الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

التقرير العالمي

التقرير العالمي

التقرير العالمي

افريقيا والجزر المجاورة

قارة افريقيا مجزَّأة الى عدد كبير من الدول.‏ وهذه الدول تقسِّمها ايضا القبائل واللغات.‏ واندلاع اعمال العنف بين الفرق العرقية ليس امرا غير مألوف.‏ ولكن هنالك اكثر من ٠٠٠‏,٦٣٦ شخص في هذه البلدان،‏ القبائل،‏ والفرق اللغوية متَّحدون في عبادة الاله الحقيقي يهوه.‏ وهم يحثون الآخرين ان ‹يخافوا اللّٰه ويعطوه مجدا،‏› وكثيرون يتجاوبون بتقدير مع هذا التشجيع.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

بعض الذين كانوا منغمسين في الخرافات المحلية والشعوذة تحرَّروا من كل ذلك لكي يخدموا يهوه.‏ ففي جنوب افريقيا،‏ عندما فُتح باب بعد ان قرعه الشهود،‏ وقفت امامهم امرأة مرتدية الزيّ الكامل للـ‍ سانْڠوما (‏الطبيبة المشعوذة)‏.‏ فأرادوا ان يغادروا المكان بسرعة،‏ لكنَّ المرأة اصرَّت ان يقدِّموا رسالتهم.‏ واستخدم احد الشهود التثنية ١٨:‏١٠-‏١٢ ليُظهر نظرة الكتاب المقدس الى الممارسات الارواحية.‏ فقبلت الطبيبة المشعوذة العرض لدرس في الكتاب المقدس.‏ وقالت انه اذا اقتنعت من خلال درسها للكتاب المقدس بأن مزاولة عمل الـ‍ سانْڠوما هي عكس رغبات يهوه،‏ فستكفّ عنها.‏

وبعد درس الفصل ١٠ في كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض مع الكتاب المقدس،‏ احرقت كل الادوات التي كانت تستعملها في الشعوذة وابتدأت تحضر الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏ ومع انها متزوجة شرعيا،‏ كانت قد هجرت زوجها منذ ١٧ سنة.‏ فرأت الآن الحاجة الى تصحيح الوضع.‏ وكلاهما الآن شاهدان منتذران ومعتمدان.‏

خلال السنة الماضية او نحو ذلك،‏ اتت من ملاوي اخبار هي من اكثر الاخبار إثارة.‏ فكم فرح شهود يهوه حول العالم عندما سمعوا انه في ١٢ آب ١٩٩٣ رُفع الحظر الذي دام ٢٦ سنة عن شهود يهوه في ملاوي!‏ وتبع ذلك في ١٥ تشرين الثاني ١٩٩٣ تسجيل جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس وفي ٢٥ شباط ١٩٩٤ رُفع الحظر عن مطبوعات شهود يهوه.‏ والمثير للاهتمام انه بعد اسابيع قليلة فقط من تسجيل الجمعية دُمِّر المقرّ العام لـ‍ «روّاد ملاوي الشباب» (‏MYP)‏ الذين عاملوا شهود يهوه بوحشية كبيرة.‏ وأُغلقت كل مكاتبهم وطارد الجيش كثيرين منهم وقتلهم.‏ وهرب آخرون الى موزَمبيق لانقاذ حياتهم.‏

يتعلم الاخوة في ملاوي من جديد كيف يذهبون من بيت الى بيت،‏ يعرضون المطبوعات،‏ ويبتدئون بدروس بيتية في الكتاب المقدس.‏ وبُعيد رفع الحظر عن مطبوعات الجمعية،‏ صُنعت ترتيبات للقيام بحملة تشمل كل البلد في نيسان،‏ وخلال ذلك الشهر وزَّع الناشرون،‏ بثلاث لغات،‏ نشرة بماذا يؤمن شهود يهوه؟‏ وقد وُزِّع اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١ نسخة من هذه النشرة.‏

لأكثر من ٣٠ سنة،‏ اختبر العدد القليل من المسيحيين الحقيقيين في سان توميه و پرنسيپي،‏ قبالة ساحل افريقيا الغربي،‏ الاضطهاد والضرب والسجن بسبب اجتماعهم معا لدرس الكتاب المقدس.‏ ولكن في السنة ١٩٩٣،‏ مُنح شهود يهوه هناك الحرية الدينية.‏ ثم تمتعوا في كانون الثاني ١٩٩٤ بالمحفل الكوري «التعليم الالهي» الذي دام ثلاثة ايام في اجمل قاعة محاضرات عصرية مكيَّفة الهواء في البلد.‏ حتى ان مقتطفات من البرنامج بُثَّت عبر الاذاعة الوطنية.‏

بعد ان اعادت المحكمة العليا في زائير الوضع الشرعي لشهود يهوه،‏ صار من الممكن عقد محافل كورية في البلد من جديد.‏ وماذا كان التجاوب؟‏ ملأ محفل في كينشاسا في اوائل سنة الخدمة المدرَّجَ بحضور زاد على ٠٠٠‏,٧٠.‏ وفي المحافل الكورية «الخوف التقوي» الستة الاولى في السنة ١٩٩٤،‏ بلغ مجموع عدد الحضور ١٢٧‏,١٢٠،‏ وكان عدد المعتمدين ١٥٥‏,١،‏ وكان لا يزال هنالك ١٩ محفلا آخر في هذه السلسلة ليجري عقدها.‏

في جماعة كوماسي پرودومو،‏ ساحل العاج،‏ هنالك خادم مساعد يُعرف بأنه اخ ذو طبع وديع جدا.‏ لكنه لم يكن يتمتع بهذا الصيت دائما.‏ فقبل ان يتعلم الحق كان يفرط في تناول المشروبات الكحولية،‏ يدخِّن،‏ يملك معاشرات ردية،‏ وغالبا ما يحلّ مشاكله بقبضتيه.‏ والذين عرفوه يشهدون انه كان من الافضل ان يكون المرء صديقا له او يبقى بعيدا عنه.‏ لكنه يقول:‏ «يهوه اشفق عليّ.‏» فقد ابتُدئ معه بدرس في الكتاب المقدس.‏ وتدريجيا صنع تغييرات في حياته واعتمد في النهاية.‏ ولكن الى ايّ حد كان هذا التغيير كاملا؟‏ قبل شهر من معموديته،‏ جرى امتحان ذلك عندما هاجمه بعض الرجال.‏ فلم ينتقم.‏ وبعد بضعة اسابيع من معموديته،‏ حصل امر مماثل.‏ وبرهن من جديد انه خلع من جهة تصرُّفه السابق الشخصية العتيقة،‏ انه تجدَّد بالقوة المنشِّطة ذهنه،‏ وأنه لبس فعلا شخصية جديدة تعكس روح يهوه.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢-‏٢٤؛‏ افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏،‏ ع‌ج.‏

آسيا وجزر المحيط الپاسيفيكي

في المشرق وجزر المحيط الپاسيفيكي،‏ بين الـ‍ ٨٤٧‏,٥١٤ الذين يسبِّحون يهوه،‏ هنالك ٣٤٣‏,١٥٢ يخدمون كفاتحين.‏

