الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ١٩

‏«كل ما يصل إليه النهر سيعيش»‏

‏«كل ما يصل إليه النهر سيعيش»‏

حزقيال ٤٧:‏٩

فكرة الدرس الرئيسية:‏ يرى حزقيال نهرًا يجري من الهيكل.‏ وهذا الدرس سيُناقش كيف تمت هذه الرؤيا قديمًا،‏ كيف تتم في أيامنا،‏ وكيف ستتم في المستقبل

١،‏ ٢ بحسب حزقيال ٤٧:‏١-‏١٢‏،‏ أي تفاصيل يكتشفها حزقيال؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏

 لا يزال النبي مدهوشًا من ما رآه في الهيكل.‏ لكن المفاجآ‌ت لم تنتهِ بعد.‏ فهو الآن يرى مياهًا صافية تجري من المكان المقدس.‏ ‏(‏إقرأ حزقيال ٤٧:‏١-‏١٢‏.‏)‏ تخيَّله يتبع بفضول مجرى هذه المياه.‏ فيجد أنها تنبع من الفُسحة الموجودة في المكان المقدس،‏ ثم تنزل من مبنى الهيكل قرب البوابة الشرقية.‏ فيقود الملاك حزقيال على طول المجرى.‏ وكلما قطعا مسافة محددة،‏ كان يطلب منه أن يدوس في الماء ليرى عُمقها.‏ ولكن سرعان ما صارت المياه نهرًا عميقًا جدًّا،‏ لا يمكن عبوره إلا سباحة.‏

٢ أخبَر الملاك حزقيال أن النهر يصبُّ في البحر الميت.‏ وحين تصل مياه هذا النهر إلى المياه المالحة،‏ تتحول هذه المياه إلى مياه عذبة مليئة بالأسماك.‏ وعلى طول ضفتَي النهر،‏ يرى حزقيال كل أنواع الأشجار المثمرة.‏ وهذه الأشجار تُنتج كل شهر ثمرًا مغذِّيًا،‏ وتُعطي أوراقًا تُستعمل للشفاء.‏ لا بد أن حزقيال تشجَّع وأحسَّ بسلام داخلي بعدما رأى هذا المشهد.‏ فماذا عنى له ولباقي الأسرى اليهود هذا الجزء من الرؤيا؟‏ وماذا يعني لنا اليوم؟‏

الرؤيا عن النهر تحمل رسالة أمل

٣ لماذا نقول إن شعب اللّٰه عرفوا أن النهر الذي رآه حزقيال لم يكن نهرًا حرفيًّا؟‏

٣ لا شك أن شعب اللّٰه قديمًا فهموا أن النهر الذي رآه حزقيال ليس نهرًا حرفيًّا.‏ وعلى الأرجح،‏ ذكَّرتهم هذه الرؤيا بنبوة أخرى عن الرد كتبها النبي يوئيل منذ أكثر من ٢٠٠ سنة.‏ ‏(‏إقرأ يوئيل ٣:‏١٨‏.‏)‏ ففي هذه النبوة،‏ وعد يهوه أن «تُنقِّط الجبال نبيذًا حلوًا»،‏ و «تفيض التلال بالحليب»،‏ و «يخرج نبع من بيت يهوه».‏ وبالطبع،‏ لم يتوقع اليهود الأسرى أن تتم هذه النبوة إتمامًا حرفيًّا.‏ بطريقة مشابهة،‏ لا بد أن اليهود الأسرى عرفوا أن رؤيا حزقيال لم تكن تتحدث عن نهر حرفي.‏ a فأي رسالة أراد يهوه أن ينقلها لشعبه؟‏ يُساعدنا الكتاب المقدس أن نفهم بعض أجزاء هذه النبوة.‏ لكننا لن ندخل الآن بتفاصيل كثيرة،‏ بل سنركز على ثلاثة أفكار تُظهر بوضوح محبة يهوه لشعبه.‏

٤ (‏أ)‏ أي بركات توقَّع اليهود أن يحصلوا عليها بعدما سمعوا عن النهر في رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ كيف يؤكِّد لنا استعمال التعبيرَين «نهر» و «ماء» في الكتاب المقدس أن يهوه سيُبارك شعبه؟‏ (‏أُنظر الإطار «‏أنهار من البركات‏».‏)‏

