الدرس ٧
الأمم ‹ستعرف أني أنا يهوه›
فكرة الدرس الرئيسية: دروس من تاريخ إسرائيل مع الشعوب التي أهانت اسم يهوه
١، ٢ (أ) كيف كانت إسرائيل مثل خروف ضعيف بين ذئاب مفترسة؟ (أُنظر الصورة في بداية الدرس.) (ب) كيف تأثَّر الإسرائيليون وملوكهم بالشعوب حولهم؟
طوال مئات السنين، بدت إسرائيل مثل خروف ضعيف بين ذئاب مفترسة. فمن الشرق، كان العمونيون والموآبيون والأدوميون يهددِّون حدودها. ومن الغرب، ظلَّ الفلسطيون يهدِّدون شعب اللّٰه لفترة طويلة. أما في الشمال فكانت تقع مدينةٌ غنية وقوية هي مدينة صور، وقد شكَّلت المحطة الأساسية في إمبراطورية تجارية ضخمة. وفي الجنوب، كانت مصر موجودة وعلى رأسها فرعون الذي اعتبر نفسه إلهًا.
٢ عندما اتَّكل شعب إسرائيل على يهوه، حماهم من أعدائهم. ولكن مرة بعد أخرى، سمحوا لأنفسهم هم وملوكهم أن يتأثَّروا بالشعوب التي حولهم ويصيروا فاسدين مثلها. وأحد هؤلاء الملوك هو الملك آخاب. حكم هذا الملك مملكة إسرائيل المؤلفة من عشرة أسباط وعاش في نفس الفترة مع الملك يهوشافاط الذي حكم يهوذا. تزوج آخاب ابنة ملك صيدون الذي كان يحكم مدينة صور المزدهرة. وهذه المرأة، التي اسمها إيزابل، نشرت عبادة بعل على نطاق واسع في إسرائيل. حتى إنها أثَّرت على زوجها الضعيف الإرادة كي يلوِّث العبادة النقية أكثر من أي ملك قبله. — ١ مل ١٦:٣٠-٣٣؛ ١٨:٤، ١٩.
٣، ٤ (أ) على مَن ركَّز الآن حزقيال؟ (ب) أي سؤالين سنناقشهما؟
٣ لقد حذَّر يهوه شعبه من العواقب التي ستُصيبهم إذا تمرَّدوا عليه، وصبر عليهم فترة طويلة. ولكن الآن جاء وقت الحساب. (إر ٢١:٧، ١٠؛ حز ٥:٧-٩) فسنة ٦٠٩ قم، عاد الجيش البابلي إلى أرض الموعد للمرة الثالثة. لقد مضى عشر سنوات تقريبًا على هجومهم الأخير. ولكن هذه المرة، سيهدمون أسوار أورشليم وينتقمون من الشعب الذي تمرَّد على نبوخذنصر. والآن، بعدما بدأ الحصار وتمَّت نبوات حزقيال بالتفصيل، يركِّز هذا النبي كلامه على الشعوب التي تُحيط بأرض الموعد.
الشعوب التي أهانت اسم يهوه لن تنجو من العقاب
٤ كشف يهوه لحزقيال أن أعداء يهوذا سيفرحون بدمار أورشليم ويضايقون الناجين. لكن هذه الشعوب التي أهانت اسم يهوه وأفسدت شعبه واضطهدته لن تنجو من العقاب. فأي دروس نتعلَّمها من تاريخ إسرائيل مع الشعوب المحيطة بها؟ وكيف نستفيد من نبوات حزقيال عن هذه الشعوب؟
أقرباء شعب اللّٰه ‹يسخرون› منهم
٥، ٦ أي علاقة ربطت بين العمونيين والإسرائيليين؟
٥ كان العمونيون والموآبيون والأدوميون أقرباء الإسرائيليين. ولكن رغم هذه الروابط العائلية وتاريخهم المشترك، أظهرَت هذه الشعوب مرة بعد أخرى كرهًا كبيرًا لشعب اللّٰه ‹وسخرت› منهم. — حز ٢٥:٦.