في اليابان،‏ قرَّر فاتح يسعى الى القيام بـ‍ ١٠٠ زيارة مكررة كل شهر ان يزور من جديد حتى الاشخاص الذين لم يُظهروا اهتماما في المرة الاولى.‏ وبهذه النية ابتدأ يحفظ سجلا لكل شخص يلتقيه في الخدمة من بيت الى بيت ثم يزوره ثانية خلال سبعة ايام.‏ وفي كل مرة ينهمك فيها في الشهادة من بيت الى بيت،‏ كان يسعى ايضا الى القيام بخمس زيارات مكررة.‏ وكان يستعد استعدادا كاملا لِما سيقوله ويتمم خدمته بثقة تامة بالرسالة التي يحملها.‏ وبحلول نهاية الشهر كان قد قام بـ‍ ٢٤١ زيارة من هذه الزيارات.‏ وفي احداها تمكن من الابتداء بدرس مع شخص قال:‏ «كنت دائما ارفضكم.‏ انها المرة الاولى التي اصغي فيها.‏» فالمثابرة الحبية انتجت ثمارها.‏ وبحلول نهاية الشهر كان يقدم تقريرا بعشرة دروس في الكتاب المقدس.‏

شهدت السنوات القليلة الماضية تدفقا لعدد كبير من الاجانب،‏ وخصوصا من آسيا،‏ الى نيوزيلندا.‏ وقد تشكل مؤخرا فريقَا درس كوري وتايلندي،‏ ويتوقع الاخوة قريبا تشكيل جماعة صينية في اوكلند،‏ حيث تذكر التقارير ان عدد السكان الصينيين ارتفع الى اكثر من ٠٠٠‏,٥٠.‏ وأخبرت ايضا مدن اخرى في «الجزيرة الشمالية» مثل ولينڠتون وپالمرستون نورث عن اهتمام كبير ضمن المجتمعات الصينية.‏

احرز بعض تلاميذ الكتاب المقدس نجاحا جيدا عندما تجاوبوا مع اقتراح يدعو الى اطلاع انسبائهم على الحق.‏ ففي تاينان،‏ تايوان،‏ ابتدأت ربة منزل شابة بالدرس.‏ وهي تعيش مع عائلة كبيرة،‏ كثيرون من افرادها اعضاء بارزون في الكنيسة المشيخية.‏ ولأن كنيستها كثيرا ما كانت تنقد الشهود بسبب ‹تهجمهم على الاديان الاخرى،‏› حرصت على عدم فعل ذلك لكنها ركَّزت على الاعراب عن الصفات المسيحية.‏ وكان عليها ان تقود دراجتها عشرة اميال (‏١٦ كلم)‏ الى الاجتماعات،‏ لكنها كانت قانونية في الحضور.‏ وسرعان ما ابتدأ افراد العائلة يلاحظون التغييرات التي كانت تصنعها في شخصيتها.‏ ونتيجة لذلك ولشهادتها اللبقة،‏ ابتدأت زوجة اخيها تدرس.‏ ثم وافق زوجها هي على التحقُّق مما كانت تتعلمه.‏ وبعد ذلك ابتدأ اخوه وأحد الاقرباء يدرسان.‏ ثم اظهرت الحماة اهتماما بما كان مختلف افراد العائلة يتعلمونه.‏ وبعد ذلك شهدت الشابة لوالدَيها،‏ اللذين يسكنان على بُعد ٢٠٠ ميل (‏٣٢٠ كلم)‏.‏ فابتدأا بالدرس.‏ والآن فإن المرأة الشابة،‏ زوجها،‏ واثنين من الانسباء هم معتمدون،‏ ويحرز عدة انسباء آخرين تقدُّما حسنا في تعلُّم الحق،‏ وقد استقال زوجان آخران من الكنيسة نفسها لكي يتمكنا من المشاركة في العمل الكرازي.‏ ويا لها من بركة من يهوه ان يُقدَّم الحق للآخرين بالكلام وبالسلوك الحسن كليهما!‏

في السنة ١٩١٢ عندما قام ت.‏ ت.‏ رصل،‏ اول رئيس لجمعية برج المراقبة،‏ بزيارة سيلان،‏ كما كانت سْري لانكا تُعرف آنذاك،‏ كانت ماتيلدا في الـ‍ ١٢ من العمر فقط.‏ وهي تظهر في الصورة في الصفحة ٢٣٨ من كتاب منادون جالسةً على الارض،‏ الثانية من اليمين.‏ وخدمت لاحقا سنين عديدة مع زوجها كفاتحة خصوصية.‏ وهي الآن في الـ‍ ٩٤ من العمر،‏ ولا تزال مشغولة بالشهادة.‏ وقد اكملت مؤخرا سنة من خدمة الفتح الاضافي.‏ وهي قادرة على المشي مستعينةً بعصا —‏ الامر الذي يكفي لتنتهز الفرص التي تسنح عندما يأتي الى بيتها الجيران،‏ الاصدقاء،‏ الانسباء،‏ الباعة،‏ سعاة البريد،‏ او ايّ شخص آخر.‏ ومع ذلك يلزم ان تنجز القسم الاكبر من شهادتها بكتابة الرسائل.‏ وهي تجد الاسماء والعناوين في اعمدة الوفيات في الصحيفة اليومية وتكتب الى بعض هؤلاء.‏ وكم تفرح عندما تصلها اجوبة تعبِّر عن التقدير!‏

في جمهورية كوريا،‏ ٣١ في المئة من الشهود هم فاتحون قانونيون،‏ ويشترك آلاف آخرون في خدمة الفتح الاضافي.‏ ويُغطَّى قسم من المقاطعة تكرارا.‏ ومع ذلك،‏ بتعليقات سديدة مؤلفة من جملة واحدة،‏ يحصل الناشرون على نتائج ايجابية حتى في البيوت التي يقول الناس فيها انهم غير مهتمين.‏ قالت اخت لامرأة كاثوليكية قالت انها لا تريد ان تسمع:‏ «لا اعرف ما نوع الرجاء الذي لديكِ ولكن» —‏ مشيرة الى نشرة الحياة في عالم جديد سلمي —‏ «لديَّ رجاء العيش في عالم جديد سلمي من هذا النوع.‏» وعندما قالت عجوز انها غير مهتمة،‏ اشارت اخت الى النشرة نفسها وسألت:‏ «اذا دُعيتِ الى العيش في الفردوس الذي يَظهر في هذه الصورة،‏ ألا تقبلين هذه الدعوة؟‏» وقادت الزيارتان الى درسَين بيتيَّين في الكتاب المقدس،‏ ثم الى حضور الاجتماعات،‏ والآن تتقدم كلتا المرأتين الى المعمودية.‏