٤ نهر من البركات.‏ غالبًا ما يستعمل الكتاب المقدس الأنهار والماء ليصف البركات الروحية التي تتدفَّق من يهوه اللّٰه.‏ وهذا بالضبط ما رآه حزقيال.‏ فقد رأى نهرًا ينبع من الهيكل.‏ لذلك من المنطقي أن يستنتج شعب اللّٰه أن البركات الروحية ستفيض عليهم ما داموا يعبدون يهوه عبادة نقية.‏ فشعب اللّٰه كانوا سينالون مجددًا إرشادات روحية من الكهنة.‏ والذبائح التي ستُقدَّم في الهيكل كانت ستؤكد لهم أن يهوه سيغفر خطاياهم.‏ (‏حز ٤٤:‏١٥،‏ ٢٣؛‏ ٤٥:‏١٧‏)‏ وهكذا سيرجع عباد يهوه طاهرين من جديد،‏ كأنهم غسلوا أنفسهم بالمياه النقية التي تخرج من الهيكل.‏

٥ هل ستظل بركات يهوه تكفي الجميع؟‏ أوضح.‏

٥ وهل ستظل بركات يهوه تكفي الجميع؟‏ نعم،‏ وهذا ما تؤكده رؤيا حزقيال.‏ فالمياه القليلة التي رآها حزقيال في البداية تحوَّلت إلى نهر غزير بعد نحو كيلومترين فقط!‏ (‏حز ٤٧:‏٣-‏٥‏)‏ إذًا مهما تزايد عدد السكان اليهود بعد عودتهم إلى موطنهم،‏ فستظل بركات يهوه تزداد وتزداد حتى تكفيهم جميعًا.‏ فما أجمل الصورة التي رسمها يهوه ليُظهر كم سيُبارك شعبه!‏

٦ (‏أ)‏ أي وعد رائع تضمَّنته رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ أي تحذير حملته هذه الرؤيا؟‏ (‏أُنظر أيضًا الحاشية.‏)‏

٦ مياه تردُّ الحياة.‏ النهر الذي رآه حزقيال صبَّ في البحر الميت وأعاد الحياة إلى جزء كبير منه.‏ قال الملاك:‏ «كل ما يصل إليه النهر سيعيش».‏ فصار السمك كثيرًا جدًّا وعلى أنواعه تمامًا مثل سمك البحر الكبير،‏ أي البحر الأبيض المتوسط.‏ وأكثر من ذلك،‏ صار هناك صيادون كثيرون واقفين على طول شاطئ البحر الميت،‏ بين مدينتَي عين جدي وعين عِجلايم ليصطادوا السمك.‏ وعلى ما يبدو كانت هاتان المدينتان بعيدتَين الواحدة عن الأخرى.‏ ولكن هل المياه التي تخرج من بيت يهوه ستصل إلى كامل البحر الميت؟‏ كلا.‏ فقد أخبر الملاك حزقيال أن «البِرَك التابعة للبحر» سوف «يبقى فيها الملح» لأن المياه التي تَردُّ الحياة لن تصل إليها.‏ b (‏حز ٤٧:‏٨-‏١١‏)‏ إذًا تضمنت هذه الرؤيا وعدًا رائعًا بأن العبادة النقية ستُحيي الشعب من جديد وتجعلهم يزدهرون.‏ لكنها حملت أيضًا تحذيرًا مهمًّا:‏ البعض سيرفضون بركات يهوه،‏ لذلك لن يُشفوا.‏

٧ أي رسالة أراد يهوه أن يوصلها لليهود من خلال الأشجار على ضفتَي النهر؟‏

٧ أشجار ثمرها للأكل وورقها للشفاء.‏ لا شك أن الأشجار على طول ضفتَي النهر زادت جمال المشهد.‏ ولا بد أن حزقيال وباقي اليهود راحوا يتخيَّلون ثمرها اللذيذ الذي ستُنتجه كل شهر.‏ لكن هذه الأشجار حملت أيضًا رسالة مهمة.‏ فهذه الصورة المعبِّرة أكَّدت لليهود أن يهوه سيؤمِّن لهم طعامهم الروحي.‏ لاحظ أيضًا أن أوراق هذه الأشجار تُستعمل «للشفاء».‏ (‏حز ٤٧:‏١٢‏)‏ فقد عرف يهوه أن أكثر ما يحتاج إليه اليهود العائدون هو الشفاء الروحي.‏ لذلك وعدهم أن يشفيهم روحيًّا،‏ ونفَّذ وعده.‏ وهذا ما تُظهره نبوات أخرى عن الرد سبق أن ناقشناها في الدرس ٩‏.‏

