الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقاومة وحشين ضاريين

مقاومة وحشين ضاريين

الفصل ٢٨

مقاومة وحشين ضاريين

الرؤيا ٨ —‏  رؤيا ١٣:‏​١-‏١٨

الموضوع:‏ الوحش ذو السبعة رؤوس،‏ الوحش ذو القرنين،‏ وصورة الوحش

وقت الاتمام:‏ من ايام نمرود الى الضيق العظيم

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا يقول يوحنا عن التنين؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف يوحنا،‏ بلغة رمزية،‏ هيئة منظورة يستخدمها التنين؟‏

لقد طُرح التنين العظيم الى الارض!‏ ودرسنا لسفر الرؤيا يوضح انه لا الحية ولا أتباعها الشياطين سيُسمح لهم بأن يعودوا ثانية الى السماء.‏ ولكننا لم ننتهِ بعدُ من «المدعو ابليس والشيطان،‏ الذي يضلُّ المسكونة كلها».‏ والرواية بعد ذلك تحدِّد بتفصيل اكبر الوسيلة التي يستخدمها الشيطان لمحاربة ‹المرأة ونسلها›.‏ (‏رؤيا ١٢:‏​٩،‏ ١٧‏)‏ يقول يوحنا عن هذا التنين الشبيه بحية:‏ ‏«ووقف على رمل البحر».‏ ‏(‏رؤيا ١٣:‏١ أ ‏)‏ فدعونا نتوقَّف لفحص وسيلة عمل التنين.‏

٢ لن يُحزن وجود الشيطان وأبالسته السموات المقدسة بعد الآن.‏ فهذه الارواح الشريرة أُبعدت من السماء وحُصرت في جوار الارض.‏ وكان ذلك دون شك مسؤولا عن الازدياد المروِّع في الممارسات الارواحية في زمننا.‏ والحية الماكرة لا تزال تحافظ على هيئة روحانية فاسدة.‏ ولكن،‏ هل يستخدم ايضا هيئة منظورة لتضليل الجنس البشري؟‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«ورأيت وحشا صاعدا من البحر،‏ له عشرة قرون وسبعة رؤوس،‏ وعلى قرونه عشرة اكاليل،‏ وعلى رؤوسه اسماء تجديف.‏ والوحش الذي رأيته كان شبه نمر،‏ وأرجله كأرجل دب،‏ وفمه كفم اسد.‏ وأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطة عظيمة».‏ —‏ رؤيا ١٣:‏​١ب،‏ ٢‏.‏

٣ (‏أ)‏ اية وحوش ضارية رآها النبي دانيال في الرؤى؟‏ (‏ب)‏ ماذا مثَّلت الحيوانات الضخمة لدانيال ٧‏؟‏

٣ فما هو هذا الوحش العجيب؟‏ يعطي الكتاب المقدس نفسه الجواب.‏ قبل سقوط بابل في السنة ٥٣٩ ق‌م،‏ رأى النبي اليهودي دانيال رؤى تتضمَّن وحوشا ضارية.‏ وفي دانيال ٧:‏​٢-‏٨ يصف اربعة حيوانات صاعدة من البحر،‏ الاول يشبه الاسد،‏ الثاني الدب،‏ الثالث النمر،‏ و «إذا بحيوان رابع،‏ مخيف ومريع وقوي جدا!‏ .‏ .‏ .‏ وله عشرة قرون».‏ وهذا مشابه على نحو لافت للنظر للوحش الذي رآه يوحنا نحو السنة ٩٦ ب‌م.‏ فهذا الوحش له ايضا خصائص اسد،‏ دب،‏ ونمر،‏ وله عشرة قرون.‏ فما هي هوية الحيوانات الضخمة التي رآها دانيال؟‏ يخبرنا قائلا:‏ «هذه الحيوانات الضخمة .‏ .‏ .‏ هي اربعة ملوك يقومون من الارض».‏ (‏دانيال ٧:‏١٧‏)‏ نعم،‏ هذه الحيوانات تمثِّل ‹ملوكا›،‏ او دول الارض السياسية.‏

٤ (‏أ)‏ في دانيال ٨‏،‏ ماذا مثَّله الكبش والتيس؟‏ (‏ب)‏ ماذا اشير اليه عندما انكسر القرن العظيم للتيس وعقبته اربعة قرون؟‏

٤ في رؤيا اخرى،‏ يرى دانيال كبشا ذا قرنين ضربه تيس ذو قرن عظيم.‏ فيفسِّر له الملاك جبرائيل ما يعنيه ذلك:‏ «الكبش .‏ .‏ .‏ يمثِّل ملوك مادي وفارس.‏ والتيس الاشعر يمثِّل ملك اليونان».‏ يواصل جبرائيل التنبؤ بأن القرن العظيم للتيس ينكسر وتعقبه اربعة قرون.‏ لقد حدث ذلك فعلا بعد اكثر من ٢٠٠ سنة عندما مات الاسكندر الكبير وقُسِّمت مملكته الى اربع ممالك حكمها اربعة من قادته.‏ —‏ دانيال ٨:‏​٣-‏٨،‏ ٢٠-‏٢٥‏.‏ *

٥ (‏أ)‏ اية معانٍ ضمنية تنقلها الكلمة اليونانية التي تقابل وحشا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمثِّل وحش الرؤيا ١٣:‏​١،‏ ٢ مع رؤوسه السبعة؟‏

٥ لذلك من الواضح ان مؤلِّف الكتاب المقدس الموحى به ينظر الى دول الارض السياسية كوحوش.‏ ايّ نوع من الوحوش؟‏ يدعو احد المعلِّقين وحش الرؤيا ١٣:‏​١،‏ ٢ «حيوانا شرسا»،‏ ويضيف:‏ «نحن نقبل جميع المعاني الضمنية التي تنقلها θηριον [‏ثِريون،‏ الكلمة اليونانية التي تقابل «وحشا»،‏] كتلك التي لحيوان غريب وحشي،‏ مدمِّر،‏ مرعب،‏ مسعور،‏ الخ».‏ * وكم يصف ذلك جيدا النظام السياسي الملطَّخ بالدم الذي سيطر بواسطته الشيطان على الجنس البشري!‏ والرؤوس السبعة لهذا الوحش تمثِّل ست دول عالمية رئيسية يجري ابرازها في تاريخ الكتاب المقدس الى ايام يوحنا —‏ مصر،‏ اشور،‏ بابل،‏ مادي وفارس،‏ اليونان،‏ وروما —‏ ودولة عالمية سابعة جرى التنبؤ عنها بأنها ستظهر لاحقا.‏ —‏ قارنوا رؤيا ١٧:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

٦ (‏أ)‏ في اي شيء اخذت رؤوس الوحش السبعة القيادة؟‏ (‏ب)‏ كيف استخدم يهوه روما في تنفيذ دينونته في نظام الاشياء اليهودي،‏ وكيف سارت الامور مع المسيحيين في اورشليم؟‏