٦ فكِّر مثلًا في العمونيين. فهم نسل لوط من ابنته الصغرى. (تك ١٩:٣٨) ولوط هو ابن أخي إبراهيم. وكانت لغتهم قريبة جدًّا من اللغة العبرانية، فاستطاع شعب اللّٰه على الأرجح أن يفهموها. وبسبب هذا الرابط العائلي، طلب يهوه من الإسرائيليين أن لا يبدأوا حربًا ضد العمونيين. (تث ٢:١٩) مع ذلك، في أيام القضاة، تحالف العمونيون مع عجلون ملك الموآبيين واستمروا يُضايقون إسرائيل. (قض ٣:١٢-١٥، ٢٧-٣٠) ولاحقًا، عندما صار شاول ملكًا، هاجم العمونيون إسرائيل. (١ صم ١١:١-٤) وفي أيام الملك يهوشافاط، تحالف العمونيون من جديد مع الموآبيين وهجموا على أرض الموعد. — ٢ أخ ٢٠:١، ٢.
٧ كيف عامل الموآبيون أقرباءهم الإسرائيليين؟
٧ والموآبيون أيضًا كانوا من نسل لوط ولكن من ابنته الكبرى. (تك ١٩:٣٦، ٣٧) ويهوه طلب من الإسرائيليين أن لا يدخلوا في حرب مع موآب. (تث ٢:٩) لكن الموآبيين لم يُقدِّروا هذا المعروف. فبدل أن يُساعدوا أقرباءهم الذين تحرَّروا من العبودية في مصر، حاولوا أن يمنعوهم من الدخول إلى أرض الموعد. فبالاق، ملك الموآبيين، عرض المال على بلعام كي يلعن الإسرائيليين. وعندما فشلَا، أعطى بلعام خطة لبالاق كي يوقع الرجال الإسرائيليين في العهارة وعبادة الأصنام. (عد ٢٢:١-٨؛ ٢٥:١-٩؛ رؤ ٢:١٤) واستمر الموآبيون يُضايقون أقرباءهم طوال مئات السنين حتى أيام حزقيال. — ٢ مل ٢٤:١، ٢.
٨ لماذا قال يهوه إن الأدوميين هم إخوة الإسرائيليين، ولكن كيف عاملوا شعب اللّٰه؟
٨ كان الأدوميون من نسل عيسو، أخي يعقوب التوأم. وبسبب القرابة اللصيقة بينهم وبين الإسرائيليين، وصفَهم يهوه بأنهم إخوة الإسرائيليين. (تث ٢:١-٥؛ ٢٣:٧، ٨) مع ذلك، ضايق الأدوميون الإسرائيليين من وقت خروجهم من مصر حتى دمار أورشليم سنة ٦٠٧ قم. (عد ٢٠:١٤، ١٨؛ حز ٢٥:١٢) ففي تلك السنة، شمت الأدوميون بالإسرائيليين وطلبوا من البابليين أن يهدموا أورشليم حتى أساساتها. لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل وقفوا أيضًا في طريق الإسرائيليين الهاربين وسلَّموهم إلى أعدائهم. — مز ١٣٧:٧؛ عو ١١، ١٤.
٩، ١٠ (أ) ماذا حصل لعمون وموآب وأدوم؟ (ب) هل كان كل شخص في هذه الشعوب عدوًّا لشعب اللّٰه؟ أوضح.
٩ كان يهوه سيُحاسب أقرباء إسرائيل بسبب ما فعلوه بشعبه. فقد قال إنه ‹سيُسلِّم العمونيين ليصيروا مِلكًا لسكان الشرق، فلا يعود أحد بين الأمم يتذكر العمونيين›. وقال أيضًا: «سأُنفِّذ حكمي في موآب، فيعرفون أني أنا يهوه». (حز ٢٥:١٠، ١١) بعد خمس سنوات تقريبًا من دمار أورشليم، بدأت هذه النبوات تتم. فالبابليون هزموا العمونيين والموآبيين. وقال يهوه أيضًا عن أدوم: «أمحو منها البشر والمواشي، وأجعلها خرابًا». (حز ٢٥:١٣) ومثلما أنبأ يهوه، زالت أمة عمون وموآب وأدوم عن الوجود. — إر ٩:٢٥، ٢٦؛ ٤٨:٤٢؛ ٤٩:١٧، ١٨.
