الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ٩

‏«أُعطيهم قلبًا واحدًا»‏

‏«أُعطيهم قلبًا واحدًا»‏

حزقيال ١١:‏١٩

فكرة الدرس الرئيسية:‏ نبوات حزقيال تُناقش موضوع الرد

١-‏٣ كيف كان البابليون يسخرون من خدام يهوه،‏ ولماذا؟‏

 تخيَّل نفسك يهوديًّا أمينًا تعيش في مدينة بابل.‏ مرت ٥٠ سنة تقريبًا منذ أن أسركم البابليون.‏ اليوم هو يوم سبت،‏ فتُجهِّز نفسك كالعادة لتلتقي بيهود آخرين وتعبدوا يهوه معًا.‏ وبينما تمشي على الطرقات المزدحمة،‏ تمرُّ قرب معابد ضخمة ومزارات لا تُعَد.‏ فترى أعدادًا هائلة من الناس يأتون إليها ليقدِّموا الذبائح ويُرتِّلوا الأناشيد للإله مردوك وآلهة كثيرة غيره.‏

٢ وأخيرًا،‏ تجتاز كل هؤلاء الناس وتلتقي بأصدقائك اليهود.‏ a فتجلسون في مكان هادئ بعيد عن الضجة،‏ ربما قرب إحدى قنوات المياه في المدينة.‏ فلا تسمعون إلا صوت المياه تضرب بالمراكب المصفوفة على جانب النهر.‏ وفي جو الهدوء والسلام هذا،‏ تُصلُّون وترنِّمون المزامير وتتأملون في كلمة اللّٰه معًا.‏ وكم تتمنى في هذه اللحظات أن لا يجدكم أحد من البابليين ويقاطعكم كالعادة!‏

٣ أنت تعرف أن لدى البابليين تاريخًا طويلًا من الانتصارات العسكرية.‏ وفي نظرهم،‏ الفضل كله يعود إلى آلهتهم.‏ ودمار أورشليم أكَّد لهم أن إلههم مردوك هو أقوى من إلهكم يهوه.‏ لهذا السبب،‏ يسخرون منكم ومن إلهكم.‏ وأحيانًا يستهزئون قائلين:‏ «رنِّموا لنا ترنيمة من ترنيمات صهيون».‏ (‏مز ١٣٧:‏٣‏)‏ كان هناك مزامير كثيرة تُخبر بفرح عن انتصارات صهيون على أعداء يهوه،‏ وربما أحب البابليون أن يسخروا بالتحديد من هذه المزامير.‏ إضافة إلى ذلك،‏ كان هناك مزامير تتكلم عن البابليين أنفسهم.‏ مثلًا،‏ يقول المزمور ٧٩‏:‏ «حوَّلوا أورشليم إلى كومة خراب .‏ .‏ .‏ الذين حولنا يستهزئون بنا ويضحكون علينا».‏ —‏ مز ٧٩:‏١،‏ ٣،‏ ٤‏.‏

٤،‏ ٥ أي أمل أعطته نبوة حزقيال للأسرى اليهود،‏ وماذا سنُناقش في هذا الدرس؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏

٤ وفوق هذا كله،‏ يأتيك يهود مرتدُّون يسخرون من إيمانك بيهوه وبأنبيائه.‏ لكن كلامهم هذا لا يؤثِّر فيك.‏ فالصلاة والترنيم يرفعان معنوياتك،‏ وقراءة كلمة اللّٰه تشجِّعك كثيرًا.‏ بالفعل،‏ العبادة النقية تُنسي الشخص همومه.‏ (‏مز ٩٤:‏١٩؛‏ رو ١٥:‏٤‏)‏ في هذا الاجتماع،‏ يجلب أحد رفاقك شيئًا مميزًا:‏ كتابًا يتضمَّن نبوة حزقيال.‏ وعندما يبدأ بقراءة النبوة بصوت عالٍ،‏ تطير من الفرح وتروح تتخيل اليوم الذي سترجع فيه إلى أرضك وتشارك في ردِّ العبادة النقية.‏

٥ إن نبوات حزقيال مليئة بوعود عن رد العبادة النقية.‏ لذلك سنُناقش الآن هذا الموضوع المفرح ونُجيب عن هذين السؤالَين:‏ كيف تمَّت هذه الوعود على أيام الأسرى اليهود؟‏ وكيف تؤثِّر نبوات كهذه فينا اليوم؟‏ وسنرى أيضًا أن بعض النبوات سيكون لها إتمام أخير في المستقبل.‏

‏«إلى المنفى،‏ إلى الأسر سيذهبون»‏

٦ كيف ظل يهوه يُحذِّر شعبه المتمرد؟‏

٦ عندما تكلَّم يهوه من خلال حزقيال،‏ حدَّد كيف سيُعاقِب شعبه على تمرُّدهم.‏ قال:‏ «إلى المنفى،‏ إلى الأسر سيذهبون».‏ (‏حز ١٢:‏١١‏)‏ حتى إن حزقيال مثَّل هذا العقاب مثلما رأينا في الدرس ٦‏.‏ لكن هذه التمثيلية لم تكن أول تحذير.‏ فمنذ أيام موسى،‏ أي منذ ألف سنة تقريبًا،‏ حذَّر يهوه شعبه أنهم إذا تمردوا عليه ولم يتوبوا،‏ فسيذهبون إلى الأسر.‏ (‏تث ٢٨:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ كما أن إشعيا وإرميا أعطيا تحذيرات مشابهة.‏ —‏ إش ٣٩:‏٥-‏٧؛‏ إر ٢٠:‏٣-‏٦‏.‏

