الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الاختيار الذي يضمن الحياة بسلام وامن حقيقيين

الاختيار الذي يضمن الحياة بسلام وامن حقيقيين

الفصل ١٦

الاختيار الذي يضمن الحياة بسلام وامن حقيقيين

١ اذا قمنا بالاختيار الصائب،‏ اي سلام وثقة يمكن ان يكون نصيبنا الآن؟‏

كم هو مفرح ان تملكوا قصداً حقيقياً في الحياة،‏ ان تعرفوا الى اين انتم ذاهبون!‏ ويا لسلام العقل والقلب الذي يأتي من يقين عدم وجود مسلك افضل يمكن ان تتخذوه!‏ ومثل هذا السلام والثقة يمكن ان يكون نصيبكم،‏ ولكن فقط اذا قمتم بالاختيار الصائب الآن.‏

٢ كيف تساعدنا معرفتنا ليهوه ومقاصده في ما يتعلق بنظرتنا الى الحياة؟‏

٢ والدليل واضح على اننا لا نستطيع ان ننظر الى هذا العالم كمصدر للسلام والامن الحقيقيين.‏ فالانظمة التجارية والدينية والسياسية،‏ بما فيها الامم المتحدة باعلاناتها عن ‹السلام والامن،‏› لا يمكنها ان تجلبهما.‏ ولذلك يوجهنا الكتاب المقدس الى يهوه اللّٰه بصفته المصدر الوحيد للسلام والامن الحقيقيين.‏ وقبولنا معرفته ومعرفة مقاصده يساعدنا لنفهم سبب وجودنا هنا على الارض وسبب كون الامور على ما هي عليه اليوم.‏ ونتعلم عن القضية العظمى،‏ التي تشمل سلطان يهوه الكوني،‏ وكيف تؤثر في كلٍ منا.‏ ونتعلم وزن صواب وحكمة اهدافنا وننال مقاييس ادبية يمكن الاعتماد عليها لنحيا بموجبها.‏ وعندما يواجهنا المرض او الشيخوخة او الموت نملك الرجاء المعزي بالحياة في نظام جديد بار سليم،‏ وحتى بالقيامة من الموت اذا لزم الامر.‏

٣ لماذا يهوه هو الذي يجب ان نضع فيه آمالنا كلها؟‏

٣ فلا عجب اذا نصح اشعياء ٢٦:‏٤‏:‏ «توكلوا على الرب الى الابد لان في ياه الرب صخر الدهور.‏» ويهوه السرمدي الكلي القدرة الذي لا يتغير هو الذي يجب ان نضع فيه آمالنا كلها.‏ فهل تريدون التمتع بقيادته وحمايته،‏ ليس فقط للوقت الحاضر،‏ بل لكل الاوقات المقبلة في نظامه الجديد الموعود به؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ ماذا يجب ان تفعلوا؟‏

٤ لنيل رضى يهوه ماذا يلزمنا،‏ وماذا يجعل ذلك ممكناً؟‏

٤ ابتعد الجنس البشري ككل عن اللّٰه لسبب خطية ابوينا الاولين.‏ ولكن اللّٰه فسح المجال للمصالحة والصداقة معه بواسطة ذبيحة ابنه.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏​١٩-‏٢١،‏ افسس ٢:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ ومع ذلك لا يكفينا الآن مجرد القول اننا نريد صداقة اللّٰه.‏

٥ ماذا يجب ان يكون دافعنا في طلب صداقة يهوه؟‏

٥ فيجب ان نرغب ونشتاق ايضاً الى البرهان له اننا نريد ذلك وبدافع صائب.‏ مثلاً،‏ هل نطلب صداقة يهوه بصورة رئيسية لكي ننجو من الكارثة؟‏ فاذا اردنا حيازة موقف صائب لدى اللّٰه لا يمكن ان يكون ذلك لمجرد فترة الالحاح هذه قبل دينونته او لمجرد النجاة من ‹الضيق العظيم› القادم.‏ (‏متى ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ فيجب ان يكون لكل الاوقات المقبلة.‏ والمحبة الاصيلة وحدها هي التي تمنحنا هذا الدافع.‏ ولكي نستطيع ان نعرب عن اخلاص رغبتنا في صداقته رسم يهوه في كلمته امورا معيّنة يجب ان يفعلها كل منا لتجري مصالحتنا معه.‏