١٠ مع ذلك، لم يكن كل شخص في هذه الشعوب عدوًّا لشعب اللّٰه. مثلًا، كان صالق العموني ويثمة الموآبي من الرجال الأقوياء الذين حاربوا مع داود. (١ أخ ١١:٢٦، ٣٩، ٤٦؛ ١٢:١) وراعوث الموآبية أيضًا صارت واحدة من خدام يهوه الأولياء. — را ١:٤، ١٦، ١٧.
خطوة واحدة خاطئة تؤدي إلى كارثة كبيرة
١١ ماذا نتعلم من تاريخ إسرائيل مع شعوب عمون وموآب وأدوم؟
١١ أي دروس نتعلمها من تاريخ إسرائيل مع هذه الشعوب؟ أولًا، لم ينتبه شعب إسرائيل لنفسه. وبالنتيجة، دخلت إليه شيئًا فشيئًا ممارسات أقربائه المرتبطة بالعبادة المزيفة، مثل عبادة الموآبيين لبعل فغور وعبادة العمونيين للإله مولك. (عد ٢٥:١-٣؛ ١ مل ١١:٧) نحن أيضًا، قد يحصل معنا أمر مشابه. فقد يضغط علينا أقرباؤنا الذين لا يعبدون يهوه لنُقدِّم بعض التنازلات. فهم مثلًا قد لا يفهمون لماذا لا نحتفل معهم بعيد الفصح، أو لا نتبادل الهدايا بعيد الميلاد، أو لا نشاركهم بعادات شائعة مرتبطة بالأديان المزيفة. وبكل نية طيبة، قد يطلبون منا أن نُسايرهم، ولو قليلًا. ولكن مهم جدًّا أن لا نسمح لهذا الضغط أن يؤثِّر فينا. فمثل شخص يقف على منحدر عالٍ، خطوة واحدة خاطئة تؤدي إلى كارثة كبيرة. وهذا ما يؤكِّده تاريخ إسرائيل.
١٢، ١٣ أي مقاومة نواجهها أحيانًا، ولكن ماذا قد يحصل إذا بقينا أولياء؟
١٢ هناك درس آخر نتعلمه من تاريخ إسرائيل مع عمون وموآب وأدوم. فقد نواجه مقاومة قوية من أفراد عائلتنا الذين لا يعبدون يهوه. ويسوع حذَّرنا أن الرسالة التي نحملها قد تُسبِّب «انقسامًا: الابن ضد أبيه، والبنت ضد أمها». (مت ١٠:٣٥، ٣٦) لكن يهوه طلب من الإسرائيليين أن لا يبدأوا بحرب ضد أقربائهم. ونحن أيضًا، ليس هدفنا أن ندخل في مواجهة مع أفراد عائلتنا الذين لا يعبدون يهوه. ولكن في الوقت نفسه، لن نتفاجأ إذا قاومونا. — ٢ تي ٣:١٢.
١٣ وحتى لو لم يقاومنا أقرباؤنا مباشرة بسبب عبادتنا، لا يجب أن يكون تأثيرهم علينا أقوى من تأثير يهوه. لماذا؟ لأن يهوه يستاهل المكان الأول والأخير في قلوبنا. (إقرأ متى ١٠:٣٧.) إضافة إلى ذلك، إذا بقينا أولياء له، فقد يتأثَّر بعض أقربائنا ويبدأون بعبادة يهوه مثلما حصل مع صالق ويثمة وراعوث. (١ تي ٤:١٦) وهكذا يفرحون هم أيضًا بعبادة الإله الحقيقي الوحيد ويُحسون بمحبته وحمايته.