٧ كيف عاقب يهوه شعبه؟‏

٧ لم يتوقف يهوه أبدًا عن تحذير خدامه.‏ ولكن للأسف،‏ لا حياة لمَن تُنادي.‏ وعلى مر السنين،‏ حزن يهوه كثيرًا عندما رأى الوضع الذي وصل إليه شعبه.‏ فبسبب قيادة الرعاة السيئين،‏ صار شعبه متمردًا وفاسدًا ويعبد الأصنام.‏ لذلك سمح يهوه أن يعانوا من مجاعة قاسية.‏ وتخيَّل كم كان مذلًّا أن يعاني الإسرائيليون من مجاعة كهذه وسط «أرض تفيض بالحليب والعسل».‏ (‏حز ٢٠:‏٦،‏ ٧‏)‏ بعد ذلك،‏ نفَّذ يهوه ما أنبأ به منذ وقت طويل وسمح أن يُؤخَذ شعبه المتمرد إلى الأسر.‏ فسنة ٦٠٧ ق‌م،‏ ضرب نبوخذنصر أورشليم ضربة قاضية.‏ فدمَّرها ودمَّر هيكلها.‏ وبالنتيجة،‏ أُخذ ألوف من الإسرائيليين الناجين إلى الأسر في بابل.‏ وهناك،‏ عانوا من السخرية والمقاومة الموصوفتين في بداية هذا الدرس.‏

٨،‏ ٩ كيف حذَّر اللّٰه الجماعة المسيحية من الارتداد؟‏

٨ وهل عانت الجماعة المسيحية أمرًا شبيهًا بالأسر في بابل؟‏ نعم.‏ ومثلما حذَّر يهوه اليهود قديمًا،‏ لم يتأخر أبدًا عن تحذير أتباع المسيح أيضًا.‏ فقد قال يسوع لأتباعه في بداية خدمته على الأرض:‏ «إحذروا من الأنبياء الكذَّابين الذين يأتون إليكم ويتظاهرون بأنهم خراف،‏ لكنهم في الداخل ذئاب مفترسة».‏ (‏مت ٧:‏١٥‏)‏ وبعد عدة سنوات،‏ كتب الرسول بولس بالوحي تحذيرًا مشابهًا قائلًا:‏ «أنا أعرف أنه بعدما أذهب،‏ ستدخل بينكم ذئاب شرسة لن تعامل الرعية برقة،‏ ومن بينكم أنتم سيظهر رجال يتكلمون بأمور مُلتوية ليجرُّوا التلاميذ وراءهم».‏ —‏ أع ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

٩ لكن المسيحيين لم يُترَكوا دون مساعدة.‏ فقد تعلَّموا كيف يُميِّزون هؤلاء الرجال الخطيرين ويتجنبونهم.‏ كما طُلب من الشيوخ المسيحيين أن لا يسمحوا لأي واحد من المرتدين أن يبقى داخل الجماعة.‏ (‏١ تي ١:‏١٩؛‏ ٢ تي ٢:‏١٦-‏١٩؛‏ ٢ بط ٢:‏١-‏٣؛‏ ٢ يو ١٠‏)‏ ولكن مثلما كان الوضع قديمًا في إسرائيل ويهوذا،‏ ابتعد مسيحيون كثيرون تدريجيًّا عن يهوه وأداروا ظهورهم لتحذيراته المُحبَّة.‏ ونحو نهاية القرن الأول،‏ كان الارتداد قد تغلغل في الجماعة.‏ ويوحنا كان آخر رسول عاش في تلك الفترة.‏ وقد عرف أن الفساد والتمرد انتشرا بشكل واسع في الجماعة المسيحية.‏ وكان يوحنا الحاجز الوحيد الباقي في وجه هذه الموجة.‏ (‏٢ تس ٢:‏٦-‏٨؛‏ ١ يو ٢:‏١٨‏)‏ فماذا حصل بعد موته؟‏

١٠،‏ ١١ كيف تمَّ مَثَل يسوع عن القمح والزوان من القرن الثاني بعد الميلاد فصاعدًا؟‏

١٠ بعد موت يوحنا،‏ بدأ مَثَل يسوع عن القمح والزوان يتم.‏ (‏إقرأ متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠‏.‏‏)‏ فقد زرع الشيطان في الجماعة «زوانًا»،‏ أي مسيحيين مزيَّفين،‏ وانتشر فيها الفساد بسرعة.‏ تخيَّل كم حزن يهوه عندما رأى وضع الجماعة المسيحية التي أسَّسها ابنه.‏ فهي صارت ملوَّثة بعبادة الأصنام،‏ وبالأعياد والممارسات المرتبطة بالأديان المزيفة.‏ كما تبنَّت معتقدات خاطئة مأخوذة من أديان تحت تأثير الشيطان ومن فلاسفة لا يؤمنون باللّٰه.‏ فماذا فعل يهوه؟‏ تمامًا مثلما فعل مع شعبه الخائن إسرائيل.‏ ففي وقت ما خلال القرن الثاني بعد الميلاد،‏ سمح أن يُؤخَذ شعبه هذه المرة أيضًا إلى الأسر.‏ ومنذ ذلك الوقت،‏ صار عدد المسيحيين الحقيقيين (‏القمح)‏ قليلًا جدًّا ولم يعد ممكنًا التمييز بينهم وبين الزوان.‏ وهكذا،‏ أُخذَت الجماعة المسيحية الحقيقية إلى الأسر في بابل العظيمة التي ترمز إلى كل الأديان المزيفة.‏ أما المسيحيون المزيفون،‏ فصاروا جزءًا لا يتجزَّأ من بابل العظيمة.‏ وفيما ازداد عدد المسيحيين المزيفين أكثر فأكثر،‏ بدأ العالم المسيحي يظهر على الساحة.‏

