الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل يمكن للبشر ان يجلبوا سلاماً وأمناً دائمين؟‏

هل يمكن للبشر ان يجلبوا سلاماً وأمناً دائمين؟‏

الفصل ٢

هل يمكن للبشر ان يجلبوا سلاماً وأمناً دائمين؟‏

١ اية اسئلة يلزمنا طرحها،‏ ولماذا؟‏

كي يكون للرجاء اي معنى يجب ان يتأسس على الواقع،‏ على الحق.‏ فالآمال الباطلة انما تعمي الناس عن الواقع.‏ ولذلك يلزمنا ان نسأل:‏ هل نقدِّر كم هي كبيرة تلك المشاكل التي يجب حلها لجلب السلام والامن الاصيلين؟‏ وهل ندرك كم صارت الحالة ملحّة؟‏ وهل يوجد دليل على ان حلول البشر تعادل جسامة المهمة؟‏

٢ و ٣ (‏أ)‏ لماذا التفتيش عن السلام والامن هو اكثر الحاحاً اليوم؟‏ (‏ب)‏ اية تهديدات اخرى هنالك للحياة على الارض؟‏

٢ لآلاف السنين يطلب الناس السلام والامن الدائمين بلا نجاح.‏ ولكن الحالة الآن اكثر الحاحاً بسبب تهديد الحرب النووية.‏ حذَّر تقرير كندي:‏ «ليس هنالك ما يدعى حرباً نووية رابحة لان نتيجتها ستكون مرعبة جداً حتى ان الناجين سيحسدون الاموات.‏»‏٣ وقال الفلكي كارل ساغن مظهراً السبب:‏ «يوجد الآن اكثر من ٠٠٠‏,٥٠ سلاح نووي،‏ .‏ .‏ .‏ ما يكفي لازالة مليون هيروشيما.‏» وأضاف:‏ «لا ريب ان حضارتنا العالمية سيجري تدميرها.‏»‏٤

٣ واضافة الى ذلك،‏ تعرِّض تهديدات اخرى الحياة على الارض للخطر.‏ احدها هو التلوث العالمي النطاق لليابسة والهواء والماء.‏ وآخر هو التفجر السكاني مع ما يقترن به من جوع ومرض وقلق.‏

٤ كيف وُصفت حالة الجنس البشري اليوم؟‏

٤ ونظراً الى التهديدات المختلفة التي يواجهها الجنس البشري الآن،‏ قال معهد لابحاث السلام في النروج:‏ «يتسم الوضع الاممي اليوم بأزمة معقدة تتخلل جميع مجالات النشاط البشري تقريبا:‏ الاقتصادي والاجتماعي،‏ السياسي والعسكري،‏ الروحي والادبي.‏» وأضاف:‏ «العنف يتفاقم واستخدام القوة كوسيلة للسياسة والدبلوماسية بات واسع الانتشار.‏ .‏ .‏ .‏ ويغدو التوازن بين السلام والحرب مزعزعا اكثر من اي وقت مضى.‏»‏٥ فالى اين يقود هذا؟‏ حذّر الامين العام للامم المتحدة:‏ «نحن قريبون بشكل خطير من فوضوية اممية جديدة.‏»‏٦

عالم بلا حرب بجهود البشر؟‏

٥ ماذا يظهر التاريخ بشأن قدرة الانسان على وضع نهاية للحرب؟‏

٥ هل يوجد سبب للاعتقاد ان البشر يستطيعون ان يجلبوا نهاية للحرب؟‏ تاريخيا،‏ كانت هنالك فقط سنوات قليلة متفرقة خلت في اثناءها هذه الارض كلياً من الحرب.‏ وفي هذا القرن العشرين وحده قُتل حوالى ١٠٠ مليون شخص في الحرب!‏ ولم تستطع عصبة الامم بالامس ولا الامم المتحدة اليوم ايقاف هذه المجزرة.‏

