الشخص الاول الممسوح بالروح القدس والقوة
الفصل ٥
الشخص الاول الممسوح بالروح القدس والقوة
١، ٢ (أ) كان المسيح الموعود به سيمسح بواسطة من وبماذا؟ (ب) اية نبوة لاشعياء كان ليقتبس ويطبق على نفسه؟
كان ملوك ورؤساء كهنة اسرائيل قديما ممسوحين للمركز بسكب دهن رسمي على الرأس. فهل كان المسيح الموعود به سيمسح بهذه الطريقة؟ كلا! فالمسيح الاصيل كان الشخص الذي سيمسحه اللّٰه «بالروح القدس والقوة.» (اعمال ١٠:٣٨) وكان الشخص الذي يملك السلطة ليقتبس ويطبق على نفسه الكلمات النبوية لاشعياء ٦١:١-٣:
٢ «روح السيد الرب عليَّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق. لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين. لاجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد.»
٣ لماذا لم يبرهن رجال الازمنة الابكر الذين صار روح اللّٰه نشيطا نحوهم انهم المسيح الموعود به؟
٣ ورجال الازمنة الابكر كان روح اللّٰه يحيط بهم او صار فعالا فيهم او كانوا مملوئين منه. ولكنهم لم يكونوا قط ممسوحين به. ولذلك لم يبرهنوا انهم المسيح المنتظر بشوق. وقد صح ذلك حتى في يوحنا المعمدان، الذي قال عنه الملاك جبرائيل لابيه الكاهن زكريا: «من بطن امه يمتلئ من الروح القدس.» — لوقا ١:١٥.
٤ رغم امتلائه من الروح القدس من بطن امه بماذا اعترف يوحنا المعمدان عن المسيح؟
٤ أُرسل كهنة ولاويون من اورشليم ليقول لهم يوحنا نفسه من هو رسميا لسبب العمل الذي كان يقوم به. فكيف تجاوب يوحنا؟ «اعترف ولم يُنكر وأقرَّ اني لست انا المسيح. فسألوه اذاً ماذا. ايليا انت. فقال لست انا. ألنبي انت. فأجاب لا. فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا. ماذا تقول عن نفسك. قال انا صوت صارخ في البرية قوّموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي.» — يوحنا ١:١٩-٢٣؛ اشعياء ٤٠:٣؛ ملاخي ٤:٥، ٦؛ تثنية ١٨:١٥-١٩.
٥، ٦ (أ) ماذا ارسل اللّٰه يوحنا ليفعل في ما يتعلق بالمسيح؟ (ب) كيف قابل يوحنا نفسه بالمسيّا او المسيح الحقيقي؟
٥ وهكذا فان يوحنا رغم امتلائه من الروح القدس انكر انه هو الشخص الموعود به الممسوح بروح اللّٰه. ولم يحاول ان يكون مسيحا زائفا، ولكنه اقرَّ بأنه مجرد متقدم للمسيح او المسيّا الحقيقي. وقد ارسله اللّٰه ليعمد المسيح او المسيّا الحقيقي في الماء. — يوحنا ١:٢٩-٣٤.
٦ وما يشهد اكثر لاستقامة يوحنا في القضية هو السجل في لوقا ٣:١٥-١٧: «واذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء ولكن يأتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه. وأما التبن فيحرقه بنار لا تُطفأ.»
٧ لماذا اعتماد المرء بنار مرغوب فيه اقل من اعتماد المرء بالروح؟
٧ اوضحت كلمات يوحنا ان المسيح لم يكن فقط ليعتمد او يُمسح بروح اللّٰه بل ايضا ليتمكن من تعميد آخرين بالروح القدس. وأن يعتمد الشخص بالروح القدس افضل بكثير من ان يعتمد بنار تهلك الشخص كالتبن العديم القيمة الذي يهلك في نار لا تُطفأ حتى استهلاك التبن كله. — متى ٣:٧-١٢.
٨ لماذا كان الناس آنذاك ينتظرون ظهور المسيح، ولماذا كانت القضية ملحَّة لهم؟
٨ لا عجب اذا «كان الشعب ينتظر.» فعلى الارجح حسبوا من الاسفار المقدسة ان الوقت قد حان لظهور المسيح. ولذلك ابتدأوا يفكرون في ما اذا كان يوحنا المعمدان هو المسيح الموعود به ام لا. (دانيال ٩:٢٤-٢٧) وقضية المسيّا او المسيح كانت ملحَّة. واللّٰه، مرسل المسيح، لم يكن يطوّل الوقت الى ما لا نهاية. فقد قرر ان يرسل المسيح، ولديه وقت معين لوضع قراره موضع التنفيذ. وهو لا يماطل، ولكنه يتمسك ببرنامج وقته كما هو معطى في كلمته.
٩ كيف تظهر غلاطية ٤:٤، ٥ ان اللّٰه لا يماطل؟
٩ تقول غلاطية ٤:٤، ٥: «لما جاء ملء الزمان ارسل اللّٰه ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني.»
