الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«مَن هو مستحق ان يفتح الدرج؟‏»‏

‏«مَن هو مستحق ان يفتح الدرج؟‏»‏

الفصل ١٥

‏«مَن هو مستحق ان يفتح الدرج؟‏»‏

١ ماذا يحدث الآن في رؤيا يوحنا؟‏

مهيبة!‏ توحي بالرهبة!‏ هكذا هي الرؤيا المثيرة لعرش يهوه في مشهده وسط سُرُج النار،‏ الكروبيم،‏ الـ‍ ٢٤ شيخا،‏ والبحر الزجاجي.‏ ولكن يا يوحنا،‏ ماذا ترى بعد ذلك؟‏ يركِّز يوحنا على مركز هذا المشهد السماوي،‏ مخبرا ايانا:‏ ‏«رأيت في اليد اليمنى للجالس على العرش درجا مكتوبا من الداخل والخارج،‏ مختوما بإحكام بسبعة ختوم.‏ ورأيت ملاكا قويا ينادي بصوت عال:‏ ‹مَن هو مستحق ان يفتح الدرج ويفك ختومه؟‏›.‏ فلم يكن من احد في السماء ولا على الارض ولا تحت الارض يستطيع ان يفتح الدرج ولا ان ينظر ما فيه.‏ فأخذت ابكي بكاء كثيرا لأنه لم يوجد احد مستحقا ان يفتح الدرج ولا ان ينظر ما فيه».‏ —‏ رؤيا ٥:‏​١‏-‏٤‏.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لماذا يتوق يوحنا الى وجود شخص يفتح الدرج،‏ ولكن ماذا يَظهر انه التوقع لذلك؟‏ (‏ب)‏ ماذا انتظر شعب اللّٰه الممسوح بشوق في زمننا؟‏

٢ يهوه نفسه،‏ الرب المتسلط لكل الخليقة،‏ يمسك هذا الدرج.‏ ولا بد انه ملآن معلومات حيوية،‏ لانه مكتوب من قدام ومن خلف.‏ وتجري اثارة فضولنا.‏ فماذا يحتويه الدرج؟‏ نحن نذكر دعوة يهوه ليوحنا:‏ «اصعد الى هنا،‏ فأريك ما لا بدّ ان يحدث».‏ (‏رؤيا ٤:‏١‏)‏ وبتوقع كبير،‏ نتطلع الى التعلُّم عن هذه الامور.‏ ولكن يا للأسف،‏ ان الدرج مغلق بإحكام،‏ مختوم بسبعة ختوم!‏

٣ وهل سيجد الملاك القوي شخصا مستحقا ان يفتح الدرج؟‏ استنادا الى ترجمة الملكوت ما بين السطور،‏ ان الدرج موجود «على اليد اليمنى» ليهوه.‏ وهذا يقترح انه موضوع على كفّه المفتوحة.‏ ولكن يظهر ان لا احد في السماء او على الارض مستحق ان يأخذ ويفتح هذا الدرج.‏ حتى ولا تحت الارض،‏ بين خدام اللّٰه الامناء الذين ماتوا،‏ يوجد مَن هو مؤهَّل لهذا الشرف الرفيع.‏ فلا عجب ان يستاء يوحنا بوضوح!‏ فربما لن يعلَم اخيرا «ما لا بد ان يحدث».‏ وفي يومنا ايضا،‏ انتظر شعب اللّٰه الممسوح يهوه بشوق كي يرسل نوره وحقه حول سفر الرؤيا.‏ وهذا ما يفعله على نحو تدريجي في الوقت المعيَّن لاتمام الرؤيا لكي يهدي شعبه في طريق ‹الخلاص›.‏ —‏ مزمور ٤٣:‏​٣،‏ ٥‏.‏

المستحق

٤ (‏أ)‏ مَن يجري الاكتشاف انه مستحق ان يفتح الدرج وختومه؟‏ (‏ب)‏ في اي مكافأة وامتياز يشترك صف يوحنا ورفقاؤهم الآن؟‏

