الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ١٥

‏«أضع حدًّا لعهارتكِ»‏

‏«أضع حدًّا لعهارتكِ»‏

حزقيال ١٦:‏٤١

فكرة الدرس الرئيسية:‏ الدروس التي نتعلمها مما يذكره سفرا حزقيال والرؤيا عن العاهرات

١،‏ ٢ لماذا تُحس بالقرف حين تقرأ عن العاهرة الموصوفة في الفقرة ٢؟‏

 للأسف،‏ عالمنا هذا مليء بالقصص الحزينة.‏ فكِّر مثلًا في الفتيات اللواتي يبعن أجسادهنَّ.‏ عندما نسمع عن فتاة رضيَت بهذا العمل المُذل،‏ نتساءل عادةً عن الظروف التي أوصلتها إلى هنا.‏ هل هربت من عائلتها بعمر صغير لتتخلص من الإساءة والعنف؟‏ هل دفعها الفقر الشديد أن تبيع نفسها؟‏ هل هربت من زوج عنيف؟‏ لا شك أن قصصًا كهذه تؤثر فينا كثيرًا.‏ لذلك لا نستغرب أن يسوع وجَّه انتباهه إلى بعض العاهرات في أيامه وتعامل معهنَّ بلطف.‏ وقد علَّم بوضوح أن أي شخص يتوب ويغيِّر حياته،‏ بمن فيهم العاهرات،‏ يقدر أن يفتح صفحة جديدة.‏ —‏ مت ٢١:‏٢٨-‏٣٢؛‏ لو ٧:‏٣٦-‏٥٠‏.‏

٢ ولكن ما رأيك بامرأة اختارت بملء إرادتها أن تعيش هذه الحياة؟‏ أساسًا،‏ نمط الحياة هذا لا يُزعجها ولا تعتبره مُذلًّا.‏ فهي مستعدة أن تُضحِّي بأي شيء لتصل إلى غايتها:‏ المال والسلطة.‏ ولكن الأسوأ هو أن هذه المرأة متزوجة،‏ وزوجها رجل صالح ومُخلص!‏ لكنها تستمر في خيانته مرة بعد مرة.‏ فكيف تُحس تجاه امرأة كهذه؟‏ ألا تُحس بالقرف؟‏ لا نستغرب إذًا أن يهوه شبَّه الأديان المزيفة أكثر من مرة بعاهرة لنقدر أن نتخيل مشاعره تجاهها.‏

٣ أي مقطعَين سنُناقشهما في هذا الدرس؟‏

٣ نجد في سفر حزقيال مقطعَين يصفان الخيانة الفظيعة التي ارتكبها شعب اللّٰه في إسرائيل ويهوذا.‏ (‏حزقيال،‏ الفصلان ١٦ و ٢٣‏)‏ ولكن قبل أن نتعمَّق فيهما،‏ سنتحدث أولًا عن عاهرة مجازية؛‏ عاهرة ظهرت قبل أيام حزقيال،‏ بل قبل وجود شعب إسرائيل،‏ ولا تزال ترتكب العهارة حتى يومنا.‏ فمَن هي هذه العاهرة؟‏ لنعرف الجواب،‏ سننتقل إلى آخر سفر في الكتاب المقدس،‏ سفر الرؤيا.‏

‏«أم العاهرات»‏

٤،‏ ٥ مَن هي بابل العظيمة،‏ وما الدليل؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏

٤ في نهاية القرن الأول الميلادي،‏ أعطى يسوع رؤيا إلى الرسول يوحنا ظهرت فيها امرأة مجهولة تُدعى «العاهرة العظيمة» و «بابل العظيمة،‏ أم العاهرات».‏ (‏رؤ ١٧:‏١،‏ ٥‏)‏ وطوال مئات السنين،‏ حيَّرت هذه المرأة رجال الدين وعلماء الكتاب المقدس.‏ فبعضهم قالوا إنها تُمثِّل بابل،‏ وبعضهم قالوا إنها تُمثِّل روما،‏ وآخرون قالوا إنها تُمثِّل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏ ولكن منذ عشرات السنين،‏ استطاع شهود يهوه أن يحدِّدوا بدقة مَن تكون «العاهرة العظيمة».‏ إنها تُمثِّل كل الأديان المزيَّفة.‏ لماذا نقول ذلك؟‏