١٠ من اين ارسل اللّٰه ابنه في الوقت المعيَّن، ولكي يولد من امرأة من اية قومية؟
١٠ والرسول بولس، كاتب هذه الكلمات، كان لديه الشيء الكثير ليقوله عن الازمنة والاوقات في ترتيبات اللّٰه. فهو يقول ان ابن اللّٰه كان سيفتدي اليهود بالشراء. ولهذا السبب كان سيصير مسيّا لهم، المسيح. ومن اين ارسله اللّٰه؟ من السماء حيث كان هذا «الابن الوحيد» على الدوام منذ ان خلقه اللّٰه لزمن طويل جدا. وصيرورته «تحت الناموس» عنت ولادته كيهودي، اسرائيلي، عضو في الامة التي كانت في عهد الناموس مع يهوه، الذي كان موسى وسيطه. ولذلك فان المرأة التي يولد منها ابن اللّٰه وجب ان تكون يهودية، هي ذاتها تحت الناموس الموسوي. — غلاطية ٣:١٩-٢٥.
١١ نظرا الى الاختلاف في موقعي ابن اللّٰه والمرأة ماذا كان ضروريا لكي يصير الابن المسيح؟
١١ كان يجب ان تحدث اعجوبة لا يستطيع الا اللّٰه القادر على كل شيء ان يصنعها. فابنه «البكر،» الكلمة او لوغس، كان في السماء شخصا روحانيا عظيما فيما كانت المرأة، التي يجب ان يولد منها اذا اراد ان يصير المسيح، هنا على الارض. والابن، كما كان، لا يستطيع ان يدخل في رحم هذه المرأة اليهودية. اذن ماذا؟ كان يجب على الابن ان يخلي نفسه من كل ما كان عليه اذ كان «في صورة اللّٰه.» وكان يجب نقل حياته من السموات غير المنظورة الى رحم المرأة. وهكذا يولد «في شبه الناس.» وكان ذلك يتطلب من ابن اللّٰه ان يضع نفسه كثيرا. (فيلبي ٢:٥-٨) ولكنّ الابن كان على استعداد لفعل ذلك بدافع المحبة لابيه ولقصد خدمة اهداف ابيه السماوي.
١٢ من كانت «المرأة» التي انتخبها اللّٰه، ولماذا لزم ان يكون المسيح «بكرها»؟
١٢ وكيف صنع الاب السماوي هذه الاعجوبة؟ بأية واسطة؟ كان ذلك يشمل «امرأة.» وربما ارادت نساء اسرائيليات كثيرات، وخصوصا اولئك اللواتي من سبط يهوذا، ان يصرن امّ المسيح الموعود به. ولكن لم يكن امتيازهن ان يخترن لانفسهن ان يصرن ام المسيح. فالاب السماوي للمسيح كان الوحيد الذي يستطيع ان يقوم بالاختيار في هذه القضية. وقد فعل ذلك. والمرأة التي انتخبها كانت «فتاة» غير متزوجة. (اشعياء ٧:١٤، عج) فلو كانت متزوجة وكان لها اولاد لاثار ذلك الشكوك في ما يتعلق بالابوَّة والميراث والحقوق. ولذلك فان «الفتاة» التي انتخبها اللّٰه تبرهن انها «عذراء.» (متى ١:٢٢، ٢٣) وولادة «بكر» اللّٰه انسانا كاملا من دم ولحم لزم ان تكون بشكل متناظر ولادة «لبكر» المرأة ايضا. — كولوسي ١:١٥؛ يوحنا ٣:١٦، ١٧.
١٣ الى من ارسل اللّٰه جبرائيل في مهمة ثانية، وكيف جعل جبرائيل نفسه منظورا لها؟
١٣ والمرأة المختارة لزم ان تكون ايضا متحدرة من الملك داود بن يسَّى. فبمثل هذه العلاقة بالملك داود كان يمكن للمرأة ان تمنح ابنها البكر حقا طبيعيا في ما يتعلق بمملكة داود على الاسباط الاثني عشر «لبيت يعقوب» (اسرائيل). وبشكل ملائم كانت المرأة المختارة مولودة في «مدينة داود،» مدينة بيت لحم، في مقاطعة اليهودية. (لوقا ٢:١١) ولكن عندما اعلن اللّٰه للمرأة انه سينعم عليها كثيرا كانت تسكن في بلدة الناصرة الجليلية. وقبل ذلك بنحو ستة اشهر كان اللّٰه قد ارسل الملاك جبرائيل ليعلن للكاهن زكريا الولادة المقبلة لابن يجب ان يسمى يوحنا، وبشكل مناسب ارسل اللّٰه الآن جبرائيل الى الام المقبلة للمسيح الذي كان على يوحنا ان يقدمه. والمرأة كانت العذراء اليهودية المسماة مريم، ابنة هالي من سلالة داود الملكية. وقد تجسد جبرائيل بشكل بشري ليظهر لمريم. وتحيته افزعت مريم. فلماذا قال هذا الزائر المفاجئ ان يهوه معها؟ لماذا كان معها؟
١٤ ماذا قال جبرائيل اذ اوضح لمريم لماذا كان اللّٰه معها؟
١٤ ذلك لان يهوه كان قد اختارها لتصير امّ الملك المسيّاني المجيد. ولذلك قال جبرائيل: «لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند اللّٰه. وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية.» لوقا ١:٢٦-٣٣.