ايمان حي

٦ لارضاء اللّٰه،‏ اية ثقة به يجب ان نملك؟‏

٦ يهوه اله الحق.‏ ولذلك يمكن ان نثق كاملاً بمواعده.‏ وفي الواقع،‏ «بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب انّ الذي يأتي الى اللّٰه يؤمن بأنه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه.‏» (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ فاذا كنتم تملكون مثل هذا الايمان تعرفون ان كل ما يفعله اللّٰه له قصد بار وانه يعمل دائماً لافضل مصالحنا.‏ ومن اعماله الخلقية وكلمته المكتوبة ترون انه،‏ ليس فقط كلي الحكمة وكلي القدرة،‏ بل ايضاً اله الرحمة.‏ وهو،‏ طبعاً،‏ لا يتحول ابداً عن مقاييسه البارة.‏ ومع ذلك،‏ رغم اننا ناقصون ونرتكب الاخطاء،‏ فاذا كنا نحب البر لديه طريقة للتعامل معنا تنتج البركات.‏

٧ كيف تحمينا الثقة بصواب يهوه وحكمته؟‏

٧ وهكذا عندما ننال التقويم من اللّٰه نعرف انه لخيرنا الابدي.‏ وسنثق بيهوه كما يثق الابن او الابنة بأب محب حكيم قوي.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏​١٣،‏ ١٤،‏ امثال ٣:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ واذ نملك مثل هذا الايمان لن نشك في حكمة مشورته ولا في صواب طرقه،‏ رغم اننا لفترة من الوقت ربما لا نفهم كاملاً بعض الامور.‏ وهكذا نجعل انفسنا بين الذين يصفهم المرنم الملهم:‏ «سلامة جزيلة لمحبّي شريعتك وليس لهم معثرة.‏» —‏ مزمور ١١٩:‏١٦٥،‏ امثال ٣:‏٥-‏٨‏.‏

٨ (‏أ)‏ لماذا لا يكفي الايمان وحده؟‏ (‏ب)‏ الى اي عمل مذكور في الاعمال ٣:‏١٩ يجب ان يدفعنا الايمان؟‏

٨ ولكن «الايمان بدون اعمال ميت،‏» يوضح يعقوب ٢:‏٢٦‏.‏ فالايمان الاصيل يدفع المرء الى العمل.‏ واحد الامور الاولى التي يدفع المرء الى فعلها هو ما حث عليه الرسول بطرس:‏ «توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي اوقات الفرج من وجه الرب.‏» (‏اعمال ٣:‏١٩‏)‏ فماذا يعني ذلك؟‏

التوبة والرجوع

٩ (‏أ)‏ ما هي التوبة الحقيقية؟‏ (‏ب)‏ عن اي شيء يلزم ان نتوب؟‏

٩ تدل التوبة في الكتاب المقدس على تغيير للعقل يرافقه الندم القلبي على طريقة الحياة السابقة او الأفعال الرديئة.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏​٩-‏١١‏)‏ أما اذا اردنا التمتع ‹بأوقات الفرج› الموعود بها من اللّٰه فلا يمكن ان نتوب فقط عن الاعمال الخاطئة الماضية.‏ فيجب بالاحرى ان نظهر التوبة لاننا ندرك ان طبيعتنا عينها خاطئة بصفتنا اولاد آدم.‏ يقول الرسول يوحنا:‏ «ان قلنا انه ليس لنا خطية نضل انفسنا .‏ .‏ .‏ نجعل [اللّٰه] كاذباً وكلمته ليست فينا.‏» (‏١ يوحنا ١:‏​٨،‏ ١٠‏)‏ فيجب ان نعكس صفات خالقنا بلياقة،‏ مظهرين صورته ومثاله.‏ ولكنّ الخطية الموروثة تمنعنا من فعل ذلك بطريقة كاملة.‏ لذلك نخطىء الهدف،‏ وهذا ما تعنيه كلمة «خطية» في الكتاب المقدس.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٦،‏ رومية ٣:‏٢٣‏.‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لمن نحن مدينون بالحياة،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ ولذلك كيف يجب ان نستعمل حياتنا؟‏