٨ ماذا يُظهر أن رؤيا حزقيال لها إتمام أعظم؟‏

٨ ولكن مثلما رأينا في الدرس ٩‏،‏ تمَّت نبوات كهذه إتمامًا محدودًا أيام اليهود.‏ لماذا؟‏ بسبب الشعب.‏ فكيف يُعقل أن يُباركهم يهوه وقد عاد أكثريتهم إلى عاداتهم القديمة وتمرَّدوا عليه وتجاهلوا العبادة النقية؟‏!‏ لقد حزن اليهود الأمناء وخاب أملهم عندما رأوا سلوك اليهود الباقين.‏ لكنهم عرفوا أن وعود يهوه لا تفشل،‏ بل تتحقق دائمًا.‏ ‏(‏إقرأ يشوع ٢٣:‏١٤‏.‏)‏ فلا بد إذًا أن تتم نبوة حزقيال إتمامًا أعظم.‏ ولكن متى؟‏

النهر يتدفق في أيامنا

٩ متى تتم رؤيا حزقيال عن الهيكل إتمامًا أعظم؟‏

٩ مثلما رأينا في الدرس ١٤‏،‏ تتم رؤيا حزقيال عن الهيكل إتمامًا أعظم «في آخر الأيام» حين تكون العبادة النقية مرفَّعة أكثر من أي وقت آخر.‏ (‏إش ٢:‏٢‏)‏ فكيف يتم هذا الجزء من رؤيا حزقيال في أيامنا؟‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ حين نقرأ عن النهر الذي رآه حزقيال،‏ ماذا يخطر في بالنا؟‏ (‏ب)‏ هل ظلَّت مياه الحق النقية تكفي العدد المتزايد من خدام يهوه؟‏ أوضح.‏

١٠ نهر من البركات.‏ حين نقرأ عن المياه التي تخرج من بيت يهوه،‏ ماذا يخطر في بالنا؟‏ ألا نتذكَّر البركات الروحية الكثيرة التي تُساهم في تقوية صحتنا الروحية؟‏ وأهم هذه البركات هي فدية المسيح القادرة أن تغسلنا من خطايانا.‏ إضافة إلى ذلك،‏ يُشبِّه الكتاب المقدس الحقائق الثمينة التي نتمتع بها بمياه حياة تُطهِّرنا أخلاقيًّا وروحيًّا.‏ (‏أف ٥:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ ولكن كيف ازدادت بركات يهوه حتى صارت مثل نهر غزير في أيامنا؟‏

١١ سنة ١٩١٩،‏ كان عدد خدام يهوه لا يتجاوز بضعة آلاف،‏ وكانوا فرحين بالطعام الروحي الذي يحصلون عليه.‏ وطوال عشرات السنين ظلَّ عددهم يزداد.‏ واليوم،‏ تجاوز عدد خدام يهوه الثمانية ملايين.‏ فهل ظلت مياه الحق النقية تكفي هذا العدد الكبير؟‏ بكل تأكيد!‏ ولا نبالغ إنْ قلنا إنَّ لدينا طعامًا روحيًّا يكفينا وأكثر.‏ فطوال القرن الماضي،‏ ظلَّ الطعام الروحي يتدفق على شعب يهوه.‏ فقد طُبعت مليارات الكتب المقدسة،‏ إضافة إلى الكتب والمجلات والكراسات والنشرات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وظلَّ هذا النهر يكبر ويكبر ليسقي ملايين الناس العطشانين روحيًّا في هذا العالم.‏ في البداية،‏ كانت المواد المطبوعة هي الطريقة الأساسية لإيصال الطعام الروحي.‏ أما الآن،‏ فقد صار هذا الطعام متوفرًا إلكترونيًّا بأكثر من ٠٠٠‏,١ لغة على موقعنا (jw.‎org).‏ وكيف تؤثر مياه الحق هذه في الناس الطيبين؟‏

١٢ (‏أ)‏ كيف تؤثِّر مياه الحق في الناس؟‏ (‏ب)‏ أي تحذير مهم تنقله لنا هذه الرؤيا اليوم؟‏ (‏أُنظر أيضًا الحاشية.‏)‏