١٥ ماذا قال الملاك انه سيعمل في مريم، وبأي اثر؟
١٥ وكيف كان يمكن ان يحدث ذلك «لفتاة،» «عذراء،» غير متزوجة؟ كان ذلك سؤال مريم، وكان ليصير سؤالنا ايضا. فلنلاحظ الآن ما كان سيعمل في مريم. «اجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن اللّٰه.» — لوقا ١:٣٤، ٣٥.
١٦ (أ) لماذا كان المولود من مريم سيصير شيئا «قدوسا»؟ (ب) كيف كان يمكن لمريم ان تتجاوب مع جبرائيل، ولكن كيف فعلت ذلك؟
١٦ كان «الروح القدس» سيشرع في العمل، وكان ذلك سينتج ولادة شيء «قدوس.» وكان ذلك سيصير ولادة من عذراء. وبالنسبة الى اللّٰه لم يكن ذلك اعجوبة مستحيلة الصنع، لان الملاك جبرائيل اختتم قائلا لمريم: «ليس شيء غير ممكن لدى اللّٰه.» (لوقا ١:٣٧) فكيف تجاوبت مريم مع ذلك كله؟ كان يمكن لها ان تقول: «ولكن ها انا مخطوبة للنجار يوسف بن يعقوب من بيت داود الملكي. وأنا ملزمة بأن اصير امّا لاولاده. ولا استطيع ان اكسر خطبتي ليوسف. فأرجو المعذرة!» وهكذا بدت هنالك تعقيدات، ولكنّ اللّٰه كان يعرف عن هذه ايضا. ولذلك بالايمان تجاوبت مريم مع جبرائيل: «هوذا انا امة الرب. ليكن لي كقولك.» — لوقا ١:٣٨.
١٧ ماذا حدث الآن لابن اللّٰه «البكر» في السماء، وماذا قيل ليوسف خطيب مريم ان يفعل؟
١٧ والحبل من جهة مريم بأعجوبة من اللّٰه القادر على كل شيء كان الآن مرتبا. وفجأة، دون ان تدري مريم على الارض، اختفى ابن اللّٰه «البكر» من السماء. فقد انتقلت قوة حياته الى جسم مريم العذراء. وهكذا «لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وُجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرا. ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك. لانّ الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لانه يخلّص شعبه من خطاياهم.» — متى ١:١٨-٢١.
١٨ ابن من كان يسوع حقا، وكيف كان اسمه نبويا؟
١٨ واسم يسوع كان نبويا. فهو الصيغة المختصرة ليهوشوع، الذي يعني «يهوه هو خلاص.» وبشكل ملائم فان حامل هذا الاسم «يخلّص شعبه من خطاياهم.» وهو لم يكن ليصير ابن يوسف، بل «ابن اللّٰه،» كما قال جبرائيل.
١٩ لماذا لم يكن ابن مريم يسوع ابنا جديدا للّٰه، ولماذا لم يكن «اللّٰه المتجسد» او «الها انسانا»؟
١٩ والابن البكر العجائبي لمريم لم يكن ليصير ابنا جديدا للّٰه، ولكنه كان في الواقع ابن اللّٰه الموجود لزمن طويل والذي نُقلت حياته من السماء الى الارض بواسطة مريم كأم بشرية. ومنطقيا لا يمكن ان يدعى ما يدعوه كثيرون من الدينيين في العالم المسيحي، «اللّٰه المتجسد،» العبارة غير الموجودة في الكتاب المقدس الموحى به. وفي السماء كان ابن اللّٰه «البكر» يحمل لقب الكلمة (او لوغس). وهكذا في يوحنا ١:١٤ نقرأ: «والكلمة صار جسدا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب.» ورجال الدين في العالم المسيحي يخطئون اذ يدعونه «الها انسانا،» لانه في ١ تيموثاوس ٢:٥، ٦ يدعى «الانسان يسوع المسيح.» وهو لم يدَّع قط ولا يستطيع ان يدَّعي انه اللّٰه العلي. — يوحنا ٢٠:٣١؛ لوقا ١:٣٢.
ممسوح بواسطة من وبماذا؟
٢٠ اين ولد ابن مريم البكر، ولماذا؟
٢٠ في اثناء ملك اوغسطس قيصر، امبراطور الامبراطورية الرومانية الوثنية، ولد يسوع في بيت لحم اليهودية اتماما لنبوة ميخا ٥:٢. وكان ذلك في اوائل خريف السنة ٢ قبل الميلاد. ففيما كان يوسف ومريم في بيت لحم بهدف الاكتتاب «ولدت ابنها البكر وقمَّطته وأضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل.» — لوقا ٢:٧.