١٠ ولذلك نحن نحتاج الى غفران اللّٰه.‏ (‏متى ٦:‏١٢‏)‏ وندرك اننا مدينون له بحياتنا بصفته خالقنا.‏ ولكننا الآن نتعلم انه،‏ بواسطة ذبيحة ابن اللّٰه،‏ جرى ايضاً شراء الجنس البشري «بثمن» ذي قيمة كبيرة.‏ ولذلك لا يجب ان نكون «عبيداً للناس،‏» حتى ولا لرغباتنا الانانية الخاصة.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٢٣‏)‏ ومع ذلك،‏ قبل ان نتعلم ونقبل الحق،‏ ألم نكن جميعاً هكذا؟‏ —‏ يوحنا ٨:‏​٣١-‏٣٤‏.‏

١١ فهل تقدِّرون في قلبكم هذه الهبة من اللّٰه،‏ هبة ابنه،‏ وما فعله بواسطة المسيح لتزويد النجاة من عبودية الخطية والموت؟‏ اذاً،‏ لا شك انكم تندمون باخلاص على اي فشل سابق في استعمال حياتكم في طاعة خالقكم.‏ وسيدفعكم ذلك الى التوبة القلبية عن اتّباع مسلك حياة كذاك الذي للعالم لا ينسجم مع مشيئة اللّٰه ومقاصده.‏ —‏ اعمال ١٧:‏​٢٨،‏ ٣٠،‏ رؤيا ٤:‏١١‏.‏

١٢ كيف يظهر الشخص التائب انه رفض فعلاً مسلكه السابق؟‏

١٢ وهذه التوبة الحقيقية تؤدي الى ‹الرجوع،‏› وهذا ما تعنيه كلمة «الاهتداء.‏» والشخص التائب حقاً لا يكتفي بالندم على اساءة استعمال حياته.‏ فهو يرفض هذا المسلك الخاطىء ويبغض فعلاً طرقه الخاطئة.‏ ويُظهر ذلك ‹بالرجوع› وصنع ‹اعمال تليق بالتوبة،‏› جاعلاً حياته على انسجام مع مشيئة اللّٰه.‏ —‏ اعمال ٢٦:‏٢٠،‏ رومية ٦:‏١١‏.‏

١٣ (‏أ)‏ ما هو معنى عبارة يسوع ان أتباعه يجب ان ‹ينكروا انفسهم›؟‏ (‏ب)‏ لاي سبب نذعن هكذا ليهوه،‏ وكيف يؤثر ذلك في حياتنا؟‏

١٣ وجزء من هذه التوبة والرجوع يشمل ما دعاه يسوع ‹انكار انفسنا.‏› (‏متى ١٦:‏٢٤‏)‏ ويعني ذلك ان لا نعيش في ما بعد حسب رغباتنا الانانية الخاصة دون اهتمام بمشيئة اللّٰه ومقاصده.‏ وبالعكس،‏ نعترف بان يهوه اللّٰه فعلا له الحق الكامل في حياتنا بصفته خالقنا وشارينا بذبيحة ابنه الفدائية.‏ وكما يعبّر عن ذلك الكتاب المقدس فاننا لسنا لانفسنا لاننا قد اشترينا بثمن.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ ولذلك،‏ عوض اساءة استعمال الحرية العظمى التي اتاحها لنا الحق،‏ نذعن كاملاً لفعل مشيئة اللّٰه.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٦‏)‏ ونفعل ذلك،‏ ليس فقط لانه صائب،‏ بل لاننا نحب يهوه اللّٰه من كل قلبنا ونفسنا وفكرنا وقدرتنا.‏ (‏مرقس ١٢:‏​٢٩،‏ ٣٠‏)‏ ويتطلب ذلك منا جميعاً ان نحيا حياة الانتذار للّٰه.‏ وعوض ان يكون هذا المسلك عبءاً فهو يمكننا من التمتع بالحياة بشكل لم يسبق له مثيل.‏ —‏ متى ١١:‏​٢٨-‏٣٠‏.‏