١١ خلال العصور المظلمة،‏ عندما كان العالم المسيحي مُسيطرًا،‏ كان هناك عدد قليل من المسيحيين الحقيقيين،‏ أي الذين شبَّههم يسوع ‹بالقمح› في مَثَله.‏ ومِثل اليهود الأسرى الموصوفين في حزقيال ٦:‏٩‏،‏ تذكَّر هؤلاء المسيحيون الإله الحقيقي.‏ فبعضهم قاوموا بشجاعة المعتقدات الخاطئة التي كان ينشرها العالم المسيحي،‏ فواجهوا الاضطهاد والسخرية.‏ لكن يهوه لم يترك شعبه إلى الأبد في هذا الظلام الروحي.‏ فمثلما فعل مع إسرائيل قديمًا،‏ عبَّر عن غضبه إلى الدرجة المناسبة وللوقت المناسب.‏ (‏إر ٤٦:‏٢٨‏)‏ إضافة إلى ذلك،‏ لم يترك يهوه شعبه دون أمل.‏ لنرَ مثلًا كيف أعطى أملًا لليهود الأسرى في بابل قديمًا بأنه سيُنهي أسرهم.‏

طوال مئات السنين،‏ قاومَت بابل العظيمة بشدة المسيحيين الحقيقيين (‏أُنظر الفقرتين ١٠ و ١١)‏

‏«يتوقَّف غضبي»‏

١٢،‏ ١٣ ماذا دفع يهوه أن يُنهي غضبه على شعبه أيام حزقيال؟‏

١٢ مثلما رأينا،‏ غضب يهوه على شعبه وعبَّر عن غضبه هذا بكل وضوح.‏ لكنه أكَّد لهم أيضًا أن العقاب الذي كانوا يستحقونه لن يدوم إلى الأبد.‏ لاحِظ مثلًا هذه الكلمات التي قالها يهوه:‏ «عندئذٍ يتوقَّف غضبي عليهم ويهدأ سخطي وأرتاح.‏ وحين أنتهي من صبِّ غضبي عليهم،‏ سيعرفون أني أنا يهوه تكلَّمت لأني أطلب العبادة لي وحدي».‏ (‏حز ٥:‏١٣‏)‏ فماذا سيدفع يهوه أن يُنهي غضبه؟‏

١٣ من بين الذين أُخذوا إلى الأسر،‏ لم يكن هناك فقط أشخاص متمردون بل كان هناك أيضًا أشخاص أمناء.‏ كما أن اللّٰه أنبأ من خلال حزقيال أن البعض من شعبه سيُعيدون حساباتهم في الأسر.‏ فهؤلاء اليهود التائبون سيندمون على الأمور الفظيعة التي ارتكبوها تجاه يهوه.‏ لذلك سيترجونه أن يسامحهم ويرضى عنهم.‏ (‏حز ٦:‏٨-‏١٠؛‏ ١٢:‏١٦‏)‏ ومن بين الأسرى الأمناء،‏ كان هناك حزقيال وأيضًا النبي دانيال ورفاقه الثلاثة.‏ وقد استطاع دانيال أن يرى بداية الأسر ونهايته أيضًا لأنه عاش حياة طويلة.‏ وفي دانيال الفصل ٩‏،‏ نقرأ عن الصلاة التي قدَّمها هذا النبي ليطلب من يهوه أن يسامح شعب إسرائيل على خطاياهم.‏ ولا شك أن مشاعره هذه عبَّرت عن مشاعر ألوف الأسرى الذين أرادوا أن يسامحهم يهوه ويباركهم من جديد.‏ فهل تتخيل كم فرح الشعب عندما سمعوا وعود التحرير والرد؟‏

١٤ لماذا كان يهوه سيردُّ شعبه إلى أرضهم؟‏

١٤ ولكن هناك سبب مهم أكثر بعد لتحرير شعب اللّٰه وردِّ العبادة النقية.‏ فأسرهم الطويل كان سينتهي لا لأنهم يستحقون التحرير،‏ بل لأن الوقت قد حان ليُقدِّس يهوه اسمه أمام كل الأمم.‏ (‏حز ٣٦:‏٢٢‏)‏ الوقت قد حان ليفهم البابليون مرة وإلى الأبد أن آلهتهم الشيطانية،‏ مثل الإله مردوك،‏ هي مجرد كذبة،‏ وهناك سيدًا عظيمًا واحدًا على كل الكون هو يهوه.‏ لنناقش الآن خمسة وعود أوحى يهوه إلى حزقيال أن ينقلها إلى اليهود.‏ في البداية،‏ سنرى كيف أثَّر كل وعد في اليهود الأمناء ثم سنرى كيف تمَّت هذه الوعود إتمامًا أعظم.‏