٢١ من صاروا شهود عيان ارضيين في ليلة ولادة يسوع، وكيف؟
٢١ لقد اتى المسيح المقبل! كان هذا هو الخبر المثير الذي اعلنه ملاك اللّٰه المجيد لرعاة يحرسون رعيتهم ليلا في الحقول قرب بيت لحم. «قال لهم الملاك لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب.» ورغم ان يسوع المولود حديثا في المذود في بيت لحم لم يكن يدري بذلك «ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السموي مسبحين اللّٰه وقائلين المجد للّٰه في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.» وحينئذ ذهب الرعاة الذين أُخبروا يفتشون عن الطفل في المذود فوجدوه، وهكذا كوفئوا بالصيرورة شهود عيان لولادة يسوع في تلك الليلة البالغة الاهمية. — لوقا ٢:٨-٢٠.
٢٢ متى صار يسوع ما دعاه الملاك «المسيح الرب،» وكيف؟
٢٢ ومتى صار يسوع هذا «المسيح الرب» فعلا؟ ليس في اليوم الثامن من ولادته عندما خُتن. فهو لم يُمسح في ذلك اليوم. لقد كان ذلك عندما بلغ الثلاثين من العمر. فذهب الى يوحنا المعمدان، الذي كان آنذاك يعمد في نهر الاردن. ولم يطلب من يوحنا ان يمسحه بأيّ دهن رسمي ليصير الملك المسيّاني على اسباط اسرائيل الاثني عشر كلها. فقد طلب ان يعتمد في الماء، كما كان يفعل كثيرون من اليهود الآخرين في اثناء اشهر النشاط العلني ليوحنا. «ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا. واذ كان يصلّي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت.» — لوقا ٣:٢١-٢٣.
٢٣ كيف شهد يوحنا المعمدان في ما يتعلق بكيفية صيرورة يسوع مسيحا؟
٢٣ وبعد ذلك شهد النبي يوحنا بذلك لتلاميذه الذين قال لهم: «وأنا لم اكن اعرفه. لكنّ الذي ارسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت أنّ هذا هو ابن اللّٰه.» — يوحنا ١:٣٣، ٣٤.
٢٤ من اخبر أندراوس اخاه انه وجد، وأي اعتراف قام به نثنائيل عن يسوع؟
٢٤ وبعد معمودية يسوع في نهر الاردن بنحو اربعين يوما لفت يوحنا انتباه اثنين من تلاميذه الى يسوع. فتبعا يسوع وقبلا ارشاد الكتاب المقدس منه. واذ امتلأ احدهما، أندراوس، فرحا باكتشافه البديع وجد اخاه المسمى بطرس فقال له: «قد وجدنا مسيّا. الذي تفسيره المسيح.» وبعد ذلك بقليل أُحضر الى يسوع رجل اسمه نثنائيل. وبعد الاستماع الى يسوع قال له نثنائيل: «يا معلم انت ابن اللّٰه. انت ملك اسرائيل.» وكان ذلك في الواقع اثباتا من نثنائيل ان يسوع الممسوح هو المسيّا، المسيح. — يوحنا ١:٣٥-٤٩.
مسيّا او مسيح روحاني
٢٥ رغم كون معمودية يوحنا للخطاة لماذا اعتمد يسوع منه؟
٢٥ واذ كان يسوع وهو على الارض ابن اللّٰه البشري المحض ولم تكن له خطايا ليتوب عنها لماذا اعتمد من رجل كان يكرز بمعمودية التوبة ولغفران الخطايا؟ فعل ذلك بهدف اتمام نبوة المزمور ٤٠:٦-٨. ومعموديته في الماء رمزت الى تقديم نفسه كاملا «لافعل مشيئتك يا اللّٰه،» كما كانت هذه المشيئة ستعلن له من ذلك الحين فصاعدا. (عبرانيين ١٠:٥-١٠) وهذه المشيئة الالهية كانت ستوجهه في ما يتعلق بكيفية العمل بصفته المسيّا او المسيح.
٢٦ ما سُمع صوت اللّٰه يقوله من السماء وسم اي تغيير في حياة يسوع، ولماذا كان ذلك ضروريا له؟
٢٦ واذ صعد يسوع من مياه المعمودية سُمع صوت اللّٰه من السماء يقول: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.» (متى ٣:١٧) ووسم ذلك تغييرا في حياة يسوع. بأية طريقة؟ عنى تصريح اللّٰه انه قد ولد الآن يسوع الذي يبلغ الثلاثين من العمر ليكون ابنا روحيا للّٰه. وهكذا انفتح الطريق لابن اللّٰه هذا ليرجع الى السماء. وكان ذلك ضروريا حتى ليسوع. فكان تماما كما اوضح بعد ذلك للرئيس اليهودي نيقوديموس قائلا: «ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت اللّٰه . . . ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت اللّٰه. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح. لا تتعجب أني قلت لك ينبغي ان تولدوا من فوق.» — يوحنا ٣:٣-٧.