أعداء يهوه يواجهون ‹عقابًا شديدًا›
١٤، ١٥ كيف عامل الفلسطيون الإسرائيليين؟
١٤ هاجر الفلسطيون من جزيرة كريت إلى الأرض التي وعد يهوه لاحقًا بأن يُعطيها لإبراهيم ونسله. وقد تعامل إبراهيم وإسحاق أكثر من مرة مع هذا الشعب. (تك ٢١:٢٩-٣٢؛ ٢٦:١) وعندما دخل الإسرائيليون إلى أرض الموعد، كان الفلسطيون قد صاروا شعبًا قويًّا يمتلك قوة عسكرية يُحسَب لها حساب. كما عبدوا آلهة باطلة، مثل بعل زبوب وداجون. (١ صم ٥:١-٤؛ ٢ مل ١:٢، ٣) وأحيانًا، اشترك معهم الإسرائيليون في عبادة هذه الآلهة. — قض ١٠:٦.
١٥ وعندما تمرَّد الإسرائيليون، سمح يهوه للفلسطيين أن يسيطروا على شعبه سنوات طويلة. (قض ١٠:٧، ٨؛ حز ٢٥:١٥) فاضطهدوا الإسرائيليين وصعَّبوا حياتهم كثيرًا، a كما قتلوا عددًا كبيرًا منهم. (١ صم ٤:١٠) ولكن عندما تاب الإسرائيليون ورجعوا إلى يهوه، أنقذهم إلههم. فهو عيَّن رجالًا مثل شمشون وشاول وداود ليُخلِّص شعبه. (قض ١٣:٥، ٢٤؛ ١ صم ٩:١٥-١٧؛ ١٨:٦، ٧) ومثلما أنبأ حزقيال، واجه الفلسطيون ‹عقابًا شديدًا› عندما غزا البابليون أرضهم ولاحقًا اليونانيون. — حز ٢٥:١٥-١٧.
١٦، ١٧ أي دروس نتعلمها من تاريخ الإسرائيليين مع الفلسطيين؟
١٦ أي دروس نتعلمها من تاريخ إسرائيل مع الفلسطيين؟ واجه شعب يهوه في القرن الماضي وفي أيامنا أيضًا مقاومة من دول قوية جدًّا. لكننا، بعكس الإسرائيليين، بقينا أولياء ليهوه ولم نساير أبدًا. مع ذلك، بدا أحيانًا أن أعداء العبادة النقية ينتصرون. مثلًا سنة ١٩١٨، حاولت الحكومة الأميركية أن توقف عمل شهود يهوه. فحكمت بالسجن سنوات طويلة على الإخوة الذين يأخذون القيادة. وخلال الحرب العالمية الثانية، حاول الحزب النازي في ألمانيا أن يُبيد شعب يهوه. فسجن الآلاف وقتل المئات. وبعد هذه الحرب، قاوم الاتحاد السوفياتي بشراسة خدام اللّٰه. فأرسل إخوتَنا إلى معسكرات الأشغال الشاقة أو نفاهم إلى سيبيريا.
١٧ قد تستمر الحكومات في حظر عملنا وسجننا، وحتى في قتل البعض منا. ولكن هل يدفعنا ذلك أن نستسلم للخوف ونخسر إيماننا؟ كلا. فيهوه سيحمي شعبه الولي. (إقرأ متى ١٠:٢٨-٣١.) وقد سبق أن رأينا كيف اختفت حكومات قوية ومستبدة بينما استمر شعب يهوه يزداد أكثر فأكثر. وقريبًا، كل حكومات البشر سيكون مصيرها مثل مصير الفلسطيين: ستُجبَر أن تعترف بيهوه. ومثل الفلسطيين، ستزول عن الوجود.