الاعتراف العلني للخلاص

١٤ (‏أ)‏ عندما يعترف المرء بملكية يهوه الحقيقية له،‏ كيف يمكن ان يعبر عن ذلك للّٰه؟‏ (‏ب)‏ اي شيء آخر يجب ان يرغب في فعله،‏ كما تدل على ذلك رومية ١٠:‏١٠‏؟‏

١٤ من البديع ان نعبّر في الصلاة عن ايماننا بتدابير اللّٰه،‏ معترفين بملكيته لنا.‏ ولكن يمكن ويجب ان نرغب في الذهاب بتعبيرنا عن الايمان الى ابعد من ذلك،‏ كما تخبرنا رومية ١٠:‏١٠‏:‏ «القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به (‏علنا)‏ للخلاص.‏» وهذا التعبير العلني عن ايماننا بيهوه وتدابيره يجب ان يأتي بفرح من قلب مليء بالتقدير.‏ والقيام بهذا الاعتراف يشمل نذر حياتنا ليهوه لفعل مشيئته والرمز الى ذلك بمعمودية الماء.‏

١٥ لماذا يجب ان نفكر بجد في معمودية الماء؟‏

١٥ عندما بدأ يسوع المسيح خدمته العامة جعل يوحنا المعمدان يغطسه في الماء.‏ ويخبرنا الكتاب المقدس بان يسوع قال حينئذٍ للّٰه:‏ «اجيء لافعل مشيئتك.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏٩،‏ مزمور ٤٠:‏​٧،‏ ٨‏)‏ وامر يسوع بأن يعتمد ايضاً جميع الذين يصيرون تلاميذه.‏ فهل انتم تلميذ كهذا؟‏ اذاً،‏ معموديتكم في الماء ستكون اعترافاً علنياً بذلك.‏ —‏ متى ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏.‏

١٦ (‏أ)‏ كيف يمكن ان تقرروا ما اذا كنتم على استعداد للاعتماد؟‏ (‏ب)‏ كيف يساعد النظار الافراد في استعدادهم للمعمودية؟‏

١٦ انه امتياز عظيم ان يصير المرء شاهداً منتذراً معتمداً ليهوه،‏ المتسلط الكوني.‏ لاحظوا الآن ما يشمله ذلك:‏ فسح لكم يهوه بمحبة مجال الحصول على صداقته.‏ ولكن لنيلها يجب ان تملكوا الايمان،‏ مؤمنين حقاً بان الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الملهمة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ ويجب ايضا ان تمارسوا الايمان بذبيحة يسوع الفدائية بصفتها الوسيلة الوحيدة لنيل موقف مقبول لدى اللّٰه.‏ (‏اعمال ٤:‏١٢‏)‏ ويلزم ان تقدّروا اعتمادكم على يهوه وتقدموا حياتكم له لتفعلوا مشيئته،‏ لا لمجرد سنوات قليلة،‏ بل الى الابد.‏ وهذا المسلك يشمل عدم كونكم «من العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥‏)‏ ودليلاً على توبتكم و ‹رجوعكم› لا بد انكم تركتم الممارسات المخالفة لمقاييس اللّٰه البارة وتفعلون ما يأمر به اللّٰه.‏ فهل جددتم ذهنكم بحيث ترون الحياة الآن على هذا النحو؟‏ (‏رومية ١٢:‏​١،‏ ٢‏)‏ اذا كان الامر كذلك،‏ يشجعكم الكتاب المقدس على ‹الاعتراف› العلني بمثل هذا الايمان.‏ والخطوة الاولى هي ان تقتربوا من احد نظار جماعة شهود يهوه في منطقتكم وتعربوا له عن شعوركم.‏ وسيرتب معكم لمراجعة التعاليم الاساسية للكتاب المقدس استعداداً للمعمودية.‏

١٧ باستعمال الكتاب المقدس،‏ أظهر كيف يجب ان نستمر في ‹الاعتراف› العلني بايماننا.‏