١٢ مياه تردُّ الحياة.‏ قال الملاك لحزقيال:‏ «كل ما يصل إليه النهر سيعيش».‏ في أيامنا،‏ يأتي ملايين الأشخاص إلى الأرض الروحية المُستردَّة.‏ فكِّر قليلًا كيف أثَّرت فيهم مياه الحق وجذبتهم إلى يهوه.‏ فكِّر في حقائق الكتاب المقدس التي ردَّت إليهم الحياة والصحة الروحية.‏ ولكن من ناحية أخرى،‏ نقلت هذه الرؤيا تحذيرًا مهمًّا لأيامنا:‏ الحق ليس للجميع.‏ فمثل المستنقعات والبِرَك التابعة للبحر الميت في رؤيا حزقيال،‏ يرفض البعض الحق ويتخلون عن اللّٰه.‏ c فكم مهم أن ينتبه كل واحد منا لنفسه كي لا يبتعد عن يهوه!‏ —‏ إقرإ التثنية ١٠:‏١٦-‏١٨‏.‏

١٣ ماذا نتعلم من الأشجار التي رآها حزقيال؟‏

١٣ أشجار ثمرها للأكل وورقها للشفاء.‏ أي دروس مشجعة نتعلمها من الأشجار التي رآها حزقيال؟‏ كانت هذه الأشجار تُنتج ثمرًا لذيذًا كل شهر،‏ وورقها يُستخدم للشفاء.‏ (‏حز ٤٧:‏١٢‏)‏ وهذه الفكرة تُذكِّرنا أننا نخدم إلهًا كريمًا يوفِّر لنا الطعام والشفاء الروحيين.‏ فالعالم اليوم مريض ويُعاني من أخطر أنواع الجوع،‏ الجوع الروحي.‏ أما إلهنا فلا يبخل علينا بشيء.‏ فكم مرة قرأتَ مقالة،‏ أو رنَّمت الترنيمة الختامية خلال اجتماع دائري أو سنوي،‏ أو حضرت فيديو أو برنامجًا شهريًّا ثم شكرت يهوه على هذا الطعام الروحي؟‏ فعلًا يهوه يُهيِّئ لنا ولائم روحية.‏ (‏إش ٦٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وهل يُحسِّن هذا الطعام صحتنا الروحية؟‏ طبعًا.‏ فالإرشادات التي ننالها،‏ المؤسسة كاملًا على كلمة اللّٰه،‏ تُعطينا الطاقة اللازمة لنُحارب أعداءً خطيرين كالعهارة والطمع وقلة الإيمان.‏ أيضًا،‏ لم ينسَ يهوه المسيحيين الذين أخطأوا خطية خطيرة وصاروا ضعيفين روحيًّا،‏ وقد جهَّز ترتيبًا ليُساعدهم.‏ ‏(‏إقرأ يعقوب ٥:‏١٤‏.‏)‏ لا شك إذًا أن يهوه يُباركنا بكرَم مثلما تُظهر الأشجار في نبوة حزقيال.‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ أي درس نتعلمه من البِرَك في رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ كيف نستفيد اليوم من النهر الذي رآه حزقيال؟‏

١٤ البِرَك أيضًا تُعلِّمنا درسًا مهمًّا:‏ علينا أن نظل منتبهين كي لا نمنع بركات يهوه أن تصل إلينا.‏ فمَن منا يُريد أن يبقى مريضًا روحيًّا مثل كثيرين في هذا العالم؟‏!‏ (‏مت ١٣:‏١٥‏)‏ مَن منا يُريد أن يحرم نفسه من نهر البركات الروحية؟‏!‏ إذًا كلما شربنا بلهفة من مياه الحق النقية الموجودة في كلمة اللّٰه،‏ لنتذكَّر النهر الذي رآه حزقيال؛‏ كلما أخبرْنا الآخرين عن الحقائق الروحية،‏ لنتذكَّر النهر الذي رآه حزقيال؛‏ كلما ساعدَنا الشيوخ الذين درَّبهم العبد الأمين أو شجَّعونا أو أرشدونا بمحبة،‏ لنتذكَّر النهر الذي رآه حزقيال.‏ فعلًا،‏ أينما يمر هذا النهر يترك وراءه الحياة والشفاء.‏

١٥ وكيف ستتم هذه الرؤيا في المستقبل؟‏ لنرَ معًا كيف سيتدفق هذا النهر بطريقة أعظم بعد في الفردوس.‏