‹الثروة› لا تؤمِّن حماية دائمة
١٨ أي نوع من الإمبراطوريات شكَّلتها صور؟
١٨ ربطت مدينة صور b بين الشرق والغرب وشكَّلت إمبراطورية تجارية ضخمة. ففي الغرب، اعتادت سفنها التجارية أن تسلك في شبكة طرقات بحرية تمتد على طول البحر الأبيض المتوسط. وفي الشرق، كانت هناك شبكة من الطرقات البرية التي تربط المدينة بالإمبراطوريات البعيدة. وطوال مئات السنين، ظلت صور تُراكِم الثروات من كل أنحاء الأرض. فتُجَّارها صاروا أغنياء جدًّا لدرجة أنهم اعتبروا أنفسهم رؤساء. — إش ٢٣:٨.
١٩، ٢٠ ما الفرق بين سكان صور وسكان جبعون؟
١٩ تحت حُكم الملكين داود وسليمان، كانت هناك علاقة قوية بين إسرائيل وسكان صور. فهم زوَّدوا الإسرائيليين بالمواد اللازمة والعمَّال الحِرَفيين ليُساعدوا في بناء قصر داود ولاحقًا هيكل سليمان. (٢ أخ ٢:١، ٣، ٧-١٦) لقد رأت صور أمة إسرائيل في أحسن أحوالها. (١ مل ٣:١٠-١٢؛ ١٠:٤-٩) فكِّر قليلًا في الفرصة التي كانت موجودة أمام الآلاف من سكان صور. فكان بإمكانهم أن يتعلموا عن العبادة النقية، ويتعرفوا إلى يهوه، ويروا بعيونهم البركات التي تأتي من خدمة اللّٰه.
٢٠ لكنهم لم يُقدِّروا هذه الفرصة، بل ظلَّ تجميع المال همَّهم الأول والأخير. ولم يتمثَّلوا بالمدينة الكنعانية القوية جبعون. فسكانها أرادوا أن يصيروا خدامًا ليهوه لمجرد أنهم سمعوا بأعماله العظيمة. (يش ٩:٢، ٣، ٢٢–١٠:٢) ويا ليت صور اكتفت فقط بتجميع المال! ففي النهاية صارت تُقاوم شعب اللّٰه، حتى إنها باعت بعضًا منهم كعبيد. — مز ٨٣:٢، ٧؛ يوء ٣:٤، ٦؛ عا ١:٩.
نحن لا نضع ثقتنا بالأمور المادية ولا نعتبرها سورًا يحمينا
٢١، ٢٢ ماذا حصل لصور، ولماذا؟
٢١ قال يهوه لهؤلاء المقاومين من خلال حزقيال: «أنا ضدكِ يا صور، وسأجلب عليكِ أممًا كثيرة مثلما يجلب البحر أمواجه. فيُدمرون أسوار صور ويهدمون أبراجها، وأجرف ترابها وأجعلها صخرة عارية». (حز ٢٦:١-٥) لقد ظنَّ سكان صور أن ثرواتهم ستحميهم، تمامًا مثلما أن أسوارهم التي يبلغ ارتفاعها ٤٦ مترًا تحمي مدينتهم البحرية. ولكن كم كانوا سيربحون لو سمعوا تحذير الملك سليمان الذي قال: «ثروة الغني هي مدينته المحصَّنة، وهي في مخيِّلته سور يحميه»! — أم ١٨:١١.
٢٢ عندما تمَّم البابليون ولاحقًا اليونانيون نبوة حزقيال، اكتشف سكان صور أن الحماية التي تؤمِّنها أسوارهم وثرواتهم ليست إلا وهمًا. فبعدما دُمرَت أورشليم، هاجم البابليون صور، وسقطت المدينة البرية بعد حصار دام ١٣ سنة. (حز ٢٩:١٧، ١٨) ثم في سنة ٣٣٢ قم، تمَّم الإسكندر الكبير جزءًا مميزًا من نبوة حزقيال. c فجيشه جمع أنقاض مدينة صور البرية، ورمى حجارتها وخشبها وترابها في البحر. وهكذا صنع ممرًا يوصله إلى صور البحرية. (حز ٢٦:٤، ١٢) وعندما وصل إليها، ثقب أسوارها ونهبها وقتل آلاف الجنود والسكان وباع عشرات الآلاف كعبيد. لقد دفع سكان صور ثمنًا غاليًا جدًّا ليتعلموا أن ‹الثروة الكبيرة› لا تؤمِّن حماية دائمة. وهكذا أُجبِروا أن يعترفوا بيهوه. — حز ٢٧:٣٣، ٣٤.