٥ لقد أقامت هذه العاهرة الشريرة علاقات فاسدة مع «ملوك الأرض»،‏ أي القوى السياسية.‏ وهذا يعني أنها ليست قوة سياسية.‏ أيضًا،‏ يُظهر سفر الرؤيا أن «تجار الأرض»،‏ أي النظام التجاري في هذا العالم،‏ سيبكون على خراب بابل العظيمة.‏ إذًا لا يمكن أيضًا أن تُمثِّل النظام التجاري.‏ فمَن هي هذه العاهرة؟‏ يقول سفر الرؤيا إن العاهرة مذنبة ‹بالتعامل مع الأرواح› وعبادة الأصنام والخداع.‏ ألا تُذكِّرنا هذه الأمور بالهيئات الدينية الفاسدة في عالمنا هذا؟‏ إضافة إلى ذلك،‏ تجلس العاهرة على القوى السياسية العالمية،‏ وهذا يعني أن لديها تأثيرًا عليها.‏ وفوق هذا كله،‏ تضطهد خدام يهوه الأمناء.‏ (‏رؤ ١٧:‏٢،‏ ٣؛‏ ١٨:‏١١،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏)‏ أليس هذا بالضبط ما تفعله الأديان المزيفة منذ القديم وحتى أيامنا؟‏

بسبب بابل القديمة،‏ انتشرت كل أنواع الممارسات والعقائد والهيئات الدينية المزيفة (‏أُنظر الفقرة ٦)‏

٦ لماذا تُدعى هذه العاهرة «بابل العظيمة» و «أم العاهرات»؟‏

٦ ولكن لماذا تُدعى هذه العاهرة «بابل العظيمة» و «أم العاهرات»؟‏ هناك أعداد لا تُحصى من الأديان والطوائف والفرق الدينية المزيفة.‏ فمنذ أن جعل يهوه سكان بابل قديمًا يتكلَّمون لغات مختلفة،‏ فرَّقهم في كل الأرض.‏ فانتشرت العقائد المزيفة على أنواعها،‏ ونشأت مع الوقت أديان لا تُعَد.‏ أليس مناسبًا إذًا أن تُدعى الأديان المزيفة «بابل العظيمة» على اسم مدينة بابل،‏ منبع الأديان المزيفة؟‏ (‏تك ١١:‏١-‏٩‏)‏ وعلى هذا الأساس أيضًا،‏ يمكن القول إن هذه الأديان هي بنات لأم واحدة:‏ «العاهرة العظيمة».‏ وغالبًا ما يستعمل الشيطان أديانًا كهذه ليخدع الناس ويدفعهم أن يتعاملوا مع الأرواح،‏ يعبدوا الأصنام،‏ ويتبنوا معتقدات وعادات أخرى تُهين اللّٰه.‏ ليس غريبًا إذًا أن يُحذِّر اللّٰه شعبه من هذه الهيئة العالمية الفاسدة قائلًا:‏ «أُخرجوا منها يا شعبي كي لا تشتركوا معها في خطاياها».‏ —‏ إقرإ الرؤيا ١٨:‏٤،‏ ٥‏.‏