إتمام هذه الرؤيا في الفردوس

١٦،‏ ١٧ كيف سنستفيد من نهر البركات في الفردوس؟‏ أعطِ أمثلة.‏

١٦ هل تتخيل نفسك في الفردوس مع عائلتك وأصدقائك؟‏ هل تتخيل كم ستكونون سعداء؟‏ ستساعدك رؤيا حزقيال أن تتخيل هذه اللحظات بأجمل تفاصيلها.‏ كيف؟‏ لنتأمل مجددًا في الأفكار الثلاثة التي تُظهر بوضوح محبة يهوه لشعبه.‏

١٧ نهر من البركات.‏ النهر الذي رآه حزقيال سيتدفق بقوة أكبر في الفردوس.‏ فالبركات آنذاك لن تكون روحية فقط بل جسدية أيضًا.‏ فخلال حكم المسيح الألفي،‏ ستُساعد مملكة اللّٰه البشر الأمناء أن يستفيدوا كاملًا من فدية يسوع،‏ ويعودوا تدريجيًّا إلى الكمال.‏ هل تتخيل؟‏ لا أمراض،‏ لا أطباء،‏ لا ممرضين،‏ لا مستشفيات،‏ لا تأمينات صحية .‏ .‏ .‏ فمياه الحياة ستتدفق بغزارة بعد نهاية «الضيق العظيم»،‏ وستشفي «جمعًا كثيرًا» يُعدُّ بالملايين.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ لكن نهر البركات هذا،‏ رغم ضخامته،‏ سيبدو كمجرى ماء صغير.‏ فمثلما تُخبرنا رؤيا حزقيال،‏ سيظل هذا النهر يتوسَّع أكثر فأكثر حتى يكفي البشر جميعًا.‏

في الفردوس،‏ سيُعيد نهر البركات الصحة والشباب للجميع (‏أُنظر الفقرة ١٧)‏

١٨ كيف سيتدفق «نهر ماء الحياة» بقوة كبيرة خلال الحكم الألفي؟‏

١٨ مياه تردُّ الحياة.‏ خلال الحكم الألفي،‏ سيتدفق «نهر ماء الحياة» بقوة كبيرة.‏ (‏رؤ ٢٢:‏١‏)‏ فملايين،‏ بل مليارات الأموات،‏ سيقومون من الموت وينالون الفرصة أن يعيشوا إلى الأبد في الفردوس.‏ ومن ضمن الأموات الذين ستُقيمهم مملكة يهوه،‏ هناك أشخاص ماتوا منذ زمن بعيد جدًّا وما عاد أحد يتذكرهم!‏ (‏إش ٢٦:‏١٩‏)‏ لكن السؤال المهم هو:‏ ‹هل سيستغل المقامون الفرصة ويعيشون إلى الأبد؟‏›.‏

١٩ (‏أ)‏ ماذا يدل أن مياه الحق ستتضمن حقائق جديدة في الفردوس؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى سيكون البعض في المستقبل مثل البِرَك التي «يبقى فيها الملح»؟‏

١٩ القرار بيدهم.‏ فآ‌نذاك ستنفتح كتب جديدة.‏ وبالتالي ستتضمن مياه الحق المنعشة حقائق وإرشادات روحية جديدة.‏ مع ذلك،‏ سيرفض البعض هذه البركة ويتمردون على يهوه بإرادتهم خلال الحكم الألفي.‏ لكن يهوه لن يسمح لهم بأن يدمِّروا السلام في الفردوس.‏ (‏إش ٦٥:‏٢٠‏)‏ ألا يُذكِّرنا هؤلاء الأشخاص بالبِرَك التي ‹بقي فيها الملح›؟‏ فما أغبى الذين يرفضون بعناد أن يشربوا من مياه الحق الثمينة!‏ وحتى بعد نهاية الحكم الألفي،‏ سيختار فريق من المتمردين أن يتبعوا الشيطان.‏ ولكن كل مَن يرفض حكم يهوه العادل سيواجه المصير نفسه:‏ الموت الأبدي.‏ —‏ رؤ ٢٠:‏٧-‏١٢‏.‏