٦ هل الخوف من الحرب النووية اساس سليم للسلام؟‏

٦ ولكن ألا يغيّر الخوف من الدمار الذي تسببه الاسلحة النووية هذا الامر؟‏ ألم يُثَر خوف كافٍ من الاسلحة النووية سابقاً في السنة ١٩٤٥ عندما ابادت القنبلتان الذريتان مدينتين يابانيتين؟‏ حسنا،‏ ان المخزون الاحتياطي للاسلحة النووية الاقوى بكثير قد ازداد منذ ذلك الحين ألف ضعف.‏ ومنذ السنة ١٩٤٥ قُتل ما يقدر بـ‍ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٣٥ شخص في حروب وثورات شملت اكثر من ١٠٠ بلد.‏ وفي احدى السنوات الاخيرة تورطت ٤٥ امة في النزاعات!‏٧ كلا،‏ الخوف من الاسلحة النووية لم يوقف الحرب.‏

٧ هل يضمن توقيع اتفاقات نزع السلاح او معاهدات السلام سلاما دائما؟‏

٧ من المسلّم به ان الامم توقع وعلى الارجح ستستمر في توقيع اتفاقات لنزع السلاح ومعاهدات للسلام.‏ فعلى مر القرون جرى توقيع الالوف منها حرفياً.‏ ومع ذلك كلما صار الميل الى الحرب قويا اصبحت هذه المعاهدات قصاصات ورق عديمة القيمة.‏ والامم المتحدة ايضا اخفقت في ايقاف الحرب،‏ لانه رغم كون جميع البلدان تقريبا اعضاء في الامم المتحدة اليوم،‏ الا انها تتجاهلها ساعة تشاء.‏ فهل من الواقع الترجي ان يفي قادة العالم المقبلون بوعودهم اكثر من القادة الذين مضوا؟‏

٨ كيف اخبر الكتاب المقدس الحقيقة عن فشل الانسان في بلوغ السلام الدائم؟‏

٨ ومن جهة أخرى،‏ ينسجم موقف الكتاب المقدس مع دروس التاريخ.‏ فهو لا يوصي بوضع رجائنا في الجهود البشرية لجلب السلام.‏ وعلى الضد من ذلك،‏ فقد انبأ منذ زمن بعيد بأن الجهود البشرية لن تجلب ابداً سلاما دائما.‏ وحذر مسبقا من انه،‏ قبيل نهاية نظام الاشياء هذا،‏ ستتصاعد حدة الحروب والاضطرابات في كل العالم،‏ فتقوم امة على امة ومملكة على مملكة.‏ (‏لوقا ٢١:‏​٩،‏ ١٠،‏ ٣١،‏ رؤيا ٦:‏١-‏٤‏)‏ وقد تممت احداث العالم منذ سنة ١٩١٤ تلك النبوات.‏ وهكذا،‏ عوض اثارة الآمال الباطلة،‏ يؤكد الكتاب المقدس بصدق:‏ «ليس للانسان طريقه.‏ ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» —‏ ارميا ١٠:‏​٢٣‏.‏

هل يمكن للبشر معالجة القنبلة السكانية؟‏

٩-‏١١ (‏أ)‏ باية سرعة يزداد عدد سكان الارض؟‏ (‏ب)‏ اية حالة تبتلي اعدادا كبيرة من الناس؟‏

٩ وصل عدد سكان الارض الى البليون في القرن الـ‍ ١٩.‏ اما الآن فيبلغ حوالى خمسة بلايين،‏٨ بحيث يأتي كل بليون جديد اسرع فاسرع.‏ وكل سنة يُضاف حوالى ٩٠ مليون شخص!‏ وهذا النمو في معظمه يزيد من الالم في مناطق يسودها الآن الفقر والجوع والمرض.‏ وهذه الزيادة في عدد السكان سُمِّيت بالقنبلة السكانية على نحو مبرر.‏ وقد علقت «النيويورك تايمز»:‏ «إن تحويل اجزاء كبيرة من الارض الى صحارى ممكن بسبب ضغوط عدد السكان الذين تصعب قيادتهم والفقر،‏ كما بسبب محرقة نووية.‏»‏٩

١٠ وعن مدى الجوع في العالم قالت مجلة «التايم»:‏ «ان مشكلة الجوع اليوم تختلف كثيراً عن الماضي .‏ .‏ .‏ فسنة بعد اخرى يوجد القليل جداً من الطعام في اجزاء كثيرة جداً من العالم،‏ حتى ان ما لا يقل عن ٢٥٪ من سكان الارض هم جياع او يعانون من نقص في التغذية.‏»‏١٠ ويقدر احد المصادر ان ١١ مليون طفل يموتون كل سنة قبل عيد ميلادهم الاول بسبب تأثيرات سوء التغذية والمرض.‏