١٧ ان خطوة المعمودية لا تسم نهاية ‹اعترافكم› العلني بايمانكم.‏ وكمسيحي منتذر ليهوه اللّٰه سترغبون في الاعتراف برجائكم بالتعبير عن نفسكم في الاجتماعات العامة،‏ حامدين اياه «في الجماعة الكثيرة.‏» (‏مزمور ٣٥:‏١٨؛‏ ٤٠:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وسترغبون ايضاً في الاشتراك في العمل الخصوصي ‹للاعتراف› العلني الذي يعينه يهوه لجميع الذين يخدمونه —‏ كارزين ببشارة الملكوت في كل العالم ومتلمذين اناساً من جميع الامم.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩‏.‏

تعزيز علاقتكم باللّٰه

١٨ كم مهم هو الدرس الشخصي في يقين دوام علاقة المرء بيهوه؟‏

١٨ والآن كيف يمكن ان تكونوا على يقين من ان علاقتكم بيهوه،‏ التي حصلتم عليها مرة،‏ سوف تدوم الى الابد بسلام وامن مبهجين؟‏ اولاً،‏ تريدون ان تداوموا على النمو في معرفته.‏ وبالدرس الشخصي ستجدون المتعة الحقيقية في اكتساب كنوز الحكمة المخبأة في كلمة اللّٰه.‏ ويمكن ان تكونوا كذاك الذي يصفه المزمور ١:‏​٢،‏ ٣‏:‏ «في ناموس الرب مسرّته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً.‏ فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه.‏ التي تعطي ثمرها في أوانه.‏ وورقها لا يذبل.‏ وكل ما يصنعه ينجح.‏» اجل،‏ ان نيل المعرفة عن اللّٰه وتطبيقها يمكنكم من السير في ‹طرق النعم› وفي ‹مسالك السلام،‏› اذ يمنحكم الحكمة لمواجهة كل مشاكل الحياة.‏ (‏امثال ٣:‏​١٣،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ وتعطشكم الى معرفة الكتاب المقدس الآن سيظهر اهليتكم للحياة في نظام اللّٰه الجديد،‏ لان «الارض تمتلىء من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.‏» —‏ اشعياء ١١:‏٩‏.‏

١٩ لماذا حضور الاجتماعات بانتظام ضروري في حياة شعب يهوه؟‏

١٩ والشيء الآخر الذي تحتاجون اليه كثيراً هو الحضور القانوني للاجتماعات مع خدام يهوه الآخرين.‏ فهنا ستجدون التحريض الاصيل على المحبة والاعمال الحسنة،‏ التشجيع على المثابرة على علاقتكم الصحيحة باللّٰه.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏​٢٣-‏٢٥‏)‏ والمعاشرة العائلية الممتعة لخدام يهوه تقدم دليلاً مقوياً على حقيقة السلام والامن الموعود بهما لنظام اللّٰه الجديد.‏ —‏ مزمور ١٣٣:‏١؛‏ ١ كورنثوس ١٤:‏​٢٦،‏ ٣٣‏.‏

٢٠ كيف يمكن للشيوخ في الجماعة ان يساعدونا في اوقات المقاومة والصعوبة الشخصية؟‏

٢٠ وفي الجماعة يمكن ان تستفيدوا من تدبير حبي آخر.‏ فيسوع،‏ «الراعي الصالح،‏» لديه على الارض رعاة معاونون.‏ هؤلاء هم النظار او الشيوخ الروحيون الذين يعتنون ‹بخرافه.‏› انهم عامل قوي في تعزيز السلام والامن بين جماعة شعب اللّٰه في كل الارض.‏ (‏١ بطرس ٥:‏​٢،‏ ٣‏)‏ وهؤلاء الرجال هم «كمخبإ من الريح وستارة من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في ارض معيية.‏» (‏اشعياء ٣٢:‏​١،‏ ٢‏)‏ اجل،‏ في اوقات الضغط والشدة العاصفة نتيجة المقاومة العالمية او الصعوبات الشخصية،‏ يمكن لهؤلاء الشيوخ الروحيين بايمانهم الصخري والتصاقهم الثابت بكلمة اللّٰه ان يمنحوا التأييد الحقيقي.‏ ويمكن ان يزوّدوكم المشورة والتشجيع المنعش.‏