٤ نعم،‏ هنالك شخص يستطيع ان يفتح الدرج!‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«ولكنَّ واحدا من الشيوخ قال لي:‏ ‹كفَّ عن البكاء.‏ هوذا الاسد الذي من سبط يهوذا،‏ اصل داود،‏ قد غلب،‏ وهو يفتح الدرج وختومه السبعة›».‏ ‏(‏رؤيا ٥:‏٥‏)‏ اذًا،‏ يا يوحنا جفِّف تلك الدموع!‏ لقد احتمل صف يوحنا ورفقاؤهم الاولياء اليوم ايضا عقودا من المحن القاسية فيما انتظروا الانارة بصبر.‏ فيا للمكافأة المعزِّية التي نحصل عليها الآن في فهم الرؤيا،‏ ويا له من امتياز ان نشترك في اتمامها بالمناداة للآخرين برسالتها!‏

٥ (‏أ)‏ اية نبوة نُطق بها تتعلق بيهوذا،‏ وأين حكم المتحدرون من يهوذا؟‏ (‏ب)‏ مَن هو شيلوه؟‏

٥ ‏«الاسد الذي من سبط يهوذا»!‏ ان يوحنا حسن الاطلاع على النبوة التي تفوَّه بها يعقوب،‏ احد اسلاف السلالة اليهودية،‏ في ما يتعلق بابنه الرابع،‏ يهوذا:‏ «جرو اسد هو يهوذا.‏ من الفريسة تصعد يا ابني.‏ جثم وربض كأسد،‏ وكأسد من ينهضه؟‏ لا يزول الصولجان من يهوذا ولا عصا القيادة من بين قدميه،‏ الى ان يأتي شيلوه،‏ وله تكون طاعة الشعوب».‏ (‏تكوين ٤٩:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ ان السلالة الملكية لشعب اللّٰه نشأت من يهوذا.‏ وابتداءً من داود،‏ كان جميع الذين حكموا في اورشليم حتى دمَّر البابليون تلك المدينة متحدرين من يهوذا.‏ ولكن لم يكن ايّ منهم شيلوه الذي تنبأ عنه يعقوب.‏ وكلمة شيلوه تعني «الذي له [الحق]».‏ ونبويا،‏ اشار هذا الاسم الى يسوع الذي تنتمي اليه على نحو دائم المملكة الداودية.‏ —‏ حزقيال ٢١:‏​٢٥-‏٢٧؛‏ لوقا ١:‏​٣٢،‏ ٣٣؛‏ رؤيا ١٩:‏١٦‏.‏

٦ بأية طريقة كان يسوع ‹قضيبا› من يسّى وأيضا «اصل داود»؟‏

٦ يدرك يوحنا بسرعة الاشارة الى «اصل داود».‏ فالمسيّا الموعود به يدعى نبويا ‹قضيبا من جذع يسّى [ابي الملك داود] .‏ .‏ .‏ فرخا› و ‹اصل يسّى القائم راية للشعوب›.‏ (‏اشعيا ١١:‏​١،‏ ١٠‏)‏ ويسوع كان قضيبا من يسّى اذ وُلد في السلالة الملكية لداود،‏ ابن يسّى.‏ واضافة الى ذلك،‏ بصفته اصل يسّى،‏ كان هو مَن جعل السلالة الحاكمة الداودية تفرِّخ ثانية،‏ معطيا اياها الحياة والدعم الى الابد.‏ —‏ ٢ صموئيل ٧:‏١٦‏.‏

٧ ماذا يجعل يسوع مستحقا ان يأخذ الدرج من يد الجالس على العرش؟‏

٧ ان يسوع على نحو بارز هو الذي،‏ كانسان كامل،‏ خدم يهوه باستقامة وتحت محن مؤلمة.‏ وقد زوَّد الجواب الكامل عن تحدّي الشيطان.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وهكذا امكنه القول كما قال في الليلة التي سبقت موته الفدائي:‏ «انا قد غلبت العالم».‏ (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ ولهذا السبب استأمن يهوه يسوع المقام على «كل سلطة في السماء وعلى الارض».‏ فهو وحده بين جميع خدام اللّٰه مؤهَّل لتسلُّم الدرج بهدف اعلان رسالته الخطيرة.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٨‏.‏