يُبذل جهد دؤوب وجدّي في هاوايي لبلوغ الناس حيثما كانوا وبأية طريقة يمكن فيها الاتصال بهم —‏ الذين يسكنون في شقق محظور دخولها،‏ الذين هم في عملهم،‏ والناس في الشوارع،‏ في المنتزهات،‏ على الشواطئ،‏ وفي الاماكن الاخرى.‏ وهذا ادَّى الى مزيد من خرائط المقاطعة للجماعات وإلى تغطية اشمل للمقاطعة.‏ وكانت الشهادة بالهاتف مثمرة.‏ فبهذه الطريقة اتصلت اخت بشاب في البحرية يسكن في مبنى مؤلف من شقق محظور دخولها.‏ وكان الاهتمام الذي وُجد كافيا لترتيب الامور ليتسلم هذا الرجل كراسة.‏ وقام اخ بملاحقة الزيارة وابتدأ بدرس مؤسس على الكتاب المقدس في كتاب ان تحيوا الى الابد.‏ وعلى مرِّ الوقت ابتدأ الرجل يشهد لزملائه في الغرفة وفي السفينة.‏ وفي الواقع،‏ كان يدعوهم (‏شخصا واحدا كل مرة)‏ الى الانضمام اليه في درسه.‏ وبعد عدة اسابيع من الدرس سأل الرجل،‏ «كيف سيجد يهوه جميع الذين يريدون ان يعرفوا الحق قبل ان يأتي المنتهى؟‏» فأجاب الاخ:‏ «هل تعتقد انه كان مجرد مصادفة الاتصال بك هاتفيا في مبنى لا يمكن دخوله،‏ لم يُخدم من قبل قط،‏ وفي وقت كنت فيه في البيت؟‏» ففكر الرجل لحظة وقال:‏ «هذا مثير للاهتمام،‏ لانه قبيل الاتصال الهاتفي،‏ اردت ان اعرف ما اذا كانت هنالك طريقة اكتشف بها ما يقوله الكتاب المقدس حقا.‏»‏

هل يمكن للشاهد ان يستمر في الكرازة حتى عندما يكون في المستشفى من اجل معالجة طويلة؟‏ هذا هو التحدي الذي واجهته اخت في جزيرة تاراوا،‏ كيرَباس،‏ في وسط المحيط الپاسيفيكي.‏ فقد بدأت فورا بتوزيع كراسة ‏«ها انا»‏ على كثيرين من المرضى هناك الذين يقبلون الكراسة.‏ وبعد ان لاحظت مريضة ان اختنا لديها زوار منتظمون،‏ سألت عما اذا كان هؤلاء جميعا انسباءها.‏ وعندما اوضحت لها ان هؤلاء هم اخوتها وأخواتها الروحيون،‏ بمن فيهم شيوخ الجماعة،‏ تأثرت المرأة بعمق.‏ وعبَّرت عن خيبة امل كبيرة لانه في الاشهر الثلاثة التي اقامت خلالها في المستشفى،‏ لم يكن لدى ايّ من اعضاء دينها ما يكفي من الاهتمام لزيارتها مع انهم يعرفون انها مريضة جدا.‏ وطلبت درسا في الكتاب المقدس.‏ وعلى مرِّ الوقت وافق زوجها وأمها ايضا على الدرس.‏ واستطاعت اختنا ان تغادر المستشفى لوقت قصير لحضور محفل دائري.‏ وكم فرحت عندما انضم اليها في ذلك المحفل احد المرضى هناك وأعضاء عديدون من عائلات مرضى آخرين!‏

اوروپا

هذه السنة الماضية خُصِّصت ٤٦٨‏,٧٦٣‏,٢٤٨ ساعة للشهادة عن ملكوت اللّٰه في بلدان اوروپا،‏ بما فيها روسيا،‏ التي تمتد وراء جبال الاورال والى الشرق.‏ واعتمد ٥٧٨‏,٨٩ في هذا الجزء من العالم رمزا الى انتذارهم ليهوه.‏ فكيف جرى ايصال البشارة الى هؤلاء الناس؟‏

في السنوات الاخيرة حاول آلاف اللاجئين الحصول على اذن لدخول بلجيكا.‏ وهذا فتح حقول نشاط جديدة للاخوة البلجيكيين.‏ وخلال السنوات الثلاث الماضية،‏ في مركز يأوي ٤٨٠ لاجئا،‏ ادار الاخوة ١٦٠ درسا في الكتاب المقدس مع اناس من ٤٣ بلدا.‏ وكانت تحضر احيانا فِرق من عشرة.‏ وكان الاهتمام كبيرا حتى ان مدير المركز رتَّب مكتبا خاصا يمكن للاخوة ان يديروا فيه دروسهم في الكتاب المقدس.‏

طلب لاجئ كاثوليكي من سلوڤاكيا ان يُعقد درسه في الكتاب المقدس مرتين في الاسبوع.‏ وعندما كتب الى امه وشهد لها،‏ قامت بزيارة الجماعة المحلية في سلوڤاكيا لتعرف ايّ نوع من الناس كان ابنها يعاشر.‏ وإذ اندهشت وكانت سعيدة،‏ قبلت درسا في الكتاب المقدس وكذلك ابنتها ايضا.‏ وكتب الشاب ايضا الى خطيبته.‏ فحاولت شقيقتها الكبرى ان تثبطها،‏ ولكن سرعان ما صارتا كلتاهما تدرسان.‏ واذ استمر ذلك الشاب في مركز اللاجئين في الكتابة الى عائلته،‏ كان كل اعضاء عائلته يقرأون رسائله.‏ وتدار الآن عشرة دروس في الكتاب المقدس مع اقرباء في سلوڤاكيا.‏

الصبر له مكافآته —‏ هذا هو استنتاج اخت فاتحة في الجمهورية التشيكية.‏ تروي:‏ «منذ سنة ابتدأتُ بدرس مع سيدة شابة.‏ كان اهتمامها ومدى انتباهها للتأمل في افكار الكتاب المقدس يدومان ١٠ الى ١٥ دقيقة فقط خلال الشهرين الاولين.‏ وقد غيَّرَتْ عدة مرات يوم وساعة درسنا.‏ لكنني لم اقل لها قط:‏ ‹ليس لدي وقت،‏› او،‏ ‹هذا الدرس قصير جدا،‏› مع ان الوقت ثمين جدا بالنسبة الي وكثيرا ما كنت اخسر امسيتين في الاسبوع لكي ادير هذا الدرس لمجرد ١٠ دقائق.‏ لكنَّ الصبر له مكافآته.‏ فبعد شهرين،‏ اقترحت هذه السيدة الشابة ان تدوم دروسنا نصف ساعة،‏ ولاحقا حتى ساعة كاملة.‏ وهي تحضر اليوم كل الاجتماعات،‏ تستعد لها،‏ وتقدِّم التعليقات.‏ لقد تركت الدين الباطل وهي تسعى الى المعمودية.‏»‏