١١ ويذكر التقرير نفسه:‏ «واحد على الاقل من كل خمسة اشخاص واقع في فقر مدقع،‏ حالة تامة من العوز الى حد كونها ابادة جماعية صامتة.‏»‏١١ وأشارت «التورنتو ستار» الى ان هذا كان بعد مؤتمر عالمي للاغذية في روما قبل اكثر من عقد «تعهد أنه في اقل من عقد واحد لن يذهب طفل الى الفراش جائعاً،‏ ولن تقلق عائلة على خبز يومها التالي،‏ ولن يُعاق مستقبل كائن بشري بسبب سوء التغذية.‏»‏١٢ كم برهنت هذه الوعود انها فارغة!‏ والحقيقة هي كما علقت «الغارديان» الانكليزية:‏ «العالم على شفير كارثة بشرية.‏ .‏ .‏ .‏ فقارات بكاملها رأت آمالها للمستقبل تضمحل.‏»‏١٣

١٢ هل يحل المشكلة حقاً خفض مقدار النفقة العسكرية؟‏

١٢ والمشكلة تكمن على الاغلب لا في الارض،‏ بل في الحكام والناس ومواقفهم.‏ فعلى سبيل المثال،‏ تنفق الامم الآن حوالى تريليون (‏الف بليون)‏ دولار على التسلح كل سنة فيما يموت الملايين جوعاً.‏ ولكن،‏ حتى اذا جرى هجر هذا التعزيز العسكري الهائل ستعمل انظمة العالم الاقتصادية المقسَّمة ضد اي حل حقيقي للمشكلة.‏ وعندما يكون الطعام متوافرا غالبا ما تمنع الرغبة في الارباح الطائلة توزيعه على المحتاجين.‏ وفي بعض الاماكن دفعت الحكومات الى المزارعين كي لا يزرعوا محاصيل معينة لأن الافراط في الانتاج يخفض الاسعار كثيراً.‏ وقد جرى اتلاف كميات ضخمة من الطعام بسبب وجود فائض منها.‏

١٣ هل كان الكتاب المقدس دقيقا عندما أنبأ بالاحوال التي ستكون موجودة عند نهاية العالم؟‏

١٣ وهكذا،‏ رغم جميع تعزيزاته العلمية،‏ لم يستطع المجتمع العصري تجنب الاحوال نفسها التي انبأ بها الكتاب المقدس.‏ فقد انبأ بدقة بمجيء «مجاعات» خطيرة في اثناء «اختتام نظام الاشياء» هذا.‏ —‏ متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج،‏ ٧‏،‏ رؤيا ٦:‏​٥-‏٨‏.‏

هل يمكن للبشر ان يصنعوا سلاماً مع الارض؟‏

١٤-‏١٦ كم خطيرة هي مشكلة التلوث؟‏

١٤ لعقود يصنع البشر حرباً مع الارض التي يعيشون عليها.‏ فقد تسببوا بتراكم الفضلات السامة في الماء والهواء والتربة.‏ وقد اعلن عنوان مقالة في «التورنتو ستار»:‏ «التلوث يجعل الارض في خطر.‏» وقالت المقالة:‏ «يتعرض كوكب الارض لهجوم مميت.‏ والمعتدي هو الانسان.‏» كما اشارت الى ان «سموم تقدُّمه» تهدد الآن وجوده،‏ وعلّقت ايضاً:‏ «يعتبر العلماء ان انحلال البيئة،‏ في كل جزء منها،‏ خطير كتهديد حرب نووية.‏»‏١٤

١٥ مثلاً،‏ تقول مجلة «ديسكوفر» من الولايات المتحدة:‏ «ان المواد الكيميائية والمعادن الخطرة المتسربة في الارض تهدد احتياطي الماء الدفين للأمة.‏ ويخشى بعض العلماء المائيين ان يكون الآن قد فات الاوان لانقاذ ربع هذا الاحتياطي.‏»‏١٥ وفي انكلترا قالت صحيفة «الأوبزرفر» ان التلوث الكيميائي قد أفسد «معظم مياه الشرب في انكلترا.‏»‏١٦ كما نقلت «نيو سيانتيست»:‏ «تقول منظمة الصحة العالمية ان الامراض المقترنة بالمياه القذرة تميت ٠٠٠‏,٥٠ شخص كل يوم.‏»‏١٧