٦ صحيح انه كانت هنالك دول عالمية اخرى في التاريخ فضلا عن السبع —‏ تماما كما كان الوحش الذي رآه يوحنا مؤلَّفا من جسم بالاضافة الى سبعة رؤوس وعشرة قرون.‏ ولكنَّ السبعة الرؤوس تمثِّل الدول السبع الرئيسية،‏ التي اخذت كل واحدة بدورها القيادة في ظلم شعب اللّٰه.‏ وفي السنة ٣٣ ب‌م،‏ فيما كانت روما طالعة،‏ استخدم الشيطان هذا الرأس للوحش لقتل ابن اللّٰه.‏ وفي ذلك الوقت،‏ تخلَّى اللّٰه عن نظام الاشياء اليهودي غير الامين ولاحقا،‏ في السنة ٧٠ ب‌م،‏ سمح لروما بأن تنفِّذ دينونته في هذه الامة.‏ ومن المفرح ان اسرائيل اللّٰه الحقيقي،‏ جماعة المسيحيين الممسوحين،‏ قد حُذِّروا مسبقا،‏ والذين في اورشليم واليهودية هربوا الى الامان وراء نهر الاردن.‏ —‏ متى ٢٤:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏.‏

٧ (‏أ)‏ ماذا كان من المتوقع ان يحدث عندما جاء اختتام نظام الاشياء وبدأ يوم الرب؟‏ (‏ب)‏ ماذا تبيَّن انه الرأس السابع لوحش الرؤيا ١٣:‏​١،‏ ٢‏؟‏

٧ ومع ذلك،‏ بحلول نهاية القرن الاول ب‌م،‏ هجر كثيرون في هذه الجماعة الباكرة الحق،‏ والحنطة المسيحية الحقيقية،‏ «بنو الملكوت»،‏ خنقها على نحو واسع الزوان،‏ «بنو الشرير».‏ ولكن عندما جاء اختتام نظام الاشياء،‏ ظهر المسيحيون الممسوحون من جديد كفريق منظَّم.‏ وفي اثناء يوم الرب،‏ كان من المتوقع ان الابرار ‹سيسطعون كالشمس›.‏ ولذلك نُظِّمت الجماعة المسيحية للعمل.‏ (‏متى ١٣:‏​٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ وبحلول هذا الوقت،‏ لم تعد الامبراطورية الرومانية موجودة.‏ والامبراطورية البريطانية الضخمة،‏ الى جانب الولايات المتحدة الاميركية القوية،‏ شغلتا مركز المسرح العالمي.‏ وتبيَّن ان هذه الدولة العالمية المزدوجة هي الرأس السابع للوحش.‏

٨ لماذا يجب ألا يكون صدمة ان تشبَّه الدولة العالمية الانكلواميركية المزدوجة بوحش؟‏

٨ ألا يكون صدمة ان نقرن الدول السياسية الحاكمة بوحش؟‏ هذا ما ادَّعاه بعض المقاومين في اثناء الحرب العالمية الثانية،‏ عندما جرى تحدّي وضع شهود يهوه الشرعي،‏ كهيئة وكأفراد،‏ في محاكم القانون حول الارض.‏ ولكن توقَّفوا وفكِّروا!‏ ألا تتبنَّى الامم نفسها الوحوش او المخلوقات البرِّية رموزا وطنية لها؟‏ مثلا،‏ هنالك الاسد البريطاني،‏ العقاب الاميركي،‏ والتنين الصيني.‏ اذًا،‏ لماذا يعترض ايّ شخص اذا استخدم المؤلِّف الالهي للكتاب المقدس ايضا وحوشا لترمز الى الدول العالمية؟‏

٩ (‏أ)‏ لماذا يجب ألا يعترض احد على قول الكتاب المقدس ان الشيطان يعطي الوحش سلطته العظيمة؟‏ (‏ب)‏ كيف يوصف الشيطان في الكتاب المقدس،‏ وكيف يؤثر في الحكومات؟‏

٩ واكثر من ذلك،‏ لماذا يعترض ايّ شخص على قول الكتاب المقدس ان الشيطان هو الذي يعطي الوحش سلطته العظيمة؟‏ فاللّٰه هو مصدر هذه العبارة و «الامم كنقطة ماء من دلو،‏ وكغبار» امامه.‏ وهذه الامم يحسن بها ان تحاول اكتساب رضا اللّٰه بدلا من الاستياء من الطريقة التي تصفها بها كلمته النبوية.‏ (‏اشعيا ٤٠:‏​١٥،‏ ١٧؛‏ مزمور ٢:‏​١٠-‏١٢‏)‏ فالشيطان ليس شخصا اسطوريا معيَّنا لتعذيب الانفس الراحلة في هاوية نارية.‏ ومكان كهذا لا وجود له.‏ وبالاحرى،‏ تصف الاسفار المقدسة الشيطان بأنه «ملاك نور» —‏ سيِّد الخداع الذي يمارس نفوذا قويا في الشؤون السياسية العامة.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏​٣،‏ ١٤،‏ ١٥؛‏ افسس ٦:‏​١١-‏١٨‏.‏

١٠ (‏أ)‏ ماذا يدل عليه واقع وجود اكليل على كلّ من العشرة القرون؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا ترمز القرون العشرة والاكاليل العشرة؟‏

١٠ للوحش عشرة قرون على رؤوسه السبعة.‏ وربما كان لكلّ من الاربعة الرؤوس قرن واحد ولكلّ من الثلاثة الرؤوس الاخرى قرنان.‏ واكثر من ذلك،‏ كانت له عشرة اكاليل على قرونه.‏ وفي سفر دانيال توصف وحوش مخيفة،‏ وتعداد قرونها يجب تفسيره حرفيا.‏ مثلا،‏ ان القرنين على الكبش مثَّلا امبراطورية عالمية مؤلَّفة من شريكين،‏ مادي وفارس،‏ في حين مثَّلت القرون الاربعة على التيس الامبراطوريات المتزامنة الاربع التي نشأت من الامبراطورية اليونانية للاسكندر الكبير.‏ (‏دانيال ٨:‏​٣،‏ ٨،‏ ٢٠-‏٢٢‏)‏ ولكن،‏ على الوحش الذي رآه يوحنا،‏ يظهر ان تعداد العشرة قرون هو رمزي.‏ (‏قارنوا دانيال ٧:‏٢٤؛‏ رؤيا ١٧:‏١٢‏.‏)‏ انها تمثِّل تمام الدول ذات السيادة التي تؤلِّف كامل هيئة الشيطان السياسية.‏ وجميع هذه القرون عنيفة وعدوانية،‏ ولكن كما هو مشار اليه بالرؤوس السبعة تستقر الرئاسة في دولة عالمية واحدة فقط كل مرة.‏ وعلى نحو مماثل،‏ تشير الاكاليل العشرة الى ان كل الدول ذات السيادة تمارس سلطة حاكمة في وقت واحد مع الدولة المتسلطة،‏ او الدولة العالمية،‏ لذلك الوقت.‏

