الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ١٨

‏«سيشتعل غضبي الشديد»‏

‏«سيشتعل غضبي الشديد»‏

حزقيال ٣٨:‏١٨

فكرة الدرس الرئيسية:‏ هجوم جوج يُشعل غضب يهوه،‏ فيُدافع عن شعبه خلال حرب هرمجدون

١-‏٣ (‏أ)‏ ماذا سيَنتج عن ‹غضب يهوه الشديد›؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقش في هذا الدرس؟‏

 رجال ونساء وأولاد واقفون معًا يُرنِّمون إحدى ترانيم الملكوت.‏ بعدما ينتهون،‏ يُقدِّم شيخ صلاة حارة ليهوه ويترجاه من كل قلبه أن يحميهم.‏ الكل في الجماعة واثقون أن يهوه لن يتخلى عنهم.‏ لكن الحدث كبير،‏ لذلك هم بحاجة إلى كل ذرة تشجيع ودعم من إلههم.‏ الأصوات في الخارج تعلو وتقوى:‏ حرب هرمجدون بدأت!‏ —‏ رؤ ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏.‏

٢ خلال حرب هرمجدون،‏ ‹سيشتعل غضب يهوه الشديد› ويُهلك أعداءه.‏ ‏(‏إقرأ حزقيال ٣٨:‏١٨‏.‏)‏ وهو لن يصبَّ غضبه على جيش واحد أو شعب واحد فقط،‏ بل على أعداد هائلة من البشر في كل العالم.‏ فمثلما تنبَّأ إرميا،‏ «يكون قتلى يهوه في ذلك اليوم من أقصى الأرض إلى أقصى الأرض».‏ —‏ إر ٢٥:‏٢٩،‏ ٣٣‏.‏

٣ ولكن أليس يهوه إله محبة؟‏ ألا يقول عنه الكتاب المقدس إنه «رحيم وحنون» و «صبور»؟‏ (‏خر ٣٤:‏٦؛‏ ١ يو ٤:‏١٦‏)‏ فلماذا سيغضب ‹غضبًا شديدًا› ويُهلك عددًا كبيرًا من الناس؟‏ هذا ما سنُناقشه خلال الدرس.‏ والأجوبة عن هذه الأسئلة ستُريحنا وتزيد شجاعتنا وحماستنا لكي نشهد للآخرين.‏

ماذا سيُشعل ‹غضب يهوه الشديد›؟‏

٤،‏ ٥ كيف يختلف غضب اللّٰه عن غضب البشر الناقصين؟‏

٤ مهم جدًّا أن نُبقي في بالنا أن غضب يهوه لا يُشبه أبدًا غضب البشر الناقصين.‏ فعندما يغضب الإنسان كثيرًا ولا يعود قادرًا على ضبط أعصابه،‏ غالبًا ما يخرج الوضع عن السيطرة وتكون النتائج رديئة.‏ مثلًا،‏ يُخبرنا الكتاب المقدس أن قايين،‏ ابن آدم البكر،‏ ‹غضب جدًّا› لأن يهوه قبِل تقدمة هابيل لكنه رفض تقدمته.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ قتل أخاه.‏ (‏تك ٤:‏٣-‏٨؛‏ عب ١١:‏٤‏)‏ فكِّر أيضًا في داود الذي قال عنه يهوه إنه رجل «مثلما يتمنَّاه قلبي».‏ (‏أع ١٣:‏٢٢‏)‏ فحتى هذا الرجل الصالح كاد يرتكب جريمة فظيعة.‏ فبعدما عرف داود ورجاله أن صاحب الأرض الغني نابال أهانهم ولم يُقدِّر ما فعلوه،‏ بدأوا يغلون من الغضب.‏ فأخذ كل واحد سيفه وذهبوا كي يقتلوا نابال وكل ذكر في بيته.‏ لكن أبيجايل،‏ زوجة نابال،‏ أنقذت الموقف وأقنعت داود ورجاله أن لا ينتقموا لأنفسهم.‏ (‏١ صم ٢٥:‏٩-‏١٤،‏ ٣٢،‏ ٣٣‏)‏ إذًا،‏ ليس غريبًا أن يوحي يهوه إلى يعقوب أن يكتب:‏ «غضب الإنسان لا يُنتج ما هو صائب في نظر اللّٰه».‏ —‏ يع ١:‏٢٠‏.‏