١٥ أي تغييرات أجراها الشعب في عبادتهم بعدما عادوا إلى أورشليم؟‏

١٥ الوعد ١.‏ إزالة عبادة الأصنام وكل الممارسات الدينية المقرفة.‏ (‏إقرأ حزقيال ١١:‏١٨؛‏ ١٢:‏٢٤‏.‏‏)‏ مثلما ناقشنا في الدرس ٥‏،‏ تلوَّثت أورشليم وهيكلها بممارسات دينية خاطئة،‏ مثل عبادة الأصنام.‏ وهكذا صار الشعب فاسدًا وبعيدًا عن يهوه.‏ لكن يهوه أنبأ من خلال حزقيال أن هناك أملًا للأسرى بأن يشاركوا من جديد في عبادته التي ستكون نقية وغير ملوَّثة.‏ وكل البركات الأخرى المرتبطة بالرد تعتمد على موضوع أساسي:‏ رد عبادة اللّٰه النقية.‏

١٦ ماذا وعد يهوه شعبه بخصوص الأرض التي سيسكنون فيها؟‏

١٦ الوعد ٢.‏ العودة إلى أرضهم.‏ قال يهوه للأسرى:‏ «أُعطيكم أرض إسرائيل».‏ (‏حز ١١:‏١٧‏)‏ وهذا الوعد كان مميزًا جدًّا.‏ لماذا؟‏ لأن البابليين،‏ الذين أهانوا شعب اللّٰه في الأسر،‏ لم يعطوهم أي أمل في العودة إلى أرضهم الحبيبة.‏ (‏إش ١٤:‏٤،‏ ١٧‏)‏ لكن وعد يهوه لم يتوقف هنا.‏ فهو وعدهم أن تكون أرضهم مثمرة وتُعطي غلة كبيرة شرط أن يظلوا أمناء له.‏ وهكذا سيكون لدى الشعب طعام كثير وعمل نافع.‏ فالمجاعة والذل والمآ‌سي ستصير من الماضي.‏ —‏ إقرأ حزقيال ٣٦:‏٣٠‏.‏

١٧ ماذا وعد يهوه بخصوص الذبائح؟‏

١٧ الوعد ٣.‏ البدء من جديد بتقديم الذبائح على مذبح يهوه.‏ مثلما رأينا في الدرس ٢‏،‏ كانت الذبائح والتقدمات تحت الشريعة جزءًا أساسيًّا من العبادة النقية.‏ ويهوه سيقبل تقدمات العائدين إلى أورشليم شرط أن يظلوا طائعين وطاهرين روحيًّا.‏ وهكذا ستُغفر خطايا الشعب وسيظلون قريبين من إلههم.‏ فقد وعدهم يهوه:‏ «سيعبدني كل بيت إسرائيل،‏ سيعبدونني جميعهم.‏ وهناك سأرضى عنكم وأطلب تبرعاتكم وأول تقدماتكم،‏ كل هداياكم المقدسة».‏ (‏حز ٢٠:‏٤٠‏)‏ إذًا،‏ كانت العبادة النقية ستُرَد بكل معنى الكلمة وتجلب معها بركات كثيرة لشعب اللّٰه.‏

١٨ كيف كان يهوه سيهتم بشعبه؟‏

١٨ الوعد ٤.‏ إزالة الرعاة السيئين.‏ أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت شعب اللّٰه أن يُخطئوا إلى هذه الدرجة كان تأثير الرجال الفاسدين الذين أخذوا القيادة.‏ لكن يهوه وعد شعبه أن يُغيِّر هذا الوضع.‏ قال عن هؤلاء الرعاة السيئين:‏ «سأمنعهم من الاهتمام بخرافي .‏ .‏ .‏ سأُنقذ خرافي من فمهم».‏ ثم وعد شعبه الأمين:‏ «سأعتني بخرافي».‏ (‏حز ٣٤:‏١٠،‏ ١٢‏)‏ وقد تمَّم يهوه وعده حين استعمل رجالًا أمناء وأولياء ليرعوا شعبه.‏

١٩ هل كان شعب اللّٰه موحَّدًا،‏ وماذا وعد يهوه في هذا الخصوص؟‏

١٩ الوعد ٥.‏ الوحدة بين خدام يهوه.‏ تخيَّل كم حزن خدام يهوه الأمناء قبل الأسر عندما رأوا الانقسامات بين شعب اللّٰه.‏ فبسبب الأنبياء الكذابين والرعاة الفاسدين،‏ تمرَّد الشعب على الأنبياء الأمناء الذين كانوا يُمثِّلون يهوه،‏ حتى إن الشعب انقسموا في ما بينهم.‏ لكن يهوه وعد من خلال حزقيال:‏ «أُعطيهم قلبًا واحدًا،‏ وأضع فيهم روحًا جديدة».‏ (‏حز ١١:‏١٩‏)‏ وهذا الوعد كان من أروع الوعود.‏ فلا أحد من الأعداء سيهزم شعب اللّٰه شرط أن يظلوا في وحدة مع إلههم ومع واحدهم الآخر.‏ وكأمة واحدة،‏ سيُمجِّدون يهوه من جديد بدل أن يُهينوه ويُسيئوا إليه.‏