١١ ماذا يشير اليه واقع ان الوحش يملك «على رؤوسه اسماء تجديف»؟‏

١١ يملك الوحش «على رؤوسه اسماء تجديف»،‏ صانعا لنفسه ادِّعاءات تظهر احتقارا كبيرا ليهوه اللّٰه والمسيح يسوع.‏ فقد استخدم اسمي اللّٰه والمسيح كتمويه لتحقيق غاياته السياسية؛‏ وقد تعاون مع الدين الباطل،‏ حتى انه سمح لرجال الدين بأن يشتركوا في عملياته السياسية.‏ مثلا،‏ ان مجلس اللوردات في انكلترا يشتمل على الاساقفة.‏ والكرادلة الكاثوليك لعبوا ادوارا سياسية بارزة في فرنسا وايطاليا،‏ ومؤخرا تقلَّد الكهنة منصبا سياسيا في اميركا اللاتينية.‏ والحكومات تطبع شعارات دينية،‏ مثل ‏«باللّٰه نثق»،‏ على اوراقها النقدية،‏ وعلى قطعها النقدية تدَّعي بالرضى الالهي على حكامها ذاكرة،‏ على سبيل المثال،‏ ان هؤلاء معيَّنون «بنعمة اللّٰه».‏ كل ذلك في الواقع تجديف،‏ لأنه يحاول توريط اللّٰه في الحلبة السياسية القومية الملطَّخة.‏

١٢ (‏أ)‏ ماذا يعني خروج الوحش من «البحر»،‏ ومتى ابتدأ يظهر؟‏ (‏ب)‏ ماذا يشار اليه بواقع ان التنين يعطي الوحش الرمزي سلطته العظيمة؟‏

١٢ يخرج الوحش من «البحر»،‏ الذي هو رمز ملائم الى الحشود المضطربة التي تنشأ منها الحكومات البشرية.‏ (‏اشعيا ١٧:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ لقد ابتدأ هذا الوحش يبرز من بحر البشرية المضطربة قديما في ايام نمرود (‏نحو القرن الـ‍ ٢١ ق‌م)‏،‏ عندما ظهر اولا نظام اشياء بعد الطوفان مقاوم ليهوه.‏ (‏تكوين ١٠:‏​٨-‏١٢؛‏ ١١:‏​١-‏٩‏)‏ ولكن فقط في اثناء يوم الرب ظهر آخر الرؤوس السبعة كاملا.‏ لاحظوا،‏ ايضا،‏ ان التنين هو الذي «اعطاه [الوحشَ] .‏ .‏ .‏ قدرته وعرشه وسلطة عظيمة».‏ (‏قارنوا لوقا ٤:‏٦‏.‏)‏ ان الوحش هو إبداع الشيطان السياسي بين حشود الجنس البشري.‏ فالشيطان هو حقا «حاكم هذا العالم».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٣١‏.‏

الضربة المميتة

١٣ (‏أ)‏ اية كارثة تنهال على الوحش في وقت باكر من يوم الرب؟‏ (‏ب)‏ كيف تألم الوحش بكامله عندما تلقَّى رأس واحد ضربة مميتة؟‏

١٣ في وقت باكر من يوم الرب،‏ تضرب كارثةٌ الوحش.‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«ورأيت احد رؤوسه كأنه مذبوح للموت،‏ إلا ان ضربته المميتة شُفيت،‏ والارض كلها تبعت الوحش بإعجاب».‏ ‏(‏رؤيا ١٣:‏٣ ‏)‏ يقول هذا العدد ان احد رؤوس الوحش تلقَّى ضربة مميتة،‏ ولكنَّ العدد ١٢ يتكلم وكأن الوحش بكامله تألم.‏ لماذا ذلك؟‏ حسنا،‏ ان رؤوس الوحش ليست كلها في وضع السيطرة معا.‏ فكل واحد بدوره ساد على الجنس البشري،‏ وخصوصا على شعب اللّٰه.‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٠‏)‏ وهكذا،‏ اذ يبدأ يوم الرب،‏ يكون هنالك فقط رأس واحد،‏ السابع،‏ يعمل بصفته دولة عالمية متسلطة.‏ والضربة المميتة التي تلقَّاها هذا الرأس تجلب شدَّة عظيمة للوحش بكامله.‏

١٤ متى وُجِّهت الضربة المميتة،‏ وكيف وصف ضابط عسكري تأثيرها في وحش الشيطان؟‏

١٤ ماذا كانت الضربة المميتة؟‏ لاحقا،‏ تُدعى ضربة سيف،‏ والسيف رمز الى الحرب.‏ وضربة السيف هذه،‏ الموجَّهة في وقت باكر من يوم الرب،‏ لا بد ان لها علاقة بالحرب العالمية الاولى،‏ التي دمَّرت واستنزفت وحش الشيطان السياسي.‏ (‏رؤيا ٦:‏​٤،‏ ٨؛‏ ١٣:‏١٤‏)‏ والمؤلِّف موريس جنڤوا،‏ الذي كان ضابطا عسكريا في اثناء تلك الحرب،‏ قال عنها:‏ «الكل يوافق على الاعتراف بأنه،‏ في كل تاريخ الجنس البشري،‏ تواريخ قليلة كانت لها اهمية ٢ آب ١٩١٤.‏ اولا اوروپا وبعد ذلك بوقت قصير وجدت كل البشرية تقريبا نفسها منغمسة في حادث مميت.‏ وتزعزعت الاتفاقيات،‏ المعاهدات،‏ القوانين الاخلاقية،‏ وكل الاساسات؛‏ فمن يوم الى آخر،‏ كل شيء كان موضع شك.‏ وكانت الحادثة ستتجاوز التوجُّسات الغريزية والتوقعات المعقولة على السواء.‏ انها هائلة،‏ مشوِّشة،‏ ضخمة،‏ ولا تزال تجرنا في اثرها».‏ —‏ موريس جنڤوا،‏ عضو الاكاديمية الفرنسية،‏ مقتبس منه في الكتاب وعد العظمة ‏(‏١٩٦٨)‏.‏

١٥ كيف تلقَّى الرأس السابع للوحش ضربته المميتة؟‏

١٥ كانت تلك الحرب نكبة كبيرة للرأس السابع المتسلط للوحش.‏ والى جانب امم اوروپية اخرى،‏ خسرت بريطانيا شبانها بأعداد رهيبة.‏ ففي معركة واحدة فقط،‏ معركة نهر السوم في سنة ١٩١٦،‏ كانت هنالك ٠٠٠‏,‏٤٢٠ إصابة بريطانية الى جانب نحو ٠٠٠‏,‏١٩٤ فرنسية و ٠٠٠‏,‏٤٤٠ المانية —‏ اكثر من ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏١ إصابة!‏ واقتصاديا،‏ ايضا،‏ فان بريطانيا —‏ مع باقي اوروپا —‏ تحطمت.‏ فتمايلت الامبراطورية البريطانية الضخمة تحت الضربة ولم تتعافَ كاملا قط.‏ وفي الواقع،‏ ان هذه الحرب،‏ بـ‍ ٢٨ امة رئيسية مشاركة،‏ جعلت العالم بكامله يترنح كما من ضربة قاضية.‏ وفي ٤ آب ١٩٧٩،‏ بعد ٦٥ سنة من نشوب الحرب العالمية الاولى،‏ علَّقت ذي ايكونوميست،‏ لندن،‏ انكلترا:‏ «في السنة ١٩١٤ خسر العالم تماسكا لم ينجح في استرجاعه منذ ذلك الحين».‏