٢٠ أي ترتيب سيُجهِّزه يهوه خلال الحكم الألفي يُذكِّرنا بالأشجار في رؤيا حزقيال؟‏

٢٠ أشجار ثمرها للأكل وورقها للشفاء.‏ لا يريد يهوه لأي واحد منا أن يخسر الحياة الأبدية.‏ لذلك جهَّز خلال الحكم الألفي ترتيبًا يُشبه الأشجار التي رآها حزقيال.‏ فالبركات في الفردوس لن تكون روحية فقط،‏ بل جسدية أيضًا.‏ فمثلما نعرف،‏ سيحكم يسوع المسيح والـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ من السماء لمدة ٠٠٠‏,١ سنة.‏ ولكن لا ننسَ أن الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ هم أيضًا كهنة.‏ لذلك سيُساعدون البشر الأولياء كي يستفيدوا من فدية المسيح ويصلوا إلى الكمال.‏ (‏رؤ ٢٠:‏٦‏)‏ لكن حزقيال ليس الوحيد الذي رأى أشجارًا تشفي البشر جسديًّا وروحيًّا.‏ فالرسول يوحنا أيضًا رأى في رؤيا أشجارًا تُنتج ثمارًا للأكل ويُستخدَم ورقها «لشفاء الأمم».‏ ‏(‏إقرإ الرؤيا ٢٢:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ إذًا ملايين البشر الأمناء سيستفيدون من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين سيخدمون ككهنة.‏

٢١ كيف تشعر بعدما تأملنا في النهر الذي رآه حزقيال،‏ وماذا سنرى لاحقًا؟‏ (‏أُنظر الإطار «‏مجرى ماء يصير نهرًا غزيرًا‏».‏)‏

٢١ كيف تشعر الآن بعدما تأمَّلنا في هذا الجزء من حزقيال؟‏ ألا تُحسُّ بالسلام والتشجيع؟‏ لا شك في ذلك،‏ فهناك حياة رائعة بانتظارنا.‏ فكِّر في هذه النقطة:‏ لقد أعطى يهوه هذه النبوة بكل تفاصيلها الجميلة قبل آلاف السنين.‏ وهو،‏ حتى هذه اللحظة،‏ لم يُغلق الباب في وجه أحد.‏ فهو يُريد لأكبر عدد من الناس أن يروا هذه الوعود تتحقق أمام عيونهم.‏ فماذا عنك؟‏ ربما تتساءل:‏ ‹هل سأرى وعود يهوه تتم وأعيش في الفردوس؟‏›.‏ لنرَ معًا كيف يُعطينا الفصلان الأخيران من سفر حزقيال جوابًا مشجِّعًا.‏

a أيضًا،‏ لا شك أن بعض اليهود الأسرى تذكَّروا جغرافية موطنهم.‏ وهم عرفوا على الأرجح أن النهر لا يمكن أن يكون نهرًا حرفيًّا.‏ فبحسب رؤيا حزقيال،‏ كان النهر ينبع من هيكل يقع على جبل عالٍ جدًّا.‏ لكن أساسًا لم يكن هناك هيكل على جبلٍ عالٍ جدًّا في أرضهم.‏ إضافة إلى ذلك،‏ توحي هذه الرؤيا للقارئ أن النهر كان يجري بشكل مستقيم دون أن يعترض أي شيء طريقه إلى البحر الميت؛‏ وهذا أيضًا مستحيل بسبب جغرافية الأرض.‏

b يعتبر بعض المعلِّقين أن هذه العبارة ليست سلبية.‏ فتجارة الملح في منطقة البحر الميت كانت مزدهرة،‏ وقد استُعمل كثيرًا كمادة حافظة.‏ ولكن لاحظ أن هذه الرؤيا تقول عن البِرَك إنها «لن تُشفى».‏ فهي ستبقى مريضة وميتة،‏ لأن المياه التي تخرج من بيت يهوه وتردُّ الحياة لا تصل إليها.‏ يبدو إذًا أن نبوة حزقيال تُشير بطريقة سلبية إلى المياه المالحة في هذه البِرَك.‏ —‏ مز ١٠٧:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ إر ١٧:‏٦‏.‏

c نجد فكرة مشابهة في مثَل يسوع عن الشبكة.‏ فمع أن الصيادين أمسكوا بعدد كبير من الأسماك،‏ فهي لم تكن كلها من النوع «الجيد».‏ لذلك لزم أن يرموها.‏ وهكذا حذَّرَنا يسوع أن عددًا كبيرًا من الذين يتعرَّفون على هيئة يهوه قد يصيرون مع الوقت غير أمناء.‏ —‏ مت ١٣:‏٤٧-‏٥٠؛‏ ٢ تي ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