يُستخدم شريط ڤيديو الجمعية شهود يهوه —‏ الهيئة وراء الاسم بشكل جيد.‏ ففي جزر فارو،‏ بين ايسلندا والنَّروج،‏ لدى زوجين فاتحين شريطا ڤيديو يعيرانهما للناس.‏ وفي احدى المرات كان لديهما ١٤ فردا على لائحة الانتظار لمشاهدة شريط الڤيديو.‏ وبعض الذين يستعيرونه يُرونه لآخرين ايضا.‏ وثمة استاذ مدرسة متقاعد لديه اشتراك في برج المراقبة واستيقظ!‏ لسنوات عديدة استعار شريط الڤيديو.‏ وعندما عاد الاخ لاسترجاعه،‏ كان الرجل متحمسا جدا وقال انه اراه لـ‍ ١٤ شخصا في القرية.‏ لكنَّ الاخ لم يستطع استرجاع شريط الڤيديو لانه كان قد أُعير لامرأة في قرية قريبة.‏ ولاحقا أُخبر الاخ ان هذه المرأة ارته لـ‍ ١٥ شخصا في قريتها.‏ وخلال عطلة عيد الفصح اراه استاذ المدرسة لـ‍ ٦ آخرين.‏ وآخر الاخبار هو ان شريط الڤيديو أُعير لصياد سمك.‏ وقد سلَّم استاذ المدرسة السابق الشريط الى صياد السمك بشرط ان يُعرض على الـ‍ ١١ شخصا الذين على متن المركب جميعا.‏

عندما كان شيخ في فنلندا يدير اجتماع خدمة الحقل ذات صباح،‏ قال للفريق:‏ «لا نعرف الى اين سيقودنا يهوه في الخدمة اليوم،‏ ولكن من المهم جدا ان نكون في الخدمة لانه حينئذ يمكن ليهوه ان يستخدمنا بالطريقة التي يريدها.‏» ولاحقا،‏ في المقاطعة،‏ انتاب الشيخ شعور قوي بأنه يجب ان يزور بيتا معيَّنا كانا يمرّان به.‏ فقال رفيقه انه لا احد يسكن هنا،‏ ولكنَّ الشيخ اراد ان يذهبا على ايّ حال.‏ فقابلا سيدة قالت انها انتقلت وزوجها الى هنا منذ وقت قصير.‏ وعندما قال لها الاخَوان انهما من شهود يهوه،‏ طلبت منهما ان يدخلا البيت،‏ وأوضحت ان زوجها سيعود الى البيت في اية لحظة.‏ وعندما دخلا،‏ قالت:‏ «لقد صليت الى اللّٰه ان يوجِّه احد شهود يهوه الينا،‏ اذ انتقلنا الى هذه البلدة منذ وقت قصير.‏ ولكن كيف اتيتم بهذه السرعة الكبيرة؟‏ فقد قدَّمت صلاتي منذ عشر دقائق فقط.‏» وعندما جاء الزوج،‏ تبيَّن انه هو ايضا مهتم،‏ وجرى الابتداء بدرس معهما في الحال.‏ كان التقدم سريعا.‏ واعتمدا في ايار ١٩٩٤.‏

ان اتخاذ قرار ثابت لوضع المصالح الروحية قبل الاهتمامات المادية هو خطوة مهمة في النمو الى النضج المسيحي.‏ وقد صحَّ ذلك في حالة جاك،‏ صياد سمك في فرنسا ينطلق في عمله من مرفإ على البحر المتوسط.‏ كان جاك قد درس الكتاب المقدس فترة قصيرة فقط مع شهود يهوه.‏ وأراد ان يحضر المحفل الكوري في الصيف،‏ لكنه كان سيُعقد خلال افضل فترة صيد في السنة،‏ فترة يعمل فيها معظم صيادي السمك ليل نهار ليجمعوا غلة الموسم من الاسماك.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان لدى جاك ١٢ مستخدَما يعملون في مركبه.‏ فكيف يمكنه ان يشرح انهم لن يصطادوا لعدة ايام في ذروة الموسم؟‏ رغم انه دُعي احمق وعانى الكثير من الاستهزاء،‏ وضع جاك بثبات الامور الروحية اولا وحضر المحفل مع زوجته وابنيهما الصغيرين.‏

ويوم الاثنين الذي تلا المحفل،‏ اخذ جاك مركبه وطاقمه ثانية وخرجوا للصيد.‏ وعندما جذبوا شباكهم،‏ بدلا من الصيد العادي المؤلف من ٦٥٠ پاوندا (‏٣٠٠ كلڠ)‏ او نحو ذلك من سمك السردين،‏ دُهشوا عندما وجدوا حوالي طن من الابراميس،‏ سمك مرغوب فيه كثيرا وتساوي قيمته خمسة اضعاف ما كانوا سيصطادونه على الارجح في الايام التي كانوا غائبين فيها خلال المحفل!‏ ولم يتمكن ايٌّ من صيادي السمك في القرية ان يتذكر شخصا اصطاد ذات مرة كمية كهذه!‏

قُدِّمت الشهادة لشاب فيما كان يقضي عطلة فصل الشتاء في التزلج.‏ ورغم انه لم يكن مهتما حقا،‏ قرر ان يحضر اجتماعا في بلدته الام،‏ في النَّذَرلند،‏ فقط ليرى ما هو عليه الامر.‏ وبعد حضور درس الكتاب الجماعي عدة اسابيع،‏ وافق على درس في الكتاب المقدس باستعمال كتاب ان تحيوا الى الابد.‏ وبعد عدة اشهر،‏ حضر ايضا الاجتماعات ايام الآحاد،‏ ولكن لم يحدث تقدم حقيقي في ما يتعلق بالقرار ان يخدم يهوه.‏ لقد تربَّى الشاب دون ايمان باللّٰه.‏ لكنه عندما شاهد شريط الڤيديو الكتاب المقدس —‏ تاريخ دقيق،‏ نبوَّة موثوق بها،‏ تأثَّر بعمق.‏ وطلب ان يحتفظ بشريط الڤيديو لاسبوع آخر.‏ وأخيرا قال:‏ «اللّٰه موجود،‏ والكتاب المقدس هو كلمته.‏» ومن ذلك الحين فصاعدا تقدَّم بسرعة،‏ وهو الآن شاهد غيور ليهوه.‏

اميركا الوسطى والجنوبية

يا للحقل المثمر للتلمذة الذي صار عليه هذا الجزء من العالم!‏ فخلال السنة الماضية،‏ أُدير ٢٦٨‏,٦١٣‏,١ درسا بيتيا في الكتاب المقدس في هذه البلدان،‏ وتقدَّم ١٢٦‏,٩١ تلميذا الى المعمودية بالماء.‏

ونتيجة للشهادة قرب بحيرة تيتيكاكا،‏ عاليا في جبال الأنديز في بوليڤيا،‏ حصل اخوتنا على بعض الاختبارات الرائعة جدا.‏ لقد وجدوا انه عندما كانوا يعرِّفون بأنفسهم كشهود ليهوه في مجتمع ريفي يُدعى اتاوالپاني،‏ كان اناس كثيرون يقولون انهم شهود يسوع المسيح.‏ وعند سؤالهم عن سبب اختيارهم هذا الاسم،‏ كانوا يجيبون بالاشارة الى الاعمال ١:‏٨‏.‏ وبعد مناقشة ايجابية لاسئلة كثيرة في حضور قسوس الفريق،‏ بما في ذلك الاساس الموجود في الاسفار المقدسة للاسم شهود يهوه،‏ دعا الناشرون الفريق الى قاعة الملكوت في كورپا.‏