١٦ في اثناء الحرب العالمية الاولى،‏ كيف اظهرت الولايات المتحدة انها جزء من دولة عالمية مزدوجة؟‏

١٦ وفي الوقت عينه،‏ ان الحرب الكبرى،‏ كما دعيت آنذاك،‏ فتحت الطريق لبروز الولايات المتحدة على نحو متميز كجزء من الدولة العالمية الانكلواميركية.‏ فطوال السنين الاولى للحرب ابقى الرأي العام الولايات المتحدة خارج الصراع.‏ ولكن،‏ كما كتب المؤرخ إِسْمِيه وينڠفيلد-‏ستراتفورد،‏ «كان ذلك كله مسألة ما اذا كانت بريطانيا والولايات المتحدة،‏ في ساعة الازمة العصيبة هذه،‏ ستتغاضيان عن خلافاتهما لتحقيق وحدتهما الغالبة ووصايتهما المشتركة».‏ وكما كانت نتيجة الاحداث،‏ فَعَلا ذلك.‏ ففي السنة ١٩١٧ ساهمت الولايات المتحدة في مواردها وقوتها البشرية لدعم الجهد الحربي للحلفاء المربَكين.‏ وهكذا خرج الرأس السابع،‏ الذي يجمع بريطانيا والولايات المتحدة،‏ في الجانب الرابح.‏

١٧ ماذا حدث لنظام الشيطان الارضي بعد الحرب؟‏

١٧ كان العالم بعد الحرب مختلفا للغاية.‏ ونظام الشيطان الارضي،‏ مع انه دُمِّر بالضربة المميتة،‏ عاد الى الحياة وصار اكثر قوة من ايّ وقت مضى وهكذا فاز باعجاب البشر بسبب قوته المسترَدَّة.‏

١٨ كيف يمكن ان يقال ان الجنس البشري عموما ‹تبع الوحش بإعجاب›؟‏

١٨ يكتب المؤرخ تشارلز ل.‏ مي،‏ الاصغر:‏ «انهيار النظام القديم [الذي سبَّبته الحرب العالمية الاولى] كان مقدمة ضرورية لانتشار الحكم الذاتي،‏ تحرير امم وطبقات جديدة،‏ اطلاق حرية واستقلال جديدين».‏ وكان الرأس السابع للوحش،‏ الذي شُفي الآن،‏ رائدا في تطوُّر عصر ما بعد الحرب هذا،‏ مع تقدُّم الولايات المتحدة الاميركية نحو الدور المتسلط.‏ والدولة العالمية المزدوجة اخذت القيادة في تأييد عصبة الامم والامم المتحدة كلتيهما.‏ وبحلول سنة ٢٠٠٥،‏ صارت القوة السياسية للولايات المتحدة الرائدة بين الامم الغنية في خلق مقياس معيشة اعلى،‏ في محاربة المرض،‏ وفي تقدُّم التكنولوجيا.‏ حتى انها وضعت ١٢ رجلا على القمر.‏ فلا عجب ان الجنس البشري عموما ‹تبع الوحش بإعجاب›.‏

١٩ (‏أ)‏ كيف تجاوز الجنس البشري ايضا الاعجاب بالوحش؟‏ (‏ب)‏ مَن له سلطة لا يمكن انكارها على كل ممالك الارض،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ (‏ج)‏ كيف يفوِّض الشيطان السلطة الى الوحش،‏ وبأي تأثير في الغالبية العظمى من الناس؟‏

١٩ والجنس البشري تجاوز ايضا الاعجاب بالوحش،‏ كما يذكر يوحنا بعد ذلك:‏ ‏«وعبدوا التنين لأنه اعطى السلطة للوحش،‏ وعبدوا الوحش قائلين:‏ ‹مَن هو مثل الوحش،‏ ومَن يقدر ان يحاربه؟‏›».‏ ‏(‏رؤيا ١٣:‏٤ ‏)‏ بينما كان يسوع هنا على الارض،‏ ادَّعى الشيطان ان له سلطانا على كل ممالك الارض.‏ ولم ينكر يسوع صحة ذلك؛‏ وفي الواقع،‏ اشار هو نفسه الى الشيطان بصفته حاكم العالم ورفض المشاركة في سياسة تلك الايام.‏ كتب يوحنا لاحقا عن المسيحيين الحقيقيين:‏ «نعلم اننا من اللّٰه،‏ اما العالم كله فهو تحت سلطة الشرير».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩؛‏ لوقا ٤:‏​٥-‏٨؛‏ يوحنا ٦:‏١٥؛‏ ١٤:‏٣٠‏)‏ يفوِّض الشيطان السلطة الى الوحش،‏ وهو يفعل ذلك على اساس قومي.‏ وهكذا،‏ عوضا عن ان يكونوا متَّحدين بروابط المحبة الالهية،‏ صار الجنس البشري مقسَّما من جراء الافتخار بالقبيلة،‏ العرق،‏ والامة.‏ وفي الواقع،‏ تعبد الغالبية العظمى من الناس هذا الجزء من الوحش الذي يملك سلطة في الارض حيث يعيشون.‏ لذلك يحظى الوحش بكامله بالاعجاب والعبادة.‏

٢٠ (‏أ)‏ بأي معنى يعبد الناس الوحش؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يشترك المسيحيون الذين يعبدون يهوه اللّٰه في عبادة كهذه للوحش،‏ ومثال مَن يتبعون؟‏

٢٠ العبادة بأيّ معنى؟‏ بمعنى وضع محبة البلد فوق محبة اللّٰه.‏ معظم الناس يحبون ارض مولدهم.‏ وكمواطنين صالحين،‏ يحترم المسيحيون الحقيقيون ايضا الحكام ورموز البلد حيث يقيمون،‏ يطيعون القوانين،‏ ويقومون بمساهمة ايجابية في خير مجتمعهم وجيرانهم.‏ (‏روما ١٣:‏​١-‏٧؛‏ ١ بطرس ٢:‏​١٣-‏١٧‏)‏ ولكنهم لا يستطيعون تقديم تعبُّد اعمى لبلد واحد ضد كل البلدان الاخرى.‏ «بلدنا،‏ على صواب او خطإ» ليس تعليما مسيحيا.‏ ولذلك فان المسيحيين الذين يعبدون يهوه اللّٰه لا يمكنهم ان يشتركوا في تقديم عبادة وطنية مملوءة بالافتخار لأيّ جزء من الوحش،‏ لان ذلك يعادل عبادة التنين —‏ مصدر سلطة الوحش.‏ ولا يمكنهم ان يسألوا بإعجاب:‏ «مَن هو مثل الوحش؟‏».‏ وبالاحرى،‏ يتبعون مثال ميخائيل —‏ الذي يعني اسمه «مَن هو مثل اللّٰه؟‏» —‏ فيما يؤيدون سلطان يهوه الكوني.‏ وفي وقت اللّٰه المعيَّن،‏ فان ميخائيل هذا،‏ المسيح يسوع،‏ سيحارب الوحش ويغلبه،‏ تماما كما انتصر في طرد الشيطان من السماء.‏ —‏ رؤيا ١٢:‏​٧-‏٩؛‏ ١٩:‏​١١،‏ ١٩-‏٢١‏.‏