لا يفقد يهوه السيطرة على نفسه،‏ وحين يغضب يكون دائمًا على حق

٥ عندما يغضب شخص ما،‏ لا نفهم دائمًا السبب.‏ وأحيانًا،‏ يُفجِّر غضبه في وجه شخص لا ذنب له.‏ لكن غضب يهوه مختلف تمامًا.‏ فحتى عندما يغضب غضبًا شديدًا،‏ يظلُّ دائمًا عادلًا.‏ مثلًا،‏ عندما يُقاتل أعداءه،‏ لا يُميت «الصالح مع الشرير».‏ (‏تك ١٨:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ إضافة إلى ذلك،‏ عندما يغضب يهوه يكون دائمًا على حق.‏ لنُناقش الآن سببَين يدفعانه إلى الغضب ولنرَ ما الدروس التي نتعلمها.‏

٦ ما هي ردة فعل يهوه حين يرى اسمه يتنجس؟‏

٦ عندما يُنجَّس اسم يهوه.‏ يقول البعض إنهم يُمثِّلون يهوه،‏ لكنهم في الواقع يعملون أعمالًا شريرة.‏ وهذا النِّفاق يُغضبه.‏ (‏حز ٣٦:‏٢٣‏)‏ فمثلما رأينا في هذا الكتاب،‏ أهان شعب إسرائيل اسم اللّٰه إهانة فظيعة.‏ لذلك ليس غريبًا أن يغضب يهوه عليهم بسبب مواقفهم وأعمالهم.‏ مع ذلك،‏ لم يفقد أبدًا السيطرة على نفسه.‏ فهو عاقب شعبه إلى الدرجة المناسبة،‏ لا أكثر ولا أقل.‏ (‏إر ٣٠:‏١١‏)‏ وعندما تحقق الهدف من العقاب،‏ لم يعد غاضبًا على شعبه؛‏ فإلهنا لا يحقد على أحد.‏ —‏ مز ١٠٣:‏٩‏.‏

٧،‏ ٨ ماذا نتعلم من تعاملات يهوه مع الإسرائيليين؟‏

٧ الدروس.‏ ما حصل مع الإسرائيليين قديمًا هو تحذير قوي لنا.‏ فمثلما كانوا يحملون اسم يهوه،‏ نحن أيضًا لدينا الامتياز أن نحمل هذا الاسم ونُدعى شهود يهوه.‏ (‏إش ٤٣:‏١٠‏)‏ بناء على ذلك،‏ تؤثِّر أقوالنا وأعمالنا تأثيرًا مباشرًا على اسم الإله الذي نُمثِّله.‏ لذلك علينا أن ننتبه كي لا نُخطئ عن قصد ونُهين اسم يهوه.‏ فهذا السلوك سيُغضب إلهنا بالتأكيد.‏ وسيأتي يوم يأخذ فيه يهوه الإجراء المناسب ليحمي سمعته.‏ —‏ عب ٣:‏١٣،‏ ١٥؛‏ ٢ بط ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

٨ ولكن هل يمكن أن يصير ‹غضب يهوه الشديد› حاجزًا يمنعنا من الاقتراب إليه؟‏ أبدًا.‏ فنحن نعرف أن يهوه صبور ورحيم.‏ (‏إش ٥٥:‏٧؛‏ رو ٢:‏٤‏)‏ لكننا نعرف أيضًا أنه لا ينجرُّ وراء عاطفته.‏ وهذا يعني أنه لن يسكت عن الخطإ.‏ فغضبه سيدفعه أن يطرد كل شخص من بين شعبه لا يتوب عن خطيته.‏ ألا يزيد هذا من احترامنا له؟‏ (‏١ كو ٥:‏١١-‏١٣‏)‏ لقد أخبرنا يهوه بوضوح عن المواقف والتصرفات التي تُغضبه،‏ ومن واجبنا أن نتجنبها.‏ —‏ يو ٣:‏٣٦؛‏ رو ١:‏٢٦-‏٣٢؛‏ يع ٤:‏٨‏.‏