وبعد عدة اسابيع اتى فعلا ثلاثة قسوس من الفريق الى قاعة الملكوت.‏ وبعد الاجتماع تكلموا مطوَّلا مع الشيوخ ودعوهم الى مكان اجتماعهم ليشرحوا المزيد عن تعاليمنا للكتاب المقدس.‏ فحضَّر الشيوخ سلسلة خطابات عن ‹هرمجدون،‏› ‹من يذهبون الى السماء،‏› و‹الفردوس على الارض.‏› وكان حاضرا نحو ٥٠ عضوا من كنيستهم.‏ وبعد الخطابات تكلم عريف فريقهم،‏ مخبرا كل الحضور بأنه جرى ‹تضليلهم وأنهم يمارسون الدين الباطل.‏› وبعد ذلك الاجتماع عانق القسوس وآخرون عديدون الاخوة بحرارة.‏ وجرى الابتداء بدروس عديدة في الكتاب المقدس مع اعضاء من هذا الفريق.‏ وفي زمن هذه الكتابة صار ٢٥ منهم شهودا معتمدين و ١٠ آخرون يحرزون تقدما جيدا في دروسهم في الكتاب المقدس.‏ تخيلوا فرح هذا الفريق من الاشخاص المخلصين عندما ادركوا انهم وجدوا في النهاية المعرفة الدقيقة لحق اللّٰه المانح الحياة!‏

في الجزء الشرقي من السلڤادور،‏ خطَّط الاخوة لزيارة الانحاء البعيدة من مقاطعتهم الريفية للكرازة بالبشارة.‏ وبعد ان سار الاخوة ساعات عديدة في المسالك الضيقة،‏ صاعدين التلال ونازلين منها،‏ وصلوا الى قرية صغيرة لم يزوروها سابقا قط.‏ وفي احد البيوت،‏ اتى صبي اعمى عمره ١١ سنة الى الباب وأصغى لمدة وجيزة.‏ ثم،‏ لدهشة الاخ،‏ قال الصبي،‏ «انا واحد من شهود يهوه.‏» فهل كان حقا كذلك؟‏ كم كان الناشر مندهشا عندما ابتدأ الصبي يرنِّم الترنيمة رقم ٣٢،‏ «من بيت الى بيت»!‏ فكان يعرفها من البداية الى النهاية.‏ وقال انه يستطيع ان يرنِّم ايضا ترانيم اخرى،‏ وابتدأ فورا بالترنيمة رقم ١٠٥،‏ «حيُّوا ابن يهوه البكر!‏» وشرح بعد ذلك للأخ عن الارض الفردوسية.‏ فكيف تعلَّم هذا الصبي،‏ الساكن في مكان منعزل كهذا،‏ كل ذلك؟‏ من صبي صغير آخر لا يستطيع حتى القراءة.‏ فأم هذا الصبي كانت تعمل عند عائلة من الشهود في مدينة كبيرة،‏ وكان الصغير يرافق امه الى الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏ وعندما عادوا الى القرية الصغيرة حيث يسكنون،‏ روى لصديقه الاعمى كل ما سمعه.‏ والصبي الاعمى انتقل الآن الى بلدة اكبر حيث ينهمك الاخوة في مساعدته ليتقدم اكثر في الحق.‏

يكتب فاتح خصوصي في شمالي البرازيل انه عندما وصلوا الى تعيينهم،‏ عرفوا ان هنالك اربعة ناشرين يسيرون ستة اميال (‏١٠ كلم)‏ للوصول الى الاجتماعات،‏ اذ لم تكن هنالك تسهيلات باص في نهايات الاسابيع.‏ فقرَّر الفاتحون ان يعقدوا الاجتماعات في البلدة حيث يسكن هؤلاء الناشرون.‏ وفي الاحد الاول كان ٤٠ شخصا حاضرين.‏ وبالنسبة الى الاجتماع الثاني،‏ كان العدد هو نفسه في البيت،‏ ولكن في الخارج كان هنالك قسيس كنيسة جماعة الرب مع ١٥ من فريقه.‏ فدُعوا الى الدخول،‏ لكنهم فضَّلوا ان يسمعوا من الخارج.‏ يروي الفاتح:‏ «عند نهاية الاجتماع،‏ خرجتُ للتكلم معهم والاجابة عن اسئلتهم.‏ فأخبرتُ القسيس انني كنت ايضا قسيسا مثله.‏ فسأل:‏ ‹اذًا كيف يمكن ان تكون واحدا من شهود يهوه الآن؟‏› للاجابة عن سؤاله،‏ دعوته الى بيتنا،‏ فوافق.‏ وفي غضون اسابيع قليلة هجر هو والبعض من فريقه كنيستهم وابتدأوا بدرس الكتاب المقدس معنا.‏»‏

في اول احتفال بالذكرى في هذه البلدة،‏ حضر ١٤٠ شخصا قبل نصف ساعة.‏ وللأسف لم تكن تجهيزات الصوت متوافرة.‏ فاقترحت سيدة كاثوليكية ان تحاول استعارة التجهيزات من كنيستها.‏ وعندما طلبت ذلك من الكاهن،‏ قال:‏ «هل هذا من اجل شهود يهوه؟‏» فأجابت:‏ «كلا.‏ هنالك فقط ثمانية شهود.‏ وجهاز الصوت لازم لأكثر من ١٠٠ كاثوليكي هناك!‏» لم تنجح هذه الحجة.‏ فاقترحت سيدة پروتستانتية الامر نفسه،‏ لكنَّ الواعظ قال:‏ «ليس لشهود يهوه!‏» فاحتجَّت السيدة قائلة:‏ «انا وباقي اعضاء الكنيسة تبرعنا بها،‏ ولذلك لدينا الحق في استعمالها!‏» وبعد هذه الحجة سمح لهم باستعارتها.‏ وجرى الابتداء بدروس جديدة عديدة في الكتاب المقدس عقب هذه الذكرى.‏ وكان كل شخص في البلدة يتكلم عن الطريقة التي بها يساعد شهود يهوه حقا الاشخاص المنعزلين.‏

بعد ظهر احد الايام،‏ في قطار نفقي في كاراكاس،‏ ڤنزويلا،‏ كانت شاهدة تبحث عن طريقة تكرز بها لامرأة جالسة بالقرب منها.‏ فابتدأت الشاهدة تتكلم عن مدى تغيُّر المجتمع البشري وكيف يتطلَّب ذلك ان نتكيَّف نحن ايضا.‏

فوافقت المرأة ولكنها قالت:‏ «هذا ما اقوله لزوجي،‏ لكنه غبي.‏ فهو يريد ان نربِّي اولادنا بالطريقة القديمة العهد.‏ انه واحد من شهود يهوه.‏»‏