شنّ حرب على القديسين

٢١ كيف يصف يوحنا تأثير الشيطان في الوحش؟‏

٢١ لدى الشيطان الماكر خطط للتأثير في الوحش لتحقيق غاياته.‏ ويوحنا يوضح ذلك:‏ ‏«وأُعطي ‏[الوحش ذو السبعة الرؤوس] فمًا يتكلم بعظائم وتجاديف،‏ وسلطة ان يعمل اثنين وأربعين شهرا.‏ ففتح فمه بتجاديف على اللّٰه،‏ ليجدِّف على اسمه وعلى مسكنه،‏ اي اولئك الساكنين في السماء.‏ وأُعطي ان يشنّ حربا على القديسين ويغلبهم،‏ وسلطة على كل قبيلة وشعب ولسان وأمة.‏ وسيعبده كل الساكنين على الارض،‏ ولا احد منهم اسمه مكتوب منذ تأسيس العالم في دَرْج الحياة،‏ دَرْج الحمل الذي ذُبح».‏ —‏ رؤيا ١٣:‏​٥‏-‏٨‏.‏

٢٢ (‏أ)‏ الى اية فترة من الزمن تشير الشهور الـ‍ ٤٢؟‏ (‏ب)‏ في اثناء الـ‍ ٤٢ شهرا،‏ كيف ‹غُلب› المسيحيون الممسوحون؟‏

٢٢ يظهر ان الشهور الـ‍ ٤٢ المذكورة هنا هي الثلاث سنوات ونصف عينها التي في اثنائها تجري مضايقة القدوسين بواسطة قرن ناشئ من احد الحيوانات في نبوة دانيال.‏ (‏دانيال ٧:‏​٢٣-‏٢٥‏؛‏ انظروا ايضا رؤيا ١١:‏​١-‏٤‏.‏)‏ وهكذا،‏ من نهاية السنة ١٩١٤ حتى السنة ١٩١٨،‏ فيما كانت الامم المتحاربة تمزِّق حرفيا احداها الاخرى كالوحوش،‏ ضُغط على مواطني تلك الامم ليعبدوا الوحش،‏ لينهمكوا في دين القومية،‏ وحتى ليكونوا على استعداد للموت من اجل بلدهم.‏ وضغط كهذا ادّى الى ألم شديد من جهة كثيرين من الممسوحين الذين شعروا بأن طاعتهم الاسمى هي ليهوه اللّٰه وابنه،‏ المسيح يسوع.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ ووصلت محنهم الى الذروة في حزيران ١٩١٨،‏ عندما ‹غُلبوا›.‏ ففي الولايات المتحدة،‏ سُجن رسميون بارزون وممثِّلون آخرون لجمعية برج المراقبة على نحو خاطئ،‏ وأُعيق عمل الكرازة المنظَّم لاخوتهم المسيحيين الى حد بعيد.‏ وبحيازته «سلطة على كل قبيلة وشعب ولسان وأمة»،‏ شدَّد الوحش الضغط على عمل اللّٰه في كل العالم.‏

٢٣ (‏أ)‏ ما هو «دَرْج الحياة،‏ دَرْج الحمل»،‏ وماذا كان يتقدم الى التمام منذ السنة ١٩١٨؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان ايّ انتصار ظاهري لهيئة الشيطان المنظورة على «القديسين» مجرد انتصار فارغ؟‏

٢٣ بدا ذلك وكأنه نصر للشيطان وهيئته.‏ ولكنه لم يقدر ان يجلب لهما فوائد طويلة الامد،‏ اذ لا احد في هيئة الشيطان المنظورة كان اسمه مكتوبا «في دَرْج الحياة،‏ دَرْج الحمل».‏ وبشكل مجازي،‏ يحتوي هذا الدَّرْج على اسماء اولئك الذين سيملكون مع يسوع في ملكوته السماوي.‏ وقد كُتبت الاسماء الاولى فيه يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ وفي السنوات التي تلت،‏ أُضيفت اسماء اكثر فأكثر.‏ ومنذ السنة ١٩١٨،‏ كان ختم الباقين من الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ وارث للملكوت يتقدم الى التمام.‏ وقريبا ستُكتب اسماؤهم جميعا على نحو لا يُمحى في دَرْج الحياة الذي للحمل.‏ أما المقاومون الذين يعبدون الوحش،‏ فلا احد منهم سيكون اسمه مكتوبا في هذا الدَّرْج.‏ وهكذا فإن ايّ انتصار ظاهري قد يكون لهؤلاء على «القديسين» انما هو انتصار فارغ،‏ وقتي فقط.‏

٢٤ ماذا يدعو يوحنا ذوي التمييز الى سماعه،‏ وماذا تعني الكلمات المسموعة لشعب اللّٰه؟‏

٢٤ يدعو يوحنا الآن ذوي التمييز الى الاصغاء بانتباه كبير:‏ ‏«إن كان احد له اذن فليسمع».‏ ثم يمضي قائلا:‏ ‏«إن كان احد مصيره الاسر،‏ فإلى الاسر يذهب.‏ ومن قتَل بالسيف،‏ فلا بد ان يُقتل هو بالسيف.‏ هنا الحاجة الى احتمال القديسين وإيمانهم».‏ ‏(‏رؤيا ١٣:‏​٩،‏ ١٠ ‏)‏ كتب ارميا كلمات مماثلة الى حد بعيد لهذه في السنوات التي سبقت السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ ليظهر انه ليس هنالك تراجع عن احكام يهوه على مدينة اورشليم غير الامينة.‏ (‏ارميا ١٥:‏٢‏؛‏ انظروا ايضا ارميا ٤٣:‏١١؛‏ زكريا ١١:‏٩‏.‏)‏ وفي وقت محنته الكبيرة،‏ اوضح يسوع انه لا يجب على أتباعه ان يسايروا عندما قال:‏ «كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون».‏ (‏متى ٢٦:‏٥٢‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يجب على شعب اللّٰه الآن في يوم الرب ان يتمسكوا بمبادئ الكتاب المقدس.‏ فلن يكون هنالك مفر اخير لغير التائبين الذين يعبدون الوحش.‏ وجميعنا سنحتاج الى الاحتمال،‏ الى جانب ايمان لا يتزعزع،‏ لكي ننجو من الاضطهادات والمحن التي تكمن امامنا.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏​٣٦-‏٣٩؛‏ ١١:‏٦‏.‏