٨ (‏أ)‏ في ما يختص بالملكوت،‏ ماذا يُظهر استحقاق يسوع؟‏ (‏ب)‏ لماذا من الملائم ان يكشف واحد من الشيوخ الـ‍ ٢٤ ليوحنا عن الشخص المستحق ان يفتح الدرج؟‏

٨ وفي الواقع،‏ من الملائم ان يفتح يسوع الدرج.‏ فمنذ السنة ١٩١٤ تُوِّج ملكا لملكوت اللّٰه المسيّاني،‏ وهذا الدرج يكشف الكثير في ما يتعلق بالملكوت وما سينجزه.‏ ويسوع شهد بأمانة لحق الملكوت فيما كان هنا على الارض.‏ (‏يوحنا ١٨:‏​٣٦،‏ ٣٧‏)‏ وقد علَّم أتباعه ان يصلّوا من اجل اتيان الملكوت.‏ (‏متى ٦:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وابتدأ الكرازة ببشارة الملكوت عند بداية العصر المسيحي وتنبأ عن وصول عمل الكرازة هذا الى الذروة خلال وقت النهاية.‏ (‏متى ٤:‏٢٣؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ وكذلك،‏ من الملائم ان يكشف واحد من الشيوخ الـ‍ ٢٤ ليوحنا ان يسوع هو الذي سيفتح الختوم.‏ ولماذا؟‏ لأن هؤلاء الشيوخ يجلسون على عروش ويلبسون تيجانا،‏ اذ انهم شركاء المسيح في الميراث في ملكوته.‏ —‏ روما ٨:‏١٧؛‏ رؤيا ٤:‏٤‏.‏

‏‹الحمَل الذي ذُبح›‏

٩ عوض الاسد،‏ ماذا يرى يوحنا قائما «في وسط العرش»،‏ وكيف وصفه؟‏

٩ ينظر يوحنا ليرى هذا «الاسد الذي من سبط يهوذا».‏ ولكن كم يكون ذلك مذهلا!‏ فإن صورة رمزية مختلفة تماما تظهر:‏ ‏«ورأيت في وسط العرش والمخلوقات الحية الاربعة وفي وسط الشيوخ حمَلا قائما كأنه قد ذُبح،‏ له سبعة قرون وسبع اعين،‏ وهذه الاعين تمثّل ارواح اللّٰه السبعة المُرسَلة الى الارض كلها».‏ —‏ رؤيا ٥:‏٦‏.‏

١٠ مَن هو ‹الحمَل› الذي رآه يوحنا،‏ ولماذا هذا التعبير ملائم؟‏

١٠ في الوسط،‏ الى جانب العرش،‏ ضمن الدائرة التي تشكِّلها المخلوقات الحية الاربعة والـ‍ ٢٤ شيخا،‏ هنالك حمَل!‏ ودون شك،‏ يحدِّد يوحنا بسرعة هوية هذا الحمَل بأنه «الاسد الذي من سبط يهوذا» و «اصل داود».‏ ويعرف ان يوحنا المعمدان،‏ منذ اكثر من ٦٠ سنة،‏ قدَّم يسوع لليهود المشاهدين بصفته «حمَل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم».‏ (‏يوحنا ١:‏٢٩‏)‏ وخلال حياته كلها على الارض،‏ بقي يسوع غير ملطخ بالعالم —‏ كحمَل بلا عيب —‏ بحيث امكنه تقديم حياته الخالية من الخطية ذبيحة لاجل الجنس البشري.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏٧؛‏ عبرانيين ٧:‏٢٦‏.‏