قرَّرت الناشرة ان لا تثبت هويتها كشاهدة.‏ وعوضا عن ذلك،‏ قالت:‏ «الاشخاص الذين اعرفهم هم ممتازون.‏ اخبريني،‏ هل هو سكِّير؟‏» وعندما تجاوبت المرأة قائلة،‏ «لا،‏ ابدا!‏» تابعت اختنا بقائمة كاملة من النقاط:‏ «اذًا؛‏ هل هو مدمن مخدِّرات؟‏» «لا بد انه فاسق ويأتي الى البيت دائما في وقت متأخر.‏» «هل يعلِّم الاولاد كلمات بذيئة؟‏» «انا اعرف ما هي المشكلة.‏ عليكِ ان تعملي وتعيليه وهو جالس في البيت.‏» وعن كل نقطة كان الجواب «كلا!‏» صارمة وغالبا بتعليقات عن صفاته الحسنة.‏ ولذلك قالت الشاهدة:‏ «اذًا،‏ انا لا افهم.‏ ما الخطأ فيه؟‏»‏

فكرت المرأة لحظات قليلة ثم قالت:‏ «الامر هو انه يأخذ الاولاد الى تلك الاجتماعات في القاعة مدة ساعتين.‏ لكنني قلت له ان لا يأخذهم الى هناك ثانية.‏»‏

‏«وماذا يقولون في هذه الاجتماعات؟‏» سألت الشاهدة.‏ ثم تابعت:‏ «عندما لا يذهب اولادك الى هذه الاجتماعات،‏ ماذا يفعلون؟‏» ومرة اخرى حاولت الشاهدة ان تساعد المرأة على التفكير:‏ «هل تعتقدين ان مشاهدة التلفزيون،‏ بكل عنفه،‏ حربه،‏ قتله،‏ ومسلسلاته اليومية الفاسدة ادبيا،‏ هي افضل لهم من ان يتعلموا عن اللّٰه؟‏ سأقول لك الحقيقة،‏» تابعت الشاهدة،‏ «هنالك نساء جميلات كثيرات،‏ نساء لديهن عمل دنيوي ويبحثن عن زوج.‏ وعليهن ان يقبلن الرجال كما هم عليه،‏ بكل عيوبهم.‏ ويتبين في النهاية انهم سكِّيرون،‏ يدمنون المخدِّرات،‏ يمارسون الاختلاط الجنسي؛‏ ينقلون اليهن الأيدز والامراض الاخرى،‏ وتبدو النساء بائسات.‏ فزوجك قديس؛‏ ألا تقدرينه؟‏ الحقيقة هي انني لا افهمك.‏ اذا كنت لا تريدينه،‏ فسأكون سعيدة بأن اتزوجه!‏ انه نوع الزوج الذي ابحث عنه.‏ اذا قال لي شخص مثله،‏ ‹لنذهب الى القاعة [قاعة الملكوت]،‏› اقول له:‏ ‹لنذهب!‏› واذا قال:‏ ‹يجب ان نأخذ الاولاد،‏› فسأكون مسرورة.‏ فقدِّري ما لديك.‏» وعندما نزلت المرأة من القطار،‏ كانت تبتسم،‏ وشكرت الشاهدة.‏ نأمل ان تتبع ايضا الاقتراح وتعرف ما تشمله الاجتماعات.‏

يوضح اختبار اخت في پاراڠواي انه من الحكمة ان نعمل واثقين بيهوه ونحن نخطِّط لحضور المحافل.‏ كان المحفل سيُعقد في العاصمة على بعد ٣٦٠ ميلا (‏٥٨٠ كلم)‏.‏ كان لدى اختنا خمسة اولاد صغار،‏ وكان زوجها قد هجرها قبل سنوات،‏ ولا تملك إلا القليل من المال.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ ابتدأت تدَّخر ما يمكنها من المال لكي تتمكن من الحضور مع كل اولادها.‏ ولكن عندما اتى يوم السفر،‏ لم تكن تملك بعد ما يكفي لدفع اجرة المواصلات.‏ فماذا كان يمكن ان تفعل؟‏ بما ان البلدة كانت صغيرة والامور فيها تُعالَج بطريقة ودية،‏ ذهبت مع اولادها الخمسة الى محطة الباص.‏ وأوضحت للشخص الذي يهتم بالتذاكر انه يلزم ان تسافر مع اولادها الى العاصمة لكنها تملك مالا يكفي لتذكرتين فقط.‏ ولبهجتها قال لها قاطع التذاكر ان تركب الباص مع عائلتها.‏ ثم عند جمع المال للتذاكر بعد ابتداء الرحلة،‏ طلب ثمن تذكرة واحدة فقط،‏ تذكرتها هي.‏ وكان الباص من الدرجة الاولى،‏ اغلى باص في بلدتهم.‏ وكم كانت هذه العائلة شاكرة على عدم خسارة فرصة الاستفادة من الطعام الروحي في المحفل الدائري!‏

اميركا الشمالية والجزر الكاريبية

في هذا الجزء من العالم ابتدأت هيئة يهوه الارضية العصرية تنمو منذ اكثر من ١١٠ سنوات.‏ وقد أُنجزت هنا كرازة واسعة بالبشارة،‏ لكنَّ رب الحصاد لم يقل ان العمل قد انتهى.‏ وفي الواقع،‏ اعتمد عشرات الآلاف في هذه البلدان هذه السنة الماضية.‏

تقول فاتحة في ڠرانادا انها كانت تشعر بالتثبُّط الى حد ما عند التفكير انه يلزم ان تذهب مرة اخرى الى مقاطعة خُدمت مرارا عديدة في الشهر الماضي.‏ ولكن ماذا حدث؟‏ تكتب:‏ «عندما قرعتُ باب روسل (‏فتى في الـ‍ ١٦ من العمر)‏ في ذلك الصباح،‏ لاحت على وجهه نظرة استغراب.‏ في ذلك الوقت تساءلتُ عما اذا كان بخير.‏ وأوضح لي لاحقا ان سبب نظرة ‹الاستغراب› تلك هو انه لم يكن يتوقع ان تُستجاب صلاته بمثل هذه السرعة.‏ فقبل اسبوع صلَّى بإخلاص الى اللّٰه ان يريه الطريقة الصحيحة للعبادة،‏ وها انا احدِّثه عن يهوه.‏

‏«خلال شهر ابتدأ يحضر كل الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏ وهو يحب القراءة،‏ وعند نهاية شهرين،‏ كان قد اكمل قراءة ‏‹لتكن مشيئتك على الارض،‏› ‹تعلم الامم اني انا يهوه› —‏ كيف؟‏،‏ الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏،‏ بحث الجنس البشري عن اللّٰه،‏ كتاب المباحثة،‏ اعظم انسان عاش على الاطلاق،‏ الكتابين السنويين لعامي ١٩٩١ و ١٩٩٢،‏ معظم الكراسات المتوافرة،‏ بالاضافة الى الاعداد الحالية من مجلتي برج المراقبة واستيقظ!‏ .‏ .‏ .‏ اعتمد في تموز الماضي في المحفل الكوري.‏ لقد ادرك فعلا صحة كلمات صاحب المزمور في المزمور ١٤٥:‏١٨‏:‏ ‹الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق.‏›»‏