١٦ وفي الولايات المتحدة اظهر تحقيق خاص بالكونغرس مستويات مرتفعة للمواد السامة في الهواء.‏ كما اخبرت «النيويورك تايمز»:‏ «الوف الاطنان من العوامل المسببة للسرطان وغيرها من المواد الخطرة جداً يجري اطلاقها في الجو من مئات المصانع.‏»‏١٨ وتضاف الى هذا المواد الكيميائية الخطرة الموضوعة في التربة في شكل مبيدات،‏ مثلا،‏ وفي دورة الطعام في شكل علف الحيوانات.‏

١٧ هل يُحتمل ان تستطيع التقنية حل هذه المشكلة؟‏

١٧ هل يمكن ان تزوِّد التقنية الانقاذ؟‏ وهل هذا محتمل نظرا الى المشاكل الكثيرة التي خلقتها؟‏ يشير كتاب «الاخلاق البيئية»:‏ «التقنية خادم ذو منفعة محدودة فقط،‏ وهي غير جديرة بالثقة.‏ فعندما تحل مشكلة تخلق غالباً اثنتين جديدتين —‏ وتأثيراتها الجانبية يصعب عادةً التنبؤ بها.‏»‏١٩

١٨ في معالجة التلوث،‏ اية معرفة حيوية يفتقر اليها البشر،‏ ولكن من يملكها؟‏

١٨ ومرة اخرى،‏ انبأ الكتاب المقدس بافتقار الانسان الى الحكمة في استعمال هبات الارض السخية.‏ فقد تحدثت نبوة في الرؤيا ١١:‏١٨ عن الوقت الذي يجب ان يتخذ فيه اللّٰه الاجراء «ليهلك الذين كانوا يهلكون الارض.‏» ومن المعترف به ان البشر لا يفهمون كاملاً العلم المعقد لاثر بيئة الارض في الكائنات الحية.‏ اما اللّٰه فيفهم ذلك لانه خلقه.‏ أفليس من الحكمة ان ننظر الى هذا المصدر من اجل حلّ للمشاكل؟‏

الامن بازالة الجريمة

١٩ اي خوف يملكه كثيرون من الناس اليوم،‏ ولماذا؟‏

١٩ ان التلوث يعرّض للخطر الامور الضرورية لوجود الانسان.‏ ولكن ازدياد الجريمة هو ما يجعل غالبية الناس في خوف.‏ فالجريمة تسلب عدداً أكبر فأكبر من الاشخاص امنهم الشخصي،‏ ليس فقط في المدن الكبيرة،‏ بل ايضاً في المدن الصغيرة والمناطق الريفية.‏ وليس مجرد الممتلكات بل غالبا ما يكون جسد المرء وحياته في خطر.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ لماذا لن يزيل الجريمة سن الشرائع الجديدة؟‏ (‏ب)‏ هل تُحل المشكلة بزيادة الازدهار او بالاساليب الجديدة لمحاربة الجريمة؟‏

٢٠ فهل يستطيع البشر جلب امن حقيقي من هذه الاخطار،‏ ربما بسن شرائع جديدة؟‏ ان هنالك الآن آلاف الشرائع في كتب الحقوق في العالم.‏ ولكنها لم توقف الجريمة.‏ وايضا غالباً ما يتطور الفساد العميق الجذور ضمن الوكالات المنفذة للقانون عينها.‏ وعدم الاستقامة في المراكز العليا قد يُحبط الجهود في سبيل التنفيذ الصحيح للقانون.‏