٧ لماذا علينا أن نُطيع التحذير ‹ونخرج من بابل›؟‏

٧ لذلك ليسأل كل واحد منا نفسه:‏ ‹هل أُطيع هذا التحذير؟‏›.‏ فهناك أشخاص كثيرون يتمسكون بالأديان لكي يُشبعوا ‹حاجتهم الروحية›.‏ ولكن تذكَّر أن يهوه هو مَن خلقنا بهذه الحاجة.‏ (‏مت ٥:‏٣‏)‏ ولا شيء يُلبِّي حاجاتنا الروحية إلا عبادته النقية.‏ لذلك من الطبيعي أن يلتصق خدام يهوه بالعبادة النقية ويبتعدوا إلى أقصى درجة عن العهارة الروحية.‏ ولكن لا ننسَ أن الشيطان موجود،‏ وهو يرغب كثيرًا أن يخدع شعب اللّٰه ويوقعهم في هذا النوع من العهارة.‏ وللأسف،‏ نجح مرات عديدة.‏ لنأخذ مثلًا تاريخ شعب إسرائيل منذ القديم وحتى أيام حزقيال.‏ فمرة بعد مرة استطاع إبليس أن يورِّطهم في العهارة الروحية.‏ والتأمل في تاريخهم يُعلِّمنا الكثير عن مقاييس يهوه وعدله ورحمته.‏

‏«صرتِ عاهرة»‏

٨-‏١٠ (‏أ)‏ أي مطلب هو ضروري في العبادة النقية؟‏ (‏ب)‏ كيف يشعر يهوه عندما لا يبتعد شعبه عن الأديان المزيفة؟‏ أوضح.‏

٨ في مقطعَين في سفر حزقيال،‏ شبَّه يهوه شعبه بعاهرة.‏ وقد أوحى إلى نبيِّه أن يصف مشاعر الأذى والحزن التي أحسَّ بها بسبب خيانتهم وسلوكهم الفاسد.‏ ولكن لماذا شبَّههم بعاهرة؟‏

٩ كي نعرف الجواب،‏ لنتذكَّر مطلبًا أساسيًّا في العبادة النقية ناقشناه في الدرس ٥‏.‏ قال يهوه في الشريعة:‏ «لا تعبدْ آلهة أُخرى غيري [«لكي تتحدَّاني»،‏ الحاشية] .‏ .‏ .‏ أنا،‏ إلهك يهوه،‏ إله يطلب العبادة له وحده».‏ ‏(‏خر ٢٠:‏٣،‏ ٥‏)‏ ولاحقًا كرَّر هذه الوصية قائلًا:‏ «لا تسجدوا لإله آخر لأن يهوه معروف بأنه يطلب العبادة له وحده.‏ نعم،‏ هو إله يطلب العبادة له وحده».‏ (‏خر ٣٤:‏١٤‏)‏ إذًا،‏ الرسالة واضحة جدًّا:‏ لا يمكن أن يرضى يهوه عن عبادتنا إذا لم نعبده وحده.‏

١٠ لنتأمل مثلًا في شخصَين متزوجين.‏ لا شك أن كل واحد منهما يتوقع من الآخر أن يكون مخلصًا له.‏ وإذا غذَّى أحدهما مشاعر حب لشخص غير رفيق زواجه أو أقام علاقة معه،‏ فمن الطبيعي أن يشعر الطرف الآخر بالغيرة والخيانة.‏ ‏(‏إقرإ العبرانيين ١٣:‏٤‏.‏)‏ ينطبق الأمر نفسه على العبادة.‏ فمن الطبيعي أن يشعر يهوه بالخيانة عندما يتركه شعبه ويذهبون وراء آلهة مزيفة وينسون وعدهم له بأن يعبدوه هو وحده.‏ هذا الإحساس بالخيانة هو ما يُعبِّر عنه يهوه بأسلوب قوي في حزقيال ١٦‏.‏