٩،‏ ١٠ ما ردة فعل يهوه عندما يكون شعبه في خطر؟‏ أعطِ أمثلة.‏

٩ عندما يكون شعب يهوه الأمين في خطر.‏ يشتعل غضب يهوه عندما يُهاجِم الأعداء خدامه الذين يحتمون به.‏ مثلًا،‏ لحق فرعون وجيشه القوي بالإسرائيليين بعدما خرجوا من مصر.‏ وقد بدا شعب اللّٰه ضعفاء وعالقين عند البحر الأحمر.‏ لكن يهوه لم يسمح لجيش مصر الجبار أن يُمسك بشعبه.‏ فقد خلع عجلات مركباتهم ورماهم في وسط البحر.‏ وهكذا،‏ «لم يبقَ منهم ولا واحد».‏ (‏خر ١٤:‏٢٥-‏٢٨‏)‏ واضح إذًا أن محبة يهوه لشعبه وولاءه لهم هما ما دفعاه أن يغضب غضبًا شديدًا على المصريين.‏ —‏ إقرإ الخروج ١٥:‏٩-‏١٣‏.‏

في أيام حزقيا،‏ حمى ملاك واحد شعب اللّٰه من الأشوريين؛‏ وفي المستقبل أيضًا سيحمينا الملائكة (‏أُنظر الفقرتين ١٠ و ٢٣)‏

١٠ وفي أيام الملك حزقيا أيضًا،‏ دفعت المحبة يهوه أن يخلِّص شعبه.‏ فالأشوريون،‏ الذين كانوا أقوى وأعنف قوة عسكرية في ذلك الوقت،‏ صعدوا على مدينة أورشليم وحاولوا أن يُحاصروها.‏ لكن يهوه حمى خدامه الأولياء من حصار كان سيُميتهم موتًا بطيئًا وفظيعًا.‏ (‏٢ مل ١٨:‏٢٧‏)‏ كيف؟‏ أرسل ملاكًا واحدًا،‏ فقتل ٠٠٠‏,١٨٥ جندي أشوري في ليلة واحدة!‏ (‏٢ مل ١٩:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ تخيَّل المشهد في صباح اليوم التالي:‏ هدوء مرعب يُخيِّم على معسكر الأشوريين.‏ لا أحد ينفخ في البوق ليوقظ الجنود،‏ ولا رؤساء يُصدرون الأوامر ويجمعون الجيش.‏ الرماح والتروس والسيوف لا تزال في مكانها،‏ مثلما تركها أصحابها.‏ تنظر يمينا،‏ تتلفت شمالًا،‏ فلا ترى إلا المنظر نفسه:‏ جثثًا بالآلاف تغطي الأرض!‏

١١ لماذا نطمئن حين نتأمل في أمثلة تُظهر ردة فعل يهوه عندما يكون شعبه في خطر؟‏

١١ الدروس.‏ هذان المثلان يوصلان رسالة مهمة لأعدائنا:‏ «مخيف هو الوقوع في يدي اللّٰه الحي» حين يشتعل غضبه.‏ (‏عب ١٠:‏٣١‏)‏ لكننا بعكسهم،‏ حين نقرأ عن حوادث كهاتين الحادثتين،‏ نطمئن وتزيد شجاعتنا.‏ فنحن نتشجع كثيرًا عندما نعرف أن الشيطان،‏ عدونا الرئيسي،‏ لن يصل إلى هدفه.‏ وقريبًا،‏ سينتهي ‹الوقت القصير› الباقي له ليحكم العالم.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ وهذا يساعدنا منذ الآن أن نخدم يهوه بشجاعة.‏ فنحن واثقون أن لا منظمة أو حكومة أو أي أحد يقدر أن يمنعنا من فعل مشيئة اللّٰه.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ١١٨:‏٦-‏٩‏.‏)‏ ولا شك أننا نشعر مثلما شعر الرسول بولس حين سأل:‏ «إذا كان اللّٰه معنا،‏ فمَن يقدر علينا؟‏».‏ —‏ رو ٨:‏٣١‏.‏