٢٧ اعلان اللّٰه من السماء في ما يتعلق بابنه دلَّ على ماذا بالاشارة الى يسوع، وكيف تغيرت الآن علاقة يسوع بمريم؟
٢٧ بالتصريح الجاري من السماء اعلن يهوه اللّٰه انه قد ولد ابنا روحيا يملك رجاء الدخول الى ملكوت اللّٰه السماوي. ومريم، امّ ما كان جسدا، لم تكن امّ ابن اللّٰه الروحي هذا، ولا يُذكر بعد ذلك ابدا ان يسوع خاطبها «كأمّ.» ولذلك يجري التحدث عن يسوع بصفته «المولود من اللّٰه» الذي يحرس تلاميذه، أتباعه. مثلا، في ١ يوحنا ٥:١٨ نقرأ: «الابن المولود من اللّٰه يحميه، والشرير لا يمسّه.» (الكتاب المقدس الاورشليمي) «ابن اللّٰه هو الذي يحفظه سالما، والشرير لا يستطيع ان يمسّه.» (الكتاب المقدس الانكليزي الجديد) وهكذا فان علاقة يسوع بأمه الارضية، مريم، قد تغيرت. ومن الآن فصاعدا وقف نفسه للامور الروحية، لا للنجارة في الناصرة بلدة مريم.
٢٨ وهكذا مُسح يسوع ليصير مسيحا من اي نوع، وليملك من اين؟
٢٨ وعلى ابن اللّٰه الروحي، الذي وُلد الآن، نزل روح اللّٰه القدوس لمسحه بصفته المسيّا او المسيح. وكان سيصير اعظم من مجرد مسيح بشري من لحم ودم. فكان سيصير مسيحا روحانيا يملك اخيرا في ملكوت اللّٰه السماوي. وعند صعود المسيح هذا الى السماء كان «كرسي داود ابيه» سيرتفع الى السماء. ولذلك لا بد انه من عرش سماوي سوف «يملك على بيت يعقوب الى الابد.» — لوقا ١:٣٢، ٣٣.
٢٩ اي لقب كان يسوع بصفته الممسوح يستطيع ان يلصقه باسمه، وماذا كان ممسوحا؟
٢٩ بعد مسحه بروح اللّٰه القدوس عند نهر الاردن كان يسوع يستطيع ان يُلصق باسمه لقب المسيّا او المسيح، وبالصواب صار يدعى يسوع المسيّا او يسوع المسيح. وبعد اشهر، عندما كان يسوع في طريق رجوعه الى الجليل، قالت له امرأة سامرية: «انا اعلم أنّ مسيّا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء.» وحينئذ قال لها يسوع بهدوء: «انا الذي اكلمك هو.» (يوحنا ٤:٢٥، ٢٦) وبصفته المسيّا او المسيح كان يسوع ممسوحا، لا بدهن رسمي مسكوب على رأسه، بل بشيء لا يستطيع الا اللّٰه ان يسكبه عليه كابن روحي. اذن بماذا؟ يجيب الرسول بطرس: «مسحه اللّٰه بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس.» — اعمال ١٠:٣٨.
٣٠ كما في قضية داود كيف تأثر يسوع حالا بعد مسحه، ولماذا لم يخسر الروح القدس؟
٣٠ نذكر هنا انه، بعد ان مُسح الفتى الراعي داود بدهن بواسطة النبي صموئيل، صارت قوة اللّٰه الفعالة نشيطة فيه ليقوم بأمور بارزة. وكذلك هي الحال عندما مُسح يسوع من السماء بواسطة اللّٰه. تشهد لوقا ٤:١، ٢: «أما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس وكان يُقتاد بالروح في البرية اربعين يوما يجرَّب من ابليس.» وتقول مرقس ١:١٢: «للوقت اخرجه الروح الى البرية.» ولحسن الحظ، لسبب امانة يسوع في البرية تحت الامتحان من ابليس، لم يخسر الروح القدس. ولم يتوقف عن كونه المسيّا او المسيح. لقد برهن على الولاء لما رمزت اليه معموديته في الماء.
٣١ بعد سجن يوحنا رجع يسوع الى الجليل تحت اية قوة، وماذا فعل هناك؟
٣١ في السنة ٣٠ بم سُجن يوحنا المعمدان متقدم يسوع من قبل هيرودس انتيباس، رئيس ربع على الجليل. ولذلك ترك يسوع اليهودية واجتاز السامرة ورجع الى الجليل. وهنا طبق يسوع على نفسه الاسفار المقدسة التي بها يمكن اثبات هويته بصفته المسيّا او المسيح. (متى ٤:١٢-١٧) «ورجع يسوع بقوة الروح الى الجليل وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة. وكان يعلم في مجامعهم ممجَّدا من الجميع.» (لوقا ٤:١٤، ١٥) ومسحة اللّٰه عليه ساعدته اذ كان يعلم الناس الاسفار المقدسة.
٣٢ في مجمع الناصرة اية نبوة لاشعياء قرأها يسوع بصوت مرتفع، وماذا كان تعليقه عليها؟
٣٢ وفي مجمع بلدته الناصرة لفت يسوع الانتباه الى واقع مسحه بواسطة اللّٰه اتماما لنبوة اشعياء ٦١:١-٣ في ما يتعلق بالمسيح. وعن ذلك نقرأ في لوقا ٤:١٦-٢١ ما يلي:
«وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ. فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه روح الرب عليَّ لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدأ يقول لهم انه اليوم قد تمَّ هذا المكتوب في مسامعكم.»