١١ ماذا أخبرنا يهوه عن أورشليم وبداياتها؟‏

١١ في الفصل ١٦ من سفر حزقيال‏،‏ يتحدث يهوه حديثه الأطول في هذا السفر.‏ وكلامه هذا فيه واحدة من أطول النبوات في الأسفار العبرانية.‏ يُركِّز يهوه حديثه على مدينة أورشليم التي تُمثِّل مملكة يهوذا غير الأمينة.‏ فيرجع بالتاريخ إلى الوراء ويروي أحداثًا حزينة وصادمة.‏ فيُخبرنا عن بدايات هذه المدينة وكيف خانت إلهها.‏ فأورشليم كانت طفلة متروكة ومكروهة،‏ لا أحد يحنُّ عليها.‏ كبرت هذه الطفلة في بيت الكنعانيين،‏ وهم شعب سكنوا في المنطقة هناك وكانوا يعبدون الأصنام.‏ ولفترة طويلة،‏ بقيت أورشليم تحت سيطرة عشيرة اليبوسيين الكنعانية،‏ إلى أن حرَّرها داود.‏ فقد أشفق يهوه على هذه الطفلة الوحيدة،‏ فغسَّلها بالماء ونظَّفها واهتم بها.‏ ومع الوقت،‏ صارت زوجة له.‏ فالإسرائيليون الذين سكنوا لاحقًا في أورشليم كانوا قد عملوا بكامل إرادتهم عهدًا مع يهوه أيام موسى.‏ (‏خر ٢٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ وبعدما صارت أورشليم عاصمة البلد،‏ باركها يهوه وجعلها غنية وجميلة،‏ مثلما يُزيِّن رجل غني زوجته المحبوبة.‏ —‏ حز ١٦:‏١-‏١٤‏.‏

استسلم سليمان لضغط زوجاته الأجنبيات ولوَّث أورشليم بعبادة الأصنام (‏أُنظر الفقرة ١٢)‏

١٢ كيف تسلَّلت العبادة المزيفة إلى أورشليم؟‏

١٢ ولكن ما حصل لاحقًا كان صادمًا.‏ يُخبر يهوه:‏ «اتَّكلتِ على جمالكِ وصرتِ عاهرة بسبب شهرتكِ.‏ ولم تتركي واحدًا من المارة إلا ومارست العهارة معه،‏ وصار جمالكِ له».‏ (‏حز ١٦:‏١٥‏)‏ في أيام سليمان،‏ بارك يهوه شعبه كثيرًا وجعلهم أغنياء لدرجة أن أورشليم صارت مدينة عظيمة،‏ واحدة من أروع المدن في العالم آنذاك.‏ (‏١ مل ١٠:‏٢٣،‏ ٢٧‏)‏ ولكن للأسف،‏ بدأت العبادة المزيفة تتسلَّل إليها شيئًا فشيئًا.‏ فسليمان بدأ يلوِّث أورشليم بعبادة الآلهة المزيفة لكي يُرضي زوجاته الأجنبيات الكثيرات.‏ (‏١ مل ١١:‏١-‏٨‏)‏ وبعض الملوك الذين أتوا بعده فعلوا أمورًا أسوأ بعد.‏ فهم ملأوا المملكة كلها بالعبادة المزيفة!‏ فكيف شعر يهوه عندما رأى خيانة أورشليم وعهارتها؟‏ قال:‏ «هذه الأمور لا يجب أن تحصل؛‏ لا يجب أن تحصل أبدًا».‏ (‏حز ١٦:‏١٦‏)‏ لكن شعبه المتمرد ظلَّ ينحط أكثر فأكثر.‏

بعض الإسرائيليين قدَّموا أولادهم ذبائح للآلهة المزيفة،‏ كالإله مولك

١٣ أي أعمال فظيعة كان يرتكبها شعب اللّٰه في أورشليم؟‏

١٣ يُكمل يهوه القصة ويُخبرنا إلى أي درجة من الشر والانحطاط وصلت أورشليم.‏ يقول:‏ «أخذتِ أبناءكِ وبناتكِ الذين ولدتِهم لي،‏ وقدَّمتِهم ذبائح لهذه الأصنام،‏ وكأن عهارتكِ لم تكن كافية!‏ ذبحتِ أولادي وأحرقتِهم في النار كتقدمة لها».‏ (‏حز ١٦:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ تخيَّل كم شعر يهوه بالألم والاشمئزاز عندما رأى ما يفعله شعبه.‏ أعمالهم فظيعة تعجز الكلمات عن وصفها؛‏ أعمال جسَّدت الشر الرهيب الذي يملأ قلب الشيطان!‏ فعدو اللّٰه هذا يشعر بالانتصار حين يرى خدام يهوه يمارسون أعمالًا مقرفة كهذه.‏ لكن يهوه يرى كل شيء.‏ وهو سيُزيل هذه الممارسات الشيطانية الشنيعة ويمحو آثارها البشعة،‏ وسيردُّ العدل إلى الأرض.‏ —‏ إقرأ أيوب ٣٤:‏٢٤‏.‏