١١ لماذا ليس غير مشرِّف تمثيل يسوع الممجَّد بأنه ‹حمَل قد ذُبح›؟‏

١١ هل هو محقِّر وغير مشرِّف الى حد ما تمثيل يسوع الممجَّد بأنه ‹حمَل كأنه قد ذُبح›؟‏ كلا على الاطلاق!‏ ان واقع بقاء يسوع امينا الى الموت كان هزيمة كبيرة للشيطان وانتصارا عظيما ليهوه اللّٰه.‏ وتمثيل يسوع على هذا النحو يصوِّر بشكل حيوي غلبته على عالم الشيطان وهو مذكِّر بالمحبة العميقة التي لدى يهوه ويسوع تجاه الجنس البشري.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٥:‏١٣‏؛‏ قارنوا كولوسي ٢:‏١٥‏.‏)‏ وهكذا يُشار الى يسوع بصفته النسل الموعود به،‏ المؤهَّل على نحو بارز لفتح الدرج.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥‏.‏

١٢ ماذا تمثِّله قرون الحمَل السبعة؟‏

١٢ وماذا ايضا يزيد تقديرنا لهذا ‹الحمَل›؟‏ ان له سبعة قرون.‏ والقرون في الكتاب المقدس غالبا ما تكون رمزا الى القوة او السلطة،‏ والرقم سبعة يشير الى التمام.‏ (‏قارنوا ١ صموئيل ٢:‏​١،‏ ١٠؛‏ مزمور ١١٢:‏٩؛‏ ١٤٨:‏١٤‏.‏)‏ اذًا،‏ تمثِّل قرون الحمَل السبعة كمال السلطة التي استأمن يهوه يسوع عليها.‏ انه «فوق كل حكومة وسلطة وقوة وسيادة وكل اسم يُسمَّى،‏ ليس في نظام الاشياء هذا فقط،‏ بل في الآتي ايضا».‏ (‏افسس ١:‏​٢٠-‏٢٣؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٢‏)‏ ويسوع على نحو خصوصي يمارس السلطة،‏ السلطة الحكومية،‏ منذ السنة ١٩١٤ حين توَّجه يهوه ملكا سماويا.‏ —‏ مزمور ٢:‏٦‏.‏

١٣ (‏أ)‏ ماذا تمثِّله اعين الحمَل السبع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يباشر الحمَل فعله؟‏

١٣ واكثر من ذلك،‏ يسوع ممتلئ حتى التمام بالروح القدس،‏ كما هو مصوَّر بأعين الحمَل السبع التي «تمثِّل ارواح اللّٰه السبعة».‏ فيسوع هو القناة التي بواسطتها يتدفق كمال قوة يهوه الفعالة الى خدامه الارضيين.‏ (‏تيطس ٣:‏٦‏)‏ ومن الواضح انه بواسطة هذا الروح نفسه يرى من السماء ما يحدث هنا على الارض.‏ وكأبيه،‏ لدى يسوع تمييز كامل.‏ ولا شيء يفلت من ملاحظته.‏ (‏قارنوا مزمور ١١:‏٤؛‏ زكريا ٤:‏١٠‏.‏)‏ وبشكل واضح،‏ فان هذا الابن —‏ المحافظ على الاستقامة الذي غلب العالم؛‏ الاسد الذي من سبط يهوذا؛‏ اصل داود؛‏ الشخص الذي قدَّم حياته من اجل الجنس البشري؛‏ الشخص بالسلطة التامة،‏ كمال الروح القدس،‏ والتمييز الكامل من يهوه اللّٰه —‏ نعم،‏ هذا الشخص مستحق على نحو بارز ان يأخذ الدرج من يد يهوه.‏ وهل يتردد في قبول مهمة الخدمة هذه في هيئة يهوه السامية؟‏ كلا!‏ بل ‏«مضى وأخذه ‏[الدرج] في الحال من اليد اليمنى للجالس على العرش».‏ ‏(‏رؤيا ٥:‏٧ ‏)‏ فيا له من مثال رائع للاذعان الطوعي!‏

ترانيم تسبيح

١٤ (‏أ)‏ كيف تتجاوب المخلوقات الحية الاربعة والشيوخ الـ‍ ٢٤ مع اخذ يسوع للدرج؟‏ (‏ب)‏ كيف تؤكد المعلومات التي يتسلَّمها يوحنا عن الـ‍ ٢٤ شيخا هويتهم ومركزهم؟‏