٣٣ «البشارة» التي اعطي يسوع مهمة اعلانها كانت عن اي شيء، والى اي حد أُرسل ليعلنها؟
٣٣ يا للمسلك الجميل الذي انبأت به نبوة اشعياء لمسيح يهوه! وكم كانت قوة يهوه الفعالة التي مُسح بها ستعمل فيه بشكل بديع! وطوال السنوات الثلاث الباقية من خدمته المسيّانية على الارض انجز بمحبة هذه المهمة النبوية من اللّٰه. و «البشارة» التي اعلنها للمساكين كانت رسالة ملكوت اللّٰه المسيّاني. وللجمع الجائع روحيا الذي اراد ان يؤخره قال: «ينبغي لي ان ابشر المدن الأُخر ايضا بملكوت اللّٰه لاني لهذا قد أُرسلت.» — لوقا ٤:٤٣.
٣٤ من رافقوا يسوع عندما ذهب يكرز من مكان الى مكان؟
٣٤ ويخبرنا السجل بعدئذ: «وعلى اثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت اللّٰه ومعه (الرسل) الاثنا عشر وبعض النساء كنَّ قد شفين من ارواح شريرة وأمراض. مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين. ويونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنَّة وأُخر كثيرات كنَّ يخدمنه من اموالهنَّ.» — لوقا ٨:١-٣.
٣٥ كيف وسَّع يسوع النشاط التبشيري؟
٣٥ لم يناد يسوع نفسه فقط ببشارة ملكوت اللّٰه، ولكنه ارسل تلاميذه للقيام بكرازة مماثلة. فبعد اكثر من سنة من التدريب معه جرى ارسال تلاميذه الاثني عشر وحدهم للمناداة بالملكوت. تخبرنا لوقا ٩:١، ٣: «ودعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء امراض. وأرسلهم ليكرزوا بملكوت اللّٰه ويشفوا المرضى.» وفي السنة التالية اضاف يسوع سبعين آخرين الى القوة التبشيرية: «وبعد ذلك عيَّن الرب سبعين آخرين ايضا وأرسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان يأتي. فقال لهم . . . وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدَّم لكم. واشفوا المرضى الذين فيها. وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت اللّٰه.» — لوقا ١٠:١-٩.
٣٦ ماذا كان ليصير وراء اولئك المبشرين عندما يشهدون امام الحاكمة، ولذلك لماذا تبرهن ان الكرازة بالملكوت لا تُقهر في زماننا؟
٣٦ كانت قوة اللّٰه الفعالة وراء يسوع الممسوح في القيام بكرازته. وكانت لتصير ايضا وراء اولئك المبشرين الذين ارسلهم يسوع. ولم تكن لتخيّبهم عندما يُدعون امام السلطات الحاكمة. قال يسوع: «لا تهتموا كيف او بما تتكلمون. لانكم تُعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم.» (متى ١٠:١٨-٢٠؛ لوقا ١٢:١١، ١٢) وكان ذلك سيصح في الكارزين ببشارة ملكوت اللّٰه حتى في اثناء «اختتام نظام الاشياء» الحاضر. (متى ٢٤:٣، ٩-١٤، عج) وبما ان روح اللّٰه هو وراء الكرازة بالملكوت المسيّاني المؤسس الآن في السموات بين يدي يسوع المسيح لذلك تبرهن ان الكرازة لا يمكن للناس ان يقهروها. — مرقس ١٣:١٠-١٣.
٣٧ اية قضية مذكورة في لوقا ٥:١٧-٢٦ لتظهر ان قدرة يسوع الشافية لم تضعفها المقاومة الدينية؟
٣٧ واذ نال يسوع مسحته، لا من الناس، بل من ابيه السماوي، «جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان اللّٰه كان معه.» (اعمال ١٠:٣٨) والمقاومة الخبيثة من القادة الدينيين لم تضعف القوة التي كانت فعالة للعجائب. وفي ما يتعلق باحدى القضايا البارزة مكتوب: «وفي احد الايام كان يعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد اتوا من كل قرية من الجليل واليهودية وأورشليم. وكانت قوة الرب لشفائهم.» ورغم الموقف العدائي لاولئك الدينيين شفى يسوع مفلوجا عاجزا، فقال الناس الذين تأثروا بعمق: «اننا قد رأينا اليوم عجائب.» — لوقا ٥:١٧-٢٦.
٣٨ لمن اعطى يسوع الفضل في عجائبه، ومن اية خطية حذر الذين اتهموه باطلا؟
٣٨ وفي اعمال شفائه العجائبية اعطى يسوع الفضل لذاك المسؤول عنها حقا. وهكذا للذين اتهموه بالتحالف مع الشيطان ابليس، الذي دعوه «بعلزبول رئيس الشياطين،» قال يسوع: «انا بروح اللّٰه اخرج الشياطين.» ولذلك حذر المقاومين من ان «التجديف على الروح . . . لن يغفر للناس . . . وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي.» فالمقاومون ارتكبوا تلك الخطية التي لا تغتفر اذ نسبوا بخبث الى ابليس ما كان بوضوح عملية عجائبية لروح اللّٰه القدوس. — متى ١٢:٢٤-٣٢.