١٤ مَن كانت ‹أُختَا› أورشليم،‏ ومَن كانت الأكثر شرًّا بين الأخوات الثلاث؟‏

١٤ لم تخجل أورشليم أبدًا من أعمالها الشريرة،‏ بل استمرت في ارتكاب العهارة.‏ حتى إنها كانت أوقح من باقي العاهرات،‏ لدرجة أنها صارت تدفع لعشاقها ليُمارسوا العهارة معها!‏ (‏حز ١٦:‏٣٤‏)‏ وقد شبَّهها اللّٰه ‹بأُمِّها›،‏ أي بالشعوب التي سكنت في الأرض سابقًا وكانت تعبد الأصنام.‏ (‏حز ١٦:‏٤٤،‏ ٤٥‏)‏ ثم يُكمل يهوه القصة ويُخبرنا عن أخت كبرى لأورشليم هي السامرة.‏ فهذه المدينة سبقت أورشليم إلى ممارسة العهارة الروحية.‏ بعدئذ يذكر اللّٰه أختًا ثانية،‏ هي سدوم.‏ وهل هنالك أحد لم يسمع بسدوم التي دمَّرها اللّٰه بسبب ممارساتها المقرفة وتكبُّرها؟‏!‏ مع ذلك،‏ في نظر يهوه،‏ فاقت أورشليم أختَيها في الشر؛‏ فاقت السامرة وفاقت سدوم أيضًا!‏ (‏حز ١٦:‏٤٦-‏٥٠‏)‏ فشعب اللّٰه تجاهلوا كليًّا تحذيراته الكثيرة وظلوا يتمردون عليه.‏

١٥ ماذا كان هدف يهوه من عقاب أورشليم،‏ ولكن أي أمل أعطاهم؟‏

١٥ فماذا كان يهوه سيفعل؟‏ قال لأورشليم:‏ «سأجمع كل عشاقكِ الذين جلبتِ لهم المتعة .‏ .‏ .‏ وأُسلِّمكِ إلى يد عشاقكِ».‏ لقد تحالفت أورشليم مع شعوب لا تعبد يهوه.‏ لكن هذه الشعوب كانت ستنقلب عليها وتُدمِّرها وتُشوِّه جمالها وتأخذ منها أشياءها الثمينة.‏ ويُكمل يهوه:‏ «يرجمونكِ بالحجارة ويذبحونكِ بسيوفهم».‏ فهل أراد اللّٰه أن يُفني شعبه؟‏ كلا،‏ فهو أوضح هدفه قائلًا:‏ «أضع حدًّا لعهارتكِ .‏ .‏ .‏ وهكذا،‏ يخِفُّ غضبي عليكِ ويزول سخطي.‏ فأهدأ ولا أعود غاضبًا».‏ فمثلما رأينا في الدرس ٩‏،‏ كان هدف يهوه الأساسي أن يُحرِّر شعبه من الأسر ويردَّ العبادة النقية بينهم.‏ لماذا؟‏ قال:‏ «سأتذكَّر العهد الذي قطعتُه معكِ في أيام صغركِ».‏ (‏حز ١٦:‏٣٧-‏٤٢،‏ ٦٠‏)‏ فبعكس شعبه،‏ برهن يهوه أنه ولي إلى أقصى الحدود.‏ —‏ إقرإ الرؤيا ١٥:‏٤‏.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ لماذا لم نعد نقول إن أَهولة وأَهوليبة ترمزان إلى العالم المسيحي؟‏ (‏أُنظر الإطار «‏أَهولة وأَهوليبة‏».‏)‏ (‏ب)‏ أي دروس عملية نتعلَّمها من حزقيال الفصلَين ١٦ و ٢٣‏؟‏