١٤ وكيف يتجاوب اولئك الآخرون امام عرش يهوه؟‏ ‏«ولما اخذ الدرج،‏ خرّت المخلوقات الحية الاربعة والاربعة والعشرون شيخا امام الحمَل،‏ ولهم كل واحد قيثارة وجامات ذهبية ممتلئة بخورا،‏ الذي يمثّل صلوات القدوسين».‏ ‏(‏رؤيا ٥:‏٨‏)‏ كالمخلوقات الحية الكروبية الاربعة التي امام عرش اللّٰه،‏ ينحني الـ‍ ٢٤ شيخا ليسوع اعترافا بسلطته.‏ ولكنّ هؤلاء الشيوخ وحدهم لهم قيثارات وجامات بخور.‏ * وهم وحدهم يرنمون الآن ترنيمة جديدة.‏ (‏رؤيا ٥:‏٩ )‏ وهكذا يشبهون الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ من «اسرائيل اللّٰه» المقدَّس،‏ الذين يحملون ايضا قيثارات ويرنمون ترنيمة جديدة.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ كولوسي ١:‏١٢؛‏ رؤيا ٧:‏​٣-‏٨؛‏ ١٤:‏​١-‏٤‏)‏ واضافة الى ذلك،‏ يجري اظهار الشيوخ الـ‍ ٢٤ انهم يتممون وظيفة كهنوتية سماوية مثَّلتها تلك التي للكهنة في اسرائيل القديمة الذين كانوا يحرقون البخور ليهوه في المسكن —‏ وظيفة انتهت على الارض عندما ازال اللّٰه الشريعة الموسوية من الطريق،‏ بتسميرها على خشبة آلام يسوع.‏ (‏كولوسي ٢:‏١٤‏)‏ وماذا نستنتج من كل ذلك؟‏ ان الغالبين الممسوحين تجري رؤيتهم هنا في تعيينهم الاخير بصفتهم ‹كهنة للّٰه وللمسيح يملكون معه ألف سنة›.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏٦‏.‏

١٥ (‏أ)‏ في اسرائيل،‏ مَن حظي وحده بامتياز الدخول الى قدس اقداس المسكن؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان حرق البخور قبل الدخول الى قدس الاقداس مسألة حياة او موت بالنسبة الى رئيس الكهنة؟‏

١٥ في اسرائيل القديمة،‏ كان الدخول الى قدس الاقداس امام حضور يهوه الرمزي مقتصرا على رئيس الكهنة.‏ وبالنسبة اليه،‏ كان حمل البخور مسألة حياة او موت.‏ قالت شريعة اللّٰه:‏ «يأخذ [هارون] ملء المجمرة جمر نار من على المذبح امام يهوه،‏ وملء حفنتيه بخورا عطرا دقيقا،‏ ويدخل بهما الى داخل الحجاب.‏ ويجعل البخور على النار امام يهوه،‏ فتغشي سحابة البخور غطاء التابوت الذي على الشهادة،‏ فلا يموت».‏ (‏لاويين ١٦:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ لقد كان مستحيلا على رئيس الكهنة ان يدخل بنجاح الى قدس الاقداس إلا اذا احرق البخور.‏

١٦ (‏أ)‏ في نظام الاشياء المسيحي،‏ مَن يدخلون الى قدس الاقداس المرموز اليه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب على المسيحيين الممسوحين ان ‹يحرقوا بخورا›؟‏

١٦ أما في نظام الاشياء المسيحي فليس فقط رئيس الكهنة المرموز اليه،‏ يسوع المسيح،‏ بل ايضا كل من الكهنة المعاونين الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ يدخلون في النهاية الى قدس الاقداس المرموز اليه،‏ مكان حضور يهوه في السماء.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏​١٩-‏٢٣‏)‏ والدخول الى قدس الاقداس مستحيل على هؤلاء الكهنة،‏ كما يجري تمثيلهم هنا بالـ‍ ٢٤ شيخا،‏ إلا اذا ‹احرقوا بخورا›،‏ اي قدَّموا على الدوام صلوات وتضرعات ليهوه.‏ —‏ عبرانيين ٥:‏٧؛‏ يهوذا ٢٠،‏ ٢١‏؛‏ قارنوا مزمور ١٤١:‏٢‏.‏