الوحش ذو القرنين

٢٥ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا وحشا رمزيا آخر يدخل الى المشهد العالمي؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يشير قرنا الوحش الجديد وطلوعه من الارض؟‏

٢٥ أما الآن فيدخل وحش آخر الى المشهد العالمي.‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«ورأيت وحشا آخر صاعدا من الارض له قرنان كالحمل،‏ ولكنه كان يتكلم كتنين.‏ وهو يمارس كل سلطة الوحش الاول امامه.‏ ويجعل الارض والساكنين فيها يعبدون الوحش الاول الذي شُفيت ضربته المميتة.‏ ويصنع آيات عظيمة،‏ حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء الى الارض امام الناس».‏ ‏(‏رؤيا ١٣:‏​١١‏-‏١٣ ‏)‏ هذا الوحش له قرنان،‏ مما يشير الى شركة بين دولتين سياسيتين.‏ ويوصف بأنه طالع من الارض،‏ لا من البحر.‏ وهكذا فإنه يطلع من نظام الاشياء الارضي للشيطان المؤسَّس سابقا.‏ فيجب ان يكون دولة عالمية،‏ موجودة سابقا،‏ تتخذ دورا مهمًّا في اثناء يوم الرب.‏

٢٦ (‏أ)‏ ما هو الوحش ذو القرنين،‏ وكيف يتعلق بالوحش الاصلي؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى يكون قرنا الوحش ذي القرنين كقرني حمل،‏ وكيف يكون «كتنين» عندما يتكلم؟‏ (‏ج)‏ ماذا يعبد حقا الناس القوميون،‏ وبماذا تُشبَّه القومية؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

٢٦ فماذا يمكن ان يكون؟‏ الدولة العالمية الانكلواميركية —‏ الرأس السابع نفسه للوحش الاول ولكن في دور خصوصي!‏ ان عزله في الرؤيا كوحش منفصل يساعدنا ان نرى باكثر وضوح كيف يعمل باستقلال على المسرح العالمي.‏ وهذا الوحش الرمزي ذو القرنين مؤلَّف من دولتين سياسيتين،‏ متزامنتين،‏ مستقلتين،‏ ولكن متعاونتين.‏ وقرناه «كالحمل» يقترحان انه يزعم كونه لطيفا وغير مؤذٍ،‏ بشكل حكومة مستنير يجب ان يلتفت اليها كل العالم.‏ ولكنه يتكلم «كتنين» لأنه يستخدم الضغط والتهديدات وحتى العنف الصريح حيثما لا تُقبَل صيغة حكمه.‏ وهو لا يشجع على الاذعان لملكوت اللّٰه تحت حكم حمل اللّٰه ولكن،‏ عوضا عن ذلك،‏ لمصالح الشيطان،‏ التنين العظيم.‏ ويروِّج الانقسامات القومية والبغض الذي يعني عبادة الوحش الاول.‏ *

٢٧ (‏أ)‏ اي موقف للوحش ذي القرنين يشير اليه واقع جعله نارا تنزل من السماء؟‏ (‏ب)‏ كيف ينظر كثيرون من الناس الى النظير العصري للوحش ذي القرنين؟‏

٢٧ وهذا الوحش ذو القرنين يصنع آيات عظيمة،‏ حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء.‏ (‏قارنوا متى ٧:‏​٢١-‏٢٣‏.‏)‏ وهذه الآية الاخيرة تذكِّرنا بإيليا،‏ نبي اللّٰه القديم الذي اشترك في مباراة مع انبياء البعل.‏ وعندما استنزل بنجاح نارا من السماء باسم يهوه،‏ برهن ذلك من غير ريب انه كان نبيا حقيقيا وأن انبياء البعل كانوا زائفين.‏ (‏١ ملوك ١٨:‏​٢١-‏٤٠‏)‏ ومثل انبياء البعل هؤلاء،‏ يشعر الوحش ذو القرنين بأن له اوراق اعتماد كافية كنبي.‏ (‏رؤيا ١٣:‏​١٤،‏ ١٥؛‏ ١٩:‏٢٠‏)‏ ويدَّعي انه هزم قوى الشر في حربين عالميتين وأنه انتصر على ما يسمَّى الشيوعية الملحدة!‏ وفي الواقع،‏ ينظر كثيرون الى النظير العصري للوحش ذي القرنين كحارس للحرية وينبوع للامور المادية الصالحة.‏

صورة الوحش

٢٨ كيف يظهر يوحنا ان الوحش ذا القرنين ليس بريئا كما يشير اليه قرناه الشبيهان بقرني حمل؟‏

٢٨ هل هذا الوحش ذو القرنين بريء كما يشير اليه قرناه الشبيهان بقرني حمل؟‏ يمضي يوحنا قائلا:‏ ‏«ويضل الساكنين على الارض بالآيات التي أُعطي ان يصنعها امام الوحش،‏ قائلا للساكنين على الارض ان يصنعوا صورة للوحش الذي تلقَّى ضربة السيف وعاش.‏ وأُعطي ان يمنح نسمة لصورة الوحش،‏ حتى تتكلم صورة الوحش وتجعل جميع الذين لا يعبدون صورة الوحش يُقتَلون».‏ —‏ رؤيا ١٣:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏

٢٩ (‏أ)‏ ما هو القصد من صورة الوحش،‏ ومتى بُنيت هذه الصورة؟‏ (‏ب)‏ لماذا ليست صورة الوحش تمثالا عديم الحياة؟‏

٢٩ ما هي «صورة الوحش» هذه،‏ وما هو القصد منها؟‏ القصد هو ترويج عبادة الوحش ذي السبعة رؤوس التي هي صورة له وبالتالي،‏ في الواقع،‏ ادامة وجود الوحش.‏ وتُبنى هذه الصورة بعد ان يعيش الوحش ذو السبعة رؤوس متعافيا من ضربة السيف التي تلقَّاها،‏ اي بعد نهاية الحرب العالمية الاولى.‏ انها ليست تمثالا عديم الحياة،‏ كالذي اقامه نبوخذنصر في سهل دورا.‏ (‏دانيال ٣:‏١‏)‏ فالوحش ذو القرنين ينفخ حياة في هذه الصورة بحيث يمكن للصورة ان تحيا وتلعب دورا في تاريخ العالم.‏

٣٠،‏ ٣١ (‏أ)‏ بماذا تحدِّد وقائع التاريخ هوية هذه الصورة؟‏ (‏ب)‏ هل قُتل احد لرفضه عبادة هذه الصورة؟‏ أَوضحوا.‏