١٢ لماذا سيحمينا يهوه خلال الضيق العظيم؟‏

١٢ مثلما حمى يهوه شعبه من المصريين قديمًا،‏ ومثلما حمى اليهود في أورشليم من حصار الأشوريين،‏ سيحمينا نحن أيضًا خلال الضيق العظيم.‏ فنحن عزيزون جدًّا على قلبه.‏ لذلك عندما يحاول أعداؤنا أن يقضوا علينا،‏ سيردُّ عليهم يهوه بغضب شديد.‏ وكل مَن يدفعه غباؤه أن يُهاجمنا،‏ سيكون كأنه يلمس بؤبؤ عين يهوه!‏ فردة فعل يهوه ستكون سريعة وحاسمة،‏ وعدد القتلى سيكون هائلًا.‏ (‏زك ٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ إذًا،‏ عن قريب،‏ سيشتعل غضب اللّٰه على أعدائه.‏ ولكن لا يحق أبدًا لهؤلاء الأشخاص أن يدَّعوا أن يهوه فاجأهم بردة فعله.‏ لماذا نقول ذلك؟‏

أي تحذيرات أعطاها يهوه؟‏

١٣ أي تحذير نقله يهوه عبر الأنبياء والرسل؟‏

١٣ يهوه إله «صبور»،‏ وقد نبَّه مرات عديدة أنه سيقضي على كل مَن يُقاومه ويُهدِّد شعبه.‏ (‏خر ٣٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وهو سبق وأوصل رسائل كثيرة ليُحذِّر الناس من أعظم حرب في التاريخ.‏ وقد نقل هذه الرسائل عبر أنبياء كثيرين مثل إرميا وحزقيال ودانيال ويسوع المسيح،‏ وأيضًا عبر الرسل بطرس وبولس ويوحنا.‏ —‏ أُنظر أيضًا الإطار «‏يهوه يُحذِّر من حرب عظيمة‏».‏

١٤،‏ ١٥ ماذا عمل يهوه ليُحذِّر الناس،‏ ولماذا؟‏

١٤ لقد دفع يهوه كُتَّاب الكتاب المقدس أن يكتبوا هذه التحذيرات في كلمته.‏ وهو وجَّه الأمور ليصير هذا الكتاب أكثر كتاب مترجم وموزَّع في التاريخ.‏ كما جمع جيشًا من ملايين المتطوعين ليُحذِّر الناس من ‹يومه العظيم› ويساعدهم أن يقتربوا إليه.‏ (‏صف ١:‏١٤؛‏ مز ٢:‏١٠-‏١٢؛‏ ١١٠:‏٣‏)‏ إضافة إلى ذلك،‏ دفع يهوه شعبه أن يُترجموا إلى مئات اللغات مطبوعات تساعد الناس أن يدرسوا الكتاب المقدس.‏ وشعب اللّٰه يصرفون مئات ملايين الساعات كل سنة وهم يُخبرون الناس عن وعوده وتحذيراته الموجودة في كلمته.‏

١٥ ولماذا يفعل يهوه كل ذلك؟‏ لأنه «لا يرغب أن يَهلَك أحد،‏ بل أن يتوب الجميع».‏ (‏٢ بط ٣:‏٩‏)‏ ألا نُقدِّر إذًا امتيازنا الرائع أن نُمثِّل أبانا المحب والصبور ونلعب ولو دورًا صغيرًا في نشر رسالته؟‏ ولكن على الجميع أن يستغلوا الفرصة الآن.‏ فقريبًا،‏ سيُقفل يهوه الباب في وجه الذين لا ينتبهون إلى التحذيرات.‏

متى «سيشتعل» غضب يهوه؟‏

١٦،‏ ١٧ كيف يعرف يهوه متى ستُهاجم الحكومات شعبه؟‏

١٦ لقد حدَّد يهوه يومًا معيَّنًا لحرب هرمجدون.‏ فهو يعرف مسبقًا متى ستُهاجم الحكومات شعبه.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٦‏)‏ كيف ذلك؟‏

١٧ مثلما رأينا في الدرس السابق،‏ قال يهوه لجوج:‏ «أضع شناكل في فكِّكَ».‏ فيهوه سيوصل الحكومات إلى المعركة النهائية.‏ (‏حز ٣٨:‏٤‏)‏ ولكن هل يعني هذا أن يهوه هو مَن سيبدأ بهذه المعركة؟‏ أو هل يعني أنه سيتحكم بأعدائه ويحرمهم من الإرادة الحرة؟‏ كلا.‏ بل بكل بساطة،‏ تُذكِّرنا هذه الآية أن يهوه قادر أن يقرأ القلوب،‏ وهو يعرف كيف سيتصرف أعداؤه في ظروف معيَّنة.‏ —‏ مز ٩٤:‏١١؛‏ إش ٤٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ إر ١٧:‏١٠‏.‏