٢٠،‏ ٢١ كيف تمَّت وعود اللّٰه عندما عاد الأسرى؟‏

٢٠ وهل تمَّت هذه الوعود الخمسة عندما عاد اليهود من الأسر؟‏ لنُبقِ في بالنا ما قاله يشوع قديمًا:‏ «كل الوعود الصالحة التي أعطاكم إياها يهوه إلهكم تحقَّقت.‏ لم يفشل ولا وعد واحد منها؛‏ كل كلمة فيها تحقَّقت».‏ (‏يش ٢٣:‏١٤‏)‏ ومثلما وفى يهوه بوعوده أيام يشوع،‏ وفى أيضًا بوعوده عندما عاد الأسرى إلى أرضهم.‏

٢١ ترك اليهود عبادة الأصنام وكل الممارسات المرتبطة بالأديان المزيفة.‏ وهكذا اقتربوا من جديد إلى يهوه.‏ وبعكس كل التوقعات،‏ عادوا إلى أرضهم وزرعوها وصار لحياتهم معنى.‏ ومن أول الأمور التي قاموا بها هو ردُّ مذبح يهوه في أورشليم وتقديم ذبائح يرضى عنها اللّٰه.‏ (‏عز ٣:‏٢-‏٦‏)‏ ويهوه بارك شعبه برعاة روحيين كالكاهن والناسخ عزرا،‏ الحاكمَين نحميا وزربابل،‏ رئيس الكهنة يشوع،‏ والأنبياء الشجعان حجَّاي وزكريا وملاخي.‏ وظلَّ الشعب موحدًا طوال الفترة التي أطاع فيها توجيه يهوه وإرشاداته؛‏ لقد تمتَّعوا بوحدة لم يُحسُّوا بها منذ وقت طويل،‏ طويل جدًّا.‏ —‏ إش ٦١:‏١-‏٤‏؛‏ إقرأ إرميا ٣:‏١٥‏.‏

٢٢ كيف نعرف أن أول إتمام لنبوات الرد لم يكن إلا لمحة عن إتمام أعظم؟‏

٢٢ لا شك أن أول إتمام لوعود يهوه عن الرد كان مشجعًا جدًّا.‏ لكن هذا الإتمام لم يكن إلا لمحة عن إتمام أعظم بكثير.‏ لماذا نقول ذلك؟‏ كان يهوه سيتمم هذه الوعود شرط أن يظل شعبه يسمع له ويطيعه.‏ ولكن مع الوقت،‏ تمرَّد اليهود مرة ثانية وتوقفوا عن إطاعة اللّٰه.‏ مع ذلك،‏ لنُبقِ في بالنا ما قاله يشوع عن وعود يهوه.‏ فهي تتحقق دائمًا.‏ وهذا يعني أن هذه الوعود ستتم إتمامًا أعظم وتدوم فترة أطول.‏ لنرَ كيف تحقَّق ذلك.‏

‏«سأرضى عنكم»‏

٢٣،‏ ٢٤ متى وكيف بدأت «فترة رد كل الأشياء»؟‏

٢٣ خلال درسنا للكتاب المقدس،‏ فهمنا أن عالم الشيطان دخل في أيامه الأخيرة سنة ١٩١٤.‏ طبعًا،‏ هذا خبر محزن للعالم الشرير ولكن ليس لخدام اللّٰه.‏ بل أكثر من ذلك،‏ يمكننا أن نقول إن فترة مفرحة بدأت سنة ١٩١٤:‏ «فترة رد كل الأشياء».‏ (‏أع ٣:‏٢١‏)‏ لماذا نقول ذلك؟‏ فكِّر قليلًا:‏ ماذا حصل في السماء سنة ١٩١٤؟‏ تسلَّم يسوع المسيح المُلك وصار هو المسيا الملك.‏ وما علاقة هذا الحدث بموضوع الرد؟‏ لنتذكَّر أن يهوه وعد الملك داود أن سلالته ستظل تحكم إلى الأبد.‏ (‏١ أخ ١٧:‏١١-‏١٤‏)‏ لكن هذه السلالة توقفت عن الحكم سنة ٦٠٧ ق‌م عندما دمَّر البابليون أورشليم وأنهوا حكم الملوك الآتين من سلالة داود.‏

٢٤ لكن يسوع ترك السماء وصار «ابن الإنسان» ووُلد من نسل داود.‏ وهكذا صار لمملكة داود وريث شرعي.‏ (‏مت ١:‏١؛‏ ١٦:‏١٣-‏١٦؛‏ لو ١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ لذلك سنة ١٩١٤،‏ عيَّن يهوه يسوع ملكًا في السماء.‏ وهكذا بدأت «فترة رد كل الأشياء».‏ فصار بإمكان يهوه الآن أن يستخدم هذا الملك الكامل ليُكمِل عمل الرد.‏

٢٥،‏ ٢٦ (‏أ)‏ متى انتهت سنوات الأسر الطويلة في بابل العظيمة،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ (‏أُنظر أيضًا الإطار «‏ما المميَّز في سنة ١٩١٩؟‏‏».‏)‏ (‏ب)‏ ماذا بدأ يتم منذ سنة ١٩١٩؟‏