المدعو «ابن اللّٰه» من جهة الروح
٣٩ بخلاف الفكرة اليهودية الشائعة بماذا سبقت وانبأت اسفارهم العبرانية عن اختبار المسيح؟
٣٩ قديما في ايام يسوع كانت هنالك آراء خاطئة في ايّ نوع من الاشخاص يكون المسيح وأي مسلك قد رسم له. ومقاومو يسوع لم يروا انه مكتوب في اسفارهم العبرانية ان المسيح ينبغي ان يتألم اولا حسب مشيئة اللّٰه حتى الى درجة الموت. فبصفته «النسل» الرئيسي «للمرأة» المنتمية الى اللّٰه كان يجب ان يُسحق «عقبه.» (تكوين ٣:١٥) وبعد اتمام النبوات العبرانية من هذا القبيل اوضح الرسول بطرس هذا الواقع لجمع من اليهود في الهيكل في اورشليم: «وأما اللّٰه فما سبق وانبأ به بأفواه جميع انبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا.» — اعمال ٣:١٨.
٤٠ بأية كلمات الى رسله اظهر يسوع انه عرف ان المسيح ينبغي ان يتألم ويموت؟
٤٠ من الاسفار العبرانية عرف يسوع ان المسيح ينبغي ان يتألم ويموت. ورغم ان رسله ادركوا انه المسيح فقد انتج الدهشة اذ اخبرهم بأنه يجب ان يعاني موت الخزي. وعندما اعترض الرسول بطرس على فكرة كهذه قال له يسوع: «اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما للّٰه لكن بما للناس.» ومتقدم يسوع، يوحنا المعمدان، عانى على ايدي الاعداء ما ارادوا ان يعملوا به، وقال يسوع، «كذلك ابن الانسان ايضا سوف يتألم منهم.» — متى ١٦:٢١-٢٣؛ ١٧:١٢، ١٣.
٤١ في القرن الاول للميلاد كيف كان يُنظر الى جماعة تلاميذ المسيح لسبب الطريقة التي مات بها؟
٤١ وأخيرا قُتل يسوع كمجدف على اللّٰه ومحرض على الفتنة ضد الامبراطورية الرومانية. فكان ذلك عثرة كبيرة لليهود والامم على السواء في ما يتعلق بقبولهم يسوع بصفته المسيح الموعود به. وبعد اكثر من خمس وعشرين سنة عبّر اليهود في رومية عن موقفهم من جماعة تلاميذ يسوع اذ قالوا للرسول السجين بولس: «لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب أنه يقاوم في كل مكان.» — اعمال ٢٨:٢٢.
٤٢ كما يتضح في قضية الرسول بولس ماذا كان ضروريا ان يبرهن المسيحيون من الاسفار المقدسة عن المسيح؟
٤٢ ولذلك صار ضروريا ان يبرهن المسيحيون ان موت يسوع على خشبة الآلام خارج اورشليم، عوض ان يضعف الثقة به بصفته المسيح الموعود به للاسفار المقدسة، برهن حقا انه هو المسيّا الحقيقي، مسيح اللّٰه. مثلا، لنأخذ قضية الرسول بولس في المجمع في تسالونيكي، مكدونية: «فدخل بولس اليهم حسب عادته وكان يحاجّهم ثلاثة سبوت من الكتب موضحا ومبينا أنه كان ينبغي ان المسيح يتألم ويقوم من الاموات. وأنّ هذا هو المسيح يسوع الذي انا انادي لكم به.» (اعمال ١٧:١-٣) وبعد سنوات وقف الرسول بولس كسجين امام الوالي الروماني فستوس والملك الزائر اغريباس ليعرض قضيته. وفي ذروة دفاعه قال:
«اذ حصلت على معونة من اللّٰه بقيت الى هذا اليوم شاهدا للصغير والكبير وانا لا اقول شيئا غير ما تكلم الانبياء وموسى أنه عتيد ان يكون ان يؤلَّم المسيح يكن هو اول قيامة الاموات مزمعا ان ينادي بنور للشعب وللامم.» — اعمال ٢٦:٢٢، ٢٣.
٤٣ لاية اعجوبة من اللّٰه صار بولس شاهدا، وكيف يظهر بطرس لماذا كانت هذه اعجوبة اللّٰه العظمى؟
٤٣ صار بولس شاهدا للقيامة، كما اعلن بجرأة امام فستوس وأغريباس. (اعمال ٢٦:١٢-١٨) وأيضا في ١ كورنثوس ١٥:٣-٨ يشهد بولس انه، قبل اهتدائه هو، كان هنالك «اكثر من خمسمئة اخ» ممن صاروا شهود عيان لواقع قيامة يسوع من الاموات. وهذه القيامة ليسوع المسيح من الاموات في اليوم الثالث من موته تبرهن انها اعجوبة اللّٰه العظمى. ولكن اللّٰه كان يملك الطاقة الدينامية لصنعها. ولماذا كانت هذه هي الحال؟ يدل الرسول بطرس على السبب اذ يكتب قائلا: «المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى اللّٰه مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح الذي فيه ايضا ذهب فكرز للارواح التي في السجن.» — ١ بطرس ٣:١٨، ١٩.