ترنيمة جديدة

١٧ (‏أ)‏ اية ترنيمة جديدة يرنمها الـ‍ ٢٤ شيخا؟‏ (‏ب)‏ كيف تُستعمل عادة العبارة «ترنيمة جديدة» في الكتاب المقدس؟‏

١٧ والآن تدوّي ترنيمة رخيمة.‏ ويرنمها للحمَل عشراؤه الكهنوتيون،‏ الـ‍ ٢٤ شيخا:‏ ‏«وهم يرنمون ترنيمة جديدة قائلين:‏ ‹انت مستحق ان تأخذ الدرج وتفتح ختومه،‏ لأنك ذُبحت وبدمك اشتريت اناسا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة›».‏ ‏(‏رؤيا ٥:‏٩ ‏)‏ ان عبارة «ترنيمة جديدة» ترد مرات عديدة في الكتاب المقدس وتشير عادة الى تسبيح يهوه لاجل عمل قدير للانقاذ.‏ (‏مزمور ٩٦:‏١؛‏ ٩٨:‏١؛‏ ١٤٤:‏٩‏)‏ وهكذا تكون الترنيمة جديدة لأنه يمكن للمرنِّم الآن ان ينادي بأعمال رائعة اضافية ليهوه ويعبِّر عن تقدير متجدد لاسمه المجيد.‏

١٨ لاجل ماذا يسبِّح الشيوخ الـ‍ ٢٤ يسوع بترنيمتهم الجديدة؟‏

١٨ ولكن هنا يرنم الشيوخ الـ‍ ٢٤ ترنيمة جديدة امام يسوع بدلا من يهوه.‏ لكنّ المبدأ هو نفسه.‏ انهم يسبِّحون يسوع لاجل الامور الجديدة التي انجزها لمصلحتهم بصفته ابن اللّٰه.‏ فبواسطة دمه صار وسيط العهد الجديد وهكذا جعل ولادة امة جديدة كمقتنى خاص ليهوه ممكنة.‏ (‏روما ٢:‏​٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٥؛‏ عبرانيين ٧:‏​١٨-‏٢٥‏)‏ واعضاء هذه الامة الروحية الجديدة اتوا من امم طبيعية كثيرة،‏ لكنّ يسوع وحَّدهم في جماعة واحدة كأُمة واحدة.‏ —‏ اشعيا ٢٦:‏٢؛‏ ١ بطرس ٢:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

١٩ (‏أ)‏ اية بركة فشل اسرائيل الطبيعي في ادراكها بسبب عدم امانتهم؟‏ (‏ب)‏ اية بركة ستتمتع بها امة يهوه الجديدة؟‏

١٩ عندما شكَّل يهوه الاسرائيليين في امة قديما ايام موسى،‏ صنع عهدا معهم ووعد انهم اذا بقوا امناء لهذا العهد يصيرون مملكة كهنة امامه.‏ (‏خروج ١٩:‏​٥،‏ ٦‏)‏ والاسرائيليون لم يكونوا امناء ولم يختبروا قط تحقيق هذا الوعد.‏ ومن ناحية اخرى فان الامة الجديدة،‏ التي شُكِّلت بفضل العهد الجديد الذي صار يسوع وسيطا له،‏ بقيت امينة.‏ لذلك فان اعضاءها سيسود حكمهم الارض كملوك وأيضا سيخدمون ككهنة،‏ مساعدين المستقيمي القلوب بين الجنس البشري على التصالح مع يهوه.‏ (‏كولوسي ١:‏٢٠‏)‏ وذلك كما تعبِّر عنه الترنيمة الجديدة:‏ ‏«وجعلتهم مملكة وكهنة لإلهنا،‏ وسيملكون على الارض».‏ ‏(‏رؤيا ٥:‏١٠ ‏)‏ فيا للفرح الذي لاولئك الشيوخ الـ‍ ٢٤ في ترنيم ترنيمة التسبيح هذه ليسوع الممجَّد!‏