٢٣ أي درس نتعلمه من سكان صور؟
٢٣ أي درس نتعلمه من سكان صور؟ لنحذر من «قوة الغنى الخادعة»، ولننتبه كي لا نضع ثقتنا بالأمور المادية ونعتبرها مثل سور يحمينا. (مت ١٣:٢٢) فنحن ‹لا نقدر أن نكون عبيدًا للّٰه والمال›. (إقرأ متى ٦:٢٤.) وفقط الذين يعبدون يهوه من كل قلبهم هم فعلًا بأمان. (مت ٦:٣١-٣٣؛ يو ١٠:٢٧-٢٩) فالنبوات عن نهاية هذا العالم ستتم بكل تفاصيلها، تمامًا مثلما تمَّت النبوات عن صور. وعندما يُدمِّر يهوه النظام التجاري المبني على الطمع والأنانية، سيُجبَر كل الذين يثقون بثرواتهم أن يعترفوا بيهوه.
قوة سياسية مثل «عكاز ضعيف من قصب»
٢٤-٢٦ (أ) لماذا كانت مصر في نظر يهوه مثل «عكاز ضعيف من قصب»؟ (ب) كيف تجاهل الملك صدقيا توجيه يهوه، وماذا كان مصيره؟
٢٤ من قبل أيام يوسف وحتى آخر حصار لبابل على أورشليم، كان لمصر تأثير سياسي قوي في المنطقة حيث توجد أرض الموعد. وتاريخها الطويل جعلها تبدو كشجرة قديمة لها جذور عميقة يصعب اقتلاعها. ولكن مقارنة بيهوه، لم تكن هذه الشجرة سوى «عكاز ضعيف من قصب». — حز ٢٩:٦.
٢٥ لم يكن الملك المرتد صدقيا يعرف ذلك عن مصر. ففي وقت سابق، استعمل يهوه النبي إرميا ليطلب من صدقيا أن يخضع لملك بابل. (إر ٢٧:١٢) وهذا ما حصل. حتى إن صدقيا حلف باسم يهوه أن لا يتمرَّد على نبوخذنصر. لكنه لاحقًا تجاهل توجيه يهوه، لم يلتزم بما حلفه لنبوخذنصر، وطلب مساعدة مصر في صراعه مع البابليين. (٢ أخ ٣٦:١٣؛ حز ١٧:١٢-٢٠) لكن الإسرائيليين الذين اتَّكلوا على قوة مصر العسكرية، تأذوا كثيرًا بسبب قرارهم هذا. (حز ٢٩:٧) صحيح أن مصر كانت تبدو قوية مثل ‹وحش بحر عظيم›، لكن يهوه قال إنه سيتعامل معها مثلما يتعامل الصيادون مع التماسيح في نهر النيل: ‹سيضع شناكل في فكِّها› ويجرُّها نحو الهلاك. (حز ٢٩:٣، ٤) وقد تمَّت هذه النبوة عندما أرسل يهوه البابليين ليغزوا هذه الأرض القديمة. — حز ٢٩:٩-١٢، ١٩.
٢٦ وماذا كان مصير الملك صدقيا غير الأمين؟ بسبب تمرده على يهوه، تنبَّأ حزقيال أن «رئيس إسرائيل الشرير» هذا لن يعود ملكًا، ومُلكه سيصير خرابًا. لكن حزقيال أعطى أملًا أيضًا. (حز ٢١:٢٥-٢٧) فهو تنبَّأ بوحي من اللّٰه عن ملك من السلالة الحاكمة، «لديه الحق الشرعي»، سيأتي بعد فترة ويجلس على العرش. وفي الدرس التالي، سنرى مَن هو هذا الملك.