ومن المثير للاهتمام ان روسل كان يسكن في الطابق التحتاني من ذلك البيت طوال سنتين.‏ وخلال هذا الوقت لم يتصل الشهود به او بخالته،‏ مع ان المقاطعة تُخدم تكرارا.‏ فما اهم ان نكون دقيقين في تغطيتنا للمقاطعة!‏

وصلت امرأة من العشراء الجدد لحضور اليوم الاخير من المحفل الكوري «الخوف التقوي» في آنتيڠوا ونزلت من سيارتها قرب مدخل قاعة المحافل.‏ وفي وقت لاحق من ذلك الصباح اكتشفت انها اضاعت محفظتها التي تحتوي على اكثر من ٠٠٠‏,٢ دولار كاريبي شرقي (‏٧٤٠ دولارا اميركيا)‏.‏ وتذكرت انها رأتها قبيل مغادرتها السيارة.‏ فرجعت على الطريق التي جاءت منها باحثة باعتناء ثم سألت حجاب الموقف،‏ لكنها لم تجدها.‏ فأكدت لها الشاهدة التي دعتها انه «اذا وُجدت في الموقف او في قاعة المحفل،‏ فسيعيدها الرفقاء،‏ لأن شهود يهوه نزهاء ومحبّون.‏»‏

في الصباح التالي،‏ بعد ان تذكَّرت المرأة انه يوجد داخل محفظتها شيك غير مقبوض يُدفع لأمرها،‏ اتصلت هاتفيا بالمؤسسة التجارية التي حرَّرته.‏ ولدهشتها الكبيرة قالت صاحبة المؤسسة،‏ «اتصل قبل قليل رجل من شهود يهوه وسأل إن كنتُ اعرفكِ وأين يمكن ان يجدك.‏ فقد وجد محفظتك خارج محفلهم امس.‏» لقد صارت المرأة مقتنعة اكثر من ذي قبل بأن شهود يهوه يخافون اللّٰه فعلا.‏

ان الاعتناء بأعضاء العائلة المرضى هو مسؤولية جميع المسيحيين سواء كانوا في الخدمة كامل الوقت او لا.‏ لقد توصلت احدى اخواتنا في ألاسكا الى حلٍّ يمكِّنها من متابعة الفتح رغم ان صحة ابنتها تطلَّبت منها ان تساعدها في اوقات غير متوقعة.‏ وهذا جعل خدمتها للحقل تقتصر على الشهادة بالهاتف من بيتها.‏ ثم،‏ بعد التفكير في الامر بروح الصلاة،‏ قرَّرت ان تحمل معها هاتفا خَلَويا عندما تكون في خدمة الحقل.‏ وبهذه الطريقة كان يمكن ان تخرج من البيت ويجري الاتصال بها عند اللزوم.‏ لقد تمتعت بـ‍ ٢٨ سنة من خدمة الفتح،‏ ولا ترغب ابدا في التخلي عن هذا الامتياز الثمين.‏

اضطرت اخت من جزيرة سانت كروا،‏ الجزر العذراء الاميركية،‏ الى اخذ طفلتها المولودة حديثا الى پورتو ريكو لتحصل على عناية طبية.‏ وذات يوم ادخلت رئيسةُ الممرِّضات الاختَ الى مكتبها وقالت:‏ «كيف تتمكنين من المجيء كل يوم لرؤية طفلتكِ،‏ وذلك طوال ثلاثة اشهر؟‏ لا بد ان فاتورة الفندق صارت كبيرة جدا.‏ فكل الامهات الاخريات يأتين من الجزر ثم يتركن اطفالهن هنا ويكنَّ مضطرات الى العودة الى بيوتهن.‏» فأخبرتها الاخت عن لجنة الاتصال بالمستشفيات،‏ وأوضحت ان زوجَين دعَوَاها الى الاقامة في بيتهما،‏ اعتنيا بها،‏ زوَّداها المواصلات الى المستشفى،‏ وهلم جرا.‏ فسألت الممرِّضة ما اذا كانت تعرفهما من قبل.‏ وعندما قالت الاخت،‏ «لا،‏ لكنهما من اخوتنا،‏» دهشت الممرضة.‏ وفي الواقع،‏ تأثر بذلك فريق العمل كله.‏ قالت رئيسة الممرِّضات:‏ «هذا هو الدين الذي يحتاج اليه العالم اليوم.‏»‏

‏‹ها الحقول قد ابيضَّت للحصاد›‏

عندما شدَّد يسوع لتلاميذه على اهمية الخدمة التي كان يدربهم عليها،‏ قارنها بالحصاد،‏ قائلا:‏ «ها انا اقول لكم ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضَّت للحصاد.‏» (‏يوحنا ٤:‏٣٥‏)‏ وفي ما بعد قال لهم:‏ «الحصاد كثير ولكنَّ الفعلة قليلون.‏ فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده.‏» (‏متى ٩:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ وكم هي ملائمة هذه الكلمات الآن!‏

يظهر تقرير سنة الخدمة الماضية ان بلدانا كثيرة اتت بحصاد وافر من المسبِّحين الفرحين ليهوه.‏ وبين تلك التي اخبرت عن زيادة ٢٠ في المئة او اكثر كانت البانيا،‏ بلغاريا،‏ اوكرانيا،‏ استونيا،‏ لاتڤيا،‏ ليثوانيا،‏ آنڠولا،‏ وموزَمبيق.‏

حثت تطورات ايجابية عديدة على توسُّع ثيوقراطي كبير في موزَمبيق خلال سنة الخدمة ١٩٩٤.‏ ومن هذه كان العامل الرئيسي التدفق الهائل للاجئين العائدين من البلدان المجاورة،‏ والاغلبية من ملاوي.‏ وقد عادت اربع دوائر بكاملها خلال السنة ١٩٩٣ في وقت كان لدى موزَمبيق عشر دوائر فقط لكامل البلد.‏ والعامل الآخر كان اعادة تنظيم الجماعات التي انقطعت عن الاتصال بالهيئة بسبب ظروف الحرب.‏ والمزيد من المهتمين يتقدمون الى الانتذار والمعمودية.‏

في مدينة ميلانج،‏ في اقليم زامبِزييا،‏ عُقد محفل دائري في تشرين الثاني ١٩٩٣.‏ ولبهجتهم،‏ وقف ٥٠٥ مرشحين للمعمودية،‏ ربع الـ‍ ٠٢٣‏,٢ الحاضرين صباح السبت،‏ للإجابة عن السؤالَين اللذين طرحهما الخطيب.‏ ثم،‏ اذ كان جبل إمْلانيي الجميل امامهم،‏ سار هذا الفريق الكبير اربعة اميال (‏٦ كلم)‏،‏ وهم يرنِّمون الحان الملكوت بانسجام،‏ عبر مركز المدينة واجتازوا الكنيسة الكاثوليكية الى اقرب نهر ليعتمدوا كشهود ليهوه.‏