٢١ وهل يكمن الحل في الاساليب الجديدة للكشف عن الجريمة واحباطها؟‏ ان كل وسيلة حديثة يجري انتاجها يبتكر المجرمون طرائق جديدة لابطالها.‏ اذاً،‏ هل تُحَلُّ المشكلة بزيادة الازدهار؟‏ من الخطإ الاستنتاج ان الجريمة هي من مميّزات ذوي الدخل المنخفض فقط.‏ فالجريمة بين ذوي المظهر الانيق ترتفع ايضاً.‏ وعلى سبيل المثال،‏ يُفقد في الولايات المتحدة كل سنة ٨٠ بليون دولار على الاقل نتيجة جرائم كهذه.‏ وهي السبب في افلاس حوالى ٣٠ في المئة من جميع الاعمال التي تفشل.‏ ويقول تقرير من جنوب افريقيا ان سرقة المستخدَمين ادت الى افلاس حوالى ٥٠٠‏,١ من الاعمال في سنة واحدة.‏٠٢

٢٢ اي دليل يظهر ان الجهد البشري وحده لا يستطيع حل مشكلة الجريمة؟‏

٢٢ والجريمة المرتفعة لا تقتصر على مجرد امم قليلة.‏ انها في كل مكان.‏ لاحظوا بعض العناوين من حول العالم.‏ البرازيل:‏ «نسبة الجريمة ترتفع.‏» كندا:‏ «نسبة جرائم النساء ترتفع.‏» انكلترا:‏ «جرائم الاولاد تزداد باستمرار.‏» الهند:‏ «الجريمة المنظمة صناعة نامية.‏» الاتحاد السوفياتي:‏ «جرس الانذار السوفياتي يدق عند ارتفاع الجريمة.‏»‏٢١ وقد ذكرت مجلة «ماكلاين»:‏ «ان الجرائم العنيفة في ديترويت شائعة جدا بحيث انه حتى جرائم القتل احيانا لا تستحق سوى ذكر موجز في الصفحات الخلفية للجرائد.‏»‏٢٢ وهكذا فان الجريمة المرتفعة مشكلة اممية،‏ والجهود البشرية وحدها لا تستطيع حلّها.‏ فلو كان الحل البشري ممكنا لما بقيت الجريمة مشكلة بعد كل هذا الوقت والجهد.‏

٢٣ هل تم ما انبأ به الكتاب المقدس عن الاحوال في ايامنا؟‏

٢٣ ان ما يحدث هو تماما كما انبأ الكتاب المقدس منذ زمن بعيد:‏ «في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة صعبة.‏ لان الناس يكونون محبين لانفسهم .‏ .‏ .‏ (‏بلا ضبط نفس)‏ شرسين غير محبين للصلاح .‏ .‏ .‏ محبين للذات دون محبة للّٰه.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏)‏ وانبأ يسوع ايضاً بأن «كثرة الاثم» ستميّز الفترة التي تأتي مباشرة قبل ان يجعل ملكوت اللّٰه الارض مكاناً يسكنه الودعاء فقط.‏ «وكثرة الاثم» هذه هي واقع الحياة في ايامنا.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٢؛‏ ٥:‏٥،‏ مزمور ٣٧:‏​٢٩‏.‏

اعظم المشاكل على الاطلاق

٢٤ حتى اذا استطاع البشر ان يحلوا كل المشاكل الجاري بحثها حتى الآن،‏ اي عدوين كبيرين يبقيان؟‏

٢٤ لنفرض ان البشر استطاعوا ان يحلّوا مشاكل الحرب والفقر والجوع والتلوث والجريمة.‏ هل يجلب لكم ذلك سلاما وامنا كاملين؟‏ كلا،‏ سيظل شيء ما ناقصا.‏ يبقى هنالك المرض والموت كعدوين لم يُقهرا.‏ وفي الواقع،‏ ماذا تفيد الراحة من المشاكل الاخرى عندما تشاهدون حبيباً يمرض ويموت،‏ او تجدون جسدكم يفتك به مرضٌ مميت؟‏