٢٥ شارك يسوع أباه في تفحُّص العبادة النقية على الأرض.‏ وكانت هذه من أولى المهمات التي أنجزها المسيح بعدما صار ملكًا.‏ (‏مل ٣:‏١-‏٥‏)‏ فمثلما أنبأ يسوع في مَثَله عن القمح والزوان،‏ كان مستحيلًا لوقت طويل جدًّا التمييز بين القمح والزوان،‏ أي بين المسيحيين المختارين الحقيقيين والمسيحيين المزيفين.‏ b ولكن الآن بدأ «موسم الحصاد» سنة ١٩١٤،‏ وصار الفرق بينهما واضحًا جدًّا.‏ فلعشرات السنين،‏ قبل سنة ١٩١٤،‏ فضح تلاميذ الكتاب المقدس الأمناء الأخطاء الفظيعة التي ارتكبها العالم المسيحي.‏ كما بدأوا يبتعدون أكثر فأكثر عن هذه المؤسسة الفاسدة.‏ لقد جاء الوقت الذي حدَّده يهوه ليردَّ العبادة النقية.‏ لذلك في أوائل سنة ١٩١٩،‏ أي بعد سنوات قليلة من بداية «موسم الحصاد»،‏ تحرَّر شعب اللّٰه كليًّا من الأسر في بابل العظيمة.‏ (‏مت ١٣:‏٣٠‏)‏ وأخيرًا،‏ انتهى أسرهم الطويل!‏

٢٦ ومنذ ذلك الوقت،‏ بدأت نبوات الرد في حزقيال تتم إتمامًا أعظم من أي إتمام رآه شعب اللّٰه في الماضي.‏ لذلك سنُناقش الآن كيف تمَّت هذه الوعود الخمسة إتمامًا أعظم.‏

٢٧ كيف خلَّص يهوه شعبه من عبادة الأصنام؟‏

٢٧ الوعد ١.‏ إزالة عبادة الأصنام وكل الممارسات الدينية المقرفة.‏ في نهاية القرن الـ‍ ١٩ وبداية القرن الـ‍ ٢٠،‏ كان مسيحيون أمناء يجتمعون معًا ليدرسوا الكتاب المقدس.‏ ونتيجة هذا الدرس،‏ بدأوا يتخلون عن ممارسات دينية خاطئة.‏ فاكتشفوا مثلًا أن تعاليم مثل الثالوث وخلود النفس وعقيدة جهنم لم تكن مؤسسة على الكتاب المقدس وأن أصولها مرتبطة بالأديان المزيفة.‏ كما عرف هؤلاء التلاميذ أن استعمال الصور والتماثيل في العبادة هو جزء من عبادة الأصنام.‏ ومع الوقت،‏ فهم شعب اللّٰه أن استعمال الصليب أيضًا في العبادة هو نوع من الصنمية.‏ —‏ حز ١٤:‏٦‏.‏

٢٨ بأي معنى ردَّ يهوه شعبه إلى أرضهم؟‏

٢٨ الوعد ٢.‏ ردُّ شعب اللّٰه إلى الأرض الروحية.‏ فيما كان شعب اللّٰه يبتعد أكثر فأكثر عن الأديان البابلية،‏ وجد المسيحيون الأمناء أنفسهم في أرض روحية خصَّصها لهم اللّٰه.‏ وهذه الأرض هي حالة أو بيئة ملائمة يتمتعون فيها ببركات كثيرة ولا يُعانون مجددًا من الجوع الروحي.‏ (‏إقرأ حزقيال ٣٤:‏١٣،‏ ١٤‏.‏‏)‏ ومثلما سنرى في الدرس ١٩‏،‏ يُبارك يهوه هذه الأرض بكمية استثنائية من الطعام الروحي.‏ —‏ حز ١١:‏١٧‏.‏

٢٩ كيف انطلق عمل التبشير بقوة سنة ١٩١٩؟‏

٢٩ الوعد ٣.‏ البدء من جديد بتقديم الذبائح على مذبح يهوه.‏ في القرن الأول الميلادي،‏ عرف المسيحيون أن الذبائح الحيوانية لم تعد مطلوبة.‏ ولكن كان هناك ذبائح أثمن بكثير يطلبها منهم اللّٰه.‏ ففي نظره،‏ الكلمات التي يستعملونها ليُسبِّحوه ويُعلِّموا الآخرين عنه هي ذبائح ثمينة جدًّا.‏ (‏عب ١٣:‏١٥‏)‏ لا شك أن شعب اللّٰه كان بحاجة إلى هيئة منظَّمة تقوده في تقديم ذبائح ثمينة كهذه.‏ ولكن خلال فترة الأسر الطويلة،‏ لم يكن خدام يهوه منظَّمين ليقوموا بهذا العمل.‏ مع ذلك،‏ بدأ الوضع يتغيَّر نحو نهاية الأسر.‏ فآ‌نذاك كان شعب اللّٰه قد بدأ يقدِّم ذبائح تسبيح للّٰه.‏ فهم كانوا يُسبِّحون اللّٰه بفرح في اجتماعاتهم ويُبشِّرون الناس بكل حماسة.‏ ومنذ سنة ١٩١٩،‏ صار «العبد الأمين الحكيم» يُشدِّد على أهمية عمل التبشير ويُنظِّمه تدريجيًّا.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ومع الوقت،‏ ازداد عدد خدام اللّٰه وملأوا مذبح يهوه بذبائحهم.‏