١٦ لقد أعطى يهوه إيضاحًا طويلًا ومفصَّلًا في حزقيال الفصل ١٦‏.‏ وبكلامه القوي هذا علَّمنا الكثير عن مقاييسه الرفيعة وعدله الكامل ورحمته الكبيرة.‏ والأمر نفسه ينطبق على الفصل ٢٣ من سفر حزقيال.‏ واليوم،‏ يُطبِّق المسيحيون الحقيقيون وصية يهوه الواضحة بخصوص العهارة الروحية.‏ فنحن لا نريد أبدًا أن نُحزن إلهنا مثلما فعل سكان يهوذا وأورشليم.‏ لذلك نتجنب تمامًا كل أنواع عبادة الأصنام،‏ بما في ذلك الطمع ومحبة المال.‏ (‏مت ٦:‏٢٤؛‏ كو ٣:‏٥‏)‏ ولا ننسَ أبدًا أن نشكر يهوه على رحمته الكبيرة.‏ فهو ردَّ العبادة النقية في هذه الأيام الأخيرة،‏ ولن يسمح لأحد أن يُلوِّثها.‏ لماذا؟‏ لأنه عَمِل «عهدًا دائمًا» مع إسرائيل الروحي.‏ (‏حز ١٦:‏٦٠‏)‏ وهذا العهد لن ينتهي أبدًا لأن إسرائيل الروحي لن يخون يهوه ويرتكب العهارة الروحية.‏ فعلًا،‏ إنه امتياز كبير أن نكون جزءًا من شعب يهوه الطاهر.‏

١٧ إضافة إلى ذلك،‏ يُعلِّمنا هذا الإيضاح أمورًا مهمة عن «العاهرة العظيمة» المذكورة في سفر الرؤيا.‏ لنرَ معًا ما هي.‏

‏«لن ترجع ثانية»‏

١٨،‏ ١٩ كيف يُشبه مصير العاهرات في سفر حزقيال مصير العاهرة العظيمة في سفر الرؤيا؟‏

١٨ يهوه لا يتغير.‏ (‏يع ١:‏١٧‏)‏ ومشاعره تجاه الأديان المزيفة،‏ أي العاهرة العظيمة،‏ لم تتغير على مر التاريخ.‏ لذلك لا نستغرب أن مصير العاهرات في سفر حزقيال يُشبه مصير «العاهرة العظيمة» في سفر الرؤيا.‏

١٩ لاحظ مثلًا أن عقاب العاهرات الذي تكلَّم عنه يهوه في نبوات حزقيال لم يُنفِّذه هو شخصيًّا،‏ بل نفَّذته الأمم التي تَحالف معها شعب اللّٰه الخائن وارتكب معها العهارة الروحية.‏ وفي أيامنا،‏ سيُعاقب يهوه كل الأديان المزيفة التي ترتكب العهارة الروحية مع «ملوك الأرض».‏ ومَن سيُنفِّذ العقاب؟‏ نقرأ في سفر الرؤيا أن هؤلاء الملوك أنفسهم،‏ أي القوى السياسية،‏ «سيكرهون العاهرة ويجعلونها خربة وعارية،‏ وسيأكلون لحمها ويُحرقونها كاملًا بالنار».‏ ولماذا سيقوم ملوك الأرض بهذه الخطوة المفاجِئة؟‏ لأن ‹اللّٰه سيضع في قلوبهم أن يُنفِّذوا فكره›.‏ —‏ رؤ ١٧:‏١-‏٣،‏ ١٥-‏١٧‏.‏