١٨ لماذا سيضع البشر أنفسهم في مواجهة مع الإله القادر على كل شيء؟‏

١٨ مثلما رأينا،‏ ليس يهوه هو مَن سيبدأ بهذه الحرب.‏ كما أنه لن يُجبر أعداءه أن يُهاجموا شعبه.‏ من المنطقي إذًا أن نتساءل:‏ ‹لماذا سيضع بشر ضعفاء أنفسهم في مواجهة مع الإله القادر على كل شيء؟‏›.‏ أحد الأسباب كما يبدو هو أنهم في ذلك الوقت سيكونون مقتنعين أن اللّٰه ليس موجودًا أو أنه لا يتدخل في شؤون البشر.‏ فهم دمَّروا كل الهيئات الدينية المزيفة على الأرض.‏ وبرأيهم،‏ لو كان اللّٰه موجودًا لدافع عن هذه الهيئات التي تقول إنها تُمثِّله.‏ لكنهم لن يفهموا أن اللّٰه هو مَن وضع في قلوبهم أن يتخلَّصوا من هذه الأديان التي شوَّهت سمعته إلى أبعد الحدود.‏ —‏ رؤ ١٧:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

١٩ ماذا سيحدث على الأرجح بعد دمار الأديان المزيفة؟‏

١٩ بعد دمار الأديان المزيفة،‏ سيطلب يهوه على الأرجح من شعبه أن ينقلوا رسالة قوية جدًّا.‏ يُشبِّه سفر الرؤيا هذه الرسالة بحبَّات برَد،‏ يصل وزن كل واحدة منها إلى أكثر من ٢٠ كلغ.‏ (‏رؤ ١٦:‏٢١‏،‏ الحاشية)‏ هذه الرسالة ستُزعج كثيرًا مَن يسمعونها لدرجة أنهم سيُجدِّفون على اللّٰه.‏ وهي على الأرجح إعلان بأن النظام السياسي والتجاري سينتهي قريبًا.‏ وكما يبدو،‏ ستستفز هذه الرسالة الدول،‏ فتشن هجومًا شاملًا على شعب اللّٰه ليُسكتونا إلى الأبد.‏ ونحن في نظرهم هدف سهل،‏ لأنهم يظنون أن لا أحد يحمينا.‏ لكنهم سيكتشفون سريعًا حماقة ما فعلوه!‏

كيف سيُعبِّر يهوه عن غضبه؟‏

٢٠،‏ ٢١ مَن هو جوج،‏ وماذا سيحدث له؟‏

٢٠ مثلما رأينا في الدرس ١٧‏،‏ استعمل حزقيال اللقب النبوي «جوج الذي من أرض ماجوج» ليُشير إلى الحكومات التي ستتحالف لتُهاجمنا.‏ (‏حز ٣٨:‏٢‏)‏ ولكن هل ستكون هذه الحكومات موحَّدة فعلًا؟‏ كلا.‏ فهذا التحالف الظاهري لا يمحو التنافس والتكبُّر والروح الوطنية المتغلغلة بين هذه الحكومات.‏ لذلك سيكون سهلًا جدًّا على يهوه أن يجعل كل واحد ‹يرفع سيفه على أخيه›.‏ (‏حز ٣٨:‏٢١‏)‏ مع ذلك،‏ لن تكون نهاية هذه الحكومات على أيدي البشر.‏

٢١ قبل هلاك أعدائنا،‏ سيرون «علامة ابن الإنسان»،‏ وهي على الأرجح تعبير خارق للطبيعة عن قوة يهوه ويسوع.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٠‏)‏ وما سيراه المقاومون سيُرعبهم.‏ فمثلما تنبَّأ يسوع،‏ سوف «يُغمى على الناس من الخوف ومن انتظار ما سيُصيب العالم».‏ (‏لو ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ فهم سيكتشفون أن هجومهم على شعب يهوه كان أكبر غلطة في حياتهم.‏ وسيُجبَرون على الاعتراف أن يهوه ليس الخالق فقط،‏ بل هو إله الجنود أيضًا.‏ (‏مز ٤٦:‏٦-‏١١؛‏ حز ٣٨:‏٢٣‏)‏ ودون شك،‏ سيُوجِّه يهوه جيوشه السماوية والقوى الطبيعية ليقضي على أعدائه،‏ وفي الوقت نفسه ليحمي خدامه.‏ —‏ إقرأ ٢ بطرس ٢:‏٩‏.‏