٣٠ ماذا فعل يسوع كي يؤمِّن لشعبه رعاة جيدين؟‏

٣٠ الوعد ٤.‏ إزالة الرعاة السيئين.‏ حرَّر المسيح شعب اللّٰه من رعاة العالم المسيحي المزيفين والأنانيين والظالمين.‏ والأمر نفسه حصل ضمن قطيع المسيح.‏ فكل راعٍ تمثَّل برعاة العالم المسيحي المزيفين خسر مسؤوليته.‏ (‏حز ٢٠:‏٣٨‏)‏ وبما أن يسوع هو الراعي الصالح،‏ كان حريصًا أن يهتم بخرافه من هذه الناحية.‏ لذلك عيَّن سنة ١٩١٩ العبد الأمين الحكيم.‏ وهذا الفريق الصغير من المسيحيين المختارين الأولياء أخذوا القيادة في تأمين الطعام الروحي لشعب اللّٰه.‏ وهكذا اهتموا جيدًا بهم.‏ ومع الوقت،‏ تدرَّب شيوخ ليتعلَّموا كيف يساعدون في رعاية «رعية اللّٰه».‏ (‏١ بط ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ والوصف الذي أوحى يهوه إلى حزقيال أن يكتبه في حزقيال ٣٤:‏١٥،‏ ١٦ يُستعمَل كثيرًا ليُذكِّر الرعاة المسيحيين بالمقياس الذي وضعه يهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏

٣١ كيف تمَّم يهوه النبوة في حزقيال ١١:‏١٩‏؟‏

٣١ الوعد ٥.‏ الوحدة بين خدام يهوه.‏ على مرِّ السنين،‏ انقسم العالم المسيحي إلى عشرات آلاف المذاهب والطوائف.‏ وكل طائفة لديها تعاليمها الخاصة التي تتضارب كليًّا مع تعاليم الطوائف الأخرى.‏ بالمقابل،‏ بعدما ردَّ يهوه شعبه من الأسر،‏ عمل عجيبة مذهلة.‏ فهو وعد من خلال حزقيال:‏ «أُعطيهم قلبًا واحدًا».‏ (‏حز ١١:‏١٩‏)‏ وقد تمَّم هذا الوعد بطريقة رائعة.‏ فالمسيح لديه أتباع من كل العالم،‏ وهم من خلفيات ثقافية ودينية واجتماعية متنوعة.‏ ولكن رغم هذا الاختلاف،‏ يتعلَّم كل تلاميذ المسيح نفس الحقائق ويقومون بنفس العمل بانسجام مذهل.‏ في آخر ليلة من حياة يسوع على الأرض،‏ صلَّى إلى يهوه من كل قلبه وطلب منه أن يكون أتباعه موحَّدين.‏ ‏(‏إقرأ يوحنا ١٧:‏١١،‏ ٢٠-‏٢٣‏.‏‏)‏ وفي أيامنا،‏ لبَّى يهوه طلب يسوع بأعظم طريقة على الإطلاق.‏

٣٢ كيف تشعر حين ترى نبوات الرد تتم؟‏ (‏أُنظر أيضًا الإطار «‏نبوات عن الأسر والرد‏».‏)‏

٣٢ ألست سعيدًا لأنك تعيش في هذا الوقت المميز؟‏ فنحن نرى بعيوننا كيف تتم نبوات حزقيال عن الرد في كل مجالات عبادتنا.‏ ونحن أكيدون أن يهوه راضٍ عن شعبه،‏ تمامًا مثلما أنبأ قديمًا من خلال حزقيال:‏ «سأرضى عنكم».‏ (‏حز ٢٠:‏٤١‏)‏ فعلًا،‏ إنه امتياز كبير أن نكون جزءًا من شعب موحَّد ينال طعامه المغذي في الوقت المناسب ويُسبِّح يهوه في كل العالم،‏ شعب تحرَّر من الأسر الروحي بعد مئات السنين.‏ لكن إتمام نبوات حزقيال لم ينتهِ هنا.‏ فهناك إتمام أعظم بعد.‏

‏«مثل جنة عدن»‏

٣٣-‏٣٥ (‏أ)‏ ماذا عنت النبوة في حزقيال ٣٦:‏٣٥ لليهود في الأسر؟‏ (‏ب)‏ ماذا تعني هذه النبوة لشعب يهوه اليوم؟‏ (‏أُنظر أيضًا الإطار «‏فترة رد كل الأشياء‏».‏)‏

٣٣ مثلما رأينا،‏ بدأت «فترة رد كل الأشياء» سنة ١٩١٤ عندما صار يسوع ملكًا وعادت سلالة داود إلى المُلك.‏ (‏حز ٣٧:‏٢٤‏)‏ بعدئذٍ،‏ أعطى يهوه السلطة للمسيح كي يردَّ العبادة النقية بين شعب اللّٰه بعد مئات السنين من الأسر الروحي.‏ ولكن هل كان عمل الرد سيتوقَّف في تلك المرحلة؟‏ أبدًا.‏ فهذا العمل كان سيستمر بطريقة مذهلة في المستقبل.‏ ونبوات حزقيال تُعطينا تفاصيل مشوِّقة جدًّا عن هذا الموضوع.‏

٣٤ فكِّر مثلًا في هذه الكلمات التي أوحى يهوه إلى حزقيال أن يكتبها:‏ «سيقول الناس:‏ ‹الأرض المهجورة صارت مثل جنة عدن›».‏ (‏حز ٣٦:‏٣٥‏)‏ وماذا عنى هذا الوعد لحزقيال ورفاقه اليهود؟‏ طبعًا،‏ لم يتوقعوا أن تتحوَّل أرضهم إلى جنة حرفية وأن يظن الناس فعلًا أنها الجنة الأصلية التي زرعها يهوه بنفسه.‏ (‏تك ٢:‏٨‏)‏ لكنهم فهموا دون شك أن يهوه يَعِدهم أن الأرض التي سيعودون إليها ستكون جميلة ومثمرة.‏