٢٧ ماذا نتعلم من تاريخ إسرائيل مع مصر؟
٢٧ أي درس نتعلمه من تاريخ إسرائيل مع مصر؟ لا يجب أن يضع شعب يهوه اليوم ثقتهم في القوى السياسية ويظنوا أنها قادرة أن تؤمِّن لهم حماية دائمة. حتى في أفكارنا، يجب أن نحترم وصية يسوع: «لستم جزءًا من العالم». (يو ١٥:١٩؛ يع ٤:٤) صحيح أن النظام السياسي قد يبدو قويًّا، لكنه ليس سوى «عكاز ضعيف من قصب»، مثلما كانت مصر قديمًا. تخيَّل كم ستكون نظرتنا محدودة إذا وضعنا أملنا في إنسان يفنى بدل أن نضع أملنا في سيد الكون العظيم القادر على كل شيء. — إقرإ المزمور ١٤٦:٣-٦.
الأمم ‹ستعرف أني أنا يهوه›
٢٨-٣٠ ما الفرق بين الطريقة التي ‹ستعرف بها الأمم يهوه› وبين الطريقة التي نعرفه نحن بها؟
٢٨ في سفر حزقيال، قال يهوه عدة مرات عن الأمم: «سيعرفون أني أنا يهوه». (حز ٢٥:١٧) ولا شك أن هذه الكلمات تمَّت عندما نفَّذ يهوه حكمه على أعداء شعبه. ولكن هذه النبوة لها إتمام أعظم في أيامنا. فما هو؟
٢٩ مثل أمة إسرائيل قديمًا، نحن اليوم محاطون بشعوب تعتبرنا مثل خروف ضعيف لا يقدر أن يدافع عن نفسه. (حز ٣٨:١٠-١٣) ومثلما سنرى في الدرسين ١٧ و ١٨، ستشنُّ هذه الشعوب هجومًا شرسًا على كل شعب يهوه. ولكن عندما يفعلون ذلك، سيعرفون كيف تكون القوة الحقيقية. فعندما يُدمِّرهم يهوه في معركة هرمجدون ‹سيعرفونه› غصبًا عنهم؛ سيعرفون أنه هو سيد الكون العظيم. — رؤ ١٦:١٦؛ ١٩:١٧-٢١.
٣٠ بالمقابل، سيحمينا إلهنا العظيم يهوه ويُباركنا. لماذا؟ لأننا نثق به ونُطيعه ونُقدِّم له العبادة النقية التي يستحقها. وبهذه الطريقة، نُبرهن منذ الآن أننا نعرف يهوه. — إقرأ حزقيال ٢٨:٢٦.
a مثلًا، منع الفلسطيون وجود أي حدَّاد في إسرائيل. فكان على الإسرائيليين أن يذهبوا إلى الفلسطيين كي يسنُّوا أدوات الزراعة. والكلفة كانت تُعادل أُجرة عامل لعدة أيام. — ١ صم ١٣:١٩-٢٢.
b يبدو أن مدينة صور بُنيَت أساسًا على صخر وسط الماء مقابل الساحل، وهي تبعد نحو ٥٠ كلم شمالًا عن جبل الكرمل. ولاحقًا، تم بناء أجزاء إضافية للمدينة على البر. واسم المدينة من أصل سامي ومعناه «صخر».
c تنبَّأ أيضًا إشعيا وإرميا ويوئيل وعاموس وزكريا ضد صور. ونبواتهم تمَّت بكل تفاصيلها. — إش ٢٣:١-٨؛ إر ٢٥:١٥، ٢٢، ٢٧؛ يوء ٣:٤؛ عا ١:١٠؛ زك ٩:٣، ٤.