حين يكون شعب اللّٰه في خطر،‏ سيستعمل يهوه جيوشه السماوية ليُعبِّر عن غضبه (‏أُنظر الفقرة ٢١)‏

٢٢،‏ ٢٣ مَن سيحمون شعبَ اللّٰه،‏ وكيف سيشعرون دون شك تجاه هذه المهمة؟‏

ماذا علينا أن نفعل بعدما عرفنا معلومات رائعة عن يوم يهوه؟‏

٢٢ تخيَّل يسوع وهو ينتظر بشوق أن يُطهِّر الأرض من أعداء يهوه ويحمي الذين يُحبُّون أباه ويخدمونه.‏ فكِّر أيضًا في مشاعر المختارين الذين سيدعمونه آنذاك.‏ ففي وقت ما قبل هرمجدون،‏ سيُؤخذ الباقون منهم على الأرض إلى السماء.‏ وهكذا سيكتمل عدد الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين سيُحاربون مع يسوع.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٢-‏١٤‏)‏ ولا شك أن عددًا كبيرًا من المختارين صاروا أصدقاء مقربين لأفراد من الخراف الآخرين عملوا معهم خلال الأيام الأخيرة.‏ وفي حرب هرمجدون،‏ سيكون المختارون قد نالوا سلطة وقدرة عظيمتين،‏ وسيكونون قادرين أن يُدافعوا عن كل شخص دعمهم بولاء خلال ضيقاتهم.‏ —‏ مت ٢٥:‏٣١-‏٤٠‏.‏

٢٣ الملائكة أيضًا سيكونون جزءًا من جيش يسوع السماوي.‏ (‏٢ تس ١:‏٧؛‏ رؤ ١٩:‏١٤‏)‏ فهم شاركوا سابقًا مع يسوع في حربه ضد الشيطان وأبالسته في السماء.‏ (‏رؤ ١٢:‏٧-‏٩‏)‏ إضافة إلى ذلك،‏ كان لهم دور في تجميع الأشخاص الذين يعبدون يهوه على الأرض.‏ (‏رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولا شك أنهم سيفرحون كثيرًا بالدفاع عن هؤلاء الأشخاص الأمناء.‏ لكن الأهم بالنسبة إليهم وإلى يسوع وإلى الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ هو أنهم سيقدِّسون اسم يهوه حين يُهلكون أعداءه.‏ —‏ مت ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٢٤ ماذا ستكون ردة فعل الجمع الكثير؟‏

٢٤ وهل هناك بعد أي سبب ليرتعب الجمع الكثير؟‏!‏ يكفي فقط أن يتذكروا أن هناك جيشًا جبَّارًا ومندفعًا جاهز لحمايتهم.‏ عندئذٍ ‹سيقفون ويرفعون رؤوسهم لأن خلاصهم يقترب›.‏ (‏لو ٢١:‏٢٨‏)‏ وبانتظار هذا اليوم،‏ مهم جدًّا أن نبذل كل جهدنا لنساعد أكبر عدد من الناس كي يتعرَّفوا على أبينا الرحيم والقوي ويُحبونه.‏ —‏ إقرأ صفنيا ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏

خلال هرمجدون،‏ لن يُضطر شعب يهوه أن يُحاربوا.‏ فبينما يُحارب الأعداء بعضهم بعضًا،‏ سيحمي الملائكة شعب اللّٰه.‏ —‏ حز ٣٨:‏٢١‏.‏ (‏أُنظر الفقرات ٢٢-‏٢٤)‏

٢٥ ماذا سنُناقش في الدرس التالي؟‏

٢٥ حروب البشر لا تترك وراءها إلا الفوضى والمآ‌سي.‏ أما حرب يهوه فمختلفة.‏ فبدل الخراب ستأتي بالتنظيم،‏ وبدل الدموع ستأتي بالفرح.‏ تخيل الحياة بعد حرب هرمجدون،‏ بعد أن يزول غضب يهوه،‏ ويُنهي جنوده مهمتهم،‏ وتُطوى آخر فصول هذا العالم الشرير.‏ سينقلنا الفصل التالي إلى المستقبل كي نرى الحياة الرائعة التي تنتظرنا.‏