٣٠ ان وقائع التاريخ تحدِّد هوية هذه الصورة بصفتها المنظمة التي اقترحتها،‏ روَّجتها،‏ ودعمتها بريطانيا والولايات المتحدة والتي عُرفت اولا بعصبة الامم.‏ ولاحقا،‏ في رؤيا الاصحاح ١٧‏،‏ ستظهر تحت رمز مختلف،‏ ذاك الذي لوحش قرمزي اللون،‏ حي يتنفس وله وجود مستقل.‏ وهذه الهيئة الدولية «تتكلم»،‏ بمعنى انها تصنع ادِّعاءات متبجِّحة بأنها الوحيدة القادرة على جلب السلام والامن للجنس البشري.‏ ولكنها في الحقيقة تصير منبرا للامم الاعضاء ليتبادلوا خطابات التقريع والإهانات الشفهية.‏ وهي تهدِّد بالحرمان،‏ او بحياة الشقاء،‏ اية امة او شعب لا ينحني لسلطانها.‏ وعصبة الامم طردت فعلا الامم التي فشلت في الالتزام بايديولوجياتها.‏ وعند مستهل الضيق العظيم،‏ ستتمم «القرون» العسكرية لصورة الوحش هذه دورا مخرِّبا.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١٤؛‏ ١٧:‏​٨،‏ ١٦‏.‏

٣١ ومنذ الحرب العالمية الثانية،‏ فإن صورة الوحش —‏ التي ظهرت الآن كهيئة الامم المتحدة —‏ تقتل بطريقة حرفية.‏ على سبيل المثال،‏ في السنة ١٩٥٠ نزلت قوة من الامم المتحدة الى الميدان في الحرب بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.‏ وقد قتلت قوة الامم المتحدة،‏ مع الكوريين الجنوبيين،‏ ما يقدَّر بـ‍ ٠٠٠‏,‏٤٢٠‏,‏١ كوري شمالي وصيني.‏ وعلى نحو مماثل،‏ من السنة ١٩٦٠ الى السنة ١٩٦٤،‏ كانت جيوش الامم المتحدة نشيطة في الكونڠو (‏كينشاسا)‏.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فإن قادة العالم،‏ بمن فيهم البابوان بولس السادس ويوحنا بولس الثاني،‏ استمروا يؤكدون ان هذه الصورة هي رجاء الانسان الاخير والافضل للسلام.‏ وهم يصرُّون انه اذا فشل الجنس البشري في تأييدها،‏ فسيدمر العرق البشري نفسه.‏ وهكذا فانهم بصورة مجازية يسبِّبون قتل كل البشر الذين يرفضون التعاون مع الصورة وعبادتها.‏ —‏ تثنية ٥:‏​٨،‏ ٩‏.‏

سمة الوحش

٣٢ كيف يصف يوحنا تحريك الشيطان للاجزاء السياسية لهيئته المنظورة ليسبِّب الالم للباقين من نسل امرأة اللّٰه؟‏

٣٢ يرى يوحنا الآن كيف يحرِّك الشيطان الاجزاء السياسية لهيئته المنظورة ليسبِّب الحد الاقصى من الالم للباقين من نسل امرأة اللّٰه.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ فهو يعود ليصف «الوحش» نفسه:‏ ‏«ويرغم الجميع،‏ الصغار والكبار،‏ والاغنياء والفقراء،‏ والاحرار والعبيد،‏ ان يأخذوا سمة على يدهم اليمنى او على جبهتهم،‏ وألا يقدر احد ان يشتري او يبيع إلا مَن له السمة،‏ اسم الوحش او عدد اسمه.‏ هنا الحاجة الى الحكمة:‏ مَن له ذكاء فليحسب عدد الوحش،‏ فإنه عدد انسان،‏ وعدده ست مئة وستة وستون».‏ —‏ رؤيا ١٣:‏​١٦‏-‏١٨‏.‏

٣٣ (‏أ)‏ ما هو اسم الوحش؟‏ (‏ب)‏ بماذا يقترن العدد ستة؟‏ أَوضحوا.‏

٣٣ للوحش اسم،‏ وهذا الاسم هو عدد:‏ ٦٦٦.‏ والستة،‏ كعدد،‏ تقترن بأعداء يهوه.‏ فثمة رجل فلسطي من الرفائيين كان ‹ماردا اصابع يديه وقدميه اربع وعشرون،‏ في كل منها ست›.‏ (‏١ أخبار الايام ٢٠:‏٦‏)‏ والملك نبوخذنصر اقام تمثالا من ذهب عرضه ست اذرع وارتفاعه ستون ذراعا،‏ ليوحِّد رسمييه السياسيين في عبادة واحدة.‏ وعندما رفض خدام اللّٰه عبادة تمثال الذهب،‏ ألقاهم الملك في اتون النار.‏ (‏دانيال ٣:‏​١-‏٢٣‏)‏ ان العدد ستة هو اقل من سبعة،‏ الذي يمثِّل التمام من وجهة نظر اللّٰه.‏ ولذلك فإن ستة مكرَّرة ثلاث مرات تمثل نقصا فادحا.‏

٣٤ (‏أ)‏ الى ماذا يشير الواقع ان عدد الوحش هو «عدد انسان»؟‏ (‏ب)‏ لماذا ٦٦٦ اسم ملائم لنظام الشيطان السياسي العالمي؟‏

٣٤ الاسم يحدِّد هوية الشخص.‏ فكيف اذًا يحدِّد هذا العدد هوية الوحش؟‏ يقول يوحنا «انه عدد انسان»،‏ لا عدد شخص روحاني،‏ وهكذا يساعد الاسم على التأكيد ان الوحش ارضي،‏ يرمز الى الحكم البشري.‏ وكما ان الستة تفشل في بلوغ السبعة،‏ كذلك فان ٦٦٦ —‏ ستة الى الدرجة الثالثة —‏ اسم ملائم لنظام العالم السياسي الضخم الذي يفشل على نحو بائس في بلوغ مقياس اللّٰه للكمال.‏ ووحش العالم السياسي يحكم متفوِّقا تحت الاسم-‏العدد ٦٦٦،‏ فيما السياسة الكبيرة،‏ الدين الكبير،‏ والتجارة الكبيرة تبقي هذا الوحش عاملا كظالم للجنس البشري ومضطهد لشعب اللّٰه.‏