٣٥ وماذا يعني هذا الوعد لنا اليوم؟‏ نحن أيضًا لا نتوقَّع أن يتم الآن هذا الوعد حرفيًّا وسط عالم الشيطان.‏ لكننا نستنتج أن هذه الكلمات تتم اليوم بمعنى روحي.‏ فيهوه ردَّ أرضًا روحية،‏ وهي حالة أو بيئة نعيش فيها كخدام ليهوه لنخدم إلهنا خدمة مثمرة ونضع خدمته المقدسة أولًا في حياتنا.‏ وهذه الأرض الروحية تتحسَّن تدريجيًّا،‏ وتُشبه أكثر فأكثر جنة عدن.‏ ولكن ماذا عن المستقبل؟‏

٣٦،‏ ٣٧ أي وعود ستتحقق حين تتحول الأرض إلى جنة؟‏

٣٦ بعد حرب هرمجدون العظيمة،‏ سيُوسِّع يسوع عمل الرد ليشمل حتى الأرض الحرفية.‏ فخلال حكمه الذي سيمتد ألف سنة،‏ سيُوجِّه البشر ليُحوِّلوا كوكب الأرض إلى جنة،‏ تمامًا مثلما أراد اللّٰه من الأساس.‏ وفي النهاية،‏ ستصير الأرض كلها مثل جنة عدن.‏ (‏لو ٢٣:‏٤٣‏)‏ وآنذاك،‏ سيعيش البشر دون أن يؤذوا بعضهم بعضًا ودون أن يؤذوا الأرض.‏ لن يكون هناك أي خطر أو تهديد في أي مكان.‏ تخيَّل حياتك مثلًا حين يُطبِّق يهوه هذا الوعد:‏ «سأعمل معهم عهد سلام وأُزيل الحيوانات المتوحشة من الأرض،‏ فيسكنون بأمان في البرية وينامون في الغابات».‏ —‏ حز ٣٤:‏٢٥‏.‏

٣٧ هل تتخيَّل ذلك؟‏ ستكون قادرًا أن تزور أي مكان في هذه الأرض الواسعة دون أن تشعر بالخوف.‏ فلن تؤذيك الحيوانات ولن يكون هناك أي خطر عليك.‏ ستكون قادرًا أن تمشي وحدك في أكبر الغابات وتتمتع برؤية جمالها الساحر.‏ ولن تفكِّر مرتين قبل أن تنام في هذه الغابات؛‏ ستنام وبالك مرتاح لأنك متأكد أنك ستستيقظ في اليوم التالي بكامل نشاطك دون أن يؤذيك أي حيوان.‏

هل تتخيل الوقت حين ‹ستنام آمنًا حتى في الغابات›؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ٣٦ و ٣٧)‏

٣٨ كيف تشعر حين تتأمل في وعود اللّٰه في حزقيال ٢٨:‏٢٦‏؟‏

٣٨ تخيَّل أيضًا مشاعرنا حين يتم هذا الوعد:‏ «سيسكنون في [الأرض] بأمان ويبنون بيوتًا ويغرسون كرومًا.‏ هم سيسكنون بأمان حين أُنفِّذ حكمي في كل جيرانهم الذين يعاملونهم باحتقار.‏ فيعرفون أني أنا يهوه إلههم».‏ (‏حز ٢٨:‏٢٦‏)‏ بعدما يُزيل يهوه كل أعدائه،‏ سيكون هناك سلام وأمان في كل الأرض.‏ كما أننا سنهتم بالأرض والبيئة،‏ وفي نفس الوقت سنبني بيوتًا مريحة لنعيش فيها نحن والذين نحبهم،‏ وسنزرع كرومًا ونتلذَّذ بثمارها.‏

٣٩ ماذا يؤكِّد لك أن نبوات حزقيال عن الفردوس ستتحقق؟‏

٣٩ هل تشعر أن هذه الوعود مجرد أحلام؟‏ في هذه الحالة،‏ تذكَّر الإنجازات التي حصلت خلال «فترة رد كل الأشياء».‏ فرغم مقاومة الشيطان الشرسة،‏ استطاع يسوع بفضل يهوه أن يردَّ العبادة النقية في أسوإ مرحلة من تاريخ هذا العالم.‏ ألا يضمن لنا ذلك أن كل وعود اللّٰه في سفر حزقيال ستتم بالتأكيد؟‏!‏

a كان أكثرية الأسرى اليهود يعيشون خارج مدينة بابل،‏ كالنبي حزقيال الذي عاش قرب نهر كَبار.‏ (‏حز ٣:‏١٥‏)‏ ولكن كان عدد قليل من الأسرى اليهود يعيشون في مدينة بابل،‏ من بينهم «الذين من عائلة الملك وعائلات النبلاء».‏ —‏ دا ١:‏٣،‏ ٦؛‏ ٢ مل ٢٤:‏١٥‏.‏

b مثلًا،‏ تحدَّى كثيرون الكنيسة الكاثوليكية في القرن الـ‍ ١٦ وشاركوا في الإصلاح.‏ لكننا لا نقدر أن نحدِّد مَن منهم كان من المسيحيين المختارين.‏