٢٥،‏ ٢٦ أية آمال يراها الباحثون الطبيون للتغلب على المرض؟‏

٢٥ على الرغم من التقدم الذي احرزه الطب،‏ هل جلب لنا ذلك التحرر من المرض والموت؟‏ يجيب مرجع طبي:‏ «ان الامراض المعدية لم تُهزم.‏ فهي لا تزال السبب الرئيسي للموت في العالم والسبب الرئيسي للداء هنا [في الولايات المتحدة].‏»‏٢٣ ويقول تقرير في افريقيا ان المرض متفش جدا «حتى انه من بين كل ٠٠٠‏,١ طفل مولود يموت حوالى ٥٠٠ قبل بلوغهم الـ‍ ٥ سنوات.‏»‏٢٤ وفي كل انحاء العالم يصاب مئات الملايين بالملاريا والنوام والكوليرا والبرص وامراض اخرى.‏ وفي بعض البلدان المتقدمة تكون امراض القلب مسؤولة عن حوالى نصف مجموع الوفيات،‏ ويسبب السرطان واحدة من كل خمس وفيات.‏ وتقول «اللانسيت،‏» مجلة طبية بريطانية:‏ ‏«في كل انحاء العالم هنالك ما يقارب الـ‍ ٢٥٠ مليون اصابة جديدة من السيلان و ٥٠ مليون اصابة جديدة من الزهري سنوياً.‏ والامراض الاخرى القابلة للانتقال بالاتصال الجنسي قد تكون شائعة اكثر.‏»‏٢٥

٢٦ وذكر احد العلماء انه اذا وُجدت العلاجات للسرطان ومرض القلب ومرض الكلى ستغدو امراض اخرى قتّالة اكثر.‏ وعلَّق:‏ «هنالك امكانية ضئيلة في اننا سنزيد كثيراً متوسط العمر المتوقع او نؤخر الشيخوخة في المستقبل القريب.‏»‏٢٦ ويقول الاطباء في الاتحاد السوفياتي:‏ «رغم كل ما احرزه الطب من نجاح،‏ بقي المدى البيولوجي للحياة البشرية ثابتا في خلال التاريخ المدوّن.‏»‏٢٧

٢٧ (‏أ)‏ اي تعليق في الكتاب المقدس على مدى الحياة البشرية يصحّ تماماً اليوم؟‏ (‏ب)‏ اين يمكن ان نتعلم سبب قصر الحياة البشرية وامتلائها بالمشاكل؟‏

٢٧ فكم تبقى كلمات الكتاب المقدس في ايوب ١٤:‏​١،‏ ٢ صادقة اليوم:‏ «الانسان مولود المرأة قليل الايام وشبعان تعباً.‏ يخرج كالزهر ثم ينحسم ويبرح كالظل ولا يقف.‏» والكتاب المقدس يظهر ايضاً سبب ذلك ويحدد هوية مسبب جميع مشاكل الانسان،‏ كما سنرى لاحقاً.‏

في اي شيء ستضعون رجاءكم؟‏

٢٨-‏٣٠ لحل المشاكل التي تواجه الجنس البشري،‏ لماذا يكون واقعيا اكثر ان تثقوا بحل اللّٰه وليس بحل الانسان؟‏

٢٨ بكل استقامة،‏ هل هو واقعي ان تثقوا بالبشر لحل المشاكل التي تواجه الجنس البشري؟‏ او هو واقعي اكثر ان تتكلوا على الحل الذي يشير اليه الكتاب المقدس،‏ اي الاجراء الذي يتخذه اللّٰه نفسه بواسطة حكومة سماوية بارة؟‏

٢٩ كتب المرنم الملهم منذ زمن بعيد هذه الكلمات:‏ «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏ تخرج روحه فيعود الى ترابه.‏ في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره.‏ طوبى لمن اله يعقوب معينه ورجاؤه على (‏يهوه)‏ الهه الصانع السموات والارض.‏» —‏ مزمور ١٤٦:‏​٣-‏٦‏.‏

٣٠ لا تنسوا ابداً ان البشر مهما كانوا مخلصين،‏ او مهما كان قادة العالم ذوي نفوذ او أقوياء،‏ فهم جميعا خلائق مائتة.‏ فاذا كانوا غير قادرين على انقاذ انفسهم،‏ كيف يمكنهم انقاذ الآخرين؟‏ لن يستطيعوا.‏ فاللّٰه وحده قادر على ذلك بواسطة حكومة ملكوته.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

في خلال التاريخ يتخبط البشر على غير هدى،‏ من مصيبة الى اخرى الحرب،‏ الجريمة المرتفعة،‏ التلوث،‏ الفقر،‏ واشياء اخرى كثيرة.‏ وكما يقول الكتاب المقدس بصدق:‏ «ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

‏«لا تتكلوا .‏ .‏ .‏ على ابن آدم حيث لا خلاص عنده»‏