٣٥ ماذا يعني ان يوسم المرء على الجبهة او على اليد اليمنى باسم الوحش؟‏

٣٥ وماذا يعني ان يوسم المرء على الجبهة او على اليد اليمنى باسم الوحش؟‏ عندما اعطى يهوه اسرائيل الشريعة قال لهم:‏ «اجعلوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم،‏ واربطوها علامة على يدكم،‏ ولتكن عصابة بين عيونكم».‏ (‏تثنية ١١:‏١٨‏)‏ عنى ذلك انه كان على الاسرائيليين ان يُبقوا الشريعة بشكل دائم امامهم،‏ بحيث تؤثر في اعمالهم وأفكارهم.‏ وقيل عن الممسوحين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ ان لهم اسم الآب وذاك الذي ليسوع مكتوبين على جباههم.‏ وهذا يحدِّد هويتهم كمنتمين الى يهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏ (‏رؤيا ١٤:‏١‏)‏ وتقليدا لذلك،‏ يستعمل الشيطان سمة الوحش الابليسية.‏ وجميع الذين ينهمكون في النشاطات اليومية كالشراء والبيع يُضغط عليهم ليفعلوا الامور على طريقة الوحش،‏ كما في الاحتفال بالاعياد،‏ مثلا.‏ ويُتوقع منهم ان يعبدوا الوحش،‏ جاعلين اياه يتحكَّم في حياتهم،‏ بحيث ينالون سمته.‏

٣٦ اية مشاكل كانت لدى اولئك الذين يرفضون قبول سمة الوحش؟‏

٣٦ ان اولئك الذين يرفضون قبول سمة الوحش كانت لديهم مشاكل دائمة.‏ فابتداء من ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ مثلا،‏ كان يجب ان يواجهوا معارك قضائية كثيرة ويحتملوا اعمال الشغب العنيفة والاضطهادات الاخرى.‏ وفي البلدان الكلِّيانية،‏ وُضعوا في معسكرات الاعتقال،‏ حيث مات كثيرون.‏ ومنذ الحرب العالمية الثانية،‏ عانى احداث لا يُحصون السجن الطويل،‏ حتى ان البعض عُذِّبوا وقُتلوا بسبب رفضهم المسايرة في حيادهم المسيحي.‏ وفي بلدان اخرى لا يستطيع المسيحيون حرفيا ان يشتروا او يبيعوا؛‏ البعض لا يستطيعون امتلاك عقار؛‏ الآخرون يُغتصبون،‏ يُقتلون،‏ او يطردون من موطنهم.‏ ولماذا؟‏ لأنهم يرفضون بضمير صالح ان يشتروا بطاقة حزب سياسية.‏ * —‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏.‏

٣٧،‏ ٣٨ (‏أ)‏ لماذا العالم مكان صعب بالنسبة الى الذين يرفضون ان تكون لهم سمة الوحش؟‏ (‏ب)‏ مَن يحافظون على الاستقامة،‏ وماذا هم مصممون على فعله؟‏

٣٧ وفي بعض مناطق الارض،‏ يكون الدين متأصلا جدا في حياة المجتمع حتى ان كل مَن يؤيد حق الكتاب المقدس يُنبذ من العائلة والاصدقاء السابقين.‏ ويتطلب الامر ايمانا كبيرا للاحتمال.‏ (‏متى ١٠:‏​٣٦-‏٣٨؛‏ ١٧:‏٢٢‏)‏ وفي عالم حيث تعبد الاغلبية الغنى المادي وحيث يتفشى عدم الاستقامة،‏ غالبا ما ينبغي للمسيحي الحقيقي ان يثق بشكل مطلق بأن يهوه سيؤيده في اتِّباع مسلك مستقيم.‏ (‏مزمور ١١:‏٧؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٨‏)‏ وفي عالم مغمور بالفساد الادبي يتطلب بقاء المرء نظيفا ونقيا تصميما كبيرا.‏ والمسيحيون الذين يمرضون غالبا ما يتعرضون للضغط من الاطباء والممرضات لكسر شريعة اللّٰه عن قداسة الدم؛‏ حتى انه يجب ان يقاوموا اوامر المحكمة التي تتعارض مع ايمانهم.‏ (‏اعمال ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١ بطرس ٤:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وفي ايام ازدياد البطالة هذه،‏ يصير صعبا اكثر فاكثر على المسيحي الحقيقي ان يتجنب عملا يعني المسايرة في استقامته امام اللّٰه.‏ —‏ ميخا ٤:‏​٣،‏ ٥‏.‏

٣٨ نعم،‏ ان العالم مكان صعب بالنسبة الى الذين ليست لهم سمة الوحش.‏ وهو إعراب بارز عن قوة يهوه وبركته ان يحافظ الباقون من نسل المرأة،‏ بالاضافة الى اكثر من ستة ملايين من الجمع الكثير،‏ على الاستقامة على الرغم من كل الضغوط لكسر شرائع اللّٰه.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ فباتحاد،‏ في كل انحاء الارض،‏ لنستمرَّ جميعا في تعظيم يهوه وطرقه البارة،‏ فيما نرفض نيل سمة الوحش.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏​١-‏٣‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 4‏ من اجل تفاصيل اضافية،‏ من فضلكم انظروا الصفحات ١٦٥-‏١٧٩ من الكتاب انتبهوا لنبوة دانيال!‏‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

^ ‎الفقرة 5‏ تفسير رؤيا القديس يوحنا،‏ بواسطة ر.‏ س.‏ ه‍.‏ لنسكي،‏ الصفحتان ٣٩٠،‏ ٣٩١.‏

^ ‎الفقرة 26‏ لاحظ المعلِّقون ان القومية،‏ في الواقع،‏ هي دين.‏ ولذلك فإن الناس القوميين يعبدون حقا ذاك الجزء من الوحش الذي يمثِّله البلد حيث يعيشون.‏ وفي ما يتعلق بالقومية في الولايات المتحدة،‏ نقرأ:‏ «القومية،‏ اذ يُنظر اليها كدين،‏ لها الكثير من الامور المشتركة مع انظمة الماضي الدينية الكبيرة الاخرى .‏ .‏ .‏ على الهه القومي الخاص يشعر القومي الديني العصري بالاعتماد.‏ الى عونه القوي يشعر بالحاجة.‏ به يعترف كمصدر لكماله وسعادته.‏ له،‏ بمعنى ديني صارم،‏ يخضع.‏ .‏ .‏ .‏ الامة تُعتبر ابدية،‏ وموت ابنائها الاولياء ليس سوى زيادة لشهرتها ومجدها اللذين لا يموتان».‏ —‏ كارلتون ج.‏ ف.‏ هايز،‏ كما اقتُبس منه في الصفحة ٣٥٩ من الكتاب ما يؤمن به الاميركيون وكيف يعبدون،‏ بواسطة ج.‏ پول وليمز.‏

^ ‎الفقرة 36‏ انظروا،‏ مثلا،‏ اعداد برج المراقبة،‏ ١ ايلول ١٩٧١،‏ الصفحة ٥٢٠،‏ بالانكليزية؛‏ ١ شباط ١٩٧٥،‏ الصفحة ٢٥؛‏ ١ كانون الثاني ١٩٧٦،‏ الصفحة ٢٤؛‏ ١ تشرين الاول ١٩٧٩،‏ الصفحة ١١؛‏ ١ حزيران ١٩٧٩،‏ الصفحة ٢٠،‏ بالانكليزية؛‏ ١٥ ايار ١٩٨٠،‏ الصفحة ١٠،‏ بالانكليزية.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩٥]‏

أُعطي ان يمنح نسمة لصورة الوحش