ «لا اجلس ارملة،‏ ولا اعرف الثكل».‏ (‏اشعيا ٤٧:‏​٨،‏ ٩،‏ ١١‏)‏ وبابل العظيمة ايضا تشعر بالامن.‏ ولكنَّ دمارها،‏ اذ يقضي به يهوه الذي هو «قوي»،‏ سيحدث بسرعة،‏ كأنه «في يوم واحد»!‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 13‏ الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٦٣]‏

‏‹ارتكب الملوك .‏ .‏ .‏ معها العهارة›‏

في وقت باكر من القرن الـ‍ ١٩ كان التجار الاوروپيون يهرِّبون كميات هائلة من الافيون الى الصين.‏ وفي آذار ١٨٣٩ حاول الرسميون الصينيون ايقاف التجارة غير الشرعية بمصادرة ٠٠٠‏,‏٢٠ صندوق من المخدِّر من التجار البريطانيين.‏ وأدَّى ذلك الى توتُّر بين بريطانيا والصين.‏ واذ تدهورت العلاقات بين البلدين،‏ حرَّض بعض المرسَلين الپروتستانت بريطانيا على الذهاب الى الحرب،‏ بتصاريح كالتالية:‏

«كم تبهج هذه الصعوبات قلبي لاني اعتقد ان الحكومة الانكليزية قد تُغضَب،‏ واللّٰه،‏ في قوته قد يحطِّم العوائق التي تمنع دخول انجيل المسيح الى الصين».‏ —‏ هنرييتا شاك،‏ مرسَلة معمدانية جنوبية.‏

وأخيرا،‏ نشبت الحرب —‏ الحرب المعروفة اليوم بحرب الافيون.‏ والمرسَلون شجَّعوا بريطانيا من كل القلب بتعليقات كهذه:‏

«انا مكرَه على النظر الى الحالة الحاضرة للاشياء ليس كشأن للافيون او شأن انكليزي،‏ بقدر ما هي الخطة العظيمة للعناية الالهية لجعل شر الانسان يسهِّل مقاصد رحمته نحو الصين في اختراق جدار صدِّها».‏ —‏ پيتر پاركر،‏ مرسَل جماعي.‏

مرسَل جماعي آخر،‏ صموئيل و.‏ وليمز،‏ اضاف:‏ «ان يد اللّٰه ظاهرة في كل ما حدث بطريقة لافتة،‏ ولا نشك ان ذاك الذي قال انه يأتي ليجلب سيفا على الارض قد اتى الى هنا وذلك من اجل دمار اعدائه السريع وتأسيس ملكوته الخاص.‏ وهو سيقلب ويقلب الى ان يثبِّت رئيس السلام».‏

وفي ما يتعلق بالقتل الرهيب للوطنيين الصينيين،‏ كتب المرسَل ج.‏ لُويس شاك:‏ «أعتبر مشاهد كهذه .‏ .‏ .‏ ادوات مباشرة للرب في ازالة النفاية التي تعيق تقدُّم الحق الالهي».‏

والمرسَل الجماعي ايليا سي.‏ بريدجمان اضاف:‏ «كثيرا ما استعمل اللّٰه الذراع القوية للسلطة المدنية ليعدّ الطريق لملكوته .‏ .‏ .‏ والوكالة في هذه اللحظات العظيمة هي بشرية؛‏ والقوة الموجِّهة الهية.‏ ان الحاكم الاسمى لكل الامم قد استخدم انكلترا ليؤدِّب ويذلَّ الصين».‏ —‏ اقتباسات أُخذت من «غايات ووسائل»،‏ ١٩٧٤،‏ مقالة بقلم ستووارت كرايتن ميلر نُشرت في المشروع الارسالي في الصين واميركا ‏(‏درس في هارْڤَرْد حرره جون ك.‏ فيربَنك)‏.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٦٤]‏

‏‹التجار الجائلون اغتنوا›‏

«بين ١٩٢٩ وانفجار الحرب العالمية الثانية،‏ عيَّن [برنادينو] نوڠارا [المدبِّر المالي للڤاتيكان] رأسمال الڤاتيكان ووكلاء الڤاتيكان للعمل في مجالات متنوعة من اقتصاد ايطاليا —‏ وخصوصا في القوة الكهربائية،‏ الاتصالات الهاتفية،‏ التسليف والاعمال المصرفية،‏ الخطوط الحديدية الصغيرة،‏ وانتاج الادوات الزراعية،‏ الاسمنت،‏ وألياف النسيج الاصطناعية.‏ والعديد من هذه المغامرات حقَّق ربحا.‏

«نوڠارا التهم عددا من الشركات بما فيها La Società ‏,La Supertessile ‏,Italiana della Viscosa ‏,La Cisaraion.‎ La Società Meridionale Industrie Tessili واذ ادمج هذه في شركة واحدة،‏ الشركة التي سمَّاها CISA-Viscosa ووضعها تحت إمرة البارون فرانشِسكو ماريّا اوداسو،‏ احد علمانيي الڤاتيكان الاكثر ثقة،‏ دبَّر نوڠارا ان يضمَّ صاحب اكبر مصنع نسيج في ايطاليا هذه الشركة الجديدة الى شركته،‏ Viscosa-‏SNIA‏.‏ وفي نهاية الامر نما اهتمام الڤاتيكان اكثر فاكثر بـ‍ Viscosa-‏SNIA‏،‏ وفي الوقت المناسب سيطر الڤاتيكان —‏ كما يشهد واقع ان البارون اوداسو صار في ما بعد نائبا للرئيس.‏

«وهكذا تغلغل نوڠارا في صناعة النسيج.‏ وتغلغل في صناعات اخرى بطرائق اخرى،‏ لأن نوڠارا كانت لديه حيل كثيرة يخفيها في سرّه.‏ هذا الرجل الغيري .‏ .‏ .‏ ربما عمل على ادخال الحياة في الاقتصاد الايطالي اكثر مما فعل ايّ رجل اعمال آخر وحده في تاريخ ايطاليا .‏ .‏ .‏ ان بنيتو موسوليني لم يكن قط قادرا تماما على تحقيق الامبراطورية التي حلم بها،‏ ولكنه مكَّن الڤاتيكان وبرنادينو نوڠارا من خلق منطقة نفوذ من نوع آخر».‏ —‏ امبراطورية الڤاتيكان،‏ بواسطة نينو لو بيلّو،‏ الصفحات ٧١-‏٧٣.‏

هذا مجرد مثل واحد للتعاون الوثيق بين تجار الارض وبابل العظيمة.‏ فلا عجب ان ينوح هؤلاء التجار عندما تنتهي شريكتهم في التجارة!‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٥٩]‏

اذ انتشر البشر في كل الارض،‏ اخذوا دينهم البابلي معهم

‏[الصورتان في الصفحة ٢٦١]‏

صف يوحنا،‏ كرقيب،‏ ينادي بأن بابل قد سقطت

‏[الصورة في الصفحة ٢٦٦]‏

خرائب بابل القديمة تنذر بالخراب الآتي لبابل العظيمة