٢١ ماذا يمنعنا من السماح لنقائص الآخرين بان تؤذي علاقتنا بيهوه؟‏

٢١ صحيح ان النقائص البشرية ستظهر حتى بين خدام اللّٰه.‏ فجميعنا نرتكب الاخطاء يومياً.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ ولكن هل ندع انفسنا نعثر بنقائص الآخرين ونسمح لهذا بأن يؤذي علاقتنا بيهوه؟‏ وبما اننا نحن ايضاً نرتكب الاخطاء،‏ ألا يجب ان نظهر للآخرين الغفران عينه الذي نريده لانفسنا؟‏ (‏متى ٦:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ فاذا اردنا ان نكون رعايا صالحين لنظام اللّٰه الجديد السلمي يجب ان نظهر الآن قدرتنا على العيش مع الآخرين بسلام.‏ فلا يمكن ان نحب اللّٰه دون ان نحب ايضاً اخوتنا واخواتنا الروحيين الذين مات المسيح لاجلهم.‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

٢٢ اي مكان يجب ان يكون للصلاة في حياتنا؟‏

٢٢ وعلاقتكم الصحيحة باللّٰه تمنحكم امتيازاً عظيماً آخر:‏ الاقتراب الى اللّٰه بالصلاة متأكدين انه يسمعكم.‏ فعززوا هذا الامتياز واستعملوه يومياً،‏ طوال اليوم.‏ والمشاكل ستنشأ.‏ وقد تزعجكم نقائصكم الخاصة.‏ ومع ذلك ينصح الكتاب المقدس:‏ «لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى اللّٰه.‏ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع.‏» —‏ فيلبي ٤:‏​٦،‏ ٧‏.‏

٢٣ عندما نواجه التجارب والآلام من اجل ايماننا،‏ ماذا يساعدنا على الاحتمال؟‏

٢٣ واذ تختارون خدمة يهوه،‏ المصدر الحقيقي للسلام والامن،‏ وتضعون رجاءكم في نظامه الجديد تنطلقون من بداية صحيحة.‏ والآن،‏ كما يقول الكتاب المقدس،‏ «تحتاجون الى الصبر حتى اذا صنعتم مشيئة اللّٰه تنالون الموعد.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏٣٦‏)‏ واذ تتذوقون بركات العلاقة الصحيحة بيهوه قرروا ان لا تتخلوا عنها ابداً.‏ فلا تدعوا ابدا ملذات العالم العابرة تبعدكم.‏ ورغم ان التجارب من العالم المعادي تصير قاسية،‏ اذكروا انها وقتية.‏ وبالنسبة الى البركات التي سيمنحها يهوه للذين يحبونه تكون امثال هذه الآلام كلا شيء.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏​١٦-‏١٨‏.‏

٢٤ (‏أ)‏ باي شيء لدينا اليوم خصوصاً سبب للفرح؟‏ (‏ب)‏ كالمرنم الملهم،‏ كيف يجب ان يكون شعورنا دائماً نحو يهوه وعلاقتنا به؟‏

٢٤ فاستمروا في مسلك التعبد التقوي،‏ واثقين بانه افضل طريق للحياة الآن وانه سيؤدي الى الحياة الابدية في نظام اللّٰه الجديد.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏٨‏)‏ وافرحوا بأدلة اقتراب هذا النظام الجديد والسلام والامن الابديين اللذين سيجلبهما.‏ واذ تداومون على بناء علاقتكم بيهوه ليكن شعوركم دائما كشعور المرنم الملهم،‏ الذي كتب:‏ «صخرة قلبي ونصيبي اللّٰه الى الدهر.‏ لانه هوذا البعداء عنك يبيدون.‏ تهلك كل من يزني عنك.‏ اما انا فالاقتراب الى اللّٰه حسن لي.‏ جعلت بالسيد الرب ملجإي لاخبر بكل صنائعك.‏» —‏ مزمور ٧٣:‏٢٦-‏٢٨‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ١٨١]‏

صنع الاعتراف العلني