٤٤ حسب بطرس أُحيي يسوع كأي شيء؟
٤٤ وماذا عنى بطرس؟ هذا: ان اللّٰه القادر على كل شيء لم يُقم يسوع كشخص بشري بل اقامه كشخص روحاني، شخص روحاني خالد عديم الفساد او غير قابل للموت.
٤٥، ٤٦ (أ) بعد نزول روح اللّٰه عليه عند نهر الاردن ماذا أُعلن ان يسوع هو؟ (ب) بقيامته من الاموات أُعلن يسوع انه ابن اللّٰه من جهة ماذا؟
٤٥ زُرع جسد يسوع المادي في الموت ذبيحة للّٰه ليتصرف بها. وهكذا اقيم يسوع الى الحياة السماوية «جسما روحانيا» مجيدا متسربلا بالخلود لئلا يموت ثانية ابدا. (١ كورنثوس ١٥:٤٢-٥٤) وفي وقت ابكر، في يوم معمودية يسوع في الماء، ولده يهوه اللّٰه بروحه القدوس ليكون من الآن فصاعدا ابنا روحيا للّٰه بهدف ميراث سماوي. وليشهد لولادة يسوع تكلم اللّٰه من السماء، معلنا ان يسوع الممسوح هو ابنه الروحي الحبيب الذي سرّ به. (متى ٣:١٣-١٧) أما في يوم قيامة يسوع من الاموات فأعلن اللّٰه انه ابن اللّٰه الروحاني المولود كاملا. ولهذا السبب يكتب بولس:
٤٦ «انجيل اللّٰه الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة عن ابنه. الذي صار من نسل داود من جهة الجسد وتعيَّن ابن اللّٰه بقوة من جهة روح القداسة (كيف؟) بالقيامة من الاموات. يسوع المسيح ربنا.» — رومية ١:١-٤.
٤٧ في افسس ١:١٩-٢١ كيف يتحدث بولس عن عظمة اعجوبة اللّٰه في اقامة يسوع؟
٤٧ وفي الشهادة لعظمة اعجوبة يهوه في اقامة يسوع المسيح روحا خالدا يكتب الرسول بولس ايضا: «حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح اذ اقامه من الاموات وأجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضا.» — افسس ١:١٩-٢١؛ فيلبي ٢:٥-١١؛ ١ بطرس ٣:٢١، ٢٢.
٤٨ من هي «المرأة» المشار اليها في التكوين ٣:١٥، وباقامة يسوع اي جرح شفاه اللّٰه؟
٤٨ بانجاز هذه القيامة البديعة ليسوع المسيح شفى الطبيب السماوي، يهوه، الجرح الذي سبَّبه الحية العظيمة، الشيطان ابليس، «لعقب» «نسل» «المرأة» بواسطة هيئته الارضية الشريرة. (تكوين ٣:١٥) و«المرأة» في لغز اللّٰه هذا لم تكن حواء الخاطئة او اليهودية العذراء مريم بل هيئة اللّٰه السماوية المشبَّهة بزوجة والمؤلفة من الخلائق الروحانيين القديسين. وهذه الهيئة زوَّدت ابن اللّٰه الوحيد للخدمة هنا على الارض بصفته المسيح الموعود به. — قارن غلاطية ٤:٢٥، ٢٦.
٤٩، ٥٠ الشخص الرئيسي في «نسل» «المرأة» المنتمية الى اللّٰه هو الآن في وضع يمكّنه من فعل ماذا، وأية امور نرحب بها ستأتي بواسطته؟
٤٩ والشخص الرئيسي في «نسل» «المرأة» المنتمية الى اللّٰه هو الآن في وضع يمكّنه من سحق رأس الحية العظيمة، الشيطان ابليس، ومن افنائه وكل «نسله.» وسواء كنا من اليهود او الامم لا نحتاج في ما بعد الى التطلع الى مجيء المسيح الحقيقي في الجسد الى ارضنا. فقد اتى وتمم دوره على الارض في القرن الاول للميلاد. (١ يوحنا ٤:٢؛ ٢ يوحنا ٧) وتجري الآن مكافأته بالمجد في السماء. وهو مسيّا او مسيح روحاني قادر ان يفعل اكثر بكثير من مسيّا او مسيح بشري ارضي.
٥٠ فكل المجد ليهوه اللّٰه الذي مسح ابنه يسوع «بالروح القدس والقوة» ليكون المسيح الكريم! وكل الترحيب بالبركات الابدية العظمى التي وُعد بمجيئها الى كل الجنس البشري بواسطة المسيّا الروحاني الممجد، مسيح اللّٰه! — اعمال ١٠:٣٨؛ تكوين ٢٢:١٨.
[اسئلة الدرس]