بعض المشبهين بالخراف قبلوا الحق بسرعة.‏ تخبر مرسلة عُيِّنت مؤخرا في كَمبوديا:‏ «ذات سبت،‏ فيما كنت اشهد من بيت الى بيت،‏ وزَّعت كراسة مع شابة.‏ ومثَّلت ترتيب الدرس في الكتاب المقدس وحدَّدت موعدا للعودة بعد يومين لمتابعة المناقشة.‏ ويوم الاثنين بعد درسنا شرحت لها عن الاجتماعات وأعطيتها بطاقة دعوة الى الاجتماع.‏ فنظرتْ اليها وقالت،‏ ‹أراكِ غدا.‏› وهكذا،‏ حضرت يوم الثلاثاء درس الكتاب الجماعي.‏ وعند انتهائه سألتها،‏ ‹متى سأراكِ من جديد؟‏› فسألتُ،‏ ‹غدا؟‏› فأجبت،‏ ‹حسنا،‏› وهكذا عقدنا درسنا الثالث يوم الاربعاء.‏ وعند نهاية هذا الدرس سألتُ،‏ ‹متى سأراكِ من جديد؟‏› فسحبت بطاقة دعوتها وقالت،‏ ‹غدا في الاجتماع.‏› وهكذا في الاسبوع الاول من اللقاء درستْ ثلاث مرات وحضرت الاجتماعات الثلاثة كلها.‏ وتابعت الحضور قانونيا.‏»‏

ان مقارنة التقارير من روسيا لشهر آب ١٩٩٣ بحزيران ١٩٩٤ تظهر زيادة ٤٩ في المئة في الناشرين و ٨٧ في المئة في دروس الكتاب المقدس البيتية.‏ ومعظم الجدد جرت مساعدتهم على اساس فردي.‏ ولكن في بعض المناطق،‏ اعتنقت فرق كبيرة الحق.‏ حصل رجل يسكن في مدينة قرب سانت پيترسبرڠ على نسخة من كتاب ان تحيوا الى الابد من اقرباء في جمهورية جورجيا.‏ ولأن هذا الرجل شارك الآخرين في ما تعلمه،‏ ابتدأ فريق بالاجتماع للدرس بمساعدة الكتاب.‏ وعلى اساس ما تعلَّموه،‏ اتلفوا اصنامهم وصنعوا تغييرات في عملهم الدنيوي.‏ ثم ابتدأوا برحلة لايجاد شهود يهوه لكي يحصلوا على المساعدة في تنظيم عمل الكرازة في منطقتهم.‏ وأتى بعض الفاتحين للمساعدة،‏ وفي مجرد اربعة ايام باشروا ٥٠ درسا في الكتاب المقدس.‏ وهنالك الآن ٢٢ ناشرا في المدينة،‏ ٧ منهم معتمدون،‏ وكل واحد يدير تسعة او عشرة دروس في الكتاب المقدس.‏ وفي جزيرة سخالين،‏ الى اقصى الشرق،‏ هنالك ايضا تجاوب ممتاز.‏ ففي كانون الثاني ١٩٩١ كان هنالك ثمانية ناشرين فقط في الجزيرة.‏ وهنالك الآن اكثر من ٣٠٠ ناشر غيور يقترنون بست جماعات.‏

كل سنة لدى الفرع في كولومبيا حملة لتغطية المقاطعة بشكل شامل وللوصول،‏ بمساعدة الفاتحين الخصوصيين الوقتيين،‏ الى بلدات اكثر في المناطق النائية.‏ وهذه السنة عُيِّن فاتحون خصوصيون في ٣٣ بلدة في الاجزاء المنعزلة للبلد،‏ وخصوصا في السهول الشرقية.‏ هذه هي منطقة واسعة وهي دغل في الغالب بطرقات قليلة تربط البلدات المنعزلة معا.‏ وعلى الرغم من الظروف الصعبة،‏ ادَّت جهودهم الى تشكيل ٢٢ فريقا جديدا.‏ وفي احدى القرى التقى احد الاخوة رجلا قال ان زوجته تحب قراءة الكتاب المقدس.‏ وفي ما بعد اقترح ان يزوروا ايضا جاره.‏ والجار بدوره عرَّفهم بعائلة اخرى كانت تريد ان تدرس.‏ وفي غضون ستة اشهر اعتمد خمسة اعضاء من هذه العائلات الثلاث،‏ واثنان منهم الآن فاتحان قانونيان.‏ وابتدأ ايضا عدد من الاقرباء والجيران الآخرين بالدرس.‏ وفي حين انه لم يكن هنالك شهود قبل ١٨ شهرا،‏ يحضر الآن ٨٠ الخطابات العامة في قاعة ملكوتهم.‏

حتى الآونة الاخيرة كانت لدى فريق منعزل داخل ڠَيانا ناشرة معتمدة واحدة فقط.‏ لقد عملت باجتهاد بين الناس،‏ الذين هم من الهنود الكاريبيين.‏ وقد بنوا قاعة ملكوت مفتوحة الجوانب جميلة جدا تسع اكثر من ٥٠٠ شخص.‏ ولها تجهيزات للصوت بميكروفونات نقَّالة تُشغَّل بالبطاريات.‏ في ايام الآحاد يعقدون درس الكتاب الجماعي ودرس برج المراقبة في الصباح،‏ ابتداء من الساعة ٣٠:‏٨.‏ وبعد الظهر يعقدون مدرسة الخدمة الثيوقراطية واجتماع الخدمة.‏ وكل الاجزاء تُترجَم بالكاريبية،‏ وهي لغة لا تُكتب.‏ ولكي يصل البعض الى الاجتماعات يمشون قبل يوم مسافة ٢٥ ميلا (‏٤٠ كلم)‏.‏ ويجلس الجميع قبل ابتداء الاجتماعات،‏ وعلى الرغم من ان المقاعد خشبية طويلة دون ظهر،‏ هنالك اقل ما يكون من الحركة.‏ وأيام الاربعاء ليلا،‏ تُدار صفوف للقراءة والكتابة بالانكليزية بحضور يبلغ نحو مئة شخص.‏ وفي زمن هذه الكتابة يخطِّط اربعة ازواج للتزوُّج شرعيا قبل المحفل الكوري.‏ و ١٦ آخرون يدلّون انهم يستعدون للتزوُّج شرعيا لكي يتمكنوا هم ايضا ان يصيروا خداما منتذرين ليهوه.‏

حقا،‏ يُنجح يهوه شعبه.‏ وكما أُنبئ في اشعياء ٩:‏٣‏:‏ «اكثرتَ الامة عظَّمتَ لها الفرح.‏ يفرحون امامك كالفرح في الحصاد.‏» فحيثما كنا نعيش،‏ ومهما كانت ظروفنا،‏ فلنشترك جميعا نحن خدام يهوه،‏ الاله الحقيقي الوحيد،‏ كاملا قدر الامكان في العمل العظيم للمناداة بالملكوت الجاري الآن.‏