٢٠ ماذا يُظهر أن الحُكم على بابل نهائي؟‏

٢٠ إذًا سيستعمل يهوه حكومات هذا العالم ليُنفِّذ حكمه على كل الأديان المزيفة،‏ بما في ذلك طوائف العالم المسيحي الكثيرة.‏ الحكم نهائي ولا تراجع عنه؛‏ فبابل العظيمة خسرت كل فرصها.‏ لذلك يقول سفر الرؤيا إنها «لن ترجع ثانيةً».‏ (‏رؤ ١٨:‏٢١‏)‏ وملائكة اللّٰه سيفرحون بدمارها ويقولون:‏ «سبِّحوا ياه!‏ فدخانها يصعد دائمًا وإلى الأبد».‏ (‏رؤ ١٩:‏٣‏)‏ الأديان المزيفة ستصير من الماضي،‏ ولن يسمح يهوه لها مجدَّدًا أن تُلوِّث العبادة النقية.‏ فبابل العظيمة ستحترق،‏ ودخانها سيظل يتصاعد «دائمًا وإلى الأبد».‏

كل الأمم التي أغرتها بابل العظيمة وأثَّرت عليها ستنقلب ضدها وتُدمِّرها (‏أُنظر الفقرتين ١٩ و ٢٠)‏

٢١ أي فترة ستبدأ عند دمار الأديان المزيفة،‏ وكيف ستنتهي؟‏

٢١ إذًا،‏ ستُدمِّر حكومات العالم بابل العظيمة.‏ وهكذا يُنفِّذ السياسيون حكم اللّٰه على العاهرة دون أن يعلموا.‏ وهذا الحدث مهم جدًّا في إتمام قصد يهوه.‏ فهو سيكون بدايةَ فترة تُدعى الضيق العظيم،‏ وهي فترة ستشهد اضطرابًا لم يحدث مثله من قبل.‏ (‏مت ٢٤:‏٢١‏)‏ لكن هذا الضيق سينتهي بحرب هرمجدون،‏ أي حرب يهوه ضد العالم الشرير.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ ومثلما سنرى في الدروس التالية،‏ يكشف لنا سفر حزقيال الكثير عن الضيق العظيم.‏ ولكن لنراجع الآن ماذا تعلَّمنا من حزقيال ١٦ و ٢٣‏.‏

حكومات هذا العالم ستنقلب على بابل العظيمة وتُنفِّذ حكم اللّٰه عليها (‏أُنظر الفقرة ٢١)‏

٢٢،‏ ٢٣ كيف يؤثر ما تعلمناه عن العاهرات في حزقيال والرؤيا على عبادتنا ليهوه؟‏

٢٢ يحب الشيطان أن يُفسِد الذين يُقدِّمون عبادة نقية ليهوه.‏ فلا شيء يُفرحه أكثر من أن يُبعدنا عن إلهنا.‏ وهو يسعى بكل طاقته أن يوقعنا في الممارسات المقرفة التي مارستها العاهرات في سفر حزقيال.‏ ولكن لنُبقِ في بالنا أن الخيانة مرفوضة تمامًا عند اللّٰه.‏ وهو يطلب أن نعبده وحده ولا يقبل بأي شريك.‏ (‏عد ٢٥:‏١١‏)‏ لذلك نحن مصمِّمون أن نبقى بعيدين كليًّا عن الأديان المزيفة ولا نلمس أي شيء نجس في نظر يهوه.‏ (‏إش ٥٢:‏١١‏)‏ ولنفس الأسباب،‏ نبقى حياديين ونبتعد عن النزاعات والحروب السياسية التي تُقسِّم هذا العالم.‏ (‏يو ١٥:‏١٩‏)‏ ففي نظرنا،‏ الروح الوطنية ليست إلا شكلًا من أشكال الأديان المزيفة،‏ ونحن لا نريد أن نتأثر بهذه الروح الشيطانية لا من قريب ولا من بعيد.‏

٢٣ أليس امتيازًا رائعًا أن نعبد يهوه في هيكله الروحي الطاهر؟‏ وكي نستاهل هذا الامتياز،‏ علينا أن نتجنَّب كليًّا الأديان المزيفة وعهارتها الروحية،‏ ونبقى طاهرين في عينَي يهوه.‏