جوقة سماوية

٢٠ اية ترنيمة تسبيح للحمَل تدوِّي الآن؟‏

٢٠ وكيف يتجاوب الآخرون من الحشد السماوي الكبير لهيئة يهوه مع هذه الترنيمة الجديدة؟‏ تثور مشاعر يوحنا اذ يشاهد انسجامهم القلبي:‏ ‏«ونظرت،‏ فسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والمخلوقات الحية والشيوخ،‏ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف،‏ قائلين بصوت عال:‏ ‹ان الحمَل الذي ذُبح مستحق ان ينال القوة والغنى والحكمة والقدرة والكرامة والمجد والبركة›».‏ ‏(‏رؤيا ٥:‏​١١،‏ ١٢ ‏)‏ فيا لها من ترنيمة تسبيح مؤثرة!‏

٢١ هل يقلل تسبيح الحمَل من سلطان يهوه او مركزه؟‏ أوضحوا.‏

٢١ وهل يعني ذلك ان يسوع الآن حلَّ محلَّ يهوه اللّٰه الى حدّ ما وأن كل الخليقة تحوَّلت الى تسبيحه بدلا من ابيه؟‏ حاشا!‏ وبالاحرى فان ترنيمة التسبيح هذه منسجمة مع ما كتبه الرسول بولس:‏ ‹رفّع اللّٰه [يسوع] الى مركز اعلى وأنعم عليه بالاسم الذي يعلو كل اسم آخر،‏ لكي تنحني باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَن على الارض ومَن تحت الارض،‏ ويعترف جهرا كل لسان بأن يسوع المسيح هو رب لمجد اللّٰه الآب›.‏ ‏(‏فيلبي ٢:‏​٩-‏١١‏)‏ يجري تعظيم يسوع هنا بسبب دوره في بتّ القضية الرئيسية امام كل الخليقة —‏ تبرئة سلطان يهوه الشرعي.‏ فيا للمجد الذي جلبه ذلك فعلا لابيه!‏

نشيد متعاظم

٢٢ الى اي نشيد تنضم اصوات من الحيِّز الارضي؟‏

٢٢ في المشهد الذي يصفه يوحنا تقدِّم حشود السماء هتافا رخيما ليسوع اعترافا بأمانته وسلطته السماوية.‏ وفي ذلك تنضم اليهم اصوات من الحيِّز الارضي اذ تشترك هذه ايضا في تسبيح الآب والابن كليهما.‏ وكما يمكن لانجازات ابن بشري ان تنسب فضلا عظيما الى الوالدَين،‏ كذلك فان مسلك يسوع ذا الولاء يعزِّز بين كل الخليقة «مجد اللّٰه الآب».‏ وهكذا يمضي يوحنا مخبرا:‏ ‏«وكل مخلوق في السماء وعلى الارض وتحت الارض وعلى البحر،‏ وكل ما فيها،‏ سمعته قائلا:‏ ‹للجالس على العرش وللحمَل البركة والكرامة والمجد والقدرة الى ابد الآبدين!‏›».‏ —‏ رؤيا ٥:‏١٣‏.‏

٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ ماذا يشير الى وقت ابتداء النشيد في السماء،‏ ومتى على الارض؟‏ (‏ب)‏ كيف يتعاظم النشيد في الحجم اذ تمر السنون؟‏

٢٣ ومتى يدوِّي هذا النشيد الرائع؟‏ لقد بدأ في وقت باكر من يوم الرب.‏ فبعد ان طُرح الشيطان وأبالسته من السموات امكن لـ‍ «كل مخلوق في السماء» ان يتحد في ترنيمة التسبيح هذه.‏ وكما يُظهر السجل،‏ فان جمعا ناميا على الارض يوحِّدون منذ السنة ١٩١٩ اصواتهم في تسبيح يهوه اذ ازدادوا من بضعة آلاف الى اكثر من ستة ملايين في سنة ٢٠٠٥.‏ * وبعد دمار نظام الشيطان الارضي فان «كل مخلوق .‏ .‏ .‏ على الارض» سيرنم تسابيح ليهوه وابنه.‏ وفي وقت يهوه المعيَّن،‏ ستبدأ قيامة ملايين لا تُحصى من الاموات وعندئذ «كل مخلوق .‏ .‏ .‏ تحت الارض» في ذاكرة اللّٰه سيحظى بفرصة الانضمام الى ترنيم النشيد.‏

٢٤ والآن،‏ ‹من اقصى الارض والبحر والجزر›،‏ ملايين من البشر يرنمون ترنيمة جديدة الى جانب هيئة يهوه العالمية.‏ (‏اشعيا ٤٢:‏١٠؛‏ مزمور ١٥٠:‏​١-‏٦‏)‏ وهذا التسبيح المفرح سيبلغ تصعيدا في نهاية الحكم الالفي عندما يكون الجنس البشري قد رُفع الى الكمال.‏ وتلك الحية القديمة،‏ المخادع الرئيسي،‏ الشيطان نفسه،‏ ستهلك بعدئذ في اتمام كامل لتكوين ٣:‏١٥‏،‏ وفي ذروة ظافرة سترنم كل الخليقة الحيَّة،‏ الارواح والبشر،‏ بانسجام:‏ «للجالس على العرش وللحمَل البركة والكرامة والمجد والقدرة الى ابد الآبدين!‏».‏ ولن يكون هنالك صوت مخالف في كل الكون.‏

٢٥ (‏أ)‏ قراءة رواية يوحنا عن النشيد الكوني تدفعنا الى فعل ماذا؟‏ (‏ب)‏ اي مثال عظيم ترسمه لنا المخلوقات الحية الاربعة والـ‍ ٢٤ شيخا فيما تختتم الرؤيا؟‏

٢٥ كم سيكون ذلك وقتا مفرحا!‏ ان ما يصفه يوحنا هنا دون شك يجعل قلوبنا مفعمة بالسعادة ويثيرنا للانضمام الى الحشود السماوية في ترنيم تسابيح قلبية ليهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏ ألسنا اكثر تصميما مما مضى على الاحتمال في الاعمال الصائبة؟‏ اذا فعلنا ذلك يمكننا ان نتوقع،‏ بمساعدة يهوه،‏ ان نكون هناك افراديا في الذروة السعيدة،‏ ضامِّين اصواتنا الى تلك التي لجوقة التسبيح الكونية.‏ وبالتأكيد،‏ ان المخلوقات الحية الاربعة الكروبية والمسيحيين الممسوحين المقامين هم على انسجام تام،‏ لأن الرؤيا تختتم بالكلمات:‏ ‏«وأخذت المخلوقات الحية الاربعة تقول:‏ ‹آمين!‏›.‏ وخرّ الشيوخ وقدموا العبادة».‏ —‏ رؤيا ٥:‏١٤‏.‏

٢٦ بماذا يجب ان نمارس الايمان،‏ وماذا يستعد الحمَل لفعله؟‏

٢٦ نأمل،‏ ايها القراء الاعزاء،‏ ان تمارسوا الايمان بذبيحة الحمَل —‏ ‹المستحق› —‏ وتكونوا مباركين في جهودكم المتواضعة لعبادة وخدمة يهوه —‏ «الجالس على العرش».‏ دعوا صف يوحنا يساعدكم اليوم اذ يزوِّد ‹الحصة اللازمة من الطعام الروحي في حينها›.‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٢‏)‏ ولكن انظروا!‏ ان الحمَل يستعد لفتح الختوم السبعة.‏ فأيّ كشف مثير يكمن الآن امامنا؟‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 14‏ نحويا،‏ يمكن ان تشير عبارة «لهم كل واحد قيثارة وجامات ذهبية ممتلئة بخورا» الى الشيوخ والمخلوقات الحية الاربعة على السواء.‏ لكنّ القرينة توضح ان العبارة تشير فقط الى الشيوخ الـ‍ ٢٤.‏

^ ‎الفقرة 23‏ انظروا الجدول في الصفحة ٦٤.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[صورة تغطي كامل الصفحة ٨٦]‏